اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل السابع 7 بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل السابع 7 بقلم اغاني الشتاء

\•• بـعــد أيــــام ••


صحت شهد من نومها...و التفتت تشوف خواتها...بسمه و قمر صاحيات...و بس رجوى اللي كانت نايمه...

قامت من سريرها و صارت ترتبه...و هي تطالع برجوى...تخاف تصحى و تضحك عليها مثلها دائما إذا شافتها ترتبه...و ضحكت و هي تشوف سرير رجوى...ما تدري كيف تنام فيه وهو بهالحال...(نايمه هي و ملابسها و كتبها..الله يعين هالسرير كل شي عليه!)

أول ما طلعت من الغرفه...فتحت رجوى عيونها...و نطت من سريرها على سرير قمر...بعده سرير بسمه...لين وصلت سرير شهد...و خربت ترتيبها...راحت تاخذ قلم ألوان من شنطة بسمه...و كتبت على الجدار اللي جنب سرير شهد...(أثبتت الدراسات الرجويه أن الترتيب الدائم سبب رئيسي لأمراض القلب و التهاب العقل و إنتشار الإكتئاب المزمن بأنحاء الجسم)
و رجعت تنام...و غطت وجهها...

رجعت شهد للغرفه...و شافت سريرها و قرت اللي مكتوب على الجدار...عصبت عليها و راحت تهزها...

شهد بقهر= رجوووى ليه تخربين الجدار؟
رجوى ترفع عنها الغطاء= كيفي..بيت زوجي مستقبلا و أنا حررره فيه
شهد= أوووف

تركتها و راحت ترتب سريرها...و أخذت من درجها صور ورد و بدت تحطهن على الجدار تغطي كتابة رجوى...راحت لها رجوى و حطت يدها على راسها...و صارت تقرأ عليها...

شهد تبعد يدها= قالوا لك مجنونه
رجوى= لا شكل فيك مس..ساكنك جني بستاني على هالورد اللي غرقتي فيه
شهد= الله يعلم مين اللي من سريرها ناطه على الشر
رجوى= زين..جوعااااانه
شهد= و أنتي متى شبعتي؟
رجوى= عندنا بلعه؟
شهد= يوم اطلع و قمر في المطبخ تسويلها.....

ما كملت كلامها...إلا و رجوى طالعه بسررعه من الغرفه...

••

••

••

دخلت تركض لقمر...و تعلقت برقبتها...

رجوى= جوووعااانه
قمر تحاول تبعدها= بسم الله خنقتيــني
رجوى للحين ماسكتها= تأكليني معك؟
قمر بضيق= ايه بس فكيني
رجوى تفكها= هههه ما تجين إلا بالعين الحمراء
قمر= لا يا عيوني أنتي اللي بتسوين الشاهي
رجوى تضربها= مالت عليك

أخذت الإبريق...و رمته بسرعه و هي تصرررخ...

رجوى= آآآآي
قمر تشهق= يا خبله أنا توي طفيت على الإبريق!
رجوى تنفخ على يدها= و أنا وش يعرفني؟ اشم على ظهر يدي
قمر= خلاص حطي عليه زيت لا يلتهب..أنا اسوي الشاهي
رجوى تضحك= كان من الأول! و وفرتي علينا هالإصابات
قمر بإستغراب= وش دعوه تحسين أنتي! والله احس بتدخلين علينا يوم و رقبتك مقطوعه و راسك متعلق على صدرك و أنتي تضحكين
رجوى تنفجر ضحك= ههههه تشبيه بليــغ..بس مرعب
قمر تضحك معها= وش نسوي؟ مسهرتنا شهد أمس عند فلم رعب..يله روحي حطي على الحرق زيت لا تنسين..ارحمي يدينك والله ينفعن سجل مرضي للإصابات اللي تعرضتي لها بحياتك


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد المغرب...في الصاله...دخلت حياة و شافت أم فايز و البنات...

ولاء= صح النوم يا كسوله
حياة تبتسم= أنتي آخر وحده تتكلم عن الكسل..الله يعينها عمتي كل صبح و هي طالعه نازله عليك
وفاء= صادقه..أنا كل صبح أمر عليها اصحيها..و كل مره ألقاها غرقانه بالنوم أكثر من اللي قبلها
ولاء بسخريه= أجل أنتي أول ما نفتح باب غرفتك صحيتي! حشى نوم ذيبه
أم فايز= ليت كل البنات مثل وفاء
حياة= كان الدنيا تصير كلها خير
ولاء تطالعهم بنص عين= الله من الزهق..لا هوشات و لا صراخ
وفاء= حرام عليكم وش فيها ولاء..كلها زين
حياة تضحك= و أنا ليه ما أحد مدحني
وفاء= أنتي شمعة البيت..و نوره
ولاء بتريقه= وش هالمساء المفعم بالمشاعر!
أم فايز= الله يخليكم لبعض
ولاء تصرخ بإستهبال= خلااااص بأصيييح

دخل أبوها...على صوتها العالي...

أبوفايز بعصبيه= أوص و قص..اذلفي لغرفتك يله

انحرجت ولاء و تضايقت...و طلعت بسرعه من الصاله...لحقتها وفاء لأنها تدري إنها بتروح كعادتها بعد أي صرخه من أبوها تصيح...و قامت معها حياة...لكن صوت عمها وقفها...

أبوفايز= انتظري أنتي يا حياة أبيك بموضوع

وقفت حياة...و رجعت بضيق تجلس...و وفاء نست ولاء...و وقفت وراء الباب تتسمع...و هي حاطه يدها على قلبها اللي بدت نبضاته تزيد...و هي من ملامح أبوها تتوقع الموضوع اللي بيكلم حياة فيه...بس اللي ما تتوقعه ردة فعل حياة...إلى أي درجه من القهر...و الإعتراض بتوصل...

حياة= نعم
أبوفايز= بكره جايينا خطاب لك..و أنا وافقت عليهم..تعرفينه..(التفت على أم فايز)نواف نسيب أبومشاري

حياة كانت تسمع...و الغيض...و الكره...يتصاعد بنفسها...و أنفاسها المتلاحقه تخنقها عن أي كلام تبي تقوله...

حياة بهمس= مــابي
أبوفايز يلتفت لها بعصبيه= نعـم!!
حياة توقف= مااابي اتزوج
أبوفايز بغيض= ما شاورتك..بهالمواضيع أن اللي أقرر

طالعته حياة بقهر...و هي تجمع كل قوه داخلها...و ترفع صوتها...

حياة= هاذي حياتي و أنا اللي أقرر كيف بأعيشها
أبوفايز يوقف و بعصبيه= أقول اتركينا من هالخرابيط و الدلع اللي ماله داعي..و نواف بتآخذينه غصب عليك..و أحمدي ربك إن واحد مثله فكر يآخذك و إلا ناسيه أبوك و سواد وجهه و فضيحته اللي سواها..أنا قلت بتعنسين عندي ما أحد طال بوجهك
حياة توقف و تصررخ بقهر= مااااراااح اتزووجه لو تمووت

كف قوي امتد على خدها...خلاها ترجع تطيح على الكنب...طالعته بنظرات كره...و حقد...
قبل تطلع من الصاله و تركض لغرفتها...و لا انتبهت لوفاء...اللي كانت تركض وراها...و تناديها...لكنها ما سمعت...

••

••

••

في الصاله...صب أبوفايز قهره كله...على أم فايز...

أبوفايز= شايفه دلعك لها وين وصلها؟ البنت صار لها لسان تراددني..و ترفع صوتها علي..والله لو ما بكره جايينها الناس لأعلمها الأدب
أم فايز بخوف= هدي نفسك يا أبوفايز..و إن شاء الله ما يصير إلا الخير..تلقاها بس تفاجأت و....
أبوفايز يقاطعها= غصب عليك و عليها بيصير خير..و بكره لو ما طلعت مثل بنات خلق الله و قابلت الناس..والله ما تشوفين الخير لا أنتي و لا هي

تركها و طلع...و هي جلست حاطه راسها بين يدينها...تفكر بهالمشكله اللي مالها حل...صعب تقنع حياة توافق...و الأصعب تقنع أبوفايز يتراجع عن هالخطبه...

••

••

••

في غرفتها...قفلت على نفسها...و جلست تحت سريرها...ترتجف قهر...و هي تردد بألم...(جاي يعايرني بأخوه!! اللحين صارت فضيحته خاصه فيني أنا؟؟ هو بالذات ماله حق! ماله حق!)

تذكرت ذاك اليوم...اللي راحت تقول لعمها عن سوايا أبوها...و مكالماته...ترجته...و صاحت عنده...عشان يكلمه...
للحين تتذكر الكف اللي جاها منه...و صوته الغاضب يهددها...تحترم أبوها و ما تتكلم عنه كذا...(كان يعرف و سكت..رفض يكلمه..دام الناس ما تعرف..عادي..أنا و أمي مو مهم..المهم الناس ما تعرف..و اللحين أنا اللي أشيل العار؟؟!!)

سمعت طق الباب...و صوت وفاء القلق تناديها...
لكنها ما ردت...كانت بحالة قهر...و ضيق...و تخاف لو تفتح هالباب و تشوف أحد...أو تطلع لعمها تسوي شي تندم عليه...

••

••

••

دخلت وفاء على ولاء...و شافتها جالسه على مكتبها و مكشره...سكرت الباب و تسندت عليه...

وفاء= نواف خطب حياة
ولاء تلتفت عليها و تشهق= وش قالت؟؟

قالت لها وفاء اللي صار...

ولاء بكدر= يارب ما يصير فيها شي..حرام عليه ما يكفي التعب اللي هي فيه بعد بيغصبها على الزواج...ليه أبوي ما يحس؟...(كملت تكلم نفسها بأسى) وهو من متى حس فينا من الأساس
وفاء= الله يستر..
ولاء= كلمتي حياة؟
وفاء= ما رضت تفتح لي..و لا ترد علي
ولاء= أبوي وينه؟
وفاء= سمعته يطلع
ولاء= بأروح اشوف أمي..أكيد متضايقه
وفاء بضيق= بس وش نسوي؟ خايفه على حياة..هي ما تتحمل طاري الرجال؟ كيف زواج هالمره؟...ولاء روحي طقي عليها
ولاء= و على بالك بتفتح؟ ما تعرفين حياة؟
وفاء= يعني إذا تركناها احسن
ولاء بضيق= مين يعرف وش الأحسن..ادعي ربك يرحمنا
وفاء تتنهد= يااارب

تركتها ولاء و نزلت لأمها...و هي راحت تطق على حياة للمره الثانيه...لكن ما جاها جواب...
رجعت لغرفتها...و جلست على سريرها تفكر بضيق...التفتت تشوف جوالها اللي على السرير...و طرى على بالها الدكتور بسام...و تذكرت الكرت اللي أخذته من المستشفى...و فيه رقم مكتبه...
لكنها كانت فكره براسها بس...مو سهل تتنفذ أبدا...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رحيل للحوش...بعد ماراحت جدتها كالعاده هالوقت لجمعة الجارات...و راحت تسقي النخلات الثلاث اللي في الحوش...و هي تتذكر زيارة عمها قبل أمس...اللي جاء لحاله...لا زوجته و لا بناته فكروا يجون معه...و هذا اللي كانت متوقعته...(ما صدقوا يرتاحون و ينسون! أحيانا أحس إني المفروض ما أطلع من بيتهم و أجلس أنكد عليهم عيشتهم و لا أخليهم يرتاحون..اعيشهم العذاب اللي عيشوني فيه..القهر..و الخوف)

تذكرت عمها...كيف سكتته و هي تسأل ليه ما أحد منهم جاء معه...نظراته المنحرجه و المرتبكه...لكنها ما سألت هالسؤال حب فيهم...لا...بس عشان تحرج عمها...و يرجع يفتح لهم محاضره...و تدري إنه بعد كم يوم بيجيبهم معه غصب...وقتها تطلع حرتها فيهم مثل ما تعودت...و تراقب الغيض المكبوت بعيون مها...و الكره اللي يملأ نظرات بدور...و ملامح هناء و أحمد و أمها المستنكره للي تسويه...و اللي متأكده إنهم يسألون نفسهم مية مره عن سبب هالكره...
حتى عمها بنظراته العاجزه...الحايره...وهو يشوف كل حنانه الكذاب و إهتمامه ينصد بجدار قسوتها و برودها...
تعودت تشوف هالأشياء من سنين...لين حست إنها ادمنت عليها...هم الوحيدين اللي كانت تقدر تطلع فيهم قهرها...و كرهها الكبوت...(لازم تدفعون الثمن..طول ما أنا عايشه و أتذكر)

دخلت للبيت...و راحت لغرفتها هي و البنات...تتذكر الأيام اللي راحت و هي هنا...ابتسمت و هي تحس براحه لمجرد إنها تصحى و تنام قريبه من جدتها...حتى الجيران اللي هنا...مع إنها تتعامل معهم برسميه و جفاء...إلا إنهم ما كانوا يثيرون فيها أي كره أو حقد...بس عشانهم يحبون جدتها...
كانوا طيبين...بس هي الظاهر خلاص...تعودت تعيش عمرها لحالها...مع أفكارها...و أحقادها...تعودت تعيش بجمود و سكون...
و هالشي كان واضح عليها...لدرجة خلا الناس تتحاشى تكلمها...لأنهم متأكدين من صدها و جفاها...
حتى لو حاولت تتغير...تختلط بالناس...كان فيه شي داخلها يمنعها...
ما تلقى شي تقوله لهم...و لا كيف ترد عليهم...و لا تتعامل معهم...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت ولاء على وفاء...

وفاء= فتحت لك؟
ولاء= لا
وفاء= و لا ردت عليك
ولاء= بعد ما تكسرت يدي من الطق..ردت علي..و قالت إنها ما تبي تتكلم مع أحد
وفاء تتنهد= و كيف صوتها؟ تحسينها صايحه؟
ولاء= لا..كان صوتها عادي
وفاء= الحمدلله
ولاء= بالعكس لو صاحت احسن..على الأقل ترتاح..تلقين الوجع اللحين كله في قلبها
وفاء تطالعها بإستغراب= ......
ولاء= والله صادقه..أنا كل ما صرخ علي أبوي اصيح..و مره زهقت قلت بطنشه و لا راح أصيح..حسيت إني مخنوقه كل اليوم و راسي مصدع..و معدتي توجعني..و يوم صحت ارتحت

سرحت وفاء تفكر...(هذا حالك بيوم واحد بس! أجل كيف حياة اللي من سنين حابسه كل القهر بقلبها)

ولاء= وش تتوقعين يصير بكره؟ يمكن ما تطلع حياة من غرفتها؟
وفاء= ما اتخيل وش بيسوي فينا أبوي


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت مها للصاله...و جلست عند بدور...

مها= عرفتي رحيل وش قالت لأبوي؟
بدور= ايه أمي قالت لي
مها= والله تقهر هالبنت..حتى و هي بعيده مو مرتاحين منها....اللحين مو سكنت عند جدتها اللي بغت تذبحنا عشانها..خلاص وش تبي فينا تسأل عننا؟!
بدور= هاذي المشكله إنها ما تبي تشوفنا..حتى لو رحنا لها يمكن ما تقابلنا..ليه تسأل عننا مادري؟
مها= عشان تضايق أبوي بس..تبي تبين له إننا حنا اللي ما نبيها...أو يمكن ما لقت هناك أحد تطلع شرها عليه قالت أجيبهم اسم بدنهم شوي
بدور= بس أنا ماابي اروح
مها بإستنكار= و مين قال لك بنروح..أنا قلت لأبوي إنها ما تبينا و لا تحبنا بس تسأل تبي تحسسك بالذنب كعادتها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دقت أم مدى...على أم مشاري...و سلمت عليها...و بعد ما سألت عن أخبارها...

أم مدى= جهزي نفسك بكره بنمر عليك
أم مشاري= ليه؟ وش عندكم؟
أم مدى= بنروح بكره نخطب حياة رسمي..وافق عمها على نواف
أم مشاري= يعني كملتي رأيك و اقنعتيه بحياة
أم مدى= تفآئلي خير..و إن شاء الله ربي يوفقهم
أم مشاري= آميــن..بس حياة وش رأيها؟
أم مدى= بكره نعرف..بس إذا عمها وافق أكيد هي موافقه
أم مشاري= لا مو أكيد..الأكيد إنه بيغصبها..الله يهديك بس..زين يعني لو اخذته غصب!
أم مدى= ماراح تلقى أطيب و أحن من نواف..لا تخافين هو متفهم اللي فيها و عنده إستعداد يتحملها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد المغــرب/ طلعت رجوى من الغرفه و شافت شهد عند التلفزيون تتابع مسلسل...و أمها و قمر جالسين يتابعون بدون إهتمام...

مرت بين شهد و التلفزيون...و وقفت لعانه تتمطط قدامها...

شهد= يوووه رجوى بعدي بأشوف تقوله أو لا
رجوى= اللي أعرفه إن القول ينسمع ما ينشاف
شهد تدفها من قدامها= أنا عندي بالثنتين
رجوى= والله مسرفه بحواسك على غير سنع

مرت من عند قمر و وطت على رجلها...

قمر= آآآآي ما تشوفين
رجوى بإستهبال= أوو رجلك! بسم الله واصله لهنا و أنتي هناك
قمر= اذكري الله لا تشليني..يا متر و نص
رجوى= مخليته لك الطول..ما تدرين إن كل قصير حكمه أو نقمه
قمر تضحك= و أنتي أكيد نقمه

شافت بسمه و حنين يدخلون للصاله...

أم مشعل= وين فيصل و بدر؟
بسمه بإعتراض= طلعوا يلعبون في الشارع..و قالوا ياويلكم تطلعون معنا
رجوى= والله صار للذبانه دكانه و صارت تسكر على بكير! وهم وش دخلهم هالنتفه و المعصقل صاير لهم راي؟
بسمه بفرح= نطلع نلعب في الشارع؟
رجوى= لا خلي شارعهم لهم..أنا العبك لعبه أحلى
حنين= و أنا
رجوى= كلنا..حتى سيده أناقه و كركر بيلعبون
قمر تحمست= وشو؟

رجوى راحت للمطبخ...و أخذت سائل غسيل الصحون...

رجوى بفخر= اليوم بندشن ساحة تزلج في بيتنا..و الدخول مجاني

تحمسوا و نزلوا للحوش...حتى أمهم نزلت تتفرج عليهم...
فتحت رجوى صنبور الماء اللي في الحوش...و صارت ترش الماء في كل مكان...بعدها و زعت الصابون بكل مكان...

رجوى تصرخ= ابتدأ وقت المرررررح

صاروا يركضون و يتزلجون...يطيحون و يقومون...و صراخهم و حماسهم...واصل لآخر الحاره...لدرجة إن فيصل و بدر رجعوا على أصواتهم...و دخلوا هم و العيال اللي كانوا معهم يلعبون معهم...و امتلأ الحوش الضيق فيهم...
جلست وفاء بغرفتها لحالها...و الجوال بين يديها...خزنت فيه رقم الدكتور...و كل دقيقه...تحاول تفتح الخط...و تتراجع...لكن خوفها على حياة...و ردة فعلها...خلاها تتشجع...(بس وش أقول له؟)

راحت لمكتبها...و أخذت ورقه و قلم...و كتبت اللي بتقوله...عشان ما تتلخبط...أو تنسى...و بيدين مرتجفه دقت الرقم...

وفاء= السلام عليكم
الموظفه= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= لو سمحتي..ممكن أكلم القسم النفسي
الموظفه= لحظه.......تفضلي أختي

زادت دقات قلبها...و تسارعت أنفاسها...لين حست إنها ماراح تقدر تتكلم...لكنها غمضت عيونها بقوه تتخيل حالة حياة اللحين بعد الكلام اللي قاله أبوها...و تتخيل لو ما طلعت بكره وش راح يصير فيهم...و كل هالأشياء شجعتها شوي...
انتبهت للصوت اللي يتكلم من زمان...و أول ما عرفته...سرت رجفه في جسمها...

د:بسام= ألــو
وفاء بصوت لاهث= السلام عليكم
د:بسام= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= .....
د:بسام= نعم أختي
وفاء= الدكتور بسام؟

كانت تعرف إنه هو...متأكده إنه هو...لأن صوت كان يرن في أذنها كل الأيام اللي راحت...بس كانت متوتره...و ماتعرف كيف تبدأ...

د:بسام= ايه أختي..تفضلي وش بغيتي؟
وفاء بتردد= كنت..كنت....أبي آخذ رأيك..بحاله نفسيه عندي
د:بسام يبتسم= تفضلي أختي

كان حاس بتوترها...من صوتها المهزوز...و هي ارتاحت إنه على الأقل بيسمعها...

وفاء= بصراااحه...مو بس إستشاره...أنا...أنا أبيك تعالجها
د:بسام= خلاص أختي أعطيك موعد و .....
وفاء تقاطعه= لا....أنا أبيك تعلمني كيف أعالجها..و أنا....
د:بسام بضيق= أختي ياليت توضحين وش تبين؟ أنا مو فاهم شي!
وفاء= قريبتي تمر بحاله نفسيه صعبه..و بترفض تتعالج عند دكتور نفسي..و أنا أبيك تقولي كيف أعالجها و أنا بأسوي كل شي
د:بسام يتنهد= أختي أنتي تسوين كل هذا عشان ما تدفعين فلوس الإستشاره؟!
وفاء بإحراج و ضيق= لا..بس قلت لك إنها ماراح ترضى تتعالج..و أبوي ماراح يخليها تروح لدكتور نفسي
د:بسام= اعذريني أختي..صعب أصدق هالكلام...كثير مثلك يدقون اللي يتهرب من دفع قيمة الإستشاره و يآخذ وقت مرضى أحق بالعلاج..واللي يدقن يبون يضيعون وقت و يألفون لي أمراض بس عشان يتعرفون..أنا مو عارف أنتي صادقه أو لا..بس مابي انخدع مرتين..و حتى لو كنتي صادقه..العلاج النفسي ما يتم بهالطريقه
وفاء تفقد أعصابها و تصيح= بس...بس...أنا أبي...أساعدها...مو هاينه علي...والله حرام اللي يصير فيها...أخاف يصير لها شي...وش أسوي؟...ما بيدي غير هالحل...وش أسوي؟؟

سكت بسام...وهو يسمع شهقاتها...و حس بضيق لأنه جرحها...من أول ما دقت و هي مرتبكه و خايفه...و باين إنه كان الحل الوحيد عندها...تأفف بخاطره...كان ضعيف قدام دموع المرأه...و لا قدر ينهي هالمكالمه...و يكسر بخاطرها...

د:بسام بحنان= هدي نفسك أختي..و اعذريني..فيه ناس تحب تتلاعب و أنا مر علي كثير..قولي اللي تبين..و إن شاء الله أقدر أساعدك

هدت وفاء...من أول ما سمعت صوته الهادي...يكلمها برقه و حنان...

وفاء بضيق= مادري من وين أبدأ?
د:بسام= اللي يريحك..اللي يجي بخاطرك قوليه
وفاء تتنفس بقوه= بنت عمي..هي طبيعيه ما فيها أي شي..بس..بس إذا جاء طاري أي رجل تضيق فيها الدنيا
د:بسام= ليه؟ تعرفين السبب؟

ترددت وفاء...ماتبي تقول له...مهما كان يبين إنه طيب...هي ما تعرفه...و لا لها حق تفضح أسرار حياة قدامه...ما تضمن وش يصير بعدين...

وفاء= ايه..بس ما أقدر أقول..هالشي خاص فيها..مالي حق أقوله
د:بسام يتنهد ببملل= يا أختي المريضه ما تقدر تجي..و أنتي مو راضيه تقولين لي حالتها كامله..كيف تبيني أساعدها؟ أو حتى أشخص حالتها..أنا آسف بس .......

خافت وفاء يسكر...و ترجع لحالها بهالمشكله...حاولت تقنعه...

وفاء تصيح= الله يخليك..لا تسكر..أبوي غاصبها تتزوج..جايينها خطاب بكره..و هي من عرفت سكرت على نفسها الباب..و أنا خايفه عليها...أنت قد شفتها...والله أنا صادقه...حياة...لو تتذكرها...الدكتوره ريهام طلبت منك تشوفها بس هي ما رضت تتكلم

انصدم بسام...وهو يسمع اسم حياة...ما تخيل إنه بيوم بيعرف عنها شي...و هاللحين رجعت حالتها تصير بين يدينه...

د:بسام بعد صمت= زين قوليلي اللي تقدرين تقولينه
وفاء= عندها ذكريات من سنين صارت..و هي اللي عقدتها..من يومها و هي تكره الرجال..
د:بسام= و هالذكريات مرتبطه بشي عام؟ أو بالرجال خاصه؟
وفاء= لا بالرجال خاصه
د:بسام= و هالذكريات..سريه ما تبي أحد يعرفها؟ أو تسبب لها نوع من تأنيب الضمير؟ أو صعبه عليها و تحزنها؟
وفاء= لا كلنا نعرفها..يعني هي صعبه عليها و تضايقها..و لا عمرها جابت طاريها أبدا..حتى حنا ما نقدر نتكلم فيها قدامها..كنت اتخيل إنها نست بس هي أبدا ما نست

تنهد بسام وهو يفكر بضيق...وش اللي ممكن يكون صاير لها من سنين...و معقدها...

د:بسام= زين أنتي تقولين إنها إنسانه عاديه جدا..بس من طاري أي رجل ينقلب حالها..صح؟
وفاء= ايه
د:بسام= أي طاري لهم..أو موضوع عن غيره يفرق؟ و كيف تكون ردة فعلها؟
وفاء تفكر= يعني إذا جاء طاري رجل بسالفه عاديه تكشر و تسبه..بس إذا كان في الموضوع ظلم رجل أو إستبداده تعصب و تثور..و إذا كان الأمر له صله فيها وقتها تكون عصبيه أكثر و تروح لغرفتها تقفل عليها
د:بسام= و بعد ما تطلع كيف تكون حالتها؟
وفاء= عاديه..ترجع لطبيعتها..بس ألاحظها متضايقه شوي..أو تتعب بسرعه..لين ترجع مثل أول
د:بسام بعد صمت= غالبا..اللي عندها كبت
وفاء بإستغراب= كل هاللي فيها و بس كبت؟!
د:بسام= الكبت مو سهل مثل ما تتخيلين..صحيح كلنا نكبت أحيانا أشياء تضايقنا..بس يكون عن وعي مننا..لكن إذا زاد الكبت و صار هو الحل لكل مشكله تواجهها يعتبر حاله مرضيه..تخليها تتصرف تصرفات غير طبيعيه
وفاء بقلق= بس حياة تصرفاتها طبيعيه..حتى أحيانا احس إنها نست الموضوع
د:بسام= هي صحيح مستبعده الفكره و ما تفكر فيها..عشان تبعد عن نفسها التوتر و القلق..بس الفكره ما زالت موجوده و محتفظه بكل قوتها
وفاء بخوف= يعني وش ممكن يصير فيها؟ لو استمرت تكبتها؟
د:بسام= تظل في اللاشعور و تعبر عن نفسها بطرق مختلفه..مثل أحلام مزعجه..شعور بالضيق..تصرفات خطأ..أو جريمه....أو يمكن الظروف تستفز هالشي المكبوت و يظهر فجأه و يحطم سدود الكبت كلها و تنهار
وفاء تنزل دموعها= .......
د:بسام يكمل= راح ينقلب الكبت عندها بعد ما كان وسيله دفاعيه بيصير وسلة هجوم و تزداد قوته..و القوه اللي كانت فيها تبدأ تضعف..و إحتمال تتعرض لأمراض صحيه
وفاء بذهول= كل هذا فيك يا حياة!! وش أسوي؟
د:بسام= المفروض تقنعين أبوك يخليها تراجع عند دكتور نفسي..و عشان تقتنع هي اخذوها لدكتوره
وفاء بضيق= أبوي لا يمكن يقتنع بهالشي..و لا أحد فينا يقدر يواجهه
د:بسام= و لا تقدرين تكلمين أي أحد يأثر على أبوك..مالها خوال؟
وفاء= لا..ما فيه غير عمي..ولو عرف بهالشي ردة فعله بتكون أسوأ من أبوي....دكتور الله يخليك ساعدني باللي تقدر عليه..يمكن ما نقدر نعالجها كذا..بس على الأقل أخفف عنها..أعرف اتصرف معها لا شفتها بهالحال

سكت لحظات...خافت فيها إنه ما يوافق على هالشي...خاصه بعد ما عرفت إن حالتها مو سهله...

د:بسام= خلاص بأكون معك..بس هالشي ترى مو صح..يمكن فيه أشياء داخلها حنا مو عارفينها..و نهملها......(و بتراجع) العلاج بهالطريقه يمكن ما يجيب نتيجه..اخاف نضرها أكثر ما ننفعها
وفاء= تكفى يا دكتور..أنا لحالي ما أعرف اتصرف
د:بسام يتنهد= خلينا ننتظر ردة فعلها على اللي بيصير بكره..و عليه نشوف كيف نتصرف معها؟ و كيف تكلمينها؟
وفاء= مشكور دكتور..بس...
د:بسام= بس ايش؟ تبين شي ثاني؟
وفاء= بس كنت أبي اعرف متى اتصل..أخاف تكون مشغول
د:بسام= ذكرتيني مو دائما أرد على تليفون المكتب..اخذي رقم جوالي
وفاء تشهق= هاااه
د:بسام= فيه مشكله؟ اعتقد الجوال أو التليفون ما يفرق
وفاء بإستسلام= خلاص كم الرقم؟

عطاها الرقم و بعدها سكرت...و هي تتنفس لأول مره بإرتياح...تأملت رقم جواله بإبتسامه باهته...(رقم شاب بجوالي؟! ما تخيلت هالشي أبدا!)
حست بالقلق...و الخوف يرجع لها مره ثانيه...(لو أحد عرف؟ لو درى أبوي عن اللي سويته؟)

خافت من هالفكره...لكنها ابعدتها من تفكيرها...عشان ما تتهور و تمسح رقمه...

••

••

••

تنهد بسام وهو يراجع في باله كل اللي سمعه عنها...(وش ممكن يكون اللي عقدها لهالدرجه؟)
غمض عيونه بقوه وهو يحس بقهر...من الأفكار اللي صارت تطري في باله...
طول عمره يتعامل مع حالاته بعقلية الدكتور...ليه حالتها بالذات تثير عواطفه...و توجع قلبه...(يمكن لأني حاس إن ما حواليها أحد يقدر يساعدها..و يطلعها من اللي هي فيه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


•• مــن بـكـــره ••


كانت من أمس واقفه قدام لوحتها ترسم...ما تبي تفكر بأي شي و اشغلت نفسها بالرسم...لكن و هي تشوف اللوحه ما فهمت شي منها...كلها غموض...و فوضى...كانت أمواج ثايره بألوان متضاربه...بوسطها قارب صغير تستنكر العين وجوده سالم بين هالأمواج القويه...لكن القارب كان موجود...بألوان واضحه و مسيطره على الموج كله
رمت الفرشاة من بين يديها بتعب و ملل...و هي تطالع باللوحه و تحاول تدور لها معنى...
لكنها رجعت تتذكر كلام عمها...و اللي بيصير اليوم...(لازم اتصرف بعقل..لو اعترضت عمي ماراح يسمع لي..و بيقلب البيت علينا كلنا..أنا ما يهمني بشي..لكن عارفه إن أم فايز و البنات بيتأثرون..و أنا مابي أضايقهم..و عمي أعرف كيف اتصرف معه..و هالخطبه ماراح تتم)

سمعت الآذان...و راحت تتوضأ و تصلي...بعدها طلعت من الغرفه و قابلت وفاء...

وفاء تطالعها بتفحص= صباح الخير
حياة بهدؤ= صباح النور
وفاء= وش أخبارك؟
حياة= بخير
وفاء= تفطرين معي؟
حياة= ايه ميته جوع

نزلت معها...و وفاء تطالعها بإستغراب...(ليه هالهدؤ؟ و لا كأنه شي صار أمس! أكيد ما رضخت لرأي أبوي..بس وش ناويه عليه؟...معه حق الدكتور..حياة تكبت كل اللي يواجهها و تعجز عنه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد الحصه الأولى...طلعت الأستاذه من الفصل...و التفتت سلمى لرجوى...

سلمى= وش جالسه تسوين من الصبح؟

مدت لها رجوى يدها...و هي راسمه على كل أصبع ملامح وجه...اللي مبتسم...و اللي حزين...و اللي مكشر...و ملونتهم و مسويه لهم قصات...

رجوى= شوفي رسمت عيالي
سلمى تضحك= تعيشين و تجيبين..الله يخليهم لك
رجوى تضرب أصابعها بالطاوله= مالت عليهم ما ينفعون
تهاني تلتفت عليهم= أمهم مين؟
رجوى= لا هم طالعين على أبهاتهم..لو طلعوا علي كان نفعوا البشريه
سلمى= ليه من كم واحد جايبه عيالك؟
رجوى= من ثلاثه..أبو سعد حبي الأول منه اثنين(و تأشر على أصابعها) شوفيهم وش ملحهم مبتسمين و متعفطين على أبوهم..و هذا من أبوهيثم مكشر مثل أبوه..اليوم الصبح شفته بسيارته مكشر و تخيلت إني زوجته و بيوديني للمدرسه و توحمت و جبت هالولد بهالشكل..و هالأثنين الحزينين عيال شاهد..فلم هندي حزين على أبوهم
سلمى= حشى ما بقيتي بهالحارات رجل إلا مريتي عليه! حتى الهنود ما سلموا منك
رجوى= ماااا تدرون؟ أمس حلمت إني سرقت منه و كشفني و بلغ الشرطه و سجنوني..و بعدين تحسف و طلعني بس بشرط إني اتزوجه..و تزوجته و رحنا للهند و سرقنا جزيره و عشنا فيها..طلع آخذني طمعان بمواهبي السرقيه
تهاني= والله مادري هالأحلام اللي كل يوم تقولينها صدق أو كذب
رجوى بإستخفاف= حمد الله و الشكر حلم..أكيد مو صدق...إلا صح وش عندها البرنسيسه شذى غايبه لها قرن؟
سلمى= سمعت البنات يقولون أبوها توفي..و يمكن ما تكمل هالسنه

دخلت عليهم أستاذة التاريخ...و الكل سكت...ينتبه للشرح...و رجوى طلعت دفتر الأدب تحل الواجب اللي ما حلته...لأنه كان عليهم الحصه اللي بعدها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رحيل...و طلعت للصاله و شافت جدتها...

رحيل= صباح الخير يمه
أم ساره= هلا صباح النور..تعالي يمه افطري
رحيل تطالع عبايتها= يمه بتطلعين؟
أم ساره= ايه فيه وحده تعرفها أم سعيد ساكنه بعيد و تعبانه بنروح نزورها و تشوفها أم سعيد لو تبي شي
رحيل تتنهد= زين يمه

جلست أم ساره معها شوي...بعدين طلعت لمشوارها و رحيل جلست لحالها...ما تدري وش تسوي...و راحت تتسلى بترتيب البيت...

طلعت رجوى من المدرسه متأخره...مشت لحالها في الشارع...و وقفت و هي تشوف لفة بيت هدى...طالعتها للحظات...و خطر لها شي...ما تدري ليه جاء في بالها...

و دخلت الحاره...و راحت لبيت شذى...و دقت الجرس...
لحظات و فتحت لها الخدامه...

الخدامه= نأم
رجوى= أبي اشوف شذى
الخدامه= مين أنتي؟
رجوى= صديقتها في المدرسه
الخدامه= اسبر شوي

وقفت رجوى في الحوش...تروح و تجي...لين شافت مره تطلع لها حست إنها أم شذى...قربت منها و سلمت عليها...

رجوى= عظم الله أجركم
أمها بحزن= أجرنا و أجرك..تفضلي يا بنتي

دخلت معها رجوى للصاله...

أمها= شيلي غطاك ما فيه في البيت إلا أنا و شذى..أنتي هدى صح؟
رجوى بإبتسامه= لا أنا زميلتها في الفصل
أمها= ايــه..أنا توقعتك هدى
رجوى= أقدر اشوف شذى؟
أمها تتنهد بحزن= والله يا بنتي مادري..من يوم توفى أبوها و هي مو راضيه تطلع من غرفتها..و أنتي أول وحده تجيها من صديقاتها
رجوى= بأطلع لها غرفتها لو ما عندك مانع؟
أمها= لا حياك يا بنتي

نادت الخدامه و قالت لها تطلعها لغرفة شذى...دخلت الخدامه قبلها و قالت لشذى إن فيه وحده من المدرسه بتشوفها...و مثل أمها توقعتها هدى...مع إنها أمس دقت عليها و لا قالت لها إنها بتجي...
لكن انصدمت و هي تشوف رجوى...و لا عرفت ليه جت...

شذى بإستغراب= أنتي؟؟!
رجوى= عظم الله أجرك

هالكلمه خلت شذى تطلع من صدمتها...و ترجع للحزن...نزلت دموعها...و صدت عن رجوى تمسحهن...
جلست رجوى على كرسي تسريحتها...و نزلت شنطتها على الأرض...

رجوى= تصدقين عاد لي أسبوعين احس شي ناقص في المدرسه..و ما عرفت وشو..إلا يوم قالوا إنك غايبه كل هالأيام..عرفت إني فاقدتك..تخيلي؟
شذى تطالعها بإستخفاف= رجوى اتركيني بحالي..والله مو ناقصه..(تصيح)اللي فيني يكفيني

جلست على السرير و دفنت وجهها بيدينها...

رجوى تشهق= يعني ماراح تغديني..بتطلعيني من بيتك جوعانه؟ في هالشمس؟ وينك يا حاتم الطائي تشوف الناس كيف خربت بعدك
شذى تطالعها بقهر= رجوى وش تبين؟
رجوى= اممم باسألك سؤال..........قولي وشو؟
شذى تتأفف= وشو؟
رجوى= متى بتداومين؟
شذى= ماراح أكمل هالسنه..ارتحتي؟
رجوى= لا ما ارتحت..هاذي آخر سنه و أنتي درجاتك كل وحده احسن من الثانيه(تضحك)ما شاء الله لا تقولين حسدتك
شذى بغيض= رجوووى!

قطعت كلامهم...الخدامه اللي دخلت و معها عصير...

رجوى= شذى تغدت؟
الخدامه= لا
رجوى= خلاص جيبي غداء لي و لها
الخدامه تطالع شذى= ........
رجوى= وش تطالعين؟ سوي اللي اقولك

تركتهم الخدامه و طلعت...و شذى صاده بقهر عن رجوى...

رجوى تشرب عصيرها= ما أحد قال لك ما تطرديني لو ما تبيني..ترى أنا ما نعطى وجه..و احتمال اجلس للعشاء بعد
شذى= و أهلك ماراح يسألون عنك؟
رجوى تتذكر= يوووه نسيتهم! وين التليفون؟

أشرت شذى على مكتبها اللي كان عليه التليفون...و ما صدقت رجوى خبر...قامت تدق على أهلها و تقولهم إنها تتغدى عند وحده من صديقاتها...و شذى تطالعها بشك...و تفكر وش اللي خلاها تجي لها...وش تبي...و ليه صدق ما طردتها أول ما شافتها...

رجوى تسكر= ليه ما شربتي عصيرك؟
شذى= مالي نفس
رجوى= اشربيه يفتح نفسك للغداء
شذى بعناد= و مين قال لك أبي اتغدى؟
رجوى= بتتغدين غصب..حرام عليك اللي تسوينه فنفسك..مو لحالك خسرتيه..أمك خسرته بعد..و هي عاشت معه أكثر ما عشتي أنتي..الحزن باين بعيونها بس تكتمه و تخبيه..أكيد عشان ما تضايقك..و أنتي هنا مسويتلي فيها البنت الدلوعه المتأثره..فكرتي بنفسك و حزنك..و نسيتي إنك تزيدينها عذاب و هي تشوفك بهالحال؟ المفروض تخففين عنها...امحــق بنت
شذى تفكر باللي سمعته= ..........
رجوى= صح أنتي مالك خوات؟ ما شفت أحد
شذى بهدؤ= أنا وحيدة أهلي..أمي بعد ما جابتني شالوا لها الرحم
رجوى= شفتي..يعني اللحين أنتي كل اللي بقى لها بهالدنيا..بس كيف بتعيشون لحالكم؟
شذى= خالي بيته قريب مننا..و بعد ما تخلص أمي من العده بنروح عنده
رجوى= و خالك طيب؟ أو مثل الأفلام بيطلع شرير و يعذبكم؟
شذى تطالعها بإستنكار= لا تطمني طيب
رجوى= أجل خلاص..احمدي ربك..و ادعي لأبوك بالرحمه و بري بأمك اللي بقت لك..والله بر الوالدين عظيم..بس البلاء لو كان هالوالدين ما يساعدون الواحد يبر فيهم..بس أمك أكيد تستاهل
شذى= و أنتي باره يوم تنصحيني؟
رجوى= أمي ماتت يوم جابتني..يعني أنتي قضيتي على الرحم..أنا قضيت عليها بكبرها..الله يرحمها..والله إننا كوارث مو بنات
شذى منصدمه من اللي تسمعه= و أبوك؟
رجوى= هههه أبوي الظاهر البر فيه حرام
شذى بإستنكار= حرام عليك..ليه؟
رجوى= فيه ناس كذا..ما ينفع تعاملينهم بطيب ما يجون إلا بالأسلوب اللي هم يفهمونه..أبوي واحد منهم..يطول لسانه عليك أنتي طوليه عليه...يطنشك تطنشينه..يضربك تعودي و اسكتي..ههههه عاد قويه اضربه

انطق الباب...و دخلت الخدامه و معها الغداء...و حطته على الطاوله الصغيره اللي بغرفتها...

رجوى= يااااسلام حضر الطعام و سكتت رجوى عن الكلام المباح هههه يله قدامي نتغدى

قامت معها غصب...و هي تطالعها بإستغراب...و تتذكر الكلام اللي سمعته...و لا عرفت هي تتكلم صدق...أو تمزح...

رجوى= ليه تطالعيني؟ لا تقولين صرت حلوه برا المدرسه؟
شهد تاكل بدون نفس= ما توقعت يجيني أحد من المدرسه..و أكيد ما توقعتك أنتي
رجوى بصراحه= لأنك غثيثه من يبيك
شذى تطالعها بقهر= أنا غثيثه!
رجوى= هههه الحق ما ينزعل منه(تقلد دلع شذى بالكلام)استاااذه شوفي البنات وش قالوا؟ استااذه ما نسمع رجوى ازعجتنا؟ استاااذه عاقبيهم هم حنا وش دخلنا....
شذى تقاطعها= خلاص لا تتريقين علي
رجوى= شفتي حتى أنتي ما تحملتي نفسك
شذى بعناد= لا والله! أنا مو كذا
رجوى بإصرار= طبعا أنتي أغث

و كملوا غداهم...و هم يعاندون بعض...لين خلصوا غداهم...و اخذت الخدامه الغداء و نزلت...

أم شذى= شذى تغدت؟
الخدامه= ايه ماما
أم شذى بفرح= الحمدلله..بس مين اللي عندها؟ عمرها ما جابت غير طاري هدى و الباقين مالها علاقه فيهم!

••

••

••

رجوى= يله أنا بأروح..و أنتي بكره داومي أو بأذبحك
شذى= لا تروحين اللحين..اجلسي شوي..مليت لحالي
رجوى= بقى نص ساعه على أذان العصر..و أنتي تقولين مرة خالك و عيالها يجونكم بعد العصر..(كملت تستهبل بدلع) مابي يجون يشوفوني و أنا ما كشخت و بهالمريول
شذى= خلاص بس انتظري ادق على السواق يوصلك..لا تمشين لحالك هالوقت
رجوى= ياااي كشخه..ما قد ركبت مع سواق..خلينا نجرب العز..(تمسكت بيدهاء و برجاء) تكفين..تكفين شذى خليه يفتح لي الباب لا جيت اركب

طالعتها شذى و ابتسمت...و بعد ما دقت على السواق نزلت معها...و وصلتها للباب...

رجوى= اشوفك بكره..و ترى لو ما داومتي جبت لك الدروس كلها و خليتك تدرسين في البيت غصب
شذى= من الشطاره يعني؟ اتحدى لو عندك دفتر واحد كامل
رجوى تضحك= و مين قال لك بأجيب لك دفاتري
شذى= أجل؟؟
رجوى بمكر= بأسرق لك
شذى تضربها= تسوينها؟...يله مع السلامه
رجوى تطلع= مع السلامه

طلعت رجوى...و شذى رجعت...و في الصاله شافت أمها...

أم شذى= مين اللي جت عندك؟
شذى تجلس= هاذي رجوى
أم شذى بإستغراب= رجوى اللي اتهمتك كذب؟!
شذى= ايه
أم شذى= أجل ليه جت؟
شذى= مادري! حتى أنا استغربت..انقهرت أول ما شفتها كنت بأطردها..بس تفشلت يوم عزتني..مادري كيف..شوي شوي صرنا نسولف على بعض
أم شذى تبتسم= دامها خلتك تاكلين و تنزلين..جزاها الله خير
شذى= ازعجتني نشبت فيني لين أكلت

صارت تسولف مع أمها...و هي تشوف كيف تبدلت ملامحها من يوم شافتها نزلت...و تذكرت كلام رجوى...كان معها حق...بس للحين مستغربه...كيف طلع هالكلام...و الإحساس من رجوى...
و الأكثر كيف جلست تتكلم معها اكثر من ساعه..
الســاعه خمس العصر/ دخل سعود للصاله...و شاف وداد جالسه تتابع مسلسل و للحين بملابس البيت...

سعود= السلام عليكم
وداد= وعليكم السلام
سعود= اللحين أمي لها ساعه تدق علي..تأخرنا و تأخرنا و أنتي للحين ما لبستي!
وداد= مين قال إني بأروح
سعود= و ليه ما تروحين؟
وداد= و ليه اروح لوحده ما تحبني و لا تبيني؟
سعود بإستغراب= مو كنتي تبين تعرفين عنها كل شي..و تحاولين تتقربين منها؟ يمكن اللحين و هي مرتاحه عند جدتها تسمع لك
وداد= أنا ما قصرت يوم جلست عندنا في البيت اهتميت فيها حاولت اقرب منها بس هي و لا كلفت على حالها تتكلم معي و ما صدقت جاء الصبح طارت على بيت جدتها..خلاص مدام مرتاحه هناك خلها على كيفها

سكت سعود...كان يبي يقول إن محاوله وحده ما تكفي...بس خاف تفهم كلامه غلط...أو تفسره اهتمام فيها...و تزعل إنه يطلعها غلطانه و الحق مع رحيل...و هي بعد كان معها بعض الحق...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


الساعه السادسه مساء/ كانت وفاء تروح و ترجع عند أمها في المطبخ...و هي تطالعها بقلق...

أم فايز= وفاء اركدي..وترتيني
وفاء= حياة هاديه طول اليوم..و أنا متأكده إنها مو راضيه على هالخطبه..خايفه من اللي بيصير
أم فايز= ما تدرين يمكن الله هداها
وفاء= مادري..بس خايفه
أم فايز بقلق= الله يستر

سمعوا جرس الباب...و انتفضت أم فايز...

أم فايز= وصلوا..الله يعدي هالليله على خير

طلعوا و استقبلوا...أم نواف و بناتها...

••

••

••

عند المرايا...وقفت تتأمل نفسها...لبسها بسيط و ناعم...حتى مكياجها كان هادي...
حتى إحساسها كان هادي...تستغرب من نفسها...أحيانا تثور...و يروح منها كل عقلها...و تضعف قوتها...و تنهار بلحظه...
و أحيانا...تحس إنها بحالة سكون و برود...و تتصرف بحذر...
و اليوم كانت أعصابها هاديه...و تصرفاتها مدروسه...بتتحكم بقهرها...لين تتخلص من هالزواج...بدون ما تضر اللي تحبهم...

طلعت من الغرفه...و قابلتها ولاء...

حياة= وصلوا صح؟
ولاء= مادري! أمي مسويه لي حضر تجول
حياة= احسن..يعني وش تبين تنزلين؟ المناسبه سخيفه و ما تسوى
ولاء بتهور= و ليه وافقتي؟
حياة بسخريه= ما أظن أبوك أخذ رأيي

تركتها و نزلت تقابلهم...سلمت عليهم و جلست...تحت نظرات الكل الموجهه عليها...
أم فايز...و وفاء...يطالعونها بشك...و حذر...
و أم نواف و بناتها...يطالعونها بفرح...و تفحص...

أم مدى بهمس= شفتي البنت راضيه و فرحانه
أم مشاري بشك= إن شاء الله..و أنا اكره لها الخير؟


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


جلست رحيل في الغرفه ببرود...من نص ساعه و عمتها فيه...و هي للحين ما قررت تطلع لها...جت لها جدتها و قالت إنها فيه و طلعت عندها...لكنها للحين تفكر...تطلع لها...أو تخلي مشوارها و نفاقها يروح على الفاضي...(جلست في بيت عمي سنين و هي ما فكرت تشوفني لو تمر شهور..اللحين بعد أسبوعين بس اشتاقت؟...أو بس جايه لقافه؟ أو يمكن عشان إذا أحد سألها كيف عايشه بنت أخوك تلقى شي ترد عليهم فيه؟...و بنتها الطيبه ليه ما كلفت على حالها تجي؟ والله بالها مو طويل بالتمثيل مثلهم!!)

••

••

••

في الصاله...كانت أم ساره جالسه تقهويها...و هم تقريبا ساكتين...إلا من كم كلمه يقولونها بين وقت و الثاني...
أم سعود كانت تطالع بالساعه و بباب غرفتها...

أم سعود= وينها رحيل؟ عسى مو نايمه؟
أم ساره= لا صاحيه..و قلت لها إنك فيه
أم سعود= غريبه تأخرت!
أم ساره ببرود= اللحين تجي

و مرت لحظات طويله...قبل تطلع لهم رحيل...و تسلم ببرودها المتوقع...
أم سعود= وش أخبارك يا رحيل؟
رحيل= أكيد اللحين أنا بخير
أم سعود= عاد مو تنسينا..تعالي زورينا
رحيل= ليه؟
أم سعود انصدمت= حنا أهلك و القطاعه مو زينه
رحيل بسخريه= أهل! و الأهل إذا زاروا بعض يتركون بناتهم في البيت أو يجون معهم

ابتسمت رحيل بمكر...و هي تشوف نفس الإحراج اللي كان في وجه عمها...ينرسم على ملامح عمتها...
أم سعود تلطف الجو= البنات بيزورونك أكيد..وقت ثاني
رحيل= أي وقت؟ الوقت اللي بتجبرونهم فيه؟
أم سعود= لا البنات كانوا بيجون بس........
رحيل تقاطعها= لا تكذبين..ما أحب أحد يلعب علي..و لا أبي زيارتهم أصلا

تركتهم و طلعت الحوش...و هي متأكده إن حتى جدتها ماراح تكلف نفسها و تجبر خاطرها بكلمتين...

••

••

••

عند الباب...وصل سعود و نزل من سيارته...وهو للحين مستغرب من إتصال أمه بهالسرعه...حتى ما كملت ساعه...
و مع إنه كان يقدر يدق عليها يقولها تطلع...إلا إنه نزل يدق الجرس...لأنه متأكد إن رحيل اللي بتفتح الباب...و يبي يشوف وش تغير فيها...بعد الأيام اللي عاشتها هنا...مع إنه من إتصال أمه السريع المفروض يعرف الجواب...

رحيل= ميــن؟
سعود= هلا رحيل..أنا سعود..وش أخبارك؟
رحيل بعد صمت لحظات= بخير
سعود= وش أخبار جدتك؟ إن شاءالله بخير
رحيل ببرود= الحمدلله

كان يبي يتكلم معها أكثر من كذا...يتطمن عليها...بس ما عرف وش يقول...و الأكثر...يخاف من صدها له...
ما يدري ليه...بس يحس إنه بيتضايق لو عرف إنها تعامله مثل ما تعامل أهله...لأنه رغم برودها معه...إلا إنه يحس إن فيه شعور بسيط يربطهم في بعض...يمكن بقايا ذكرى...أو لحظه حلوه عاشوها بصغرهم...
انتبه إنها للحين ما راحت...لأنه ما سمع صوت خطواتها...و تمنى يعرف وش تفكر فيه...

سعود= مرتاحه اللحين يا رحيل؟
رحيل جاوبته بإتهام= أنتم ارتحتم اللحين؟

تفاجأ من اللي قالته...و ما عرف كيف يرد عليها...

سعود بإرتباك= رحيل أنا....
رحيل تقاطعه= أنت قلت لهم يرسلوني هنا عشان تريح أهلك..لكن هالشي كان بمصلحتي لأني أنا بعد ما أبيكم..بس ارتاح و ريح أهلك من اللي خايفين منه..لو صار شي لجدتي أنا بأموت معها..بس مستحيل ارجع لكم مره ثانيه

تركته و راحت...وهو منصدم كيف عرفت باللي قالوه...و خاف من كلامها عن الموت...(ليه صاير اهتم؟ ليه تهزني كل كلمه تقولها؟ إحساسي بالذنب؟؟ أو بديت اتعلق فيها؟؟....)

انقطعت أفكاره وهو يشوف أمه طالع...ركبوا السياره...و مشى وهو يسمع منها اللي صار...و إعتراضاتها عليه...و عجز يفهمها...(ما تبينا أنا متأكد من هالشي..بس ليه تسأل عن البنات و هي ما تبي تشوفهم؟؟)

حس إنها بس تبي تحسسهم بالذنب...ما يدري ليه...

أم سعود= قلت يمكن ربي هداها و تستقبلنا مثل العالم و الناس..و ما يروح مشوارنا على الفاضي..لكن وداد معها حق إن كان و هي بيننا ما قدرت تحبنا تبين يوم بعدت عننا تهتم فينا!..(تتنهد)بكيفها..حنا المهم نسوي اللي علينا لوجه الله بنزورها و نتطمن عليها و ماراح نقطع في صلة رحمنا..مالنا إلا الأجر

سرح سعود بعد كلام امه هذا...و يتذكر كلام رحيل...و كرهها...(معقوله يكون وصلها إحساسهم الحقيقي ناحيتها..صح ما يكرهونها بس بعد ما يحبونها..كل اللي يهتمون فيه الواجب و بس..لكن هي من صغرها محرومه من الحنان و الأمان..هي محتاجه أكثر من هالإهتمام البارد..محتاجه أحد يحتوي غضبها و يتحمله..محتاجه حب كبير من قلب صادق..محتاجه أحد يرجع لها الإحساس اللي فقدته)

يعرف إن كل هالأشياء ما لقتها فيهم...لا بخاله و عائلته...و لا بعمتها...حتى هو...بينه و بين نفسه...تردد يعطيها هالحب و الإهتمام...و تسائل بيجي أحد في يوم يعطيها هالإهتمام...أو بتعيش طول عمرها...بقلبها...المتحجر...ال� �ارد...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


طلعت رجوى من الغرفه...و هي تشوف خواتها في الصاله...و ركضت لها بسمه...

بسمه= رجــوى جزمتي انقطعت
رجوى تجلس و بعناد لها= تتصلح..فعـــل مضااارع
بسمه تعصب= ما تتصلح انقطعت خلااص
رجوى= جيبيها و أنا أقرر حالتها

تأففت بسمه و هي تروح...

قمر تلتفت على رجوى= حتى أنا أبي شنطه
رجوى= وشنطتك وش فيها بعد؟ متواعده مع جزمة بسمه تخرب..(تشهق) و إلا لايكون تهاوشوا مع بعض!
شهد بتريقه= إلا تهاوشوا مع الزمن
رجوى= شهد مادري ليه صايره اكرهك!
شهد= عاد أنا صايره أحبببك
رجوى= غصب عنك تحبيني لأني انحب..هاه سيده أناقه و أنتي ما تبين شي مثل خواتك؟
شهد= ايه..أبي اكسسوارات
رجوى بدلع= و ليه يا حبيبتي اكسسوار؟ ليه ما تخلينها مجوهرات أحسن
شهد= أنتي سألتي عن اللي أبي..ليه تتريقين اللحين؟

رجعت لهم بسمه...و مدت جزمتها لرجوى اللي صارت تتفحصها...على أمل تصلحها...

رجوى تتنهد= للأسف فارقت الحياة!
بسمه تتنهد براحه= الحمد لله
رجوى بإنتقاد= خاينة العشره..أم مشعل فيصل و بدر وش ناقصهم بعد خلينا نروح السوق مره وحده
أم مشعل= بدر يبي بدلة رياضه..اللي معه متقطعه و كل يومين اخيطها له..و فيصل ثوبه قصر عليه
رجوى= اممم مادري لو الفلوس اللي معي تكفي بأروح اشوف
قمر= و أنتي ما تبين شي؟
رجوى= لا اللي عندي يكفوني لسنه قدام
شهد= حرام عليك اللبس ألوانه راحت!
رجوى= و أنا وش أبي بألوانه؟ لوحه أنا؟

دخلت الغرفه...و طلعت و هي لابسه عبايتها...

رجوى= يله عندنا رحله للسوق
بسمه= و أنا بأروح
رجوى= كلنا بنروح
أم مشعل= أنا بأجلس أجهز لكم العشاء..السوق بعيد و أخاف اتعب بالمشي
رجوى= على راحتك..إن كفت الفلوس جبت لك جلابيه كشخه من أمهات عشره
أم مشعل= خلوا حنين عندي
رجوى= لا بتصيح لا شافتنا كلنا رايحين و هي لحالها
أم مشعل= بس بتتعب
رجوى= و أنا ليه آخذه هالشله..كل شوي وحده تشيلها

و طلعوا كلهم...و راحوا للسوق الشعبي اللي كان قريب منهم...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


دخلت حياة المطبخ عند أم فايز اللي نادتها...و شافتها و هي تطالعها بخوف...و قلق...

حياة= نعم
أم فايز بتردد= عمك..عمك..يقول...
حياة= يبي يشوفني؟
أم فايز بحذر= ايه
حياة= أنا جاهزه

راحت للمجلس...و شافت عمها واقف ينتظرها عند الباب...و بعيونه نظره صارمه...تقولها إنه سوى اللي يبيه...و هي مالها أي حق تعترض...تشوف فيها الراحه...إنه بيتخلص منها...و من عار أبوها...
صدت عنه...و تقدمت عنده...

أبوفايز= ادخلي..حطي الصينيه اللي معك و اطلعي بسرعه

تعدت من عنده حياة بدون ما تقول كلمه....و دخلت للمجلس...
تقدمت و شافت فايز جالس...و نافخ نفسه...و مصدق إنه رجال...و انتقلت نظرتها للجهه الثانيه و شافته...العريس المنتظر...
كان يطالعها بتردد و إحراج...و هي طالعته بكره...و لوم...
حطت الصينيه بقوه...و طلعت من المجلس...

نواف كان ينتظرها بترقب...و أول ما شافها...حس بمشاعره تلين لها...لكن نظرتها القاسيه...ما ريحته...شك إنها مغصوبه على هالخطبه...لكنه كان عنده إستعداد يتفهمها...و يحتويها...لأنه يعرف اللي مرت فيه و ما كان سهل...و يعرف طبع عمها اللي يشابه طبع أخوه...و اللي أم مشاري دائما تشكي منه...
لكن هو بيعاملها غير...و هي مع الأيام بتتقبله...


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


•• مــن بـكـــره ••

دخلت غرفتها بعد ما راحوا كل أهلها لمدارسهم...غابت اليوم عشان تقدر تكلمه على راحتها...تخاف تكلم و أهلها فيه...تخاف أحد يسمعها...

و بتردد دقت رقم جواله...و قلبه يدق بقوه...

د:بسام= نعم
وفاء= السلام عليكم
د:بسام ابتسم يوم عرفها= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= أقدر اتكلم اللحين أو مشغول
د:بسام= لا تفضلي
وفاء= انخطبت أمس
د:بسام= وش كانت ردة فعلها؟
وفاء= عادي..ما كأن شي صار..طلعت و قابلتهم..حتى هو شافها..كانت هاديه و طول الوقت ساكته

بسام حس بضيق...ما يدري وش سببه...إجبارها على هالزواج و هي تعبانه...أو لأنها وافقت على هالخطبه...و شافها...

وفاء= ألو..دكتور سمعتني؟
د:بسام= ايه معك..و أنتي ما سألتيها عن رأيها؟
وفاء= لا
د:بسام= اسأليها عن رأيها؟ قولي لها إنك مستغربه هالموافقه..و وين راح رأيها بالرجال؟
وفاء بخوف= أخاف تتضايق
د:بسام= أكيد بتتضايق و تعصب..بس أنتي حاولي تكلمينها بهدؤ..و كأنك مقتنعه باللي تقوله و تبين تساعدينها
وفاء= أحاول..بس ما أضمن إنها توافق تتكلم..وش اسوي لو ارفضت؟
د:بسام يتنهد= أنتي حاولي قد ما تقدرين..حتى لو استفزيتيها..بس أبي نعرف وش بخاطرها؟
وفاء= إن شاء الله..مع السلامه
د:بسام= مع السلامه

جلست لحظه تتأمل الجوال اللي بين يديها...و تتذكر صوته...و كل كلمه قالها...(مو مرتاحه لهالإحساس اللي بقلبي له..أخاف اتعود اسمع صوته..و اكلمه..و اعتمد عليه......و إلى متى؟)


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


وقت الفسحه...طلعت رجوى من الفصل متأخره...و شافت شذى اللي داومت اليوم...

شذى توقف عندها= ليه من الصبح ما كلمتيني؟ كل البنات سلموا علي إلا أنتي!
رجوى= قلت يمكن تبين تحافضين على بريستيجك قدام البنات و يقالك للحين ما تتنازلين تكلميني
شذى تضحك= عازمتك على الفطور أنتي و شلتك
رجوى= لااا وش تبين فيهم؟ صرف على الفاضي اعزميني بس أنا كل يوم

جت لهم سلمى و هي تطالع بإستغراب...

سلمى= بسم الله! انقلبت الدنيا؟ أو أنا ما صرت اشوف
رجوى= لا كل شي و لا نظرك أنتي تشوفين النمله على بعد كيلو
سلمى= قولي ما شاء الله
رجوى= أقول مشينا مشينا..شذى عازمتنا على الفطور
سلمى= لا والله قولوا وش جمعكم مع بعض؟
رجوى بتريقه= القسمه و النصيب..و هي طلعت من نصيبي يله امشي و لا تكثرين حكي تخلص الفسحه تروح العزومه
شذى تضحك= توفرون علي
رجوى= مين قال؟ توزعين علينا الفلوس


••-------•?••?•{N}•?••?•--------••


كانت لينا تطالع نوال و هنادي بتساؤل...و الكل يطالع حياة...من الصبح و هي هاديه...و تصرفاتها غريبه...و أغلب وقتها سرحانه...

لينا= حياة وش فيك؟
حياة تنتبه لها= نعم
لينا= وش فيك..من الصبح و انتي مو طبيعيه؟
حياة بشرود= أمس انخطبت

شهقوا البنات بصدمه...

هنادي= وافقتي؟!
حياة تطالعها بإستنكار= ما أحد اخذ رأيي..عمي قرر من حاله
لينا بقلق= مين اللي خطبك؟
حياة= نسيب عمي..اخو زوجته
نوال= و أنتي وش بتسوين؟
حياة= بأسوي أكيد بأسوي
لينا= حياة وش ناويه عليه؟
حياة= للحين أفكر
نوال= ما بيدك شي..الخطبه تمت
حياة تضحك= لا حبيبتي بيدي..مو حياة اللي بتجلس تتفرج عليهم و هم يقررون حياتها و هم مالهم دخل فيها
لينا= زين أنتي وش إعتراضك عليه؟
حياة= هو ما يهمني و لا راح يهمني..ولو فيه ميزات الدنيا كلها ماراح أقبل فيه..أنا قلت ماراح اتزوج يعني ماراح اتزوج..و قفلوا على هالسالفه لأنها ترفع ضغطي
طلعوا البنات...و رجوى تنزل من الدرج بسرعه...عشان تلحق على البنات اللي معها قبل يروحون...لكنها سمعت شذى تناديها...

شذى= رجوووى
رجوى توقف= نعم
شذى= تروحين معي؟
رجوى= وين؟
شذى= بأوصلك للبيت
رجوى= واااو وناسه..بس بيتك قبلي
شذى= عادي نتسلى مع بعض..و بيتك بطريق السواق وهو رايح
رجوى= ليه هالتجميلات اللي مالها داعي..قولي إني كاسره خاطرك امشي بهالشمس..عادي ترى اتقبل الإحسان بوسعة وجه
شذى بعناد= بس أنا مو راحمتك
رجوى تضحك= ماراح نختلف أهم شي نوصل للبيت بلا عناء

طلعوا مع بعض...و ركبوا السياره...

شذى= ليه ما تتغدين عندي؟
رجوى= نتغدى ماراح أقول لا

جلسوا يسولفون عن المدرسه...و البنات...لين وصلوا لبيت شذى...
و دخلوا...و سلمت رجوى على أمها...

رجوى= وش أخبارك خالتي؟
أم شذى= الحمدلله بخير يا بنتي..حياك الله تفضلي
شذى= يمه رجوى بتتغدى معنا
أم شذى= حياها الله
رجوى= ايه بس أبي تليفون أدق على أهلي..ترى عليهم طلعات أحيانا يخافون علي
أم شذى= تعالي كلميهم من الصاله

راحت رجوى تدق على أهلها...و شذى طلعت تبدل ملابسها...

نزلت لها...و لقتها جالسه تسولف مع أمها...

شذى= وش تقولون؟
رجوى= أمك بتزوجك
شذى تشهق= صدق يمـــه؟!
أم شذى تضحك= لا تمزح معك
شذى تضربها= وجع خوفتيني
أم شذى= يله قوموا نتغدى

و جلسوا يتغدون...بعدها طلعت رجوى و شذى لغرفتها...و صاروا يسولفون...

شذى= وش قصة أبوسعد اللي يتكلمون عنه البنات اليوم؟
رجوى تتفرج على أغراض تسريحتها= حبي الأول..و خطيبي مستقبلا
شذى= من صدقك؟
رجوى تتعطر= ايه أنا من صدقي..بس هو للحين ما صدق
شذى= كيف يعني؟
رجوى= شوفي أنا الله يسلمك عند أبوي مثل الشيك اللي على بياض..يعني أي واحد بيطلبه فلوس..يطبعني على هالشيك و أغطي الرصيد هههه..وش رأيك؟
شذى تجلس على السرير= و أنتي عادي تتزوجين واحد كبر أبوك؟
رجوى= ايه وش فيها؟ كله زواج..ما يفرق
شذى= بس أي بنت بتكون عندها أحلام و مواصفات لشريك حياتها..واحد بعمرك..يفهمك..تبدون حياتكم مع بعض
رجوى= هههه والله كأني سمعت هالكلام ببرنامج الأسره السعيده
شذى= وش هالبرنامج؟
رجوى= لا تدققين! أنا تسمعين كلامي و تطيرين نصه
شذى ترجع للموضوع= رجوى ما اتخيلك تتزوجين واحد بهالعمر
رجوى= خلاص اخطبيلي واحد من عايلتكم..يكون شب حليووه و أسمراني مبيض


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل ياسر غرفة لينا...و شافها واقفه عند لوحتها ترسم...لكنها شارده لبعيد و ما حست فيه وهو يدخل...

ياسر يجلس قدامها= هوووه اللي آخذ عقلك..وين سرحانه؟
لينا تتنهد= بحياة
ياسر= وش فيها؟
لينا= انخطبت

انصدم من هالخبر...و اللي اصدمه أكثرالضيق اللي حس فيه...

ياسر= وافقت؟
لينا= و أنت متوقع أبوفايز يأخذ رأيها؟
ياسر بضيق= يعني مغصوبه؟
لينا= ايه
ياسر= خايفه لا يصير لها شي؟
لينا= كنت خايفه..بس الغريب إنها هالمره هاديه و مو متضايقه و لا شي
ياسر بعدم اقتناع= زين...مو كذا احسن؟
لينا= لا مع حياة هالسكون يخوف أكثر..خاصه و هي تقول إنها ماراح ترضى بهالزواج

حس براحه من هالإعتراض...بس لام نفسه...لأنها أكيد تعاني اللحين بهالسبب اللي هو فرحان فيه...و أكيد أبوفايز ماراح يسمح لها بهالإعتراض...

لينا تكمل= أخاف تتهور و تسوي شي..و تتهاوش مع عمها و أنت تعرف أبوفايز مايرحم بهالأشياء
ياسر= وش ناويه تسوي؟
لينا= ما رضت تقول..و خلتنا نسكر السالفه
ياسر= و ماراح تسألينها..تكلمينها؟
لينا= بعد آخر مره و اللي صار فيها..أخاف اضايقها
ياسر= الله يعينها ما توقع قدام أبوفايز بيدها تسوي شي
لينا= الله يستر

تركها و طلع...لكن وقف برا يفكر...ليه هالضيق بداخله...
ليه وجهها الطفولي و خصلات شعرها اللي دائما تتراقص حول وجهها...ما تغيب عن باله...
من يوم رجع و سمع عنها...و هي دائما تطري عليه...و يسمع من لينا و أهله عنها...
لكن يوم عن يوم...ذكرها يصير أهم عنده...و اللحين يوم عرف إنها صارت بعيده عنه...صابه الضيق...(طول عمري افكر فيها مثل أختي..يمكن تلخبطت مشاعري بس من خوفي عليها من اللي يصر فيها..مو معقول أكون مهتم فيها؟؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رجوى جالسه على سريرها لحالها في الغرفه...تكمل حل واجبها اللي كانت تكتبه من العصر و ما خلص...و سمعت دق الجرس...اللي يدق...و يدق...و لا أحد ناوي يفتح...

رجوى تصرررخ= هيــــه أنتم يالقرووود

و لا فيه أحد رد عليها...تذكرت إنهم جالسين في السطح...و أكيد ما يسمعون...مشت بسريرها لين صارت عند الشباك...

رجوى تصرخ بأعلى صوتها= قمـــــــر قمـــــر يااااكلبــه

ثواني و شافت قمر عند الباب...

قمر تلهث= وش تبين؟ الحاره كلها سمعتك!صحيتي النايم و صميتي الصاحي....كان قلتي قمر ياحلوه على الأقل
رجوى= ما شفتي الحلا بدنيتك..يله روحي شوفي مين اللي عند الباب..ازعجني

تركتها قمر و نزلت...و بعد لحظات رجعت لها...

قمر= هذا هيثم يقول أمه تبيك بشغله لو كنتي فاضيه
رجوى ترمي دفترها= أنا قايله هالواجب بأروح و أنا ما كملته
قمر= أقوله مشغوله؟
رجوى تلبس عبايتها= لا

نزلت و شافته ينتظرها في الحوش...مسكته و حاست شعره الناعم...

رجوى= أنا أقول مين اللي يلصق يده في الجرس..أثاريه أنت يالصوص
هيثم يرتب شعره= أنتم ما تفتحون!
رجوى تضحك= و لا يهمك المره الثانيه نعطيك المفتاح و تدخل بأي وقت

دخلت معه لبيت أم هيثم...و شافتها و اقفه مع الخدامه...

أم هيثم= هلا رجوى وش أخبارك؟
رجوى= بخير
أم هيثم= كنت أبيك تساعدين الخدامه تشيل سجاد الصاله و المجالس في السطح عشان تغسلهم
رجوى= بس كذا! من يديني..ههه طبعا عيوني ما ينفعن
أم هيثم= الله يعافيك

راحت رجوى مع الخدامه...و صاروا يشيلون السجاد للسطح...و أم هيثم تطالعهم..(والله فيها حيل هالبنت ما شاء الله!)

دخلت المطبخ...و طلعت من الثلاجه باقي الفطائر اللي بقت من عزيمة قبل أمس اللي كانت مسويتها لقريباتها...و حطتها بصحن و غلفتها...و سخنتها بالماكرويف...

أخذتها و طلعت للصاله...و شافتهم...الخدامه نازله تلهث...و رجوى نازله بنشاط...

رجوى= بس خلصنا؟
أم هيثم= ايه الله يسلمك..اخذي هالفطائر لكم
رجوى تاخذها بفرح= يا مال الثانكيوو

طلعت من البيت...و دخلت لبيتهم...سكرت الباب...و جلست على الأرض و تسندت عليه...فتحت التغليفه و بدت تآكل...و بعد ما شبعت...وقفت...و دخلت للبيت و شافتهم في الصاله...

رجوى تنزل الصحن= تفضــلوا ابلعــوا
قمر= يا نذله! ليه آكلتي قبلنا؟
رجوى= لأني أنا اللي باذله طاقه مو أنتم..احمدوا ربكم إني أخت حنونه و فكرت أبقي لكم شي
شهد= صح..هذا بحد ذاته إنجاز
رجوى تجلس= والله كأني ما شبعت بأكمل معكم..تعرفون اللمــه حلوه و تفتح النفس



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close