رواية قلبي وعيناك والايام الفصل السادس 6 بقلم رحاب ابراهيم حسن
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات
~... صدمة...~
على مفترق طرق تلاقينا....القلوب تميل والطريق مفارق !
ساقه القدر إلى هنا...المشفى ..!
بعدما آتـاه اتصال هاتفي من أحد الأطباء بضرورة وجوده لأمر هام لن يحتاج الكثير من الوقت .....
استغلت چيهان الفرصة وذهبت إليـه قبل ان يغادر ...بعدما ألتقيا أمس واتفقا على بعض الأشياء النهائية بشأن زواجهما....
كان گ الذي يذهب إلى الشاطئ ويعرف أنه سيغرق حتى الموت !
قالت چيهان وهي تقف عاقدة ذراعيها حولها في نظرة تتدلل وابتسامه تتراقص على وجنتيها بشيء من العتاب :
_« افتكرت إنك جاي عشاني ! ليلة امبارح اتكلمنا في كل حاجة بخصوص جوازنا.... ماسمعتش منك كلمة رومانسية حتى ...! »
كل شيء تفعله كأنها تفعله من خلف حجاب !....أو ستار يواري أنوثتها ودلالها فلا يراها ولا يتأثر !
قال وهو يفحص تقرير أحد مرضاه وظهر بعينيه عدم الاكتراث :
_ « أنتِ عارفة أني مش بحب اتكلم كتير يا چيهان.... بس عمومًا لكل مقام مقال ... الكلام الحلو له وقته وآوانه ...»
اقتربت منه بخطوات هادئة ....والابتسامة على شفتيها تعلن أنها سعيدة بكل ما للكلمة من معنى....ونظرتها تخبره أن بين كتمانها شيء من الحب تكنّه له ....
كثير من الرجال تغلب مقاومتهم أنوثة امرأة ... أو حتى تقلل ثوراتهم الغاضبة ... ويرق لهن الصلد ....بينما هو ضاق فجأة من اقترابها...!
كأنها هم ثقيل ....يملأ رئتيه اختناق ...وقلبه ارهاق ...ينقض الظهر حملًا مرتمي من قسوة الظروف ....
وضعت چيهان يدها بجرآة غلى كتفه واليد الأخرى سحبت الاوراق من يده والقتها على المكتب بأهمال، وعينيها على عينيه بدقة وقالت بتدلل :
_ « وجيه .... المرة دي أنا ناوية احافظ على بيتي بجد ....أنا مش چيهان اللي اتجوزتها من عشر سنين وطلقتها في شهور....أنا دلوقتي انسانة بتحب واحد وعايزة تعيش معاه لآخر نفس في حياتها.... اوعدني أنك تفضل معايا وتحافظ على جوازنا... ماتسبنيش وتمشي من أول غلطة زي زمان..! »
حاول أن يتهرب من عينيها...أن يبعدها عنه ....ولكنه على وعد غليظ مع نفسه ... لن ينكثه بهذه السهولة ...!
تريد وعد ؟!
أن يبقى معها !
حسناً..... سيكن رباط أكثر غلظة على نفسه ....لكي لا يحرق كبريائه بخطوة سيفعلها رغما عن كل كبريائه إذا استمر حرًا طليق .....
قال وهو ينظر لعينيها ...ولكنه لا يرى عينيها ...!
بل عينان أخرى ....يتحديانه منذ زمن بعيد.....قال بصوت مُحمل بثقل عظيم لذلك الوعد على قلبه :
_ « اوعدك....»
اتسعت ابتسامة جيهان وقالت وقلبها يُحلق عاليًا من السعادة :
_ « أنا مبسوطة اكتر مما تتخيل ...بس أنت مكشر ليــه ؟! بقا المناسبة دي ما تستهلش أنك تفرح ؟! .....»
ابتسم ابتسامة باهته حتى يرضيها ولا يكسر فرحتها الظاهرة بصدق .....وفي قرار المغادرة الذي كان على أطراف لسانه وكاد أن يتفوه به هجمت على المكتب ....ليـلى !
ابتعدت جيهان بحركة سريعة وبعض الخجل والعصبية من اقتحام غريب انفرادهما.....بينما تسمرت عينان وجيه بثبات على عينان ليلى المنتفخة من البكاء ...المملؤءة بالذعر والخوف ....
نظرت له ليلى بصدمة من هذا القرب بينه وبين المرأة الأخرى الذي تتذكر أنها رأتها بأحد الصحف ربما .....
تجمدت ليلى للحظات ودموع عينيها تتساقط حارة على وجنتيها ....
الشيء الوحيد الذي أنساها ما رأته هو صوت صالح وهو يهتف اسمها بالخارج ....ويبحث عنها ...
غفلت عن كل شيء وركضت إلى الشخص الوحيد الذي سيظل لها كل شيء ....مهما فعل ...
ركضت إليه ...وابتلع ريقه عندما رأها تتجه إليه بهذه اللهفة...خاطرة متهورة مرت على عقله بثوانِ ....
صورت له مشهد سريع .... أنه سيأخذها بين ذراعيه من أي شيء سبب لعينيها الألم ....وينقذ نفسه وينقذها ...
يحارب الهجر والظروف وكل شيء ....
أين هو من هذه الشجاعة ....؟!
وقفت أمامه وهي تبكي بقوة وقالت له :
_ « وجيـه....أنا مش مصدقة أني شوفتك تاني..!!»
ضيق وجيه عينيه في دهشة !! ماذا تقول ؟!
ربما لو كان ذلك استقبالها له بأول مرة بعد هجر سنوات ما كانت آلت الأمور لما هي عليها !
كادت أن تتابع ...وتقول شيء...بل أشياء....كل شيء
ليدق الذعر بقلبها من جديد بدخول صالح ...
ارتجفت ليلى گ المحمومة وهرعت الي وجيه أكثر .... تمسكت بياقة معطفه وتوسلت ببكاء :
_« ما تسبنيش تاني عشان خاطري.... ماتسبنيش .....»
رددت الكلمة بتأكيد...كأنها تؤكد عليه أني يأخذها من هنا...الأمر أمرها !!
ضيقت جيهان عينيها بغضب من تلك المرأة المجهولة التي تقترب إليه بذلك القرب الغريب !
تابعت ليلى ببكاء يشبه الصراخ :
_« أحميني منه ... خليني هنا....جانبك ... لازم تعرف أني ..»
التمعت عينيه ببريق شديد....ظهر بها ضعف وشوق يسخر من مقاومته التي شيدها ...ولكن ....
أتت الرياح بعدما أحترقت السفن ..!
تكذب لتنقذ نفسها...مؤامرة الأفاعي....!
قاطعها ورفع يديه ليدها المتمسكة بمعطفه ووضعها على يدها... فتبسمت عينيها بالأمل....حتى أنزل يدها من على ملابسه بقسوة .....
ورغم ذلك عينيه ثابته على عينيها كأنها تُعيد لها مشاهد ماضية .... وكأنها تشاهد ملفات الماضي فيهما !
نظرت ليلى ليدها الساقطة جانبها بصدمة جمدتها ...حتى قال بصوت جليدي جاف ونظرات تلتهب انتقام ورد الصاع لها مثلما فعلت.... وبنفس الكلمات التي قتلته بها سابقـًا:
_« أبعدي عني.... سيبيني في حالي .....أنسيني ...»
كلمات .... كأنت گ السم !
طعنات ..!
استخدمتها قبله ؟!
قتلته بها أولًا ....!
هي البادئة !
اتسعت عينيها في صدمة راعدة ....وأصبحت فجأة وكأنها بلا روح !
أين انت فيك ؟!
تردد هذا السؤال بعقلها وهي تتنظر له بذهول ....!
ورغم ما قاله ...ولكنه ود لو يصفع نفسه على ما قاله !!
لم يكن رد الضربة من شيمه !
ابتعدت عنه خطوة خطوة ببطء...كأنها الآن تهرب منه هو فقط !
حتى اصطدم ظهرها بالحائط واستندت عليه ببكاء صامت...أقوى من الصراخ ...بكاء يملؤه الضياع والضعف والتيهة .....
شاهدت الممرضة منى ما حدث وهي تقف خلف صالح وصدمت من موقف وجيه ومن كلماته !
اشفقت على ليلى واقتربت لها قائلة :
_ « تعالي يا ليلى .... بنتك لوحدها وهتصرخ لو مالقتكيش جنبها...»
كانت ليلى في صمت تام...الدموع تسقط من عينيها فقط وتنظر له ....
ونظرتها التي قتلت فيه قوة مزيفة ربحها كي ينساها فهواها اكثر!
وتلاقت نظراتهما في صمت مزعج من النظرات الصارخة..!
سحبتها الممرضة وهي لا حول لها ولا قوة ....كأنها بالفعل أصبحت جثة تتحرك !
ضاقت نظرات صالح على وجيه وقال :
_ أنت رميتها زي ما رمتك زمان ...وزي ما أنا رميتها وطلقتها ....مابقيتش تلزمني .....بس بنتي مش هسيبها ....»
خرج صالح من غرفة المكتب وترك وجيه يقف بلا حركة ....كأن أحدًا انتزع شيء من روحه !
اقتربت جيهان منه وتساءلت بعصبية :
_ « مين دي يا وجيه ؟! وكلمتك كده ليه ؟! وأنت....»
صاح وجيه بغضب فيها وصب عليها كامل غضبه وهو يتنفس بحدة كأنه في سباق للركض:
_« سيبيني دلوقتي ...عايز أبقى لوحدي ....»
كتمت چيهان كم هائل من التساؤلات واطاعت أمره حتى لا يغضب عليها أكثر من ذلك وخرجت ....
توترت عينيه في صدمة من نفسه...كيف لجأت إليه وخذلها بهذه الطريقة ؟!
عناد ؟!
كبرياء ؟!
أم صفعه حتى تشعر بما وضعته بشراب عمره الفائت وتجرعه بمرارة ...نقطة نقطة ! ...دون رحمة منها؟!
العقل يقول احسنت....
والقلب يبك بقهر !















اقتحم جسد ليلى رجفة عنيفة تشبه نوبات مرض الصرع .....اسندتها الممرضة منى بقلق وتوجس من حالتها ....وادخلتها لأقرب غرفة كانت فارغة من المرضى...رافقتها حتى تمددت ليلى على الفراش وهي ترتجف بشدة وكأنها محمومة ...قالت الممرضة منى بخوف :
_« مالك يا ليلى ؟! ...»
نطقت ليلى باسم ابنتها وأسنانها تصطك ببعضهما :
_« بـ...بنت...ي ...»
فهمت الممرضة ما تريده فقالت :
_ « حاضر...هروح اجيبهالك حالًا.....»
ذهبت الممرضة لتأتي بالطفلة ....ولكنها لم تجدها بالغرفة !
وجدت فقط أحدى الممرضات وهي تأخذ جهاز قياس السكر من درج الكومود بجانب الفراش ....تساءلت :
_« البنت الصغيرة اللي كانت نايمة هنا فين يا سماح ؟! ...»
أجابت سماح بتلقائية :
_« واحد خدها وقال أنه أبوها ....البنت صحيت ومشيت معاه بس كانت بتعيط ....»
هتفت منى بغيظ :
_ « وبتسبيه ياخدها ليه من غير أذن أمها ؟! »
نظرت لها سماح بقلق وشعرت وكأنها تسببت بمشكلة كبيرة ...واجابت :
_ « طب تعالي نلحقه ...اكيد مبعدش من هنا ولا لحق يخرج من المستشفى ...»
هرعت منى معها للخارج ولكن لا وجود لطيف ذلك الرجل البغيض ولا الطفلة ...!!














دخل صالح ومعه الطفلة " ريميه " التي تبكي بقوة ...إلى مكتب وجيه الذي وضع رأسه بين راحتي يديه في حزن شديد....
ليرفع رأسه ناظرًا بأحتقار لهذا الرجل الذي سرق منه أغلى شيء لقلبه ....حبيبته ...
قال صالح بعجرفة وغرور :
_ « عرفت أن عمي هنا....حساب المستشفى عليا .... شيك فاضي واكتب فيه المبلغ اللي أنت عايزه....»
ضيق وجيه عينيه بكره شديد للذي يتحدث بعنجهية وتسلط ..! نهض وتحكم بأعصابه كي لا يصفعه على وجهه وقال :
_« الحساب اتقفل بالفعل ... فلوسك مالهاش لازمة ....»
رفع صالح عينيه بنظرة ضيقة ماكرة :
_ « ومين اللي قفله ؟! ...»
جزّ وجيه على أسنانه بقوة وعصبية ثم أجاب :
_ « مالكش فيه .... دي حسابات خاصة بالمستشفى .... مش أي حد يطّلع عليها !! »
فهم صالح أن وجيه يسخر منه ويقلل من شأنه خلف الكلمات ....تطلع به بعدائية وشر ثم قال :
_« ما تتحدنيش أنت ماتعرفش أنا ممكن اعمل إيه....أبقى اسأل كويس عليا ....وبخصوص عمي فأنا عملت اللي عليا ...أنما هو ما يلزمنيش لا هو ولا بنته....بس بنتي اللي تلزمني ....»
نظر وجيه للطفلة التي تتلوى ببكاء في قبضة أبيها فأعتصر قلبه يد من الألم لأجلها .....سأله في كره :
_ أنت واخدها غصب عنها ؟! أمها عارفة وموافقة ؟! »
مدت الطفلة " ريميه" يدها وهي عاجزة عن رؤية اتجاهه... حتى انحنى وجيه لها وامسك يدها في لمسة حنونة وكاد أن يسألها فأرتمت الطفلة على صدره ببكاء وهمست له :
_ « ماتسبنيش ...معاه....خليني معاك ....»
ودفنت رأسها بكتفه في احتماء ....
يا الله ..
تلك الكلمات مرةً أخرى !
من النسخة الصغيرة لحبيبته !
تمسكت الطفلة بمعطفه وهي تصرخ وتبك، فجذبها وجيه إليه بقوة ...لم يبقى على هذا العهد الزائف الكريه .. وقال لـ صالح بعصبية :
_« طالما مش راضية تيجي معاك يبقى سيبها مع والدتها...لما أمها توافق أبقى خدها....مش هسيب البنت معاك وهي بتعيط كده ! »
تملّك الغضب والشر من صالح ...ولكنه ليس غبي لدرجة أن يستخدم العنف الآن....كان لديه شيء أكبر يربح به.....أخرج ورقتان من محفظته الخاصة ورفعهما أمام عين وجيه قائلًا :
_« طب ما تقرأ اللي في الورقتين دول ....يمكن تعرف أنا مصمم أخد بنتي ليه.... أنت مش هتمنعني أخد بنتي بس حابب أنك تعرف السبب....ولو كنت مكاني كنت هتعمل كده .....»
استقام وجيه بجسده وترك الطفلة التي تشبثت بقدميه في خوف وأخذ الورقتان ليقرأهما .....اتسعت عينيه بذهول وصدمة ....
ردد ما يقرأه دون أن يستوعب أو يصدق ما يقرأه ....
ادمان مخدرات..؟!
واسم المريض......" ليلى عبد العزيز "
خطف صالح الورقتان منه وقال بابتسامة ساخرة :
_ « أظن فهمت دلوقتي.... دي شهادة مرضية من المركز الطبي اللي ودتيها تتعالج فيه ...... ولولا أن ليا اسمي وسمعتي وهتفضح كنت رفعت عليها قضية وخدت البنت....بس بنتي لو مخدتهاش بالذوق هخدها بالقانون....امها غير أمينة على طفلة صغيرة بظروف بنتي .... وخصوصا لو بحالتها دي....»
حمل صالح الصغيرة التي تناشد وجيه وتمد ذراعيها للنجدة، ولكن وجيه يقف زائغ النظرات....يلهث في دروب التيهة...ضائع الفكر ...مشتت ...في صدمة عنيفة ....
قابل صالح الممرضتان بخارج مكتب وجيه وأوقفاه فقال لهما في ثقة :
_ « اسألوا دكتور وجيه....وهو هيجاوبك .... أنا فهمته حالة ليلى ..»
تعجبا الفتاتان وتركاه يذهب .... بينما ذهبت الممرضة منى لوجيه ....لتجده يقف مكانه دون حركة ...لا زالت حالة الصدمة متملكه منه .....قالت له في ضيق :
_ « يا دكتور ..... وليلى لما تسأل على بنتها هقولها إيه ؟! »
ابتلع وجيه ريقه بصعوبة ولم يجيب .....فكررت منى سؤالها حتى هتف وجيه بعنف :
_« أخرجي برا ... مش عايز اسمع اسمها....»
صدمت منى من تعنيفه وطرده لها .....ما كان بذلك الغاضب يومًا مهما أستاء من شيء ....لم تره هكذا في مدتها القصيرة بالمشفى....خرجت من المكتب وهي تدمدم بالكلمات واالسخط ...














توجهت الممرضة منى لغرفة ليلى فوجدتها تقف بحمام الغرفة وتصب الماء على وجهها ...كأنها تخمد نيران تحترق .....علها تستفيق من تيهتها ...ومن غفلتها ...ومن هذا العجز...!
فقالت منى بأسى وضيق :
_« الراجل اللي كان واقف معاكِ خد ريميه يا ليلى.....جريت وراه أخدها منه لقيته استأذن من دكتور وجيه....»
انتفض جسد ليلى واستدار لها بعينيان مذعورتان وهتفت :
_« صالح خد بنتي ؟! .....»
توجست الممرضة من الهلع الواضع على وجه ليلى وقالت بتلعثم :
_ « والله روحت لدكتور وجيه أسأله قام طردني ومش عايز يسمع اسمك!! »
اتسعت عين ليلى على أخرهما ....لا تصدق أنه فعل ذلك حقاً !
زلزلت الأرض أسفلها وارتعد الغضب بكامل كيانها .... توعدت عينيها بشيء صارخ وهي تغادر الغرفة كأنها تركض ....













گ الشيء الثقيل الذي هزى على رأسه ما ترك بعقله انتباه أو تركيز....
حتى أنه شعر بأن عينيه قلت رؤيتها بعض الشيء !
وبينما وهو يسند يده على المكتب واقفا محني الرأس في كسرة ...استقام أخيرًا وشعر بأختناق كبير بهذا المكان ....بشيء يدمي قلبه .... تحرك نحو الباب وخرج من المكتب مغادرًا المشفى بأكملها....
خطواته بالمرر الطويل والمارة حوله اكدت للجميع أن به شيء غير طبيعي ...حتى أوقفه صوت صارخ يهتف باسمه ....استدار ببطء ليجدها تمضي إليه بخطوات واسعة كأنها تنوي نشب أظافرها بعنقه .....بنظراتها الغاضبة تلك ....
الذي لم يرها بتلك الكراهية من قبل !!
مضت إليه ليلى في سرعة أكثر من المعتاد حتى وقفت أمامه وكأن الزمن تقف بينهما ...وحولهما ....
لترفع يديها وتهوي بها على وجهه بصفعة شرسة ....
وصرخت بعينيها الحمراء ودموع تغرق وجهها :
_ « دلوقتي حاسة أني ما بكرهش حد ادك .... ايوة ...أنا بكرهك ...»











