رواية اريدك في الحلال الفصل السادس 6 بقلم ايمان سالم
الفصل السادس
أريدك في الحلال
+
قالوا الهوى درجات
فتمسكت بجميعهم لأجلك
وليتني ما فعلت
+
ضمتها حنة بقوة متحدثه: ايه اللي حصل يا جميل، احكيلي؟!
نظرت ضحى بتشتت لهما ثم قالت بخفوت قابلته وأنا بشتري طلبات البيت النهاردة
تساءلت فريدة بعدم فهم: ايوه قابلتي مين؟
"كيان" قالتها ضحى بخجل شديد
+
صرخت حنة متحدثة: لا مش ممكن دا الواد شكله بقى واقع ومحدش سمى عليه!
بس بس والله معدت هقول لك حاجة تاني قالتها ضحى وهي تحاول كتم فمها
ابتسمت فريدة وتحدثت: طب تعالي اقعدي جمبي هنا واحكي لنا ايه اللي حصل بالظبط عشان اشوف الواد دا حكايته ايه؟
استاءت من كلماتها وهتفت: متقوليش عليه واد يا فريدة،عيب!
+
ضحكت حنة حتى ادمعت عيناها وقالت من بين ضحكاتها: والله شكل اختك هي اللي وقعت مش هو
نهضت ضحى بغضب متحدثه: انا غلطانة اللي بحكي لكم على كل حاجة أنا راحة اوضتي وعمرى ابدا ما عدت هحكلكوا على حاجة حتى لو هموت
+
نهضت حنة خلفها متحدثه بحنان: طب خلاص حقك عليا خدي تعالي ميبقاش عقلك صغير
اتجهت فريدة تجذب يدها متحدثه: تعالي انتي كمان عشان عاوزه احكي لكم على حاجة بس لما تخلصي
+
ابتسمت حنة وهي تهز جسدها ببراءة متحدثه: أنا عارفة
نظرت ضحى له متحدثه: وعرفتي منين بقى؟
قلب الام قالتها حنة وهي تجلس على الفراش قبلهم
جلسوا الثلاثة على الفراش حنة نائمة تنظر للفراغ
وضحى جالسة شاردة في المستقبل وفريدة تضم ارجلها بذراعيها تفكر بـ الماضي والحاضر
+
بدأت ضحى الكلام بصوت حنون ناعم: مش عارفة كانت صدفة ولا لأ، اني اشوفه النهاردة بسااا بس فرحت اوي حسيت كده إني حاجة كبيرة مهمة ولا اما ساعدني في لم الحاجات اللي وقعت مني حسيت أنه راجل جنتل اوي ... حسيت بكهربا لمست جويا
اعتدلت حنة قليلا متحدثة بحسرة: يا خبر هي الحاجات وقعت منك قدامة؟
رفعت ضحى اصباعيها واشارت في تأكيد: مرتيين
+
ضربت حنة جبهتها وهي تعود لوضعها السابق متحدثه بمرح: يارب يكون مخدش باله من اللي حصل النهاردة
+
ابتسمت ضحى متحدثه بسعادة: عارفين ايه اكتر حاجة حلوة فيه
فريدة بجدية: ايه؟!
ضحكته حلوة اوي .. خطفتني خلتني محسش باللي حوليا كلهم .. لدرجة إني طلعت اجري من غير ما اشكره على اللي عمله معايا
سألت فريدة بجدية: هو عمل ايه؟
-تصوري دفع فلوس كل الحاجات اللي اشترتها النهاردة
+
نهضت حنة تلك المرة متحدثه بصوت حاد قليلا: طلعتي تجري يا ضحى .. ليه يا ماما .. هيعضك الراجل دا شكله ذوق يبقى نشكره ..نقولوا كلمتين حلوين .. الراجل مش غريب عننا يا بنتي .. كده الراجل هيطفش!
+
اجابت في تردد: اه اللي حصل بقى!
+
تدخلت فريدة متحدثه بصلابة: لا كده احسن، لازم من الاول يعرف انها مش سهلة والكلام مع اي حد مهما كان قريب مننا او نعرفه في حدود مش سايبه هيا
ابتسمت ضحى مؤكده: ايوه صح أنا مبحبش اكلم حد غريب
ضحكت حنة متحدثه: يعني على اساس بتكلمي القرايب اوي اسكتي يا ماما
اكدت ضحى في سعادة: لا قريب ولاغريب هو أنا كده قفل عاوزني اهلا وسهلا مش عاوزني براحته مش ماسكه فيه
+
نظرت حنة لها في غيظ متحدثه: ده ميتمسكش دا يا ماما دا بس يشاور وطابور طويل عريض يقف ويمسك ويعمل كتير
هزت ضحى كتفيها متحدثه: ولا يهمني
هتفت فريدة تؤيد كلماتها: احسن من البداية انه يعرف طبع اختك
+
نظرت حنة لفريدة و سألتها بهيام: هااا يا ست الحسن احكي لنا بقى حكاية الشاطر حسن عمل ايه؟؟
مال ثغرها في حزن وحدثت نفسها بحسرة: ياريته عمل يا حنة المشكلة انه مبيعملش حاجة بقى عبارة عن كتلة تلج قلبه بقى قاسي اللي كان بينبض بالحب ليا لدرجة اني كنت ببقى حساه دلوقت مفيش اي ذرة مشاعر ليا
+
ضحى بضحكة صافية: ايه حكاية الشاطر حسن ده كمان؟
+
نظرت لها فريدة في ألم وسألتها: فاكرة عدلي يا ضحى؟
"عدلي مين؟" سألت ضحي متعجبة
اجابت فريدة بحزن: عدلي اللي بابا رفضه وبهدله زمان عشان فقير
شهقت ضحى متذكرة: عدلي عدلي يا فريدة!!
اجابت فريدة مؤكدة: ايوه هو
+
-ماله يا فريدة ثم قالت وهي تضع يدها على فمها اوع يكون رجع؟
ايوه رجع من السفر ومش بس كده لا رجع يثبت لي في كل حاجة بيعملها انه بقى غني وانه مبقاش عدلي البسيط بتاع زمان، متعرفوش انه اشتري كمان شقة في العمارة اللي جمبنا وانتوا طبعا عارفين ثمن الشقة هنا كام دلوقت مش عارفة بيعمل كل ده ليه؟
+
اتسعت عين ضحى بتعجب بينما قالت حنة بعد تفكير: شكل اللي حصل زمان لسه مآثر في نفسيته؟
اجابت فريدة في حزن مش عارفه ازاي اخليه ينسى اللي فات .. دا حتى مفكرش يعاتب يفتح اي حوار بينا وخدو المفاجأة كمان
سألت حنة بنفاذ صبر: ايه تاني؟
اشتغل في المستشفى اللي أنا فيها ومش بس كده لا ده معايا في نفس القسم والموضوع ده موترني جدا حتى أنس لاحظ ده اكتر من مرة بس ميعرفش ان السبب وجود عدلي
اعتدلت حنة متحدثه: نهاره أبيض لا دا راجع ينتقم بقى بسبب اللي عمله بابا فيه زمان
+
اجابت فريدة بحزن:مش بلومه يا حنة عارفة ان بابا جرحة زمان وجي كتير عليه، لكن اللي هو ميعرفوش إني كمان اتجرحت زيه واكتر
+
اجابت ضحى بأسى: المفروض يفهم من نفسه يكفي أنك مرتبطتيش بغيره لحد دلوقت، هو عاقله ده غايب؟!
+
تدخلت حنة متحدثه: هما الرجالة كده .. هو لو قلع النظارة السودة اللي على عينيه هيفهم ده لوحده ساعتها
+
هزت فريدة رأسها بيأس وقالت: ياريته كان فضل بعيد أرحم من العذاب اللي أنا فيه كل اما بشوفه ومش قادرة اعمل حاجة
امسكت ضحى كفها متحدثه: طب متكلميه يا فريدة احكيله اللي في قلبك لو لسه بتحبيه
+
هزت رأسها في نفي وصعوبة متحدثه: مقدرش اعمل كده يا ضحى كرامتي، أنا خايفة يكون عدلي ده صورة وشبح لعدلي القديم اللي حبيته وعرفته
ردت حنة في تأكيد: لو بيحبك هينسى وهيسامح وهيرجع لك
+
اجابت نفسها بحزن: نفسي ينسى ويسامح بجد نفسي يرجع عدلي اللي عينيه كانت بتشع حب وحياة اللي مكنش فيهم اللي فريدة وبس
+
صفقت حنة متحدثة: نخرج من جو الدراما ده شويه بقى، في حاجة عاوز اخد رأيكم فيها
+
"خير" سألت فريدة في شك
وسام حجز لنا رحلة للمغرب كترضيه منه لرجعونا لبعض لانه عارف اني نفسي اروحها من زمان
رفعت فريدة حاجبها متحدثه بتعجب: وسام الله ايه التضحية الكبيرة دي؟!
+
"فريدة" قالتها حنة بغضب ممتزج بحزن
اجابت فريدة لتبدد غضبها: مش قصدي حاجة كل الحكاية انه فجأة كده اقتنع بسفركم طب ما انتِ كتير اتحايلتي عليه وكان بيقولك خليها للـ honeymoon
ايه اللي جد يا حنة عشان يغير رأيه فجأة كده؟
+
معرفش يا فريدة لكن هو اكيد عاوز يصالحني بعد اللي حصل بينا وشاف دي ترضيه حلوة يبقى ازعل واضايق ولا اتبسط بأنه عاوز يراضيني؟!
+
اجابت ضحى وهي تضمها: افرحي طبعا واه تغير جو قبل ما تبدأي شغل جديد أحنا الفترة اللي فاتت عشنا وجع كبير
اجابت حنة بدموع: ومش عارفين نتخطاه لسه، حسا اني لوحدي، قلبي مكسور
انفعلت فريدة متحدثه بغضب: واحنا فين بقى يا ست هانم ايه لوحدك دي!
اجابت حنة وهي ترتمي في حضنها: انتوا اخواتي لكن أنا مفتقده وجود وسام في حياتي محتاجة حبه يقويني عارفة انه غلط معايا وكان اناني ومش ده اللي كنت بستناه منه ابدا لكن لما حاول يرجعلي اكتر من مرة ويصالحني حسيت اد ايه هو متمسك بيا وبيحبني وأنا محتاجة حبه ده اوي عاوزه يداوي الجرح اللي في قلبي
+
مسحت ضحى عيناها متحدثه: وسام بيحبك وكان يستاهل فرصة تانية، هو غلط في اللي فات بس كلنا بنغلط يا حنة واهم حاجة انه اعترف بغلطة وعاوز يصلحه
مسحت فريدة على شعرها متحدثه: طب هتسفروا امتى؟
هو حاجز بعد اسبوعين السفر
قبلت فريدة جبينها متحدثه: متزعليش مني أنا خايفة عليكي تتجرحي تاني وسام بيحبك أنا عارفة ده كويس بس اهم حاجة يكون اتعلم من الدرس اللي فات
1
اتعلم يا فريدة هو ندم واترجاني كتير عشان نرجع يعمل ايه تاني عشان تصدقي
تحدثت فريدة بحنان: خلاص بقي متزعليش هااا هتجيبي لنا ايه وانتي جايه من المغرب
+
مش عارفة دي اول مرة ازورها بس اكيد هجيب لكم حاجات كتيير لبس واكسسري وبرفانات في باللي حاجات كتيير جدا وسام قالي هيوديني كل الاماكن هناك
+
ضحى ببسمة حالمة: أنا عاوزه بقى شويه فساتين حلوة وتكون هادية انتي عارفة ذوقي في اللبس
اكدت حنة: عاملة حسابي من غير ما تقولي الفترة الجاية هنحتاج الحاجات دي كتيير وكانت ترمي لوجود كيان
بس متجبيش فواتح يا حنة كله يبقى غوامق
+
تحدثت فريدة بحسرة: اللبس عمره ما هيرجع اللي راح يا ضحى لو باللبس كانت كل الناس لبست اسود عشان اللي بيحبوهم يرجعوا
تحدثت ضحى وهي تنهض: مش بإيدي لسه مش جاي لي نفس اللبس الوان بعد ماما ربنا يرحمها
امنت فريدة وحنة على كلماتها: الله يرحمها
+
-------------------------------------
+
جمانة بغضب: كانت مجرد خبطة بسيطة، وقعت غصب عني قدام العربية
تعجب والدها متحدثا: ايه اللي وداكي المنطقة دي من الاساس وكنتي بتعملي ايه هناك؟
كنت معا اصحابي في مطعم قريب وخرجنا وحصل اللي حصل
مش عارفة يا جمانة مش مقتنع بكلامك
هيكون في ايه غير اللي قولته لك يا بابي
ماشي يا جمانة تعالي جمبي هنا لاني عاوز افاتحك في موضوع مهم وعاوزك تسمعي كلامي المرة دي
+
جلست لجواره تضم جبيرة يدها بألم متحدثه: اتفضل سمعاك
ابتسم الاب متحدثا: طبعا عارفة شريكي في الشغل الجديد ماهر دويدار
اجابت بشك: ماله يا بابي!
طلب ايدك مني وأنا وافقت
نهضت مفزوعة كمن سقط عليها دلو ماء متحدثه: طلب ايدي ووافقت ازاي يا بابي مش تاخد رأي الاول؟!
اخد رأيك في مين في واحد زي ماهر ده مفيهوش عيب وبعدين كفاية سبت لك الاختيار قبل كده جبتي لي واحد حكيان وقلتي بحبه وعاوزاه ومردتش اتكلم!
هتفت بصلابه: انا اخترت آذار لاني بحبه ولسه بحبه ومش عاوزه حد غيره
+
اخرسي قالها والدها بعنف واتبع أنتِ عارفة ماهر هيكتب لك مهر ايه وغيره
حتى لو هيجيب لي حته من السما انا مبحبوش وبعدين دا كبير في السن باكتر من 15 سنة
اجاب والدها وهو ينفث دخان السيجار الذي اشعلها للتو: الراجل ميعبهوش الا جيبه وماهر مقتدر السن ده اخر حاجة تفكري فيها
ـ أنا مش موافقة لاني هرجع أنا وآذار تاني لبعض
+
اعتدل والدها بغضب متحدثا: بعد اللي حصل والفضايح اللي عملها كفاية الكلام اللي قاله في حقك
يا بابي هو كان غيران واي واحد مكانه كان هيعمل كده عادي
+
أنا مش موافق على الولد ده من الاول وسكت بس عشانك
ـ ولو قلت لك عشان خاطري اديله فرصة اخيره
يا حبيبتي أنا يهمني ايه غير مصلحتك وراحتك وماهر هو الشخص المناسب ليكي اسمعي كلامي
+
بليز يا بابي ادي لآذار فرصة اخيرة هو بيحبني فعلا وأنا عاوزاه
-ماهر مستني اديلوه معاد
-عشان خاطري مرة اخيرة
-اسبوعين، قدامك اسبوعين يا جمانة يجي يعتذر وافكر ساعتها غير كده لا
ابتسمت على استحياء متحدثه: ربنا يخليك ليا يا بابي واقتربت تقبل وجنته قبل أن تصعد لغرفتها
+
في الاعلى ..
ستجن ماذا ستفعل ..
آذار ورجوعه لها أصبح مستحيل
ومعتز!!
فكرت للحظات ثم اجابت نفسها بغضب: هكلمه يشوف حل معايا منا مش هفضل كده لوحدي
+
على الهاتف ...
تنتظر الرد مرة واثنان وثلاثة حتى جاءها الصوت الغاضب: ايه يا جمانة في ايه لكل الاتصالات دي؟!
وحشتني يا معتز ايه هو أنا مبوحشكش ابدا مفيش مرة تتصل بيا لوحدك؟!
جمانة قالها بغضب ثم اتبع: ادخلي في الموضوع على طول، لاني مشغول
+
زفرت بغضب وقالت: ياااه للدرجة دي بقيت تقيله على قلبك
زفر بحنق متحدثا: جمانة لو متكلمتيش أنا هقفل
+
يهددها الوقح بكل تلك البساطة ما كان منها الا انها قالت بغضب: بابا جايب لي عريس
الصمت دام للحظات تنتظر رد فعله والذي جاء مخالف لكل توقعاتها: مبرووك
ـ نعم!! أنت هتستهبل يا معتز!
احترمي نفسك يا جمانة
ـ عاوزني احترم نفسي وحضرتك بتتمسخر عليا اتجوز ازاي واللي حصى بينا
+
آاااه قالها معتز يحاول تداعي الفهم: اللي حصل بينا .. اعتقد إني مضربتكيش على ايدك
ـ أنا حبيتك يا معتز وسلمت لك كل حياتي بين ايديك وانت استغليت ده
ضحك ساخرا: أنا مطلبتش منك ده كان فيكي ترفضي ببساطة
ـ يارتني عملت كده أنا دلوقت في مصيبة حتى آذار اللي كنت برمي عليه الحمل سابني اعمل ايه دلوقت
تحدثت ببرود: بسيطة شوفي لك واحد تاني غيره اديله قرشين وخليه يتجوزك وكده يبقى الف مبروووك
+
هتفت بسخرية وغضب: والله هي بسيطة كده هروح اشتري واحد اقله سري ويتجوزني يومين ولا يفضحني ويستغلني
+
معرفش مليش فيه أنا قلت لك اللي عندي
ـ متسبنيش في المصيبة دي لوحدي زي ما دخلتني فيها تطلعني
معتيش تتصلي بيا يا جمانة لو هتتكلمي في نفس الموضوع واغلق الهاتف دافعا اياه على الفراش بقوة على خروج فتاة من المرحاض المخصص لغرفته متسائله بدلال:كنت بتكلم مين؟
اجابها بهدوء وتفحص: لا دا حد مش مهم خالص .. بس ايه الحلاوة دي
ضحكت بصوت عال متحدثه: آه يا بكاش
+
الووو.. معتز.. الووو
ماشي يا معتز أنا تعمل معايا كده! قالتها والغضب يأكل قلبها لقد اعطته اغلى ما تملك وفي المقابل لم تجد منه سوى الجحود والنكران .. يعايرها أنها رخصت نفسها له، تتنفس بقوة لا يشغلها وقاحته تلك الان بل كل ما يشغلها خوفها إن علم والدها بالامر؟!
+
---------------------------------------------------
+
وصلت فريدة المشفى صفت السيارة وصعدت متخذه المصعد وجهتها لاعلى .. وجاء من بعدها عدلي .. وقف خلفها مبتسما .. يراها أمامه تلك الفتاة البريئة التي احبها .. شعرت بوجود شخص خلفها خطواته ووقوفه .. ارتفع نبضها تلقائيا وشعرت برجفه داخليه .. شعرت انه عدلي لقد اخبرها قلبها قبل عيناها .. التفتت له تتأكد ومع التفاتتها ماتت البسمة في عيناه وهو يرى فريدة الانانية مازال لم ينسى ذلك اليوم الذي ضحت به لاجل آخر .. فرحتها فستانها .. الاضواء كل شئ .. كلما حاول النسيان وفتح صفحة جديدة يجد السواد السابق يطبع عليها فتبهت وتختفي ملامحها وسط الظلام .. صفحات فتحت وفسدت وهو بينهم يعافر .. ولم يتعافى حتى الان
+
التفتت متحدثه بود: ازيك يا عدلي
ابعد بصره يرحم نفسه من تلك الاعاصير التي لا نهاية لها في قلبه وهتف: ازيك يا دكتورة فريدة
دكتورة قالتها بهمس لم يصل له .. لكنه احسه
التفتت من جديد للمصعد وكانت ابوابه تتسع تفتح ذراعيها لتحتضنها .. وهو خلفها
يقفون متجاورين بينهم مسافة قليلة لا تذكر لكن المسافات بين القلوب بحار ومحيطات
+
تنتظر اي شيء ما هذا الصمت المخيف ..تفكر هل ترفع حقيبة يدها وتضربه على رأسه لعله يرجع لسابق عهده معها ام ماذا تفعل ..
حتى قررت ترك الحقيبة تسقط ارضا ربما كان هذا بداية الكلام
وفعلت ووجدته يسبقها كسابق عهده لم يخلف ظنها شعرت بالسعادة .. حتى اوشكت عيناها على البكاء ابتسمت بحب تلتقط الحقيبة من يده وقلبها يرفرف عاليا في سماء حبه .. وفجأة وجد القلب نفسه دون اجنحه وسقط من السماء السابعة على الارض مهشما عندما رأت في اصبعه خاتم خطبة
+
شعرت بتشويش .. للحظات، فتح باب المصعد سبقها وخرج وهي استندت بعد خروجه تحاول التوازن فكان آخر شيء تتوقعه هو ارتباطه بامرأة غيرها .. تسير وتشعر أن قلبها ينزف .. ستموت من الغيرة تريد الصراخ عاليا لكنها تماسكت .. تحبه .. الخائن .. ارتبط بغيرها وهي قضت سنوات من عمرها تتحمل الألم، تحجب الشمس عن بابها تريد أن ترى النور معه .. سبقها ..لا بل باعها .. سحقا له ولقلبها المعذب في هواه
+
اتجهت ببطء لمكتبها ..
بلغتها الممرضة أن هناك عملية واحدة اليوم
ستطلب من أنس عدم الحضور ستخبره أنها مرضت فجأة .. بل ماتت فجأة
اتجهت لمكتب أنس وحمدت الله أنها لم تراه في طريقها
+
رحب انس بها ناهضا من مكتبة: فريدة ايه النور ده تعالي
ابتسمت غير قادرة على الرد
عبس أنس متحدثا: مالك يا فريدة وشك اصفر كده ليه حاسة بحاجة اقيس لك الضغط
تعبانة شوية يا أنس أنا هستأذن منك مش هدخل العمليات النهاردة
اجاب بلهجته السريعة: مش مشكلة بدل تعبانة قومي هروحك يا فريدة مش هتطمن تسوقي لوحدك كده شكلك تعبان فعلا
+
لا..لا.. أنا هقدر اسوق بس كنت محتجاك في حاجة تانية كده
سألها بلهفه: خير يا فريدة اؤمري؟
كنت عاوزه اخد اجازة من المستشفى لفترة
تعجب متحدثا: ليه الاجازة في حاجة حصلت معاكي أنتوا كويسين في البيت؟!
+
افتعلت ابتسامة متحدثه: متقلقش يا أنس احنا بخير بس حاسة إني محتاجة ارتاح شوية كلامك كان بحق هعتمد عليك في الموضوع ده
عينيا يا فريدة هكلمهم في اجازة ليكي ومدفوعة الاجر كمان
ابتسمت متحدثه: مش هتفرق يا أنس المهم يدوني اجازة، شكرا يا انس أنك جمبي بجد
عيب يا فريدة متقوليش كده احنا زملا بقالنا سنين
اجابت وهي تنهض: ربنا يخليك يا أنس هستنى اتصالك وتعرفني الاخبار
غادرت عكس دخولها وكأنها في سباق تحاول الركض سريعا لكي لا تراه، وقد تحقق مرادها
+
غادرت واتخذت من السيارة ملجأ لها تبكي بحرقة صدمتها الكبيرة فيه
+
وهو في العمليات مع انس ينتظر دخولها بين لحظة واخرى حتى انتهت العملية وفاض كيله فسأل أنس مباشرة: عندك علم هي فريدة ما دخلتش العمليات النهاردة ليه
+
اجابه أنس بعبوس: فريدة تعبانه النهاردة
ـ مالها؟ قالها بلهفه كبيرة... لم يلحظها أنس رغم ظهورها للاعمي متعجب ماذا اصابها وخصوصا أنه كانت بخير عند قدومها
+
أتبع أنس في ضيق: هي بقالها فترة مش كويسه مش عارف مالها
شعر عدلي بغصة المته كثيرا
ومع متابعة أنس الحديث: ده حتى طلبت مني اطلب من الادارة اجازة ويارب يوافقوا عليها
اغمض عدلي عينيه هامسا: للدرجة دي يا فريدة مش طايقة وجودي جمبك
سأل أنس بتعجب: بتقول حاجة يا عدلي؟!
اجابه عدلي وهو يحاول السيطرة على مشاعرة: مفيش بقول ترجع بالسلامة عن إذنك عشان ورايا حاجات هعملها
تعجب أنس من عدلي وردوده لكنه حدثه نفسه: عادي يا أنس مهو أكيد مش هيزعل عليها يعني!!
+
------------------------------------------
+
مر الاسبوعان
وها هي تحضر حقيبة سفرها بسعادة
ولجوارها ضحى وفريدة
تحدثت فريدة بتحذير: السفر مينسكيش انكم لسه مخطوبين يا حنة
"فريدة عيب" قالتها حنة بغضب واستنكار
ـ الله مش بقول لك على في قلبي الواد وسام ميكلش بعقلك حلاوة
+
ضحى وهي تضمها من عنقها بحب: هتوحشيني يا نينه متسيبك من وسام ومتسفريش معاه خليه يسافر هو لوحده
ضحكت حنة متحدثه: لو سمعك بتقولي كده هيزعل منك
عبست متحدثه: الله منتي هتوحشيني الفترة دي كلها
رفعت حنة اصبعا هاتفه :يا حبيبتي هو اسبوع واحد متقلقيش مش هلحق اوحشك
+
فريدة وهي ترفع الحقيبة بثقل امال فين سبع الرجال يجي يشيل الشنطة دي
ـ قالي أنه هيجي كمان شويه اكون مستنياه تحت وجاهزة كمان
عبست فريدة ورفعت انظارها للسماء متحدثه: الله عليه راجل مفيش كلام امال مين هيشيل الشنطة دي؟!
فركت حنة جبينها تفكر ثم هتفت: هرن على عم محمود يطلع يشيلها
غضبت ضخى وهتفت: حرام عليكي ده راجل كبير ازاي يشيل شنطة بالحجم ده
حنة بجدية: الله مهو شغله وهديه فلوس فين المشكلة؟
اجابت ضحى وهي تحاول تحريك الحقيبة: يا حبيبتي امال فين الرحمة هو عشان الفلوس نموت راجل كبير عشان محتاج لا حراااام
+
"خلاص خلاص هنزلها كلنا مع بعض" قالتها فريدة وهي تشارك ضحى تحريكها
في الاسفل يقفون على باب البناية تنظر فريدة لساعتها متحدثه: الاستاذ قال خمس دقايق وجاي وهو شكله منزلش من البيت اصلا
هتفت حنة باعتراض: حرام عليكِ يا فريدة اكيد الطريق زحمة
اومأت فريدة وبداخلها عدم الرضى يذداد حتى وصل وسام لم يرحب بهم بل قال بلهجة حازمة: يالا بسرعة اركبي الطيارة فاضل عليها وقت قليل
+
نظرت فريدة لساعتها متحدثه بلباقه: حضرتك أنت اللي متأخر أحنا واقفين هنا بقالنا ساعة
رفع وسام حاجبه وهو يشير لها متحدثا: معلش يا فريدة مخدتش بالي انك واقفة
تعجبت فريدة متحدثه :بجد!
وضع وسام الحقيبة في الخلف واغلق الشنطة بعنف متحدثا: عاوزين حاجة يا بنات يا لا اله الا الله
امسكت ضحى يد حنة متحدثة: كلي كويس وكلميني فيديو على طول ماشي
حاضر قالتها حنة ووسام ينطلق بالسيارة على اقصى سرعة
هتفت حنة بخوف: براحة يا وسام كده بدل ما هنروح المغرب هندفن المغرب
ضحك وسام عاليا وقال: مش عاوزك تخافي يا حنة طول ما انتي معايا، بحبك قالها وهو ينظر لها بعيون ضاحكة وزاد من سرعته
صرخت عاليا: بص قدامك هنموووت
"حاضر" قالها وسام وهو يكمل الطريق
+
في المطار ..
الحنان والاحتواء ...
الوقت الجميل ينتهي سريعا ليست مقولة مشهورة فحسب بل هي واقع نحياه
الوقت مر ولم تشعر به وهي الان في المغرب ..
+
في الفندق ..
حجز وسام غرفتين متقابلتين ..
تشعر بسعادة لا مثيل لها
اخيرا انتهى من كل شيء وهتف بحب: هنطلع الاوض ناخد شور ونغير وننزل ناكل حاجة سريعة عشان نتفسح على طول، مش هنستني
اومأت له في سعادة وبالفعل كل منهم في غرفته
انهى وسام كل شيء قبلها فـ العادة النساء تتأخر قليلا ونزل لاسفل في الاستقبال .. الفندق رائع .. لم يمانع في أخذ جولة قصيرة لحين نزولها ..
+
كان يقف يلتقط بعض الصور .. فوجد من تحدثه من الخلف .. ازيك يا وسام الله أنت في المغرب من غير ما نعرف
التفت يتطلع لها متعجبا وهتف متسائلا مونيكا انتِ هنا بتعملي ايه
أنا اللي سألتك الاول
ازدرد ريقه متحدثا: في جولة سياحية، وانتِ؟!
بخلص شغل قالتها وعيناها تبحث عن شخص ما، فلم تجد بدا فسألته: أنت هنا لوحدك؟
ضحك وسام وقبل أن يكمل تدخلت حنة وهي تقترب منه متحدثه: لا أنا معاه، خطيبته معاه
فكان السؤال الاشد خطورة
الله هو أنتوا رجعتوا امتي؟
+
تكملة الفصل ❤
+
يتصفح الرسائل الخاصة به لربما وجد مراسلة من عمل قدم طلبا له مسبقا
لكنه اصتدم برسالتها السخيفة كما شعر الآن
+
لكنه وجد هذه الرسالة
"ارجوك يا آذار نرجع تاني ...
بابا حالف أنه هيجوزني واحد كبير في السن كل ده بسببك وبسبب كلامك عليا انت بس اللي في ايدك تنقذني من الجوازة دي"
+
قراءها آذار ببغض واستنكار، ثم زفر بغضب متحدث: يارب، أنا عاوزها تطلع من حياتي بقى كفاية اللي عملته فيا
+
وكان على وشك اغلاق الجهاز فوجد رسالة من شركة .. ارسل لها طلب منذ وقت حتى انه نسى الأمر .. تعد من أكبر الشركات في الوطن العربي .. تهللت اساريره وهم يطلبون حضوره لعمل مقابلة شخصية زفر بارتياح واخيرا شيء جيد سيحدث
+
وقرر في نفسه أنه لن يخبر أهله تلك المرة حتى لا تُسمعه زوجه ابيه كلمتين ليس لهم داع عند رفضه ككل مرة
وكان هذا هو أفضل شئ عمله فلم يصل الخبر لجمانة حتى الان ككل مرة ولم تقتله في مهده
+
استعد في اليوم التالي للمقابلة وكانت ناجحة بنسبة تسعة وتسعون بالمئة
ينتظر الرد خلال يومان ولاول مرة يشعر بالسعادة وحتى الان لم يخبر احد ليس شكا بهم بل خوفا على مشاعرهم لكن ليتهم يقدرون
+
----------------------------------------
+
ضحك وسام وقبل أن يكمل تدخلت حنة وهي تقترب منه متحدثه بلهجة غاضبة: لا أنا معاه، خطيبته معاه يا حبيبتي
رفعت مونيكا حاجبها بتعجب شديد ووزعت النظرت بينهم متسائله وكان السؤال الاشد خطورة: الله هو أنتوا رجعتوا امتي؟
"رجعنا امتي" قالتها حنة محدجه وسام بنظرة نارية
+
فرد وسام سريعا ينقذ الموقف "قريب" قالها بمواربة شقت قلب حنة لنصفين
مبروك قالتها مونيكا بغل يظهر للاعمى
الله يبارك فيكِ قالها وهو يحاول تلطيف الجو متحدثا أحنا خارجين نعمل جولة في البلد تيجي معانا
+
شهقت حنة بداخلها .. وانقلب اليوم الوردي الذي تحياه ليوم تخلو منه الالوان ..
ردت مونيكا في لطف: خليها مرة تانية انا دلوقت مرتبطة بمعاد مهم
"زي ما تحبي" قالها وسام بتهذيب
كل هذا تحت نظرات حنة الصامتة الحزينة
ابتسمت مونيكا وغادرت ولم تخفى على حنة تلك النظرة الخاصة التي اهدتها لها قبل أن تغادر
+
ثوان من الغليان ..
حتى اختفت مونيكا فتحدث وسام ينهرها: مالك يا حنة في إيه دي طريقة تعاملي بيها الناس؟!
بجد؟! قالتها وهي غير مصدقه لما يقول ثم رفعت اصبعها في وجهه متحدثه بشك: أنت مقولتش في الشركة عندك إننا رجعنا لبعض؟
ااايه قالها بتلجلج ثم هتف: لا قلت طبعا بتسألي ليه
اجابت وهي تشير برأسها مكان ما غادرت مونيكا: امال الصفرا دي بتقول كده ليه، واوع تقولي معرفش؟
+
حنة مالك في إيه وبعدين اكيد معرفش انا هعرف منين هي عارفة ولا لأ منا مش همشي اقول لك واحد أحنا رجعنا بعض انا قلت للمقربين مني
نظرت له بشك ثم قالت: وسام يعني أنت بجد معرفهم في الشركة إننا رجعنا لبعص
اقترب منها متحدثا: وايه يخليني اخبي عنهم مش عاوز اللي فات يأثر علينا وعلى علاقتنا بلاش الشك يا حنة مش عاوزك حساسة زيادة عن اللزوم كده
+
صمتت فكلماته رغم صدقها الا أنها كانت حادة جارحة أكثر مما ينبغي .. ازدردت ريقها تحاول الاتزان ومحو الحزن القاطن بداخلها .. واكدت تحاول رسم بسمة صافية: معاك حق يا وسام، أنا بحاول انسى اللي فات، بس اتفاجئت بوجودها هنا وبسؤالها الغريب ده ورديت كده واتصرفت بالطريقة دي لاني غيرت عليك يا وسام وأنت عارف إن ده غصب عني
ابتسم حتى بانت نواغزه وهتف غامزا لها: عارف يا قمر ودي أكتر حاجة بحبها فيكي الغيرة
+
"وسام" قالتها بضحكة صافية
هتف مشاكسا: الله على الضحكة اللي تودي الواحد ورا الشمس دي
ظلت تطالعه ببسمة صادقة وهو كذلك حتى كسر الصمت بقوله: دا ميمنعش أنك اتكلمتي معاها بطريقة جافة
اجابت بحزن: اللي حصل يا وسام اتصرفت بانفعال غصب عني
مش عاوز حد يشوفك ويفهمك بطريقة غلط يا حبيبي، أنتِ جميلة يا حنة وعاوزك كده على طول
-حاضر يا وسام خلاص بقي
خلاص، يالا بينا نبدأ جولتنا هوديكي مكان عظيم جدا
اجابت وهي تسير لجواره أنا من ايدك دي لايدك دي
بدأو جولتهم بزيازة جامع الفنا وساحته العظيمة كانت تستمتع بكل جزء في المكان ومعها الهاتف تلتقط صورة لكل شيء مميز تقع عيناها عليه كذكرى
وبعدها شاهدت عرض لمروضي الافاعي وكانت لا تصدق ما تراه رغم الخوف الكبير المسيطر عليها وهاجس يخبرها لو هربت واحدة من تلك الافاعي ولدغتها ستموت لكنها كانت سعيدة للغاية فتلك اول مرة ترى تلك العروض المبهرة وبعدها جولة قصيرة من التجول في انحاء المدينة .. وانتهى اليوم على وعده لها ان اليوم التالي سيكون أكثر جمالا
+
انهت اليوم في فراشها تحتضن الهاتف في يدها تحدث ضحى بصوت ناعس: اليوم كان حلو اوي يا ضحى مش قادرة اوصفلك اتبسطت ازاي ياااه
سألتها ضحى بسعادة: قوليلي رحتوا فين وعملتوا ايه كل حاجة
رحنا في اماكن كتير استني هحكيلك من الاول
............................
+
أخذ حمام دافئ منعش ووقف أمام المرأة يصفف خصلات شعره الكثيفة .. فاستمع لنغمة اشعارات الواتس
فتح الهاتف وعندما رأي الرسالة مال ثغره في بسمة كارثية، حك ذقنة ثم وضع الهاتف مكانه وتمدد براحة على الفراش وكأن شئ لم يكن
+
اليوم التالي في المطعم الملحق بالفندق يتناولون وجبة الافطار
رأها من بعيد مشرقة في ثوبها الوردي لم يتحدث لكنه اتخذ من الطاولة المجاورة لها مجلسا
+
طلب الطعام وبدأ في تناوله .. وحنة لجواره فرحه حدثها عن جولته لليوم وسيتخذون من السوق نزهه وشراء لكل ما يريدون كانت سعيدة للغاية
التفت لليمين قصدا فوجد مونيكا تطالعه ببسمة عابثة مال ثغرة في بسمة لا تقل عنها عبثا وتحدث لحنة ببراءة: مونيكا قاعدة هنا جمبنا
شعرت حنة بالضيق لكنها تماسكت متحدثه :طب واحنا مالنا
مش حلوة تبقى جمبنا ومنكلمهاش وخصوصا بعد موقف انبارح مش عاوزها تحس إنك متضايقة او غيرانه منها
ردت حنة في ضيق: وانا هغير من واحده صفرا زي دي ليه؟!
+
حنااا قالها وسام محذرا ثم تابع ممكن تسمعك ميصحش كده!
هتفت في داخلها تسمع ولا تتفلق ثم ابتسمت بغيظ متحدثه ايه رأيك نعزمها على قهوة معانا
اجاب في نفس اللحظة: والله عندك ذوق وبتفهمي والتفت سريعا متحدثا: مونيكا ايه الصدفة الحلوة دي، شركينا القاعدة بدل انتِ لوحدك
صعقت حنة من سرعته في الادء ليس فقط بل وذوقه العالي وحدثت نفسها فغضب: يا نهار أبيض دا في نفس اللحظة يا وسام صبرك عليا
+
نهضت مونيكا تتهادى في خطواتها متحدثه: ايه المفاجأة الحلوة دي، فرحت اني شفتكم تاني
"والله" قالتها حنة بغضب وسخرية
فنظر لها وسام محذرا
تابعت تحسن الكلمة فعلا والله مفجأة حلوة
+
ابتسمت مونيكا ومدت كفها تصافحها ومنها لكف وسام الذي ضغطت عليه بنعومة وتملك تحت نظرات حنة المدهوشة فلم تتمالك نفسها عندما ضربت حذائها في حذائه أسفل المنضدة فتألم تاركا كف مونيكا
سألته مونيكا في ريبه:مالك يا وسام؟!
اجابها ببسمة رغم غيظه من حنة: لا مفيش، اقعدي اشربي معانا القهوة
سحبت مقعد متحدثه: شكرا على الدعوة الحلوة دي وهي تطالعه بمكر
شعرت حنة بالاستياء وودت لو تمسك خصلاتها تمسح بها أرض المطعم لكنها تمالكت نفسها ليس خوفا منه بل خوفا من ان يكون ما حدث في الماضي مازال تاركا اثره في نفسها وهي لا تشعر.. بالفعل مازالت تعاني من ازمة الثقة بالنفس بعد ما حدث
تنهدت وهي تضغط على نفسها في الجلوس مع تلك الفتاة الغير هينة تكفي نظرتها فحسب لكنها تشجعت
+
غادروا المكان للسوق واخبرتهم انها ستتجول هناك ايضا
في السوق ..
المحلات رائعة والمشغولات الذهبية كذلك اختارت اكثر من قطعة ومن بينهم خاتم لضحى مكتوب أول حرف من أسم كيان باللغة الانجلزية كان تحفه فنية
+
تعجب وسام هذا الخاتم فسأل متحدثا بجديه: أنتِ جايبة الخاتم ده بالحرف دا لمين؟!
ابتسمت متحدثه دا مش ليا دا هدية
انتزع الخاتم من يدها بطريقة سوقية امام البائع متحدثا: هدية وهدية لمين بقى إن شاء الله
المها نزع الخاتم ولم تشعر بالجرح الذي سببه لاصبعها
لكنها هتفت بدموع تتراقص : دا لضحى
عبس متحدثا: ازاي لضحى؟! وهو مش حرفها؟!
اجابت في غضب: انت سألت لمين قلت لك متتدخلش بقى في كل حاجة، مش خدت الخاتم خلاص عن إذنك وتركت كل المشغولات وذهبت
وقف ينظر لاثرها بغضب وللبائع ثم تحدث: معلش هجيلك تاني
غادر خلفها اخذ يبحث عنها حتى وجدها اخيرا فنداها بغضب حتى وصل اليه متحدثا: ايه اللي بتعمليه ده ماشيه لوحدك وسيباني افرضي توهتي ولا حد اتعرض لك؟!
+
ابتسمت بسخرية متحدثه: محدش هيضايقني أكتر من كده متخافش؟!
حنة قالها متحدثا بصلابة دي مش عيشه دي، احنا جايين نتبسط ولا جايين نتخانق كل دقيقتين
نظرت له بدموع متحدثه: الكلام ده قوله لنفسك
نظر للسماء متحدثا: أنا تعبت بجد، مش معقول كده
+
غادرت وتركته كما هو وللاسف لم يحاول تلك المرة السعي خلفها .. يشعر بالغضب منها ..
فتوجهه لاقرب كافتريا يجلس عليها ويطلب مشروبه المفضل وكأن شيء لم يحدث
+
اما عنها فوصلت الفندق تكاد لا ترى من كثرة الدموع التي ذرفتها .. تشعر بأنه تغير معها .. لم يكن بتلك القسوة ولا بهذا الجفاء .. تتسأل هل الحب ينقص مع الوقت ويختفي .. هل لفراقهم السابق دخل في تلك المعاملة أم رجوعها له ثانية جعله يتحكم فيها أكثر لا تعرف أيهم أصح لكن ما تعلمه أن هناك شرخ كبير ظهر بينهم رفعت يدها مازالت تشعر بالالم .. فوجدت شرخ كبير في اصبعها .. اغمضت عينها تشعر بالالم في قلبها اضعاف يدها .. مسدت الجرح برفق وهي تفكر لماذا لم يحاول حتى الآن مصالحتها او الحديث معها لماذا لم يتبعها
+
انهى مشروبه واخذ يتجول في المكان حتى اشتم رائحه يعرفها جيدا تطوقه
التفت غير مصدقا لوجودها وابتسم متحدثا: مونيكا
ضحكت برقة متحدثه: عرفت إني هنا ازاي
اجابها بهدوء: ريحتك .. حلوة ومميزة
ابتسمت بثقة تدفع شعرها للخلف متحدثه: مرسي يا وسام على المجاملة الحلوة دي
+
ـ بتعملي ايه هنا؟
هكون بعمل ايه، بعمل شوبنج، أمال فين حنة؟
عبس متحدثا: في الفندق
رفعت حاجبها في شك متحدثه: حصل حاجة بينكم ولا ايه؟
اجاب في تروي: خلاف بسيط كده
اقتربت خطوة متحدثه: مردتش على رسالتي امبارح ليه؟
+
عادي يا موينكا قلت لما اقبلك وش لوش هنتكلم
+
ليه مقولتليش أنك رجعتوا يا وسام وليه مقولتش أنك مسافر معاها
اجاب بخبث: وهتفرق معاكي يعني
+
وسام قالتها بحزن متحدثه: طبعا هتفرق وانت عارف كده كويس
تحدث بتلجلج واضح: اللي حصل يا مونيكا والدتي ضغطت عليا وأنا وافقت وهو في الحقيقة كاذب .. فرجوعهم من اختاره بناء على تفضيلات بينهم كثيرة قام بها وفكر فيها قبل ان يتخذ تلك الخطوة وما كانت هي الا بديل ان اضطر له سيفعل لكن في آخر المبارة أحز الهدف، وعادت حنة له من جديد فتركها على دكة الاحتياط دون حتى ان يخبرها بانتهاء المبارة تركها تتمني دخول ارض الملعب
+
سألته مباشرة :أنت بتحبها
الحب لن تستطع اخفاءه او تجزئته
يفكر هل هو يحبها .. اخيرا تحدث بتشتت: ايوه بحبها بس في حاجات فيها بتضايقني
ابتسمت مونيكا متحدثه: اللي بيحب حد بيشوفه كامل في عنيه
ضحك ساخرا وتحدث: بزمتك أنتِ بتصدقي في الكلام ده
ايوه بصدق يا وسام وهتفت بهمس لم يصله وعشان كده حبيتك
هتروحي سألها وسام لينهي الحوار
اومأت متحدثه: ايوه
تعالي معايا هوصلك للفندق ونكمل كلامنا في الطريق
+
رأته من الاعلى .. صدفه لكنها صدفة سيئة زلزلتها وفعلت بها الافاعيل
ينزل من السيارة وهي لجواره .. منظر عصف بقلبها
فخرجت تستعد لمجيئة
وقفت على باب الغرفة ..
تنتظره وقت عصيب طويل... تتسأل في نفسها هل لم يكتفوا من الحديث بعد حتى يقف معها هنا ايضا
وصل اخيرا فرأها بتلك الهيئة زفر بحنق متحدثا: وقفه كده ليه؟!
+
مستنياك قالتها بسخرية
رد بقسوة: وتستنيني ليه إذا كان المحل سبتيني فيه وخرجتي تجري وبعدها مشيتي ولا كأني موجود معاكي كيس جوافة أنا مش كده؟
+
لكنها لم تتراجع وسألته بغلظة: كانت معاك بتعمل ايه
ـ هي مين؟ سألها بعدم فهم او محاولة لثميل فاشل
+
فصرخت قليلا متحدثه: مونيكا، البت دي عاوزه منك ايه يا وسام؟
ـ هتكون عاوزه ايه ما انتِ عارفه أنها زميلتي في الشركة
+
ردت حنة في غضب: تمام الكلام ده في مصر لكن أحنا هنا في المغرب ليه تكون موجوده هنا في نفس الوقت، بعد اللي شفته النهاردة دا استحالة اصدق ان وجودها هنا صدفة
قصدك ايه؟ سألها بغضب
+
اجابت بغضب مماثل لو شفتني نازله من عربية وجمبي واحد غريب هتعمل ايه؟
ضحك ساخرا وقال: منا شفت الاصعب من كده في الصور وسكت، اندفع بتلك الكلمات كالرشاش وانتهى الامر .. مات قلبها ولا حياة بعد الموت
صمت طويل لم يقطعه الا دخولها الغرفة واغلاق بابها بعنف من الداخل، تبكي بضعف وقهر
+
زفر بغضب يلعن تسرعه وكلماته الحمقاء، طرق الباب متحدثا برجاء: حنة افتحي .. يا حنة أنا اسف انتِ اللي ضغطتي عليا زيادة عن اللازوم حنااااا افتحي بقولك
لم يجد رد فدخل غرفته وصفق الباب هو الاخر
+
----------------------------------------------
+
انتهت اجازتها ..
واليوم تستعد للعودة .. للعمل الذي أصبح الآن ساحة للمعركة .. لقد كسرها صمته ليس فقط بل ارتباطه بغيرها، هل يريد ايلامها بتلك الطريقة .. لن تسمح له .. لقد احبته بكل ما تملك من شعور .. وجاء بعد كل تلك السنوات ليخبرها أنها خارج حساباته .. وليكن ستتألم من الداخل لكنها لن تدع كرامتها تحت حذائه
+
ارتدت اجمل ما لديها
سيء الحظ من تكيد له امرأة
من يفلت من كيد النساء يكتب له النجاة
تفكر وهي في الطريق، شيئان يعذبان قلب المحب الغيرة والشعور بالفقدان
وهي اختارت اسهل الطرق لتعذيبه محدثه نفسه بغضب «ماشي يا عدلي راجع فاكر إن مفيش حد قدك، راجع تكسر قلبي زي ما بابا كسر قلبك وقلبي زمان، أنا هخليك تفكر مية مرة، هخليك تمشي تكلم نفسك، مبقاش فريدة القاضي لو معملتش ده، هخلي الغيرة تصحي حبي في قلبك من تاني دا لو كنت لسه بتحبني »
+
الغيرة ... من يكون الخصم
أنس .. التمع الاسم في عقلها وصدق على الامر في اللحظة التالية لن يكون هناك غيره مناسبا لهذا الدور
الالم بالالم والبادي أظلم
1
تقف معه في الممر ..
الصوت عال وهي تقصد
خرج عدلي يتأكد مما سمع هل صوتها حقا؟!
+
حملق وهو يراها تتباسط في الكلام مع أنس، يحاول السيطرة على مشاعر الغيرة
صدقت عندما قالت نار الغيرة جمر مشتعل في قلب المحب .. وهو الان يتلظى بها
هرب للداخل يحاول البعد الصمود .. ما شائنه بها فلتكلم من تريد .. دقيقة واثنتان والوقت يمر حتى بدأت تفقد الامل،
لكن الامل عاد يرفرف في سمائها عندما رأته قادم باتجاههم وملامح الغيظ تفتك به
اقترب متحدثا: مش خير!
اتسعت عين انس وسأله مستفهما: خير ايه؟ في حاجة يا عدلي؟
تحدث عدلي وعيناه تفيض بالغيرة: المفروض السؤال ده اسأله ليكم؟
اجابت بثقة ويداها في جيب البلطو الطبي الخاص بها: خير يا دكتور عدلي في حاجة مضيقاك؟
اجاب عدلي بغيظ: اعتقد دي مستشفى والمفروض يا دكاترة الكلام يكون في حدود الشغل مش بالصورة دي
احتدت نظرت انس وقال بغضب: عدلي في ايه متتكلم كويس وبعدين انت مالك نقف ولا نتكلم دا شيء متخصكش!
+
نظر عدلي لفريدة متحدثا: انا موجهتلكش كلام انا بكلمها هيا
ضحكت بخبث وهتفت: وتوجهه لي الكلام ده بناء على ايه يا دكتور كنت قريبي وانا معرفش ولا حبيبي مثلا وقالتها تحاول التماسك حتى لا تضعف
+
نظر لها بعيون غاضبة وتحدث: مش هتبطلي تجرحيني يا فريدة
غادرت الممر متجهه لغرفتها بعد قولها: عن إذنك يا أنس
ظل انس واقفا مكانه فاتحا فمه بعدم فهم يحاول استيعاب الامر حتى الان ويتسأل بشك هل عدلي يحب فريدة؟
+
في غرفتها خلعت البلطو سريعا واسرعت في جمع متعلقاتها على دخول عدلي
كان دخول ناري .. رغم صمته القاتل
ربعت يدها متحدثه بسخرية : هتفصل ساكت يا دكتور كده كتير!!
سألها بحزن: ناويه ترتبطي بأنس يا فريدة؟
اتسعت عينها وتنهدت بثقل .. تتسأل بشك هل لديه عقل أم حذاء بالي داخل تلك الجمجمة
لكنها رأتها فرصة لمعرفة امر ارتباطه فاشارت بيدها على كفه متحدثه: وايه المشكلة ما أنت سابقتني وعملتها ولا ايه؟!
اخفض بصرة لكفه ثم رفعه ينظر للخاتم بحب وحزن في آن واحد وتحدث مقبلا اياه: مرتبط، ايوه يا فريدة
مرتبط بوحده هي كل حياتي
1
صرخت بعنف ولما أنت مرتبط ظهرت في حياتي ليه عاوز ايه مني ايه يا عدلي مش كفاية اللي حصل عاوز تكسرني وتذلني مش كده راجع تنتقم
+
اجابها بقهر: مش أنا اللي اكسرك يا فريدة رغم أنك عملتي معايا كده زمان، فاكرة و لا ناسية؟
ـ كان غصب عني أفهم بقى كان غصب عني كنت بحميك
+
كدابة يا فريدة مش مصدقك ولا مسامحك
بكت متحدثه: ابعد عني اخرج من حياتي، شيل نفسك من جوايا بقى أنا تعبت وخرجت مسرعة من الغرفة
+
ظل في حجرتها للحظات يشعر بالالم وقلبه يتمزق
خرج يسير هائما .. لا يعرف وجهة له تحركه اقدامه.. حتى سمع صوت صرخات عالية انتفض وأذنه تحدد أن تلك الصرخات تخصها هي
+
تفاعل يا ولاد حلو ورأيكم مهم
دمتم بخير 💜
----------------------------
+