اخر الروايات

رواية يكفيني يا قلب الفصل الخامس 5

رواية يكفيني يا قلب الفصل الخامس 5 


  
5....((كأنك تغار))...
                                  
عندما استيقظ أحمد أخيرا كان منتصف النهار قد حان. ..لذا رمى الغطاء من على جسده بسرعة ليدخل  الحمام. .....
وكالعادة تماما مثلما كانت سمر تفعل 
قبل سفره مع والده ........تحضر له حماما خاصا. ..حماما    مميزا يشعره كأنه سلطان من سلاطين  الزمن الغابر   كانت تملأ البانيو بالمياه  الصافية  وتملاءه بغسول الجسم ذو الرائحة  المميزة والتي حقا أحبها واعتاد عليها. .....لا ينكر أنها تهتم به بطريقة حتى نهى لم تكن تفعلها. ....إنها تهتم بتفاصيل  عادية  لتجعلها مميزة 
وهو يعجبه هذا الدلال الفريد  يعجبه رغم نفوره من كونه يعجبه ما تفعله سمر. .....

+



                    
بعد دقائق من الانتعاش والراحة  خرج أخيرا يلف جسده بمنشفته البيضاء الكبيرة بينما شعره المبتل يختفي تحت منشفة صغيرة بيضاء أيضا. .....

+



                    
رفع حاجبه اندهاشا  عندما رأى الفطور معدوموضوع  على منضدة السرير. ..

+



                    
متى علمت بأنه استيقظ  هل تضع كاميرات مراقبة داخل الغرفة أم ماذا. .......

+



                    
ثم إن السرير الذي تركه مبعثرا كان قد عاد إلى ترتيبه السابق قبل أن ينام عليه. ..ثم ماهذه  الرائحة الطيبة التي تملأ   جو الغرفة. ........

+



                    
وضع منشفة رأسه حول عنقه وظل يمشط شعره ببطء ناظرا لعينيه المحدقتين به أمام المرآة . ....

+



                    
همس يحدث نفسه بأنين  نابع من تلك العضلة القلبية التي تخفق داخل اضلعه ((إلى متى. ....إلى متى. ...يا أحمد  تعذب نفسك. ....وتعذبها معك. ...لو أنها ترحل فقط. ...ترحل وتعيش حياتها كما تريدها لشعر هو ببعض الراحة على الأقل لن  يكون مضطرا أن يعذب نفسه لنظرة العتاب في عينيها. ....

+



                    
ترك المرآة شاعرا بوخزات عنيفة داخل صدره. ...متجها نحو الخزانة ليخرج منها ما يريد ارتدائه. ....

+



                    
لكنه انتبه قبل أن يمد يده على مقبضها ويفتحها بأن هناك ملابس موضوعة على أحد الكراسي الثلاثة الموجودة داخل الغرفة وورقة مكتوب عليها بخط كبير وواضح  ((ارتدي هذه اليوم لدينا ضيوف ))....

+



                    
عقد حاجبيه متسائلا  ((ضيوف. ...))لكنه عاد واسترخى قليلا فهو يعلم أن الضيوف ستزورهم منذ اليوم ولعدة أيام باستمرار ليطمئنوا  على صحة والده وليعرفوا مقدار نجاح العملية التي   أجريت  له  خارج البلاد  .....

+



                    
عندما تناول فطوره وإرتدى  ما اختارته له سمر رغم ضجره من كون أن سمر تحاول أن تفرض نفسها وحبها عليه بكل الوسائل الممكنة. ...إنها تحاول التغلغل إلى قلبه بدلالها المفرط له من الاهتمام بابسط  تفاصيل حياته اليومية. .....

+



                    
نزل السلم  المؤدي إلى غرفة الجلوس بعد أن أطلق زفير غاضب في الهواء المحيط به. ....لم يكد يكمل نزوله عندما  سمع بوضوح أصوات اطفال تلعب  داخل الصالة العريضة وصوت امراءة يعرفه جيدا تحاول  تهديدهم اذما علا صوتهم. .....

+



                    
وبسرعة  البرق استشعر بداخله شعورا  غريبا  غامضا والغريب في  الامر انها ليست المرة الأولى التي يحس  بهكذا شعور عندما يعلم أن حسام في منزلهم. ......

+



                       

                
ألقى السلام على زوجة حسام  وقبل الطفلتين اللتان تلعبان مع ابنه آدم ثم اتجه لغرفة الضيوف حيث يجلس حسام مع أبيه. .

+



حاول رسم ابتسامة مصطنعة على شفتيه عندما دخل إليهما. ......

+



لكن شعور الضيق الذي داهمه   جعله  يفشل بالابتسام ربما كانت تلك المرسومة على شفتيه تكشيرة أكثر منها ابتسامة مصطنعة. ....

+



مالذي دهاه   ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!    الرجل ابن عمه. ....وكان سعيدا لأنه لم يجعله يتزوج من سمر في نهاية المطاف. .....ثم إن حسام تزوج بعدما رفضت سمر الخطبة وقامت بفسخها. ....وهو الآن زوج واب لطفلتين. ...
إذن مابه يشعر بهذا الانقباض والضيق كلما زارهم حسام أو في أي مناسبة تكون فيها سمر معهم. ....

+



ابتسم حسام بصدق مما جعل ملامحه الشرقية الرجولية تزداد وسامة وغموض ناهضا من مقعده ليصافح  ابن عمه أحمد. ...قائلا بمرح ممازح :
____أهلا بك  يا أبا آدم    حمدا لله على رجوعكما انت وعمي سالمين. ...وكما يبدو من مظهرك أن جو ذلك البلد الأجنبي قد أثر فيك. ..

+



لكمه على كتفه ليكمل مزاحه :
____تبدو اوسم من ذي  قبل. ......ربما علي الذهاب في الصيف إلى ذلك البلد. ...

+



ضحك عمه بتعب بينما أحمد لم تظهر على تعابيره الهادئة أي لمحة سرور. ...  ..

+



لكن حسام لم ينتبه لهذا وأكمل يقول بعدما جلس على الاريكة الرمادية ذات التاج الكبير الذهبي في أعلاها :
_____كان عمي يحكي لي عن رحلةالعلاج وكيف   اعتنيت به ويبدووووو...........

+



توقف عن كلامه عندما دخلت عليهم سمر    تحمل صينية  الشاي  بفستانها الأنيق ببساطته وبلونه البصلي واكمامه التي تغطي مرفقيها لم يكن قصيرا جدا كان طويلا بعض الشيء بطريقة لا تظهر ساقيها  وقد لاحظ أحمد أن الحزام البيجي الذي تضعه حول خصرها يبرز  رشاقتها بوضوح لم يكن فستانها ملفتا للنظر لكن أحمد شعر بأنه يبرز جسدها الذي لم يلمسه يوما. .....
لذا شعر بغضب اخرق منها رغم أنها لم تفعل شيئا خاطئا لكنه أحس بأنها  تأ نقت  اليوم أكثر من المعتاد رغم أنها لم تضع مساحيق تجميل كثيرة مجرد كحل اسود لعينيها اللوزيتين ليبرز اتساعهما  الجذاب وقد طلت شفتيها بلون يلائم لون حزامها لكنه لامع  قليلا أما شعرها  القصير الأسود فقد صففته  بطريقة ابرزت وجنتيها  المرتفعتين. .....وخففت من تلك الجراءة في عينيها كان مظهرها يوحي بالبراءة  ويعطيها مظهر أصغر من عمرها الذي سيشارف على الثلاثين عاما. .....

+



شعر أحمد برغبة ملحة بضربها والصراخ بوجهها وسؤالها عن سبب اهتمامها بمظهرها اليوم بالذات. ....

+



لكن تصرف حسام العفوي جعل دمه يفور  داخل  أوردته   عندما  نهض بسرعة حتى قبل أن تصل سمر لوسط غرفة الضيوف   ليأخذ منها الصينية ويبتسم قائلا بطيبة تجري بعروقه :
_____لقد اتعبناك معنا يا سموره   شكرا لك. .....

+



        

          

                
ارتكبت سمر  وشعرت بأنها وجنتيها التهبتا بشكل تلقائي  غريب لكنها تعرف السبب. ....بل هناك عدة  أسباب كما فكرت فاولهما رؤية حبيبها الوحيد يجلس على خطوات منها هادئ الملامح بغموض وعيناه حبيبتاها تنظران اليها بشك   ......
وثانيهما أن حسام  لعفويته الزائدة عن حدها أحيانا كثيرا ما يجعلها  تشعر بالنقمة على نفسها. ......

+



الرجل قلبه طيب وهي تعرف هذا حق المعرفة  ومتفهم لدرجة تجعلها تشعر بالخجل. .....خجل من نفسها لأنه يعاملها بلطف واحترام متناسي انه كان في يوم من الأيام يحبها وكان على وشك الزواج بها لولا أنها فسخت خطوبتها منه لأن قلبها لم يعد ملك لها ولا له ....بل لأحمد ذلك الوسيم وسامة أنيقة رجولية متجسدة بملامحه الشرقية ذات البشرة البرونزية التي خطفت انفاسها ومازالت تفعل بها هذا. ....

+



صوت والد أحمد السيد منصور جعلها تركز قليلا رغم  أن جميع حواسها غير مركزة وهي تنظر لأحمد الذي  هو الوحيد    القادر   على صهر مشاعرها ثم تجميدها بنظرة واحدة. .....
وسألت نفسها بقهر  ((لماذا يبدو وسيما بتلك الطريقة الموجعه لقلبها الملتاع عشقا رغم أنه لم يبتسم حتى. ....لماذا كلما وقعت عينها عليه تجده يزداد جاذبية أكثر من سابقتها رغم أن ملابسه التي يرتديها الآن لم تكن المرة الأولى التي يضعها فو ق  جسده البرونزي متناسق التكوين. .... ))

1




رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها عندما مدح السيد منصور طريقة عملها للشاي وأكد لحسام انه لا يحبذ الشاي إلا من يديها       

+



فكان هذا المديح سببا لقول  حسام بطريقة  مرحة :
____سموره بارعة بكل شيء. ....حتى عندماكانت تعمل بالمصرف كان الجميع مندهش لخبرتها رغم صغر سنها أنها يا عمي تمتلك خبرة في مجال عملها أكثر من هم أكبر منها سنا. ..

+



صمت حسام قليلا ليتذوق الشاي وتبتشر ملامحه دلالة عن رضاه. ....ثم رفع عينيه الرماديتين نحوها ليقول مكملا مديحه :
_____تسلم اناملك. ......

+



ابتسمت له بهدوء .....من باب اللباقة والتهذيب ثم قالت  بطريقة عادية جدا رغم شعورها  بأن أحمد  يراقبها بعينيه المتربصتين لأي حركة تقوم بها     :
____الغداء  بعد ساعة  اذا احببتم هذا. ....

+



نهض حسام من مقعده بعدما شرب قدح الشاي كله قائلا   باهتمام :
_____لقد حان وقت الصلاة. .....سأذهب لاتوضا 

+



خرج حسام تتبعه سمر بصمت رهيب كانت تعلم بأن أحمد غاضب. ....فهذا واضح  من تعابيره المتصلبة وعدم مشاركته الحديث مع الحاضرين. .....

+



وقف حسام بعدما خرجا كلاهما من غرفة الضيوف ليستدير اليها محدقا بملامحها التي أحبها في ما   مضى والتي ما زالت رؤيته لها ولتعابيرها التي لا تنسى بسهولة تأثير جهنمي عليه. .....

+



يعلم علم اليقين بأنها لا تحبه. ...على الأقل كحبيب وليس كزميل عمل. أو قريب زوجها ...لكنه رغم تلك السنوات الست التي مرت على انفصالهما مازال يشعر في بعض الأحيان بحنين قلبه اليها. .....وهذا شيء هو لا يريده إطلاقا  ......ولا يرغب به لكن لقلبه أحيانا تصرفات ليس بقادر على السيطرة عليها واحدها هذا الحنين الذي يغشي قلبه كلما رأى سمر ورأى تلك التعاسة المنبعثة من عينيها اللوزيتين. ..

+



        
          

                
لا ينكر أن شعور الحنين ليس خالصا تماما بل إن هناك شعورا آخر   شعورا أشبه بالشفقة عليها. ....
كان يعلم أن علاقتها ليست جيدة مع أحمد  فهذا واضح جدا رغم أنهما يحاولا إلا يشعر أحدا بهذا    لكنه يعرف ابن عمه جيدا ويعرف انه مايزال يعيش على ذكرى زوجته الراحله لحد هذه  اللحظة. .....

+



ويعرف من نظرة عيني سمر متى تكون سعيدة ومتى تكون تعيسة. ....وهي الآن في أشد  تعاستها. ....وكم أغضبه هذا كثيرا. .....لا يريدها أن تغضب. ....إن تحزن. ....يريد أن تملأ السعادة حياتها لتبتهج عينيها الجميلتين. ......لذا عندما استدار اليها قال بدون  مقدمات :
____أحمد لا يعاملك بطريقة جيدة أليس كذلك؟ ؟؟؟؟؟؟

+



لاحظ ارتباكها عندما أجابت بفتور وتردد :
_____وماالذي جعلك تقول هذا. ......لا شيء مما تظنه صحيح  أننا منسجمين ومتفاهمين والحمد لله. .

+



سألها كأنه يعاتبها على عدم صدقها :
_____امتاكدة من هذا؟ ؟؟؟

+



هزت  كتفيها بلا مبالاة مجيبة  بتردد :
_____ متأكدة  جدا  جدا. .....

+



آمال رأسه قليلا يتفحص ملامحها الهادئة  الحزينة قائلا بمصداقية  شعرت بها ولامست  قلبها :
_____تأكدي أنني دائما موجود عندما تحتاجينني  اعتبريني أخاك غير الشقيق. ....ولا تخجلي من أي طلب أو مساعدة تريدينها. ...

+



دمعت عيناها قليلا وهمست مخنوقة :
_____شكرا لك. ....اعرف انك لن تقصر اذا احتجت لعونك. ....

+



رفع حسام يديه ليضعهما على كتفيها بطريقة عفوية غير مقصود منها أي مشاعر  محرمة قائلا بلطف وحنان :
____اهتمي  بنفسك جيدا. ...ولا تجعلي الحزن يعتم عينيك الجميلتين. ..

+



رغم أنها اجفلت  قليلا من يديه ومن نظره عينيه الرمادية لكنها بنفس الوقت شعرت بالطمأنينة تجتاح قلبها العليل وبسعادة حقيقية تغمرها ليس لملمس يديه على كتفيها بل لانها أيقنت أن حسام حقا سامحها ونسي أنها  يوما ما رفضت خطبته لانها عشقت ابن عمه. ...

+



فهمست  بعبرة تكاد تخنقها :
_____شكر لك ...تأكد اني سافعل هذا. ....

+



أخيرا استدار حسام ذاهبا ليتوضاء بينما بقيت هي للحظات ساكنه مكانها تنظر إلى الرواق أمامها بدون تركيز. .....

+



ولو كانت تعلم أن حبيبها أحمد كان ينظر إليهما من الباب المفتوح قليلا وامارات وجهه الجذاب لا تبشر بالخير لما واصلت الحضور مع الضيوف لآخر لحظة قبل رحيلهم. .....

+



عند  مائدة  الغداء كان  الجميع  مجتمعين حولها ما عدا السيد منصور الذي اعتذر منهم وذهب  لغرفته بمساعدة زوجته أشواق. ....

+



كان أحمد يجلس في مقدمة الطاولة متهكم الوجه ولم يشارك بالحديث الذي دار بين الجميع إلا نادرا جدا ولو كان عليه لما تكلم ابدا   أما رانيا تلك السيدة الأنيقة التي تشبه إلى حدما ما نجمات هوليوود بطريقة لبسها وتبرجها وملامح وجهها الأنثوي الفاتن وجسدها الممشوق الذي يعطيها مظهر ممثلة اغراء من زمن الخمسينات أما صوتها الكلاسيكي فإنه يضيف لمحة من الجاذبية الطاغية اليها تجعل كل النساء حولها لا شيء بالنسبة لمعايير الجمال  الظاهري كانت تجلس  مقابل أحمد تماما  وشعرها  الأشقر بفعل الأصباغ الإيطالية الراقية يجعلها مميزة بين الحضور فزوجة حسام كانت تغطي شعرها  بحجاب  زهري فاتح اللون يناسب حذاءها الزهري  وحقيبتها  أما قميصها  الأبيض الملتصقة بجسدها بعقلانية وتنورتها  ذات الطبقات  الملونه بثلاث ألوان إحداهما الزهري  جعلها محتشمة وأنيقة بنفس الوقت. ...بينما سمر بشعرها الأسود الفاحم القصير نوعا ما كانت على النقيض تماما من رانيا. من حيث الجاذبية الملفتة للنظر وخصوصا أنها لم تضع مساحيق تجميل بكثرة   كان وجهها طبيعيا مع رونق خاص من  الجاذبية يحيط بها 

+



        
          

                
تكلم حسام كثيرا وكذلك رانيا التي تحاول لفت الانتباه بكل الوسائل وكأن مظهرها لهذا اليوم لم يفي بالغرض وخصوصا أنها ترتدي قميصا ضيقا جدا وقصيرا تكاد تقسم سمر أنها رأت بطنها عندما رفعت يدها مع بنطلون الجينز الضيق الذي ارتدته بأعجوبة لشدة ضيقه. .....

+



شاركت رحاب بالحديث أيضا رغم انشغالها باطعام طفلتيها  وقد لاحظت سمر أن حسام كان حريصا جدا عندما اجلس إحدى بناته على ركبتيه وبدأ يطعمها بنفسه تاركا زوجته تهتم بالأخرى. ....ولاحظت ايضا أن رحاب   عندما    ابتسمت لزوجها ابتسامة مشرقة مليئة بالحب والرضا والامتنان  بادلها هو الابتسام أيضا بطريقة جعلت عينيه تلمعان بوهج خاص  تعرفة سمر جيدا انه يشبه ذلك الوهج الذي يملأ عيني أحمد سابقا عندما كان يبتسم لنهى. ..........
ظلت تحدق بهما تحسدهما ربما  على هذا الانسجام الصامت المحرومة هي  منه. .....

+



من الواضح أن حسام رجلا محظوظا. ....فلو تزوج منها لما منحته هذه السعادة التي وهبتها له رحاب زوجته. ..........

+



رحاب تلك المراءة التي تعرفها من أيام الدراسة والتي هي نفسها من طلبت منها أن تغني في  بيت  المزرعة عندما ذهبت لأول مرة مع نهى. ......

+



ابتسمت سمر بحزن. ......لتلك الأيام وما تلتها  من أيام كانت عصيبة جدا جدا  عليها. .....

+



طلبت طفلة حسام الماء  فساعدها والدها على شربه مما جعل سمر توقن بأنه آب مثالي وزوج رائع وأنها لو تزوجت منه لوهبها سعادة لا مثيل لها. ...لكنها ليست نادمة على تركه. ...فهذا أفضل له ولها. ........

+



انشغلت بتناول طعامها مستمعة للحديث المتبادل بين رانيا وحسام وغير منتبهة لعيني أحمد الثاقبتين اللتان كانتا تراقبانها بحذر عندما كانت تنظر لحسام. ...........

+



كان آدم يجلس بين أبيه وخالته سمر أما حسام فكان يجلس على يمين أحمد مقابل لسمر وتجلس بجانبه زوجته رحاب. ...

+



كانت نظرات  حسام لسمر عفوية وطبيعيةجدا  عندما شاركت بالحديث أيضا لكن أحمد يبدو اليوم كمن تلبسه شيطان رجيم وظل يوسوس برأسه كثيرا. ...لذا بقي طول ساعات النهار يحاول التحكم بغضبه.....   ..

+



وعندما انتهى الجميع من الغداء وجلسوا  بغرفة  الضيوف  تقصدت رانيا أن تجلس بجانب أحمد تماما وعطرها المميز طغى على كل العطور التي يضعها الجميع وحتى على رائحة الشاي الذي اعدته سمر بطريقتها الخاصة. ...
وبعد فترة طويلة همست رحاب لسمر الجالسة  بجانبها :
_____إلا تلاحظين أن رانيا تحاول جذب انتباه الرجال هنا. ...

+



همست سمر :
____لا تشغلي بالك بها أنها هكذا دائما. ..

+



وعادت رحاب  تسألها :
____الله يكون بعونك كيف تتحملي وجودها هنا كل يوم وزوجك موجود إلا تخشين عليه منها. ...

+



ابتسمت سمر وهمست بخفوت :
____لا تقلقي. ...لأن أحمد لن يعشق غير نهى  ابدا. ...

2



صمتت سمر تلعن غباءها وزلة  لسانها. ..  ...

+



        
          

                
أما رحاب فنظرت اليها بشك قائلة :
_____اتقصدين. ....إنه لم..............

+



فقاطعتها سمر لتقول :
______طفلتك. ......انتبهي ستوقع الزهرية. ...

+



نهضت رحاب لتبعد طفلتها عن الزهرية الكبيرة الموضوعة بإحدى زوايا الفرقة. ...
وبعد ساعتين تقريبا  غادرا حسام مع زوجته وطفلتيه. .....

+



عند المساء وما يقارب العاشرة والنصف صعدت سمر لغرفتها منهكة القوى تعبة من هذا اليوم خصوصا. ....لأن الضيوف المتوافدين عليهم لرؤية والد زوجها كان عددهم كثيرا وأكثرهم من الأقرباء وليس من اللائق ترك زوجاتهم اللاتي جئن  معهم جالسات وحدهن وخصوصا أن رانيا اعتذرت منذ وقت باكر وصعدت لغرفتها ووالدة أحمد كانت تعبة أيضا لذا قررت هي لعب دور المسؤول هنا. ...هذا ما عدا شغل المطبخ وإعداد الطعام. .وتقديم الشاي. ....صحيح أن عائلة أحمد كانت تعتمد على خادمة قبل زواجها لكن الخادمة المسكينة لم تستطع إتمام أمور البيت الكبير وحدها لذا تطوعت  هي بالمساعدة لعلها أيضا تنشغل عن التفكير بحبيبها قاسي القلب وتهرب قليلا من ذكريات الماضي التي لا تريد أن تبارح رأسها. ...

+



وضعت يدها خلف مؤخرة عنقها تدلك عضلاتها المتشنجة تحرك رأسها قليلا لعلها تشعر ببعض الراحة وبعد مدة قصيرة دخلت لغرفة آدم  الذي نام منذ ساعة تقريبا على قدمي والده. ........

+



وجدته كالعادة مزيحا الغطاء عنه راميا به تحت قدميه. ......
قبلته على شعره الأسود ورائحة شعره  الطفوليه  تنعشها وتريحها وتذكرها بشقيقتها دوما وأنها كيف حرمت من هذا الطفل الجميل سريعا حتى أنها لم تلحق أن تفرح به. .....

+



اغشت دموع الحزن عينيها   فنهضت بسرعة لكيلا تبكي ويستفيق صغيرها. ...

+



اطفئت النور  وخرجت تخطو بصدر مثقل بهموم الماضي والحاضر لكنها ما  أن أغلقت الباب الفاصل بين الغرفتين حتى اجفلت مطلقة صرخة رعب حقيقية كادت أن توقف قلبها. ....

+



لأن كف أحمد الخشنه مسكتها من ذراعها بقسوة وحقد سمعت صوت قرقعة عظام رسغها بوضوح. ...

+



اتسعت عينيها خوفا وهي ترى عينيه الحمراوين وتعابيره التي لا تحمل أي شعور بالإنسانية أو الرحمة الآن. ..
وقبل أن تعلم ماذا يحصل  احست بكف أحمد ترتفع بالهواء لتتهاوى على خدها أخيرا بصفعة قاسية ومؤلمة لم تتعرض لها سابقا. ...

+



نزلت دموع الألم رغم إرادتها........وهي تنظر إليه بصمت وشفتين منفرجتين قليلا كأنها تعاتبه  بدون كلام. ...

+



تحركت لا اراديا ليرتطم  ظهرها بالجدار والصدمة من فعلته هذه اخرستها. .....

+



لكنه لم يشعر بالشفقة عليها بل اقترب منها أكثر  وصفعها مجددا بقوة كادت تتهاوى أرضا بسببها. .......

3



خرج صوتها أخيرا وملامحها المصدومة تدمي القلب والعين لتهمس  بعذاب :
_____لماذا. .....لماذا؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟

+



        
          

                
هدر هو بغضب جنوني :
_____أسئلي  نفسك أيتها المتلاعبة. .....ماذا الم  تتحملي أن تبقي على رجل  واحد لعامين فقط. ....أ انت معتادة هكذا بهذه البساطة الانتقال من رجل لآخر دون مراعاة أي شيء آخر  ......

+



صمت قليلا ليصرخ بعلو صوته :
_____فقط لتبرهني  لنفسك كم انت  مرغوبة  لدى الرجال. ......

+



همست بألم ويدها على وجنتيها المحمرة :
_____لا. .....لا...........لست كذلك ....انت تظلمني بقولك هذا. ....

+



أكمل جنونه   ....عندما اقترب منها ليجرها من شعرها بحقد وشعور غريب آخر لا يعلم ماهو. .....لكنه يعلم أن هذا الشعور الغريب سيصيبه  بالجنون قريبا. ....

+



عندما سقطت أرضا لانها لم تتحمل قسوته تلك بالإضافة إلى أنها كانت متعبة وجسدها بحاجة للراحة. .......

+



لم يشفق عليها بل رفعها قسرا ليطبق يده القاسية كقسوة قلبه على رقبتها يكاد يقتلها. ....

+



اتسعت عيناها  خوفا واحمر وجهها الما لكنه لم يبالي  لو أنها مات الآن بين يديه  غضبه الشديد اعماه عن هذا   لذا واصل قسوته قائلا بحقد قديم مازال يضمره لها :
_____كنت متأكد انك لم تتغيري. .......مازلت نفس تلك المتلاعبة التي غنت في بيت المزرعة ونظراتك الوقحة التي اشعرتني بمدى رخصك لا تبارح مخيلتي ابدا. ....

+



أريد أن أعرف فقط. ....من أي شيء انت مخلوقة. ....أليس لديك ضمير. ....ولا حتى ذرة أخلاق. ........تحاولين التقرب من ابن عمي   داخل منزلي. ......هل حقا تظنين اني ابله لدرجة تعميني عن رؤية وقاحتك وقلة أدبك. ..

+



في الوقت الذي كان هو يبث سموه القاتلة بوجهها  كانت هي تضع   كلتا يديها على يده المطبقة على عنقها تحاول التخلص منه واستنشاق بعض الهواء لشعورها اليقيني بأنها ستموت الآن. ..........

+



كانت تجاهد للخلاص من قبضته الحديدية التي لم تشعر بحريرها ونعومتها يوما. ....تجاهد لتتنفس وتستنشق بعض الهواء   .....
احست أثناء كفاحها للخلاص أن قدميها لم تعدا تلامسا الأرض لأنه رفعها بقوة كأنها لا تزن شيئا ليلتصق رأسها بالجدار البارد ويموت قلبها العاشق  رويدا رويدا رغم أنها ما تزال على قيد الحياة. ....

+



تركها أخيرا لتسعل هي بشدة وتمسد باناملها المرتجفه عنقها الطويل المخملي الذي أصبح لونه الآن  أزرق داكن وآثار أصابعه منحوته على لحمها وجلدها. .......لتتهاوى جالسة  أرضا غير مستوعبة ولا مصدقة أنها كادت تموت خنقا قبل لحظات. ........

+



كان هو ينظر إليها وقد أدرك لتوه انه كاد يقتلها بغضبه الذي لا حدود له. ....

+



لذا استدار يوليها ظهره يحاول التحكم باعصابه المنهارة  أعصاب رجل يشعر بأن زوجته تحاول أن تتقرب  لرجل آخر. .........
كما أن هناك شعورا آخر يصيبه بالغضب أيضا شعورا يجعل أعصابه تكاد تجن وتجن. ....

+



قالت هي بعد أن التقطت انفاسها بصوت مخنوق بمرارة وعبرة بكاء مؤلمة :

+



_____انت مجنوووووووون. .....انت مجنووووون. ......أفضل الموت على أن أنظر لرجل آخر سواك. .....انا احبببببببك وما زلت كذلك. ....أحبك يااحمد لدرجة اني ساقتل نفسي لو طلبت مني هذا. .......
ثم اني لم أفعل شيئا يجعلك تظن بأني. ........

7



        
          

                
قاطعها بحقد وعيناه تكاد تخرج من رأسه :
_____اخرررررررسي ولا تتكلمي. ......لقد سئمت كذبك وخداعك. .......

+



همست بخفوت يائس :
_____مالذي فعلته  لتصبح مجنوننا هكذا؟ ؟؟

+



قال اسم واحد :
____حساااااااام. .......

+



أغمضت عينيها متالمة لدرجة أن قلبها الهائم  بعشقه كاد أن يتقطع إلى أشلاء  داخل ضلوعها :

+



_____مابه حسام؟ ؟؟؟؟؟

+



تقدم منها بملامح شيطانية وعينين لا تعرفان الرحمة ابدا ووقف بطوله المحبب لقلبها أمامها. ....ليحجب عنها جزءا من ضوء الغرفة وليمنع عنها بعض الهواء 
بينما هي تجلس أرضا مشعثة الشعر منفرجة الشفاه وعينين دامعتين بقهر سرمدي لا نهاية له. ...ترتجف. ......كل ذرة في جسدها ترتجف. ....ترتجف بوجع مميت يكاد يؤدي بحياتها تحت قدميه     .......

+



كانت تعرف أن ماسيقوله سيذبحها من الوريد بنصل غير حاد لتذيق هي عذابات  عديدة قبل أن تموت. ..

+



لذا فقد تنفست بعمق استعداد لكلماته  التي أشبه  بالدغات  ثعابين سامه  تنهش قلبها قبل جسدها...

+



قال أخيرا بعد أن تاملها  بكرها بدأ منذ ذلك اليوم ببيت المزرعة  :
_____وتسألي أيضا. .....مابه حسام. ....لقد رأيت نظراتك له اليوم على مائدة الغداء. ....واضحة  حتى 
للضرير . .....كنت تتاملينه كامرأة عاشقة نادمة لانها تركته يذهب من بين يديها. ...

+



ابتسمت بسخرية متالمة بمرارة وهمست برجاء حزين :
______عليك أن تفهم أن  لا رجلا يستهويني غيرك. ....ولا رجلا يسكن بقلبي غيرك. ....ولن اعشق أحدا سواك. .....

8



_____كاذبة. .....كاذبة. .....انت امراءة مخادعة ......

+



صرخت في هذه اللحظة بعد أن فقدت اعصابها تماما :
______لست كذلك. .....ولن أكون. ....ولست نادمة على تركي لحسام  فلو كنت أحبه حقا لما تركته. ......

+



لكنه بالتأكيد لن ولم يقتنع مهما شرحت له لأنه بصريح العبارة يريد أن يصدق ما يظنه فقط متناسيا أن بعض الظن إثم. ....لذا رعد صوته بلهجة مخيفة اجفلتها وزادت من ارتعاشها :
_____لقد رأيته يضع يديه حول كتفك ولم تمانعي. ........وسمعته يتغزل بعينيك الوقحتين. .....هل ستنكرين هذا أيضا؟ ؟؟؟؟حتى انك لم تعترضي وبقيت ساكنه وعينيك بعينيه.....

+



هزت رأسها وانين  القهر يجري بدمها ليزيد عذابها  وهمست بكلمات كان طعمها على شفتيها بطعم الدم :
_____وهل هذا التصرف منه جعلك تظن اني أحاول التقرب من حسام ..ثم اني لا اذكر ماتقوله بشأن عيني. ....كانت نظراتي له طبيعيه. ...ولمسته على كتفي عفوية بريئة. ....وغير هذا لا وجود له إلا بمخيلتك. .....

+



همس هو هذه المرة بعذاب حائر نابع من قلبه المتخبط بين الحنين للماضي والاعتراف بالحاضر :
_____أتمنى أن تكوني صادقة.معي  ...ولو مرة واحدة فقط. .....لأن تصرفك  هذا سيصيبني بالجنون. .....

+



        
          

                
سألته بتعب هامسة بسخرية :
_____وكأنك  تغار. .....؟؟؟؟!!!

+



صرخ بها وعيناه قد جحظتا بشكل مرعب :
_____يغار من يحب. ....وأنا لا أحمل أي عاطفة  نحوووووك  وانت تعرفين  هذا. ....كل مافي الأمر اني لن أرضى بالغدر والتلاعب من وراء ظهري فأنت مهما يكن مسجلة باسمي وكل تصرف دنيء منك يمسني. .....هل فهمت الآن. ...
لا أريد أن ينظر الي الجميع كشخص غبي وابله لا يعلم ما يجري من وراءه. ....

+



حدقت به غير مستوعب دماغها كل سمومه التي يسمم بها روحها قبل بدنها. ...إلا يحمل ذرة من العطف. .....ياليته اشبعها ضربا وكسر عظامها وشوه وجهها ولم  يسمعها هذا الكلام الذي يمس أخلاقها ومشاعرها التي تعاني نقصا فظيعا في الحنان. ......

1



استطاعت أن تقول كلمات  تدافع بها عن نفسها :
_____كن مطمئن. .....ستبقى مرفوع الرأس دائما. .....إذا كان هذا مايهمك فقط. ......لاني لست بذلك السوء الذي تظنه لم يشغل بالي ولا قلبي أحدا سواك   لم يحرك مشاعري أي أرجل إلا أنت ....كنت وما تزال نقطة ضعفي الوحيدة. ..........وإذا كنت تحاول أن تضغط علي لاتركك وارحل. ...فأنت مخطئ تماما. ........سافعل فقط ما يمليه  علي  قلبي  المتيم بك .....ولتذهب الكرامة والكبرياء إلى الجحيم. ....كل ما اطلبه منك الآن هو القليل من الثقة. ....عليك أن تثق بي. .....اسمح لروحك أن ترتاح قليلا. .......وفكر قليلا بعمق   وستجد اني بريئة من كل اتهاماتك. .....حاول ان تفكر بي   لمرة  واحدة  بطريقه  إيجابية. ...وحينها ستدرك  كم  '  ظلمتني. .. .....

10



سكتت أخيرا تنظر إليه بدقة وقد لاحظت انه سكن للحظات ينظر إليها بصمت كأنه يحلل كلماتها   طبعا بالطريقة التي تعجبه وليس كما تشرحها هي. ......لذا 
نهضت بوجع تسند جسدها إلى الجدار ورمقته بعينين ذابلتين  نظرة جوفاء لا معنى لها لكنها ألمت روحه بغرابة ثم استدارت لتدخل لغرفة آدم وتغلق الباب خلفها لترمي جسدها أرضا على السجادة الملونه وتطلق لعينيها العنان بذرف ما تشاء من دموع القهر والظلم. ............

+



أما هو فجلس  أرضا يسند جسده لنفس الجدار التي كانت هي بقربه  ليغمض عينيه السوداوتين بوجع شرس يكاد يضنيه  من الإرهاق والندم. ....

+



ينصت من خلال سكون الليل لصوت بكاءها الذي وخز قلبه وخزا عنيفا. ......

+



بعد ساعات طويلة من تلك الليلة الكئيبة وعندما تأكد أحمد بأنها توقفت عن البكاء أخيرا. ..  . ..نهض ليفتح الباب ويدخل لغرفة آدم الذي ولحسن الحظ لم يستفق ابدا رغم صراخهما المسموع. ......

+



شعر بأن قلبه ألمه حقا. ...كانت نائمة أرضا على بطنها بفستانها البصلي لا وسادة ولا غطاء حتى. ....وقد تبعثر شعرها بصورة همجية بفعل انامله  الخشنه أما رقبتها فكان لها حكاية أخرى. .....

+



تاملها لدقائق شاعرا بالغضب من نفسه ومنها. ...وفكر وهو يحدق  بجسدها النائم. ....كانت حياته ستكون اهدء  لو لم يتزوج بها  كان على الأقل سيعيش على ذكرى زوجته بسلام دون أن يعكر صفوةذكرياته  أحد. .......

+



وكانت هي ستعيش حياتها بطريقة أفضل من هذه. ......
لو فقط لم يتعلق بها آدم. ....لو لم يستفق في ساعات الليل باكيا يطالب بأمه أو خالته. ..........لو لم يكن صوتها مشابها لصوت نهى. .........لو أنها لم تكن بتلك الطيبة والرقة والصبر مع آدم. ....
لتغيرت كثير من الأمور. .........

+



ودون مزيد من التكفير انحنى عليها ليحملها  بين  ذراعيه  كدمية مرمية باهمال أرضا وليس هناك مضخة رقيقة تنبض داخل اضلعها بحبه وعشقه. ..

+



لكنه أدرك بالحظة الأخيرة انه أخطأ  بهذه الشهامة التي لا يعرف من أين نزلت عليه الآن  لأن يديه حالما لامست جسدها الذي بدأ يزداد  نحولا   شعر بمئات التيارات الكهربائية التي سرت داخل دمه لتجعل كل خلاياه تتحفز  وتفور داخل جسده  .....الذي يعلم أنه بحاجة ليمارس حقه الطبيعي كرجل متزوج. ......

+



افزعته تلك المشاعر المجنونة  وما كاد يصل إلى السرير المزدوج الذي لم يناما عليه معا ابدا ابدا. .....
حتى وضعها بطريقة أقرب للرمي. ...كأن جسدها ثعبان لدغه بسمه القاتل. .........

+



رفع الغطاء يغطيها .....لكنه لم يتحرك. ...أراد هذا لكنه لم يستطع غصبا عنه ظلت عيناه تتجولان على وجهها وشعرها. .......شعرها الأسود الفاحم الذي لا يشابه بطوله شعر نهى. ......كانت نهى صاحبة شعر طويل جدا. ...وكم كان يحب طوله   يحب أن يضيع بين شعرها الحريري بنعومته ويضيعها معه. ......

+



عاد ذلك الألم لقلبه. ...والذي كما يبدو أصبح رفيقه بكل اللحظات والذكريات. ......

+



ليجعله يتحرك مبتعدا عنها متجها نحو الخزانة التي يضعان بها سرهما الكبير    تلك الوسادة والغطاء والفراش القطني. ......ليفرشه أرضا  ويستلقي عليه  واضعا يديه خلف رأسه يحدق بالظلام الذي ملأ الغرفة  مما زاد من أسوداد عينيه المفتوحتين  .....

+



كم اشتاق إلى الراحه النفسية. ...يريد أن يرتاح. ....فقط يرتاح. ...إنه لا يطلب الكثير. ........

+



لماذا يشعر بأنه صار أسود القلب  منذ رحيل حبيبته. ..........
وكم تمنى الآن أن تأتي إليه مبتسمة ليغمض عينيه وينهي يومه التعيس هذا برؤية وجهها الصبوح المشرق. .......

+



وانتظر. ....انتظر. ....لكنها لم تأتي الآن. ....وتسائل. ...لماذا لم تأتي. .......إنها تظهر أمام عينيه  كلما كان بحاجة لرؤيتها      .....
وهو الآن بأمس الحاجة لرؤية ملامحها الملائكية  التي عشقها يوما ومازال يتألم بسبب عشقها. .....

+



لكنها لم تأتي. ....ولو فكر قليلا. ......  لوجد أنها غاضبه منه    لا يعلم أنه يؤذي حتى زوجته الراحلة بقسوته مع سمر شقيقتها. ......

+



لذا نام أخيرا بعد أن طال الانتظار  متعكر المزاج  متنافر  المشاعر  عابس التعابير بصورة جعلت ملامحه الوسيم الهادئة  أقرب للشيطان منه كآدمي. ......

+



*********)(**********)(*********)(****************)(******)(*******

+



انتهى الفصل. .....لو وجدتم انه يستحق التصويت وابدأ الرأي فلا تبخلوا ابدا. ...

+



تحياتي. ..........

+




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close