اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل الخامس 5 بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل الخامس 5 بقلم اغاني الشتاء

•• يـــوم الـجـمـعــــه ••


طلعت رحيل لغرفتها أول ما رجعت من عند جدتها...و شافت بدور و مها في الصاله اللي فوق...و كشروا أول ما شافوها...
وقفت تطالعهم بغرور...و كره...

رحيل= سبحان الله لأنكم غاصبيني دائما أرجع لهالبيت و لكم...و لا وحده منكم طلعت من هالبيت...(تطالع بدور) فيه وحده راحت عليها خلاص..و الثانيه يمكن السبب اللي تبيه يطلعها من هالبيت هو السبب الوحيد اللي بيخليني اطلع من البيت..و أكيد ماراح اتنازل عنه

تركتهم و راحت لغرفتها...و بدور تطالعها بقهر...و مها بصدمه...

مها= تقصد سعود! أكيد تقصد سعود..معقوله عمتي قالت لها شي عنه؟
بدور= كرهي لهالبنت كل يوم يزيد..ليه ما يخلونها عند جدتها و نرتاح

تركتها بدور و راحت...و مها تطالعها...تدري إنها جرحتها باللي قالته...بدور كانت الوحيده من بين صديقاتها اللي للحين ما تزوجت...و غيرها صار معهم عيال...
لكن تفكيرها رجع للموضوع الأهم...سعود...و راحت تدق على وداد...

وداد= مرحبتين
مها= هلا وداد وش أخبارك؟
وداد= تمام
مها= وش تسوين؟
وداد= كنت اتابع فلم..صح ما تدرين وش قالت لي الخدامه اليوم؟
مها= وش قالت؟
وداد= أنا قلت لك إن رحيل راحت عننا من الصبح صح؟
مها= ايه
وداد= طلع اللي موديها مو السواق..سعود و الخدامه

مها انقهرت...و تذكرت كلام رحيل...خافت يكون صاير بينهم شي...

مها= وش صار؟
وداد= الخدامه تقول إن سعود كلمها و هي كانت تكلمه و تصرخ عليه وهو ما رد عليها
مها بقهر= وش قالوا؟
وداد= مادري؟ الخدامه تقول ما فهمت من كلامهم شي..رحت سألت سعود قال تحلمين أنتي و الخدامه أنا كنت أسألها عن بيت جدتها يوم ضيعته.....حسيت إنه ما يبي يقول لي
مها= هالبنت والله ما تستحي و معطينها وجه زياده عن اللازم لو تشوفينها كيف تكلم أمي و أبوي بغرور..والله ودي اذبحها
وداد= غريبه هالرحيل!.....يوم رجعت ما قالت شي عن سعود
مها= إن كان سعود ما قال هي بتقول! بس راجعه و شرها قدامها..أول ما شافتنا و حنا ما كلمناها هبت فينا

سولفت معها شوي و سكرت...لكنها ما نست أبدا اللي سمعته...و كل الوقت تفكر...وش ممكن يكون هالحوار اللي دار بينهم...لدرجة إنه ما يقوله لوداد...(و هي كيف عرفت إني أحب سعود؟ كنت شاكه إنها ما جلست عندهم إلا عشان تقهرني...دائما احس إنها تتسمع علينا و تسكت و بدور تكذبني)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


مشت رجوى في الحاره...لين وصلت بيتهم...و ابتسمت و هي تشوف أبوسعد ينزل من سيارته...

رجوى= السلام عليكم يا أبوسعد
أبوسعد= هلا يا بنتي و عليكم السلام

رجوى...(بنتي!! والله التحطيم)

دخلت للبيت...و تفاجأت و هي تشوف شهد و قمر اللي كانوا ينتظرونها في الحوش و هم ميتين ضحك...

شهد تضحك= بنتي! هههه لا يكون كسر قلبك بهالكلمه؟
قمر تضحك معها= هذا اللي يعيش حب من طرف واحد
رجوى= ضحكتوا بلا ضروس إن شاء الله...رضينا بالهم و الهم ما رضى فينا
قمر= و لا يهمك رجووي يمكن أم سعد ورى الباب و يسويلها تمويه
رجوى ترز نفسها= أنا أقول مو معقول ما ذاب في حبي..هو أكيد خايف من كذا

شهد تشهق= صح نسينا نقولك!
رجوى= أنا قايله أول ما شفتكم واقفين طقم كذا..إن عندكم مصيبه
شهد= و مصيبه كبيره..أبوي انطرد من البقاله؟
رجوى انصدمت= ليـــه؟!
شهد= المالك باعها..و اللي شراها بيسكرها و يفتح شي ثاني
رجوى= و أبوي وش سوى؟
شهد= جاء أمس وهو قالب على إبليس..و حط حرته فينا و اليوم من العصر طلع و للحين ما جاء...و دعى علينا و عليك و على أمي و نسى يدعي على اللي شرى البقاله و طرده
رجوى= تعالوا فوق نشوف وش بنسوي

••

••

••

طلعت فوق...و شافت بدر و فيصل و بسمه في الصاله...

رجوى= وين مشعل؟
شهد= طلع من الصبح و ما رجع
رجوى= و أمك وين؟
شهد= في غرفتها تنوم حنين

راحت لها رجوى...و شافتها جالسه و يدينها على خدها...راحت جلست جنبها...و أم مشعل ارتاحت يوم شافتها...

أم مشعل= قالوا لك البنات؟
رجوى= ايه..ما قال أبوي وش بيسوي؟
أم مشعل= هو ما قال لنا من الأساس دخل معصب و هاوشنا و طلع لكن البنات سمعوه في الحوش يكلم أبوسعد و يقوله
رجوى= يعني وش بيسوي؟
أم مشعل= مادري شكله طلب من أبوسعد يدور له شغل

طلعت عنها رجوى و راحت لغرفتهم...و أخوانها لحقوها...

رجوى= وش فيها وجيهكم كذا؟ اللي يشوفكم يقول خسرنا شركاتنا و تجارتنا..الله و البقاله اللي كان يشتغل فيها
شهد= على الأقل كانت تصرف علينا..اللحين وش بنسوي؟
رجوى ببرود= اللحين نعيش على خلق الله لين يرزقنا الله..أنا بكره أروح أكلم أم علي..أكيد بتعطينا فلوس

شهد...(و كأنه ما يكفينا اللي فينا بهالحاره..بنصير شحادين بعد)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------•


كان سعود جالس مع أصدقائه...لكن باله في مكان ثاني...يتذكر كلامها...(معقول الكلام اللي قالته عنهم صح؟ أو هي بس تدور لها حجج عشان تكرههم...مين الغلطان؟ هم أو هي؟)

محمد= و أنت يا سعود مو ناوي تتزوج؟
سعود انصدم= هاه! ليش؟
محمد= شكلك مو يمنا؟
سعود= سرحت شوي..و ش كنت تقول؟
محمد= عبدالله تزوج و أنا خطبت..ما بقى غيرك..متى ناوي؟
سعود= مادري

سعود...(وحده بديت اهتم فيها بس مو قدها و لا قد اللي بيجي منها..و الثانيه تعجبني و أدري إنها تهتم فيني....أي وحده أنسب لي؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------•


وصلوا للبيت...و شافت أم فايز في الصاله...و فايز عندها يشوف التلفزيون...
أول ما شافتها أم فايز فرحت...و ضمتها بقوه...

أم فايز= هلا يمه..وش أخبارك اللحين؟
حياة تبتسم= الحمدلله بخير
أم فايز= تاخذين علاجك؟
حياة= ايه
أم فايز= هدي نفسك يمه..و لا تهتمين لشي ما فيه شي يسوى صحتك
حياة= إن شاء الله

فايز يتدخل= هاذي هي قدامك مثل الحصان..ما يسوى كل هالخوف؟

طالعته حياة بقرف...و لا ردت عليه...لأن عمها كان فيه...

حياة= بأروح لغرفتي
أم فايز بنظرات اعتذار= روحي ارتاحي

تركتهم و طلعت فوق...و أم فايز تلتفت على فايز...

أم فايز= اللحين وش تبي في البنت؟
أبوفايز يتدخل= معه حق..البنت ما يصلح لها الدلع الزايد..و أنتي مدلعه هالبنت أكثر من بناتك لين طال لسانها

تنهدت أم فايز بحزن...و سكتت...(الله يهديكم..مستكثرين على البنت حتى الكلمه الطيبه..الله يعين)

••

••

••

طلعت حياة لغرفتها...و أول ما فتحت الباب شافت وفاء و و لاء اللي أول ما شافتها ركضت لها و ضمتها...

وفاء= ألف حمدالله على السلامه يا قلبي
ولاء تضربها= خوفتينا عليك
حياة تضحك= عشان اعرف غلاتي عندكم
وفاء= غاليه ما يحتاج تتأكدين
حياة= وش أخباركم؟
ولاء= تمام
وفاء= و بنات خالتك وش أخبارهم؟
حياة تفصخ عبايتها= الحمدلله
ولاء= سوينا لك عشاء خاص..بنتعشى لحالنا في الحديقه
حياة تبتسم= أريح
ولاء= وش أخبارك اللحين؟ احسن؟
حياة تبتسم= لا تخافين أنا بخير


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت وداد الصاله...و شافت سعود جالس عند التلفزيون...جلست عنده...
التفت عليها و شافها تطالعه...
سعود= وش عندك؟
وداد= كلمت مها قبل شوي
سعود= و إذا؟
وداد= تقول إن رحيل من يوم رجعت و هي ثايره عليهم و تتهاوش مع أي أحد قدامها
سعود= مو هي دائما كذا...مثل ما تقولون؟
وداد= يعني كانت كذا أحيانا
سعود= و عمي ما كلمها؟
وداد= لا..قال لا أحد يرد عليها..و يخلونها و هي بتسكت
سعود انقهر= بس هذا مو حل...بسألك اللحين ليه وحده منهم ما تكلمها و تجلس معها..تحاول تفهمها إنها غلطانه و إنهم مو كارهينها مثل ما هي متصوره
وداد= صعبه..مها من زمان ما تكلمها لين صاروا يكرهون بعض..حتى بدور ما أظن اللحين تهتم لها مثل ما كانت من سنين..و هي مو بالساهل تصدق أحد..أو حتى تسمعه

حس سعود إن كلام رحيل اللي قالته فيه شي من الصح...هم مجلسينها معهم في البيت و تاركينها بحالها...بدون أي إهتمام حقيقي بالتواصل معها...

سعود= و أنتي يوم جلست عندنا ما حاولتي تدخلين معها؟
وداد= بصراحه حاولت..هي محيرتني نفسي أعرف كيف تفكر..لو تتكلم و تضحك كيف شكلها..و ليه ما تحبنا......و كنت ناويه اتقرب منها و جربت مره وحده بس من يوم صدتني يوم كلمتها قلت وش حادني افشل نفسي قدامها و افرض حالي عليها

كانت وداد تكمل كلامها...بس سعود تذكر كلام رحيل و اللي ينطبق على اللي جالسه تقوله وداد...

سعود= و أنتي ليه تقولين لي هالكلام؟
وداد= كنت أبي أعرف وش قالت لك في السياره؟ من بعدها زاد شرها
سعود= قالت اللي قالته..مو لازم تعرفين

تركها و قام...و هي تطالعه بحيره...
و سعود ما قال لها لأنه حس إن الفضول بس هو اللي خلاها تسأل...لأنه واضح إنها مومهتمه تقرب رحيل منهم...و بانيه أرائها على كلام بنات خاله...
ما يدري هي كذا فعلا...أو هو تأثر بكلام رحيل و صدقها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل أبوسعد للصاله بعد ما صلى الفجر في المسجد...و شاف أم سعد تنتظره و مجهزه القهوه...

أبوسعد يجلس= السلام عليكم
أم سعد= و عليكم السلام و الرحمه
أبوسعد يتنهد= الله يهديك يا أبومشعل
أم سعد= وش مسوي بعد؟
أبوسعد= ما سوى شي..بس البقاله اللي كان يشتغل فيها بيسكرونها و انطرد منها
أم سعد= أجل كيف بيدفع هالإيجارات اللي متراكمه عليه لك؟
أبوسعد= أنا ما أجرت له البيت و أنا ادور من وراه فلوس..و إلا كان طردته من زمان يعني هو قد دفع شي يسوى..عياله على بالهم ساكنين بفلوسهم ما يدرون إن فلوس أبوهم تروح قبل يوصل الإيجار
أم سعد= والله مادري وش تبي فيه هالرجال؟ ما فيه خير لا هو و لا عياله
أبوسعد= مسكين و على قد عقله و ما يعرف يتصرف..ما يهون علي اتركه بيننا عشرة عمر
أبوسعد= بس هذا أبو عيال المفروض يكون قد المسئوليه مو كل شي بيرميه عليك و يعتمد عليك فيه
أبوسعد= لا تلومينه يا أم سعد..الحياة اللي عاشها هي اللي خلته كذا..كان يتيم عايش عند عمه اللي ما خلاه حتى يتعلم و رماه بمزرعته يزرع و يحصد..كان مثل الخادم لهم كل شغلته يودي و يجيب و يآكل اللي يبقى منهم و ينام..لين كبر و هرب منهم لأبو أمه اللي كان جارنا و هناك تعرفت عليه و علمته القرايه و الكتابه..بس هو ما كان عقله عقل دراسه تعود على الشغل بيده و كل همه كان يكسب فلوس حتى وهو ما يعرف كيف يصرفهن..و يوم مرض جده ما بغى يتركه لحاله وهو عارف إنه ما يقدر يصرف نفسه و زوجه أم رجوى على باله إنه بيتغير و يقدر المسئوليه..بس المسكينه ذاقت الويل معه..و يوم ماتت اختفى هو و بنته..تذكرين يوم دورت عليه بكل مكان و مالقيته..لين قابلته قبل ثلاث سنين و شفته على حاله ما تغير
أم سعد= الله كاتب لعياله الحياه..و إلا أبي اعرف كيف عاشوا و كبروا و درسوا مع أبو مثله
أبوسعد= ربك عوضهم برجوى انفع من أبوها
أم سعد بضيق= ايه بس البنت طالعه ما تستحي و طويلة لسان
أبوسعد= الله يستر عليها و يرزقها رجل صالح يعينها على همها

ارتاحت أم سعد من كلامه اللي معناه إنه مو حاطها في باله...بس بعد ما كانت مرتاحه لجلستهم في بيتها...و لا يمكن تحبهم...

•• مــن بـكـــره ••


صحت شهد و شافت رجوى في سريرها...جالسه تلعب مع حنين...

شهد= ما رحتي للمدرسه؟
رجوى تتريق= إلا رحت حتى قربت أوصل
شهد= ليه ما داومتي؟
رجوى= مالي خلق..و قلت أروح لأم علي الصبح احسن..أخاف العصر يصير عندها حريم

سمعت من برى صراخ فيصل و بسمه...و قامت لهم...

رجوى= خير وش فيكم على هالصبح؟
بسمه= فيصل اخذ سندويتشتي وهو قد أكل قبل
رجوى= عطها لها
فيصل= ما شبعت
رجوى= و أنت وش يشبعك يا معصقل؟ أصلا أنت عندك خرق بالمعده مهما تاكل ماراح تشبع

طلع مشعل من غرفته...

رجوى= عاش من شافك أخ مشعل..للحين معنا بنفس البيت؟
مشعل= ايه للحين بنفس العش
رجوى= وين بتروح ما تبي فطور؟
مشعل يطالع بالصحون شبه الفاضيه= هذا فطور؟
رجوى= ايه مو حنا أمس أعلنا حالة التقشف..بس أنت ما شهدت هاللحظه الأسطوريه
مشعل= ما هي جديده

تركها و نزل...و هي ما اهتمت...(مشعل يعرف يدبر نفسه ماراح يموت من الجوع)

رجوى= يله..يله كل واحد على مدرسته

دخلت المطبخ و شافت أم مشعل تغسل الصحون...

رجوى= وينه أبوي؟
أم مشعل= من صلى الفجر أخذ شنطته و ما رجع للبيت

تركتها رجوى و راحت للغرفه...و هي تفكر بأبوها...ما تغيرت عاداته...إذا صارت مشكله له...يروح و يختفي...و يتركهم لحالهم مو عارفين وش يسوون...و لا من وين يعيشون...

جلست على سريرها...و هي تطالع حنين...

رجوى= يله نروح حنين
حنين بفرح= ويــن؟
رجوى= عند الجيران

اخذتها معها و مرت على المطبخ...

رجوى= أنا و حنين بنروح لأم علي
أم مشعل= زين

نزلت الدرج...و طلعت للشارع...و وقفت تراقب البيوت...كانت حارتهم فيها اللي على قد حاله...و فيها اللي حالته متوسطه...و فيه اللي بالنسبه لهم يعتبرون أغنياء...

أم علي كانت وحده منهم...عجوز ساكنه لحالها مع خدامتها...و عيالها كلهم متزوجين و لاهين في حياتهم...مع إنهم يزورونها بالشهر مره...بس رجوى كانت تحس إن أم علي مو مكتفيه بهالزياره...

راحت و دقت الجرس...و بعد لحظات فتحت لها الخدامه...و دخلت...

رجوى= أهلين آمنه..كيف حالك؟
آمنه= زينه كتير

رجوى...(أنتي و وجهك..اللحين أنا جايه اشحد و أنتي حالتك زينه كثير)

رجوى= أم علي صاحيه؟
آمنه= ايه ادخل

دخلت رجوى و سلمت عليها...و حنين راحت كالعاده مع الخدامه للمطبخ...تفطرها...

أم علي= وينك يا بنتي من زمان عنك؟
رجوى= بهالدنيا و الدراسه
أم علي= الله يوفقك يا رب..عاد نبي نسبه ترفع الراس
رجوى= ما لقيتي إلا أنا!
أم علي= إن شاء الله ربي يوفقك..بس أنتي اجتهدي شوي..وش أخباركم؟
رجوى= الأخبار شينه
أم علي بقلق= اعوذبالله ليه و ش فيكم؟
رجوى= أبوي اطردوه من الشغل..و أكيد كعادته بيختفي لين يلقى شغل
أم علي= لا حول و لا قوة إلا بالله..يعين الله يا بنتي
رجوى= يا رب
أم علي= تقهوي يا بنتي اللحين أرجع

راحت أم علي...و رجوى صبت لها فنجال و هي مبتسمه...تدري وين راحت أم علي...تفهم على الطاير و أكيد راحت تجيب لها فلوس...
رجعت و إبتسامه حنونه تزين وجهها...

أم علي تمد لها الفلوس= اخذي يمه و إذا احتجتي أي شي تعالي يمي
رجوى تبتسم= ما تقصرين يا خالتي

جلست معها تقهويها و تسولف لها...



وصلت حياة عند صديقاتها...و اول ما وصلت قاموا يسلمون عليها...و لينا ضمتها بقوه و صارت تصيح...

هنادي بمزح= حمدالله و الشكر اللي يشوفك يقول ماتت..هذا هي قدامك وش حلوها
لينا تمسح دموعها= حمدالله على سلامتك يا قلبي..والله آسفه
حياة= أنا بخير لا تخافين..و خلاص انسي هالسالفه

جلست معهم حياة شوي بعدين راحت لمحاضرتها...و هم راحوا لمحاضرتهم...

في القاعه/

لينا= احس حياة تعبانه بس تكابر
نوال= صح..وجهها شاحب و تحسينها مرهقه
هنادي= خلاص أجل ريحوها من سالفة أهلها..مو كل شوي بنفتحها لها و نتعبها
لينا= بس هذا مو حل؟
هنادي= صح مو حل بس هذا اللي بيدك..لينا مو كل الناس مرتاحه بعيشتها..و يمكن بعض الهموم نسيانها احسن..يعني البنت تتناسى همها و تحاول تعيش نجي حنا نقول غصب تذكريه
نوال= صح يمكن كذا احسن


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت الظهر...و نزلت تحت...مرت من عندهم في الصاله بدون تلتفت لهم...و لا تكلمهم...
دخلت المطبخ و شافت مها...اللي طالعتها بكره...و حقد...و هي تتذكر كلام وداد...

رحيل= وش تطالعين فيه؟ تقيمين نفسك قدامي..و تفكرين مين بيختار؟
مها بقهر= وش تقصدين؟
رحيل= أنتي تعرفين وش اقصد؟
مها فقدت صبرها= لا تغترين بنفسك..أنتي منظر على الفاضي و ما أحد يقدر يستحملك و يستحمل عقدك..الكل يعرف قلبك الأسود و حقده
رحيل ببرود و قهر= تبين نتحدى؟
مها تعصب= أنتي وش تبين بالضبط؟
رحيل تبتسم بإستهزاء= أبي اشوفك مقهوره و الحسره تأكل قلبك
مها= أنتي مجنونه و مو صاحيه
رحيل بقهر= ايه مجنونه..بس جناني بيطلع عليكم

سمعت أم أحمد صراخهم في المطبخ...و جت تركض لهم...

أم أحمد= وش فيكم؟
رحيل تصرخ= دامكم ما تبوني ليه مجلسيني عندكم؟ عشان اشوف كل يوم كرهكم لي؟ اتركوني بحالي حرام عليكم

تركتهم و طلعت...و هي توصل للدرج شافت عمها يدخل للصاله و معه أحمد اللي شكله ناداه بعد ما سمعهم يتهاوشون...لكنها كملت طريقها...و لا ردت عليه يوم ناداها...

••

••

••

دخل المطبخ و شاف مها و أمها...

أبوأحمد= وش فيكم. وش فيها رحيل؟
أم أحمد= تهاوشت مع مها
أبو أحمد بعتب= أنا مو قايلكم اتركوها بحالها
مها= يبه هي اللي مو تاركتنا في حالنا...كلمناها و عاملناها مثل اختنا ما نفع معها..تركناها ما كلمناها صارت هي اللي تجي و تتهاوش معنا غصب
أبو أحمد يتنهد= الله يهديها

تركهم و راح...و أم أحمد التفتت عليها...

أم أحمد= زين كذا تضايقين أبوك؟ كان ما رديتي عليها
مها= يمه ترى والله تعبنا من هالبنت..مو كل مره بنقدر نمسك نفسنا ما نرد على حضرتها و هي كلامها مثل السم

و راحت عنها لغرفتها...اللي جلست فيها و القهر يملاها...و كلام رحيل و نظراتها ما تغيب عن بالها...(معقوله يفكر فيها؟ مع كل هاللي يسمع عنها؟ عشان جمالها يعني ما تهمه نفسيتها......و أنا معقول ما يفكر فيني؟)

تذكرت سلامه لها...الصدفه اللي شافها فيها بغرفة وداد...و تعليقها عليهم...
الذكريات اللي بينهم بطفولتهم...
كل هذا معقول ما يتذكره إلا هي...

••

••

••

في غرفتها جلست بعد ما سكرت الباب...و هي مرتاحه على أول خطوه سوتها...و كلها أمل إنها تجيب نتيجه و تطلع من هالبيت...و إلا لا هي و لا هم بيشوفون الراحه...
لكن خطر على بالها كلام مها...يوم قالت إن سعود لا يمكن يفكر بوحده قلبها أسود...(أكيد يشوفني مثل ما هم يشوفوني..هو بنفسه قال لي هالشي..لكن...لكن....لكن وشو؟ هو بعد مثلهم..ما يختلف عنهم بأي شي..و أنا ما يهمني رأيه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت لينا للصاله...و شافت أهلها جالسين...

لينا= مساء الخير
الكل= مساء النور
أم ياسر= وش أخبارها حياة؟ إن شاء الله احسن
لينا= الحمدلله احسن..حتى لو ما كانت بخير بتخليك غصب تقتنعين إنها بخير
أم ياسر= الله يعينها هالبنت على اللي فيها..سمعة أبوها بتظل ملاحقتها كل عمرها..للحين الجيران يذكرون سالفته و لا أحد بينساها
عاليه= بس كذا ماراح يتقدم لها أحد..هي وش ذنبها؟
لينا= و مين قال لك إنها هي راضيه بالزواج من الأساس..تقدم لها كذا واحد من طرف أم فايز بس هي ردتهم
عاليه= يعرفون عن أبوها؟
لينا= مادري..بس ما اتوقع..احسهم بس شافوها و أعجبتهم
أم ياسر= والله البنت ما ينقصها شي ما شاء الله..الله يكتب لها النصيب اللي ترتاح فيه
لينا= يمه ليه ما نزورهم..أنتي تعرفين أم فايز..عشان اشوف حياة دائما تعرفين عمها ما يرضى تطلع لأحد لحالها
ياسر بعد صمت= ما اعتقد عمها بيرحب بهالزياره
لينا بإستغراب= ليه؟؟
ياسر= حسيت من الضيق اللي بان عليه أول ما شافني..انصدم بوجودنا بالمستشفى و ما صدق نروح و نتركه
أم ياسر= صح حتى جارنا عبيد تقول زوجته إنه قد صادفه بعزيمه و تهرب منه و طلع من العزيمه بكبرها
عاليه= يعني مايبي يشوف أحد يعرف بالسالفه؟
ياسر= يمكن يخاف إن السالفه تنتشر أكثر..أو توصل لكل اللي يعرفهم
أم ياسر= لا تلومونه معه حق..هذا عنده بنات و خايف على سمعتهم
لينا تتنهد بضيق= الله يعين حياة عليه

سرح ياسر بتفكيره...(الحمدلله إنها بخير..و الله يعينك على اللي تحملتيه..و اللي بتتحملينه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل فيصل للصاله...و شاف شهد و أمه جالسين...انتبهوا للصندوق اللي بيده...

أم مشعل= وش اللي معك؟
فيصل بفرح= هذا صندوق عنب من جارنا أبوهيثم
شهد بقهر= أنت رايح تشحد؟
فيصل يبرر= لااا أنا واقف وهو ينزل أغراض بيتهم وهو قال لي آخذه
شهد بإستحقار= واقف و مطير عيونك فيه..أكيد بيعطيك شي عن عينك
فيصل تفشل= .......

طلعت رجوى من الغرفه...هي و قمر...

قمر= ياااي وش هذا؟
فيصل بتردد= عنب من جارنا أبوهيثم
رجوى تركض له و تآخذ الصندوق= يممم من زمان ما أكلته..يعيش و يجيب و نعيش و نآخذ هههه
فيصل فرح= اغسل لك تآكلين
رجوى تمسك وجهه و تهزه= أنت والله رجال البيت..اللي ما عمر أبوك و أخوك دخلوا بيدهم شي..أنت لك السبق أول واحد تسويها
فيصل بفخر= خلاص أنا أصير أبوهم بعدك
رجوى= مو أقولكم هالولد طماع..بيورث منصبي و أنا حيه!...بس أقولك ليه ما طلبت تفاح بعد والله مشتهيته
قمر تضحك= هههه نروح نبدلهم
رجوى تستهبل= ايه بس خلينا نآكل منه أول ههههه


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت أم أحمد في المطبخ...و سمعت صراخ أحمد و صياحه...و ركضت للصاله و شافته بين يدين رحيل اللي كانت تضرب فيه بكل قسوه...
راحت لها بسرعه...و فكته من بين يديها وهو يصيح من الوجع و القهر عليها...و يسبها...
و هي طالعتهم بغرور...و راحت عنهم...و هي تسمع بقهر كلام مرة عمها....اللي كانت تهدي أحمد...و لا قالت لها اي شي...

••

••

••

دخلت رحيل في غرفتها...و سكرت الباب بكل قوتها...و هي تردد كلام مرة عمها...(خلاص يا أحمد اترك بنت عمك بحالها..و أنتي ليه ما تخليني في حالي..تعبت منهم تعبت..إلى متى بتحمل يعني؟)

صارت تضرب الأرض برجلها...تبي شي تطلع فيه القهر...بس مو لاقيه...تخاف اللي تسويه ما يقنع عمها يخليها تروح لجدتها...(معقوله كذبتي لمها تكون صدق؟ معقوله ما ألقى شي يطلعني من هالبيت إلا زواجي من سعود......وهو بيرضى؟ غصب عليه يرضى)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت غارقه في النوم...قبل تحس باليد اللي تهزها بخوف...فتحت عيونها...و شافت شهد ترتجف قدامها...

شهد بخوف= رجوى..باب السطح مفتوح و اشم ريحة زقاير
رجوى تجلس= أنتي وش صحاك و ليه رحتي السطح؟
شهد= كنت بأشرب ماء..و سمعت صوت مشي فوق و يوم وقفت عند الدرج شفت نور جاي من السطح

نزلت من سريرها...و مشت ببرود...قبل تسحبها شهد...

شهد بفزع= ويـــن؟؟
رجوى= ليه مصحيتني؟ مو تبين اشوف مين اللي فوق؟
شهد= بس.....

لكن رجوى ما وقفت تسمعها...و تعدتها و راحت ترقى الدرج...و ما اهتمت لشهد اللي كانت تناديها بهمس...و خوف...
وقفت عند باب السطح...و هي تشوف اللي توقعته...
كان جالس و الزقاره بين يديه...يدخن و ينفخ الهواء بعيد...و باين إنها مو أول مره...

رجوى تتقدم له= أووب من متى هالكيف أخ مشعل؟

مشعل فز بخوف...لكنه سوى نفسه مو مهتم...حتى ما طفأ زقارته...و عيونه تطالعها بترقب...عشان يعرف ردة فعلها على اللي تشوفه...

مشعل= يعني وش منتظره من واحد بحالتي..و أهله بهالحاله؟ اجد و اجتهد و اطلع دكتور أو مهندس؟
رجوى تتسند على الجدار..وبإستهزاء= لاااا طبعا..أصلا تصير الحتوته سخيفه و مبالغ فيها و ما تصدق..المفروض تكون بهالشكل بالضبط..زقاير..و عشان تكمل الرجوله الفذه تترك المدرسه و تصيع..(و كملت بحماس)لااا و يا سلام عاد لو ادمنت مخدرات و بالمره تاجرت فيها أو احترفت السرقه أو حتى قتلت..عادي يعني ترى شي متوقع من اللي بحالتك..و بأحسن الأحوال تدخل الأحداث..أو ما يحالفك الحظ اللي عمره ما حالفنا..و تموت..يا إما جرعه زايده أو هوشه بين الضايعين اللي معك أو حادث يصيبك و أنت سكران...اختار لك أي موته و درجة البشاعه اللي تبيها..موته يستاهلها واحد مثلك و مثل حالتك اللي تعرفها...(و ببرود) ووو بس..و تموت..يمكن يصيحون عليك يوم..يومين بالكثير..و يسكتون..طبعا لأنك مو الأخو اللي بنتذكر له أشياء كثير حسنه سواها لنا..أنا عن نفسي ماراح اصيح..لأنك ما تسوى..عشت و مت و أنت ما تسوى.....هاه أخ مشعل هاذي الحياة اللي مو غريبه لواحد مثلك..بالتوفيق فيها..و الله يرحمك مقدما

تركته و نزلت...و شافت شهد اللي كانت واقفه عند باب السطح تسمعهم تنزل وراها...

شهد تصيح= رجوى..ليه ما هاوشتيه؟ كيف يدخن بهالعمر؟
رجوى بقهر= وقفي هالرشاشات اللي بوجهك مالها داعي..و عندك حل من الأثنين يا تروحين تسوين هالمسلسل الخليجي عند أخوك و عاد هو يتأثر و يقرر إنه من اليوم ينصلح حاله..أو تتبعين قاعدته و تصيعين مثله على الطريقه اللي تختارينها..طبعا لأن هذا اللي متوقع من ناس في حالتنا

تركتها و دخلت الغرفه و نامت...و شهد للحين واقفه بمكانها تطالع بإستغراب...أول مره تشوف رجوى مقهوره...حتى لو ما بينت هالشي...بس هاذي طريقتها...تفرح تتريق...تحزن تتريق...حتى و هي معصبه تتريق...

مسحت دموعها و طلعت للسطح...وقفت عند الباب و ابتسمت براحه و هي تشوف مشعل رامي الزقاره تحت رجلينه...و حاط راسه بين يديه...تتمنى ان كلام رجوى أثر فيه...و تكون هاذي آخر مره يدخن فيها..

شهد= مشعل
مشعل فز و عطاها ظهره= نعم

شكت إنه يمسح دموعه...حتى صوته كان مهزوز...لكن النور الخفيف اللي جاي من أنوار الشارع و هي واقفه بعيد عنه...ما خلاها تشوفه زين...

شهد= قمت جوعانه بأسوي لي شاهي و شي آكله..تبي؟
مشعل= خلاص سويه و ناديني
شهد= زين
مشعل= رجوى وين؟
شهد= رجعت تنام

نزلت و هي مرتاحه...صوته يدل على إنه تأثر...بس إلى متى هالتأثر بيستمر داخله...

••

••

••

نامت على سريرها...و غطت وجهها...(عمري ما فكرت بهالشي؟ كلهم صاروا يكبرون و بيتغيرون..كيف بتكون حياتنا بعد سنه أو سنتين؟ وش نهاية كل واحد مننا؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••




•• بـعــد يـومـيـــن ••


انتهت الحصه...و سلمى هزت رجوى اللي كانت بسابع نومه...

سلمى= رجـــــــه يله قومي وقت الفسحه

صحت رجوى و هي تتمطط بقوه...و تتثاوب...و التفتت تشوف الفصل اللي كان فاضي...

رجوى= وين استاذه بدريه؟
سلمى تضحك= الله يرحم حالك..خلصت حصتها و راحت و جت استاذه عليا و راحت و أنتي تشخريــن علينا
رجوى= و ليه ما صحيتيني؟ تزعل علي الاخصائيه اللحين
سلمى= استاذه عليا قالت خليها نايمه أريح..نوم الظالم عباده
رجوى تتلفت= وين تهاني؟
سلمى= قلت لها تروح تشري لنا لين اصحيك و نلحقها
رجوى براحه= الحمدلله كل يوم بأنام عشان تفطروني
سلمى تضحك= وش الجديد صاحيه أنتي أو نايمه حنا دائما نفطرك
رجوى تقوم= هاذي الصداقه و إلا فلااااا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


نزلت رحيل...و التعب باين بوجهها...من يومين و هي ما تنام زين...كل تركيزها صار بطلعتها من هالبيت...و اللي قهرها إنها صارت تستفزهم و هم ما يردون عليها...كأنهم استكثروا عليها...تنفس عن هالكره...و الغضب اللي بداخلها...

مرت من عند أم أحمد في الصاله...تعدتها للمطبخ...لكنها رجعت...و لأول مره كلمتها بهدؤ...

رحيل= أنتي ما تحبيني..و لا بناتك..مره وحده سوي لي شي أبيه..سوي شي لله...خليني اطلع من هالبيت...إن كان ما تهمك راحتي..اهتمي براحتك..براحة بناتك...عيشوا حياتكم و انسوني...خلوني انساكم يمكن أقدر ارتاح
أم أحمد بصدمه= و أنتي ليه ما تريحينا و تقولين ليه تكرهيننا كذا؟

طالعتها رحيل بقهر...و كره...و تركتها و راحت...(ماراح أريحكم..خلكم طول عمركم تسألون عن الذنب اللي سويتوه فيني..عن الروح اللي ذبحتوها و بعد ما صارت رماد جايين تدورون عليها)
وصلت للبيت...و دقت الجرس...لحظات و فتحت لها بسمه...

بسمه بفرح= رجوى أم هيثم ارسلت لنا غداء ريحته تهبل و فيه لحم
رجوى= عسى بقى لي شي..و لا انقضيتوا عليه؟
بسمه= لا شهد قالت ننتظرك
رجوى تدخل= والله هالبنت احسها مو من عائلتنا! طالعه مؤدبه مادري على مين؟

طلعت للصاله...و شافتهم مع أمهم جالسين...

رجوى بتفاخر= عشان تعرفون قيمة فوكيراتي الخطيره يوم نشرت في الحاره خبر طرد أبوي و إختفاؤه..يا رب لك الحمد أمس عشاء من أم علي و اليوم غداء من أم هيثم
قمر= هههه أجل أكيد أم موسى بترسل لنا العشاء اليوم
رجوى تضحك= شكلي بأقترح عليهم يرتبون لهم جدول عشان ما يجينا عشاوين نفس الوقت أو نجلس يوم بدون عشاء
فيصل بضيق= يله رجوى بدلي ملابسك...ميت جوع
رجوى ترمي عبايتها عند الباب= و مين سمعك..حتى أنا ميته جوع جيبوا الغداء

قامت أم مشعل و شهد يجيبونه...و رجوى جلست بمريولها...جلست جنبها حنين...

حنين= ردوى دبتيلي حلاو
رجوى= إيه بس بعد الغداء عشان نأكله كلنا
فيصل+بدر= حتى حنا جبتي لنا؟
رجوى= إيه
بسمه= و أنا؟
رجوى= و أنتي أولهم

حطوا الغداء...و جلسوا يتغدون...

رجوى= و أخوي مشعل وينه؟
قمر تضحك= حلوه أخوي!
رجوى= عشان نتذكر انه يقرب لنا
شهد= مشعل أمس ما نام في البيت
رجوى= أشك إن هالولد طايح له على عجوز مريشه و متزوجها مسيار
قمر تضحك= هههه تخيلي شكله!
رجوى انبسطت على السالفه= تلقين لابس لك بجامه ساتان حمراء مقلمه بأخضر يقالك بيقلد الأفلام و يغري هالعجوز بس خبرك فيه ما عنده ذوق أو أي حس فني على قولة حيحو
بسمه بحماس= و هي وش لابسه؟

كلهم ضحكوا عليها...

شهد= خربت البنت من بدري!
رجوى= إيه حقنتيها بهالمسلسلات و الأفلام منذو نعومة أظافرها
شهد تسكتها= لابسه ثوب طوييييل
بسمه بإعتراض= تكذبين علي اللي تتزوج تلبس قميص نوم قصير
رجوى تضحك= ههههه خبره و الله هالبنت خبره!
قمر= الظاهر هي اللي متزوجه مسيار
رجوى تطالعها بشك= بسمووه..إبتدائي يطلعون بدري و أنتي تجين متأخره نص ساعه(تصرخ عليها) اعترفي وين تروحين؟
بسمه صدقت و بزعل= انقلعوا أنا ما تزوجت
قمر= عاد وش هالزواج بعز الشموس؟
رجوى= هذا هو الحب الحار..ما سمعتي الشاعر اللي يقول..اشتقتلك شوق من القلب ماصار..شمس القوايل كل ظهر تزيده
شهد= الظاهر أنتي اللي متزوجه
رجوى= والله فكره! اتزوج واحد بيته بنص الطريق..و أرتاح عنده و اتغدى و أقيل و العصر أجيكم
فيصل= وش يجيبك اجلسي عنده من زين بيتنا يعني؟
رجوى تقوم= مايطاوعني اترككم يالقرود على قولة أبوي...(و بتهديد)بأروح أخمد اسمع إزعاج واحد فيكم والله لا أهد وجهه
بدر= زين عطينا الحلاو قبل تنامين
رجوى تضحك= و أنتم صدقتم! كنت بس أبي اذوقكم فرحة العز شوي

راحت تغسل و هي تسمع إعتراضاتهم...و صياح حنين...بعدها راحت تبدل ملابسها و تنام...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


الساعه العاشره مساء/ شافت وفاء تدخل عندها...

وفاء= أبوي معزوم على العشاء
حياة بفرح= والله! و فايز بيروح معه؟
وفاء= ايه تعرفين أبوي لازم يرزه بكل العزايم
حياة بتريقه= ايه طبعا هذا الولد اللي لو كان ما جاه الله أعلم وش حالكم اللحين؟
وفاء= تدرين إذا قلت لصديقاتي إن أبوي كان يقول لأمي لو ما جابت ولد بيتزوج عليها يضحكون علي..ما يتخيلون إن للحين فيه أحد يفكر هالتفكير
حياة بقهر= تخلف..وش بتقولين؟
وفاء بحزن= أنا عادي عندي يحب فايز..أكيد بيحبه عشانه الولد اللي بيشيل اسمه..لكن اللي يقهرني إني أحس انه ما يحبنا..ما أحس إننا نعني له شي..بالعكس و كأننا حمل ينتظر يرتاح منه..ما يهتم فينا و ما يثق فينا

حياة بحيره= باسألك سؤال أنتي تحبين أبوك؟
وفاء= أكيد
حياة بقهر= ليه؟
وفاء بدون تفكير= كيف ليه! هذا أبوي مهما كان قاسي مهما كان عصبي..بس بيظل أبوي و له إحترامه و حبه و تقديره..لأني ما اتخيل حياتنا بدونه هو سندنا بهالحياة..إن كان له عيوب كثير فأكيد له عذر في هذا..ولو كان مخطي بحقنا أدعي ربي يغفر له و يهديه..لكن لو بأخسره احس إني خسرت كل شي

كانت متأكده إن كلامها ماراح يعجب حياة...و إنها بتسمع إعتراض عليه...لكنها يوم رفعت راسها انصدمت من ملامح حياة المذهوله...و الجامده...لا حظت الدمع اللي ملأ عيونها...و شفايفها اللي ترتجف...

وفاء بقلق و صدمه= حياة وش فيك؟
حياة تقوم و تطلعها برا= اطلعي يا وفاء تعبانه و أبي اجلس لحالي

طلعت وفاء بدون أي إعتراض...و سمعت حياة و هي تقفل الباب...كانت تبي تقنع حياة بتصرفات أبوها و تلقى له مبررات...ما تبيها تكرهه حتى هو لهالحد...يمكن تلقى فيه عوض عن أبوها...لأنها كانت تخاف من أي مواجه لأبوها مع حياة وش بيصير فيها...بس ما توقعت ردة فعلها تكون كذا...(أكيد ذكرتها بأبوها..اللي أفكر فيه صح..هي تكرهه و لا بتسامحه على اللي سواه..للحين قهرها كبير..وهو اللي مأثر على أفكارها و مشاعرها..هو سبب كل هالتعب اللي هي فيه)

ندمت إنها قالت اللي قالته...مو قدام حياة بالذات كان المفروض تتكلم عن الأبوه...لأن اللي يسويه أبوها مهما كان...لا يمكن يقارن باللي سواه أبوحياة...

••

••

••

كانت في غرفتها...قدام لوحه بيضاء للحين ما رسمت فيها شي...كرهت بياضها...كرهت صفائها...اللي ما يشبه أبدا حياتها...و أفكارها...
و أخذت فرشاتها و الألوان...و صارت تفرغ كل القهر فيها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رجوى...و هي تشوف قمر جالسه على سريرها بجنبها...و تحط مناكير...
ابتسمت بخبث...و مدت رجلها وضربت يدها...

قمر تصرخ= لاااااا..رجوى عمى إن شاءالله..انحاس شكله
رجوى تلبس نظاراتها= أكثر من هالعمى! ادعي بشي جديد..صمم..بكم خلي يصير عندي كوكتيل عاهات
قمر= حمدالله و الشكر! صاحيه كارهه العافيه أنتي؟
رجوى= أنا أحب العافيه بس العافيه ما تحبني....روحي سوي لنا شاهي
قمر= قولي لأمي شوفيها في المطبخ...بعدين وش هالنوم كله؟ متنا نصحيك مو راضيه
رجوى= نايمه على راسك أنا كيفي..الحلم كان طويل و حلف علي ما أقطعه

طلعت رجوى و شافت شهد و بسمه يتفرجون على التلفزيون...

رجوى تصرخ= أم مشعل سوي لنا شاهي يصحصحني
فزت شهد= بسم الله من وين طلعتي؟
رجوى= من ذا رووم..لا لا نجحت بالإنقليزي صرت شاطره و عندي ثقافه
شهد= ان كانت هاذي ثقافه أجل أنا بأصير عبقريه

راحت رجوى تتوضأ و تصلي...و بعدين جت و نامت على رجلين شهد...

رجوى= وش هالفلم؟ وش قصته؟
شهد= انتظري إذا جاء الفاصل أقول لك

ضم البطل البطله...و رجوى التفتت على بسمه...

رجوى= غمضي عيونك بسموه لين أقول لك افتحيهم
بسمه تغمض= يا سلام أبي اشوف الفيلم
رجوى= أنا أقول خبرتك من وين جايه؟.......يله فتحي
شهد بتريقه= تعجبني الأخلاق اللي تهب عليك فجاءه
رجوى تضحك= هههه موسميه..ما تهب إلا بالمناسبات

دخلت أم مشعل و معها صينية الشاهي...

أم مشعل= قمر تعالي اشربي شاهي
قمر من داخل الغرفه= اللحيـــن أجـــي

جلسوا كلهم يشربون...و يتابعون فيلم...ورى فلم...
و بعد ساعتين...دخل بدر...

أم مشعل= وين حنين؟
بدر= تركتها مع فيصل...أبي شاهي
شهد تصارخ= خلاص اسكتوا خلونا نسمع.....اتوقع تسافر قبل تشوفه
قمر= لا صديقتها قالت له أكيد يلحقها
رجوى= يمكن أمها اللي قاتلته؟
شهد تضحك= هههه صح النوم..هذاك الفلم خلص و جاء غيره
رجوى بإعتراض= ليه ما قلتولي؟؟؟
قمر بتريقه= أنا أبي افهم أنتي على أي أساس تتابعين..إذا كنتي مو عارفه وش القصه و لا وين الأبطال
رجوى= وش أسوي كلهم أشكال بعض..بعدين الترجمه تروح بسرعه مادري كيف تلحقون عليها

••
••
••

بعد ساعه/ كانوا يرقصون على أغنيه عراقيه...و الصاله قالبينها فوق تحت...و أم مشعل جالسه تخيط زرار بمريول رجوى...

دخل فيصل= هيــه أنتم أم سعد تدعي عليكم
رجوى تلف له= الظاهر ما بقى أحد في الرياض ما دعى علينا..خلها هالمره عن نفسها تدعي هي
أم مشعل بإستغراب= وين حنين؟
فيصل= رجعت مع بدر

وقفوا البنات و التفتوا عليه...

رجوى= بدر رجع من ساعه و قال إنها معك
فيصل= لا أنا شفتها مشت وراه
أم مشعل تشهق= بنتي!

راحت رجوى لفيصل و هي تضربه بقهر...

رجوى= و ليه ما قلت له إنها راحت وراه عشان يشوفها....يله اذلف دورها أنت و ياه
شهد بخوف= أكيد ضاعت
رجوى بقلق= البسوا عباياتكم خلونا ندورها...أم مشعل خليك في البيت يمكن أحد يجيبها

و طلعوا يدورونها...و تركوا أم مشعل و بسمه مع خوفها...و حزنها...و دموعها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


نزلت ولاء من فوق...و راحت لوفاء و أمها و هم يتعشون...

ولاء= طقيت عليها الباب ما ردت
أم فايز= يمكن نامت

سرحت وفاء و هي تحس بتأنيب الضمير...لأنها تدري إن حياة مو نايمه...بس أكيد للحين متأثره باللي قالته لها...(غبيه أنا..توها طالعه من المستشفى تعبانه أروح افتح لها هالسالفه من جديد)

من ساعه...و هم قالبين الدنيا عليها...لين بعض الجيران عطفوا عليهم و هم يدورونها بهالوقت و طلعوا يدورون عليها...
رجعت رجوى و شهد و قمر للبيت...و أول ما دخلوا شافوا أم مشعل تنتظرهم عند باب الشارع...

أم مشعل تصيح= مالقيتوها؟
رجوى= لا
أم مشعل= أجل ليه رجعتم؟
رجوى= أبوهيثم و أبوسعد طلعوا يدورونها و قالوا لنا نرجع
أم مشعل بخوف= خلونا نبلغ الشرطه..أخاف مخطوفه
رجوى= أبوسعد يقول بيدورونها بالحارات القريبه ولو و ما لقيناها بيروح يبلغ

جلسوا كلهم في الحوش...ينتظرون أحد يطمنهم...

شهد بقهر= لو أبوي فيه أو مشعل!
رجوى= ولو كانوا فيه يعني؟ الله و النفع اللي فيهم
أم مشعل تصيح= البنت بتروح و حنا حاطين ايدينا على خدنا
رجوى بقلق= أوووف..شكلي بأروح اقول لأم هيثم تدق على زوجها يبلغ الشرطه

لفت طرحتها...و لبست نقابها و طلعت...
كانت بتروح لبيت أم هيثم...لكنها شافت سيارة أبوسعد...لمحت حنين فيها...و ركضت له...و قبل يوقف و هي فاتحه الباب و ضامتها بقوه...

رجوى= يا حماره...ما يسوى قلبي يوقف عليك يالدوده

و صارت تضربها...و كأنها مسئوله عن ضياعها...و بعد ما صاحت رجعت تضمها من جديد...

رجوى= مشكور يا أبوسعد
أبوسعد= ما سويت شي يا بنتي..الحمدلله اللي تطمنتم عليها

دخلت رجوى للبيت...و أول ما شافوها صرخوا كلهم...و ضموها...

رجوى= خلاص البنت سلمها ربي من الخطف بتموت في يدينكم!

أم مشعل= وين لقوها؟
رجوى تضرب راسها= تصدقين نسيت اسأله؟...حنونه وين كنتي؟
حنين= فيه ردل اخدني البيت و عطاني حلاو..و امهم دلستني بالمرديحه
رجوى= مالت عليك البنت عايشه بعز..و حنا هنا متقطعين عليها..عساك المغص من هالحلاو اللي أكلتيه
شهد= رجيـــو لا تدعين عليها
أم مشعل= العيال وينهم؟ يمكن ما يدرون إننا لقيناها
رجوى= احسن خليهم يفترون لين تتكسر رجلينهم..عشان ثاني مره تتفتح عيونهم و مخوخهم

ما خلصت كلامها...إلا و هي تسمع طق على الباب...

رجوى من ورى الباب= نعـــــــــم
فيصل= حنا افتحي
رجوى= و الخيبه..مين قال بأفتحلكم أنتم اليوم بتنامون في الشارع لين تتأدبون
فيصل+بدر برجاء= لا رجوى والله آخر مره..تكفين
رجوى= لا خلكم يمر الهندي اللي ضربتوه أمس و يخطفكم

سمعت صياح فيصل...و ضحكت...بعدها فتحت لهم الباب...و ضربتهم على القهر و الخوف اللي سببوه لها...و بعد ما صاحوا كلهم ارتاحت...

رجوى= يله اللحين نسوي حفله بمناسبة رجعة دودتنا(و كملت كأنها بخطبه سياسيه)و هذا إن دل على شيء..إنما يدل على أن قرود صالح..باقون...بااااقووون
شهد= خلااااص اسكتي فضحتينا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


•• مــن بـكـــره ••


كانت وفاء و ولاء يجهزون الفطور في المطبخ...و وفاء ما نامت من أمس...تحس بندم و قلق على اللي قالته لحياة...خاصه و هي تشوفها للحين ما طلعت من غرفتها...
التفتت ولاء على وفاء اللي كانت سرحانه...و إبريق الشاهي يغلي قدامها و هي مو حاسه فيه...

ولاء= وفااااااء

فزت وفاء...و انتبهت لغليان الماء و حطت أكياس الشاهي...

ولاء= وين رحتي؟
وفاء تتنهد= حياة من أمس ما طلعت من غرفتها و لا أكلت!
ولاء بضيق= شفتها أمس بالليل نزلت للمطبخ اخذت لها كاس ماء و طلعت..ملامحها غريبه حتى إني خفت اكلمها

شافوها تدخل للمطبخ...و عيونها زايغه من التعب...و وجها شاحب...
كانت لابسه تنوره سوداء و بلوزه بيضاء...تقارب لونها مع شحوب وجهها...

حياة بصوت تعبان= صباح الخير
ولاء+وفاء= صباح النور

راحت تشرب ماء...و وفاء تطالعها بقلق...

وفاء= حياة اسويلك سندويتشه؟
حياة= مو مشتهيه
وفاء برجاء= بس أنتي كل أمس ما كلتي!
حياة= ما أحس إني جوعانه
وفاء= زين لا تداومين اليوم شكلك تعبانه
حياة تروح= مالي خلق اجلس في البيت

مشت خطوتين...لكن ما أوصلت للباب إلا و هي تفقد توازنها...و تطيح على الأرض...
شهقت وفاء و ولاء و ركضوا يمها...شالوها عن الأرض و حاولوا يصحونها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد الحصه الأولى/ التفتت تهاني على رجوى...

رجوى تشهق= .......
تهاني= وش فيك؟
رجوى تطلع من شنطتها حلاو= يووو وش هذا ما أذكر إني أخذت هالكثر
سلمى تاخذ وحده= متى لطشتيهن؟
رجوى= الصبح مريت البقاله اشري لي عصير و شفت هالحلاو رحمته من شهر ما تحرك شكل ما عليه سوق
تهاني= لا ابشرك إنك قضيتي عليه
رجوى= لا تخافين العلبه مليانه و لا ظنيت احد يشريه لو اعجبك اجيب لك بكره
سلمى تكشر= وااااع بالحليب!!
رجوى تضحك= هههه انا شاكه من يوم شفت العلبه كامله من شهر..الحمدلله ما ذقته
تهاني= راحت مواهبك على الفاضي..ثاني مره إذا بغيتي تسرقين تنقي شي زين
رجوى= مو على كيفك تتنقين..ترى السرقه لها شروط..و الشي المسروق له مواصفات
سلمى بسخريه= لا والله ليه ما تألفين لك كتاب!
رجوى= لا خليها ميزات حصريه لي..حرام نقطع رزق هالبقالات..مع إنهم المفروض يوم اطردوا أبوي من المهنه اسوي عليهم إنقلاب


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في المستشفى...طلعت وفاء من الغرفه اللي فيها حياة...و راحت لأبوها اللي جالس على الكراسي في الممر ينتظرهم...

وفاء= يبه بيطلعونها بعد أربع ساعات
أبوفايز عصب= ليه أربع ساعات؟
وفاء= لين تطلع نتيجة التحاليل..و حطوا لها مغذي
أبوفايز بضيق= لو أدري كان خليت فايز يجي و يجلس معكم..لازم أروح المدرسه عندي إجتماع

ما تدري كان يسألها أو يكلم نفسه...لكنها ما ردت...خافت تقوله يروح للمدرسه و ما يقلق عليهم...بس خافت يشك فيها...و يفكر إنها تبيه يتركهم لحالهم...(اسكت احسن وهو يقرر وش يسوي)

أبوفايز بضيق= ليت أمك اللي جت....خلاص أنا بأروح المدرسه و أول ما تخلصون دقي علي..لا تتحركون من هالغرفه لين أجي..فاهمه؟
وفاء= إن شاءالله يبه
أبوفايز= يله ادخلي

تركته وفاء و دخلت عند حياة...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رحيل...لكنها ما تحركت من سريرها...تعبانه و مالها خلق تشوف واحد فيهم...
كل اللي تسويه ما جاب لها اللي في بالها...(ليه يتحكمون فيني؟ ليه يبوني اعيش مع كرههم العمر كله؟ يكفي..قلبي قسى بسببهم..حتى الناس اللي مالها دخل صرت اكرهها..لأني مو لاقيه بداخلي أي مشاعر غير الحقد و القهر و الكره)

تذكرت بضيق حياتها اللي راحت...أيام عمرها اللي عدت عليها...و قارنتها بحياة غيرها...
الكل عاش حياته...فرح...و ضحك...و ذاق طعم النجاح...تحمس لأشياء...و تعرف على ناس....مر في حياته كثير...
إلا هي...من سنين مسجونه بكرهها و أحقادها...فاقده كل معنى للحياه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت جالسه من نص ساعه عند حياة...اللي كانت نايمه بتعب و لا هي حاسه بشي...
تطالعها بأسى و حزن على حالها...اللي ينقلب بلحظه...و هي تحس بالندم على اللي قالته أمس...

جت في بالها فكرة الدكتور النفسي...مين احسن منه يقدر يساعدها...و ينصحها كيف تهدي حياة و تتكلم معها عن اللي داخلها...
هزت راسها بقوه تنفض هالفكره المجنونه عن راسها...
كيف بتكلم واحد ما تعرفه...و تقوله أشياء خاصه لهالدرجه...كيف تفضح حياة و أسرارها عند غريب...و مين الدكتور اللي بيوافق يعالج عن بعد...
و الأكثر من كل هذا...من وين تجيب الجرأه عشان تكلمه بالسر...بحياتها ما كلمت أي رجل غير أبوها و عمها و خوالها الأثنين اللي ما تشوفهم إلا في الإجازات...حتى و هي تكلمهم تنحرج و تتلعثم...
تنهدت بضيق...و هي تحس بنفسها عديمة الحيله...و ما تقدر تنفع حتى اللي تحبهم...

التفتت تطالع حياة...وجهها شاحب...و التعب يغطي ملامحها...تخيلت شي يصير فيها...المره اللي راحت إنهيار عصبي...و اللحين طايحه قدامها من الضيق والتعب...
خافت يجي يوم...و تضعف قوتها أكثر...خافت يجي شي ما تستحمله...خافت تكون نهايتها مثل نهاية أبوها...

ارتجفت لهالفكره...و هي تتخيل حياة بهالعمر الصغير بمصحه نفسيه...
بدون شعور وقفت و طالعتها بإصرار...قبل تطلع من الغرفه...(ماراح انتظر لين يصير لك شي و أنا واقفه اتفرج..و اتعذر بخوفي...ربي يستر..ربي يعطيني على قد نيتي)

مشت في الممر...و قلبها يدق بقوه...مو عارفه وين تروح...و لا عارفه كيف بتقوله...أو حتى وش بتقوله...

راحت لموظفات الإستقبال...

وفاء= لو سمحتي
الموظفه= نعم أختي
وفاء بتردد= آآ كنت..باسأل..الدكتور النفسي..يعني..وين مكتبه؟
الموظفه= في الدور الأول (و تأشر بيدها) الباب اللي آخر الممر يوصلك للقسم النفسي
وفاء خطرلها شي= فيه دكتوره؟
الموظفه= لا والله أختي ما فيه غير الدكتور بسام

تركتها وفاء...و راحت للقسم و هي تمشي بتردد...لين شافت نفسها واقفه عند باب مكتبه...
كانت تحس إنها بأي لحظه بتغير طريقها و ترجع مكان ما جت...
حاولت تشجع نفسها...و تدق الباب...لكن يدها المرتجفه ما طاوعتها...

و انفتح الباب فجأه...و هالشي خلاها تشهق بخوف...لكنها تنفست براحه و هي تشوف الممرضه هي اللي طلعت...
و قبل تتراجع و تخونها الباقي من شجاعتها...سألتها...

وفاء= أقدر أقابل الدكتور؟
الممرضه تتعداها= مو موجود

ارتاحت وفاء...و هدت دقات قلبها المتسارعه...
لكن هالدقات رجعت تزيد...و هي تشوف الممرضه تلتفت عليها...

الممرضه= الدكتور بسام وصل

تركتها و راحت و وفاء التفتت للباب...و شافته يمشي بإتجاهها...وقف قلبها و هي تشوفه...و وقفت متصنمه مكانها مو قادره تتحرك...و عيونها متعلقه فيه...
تقدم منها وهو يطالعها بإستغراب...لين وقف قريب منها...

د: بسام= نعم أختي تنتظري؟

كانت بتتكلم لكنها مالقت صوتها...هزت راسها بلا...و تعدت من قدامه و هي تمشي بسرعه...
كانت تقريبا تركض بالممرات...و قلبها يدق بقوه...و لا تطمنت إلا و هي تدخل الغرفه عند حياة و تجلس على الكرسي بتعب و هي تلهث...(ما تخيلته شاب توقعته كبير!! لا و سعودي بعد! كيف كنتي تبين حياة تتقبله يمه؟)

تذكرت شكله...نظراته المستغربه...إبتسامته الخفيفه وهو يسألها...و تنهدت بقوه...و طالعت يدينها اللي للحين ترتجف...(سامحيني يا حياة ما قدرت..و الله ما قدرت)

••

••

••

كان واقف للحين يطالع الباب اللي راحت معه...وهو يتذكر كيف كانت تطالعه بذهول و تركيز...و لا فاتته الرجفه اللي بيدينها...
واضح إنها كانت تنتظره...كانت واقفه عند مكتبه...و إنتبه للممرضه اللي تأشر لها عليه...(جايه تشوفني! شكلها كانت جايه تشوفني! بس ليه ما تكلمت؟ معقوله تكون؟......إنسى يا بسام..إنسى هالسالفه..بعد كل هالسنين مستحيــل)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


أبوأحمد= وش أخبارها رحيل معكم اللحين؟
أم أحمد= لا تشغل نفسك يا ابوأحمد..هالخلافات تصير بكل بيت
ابوأحمد يقوم لشغله= الله يعين

تركها و طلع...و شاف بدور تدخل...

بدور= صباح الخير يبه
أبوأحمد= صباح النور يا بنتي..وش أخبار صداعك اللحين
بدور= الحمدلله احسن
أبوأحمد= متاكده ما تبين تروحين للمستشفى؟
بدور= لا يبه تطمن ما فيه شي يستاهل
أبوأحمد= الحمدلله

تركهم و طلع...و هي جلست عند أمها...

أم أحمد= أبوك يسأل عن رحيل و اللي تسويه
بدور= سمعته..بس ليه ما قلتي له عن اللي صار..خليه يكلمها
أم أحمد= و هي من متى تعبر أبوك أو تحترمه..إلا تنكد عليه و بس
بدور= تسوي كل هذا بدون سبب..بس تبي تسكن عند جدتها.....يمه ليه ما تخلونها على راحتها؟
أم أحمد= تعرفين إن أبوك ما يبي يرمي بنت اخوه بعيد عنه ما يدري وش يصير فيها..بعدين لو كان لها خوال يمكن تركها تروح..بس هي ما عندها غير هالجده الكبيره..و اللي مو عارفين متى يجي يومها..بعدين ما تشوفين رحيل كيف ما تعرف تسوي شي و لا تعرف تتصرف بنفسها كيف بتجلس في بيت لحالها مع جدتها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كان يمشي في الممر رايح لمكتبه...و قابل الدكتوره ريهام...

د:بسام بإبتسامه= صباح الخير دكتوره
د:ريهام= صباح النور يا دكتور بسام
د:بسام= أخذتي الإجازه؟
د:ريهام= بعد شهرين إن شاء الله..آه افتكرت..تعرف شفت مين النهارده؟
د:بسام= مين؟
د:ريهام= المريضه اللي كلمتك عنها و طلبت منك تكلمها
د:بسام بصدمه= حياة؟!
د:ريهام بإستغراب= إنتا لسه فاكر اسمها!
د:بسام يبتسم= إيه أول مريضه تطردني
د:ريهام= واللهي البنت دي مسكينه..شوفتها الصبح في الإسعاف
د:بسام بإهتمام= وش فيها؟
د:ريهام= هبوط في الضغط..البت لها ساعات مش آكله حآقه..و نفسيتها زي آخر مره..محبطه و مدآيئه
د:بسام= تكلمتي معها؟
د:ريهام= ايوه..بس بتأول إنها دلوأتي بأت كويسه..و وعدتني إنها آخر مره نشوفها هنا..تسدأ..البنت على ضعفها تحس أحيانا فيها قوه خفيه تطلع من روحها
د:بسام بإستغراب= كيف يعني؟
د:ريهام= أول ما شوفتها كانت مرهقه و تعبانه..لكن بدآيئ صارت كأنها وحده تانيه
د:بسام= بس البنت فيها شي..تعبها و إحباطها ما جاء من فراغ..و دام هالسبب يأثر عليها لهالدرجه..المفروض تتعالج و تتخلص منه..مو يتركونه يقضي عليها شوي شوي
د:ريهام= نعمل ايه إن كانت هيا و عمها مش راضيين

تركته و راحت...وهو رجع يفكر بحياة و يتذكر آخر مره شافها...و عصبيتها...والكلام اللي قالته...
عكس الصوره اللي شافها فيها بالليل...و هي لحالها...كلها حزن...و ضعف...و ضياع...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close