اخر الروايات

رواية انت نوري الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم سارة بركات

رواية انت نوري الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم سارة بركات 


  رواية/ أنت نورى

بقلم/ سارة بركات
الفصل الرابع والخمسون

فى اليوم التالى:

كانت واقفه قدام باب الفيلا ومش عارفه تعمل إيه خايفه جدا من إللى بتسمعه عنه ، أخدت نفس عميق وقررت إنها ترن الجرس...فتح الباب وبص للبنت إللى قدامه...

مروان بإستفسار:"أفندم؟ مين حضرتك؟"

نهال:"أنا الأستاذه نهال سكرتيرة سيف بيه."

مروان بإبتسامه خفيفه:"أهلا ، إتفضلى."

فتحلها الباب وهى فضلت واقفه وخايفه من إللى ممكن يحصلها..

مروان بإستغراب:"ماتتفضلى يا آنسه."

نهال:"ح..حاضر."

دخلت ومروان قفل الباب إتنفضت فى مكانها..

مروان بإستغراب:"هو فى حاجه؟"

نهال بتوتر:"ل..لأ م..مافيش."

مروان بتنهيده:"تمام ، بصى الملفات إللى عاوزك تراجعيها موجوده جوا فى الصالون ، راجعى وسجلى إللى إنتى هتراجعيه أول بأول ، أنا هشتغل فى المكتب ولو إحتجتى حاجه المكتب قدامك أهوه *شاورلها على المكتب* ، قهوتك نظامها إيه؟"

نهال:"هاه؟"

مروان:"القهوه بتاعتك بتشربيها إيه؟ ، ساده ولا مظبوطه ولا سكر زياده ولا إيه؟"

نهال:"مالهوش لازمه حضرتك أنا م......"

مروان وهو بيقاطعها:"هعملك مظبوطه معايا."

سابها ومشى وراح المطبخ وبدأ يعمل القهوه...كانت واقفه مرعوبه فى مكانها خايفه ليحطلها حاجه فى القهوه ، جريت بسرعه على الصالون وقعدت على الترابيزه وقررت إنها تاخدها منه بس ماتشربش منها...بمرور الوقت...راحلها الصالون وقدملها القهوه...

مروان وهو ماسك فنجانه:"أنا دلوقتى هروح المكتب لو إحتاجتى أى حاجه زى ماقولتلك أنا موجود يا آنسه ... إنتى قولتى إسمك إيه؟"

نهال:"نهال."

مروان:"ماشى يا آنسه نهال."

دخل المكتب وكمل تركيز فى الملفات إللى قدامه....بمرور الوقت...كان مازال مشغول بالملفات إللى قدامه بس قابله حاجه مش عارفلها حل ، عيونه جات على الوقت إبتسم إبتسامه خفيفه لإنه فى الوقت ده كان بيروح لزينب ، كان نفسه يعوضها ويعوض نفسه ، كان شايف حاجات كتير فيها ماحدش غيره شافها ، من أول يوم قابلها فيه وهو كان شايف فيها حاجه مميزه لإن من طبعه إنه بيعرف يقرأ الأشخاص من أول مره كان عارف إنها بتمثل على الكل ومش من البنات إللى هو يعرفهم ، وخاصة لما شاف ده فى أول مره...

فلاش باك:

بعد ما رمى الفلوس فى وش زيزى ووصل رقيه للقصر...وهو راجع فى الطريق لمح زيزى قاعده لوحدها بعيد قدام الكورنيش بتبص للبحر بشرود وفى إيديها الفلوس إللى رماها فى وشها ، إتحرك بالعربيه قدام شويه لحد ماهى باقت ورا العربيه بمسافات ، تابعها بالمرايه إللى جنبه لقاها فجأه إنهارت من البكاء ومش فاهم هى مالها ، كانت بتبكى بقهره كإنها بتخرج وجع مدفون جواها وفجأه قامت وحدفت كل الفلوس إللى هو إدهالها فى البحر....

مروان بذهول:"يابنت المجنونه!!"

إتحركت من مكانها ومشيت فى طريقها لبيتها ومش واخده بالها من مروان إللى متابعها بإستغراب وفى نفس الوقت بيقيمها...

نهاية الفلاش باك...

................

إبتسم للذكرى إللى هو إفتكرها دى ، كان نفسه توافق عليه ، كان حاسس إنها شبهه من أول يوم شافها فيه....إتنهد بحزن وأخد الملف إللى فى إيده وخرج لنهال إللى قاعده خايفه...

مروان:"عايز أسألك فى حاجه م......."

لقى القهوه ماتشربتش...

مروان بإستغراب:"ماشربتيش القهوه ليه؟!"

نهال بإرتباك:"عادى مش عايزه أشرب وقولت لحضرتك كده."

مروان وهو ملاحظ خوفها وإرتباكها:"على فكره أنا مش حاططلك حاجه فى القهوه."

نهال لنفسها:"هو عرف منين؟"

مروان بتوضيح مع جديه:"أستاذه نهال ، أظن إن حضرتك جايه فى شغل ، ولو سيف بيه مكنش واثق فيا مكنش بعتك هنا لحد عندى ، لو خايفه منى حضرتك تقدرى تمشى أنا مش ماسك فيكى ، وبالنسبه للقهوه."

مسك الفنجان وشربه كله...

مروان:"أنا شربت القهوه بتاعتك أهوه وهقعد قدامك وهثبتلك إنى مش حاططلك فيها أى حاجه."

مكانتش عارفه ترد تقول إيه أو تعمل إيه...فضل قاعد قدامها وبيبصلها بجديه مر الوقت وهو مازال بيبصلها وهى محرجه منه جدا ومش عارفه تعمل إيه...

نهال بإرتباك:"أنا آسفه بس أنا كنت دايما بسمع كلام عن حضرتك فكنت خايفه."

مروان بجديه:"وحضرتك جايه هنا فى شغل ، مش جايه عشان حاجه تانيه."

نهال:"أنا آسفه لحضرتك."

مروان:"حصل خير ، إتفضلى الملف أهوه ، كان فى حاجه واقفه قدامى."

أخدت الملف منه وبدأت تبص فيه وهو كان بيفهمها الموضوع إللى واقف معاه من وجهة نظره وهنا نهال لاحظت إنه ذكى جدا لدرجة إن معلوماته واسعه ده حتى إتكلم وفسر حاجات هى مكانتش عارفه تفسرها وكانت محرجه تتكلم عنها ، وبدأوا يتناقشوا مع بعض فى حسابات الشركه...

................................

كانت قاعده فى شقتها وبتبص للباب بشرود مستنياه ييجى يزعجها كالعاده كل شويه تبص على الوقت وتتأكد إنه إتأخر على ميعاده...كان جواها إحساس كبير إنه خلاص صرف نظر عنها وإنه فكر صح..إبتسمت بألم ودخلت أوضتها عشان تغير هدومها وتروح شغلها...

.............................

كان واقف بيخبط على الباب وسيف فتحله...

صبرى بإرتباك:"كنت محتاج حضرتك فى موضوع."

سيف وهو بيقفل الباب وراه:"خير ياصبرى؟"

صبرى بحزن:"والد نهى جابلها عريس ، والعريس هيروحلهم بعد العشاء وأنا مش عارف أعمل إيه."

سيف بضيق:"للدرجادى بنته ماتفرقش معاه؟!!"

صبرى بحزن:"يابيه ماتظلمهوش هو أب وأكيد عايز الأحسن ليها ، بس الفكره إنى مش هقدر أسيبها تروح من إيدى أنا مش عارف أتصرف مش عارف أعمل إيه."

سيف:"العريس ده من البلد صح؟"

صبرى:"اه هى قالتلى كده ، وقالت إنه كان متقدملها من زمان بس والدها هو إللى كان بيأجله."

سيف:"إسمه إيه؟"

صبرى:"قالت إن إسمه جلال ، غير كده معرفش."

سيف:"تمام ، هتصرف."

صبرى:"هتعمل إيه يابيه؟"

سيف:"ٌقولتلك هتصرف ، يلا روح إنت مع الشباب."

صبرى:"أوامرك يابيه."

سيف دخل البيت وراح لسمير إللى قاعد على الأرض وبيلعب مع مليكه...

سيف:"عمى."

سمير بإستفسار:"خير يابنى؟"

سيف:"محتاج حضرتك فى كلمتين ، يلا يامليكه روحى لماما."

مليكه:"حاضر يابابا."

دخلت لرقيه الأوضه..سمير قام من على الأرض ...

سمير:"خير يابنى."

سيف:"هو فى واحد هنا فى البلد دى إسمه جلال؟"

سمير:"هو فى كتير ، بس ليه؟"

سيف:"الشيخ محمد جايب لنهى عريس وإسمه جلال مين ده؟"

سمير بإستيعاب:"اه جلال إبن الحج محمود."

سيف بإبتسامة شر:"عليك نور ، ممكن بقا ياعمى تحكيلى عنه؟"

سمير بطيبه:"ده غلبان وإبن حلال ، شاب محترم وأخلاقه عاليه جدا ، بيشتغل فى دكان البقاله بتاع أبوه بيسترزق منها يعنى لما ملقاش وظيفه ، ياعينى إتبهدل وملقاش شغل نهائى ، غيره كان هيقرر يقعد فى البيت ويخلى أهله يصرفوا عليه ، أى نعم بيشتغل فى دكان أبوه بس شغله عالى بيجيب بضاعه حلوه بإلإيراد بتاعه ، مش بيحب الغش أبدا لإنى زى ماقولتلك أخلاقه عاليه."

سيف بإستفسار:"هو خريج إيه؟"

سمير بحزن:"إقتصاد وعلوم سياسيه وطالع الأول على الدفعه فى أربع سنين."

سيف بإستغراب مع ذهول:"وماشتغلش ليه؟!! دى حاجه جميله جدا."

سمير بحزن:"مش معاه واسطه ، كل إللى كانوا معاه فى الكليه دى ولاد بشوات فعشان كده إشتغلوا ، فهو سايبها لله."

سيف:"ونعم بالله ، طب معلش ياعمى ممكن تقول على عنوانه وكنت عايز حضرتك تيجى معايا."

سمير:"خير يابنى؟"

سيف:"هحكيلك فى الطريق."

بمرور الوقت..خرجت من أوضتها مالقتهمش موجودين ، خبطت على أوضة والدها مالقتش رد فتحت الباب مالقتش حد فيه..راحت المطبخ...

رقيه:"ماما ، هو فين بابا؟"

هناء:"راح هو وجوزك للحج محمود يتكلموا معاه شويه."

رقيه بإستغراب متجاهلة كلمة جوزك:"ويتكلموا معاه ليه أصلا؟!"

هناء:"مش عارفه بس تقريبا كده والله أعلم هيتكلموا معاه فى حوار خطوبته هو ونهى."

رقيه:"نعم؟ هى نهى هتتخطب لجلال!"

هناء:"تقريبا كده لإن باباكى مالحقش يقولى حاجه ، هى فين مليكه؟"

رقيه بإبتسامه:"حبيبتى نامت."

هناء:"جميله ماشاء الله ، ربنا يبارك فيها ويحفظها."

رقيه:"يا رب."

كانت لسه هتمشى وقفها صوتها...

هناء:"مش هتسامحى جوزك بقا يابنتى؟ دى حتى بنته إللى بتعتبرك مامتها هنا."

رقيه بحزن:"صدقينى ياماما مبقاش ينفع."

هناء:"ليه يابنتى ده طيب وبيحبك أوى ومحترم و بيخاف علينا كلنا."

رقيه بحزن:"أنا عارفه سيف كويس ، وعايزه اقولك كمان ياماما سيف ده مافيش أجدع منه ، سيف وقف جنبى كتير فى وقت ضيقتى وتعبى *دمعه نزلت من عيونها لما إفتكرت اليوم إللى تعبت فيه وهى فى إسكندريه* كنت دايما شايفه إنى قليله عليه كنت دايما بحس بذنب كبير طول مانا معاه وبكذب عليه ، أنا حاولت أنتحر كذا مره عشان ماكنتش عارفه أخلص نفسى من الإحساس بالذنب لإنى ماحبتش حد غيره ، كنت بتكسر كل يوم لما بكذب عليه وهو بيبنى أمل كبير عليا ، كنت متوقعه حاجات كتير لما يكتشف كذبى بس عمرى ماتوقعت الحاجه إللى عملها فيا دى ، أنا كان أهون عليا مايسامحنيش بدل مايعمل فيا كل ده ... *بدأت تبكى بقهره*."

هناء حضنتها وبدأت تطبطب عليها....

رقيه بقهره وهى فى حضنها:"شتمنى شتايم ماينفعش تتقال ، ضربنى ياماما ، ضربنى وأهنى وطردنى قدام الخدامين والحرس بتوعه ، أنا كنت متوقعه أى حاجه تانيه إلا إنه يعمل فيا كده."

هناء كانت بتعيط على حال بنتها...

رقيه:"خلاص مبقاش ينفع أرجعله فى حاجز كبير أوى إتبنى بينا ، سيف كسرنى ياماما."

هناء وهى بتحاول تهديها:"ياحبيبتى إفهمى هو أكيد كان غصب عنه ، أكيد الصدمه كانت كبيره عليه أصلها كذبه كبيره مش مجرد كذبه صغيره ، زى ماقولتى بنى عليها حياه كامله وفجأه كل ده طلع كذب."

رقيه بعدم إستيعاب وهى بتبصلها:"إنتى بتبررى ضربه وشتايمه ليا؟!!!"

هناء بحزن:"يابنتى إفهمينى ، سيف بيحبك أوى ، مش بس بيحبك ده بيموت فيكى بأماره إنه قاعد هنا وسايب مشاغله كلها عشانك."

رقيه:"مش مبرر لضربه ليا ، مافيش حاجه هتبرر ضربه ليا ، هو خلاص مد إيده عليا مبقاش ينفع خلاص ياماما مبقاش ينفع هو خلاص أخد حقه منى لما إتجوزنى بدون علمى لكن ضربه وشتايمه هاخد حقى إزاى قصادهم؟؟؟!!! بزمتك ياماما بابا مد إيده عليكى قبل كده؟"

هناء بقلة حيله:"لا يابنتى."

رقيه:"طب شتمك قبل كده؟؟؟"

هناء:"كان دايما بيقولى "ياهبله"و "ياعبيطه" وأحيانا "غبيه"."

رقيه بإبتسامه حزينه:"بس دى مش الشتايم إللى سيف قالهالى ياماما ، ده شتمنى بحاجات عمرها ماتيجى فى مخيلتك."

هناء بحزن:"طب هو شتمك قالك إيه؟"

رقيه بحزن:"ماينفعش أقولك ياماما."

هناء:"ليه؟"

رقيه:"عشان مش حابه أكسرلكم الصوره الحلوه إللى بنيتوها عن سيف لإنه يستاهل كل خير بس أنا خلاص *دموعها نزلت تانى* مبقاش ينفع."

هناء:"الحب ظاهر فى عيونك يابنتى ، حاولى طيب."

رقيه:"ومين إللى قال إنى مش بحبه؟ أنا بعشقه بس صدقينى كده أحسن ليا وليه."

هناء وهى بتمسحلها دموعها:"طب خلاص إهدى ياحبيبتى ممكن تدخلى تريحى طيب شويه على ما أحضر العشاء يكون أبوكى رجع."

رقيه بقلة حيله:"حاضر."

دخلت على أوضتها وبصت لمليكه إللى نايمه على سريرها بحب ، نامت جنبها وأخدتها فى حضنها ، غمضت عيونها ودموعها على خدها....

...........................

كانوا واقفين قدام بيت بسيط جدا وبدأوا يخبطوا على الباب...

سمير بضيق:"هو أنت مش شايف إن الموضوع ده فيه رشوه؟"

سيف بعدم إستيعاب:"ومين إللى قال إنه رشوه!!"

سمير كان لسه هيتكلم بس باب البيت إتفتح...

؟؟:"أهلا بحج سمير."

سمير بإبتسامه:"إزيك يا حج محمود؟"

محمود:"أنا الحمدلله بخير *بلع ريقه بخوف لما عيونه جات على سيف*... أهلا يابيه."

سيف بإبتسامه خفيفه:"أهلا بحضرتك."

محمود:"إتفضلوا."

دخلوا البيت وسيف عيونه جات على أطفال مستخبيين وبيتفرجوا عليه من بعيد ، لما لاحظوا إنه بيبصلهم خافوا ودخلوا على أوضتهم ، ضحك ضحكه خفيفه لتذكره مليكه.....

سمير بحمحمه:"ألا هو فين جلال؟"

محمود:"جوا فى أوضته بيلبس أصل هيخطب نهى بنت الشيخ محمد النهارده."

سمير:"طب ممكن نكلمه؟"

محمود بإستغراب:"ليه؟"

عيونه جات على سيف إللى مش مركز معاهم ومركز على أوضة الأطفال...

محمود لسيف:"إنت هتعمل إيه فى إبنى؟"

سيف بإستغراب وهو بيبصله:"يعنى إيه هعمل فيه إيه مش فاهم؟"

محمود:"أومال حضرتك جاى هنا ليه؟ وجايين تسألوا عن إبنى ليه؟"

سمير وهو ملاحظ إنفعال محمود:"إهدى ياحج محمود ده إحنا جايين فى خير ، جوز بنتى جايب لإبنك شغل فى مجاله."

محمود بذهول:"نعم؟"

سيف:"هو فى حاجه؟"

محمود:"وحضرتك جايب لإبنى شغل ليه؟ حضرتك تعرفنا منين؟"

سيف بإبتسامه:"إللى عاجبنى فى حضرتك هو ذكائك ، بس معلش هو أنا ممكن أدخل الأوضه دى؟ * بيشاور على أوضة الأطفال*."

محمود:"لا ماينفعش."

سيف وهو رافع حاجبه بضيق:"ليه؟"

محمود:"عشان فيها بنات."

سيف:"بنات إزاى أنا مش شايف غير أطفال."

محمود:"دول الصغيرين ، لكن بناتى الكُبار جوا فى الأوضه."

سيف:"مش فاهم هو حضرتك مخلف كام؟"

محمود:"الحمدلله مخلف 3 بنات و 3 أولاد وأكبرهم جلال إبنى سندى وضهرى فى الدنيا دى بعد ربنا."

سيف لوهله إستغرب العدد الكبير ده وفى نفس الوقت مش قادر يقتنع إن بيت صغير زى ده شايل أكتر من ست أشخاص...

سيف:"يعنى إنتوا عايشين هنا كلكم؟"

محمود برضا:"الحمدلله ده بيتى إللى إتربى فيه أولادى."

سيف:"بس على ما أعتقد إن البيت ده أوضتين."

محمود بإبتسامه:"الحمدلله إنهم أوضتين ماكنتش عارف البيت هيشيلنا إزاى لو هو أوضه واحده."

سيف بإبتسامه جميله:"الحمدلله."

خرج من الأوضه وإستغرب وجود الحج سمير ومعاه الراجل إللى ضرب أحمد بالكورباج قدام أهل البلد...

محمود بإبتسامه:"تعالى ياجلال ، إتفضل أقعد مع ضيوفنا."

راح نحيتهم وبدأ يسلم على سمير...

جلال بإبتسامه:"إزيك ياحج سمير؟"

سمير بإبتسامه:"الحمدلله ، إنت عامل إيه يابنى؟"

جلال:"الحمدلله."

جلال بإبتسامه لسيف:"أهلا بحضرتك."

سيف بإبتسامه:"أهلا."

راح قعد جنب أبوه...سيف مكنش عارف يقول إيه أو يعمل إيه وخاصة إنه شايف إنهم ناس غلابه ، فمش عارف يجيب الموضوع إزاى...

سيف:"قبل ما أتكلم أو أقول أى حاجه ، ممكن تعرفونى على أهل البيت؟ يعنى أقصد باقى أفراد العيله."

محمود:"حاضر."

راح للأوضه وبعدها رجع تانى...خرج منها خمسه...

محمود بإبتسامه:"دول أولادى ، *بيشاور على بنت منهم* دى شيماء إللى بعد جلال علطول خريجة كلية علوم قسم كيمياء ، *بيشاور على البنت إللى بعدها* دى ندى لسه هتدخل تانيه ثانوى إن شاء الله ، *بيشاور على الطفل إللى بعدها* ده معاذ هيدخل أولى إعدادى ، *بيشاور على الإتنين التوأم* دول بقا أواخر العنقود حسن و شهد."

الكل فى صوت واحد:"إزيك يا حج سمير ، إزيك ياعمو سيف."

سمير وسيف بإبتسامه:"أهلا بيكم."

شهد وهى بتقرب من سيف:"عمو شوفت اللعبه بتاعتى؟ أبيه جلال عملى عروسه إمبارح حلوه أوى ، تعالى إتفرج عليها وإلعب معايا."

مسكته من إيده وحاولت تسحبه وراها...

جلال:"عيب يا شهد."

سمير:"سيبها يابنى."

سيف قام وسمحلها تسحبه وراها ، دخل أوضتهم وهى جريت وراحت أخدت حاجه من تحت مخده على السرير...

شهد:"شوف ياعمو أبيه جلال عملى العروسه الحلوه دى."

كانت ماسكه فى إيديها عروسه مصنوعه من القماش فيها حشو بسيط من القطن مُطرزه يدويا...أخد منها العروسه ولاحظ إن الخياطه تمت بإحترافيه عاليه..

سيف:"شهد."

شهد ببراءه وهى بتبصله:"نعم ياعمو؟"

سيف بإبتسامه:"هو إنتى متأكده إن أبيه جلال عمل دى؟"

شهد:"أيوه ياعمو عملهالى وأنا قاعده جنبه."

سيف:"ماشى ياروحى ، بس ممكن سؤال؟"

شهد:"إتفضل."

سيف بإبتسامه:"هو إنتوا كلكم بتناموا هنا؟"

شهد:"لا ، بص ياعمو أنا هفهمك."

سيف بضحكه خفيفه:"بصيت ، يلا فهمينى بقا يا أستاذه شهد."

شهد بإبتسامه كبيره:"أنا إللى بنام على السرير هنا ، أبله شيماء وأبله ندى بيبدلوا مع بعض فى النوم على السرير جنبى ، *بتشاور على فرش على الأرض* وإللى مش بيكون دورها تنام على السرير بتنام هنا ، بالنسبه بقا لبابا و أبيه جلال و أبيه معاذ وحسن ، بابا وحسن بيناموا جنب بعض ، و أبيه جلال ساعات بينام معاهم فى الأوضه بس على الأرض ولما مش بينام هنا فى البيت بينام فى الدكان ، وأبيه معاذ طبعا بينام على الأرض ، وبس كده."

سيف بإستغراب من فرحتها:"وإنتى فرحانه كده ليه؟"

شهد:"ماهو الحمدلله ياعمو إن فى بيت بننام فيه ، بابا دايما بيقول أهم حاجه الرضا بما كتبه الله عشان ربنا يزيدنا والحمدلله لما قولنا يا رب إحنا راضيين أبيه جلال بقا بيجيله فلوس فى الدكان بتاعنا وبقا بيجيب حاجات ويبيعها فاحنا كده بنعرف ناكل."

سيف بإبتسامه:"الحمدلله."

شهد:"عمو هو إنت ليه مش بتتكلم كتير؟"

سيف بضحكه خفيفه:"أنا حابب أسمعك ياشهد ، أصلك بتفكرينى ببنتى مليكه."

شهد بفرحه:"الله ، هى ممكن تبقى صاحبتى صح ياعمو؟"

سيف بإبتسامه:"صح ياقلب عمو هتبقى صاحبتك."

مسك إيدها وخرج من الأوضه...عيونه جات على سمير إللى بيبصله ومركز معاه أوى كإنه بيحاول يقرأه...

سيف بإبتسامه:"أنا أعتقد إنى عطلتكم عن حاجه مهمه ، بس أنا جاى أتكلم فى موضوع مهم جدا."

محمود بإستفسار:"خير يابيه؟"

سيف:"أنا كنت جاى أترجاكم إنكم ماتخطبوش نهى لجلال."

جلال بعدم إستيعاب:"أفندم؟؟؟ ، حضرتك بتقول إيه؟"

سيف:"زى مانا قولت ، أنا جاى أترجاكم إنكم تعتذروا للشيخ محمد والد نهى بإنكم خلاص صرفتوا نظر عن الخطوبه دى."

جلال بعصبيه:"وإنت بتتكلم بأنهى حق؟ أ........."

محمود وهو بيقاطعه:"أنا معلمتكش إنك تعلى صوتك على ضيف فى بيتنا ، إحترم ضيفنا للآخر."

جلال:"هو حضرتك مش سامع هو بيقول إيه؟؟؟"

محمود:"سامع يابنى ، أظن إنى مش أطرش."

جلال بإستيعاب للموقف:"أنا آسف ياوالدى."

محمود لسيف:"ممكن أعرف ليه؟"

سيف بدأ يحكيلهم كل حاجه تخص صبرى ونهى وإنهم هما الإتنين بيحبوا بعض ومتمسكين ببعض بس الشيخ محمد رافض....

محمود:"لا حول ولا قوة إلا بالله ، بس هو برده أب."

سيف:"هل هتقبل إنك تفرض على واحده من بناتك حاجه هى مش عايزاها."

محمود:"عمرى ما أقدر أعملها يابنى وخاصة إنى واثق فى بناتى وفى إختياراتهم."

سيف:"وده إللى بحاول أوصله لحضرتك ، وبعدين الشاب بيحبها جدا ومستعد يعمل المستحيل عشانها."

محمود:"طب ماشى أنا معاك ، إفرض إننا كلمنا الشيخ محمد وصرفنا نظر ، هل ده هيخليه يوافق عليه؟"

سيف:"أكيد لا ، بس الفكره إن ده هيدى الفرصه لصبرى إنه يحاول معاه أكتر."

محمود:"إيه رأيك ياجلال يابنى؟"

جلال بحزن:"أنا ماقبلش حاجه زى دى على واحده من إخواتى ، وبعدين هو التعليم عمل إيه للناس؟؟؟ مانا أهوه متخرج من أحسن كليه زى ما الكل بيقول مالقتش شغلانه ، بس الحمدلله رزقى كان فى دكان أبويا."

سيف كان معجب بالرضا إللى فيهم...وسمير كان بيبص لسيف وعلى ردود أفعاله ، ولأول مره يحس إنه راضى عنه جدا لدرجة إن الرضا ظاهر على ملامحه....

محمود:"خلاص يابنى ، أنا هكلم والدها وهنعتذر."

سيف:"شكرا لحضرتك."

محمود:"العفو."

سيف:"قبل ما أمشى ، كنت حابب أعرض عليكم حاجه بس أنا عارف إنكم هترفضوا."

محمود بإستغراب:"إتفضل يابنى."

سيف لجلال:"أنا جايبلك وظيفه فى مجالك."

جلال بإبتسامه:"من قبل ماحضرتك تقول هى إيه ، أنا كفايه عليا دكان أبويا."

سيف:"هو فى حد يرفض شغل فى الوزاره؟"

جلال بإبتسامه:"أنا لما أحب أشتغل فى حاجه أحب أدخلها بمجهودى وبإسمى مش واسطة من حد تانى ، حتى لو المرتب 500جنيه هبقى مبسوط لإن دى حاجه أنا دخلتها بتعبى ، لكن لما أدخل وظيفه جيالى عن طريق واسطه وأقبض فيها فوق ال 10000 مش هبقى مبسوط ولا مرتاح ، فعشان كده بقول لحضرتك أنا مش موافق من قبل ماحضرتك تقول هى إيه."

سيف:"تمام ، أنا بس كنت حابب أساعد."

جلال:"كتر خيرك يابيه ، ربنا يوقفلك فى طريقك ولاد الحلال ، وعلى فكره أنا مش زعلان بسبب إللى إنت عملته فى أحمد ، كان يستاهل يلا ربنا يسامحه على إللى عمله عشان هو وغيره يحرموا يعملوا كده فى بنات الناس ، وألف مبروك على جواز حضرتك فرحنا ليكم والله."

سيف بإبتسامه:"الله يبارك فيكم ، نستأذن إحنا بقا...يلا ياعمى."

محمود:"إستنوا إتعشوا معانا."

سمير:"شكرا ياحج ربنا يباركلك ، يلا السلام عليكم."

الكل:"وعليكم السلام."

سيف وسمير خرجوا من البيت ، طول الطريق ماشيين ساكتين وسيف بيفكر كتير أوى فى العيله البسيطه دى...

سمير:"ماكنتش متوقع صح؟"

سيف بإستيعاب وهو بيبصله:"هاه؟"

سمير بإبتسامه:"أقصد كنت متوقع إنه هيوافق بالمنصب والفلوس الكتير قصاد إنه مايخطبش نهى."

سيف:"هو فاجئنى بصراحه."

سمير:"لا ماتتفاجئش مش كل الناس زى مانت متخيل ، مش كل الناس همها الفلوس ، زى مانت شايف جلال راجل بيصرف على إخواته وأبوه ، والشيخ محمد كان ليه الحق إنه يوافق عليه."

سيف:"ماشى يعنى هو موافق عليه عشان متخرج من كليه عاليه؟ ولا موافق عليه عشان وقف على رجله وقدر يصرف على أهله؟"

سمير:"العلام برده حاجه مكمله يابنى ، هو أكيد الشيخ محمد يقصد مستوى التفكير."

سيف:"صبرى عاقل وحكيم هيقدر يوصل لتفكيرها ، ده أنا بحسها مابتفهمش حاجه وهو أذكى منها بكتير ، ربنا يصبره."

سمير بضحكه مكتومه:"ويصلح حالك يابنى مع بنتى إنت كمان."

سيف بإستغراب:"حضرتك بقالك فتره بتقول إبنى ومش بتزعق معايا ، هو حضرتك خايف منى؟"

سمير:"أنا مبخافش غير من إللى خلقنى."

سيف:"أومال فى إيه؟"

سمير بتنهيده:"ماتركزش."

سيف:"هو حضرتك موافق على جوازى أنا ورقيه."

سمير:"أنا سبق وقولت إنى موافق على جوازكم ، بس ماكنتش موافق عليك إنت لبنتى."

سيف وهو رافع حاجبه:"ماكنتش؟ يعنى حضرتك هخلاص متقبلنى كزوج ليها؟"

سمير إبتسمله إبتسامه خفيفه...سيف فهم إن خلاص سمير تقبله كزوج لرقيه...

سيف:"عمى."

سمير بصله بإستفسار...

سيف:"مش هتسامح رقيه بقا؟"

سمير:"إحنا إيه إللى خلانا نجيب فى سيرة الموضوع ده."

سيف:"دى بنتك قبل ماتبقى مراتى ، وفى نفس الوقت مش حابب إنى أخلى مراتى تبقى زعلانه كده ، عايز أخلى كل حاجه حلوه فى حياتها ، تعرف ياعمى ، أنا كنت بعمل حاجات كتير أوى عشان أخلى رقيه مبسوطه وهى معايا ، بس هى كانت بتقول *مش شرط إنك تسعدنى بحاجه ماديه أهم حاجه إنك تبقى معايا لإنى بحبك أوى ياسيف* ، فأرجوك أنا حابب أشوفها مبسوطه دى بنتك ياعمى ، ماتبقاش قاسى عليها."

سمير بإبتسامه:"حاضر يابنى."

سيف:"طيب لما نرجع إتكلم معاها وخدها فى حضنك."

سمير:"حاضر يابنى."

سيف حس براحه نفسيه لإنه خلاص قرب يخلص مهمته هنا فى البلد دى....

..........................

محمد وهو بيتكلم فى التليفون:"أيوه يا حج محمود ، ماجيتوش ليه؟"

محمود:"آسف ياشيخ محمد بس إبنى جلال رافض إنه ييجى وأنا ماقدرش أجبر إبنى على حاجه هو مش عاوزها ، أعذرنى."

محمد بحزن غير ظاهر:"طيب يا حج محمود ، كل شئ قسمه ونصيب."

محمود:"أتمنى ماتزعلش منى ياشيخنا."

محمد:"لا مش زعلان ، ربنا يكتب كل إللى فيه الخير."

محمود:"اللهم آمين ، السلام عليكم."

محمد:"وعليكم السلام."

قفل المكالمه ، ودخل لنهى إللى قاعده بتعيط فى الأوضه...

محمد:"إمسحى دموعك وإفرحى ، مافيش حد هييجى يخطبك ، بس تعرفى يانهى لو صبرى ده كان آخر واحد فى الدنيا مش هوافق عليه حتى لو هتفضلى قاعده جنبى."

نهى فرحت جدا وتجاهلت كلام والدها ، محمد خرج من أوضتها وراح لأوضته...فضل قاعد على سريره وبيفكر فى حال بنته...هو شايف إن صبرى شاب خلوق ومحترم وكان عنده حق فى كل كلمه كان بيقولها على المنبر فى المسجد...

محمد لنفسه:"طب فين التعليم؟ جلال خريج إقتصاد وعلوم سياسيه ، بس صبرى ده مش معاه حتى الإبتدائيه ، أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ، كده أحسن ليها هى هيجيلها إبن الحلال قريب إن شاء الله."

..........................

كانت واقفه بتبص لباب الصيدليه بشرود مستنيه حتى تلمحه مستنياه يرخم عليها كالعاده...

إسلام:"زينب."

زينب بإستيعاب وهى بتبصله:"نعم يادكتور؟"

إسلام:"أنا ملاحظ من ساعة ماجيتى وإنتى مش مركزه ، طب إنتى تعبانه طيب؟ عشان لو كده تروحى بيتك."

زينب بإبتسامه حزينه:"لا مش تعبانه."

إسلام:"طب ممكن نركز فى شغلنا بقا؟"

زينب:"تمام يادكتور."

لمحت الباب لمحه أخيره بألم ، وكملت شغلها....

...........................

هناء بإبتسامه:"حمدالله على سلامتكم ياحبايبى."

سمير:"الله يسلمك ياحبيبتى."

سيف بإبتسامه:"الله يسلمك يا حماتى."

هناء بضيق:"قولتلك قول ماما."

سيف:"حاضر يا ماما."

سمير:"ألا هى رقيه فين؟"

هناء:"رقيه نايمه فى أوضتها وبنتها فى حضنها."

سمير:"طيب."

سيف:"روحلها."

سمير:"أفندم؟"

سيف:"بقول لحضرتك روح صحيها."

هناء:"ماتروح ياسمير هتخلى جوز بنتك يتحايل عليك."

سيف بضحكه خفيفه:"قوليله ياماما."

سمير:"خلاص ماشى هروحلها."

راح لأوضتها وفتح الباب بهدوء ... سيف وهو واقف بره عيونه جات على رقيه إللى نايمه بهدوء ومليكه فى حضنها إتمنى إن رقيه تسامحه لإن دول عيلته فلازم يجمع عيلته بأى شكل...سمير قرب من السرير بهدوء وبدأ يصحى رقيه...

سمير وهو بيملس على شعرها:"رقيه... روكا حبيبتى."

فتحت عيونها لما سمعت والدها بيصحيها...قامت وبصت فى عيونه..دموعها نزلت لما شافت نظرة الرضا فى عيونه...

رقيه:"بابا."

دخلت فى حضنه ، ضمها بشده وبدأت تبكى بقهره...

رقيه:"عشان خاطرى يابابا سامحنى أنا ماليش غيرك ، والله كان غصب عنى ، بس صدقنى إنت وماما كنتوا دايما قدامى فى كل خطوه أنا بعملها وأنا هناك."

كان بكائها بيزيد ومليكه صحيت من النوم على صوت بكائها...

سمير وهو بيطبطب عليها:"خلاص ياحبيبتى سامحتك ، إللى فات مات مش عايزين نتكلم فيه تانى."

رقيه وهى بتخرج من حضنه وبتبصله:"بجد يابابا سامحتنى؟"

سمير برضا:"سامحتك ياحبيبتى خلاص."

دخلت فى حضنه تانى...

مليكه بضيق:"جدو ، إنت ليه مش بتاخدنى فى حضنك زى مابتاخد ماما؟"

سمير بضحكه خفيفه وهو بيبصلها:"بطلى لماضه وتعالى فى حضنى إنتى كمان."

دخلت فى حضنه...

هناء وهى بتدخل الأوضه:"خدونى معاكم ماينفعش كده ده جوزى."

كلهم ضحكوا عليها....سيف كان واقف فى مكانه بيبصلهم بحب...

سمير وهو بيبعد عنهم:"رقيه حبيبتى ، حابب أتكلم معاكى فى موضوع."

رقيه:"خير يابابا؟"

سمير:"تعالى معايا أوضتى نتكلم على راحتنا."

هناء بضيق:"طب وأنا؟"

سمير قرب منها وباسها من راسها...

سمير:"إطمنتى خلاص؟"

هناء بإبتسامه:"على فكره أنا كنت بهزر."

سمير:"وأنا مابهزرش."

رقيه بحمحمه:"بابا."

سمير وهو بيبصلها:"نعم؟"

رقيه بإبتسامه:"حضرتك كنت قولت إنك محتاج تتكلم فى حاجه."

سمير بإستيعاب:"صح ، تعالى ورايا ويلا هناء روحى جهزى العشاء."

هناء:"حاضر."

مليكه:"خدينى معاكى ياتيتا."

هناء بإبتسامه:"تعالى ياحبيبتى."

خرجوا من الأوضه عيونها جات فى عيون سيف إللى بيبصلها بهيام ، بعدت عيونها عنه ودخلت أوضة والدها...

رقيه بإستفسار:"خير يابابا؟"

سمير:"طبعا يابنتى أنا ماسامحتكيش كده من نفسى."

رقيه:"مش فاهمه."

سمير:"من يوم ماجوزك كان هنا وهو بيحاول معايا عشان أسامحك لحد النهارده وإحنا راجعين."

رقيه:"يعنى سيف هو إللى خلاك تسامحنى؟"

سمير:"أيوه يابنتى ، فضل يماطل معايا كذا مره لحد مارضيت عنك ، وعايز أقولك أنا موافق عليه وعلى جوازكم ، أنا حبيته جدا زى إبنى."

رقيه بحزن:"بس أنا مش هرجعله."

سمير:"سامحيه يابنتى ، إنتى ماشوفتيش هو بيتعامل إزاى مع الناس."

رقيه:"أهم حاجه معاملته معايا أنا."

سمير:"وأنا شايف إنه بيحاول يسعدك على قد مايقدر ، عفا الله عما سلف يابنتى ، ده بيحبك وإنتى بتحبيه يابنتى."

رقيه:"بس إللى عمله معايا كان أكبر بكتير من إنى أسامحه عليه أو أنساه عشان أنا بحبه."

سمير:"يابنتى بطلى عِند."

رقيه:"الموضوع مش عِند يابابا ، الموضوع فيه كرامتى."

سمير:"ماهو قال إنه مش هيقعد فى القصر خلاص."

رقيه:"فلنفرض إنى فعلا رجعت معاه وبدأنا حياه جديده فى مكان تانى ، ياترى هفضل فاكراهاله؟ لما ييجى مثلا يلمسنى أكيد لازم أفتكر ضربه ليا ، لما أشوفه حتى أكيد هفتكر شتايمه ليا."

سمير:"إنتى خلاص أخدتى حقك ، إنتى أهنتيه وطردتيه قدام الحرس بتوعه ، وضربتيه بالقلم قدامهم كمان ، عايزه إيه تانى؟"

رقيه:"مش كفايه ، حاسه إنى لسه ما أخدتش حقى منه."

سمير:"يعمل إيه طيب عشان تاخدى حقك وترجعى معاه؟"

رقيه بتصحيح:"أنا هاخد حقى بس مش هرجع معاه."

سمير:"يابنتى أ......."

رقيه وهى بتقاطعه:"أرجوك يابابا ، بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى ، أنا خلاص واخده قرارى من زمان."

سمير بقلة حيله:"برحتك يابنتى ، بس فكرى كويس."

رقيه بإبتسامه:"أنا مش محتاجه أفكر ، بعد إذنك."

سمير:"إتفضلى."

خرجت من أوضته ولسه هتروح لأوضتها...

سيف:"رقيه ، أنا عايز أتكلم معاكى."

بصتله ووقفت قدامه....

سيف:"أنا نفسى تسامحينى على إللى أنا عملته ، إنتى عارفه إنى مكنش قصدى."

رقيه:"عارفه ، بس زى ماقولتلك ده مش مبرر على إللى إنت عملته."

سيف:"طب أعمل إيه عشان تسامحينى؟"

رقيه:"أنا ممكن أسامحك ، بس حتى لما أسامحك هفضل فاكراها."

سيف:"يارقيه أنا نفسى ترجعى لحضنى."

رقيه بحزن وهى بتبص فى عيونه:"مبقاش ينفع."

سيف بحزن:"أنا وإنتى بنحب بعض ، حاولى طيب."

رقيه:"حاولت ماقدرتش ، أرجوك ياسيف كده كفايه."

سيف:"بس أنا أقسمت بالله إنى مش همشى غير لما تبقى معايا."

رقيه:"عادى صوم 3 أيام."

قررت إنها تغير الموضوع....

رقيه بإبتسامه وهى بتبص فى عيونه:"شكرا ياسيف على إنت عملتهولى."

سيف:"مش فاهم؟"

رقيه:"شكرا إنك خليت بابا يسامحنى ، وشكرا عشان جبت مليكه إنت ماتتخيلش كانت وحشانى قد إيه ، وشكرا كمان إنك خليت ماما تكلمنى ، انت ماتتصورش فرحتى كانت عامله إزاى لما كل ده حصل."

سيف بحزن:"شوفت وعرفت بس الفرحه لسه ماكملتش."

رقيه:"مش مهم ، أنا كده كفايه عليا ، شكرا ليك مره تانيه."

كانت لسه هتمشى...

سيف وهو بيمسكها من دراعها وبيسحبها نحيته:"ليه مصممه تعذبينى؟ أنا عملت كل إللى أقدر عليه عشان أرجعك ليا ، إحنا بنحب بعض إحنا حبنا غير أى إتنين ، أنا بشر يارقيه يعنى بغلط ، أى نعم أنا مكنش ينفع أعمل كده ، بس أنا بشر ، إرحمى قلبى إللى بيتعذب ببعدك ده ، إنتى ليه بتعملى فيا كده؟ أنا ماحدش عمل ده فيا قبل كده ، كرامتى وكبريائى بيتجرحوا من معاملتك دى ، بلاش يارقيه تزودى فى العناد."

رقيه بجمود وهى بتبص فى عيونه:"حسيت بيا؟ أكيد لا ، لسه مع الأيام هتحس بوجعى وكسرتى وذلى إللى إنت عيشتنى فيهم ، بس أنا ماقبلهاش عليك فأنا بقولك من البدايه إمشى."

سيف:"طب ومليكه؟"

رقيه:"أنا بحب مليكه ونفسى تفضل معايا بس هى بنتك إنت مش بنتى أنا ، فمش هينفع تبقى معايا ، مكانها مع باباها."

سيف:"يارقيه إدينى فرصه."

رقيه:"آسفه ، خلاص مبقاش ينفع."

بعدت عنه ودخلت أوضتها....كان واقف فى مكانه حزين بسبب معاملتها معاه ده غير إنه خلاص فقد الأمل فى رجوعها عدا وقت بسيط وهو بيفكر فى حلول عشان يخليها تسامحه قرر إنه يتكلم معاها راح لأوضتها ودخل من غير مايخبط...كانت رافعه بلوزتها عشان تدهن المرهم على جنبها إتنفضت فى مكانها لما سيف دخل من غير إذن...عيونه جات على جنبها إللى فيه كدمات ، نزلت بلوزتها بسرعه...

رقيه بضيق:"إنت إزاى تدخل عليا كده؟"

سيف بعدم إستيعاب وهو بيقرب منها:"إيه ده؟"

رقيه:"إيه إيه؟"

سيف:"إرفعى بلوزتك يارقيه."

رقيه بضيق:"نعم؟"

سيف بضيق:"بقولك إرفعى بلوزتك."

رقيه:"إنت ........"

قطع كلامها سيف إللى رفع بلوزتها من غير إذنها...عيونه جات على الكدمه الكبيره إللى فى جنبها ووقتها إفتكر كلام نهى لما قالت "بتاخد مرهم بيخليها تصرخ وكل ده عشان الكدمات إللى حصلتلها فى جنبها لما إنت خبطتها فى التسريحه" ، إفتكر لما زقها بعيد عنه وصرخت بألم لما إتخبطت فى التسريحه وهو كمل ضرب فيها ومكنش يهمه صريخها وإستنجادها بيه...فاق على صوتها...

رقيه بضيق مكتوم وهى بتنزل بلوزتها:"إطلع بره."

سيف بعدم إستيعاب:"أنا عملت ده؟"

رقيه بعصبيه وهى بتقوم من على السرير:"بقولك إطلع بره."

سيف بتحذير:"ماتعليش صوتك."

رقيه:"لا والله؟ هتعمل إيه لو عليت صوتى؟ هتضربنى تانى؟ هتشتمنى شتايم زباله تانى؟ قول هتعمل إيه؟"

سيف وهو بيحاول يتحكم فى أعصابه:"رقيه ، أنا بسأل سؤال دلوقتى وعايز أعرف إجابته ، أنا إللى عملتلك الكدمه دى صح؟"

رقيه:"نبيه ماشاء الله."

سيف:"رقيه أنا مش بهزر."

رقيه:"وأنا كمان مش بهزر ، أيوه ياسيف إنت إللى عملت فيا كده ، شايف شعرى ، عايزاك تركز فيه أوى ، شايف الفراغات دى؟ *دموعها بدأت تنزل من عيونها وهى بتوريله الفراغات إللى فى فروة راسها إللى كانت مخبياها بتسريحه معينه* إيه رأيك فى التحفه الفنيه إللى إنت عملتها فيا؟ حلوه صح؟ عجبتك؟ أيوه ياسيف إنت إللى عملت فيا كل ده ، شايف *بتشاور على الجرح الصغير إللى جنب شفايفها إلى قرب يروح* إنت إللى عملت فيا ده ، كان نفسى أوريلك علامات إيدك إللى كانت على خدى يومها بس للأسف خذلونى وراحوا بسرعه ، أدى إجابة سؤالك أيوه ياسيف إنت إللى عملت فيا كل ده *بدأت تعيط بقهره* إتفضل إطلع بره أوضتى."

مكنش مستوعب إللى هى بتقوله "معقوله أنا عملت كل ده؟!!!"

رقيه:"واقف ليه ، إطلع بره."

قعدت على سريرها وبتحاول تكتم شهقاتها....سيف قرب منها ونزل على الأرض قدامها....

سيف وهو بيبص فى عيونها إللى كلها دموع:"سيبينى أصلح."

رقيه:"حتى لو صلحت مش هرجعلك."

سيف:"موافق بس سيبينى أصلح."

أخد المرهم من جنبها على السرير..رفع بلوزتها بهدوء وهى كانت محرجه جدا من الموقف ده...حس بإرتعاشها أول أما لمس مكان الكدمه...

رقيه:"ياسيف أ......."

سيف وهو بيقاطعها:"أنا هدهنلك المرهم."

أول أما حط جزء من المرهم على مكان الكدمه ، صرخت ومسكت فى كتفه جامد...

رقيه بدموع وهو بتبص فى عيونه:"بيحرقنى ياسيف ، لا خلاص ماتحطش حاجه ، أنا مش عايزه أدهنه."

سيف:"لازم تستحملى عشان تخفى."

رقيه برجاء:"عشان خاطرى لا مش عايزه ، بلاش تدهنه."

سيف وهو بيهديها:"إهدى يارقيه ، إهدى ياحبيبتى إستحملى كام يوم وكل حاجه هتكون كويسه ، أنا إللى هدهنهولك كل مره على الأقل أصلح حاجه من إللى أنا عملتها فيكى."

لما حس بهدوئها عرف إنها وافقت على كده...بدأ يدهن المرهم بهدوء وهى ماسكه فيه جامد عشان ماتصرخش...مكانتش حاسه بيه وهو دموعه بتنزل فى صمت عليها لإن كل إللى حصلها ده بسببه .. هو إللى عمل فيها كده ، كره نفسه كتير وإدالها عذرها فى إنها ماتوافقش ترجعله..بس هو مصمم من جواه إنه يصلح كل حاجه ولازم هى ترجع معاه....بمرور الوقت...

سيف:"تعالى يلا عشان نتعشى."

رقيه بحزن وهى مش بتبصله:"أنا مش هاكل أنا بس محتاجه أنام."

سيف:"رقيه."

بصتله بعيونها إللى كلها دموع...

سيف بحزن وهو بيمسح دموعها:"أنا آسف ، وعارف إنى مهما إعتذرت ومهما قولت مش هتسامحينى ، لإن ده حقك بس أنا هعمل المستحيل عشان تسامحينى."

بعدت عيونها عنه وماتكلمتش وفى نفس الوقت مبسوطه من جواها إنه مستعد يعمل المستحيل عشانها بس رجعت إفتكرت كل إللى عمله...باس راسها وقام وخرج من الأوضه....ولسه هيدخل المطبخ لقى الباب بيخبط راح وفتح الباب...

سيف بتنهيده:"وأنا بقول أنا نسيت إيه ، إزيك ياصبرى؟"

صبرى:"أنا كويس الحمدلله يابيه ، هو حضرتك إتصرفت؟"

سيف:"أه إتصرفت ، خلاص الشاب مراحش لنهى وكل حاجه تمام ، دلوقتى فرصتك فى إنك تقنع والدها لسه موجوده."

صبرى بفرحه:"بجد يابيه؟"

سيف:"أكيد."

صبرى:"شكرا لحضرتك أوى ، تصبح على خير."

سيف:"وإنت من أهله."

مرت الأيام وصبرى بيحاول يتكلم مع الشيخ محمد بعد نهاية كل صلاه فى المسجد لكنه كان بيتجاهله على قد مايقدر ، كان بيمشى وراه فى البلد عشان يقنعه بيه ويحايله ، وفى نفس الوقت محمد كان بيحاول يسمع كلام عقله لإنه خلاص قرب إنه يقتنع بصبرى بس بيحاول يجيب عيب فيه بأى شكل ، لكن مافيش عيب فى صبرى غير إنه مش متعلم التعليم إللى كلنا إتعلمناه...سيف كان كل يوم بيدهن لرقيه المرهم فى مواعيده المحدده ، ودى كانت الحاجه الوحيده إللى بيتعاملوا فيها مع بعض لإن رقيه بتحاول ماتتعاملش معاه نهائى وبتتجاهله لما بييجى يتكلم معاها ، خايفه تضعف ويجرح فيها من تانى ، خايفه تعيش كل ده تانى ، سيف كان بيتمنى إنها حتى تكلمه عشان يطمن إنها ترجعله بس تجاهلها ليه كان بيثبت إنه خسرها نهائى ،،، مليكه زاد حبها وتعلقها لسمير وهناء وهما كمان إتعلقوا بيها وبيتعاملوا معاها زى مابيتعاملوا مع رقيه بالظبط مكنش في فرق ... نهال إتطمنت لمروان ومابقتش بتخاف منه زى الأول ، ومع الأيام باقت بتلاحظ فيه حاجات هى مكانتش شايفاها بررت الموضوع ده بإنها ماينفعش تسمع من حد غير لما تعرف الشخص نفسه ده عامل إزاى....مروان كان كل يوم بيفكر فى زينب إللى شاغله عقله وقلبه وبيحاول إنه مايروحلهاش عشان عارف إنها هترفضه ، نفسه يشوفها أو يلمحها حتى بس إنشغل وفتح شركته وبدأ حياته العمليه بمساعدة سيف وإستشاراته ورجع إسم والده فى السوق من تانى...زينب كانت كل يوم بتبص لباب شقتها ومستنيه مروان ييجى ، ونفس الموضوع فى الصيدليه بتحاول تدور عليه بعيونها أو تلمحه حتى بس مش بيجيلها فقدت الأمل نهائيا بس غصب عنها بتستناه....فاقت من شرودها على صوته...

إسلام:"زينب."

زينب وهى بتبصله:"أفندم يادكتور؟"

إسلام بإبتسامه:"ممكن أتكلم معاكى شويه؟"

زينب:"إتفضل يادكتور."

إسلام وهو بياخد نفس عميق:"أنا بقالى فتره بحاول أتكلم فى الموضوع ده ومش عارف أفاتحك فيه إزاى."

زينب:"مش فاهمه ، حضرتك تقصد إيه؟"

إسلام بإبتسامه:"زينب ، أنا حابب أتقدملك.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close