رواية فوق خضوع الحب الفصل الرابع 4 بقلم اغاني الشتاء
•• مــن بـكـــره/ يوم الأربعاء ••
صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...
وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني
تركتها وداد...و هي تتأكد للمره الألف إن كلام مها عن رحيل كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جلست عندهم...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...
الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك
دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...
رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم
الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!
و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...
رجوى بغرور= هيا أبدأوا
كملت الأستاذه شرحها...و بعد خمس دقايق طقت بنت الباب...
البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى
رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد
الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه
طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...
د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك
طلعت معها أم فايز...
أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الصدمه و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)
قامت...و راحت تغسل...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...
••
••
••
في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحت وداد و أبوها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...
لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...
أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ وداد قالت لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله
ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...هي ما جالست عندهم إلا عشان تقهر مها...و عشان تروح بدري لجدتها...
أما إهتمامهم المزيف...و فرحتهم المصطنعه بجلستها عندهم...ما راح تهمها بشي...
••
••
••
في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...
سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع وداد قالت لها شي؟
سعود= ما أتوقع..وداد أصلا ما جلست معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟
حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت بوجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجلس...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...
سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...و سمع طق على بابه...
د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232
انصدم...و تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...
د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه
طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)
تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)
طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...
هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...
مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...
سعود ببرود= صباح الخير
طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...
سعود بعصبيه= يله تحركي
طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...
سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه
كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظات هي اللي شفعت له عندها...
لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...
سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هي مرتاحه..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي انقلب وجهها يوم عرفت اني بأجلس عندها و ترجت مها تجلس معنا عشان تساعدها تتحملني..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..
سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..
كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...
شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...
شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...
بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...
••
••
••
دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...
ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...
دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...
دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)
نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...
وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...كلها خوف...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...
بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...
لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...
بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...
لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...
تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...
صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...
كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...
لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...
و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...
الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم
ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...
تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...
تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معها...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...
مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...
أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا
كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...
سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...
لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...
وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...
كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله
نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...
لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...
رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و كل جسمها يرتجف...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموووع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
و صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...و دموعها تنزل بقهر...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...
قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...
فتحت عيونها بسرعه و جلست و هي تتنفس بصوت مسموع...مسحت دموعها...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...و قامت تتمشى في الغرفه...و سمعت صوت جدتها من الصاله...
الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟
ركضت لها و ابتسمت براحه و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...
ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...
رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك
تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...
راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...
أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه
جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...ا� �حاقده...
في الممر قابل الدكتوره ريهام...اللي راحت معه لغرفتها...
د:بسام= دام عمها مو راضي وش خلاك تصرين علي إني أشوفها؟
د:ريهام= بصراحه صعبت عليا..البنت زي الأمر و باين عليها حساسه و ناعمه أوي..و كمان يتيمه و عايشه عند عمها..و بصراحه مش بعيد يكون هوا اللي قابلها الانهيار الراقل نفسيتو زي الزفت....مع إن مراة عمها ست حنينه أوي
ابتسم الدكتور بسام...وهو يسمع أوصافها من الدكتوره ريهام...حس إن احساسه فيها أمس كان صح...
د:ريهام= اهيه مراة عمها..يا رب تكون صحيت....أهلن يا أمو فايز..حياة صحيت؟
أم فايز بتوتر= ايه..الممرضه معها
د:ريهام= اتفضل يا دكتور بسام
دخل الدكتور بسام...و إسمها للحين يتردد في باله...و لأول مره يحس بإرتباك وهو يدخل عند مريضه...
••
••
••
في هالوقت...كانت أم فايز متوتره...
أم فايز= ليه ما قلتي لي يا دكتوره إنه رجل؟
د:ريهام= و تفرأ في إيه؟
أم فايز= حياة ما تحب الرجال..و أكيد ماراح تتكلم معه
د:ريهام= بس ده دكتور
أم فايز= ولو دامه رجل أكيد بترفض
••
••
••
قالت الممرضه لحياة إن الدكتور بيشوفها...و هي استغربت...لأن دكتورتها ريهام...و مرة عمها ما جتها الجرأه تقول لها عن الدكتور النفسي...
لفت طرحتها على وجهها و رفعت طرفها بينها و بينه...مرة عمها طلعت و لا عندها أحد يجيب لها نقابها من الدولاب...
دخل بسام بتردد...كان واثق من نفسه كدكتور...لكن إحساس في قلبه كان محسسه بالتوتر ناحيتها...
د:بسام= السلام عليكم
حياة ببرود= و عليكم السلام
أول ما وصل له صوتها الناعم...حس إن لوحة حسنها اكتملت...
ابتسم وهو يشوفها رافعه طرف طرحتها و مغطيه وجهها عنه...و ما تدري إن الشمس اللي قبالها في الشباك المفتوح...بينت له كل ملامح وجهها حتى من ورا طرحتها...
حس إنه يخونها وهو يطالع ملامحها المعقوده من الضيق اللي ما يعرف سببه...مع كذا ما تحرك من مكانه...و لا نزل عيونه اللي مركزه على ملامحها...
حياة بضيق= أنا مريضة الدكتوره ريهام..و اعتقد قالت ما فيني شي و اليوم بأطلع..ممكن أعرف أنت ليش جاي؟
تفاجأ بسام...تخيلها على أوصافها...و صوتها...بتكون ناعمه و خجوله...و صدمته القوه و الجرأه اللي ملت صوتها الساحر...
د:بسام= أنا الدكتور بسام..و حاب اتكلم معك شوي
حياة بغيض= نعم! عن ايش إن شاء الله؟
د:بسام= عن سبب الانهيار العصبي اللي صابك؟
حياة بقهر= و ممكن أعرف بأي صفه تبي تعرف؟
د:بسام= أنا دكتور نفسي
شاف يدها اللي ماسكه طرحتها...كيف شدت قبضتها بقوه...
حياة بعصبيه= و أنا مو مجنونه..و لا أحتاج لخدماتك
د:بسام بهدؤ= أنا ما قلت إنك مجنونه..أنا قلت بس نبي نتكلم و نعرف وش اللي سبب لك الانهيار..عشان نحاول نبعد عنك الأسباب اللي ممكن تكرر هالشي
حياة بغيض= و أنا مابي اتكلم..اللي فيني أعرفه..و أعرف كيف اتعالج منه..ولو كانت صحتي بتجي من واحد مثلك أنا أبي المرض احسن...و اللحين لو سمحت..أو حتى ما سمحت اطلع برااا
د:بسام منصدم= واحد مثلي! أقدر اعرف وش شفتي مني يخليك تقولين هالكلام؟
حياة تتأفف بقهر= قلت لك مابي اتكلم معك..و لا أبيك في غرفتي..(تصرخ)عمتي...عمتي...
د:بسام= خلاص خلاص أنا طالع..و مشكوره على الغلط
تركها...وهو يطلع شاف عمتها تدخل عندها...مشى بعصبيه و حس بالدكتوره ريهام تلحقه...
د:ريهام= دكتور بسام أنا آسفه..أنا افتكرت إن مرات عمها آلت لها
د:بسام يوقف و يتنهد= حصل خير يا دكتوره ريهام..بس إذا كانت المريضه و ولي أمرها مو مقتنعين بالعلاج النفسي أنا ما أقدر اسوي لها شي
د:ريهام= بس تعرف يمكن ما تكونشي عصبت عشان موضوع النفسي..أصل مرات عمها بتأول إنها ما بتحبش الرقاله و تتعصب منهم
سكت بسام...وهو يتذكر يوم تقول له واحد مثلك...(يعني كان قصدها عشاني رجل؟!)
د:بسام= ما تدرين ليه؟
د:ريهام= لا مرات عمها ما آلتشي غير كدا و .....
سمعت الدكتوره ريهام نداء بإسمها...و استأذنت منه و راحت...
وهو راح لمكتبه...و وقف عند الشباك للحظات يطالع غرفتها بشرود...
راح و جلس على مكتبه...و أخذ قلم الرصاص و بدون ما يحس...فتح الدفتر اللي على مكتبه و صار يرسم ملامحها اللي ثبتت في باله...وهو يفكر بصوتها اللي رغم كل الغضب...كان كله نعومه و أنوثه...ضحك وهو ما يعرف هي كانت تهزأه أو تغني له...
طالع الرسمه اللي كانت قريبه من ملامحها...وهو مبتسم...(حياة!! وش اللي يخليك تكرهين الرجال؟ وش اللي آذى احساسك؟)
حس إن حالتها شدته...بس للأسف...ماراح يقدر يعرف عنها أكثر...
••
••
••
جلست أم فايز على الكرسي ساكته...تنتظر حياة تهدأ شوي عشان تقدر تكلمها...لكن بعد ما هدت حياة تكلمت من نفسها...
حياة بقهر= أنا مو مجنونه!
أم فايز بإعتذار= والله يا بنتي أدري..بس الدكتوره قالت إن هالشي لمصلحتك..و أنا مابي أرد عنك أي شي ينفعك..قلت اخليه يشوفك و أنتي بنفسك تقررين تتكلمين أو لا..بس والله ما عرفت إنه دكتور..على بالي دكتوره
حياة بعد صمت= عمتي ممكن أطلب منك طلب
أم فايز= اطلبي كم حياة عندنا؟
حياة= أبي اطلع اللحين..و قولي لعمي يوديني لبيت جدتي على طول..أبي ارتاح هناك
أم فايز= خلاص ادق عليه و أطلبه...بس ما أخذتي لك ملابس
حياة= هناك عندي
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
جلست رجوى مع صديقاتها وقت الفسحه...تحت الدرج...مكانهم المعتاد...
رجوى= يله جيبوا لنا فطور بمناسبة سلامة ظهري
تهاني= أمس محتفلين بهالمناسبه ما يكفي
رجوى= لا أمس كانت بمناسبة رجعتي لكم سالمه..اليوم عشان ظهري خلاص ماصار يوجعني
رنا= نفس المناسبه
رجوى= ايه بس هاذي فرع من ذيك
تهاني= أخاف تتفرع لها فروع كثيره لين تصر اخطبوط
رجوى= ليش لا..و رجعتي لكم شويه..احمدوا ربكم على شوفتي بس
سلمى= وش عليه؟
رجوى= خليتكم مشهورين في المدرسه..صديقات السراقه راحوا صديقات السراقه رجعوا..و إذا بغيتوا تشترون فطور بهالزحمه كل البنات بعدوا لكم خايفين تسرقون منهم
تهاني تضحك= لا والله عندنا مميزات خطيره
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت حياة مع عمها...و مرة عمها في السياره...سندت راسها بتعب على الشباك...و غمضت عيونها و هي تسمع صوت عمها يتكلم في جواله...يضحك و يمزح مع اللي يكلمه...بطريقه عمرها ما شافته يكلم فيها بناته...بناته...اللي هم أحق بهالمعامله من غيرهم...
طرى على بالها الدكتور اللي شافته الصبح...(والله الثقه بالنفس! جاي بكل غرور-تقلد صوته الرسمي-أنا دكتور نفسي خلينا نتكلم عن حالتك...و أنت وش دخلك أصلا؟ مصدق نفسه دكتور..لو كان فيه خير يروح يعالج بني جنسه..يمكن يقدر يزرع فيهم ضمير و قلب..مع إني أشك في هالشي)
وصلت لبيت جدتها...و سلمت على مرة عمها و نزلت...
دخلت للبيت...لكن قبل تدخل لداخل جلست في الحوش...و طلعت مرايتها تتأمل وجهها الشاحب...ماتبي جدتها تحس بتعبها...
حطت مكياج خفيف يخفي شحوبها...و كحل..و قلوس...و اختفى التعب عنها شوي...
تذكرت لينا...و دقت عليها...و طمنتها...و اللي ريحها إنها ما فتحت معها ذاك الموضوع ابدا...و تعرف إنها ماراح تفتحه أبدا...و تكرر لها اللي صار فيها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد أذان العصر...دخلت شهد و شافت رجوى و هي تحط ثيابها في الكيس...
شهد= بتروحين اللحين؟
رجوى= إيه
شهد= انتظري لين تخف الشمس شوي
رجوى= لا أبي أوصل قبل المغرب
شهد تضحك= ما ظنيت الليل يخوفك!
رجوى= أنا عادي عندي لو أمشي نص الليل..بس أمي تقول امشي قبل المغرب..(تضحك) يعني عندها الأضرار الطبيعيه و لا الأضرار البشريه
قمر تدخل= يله رجوى أمي دخلت تروش حنين روحي قبل تطلع تنشب فيك
شهد= الله يعيننا على صفارة الإنذار اللي بتشغلها طول الليل لين ينومها كف من أبوي
رجوى تضحك= خليها تقوى بهالكفوف مثلنا..ترى أثبتت الدراسه الرجويه إن هالكفوف لها مفعول حليب الأم
ضحكوا شهد و قمر و هم ينزلون معها الدرج...
رجوى تتنهد= أووه بس متى اتزوج أبوسعد و يريحني من هالمشوار؟
قمر= عاد من زين السياره! الظاهر إنك بتدفينها نص الطريق
رجوى= لا ناخذ أم سعد تدف
قمر= بتموت بنص الطريق
رجوى بخبث= خلاص نرفع عليكم الإيجار و نقسط لنا سيارة....بعدين سيده أناقه وش عندك كل ما جبنا سيرة أبوسعد سكتي و سرحتي لا يكون حاطه عينك عليه!
شهد تبتسم= لا اشبعي فيه أنا لي فتى أحلام و ماراح أرضى غير فيه
رجوى بتريقه= أها بدت آثار المراهقه..أنا شاكه من يوم بديتي تنظفين! و تتكشخين
شهد= يله روحي قبل تتأخرين و سلمي على جدتك و بنات خالتك ملكة الجمال و عارضة الأزياء
رجوى بوقفه إستعراضيه= و أنا؟
شهد= البودي قارد حقهم
مسكتها رجوى مع شعرها القصير...و جلست تلعب فيه لين وقفته و حاسته...و جلست هي و قمر يضحكون عليها...
رجوى= يله دوري مكنستك و طيري
شهد ترتب شعرها= حماااااره
طلعت عنهم بسرعه...قبل ترد لها شهد اللي سوته فيها...مع إنها متأكده إنها ماراح تقواها...إن كان مشعل نفسه ما يقدر يقواها...(صدق إن كثر الضرب يقوي و يعطي مناعه)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
جلست وفاء عند أمها اللي كانت سرحانه و ما حست فيها...
وفاء= يمه وش تفكرين فيه؟
أم فايز= بحياة
وفاء بقلق= وش فيها؟ مو تقولون صارت بخير؟
قالت لها أم فايز عن اللي قالته لها الدكتوره...و عن زيارة الدكتور لها...و عصبية حياة...
وفاء= يمه..رجل و تبين حياة تتكلم معه عن نفسها و اللي مضايقها؟!
أم فايز= ما توقعتها لهالدرجه متعقده..الله يسامح أبوها على اللي سواه فيها
تركتها أم فايز...و وفاء رجعت تفكر بكلام الدكتوره...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت حياة و رحيل جالسين مع جدتهم في الصاله...و سمعوا صوت الباب ينفتح...لحظات و دخلت عندهم رجوى...و كالعاده تعدتهم...و هي تشيل غطاها و تلهث...و راحت تتمدد قدام المكيف...
رجوى= واااو حر..حر....بأموت..لا لا خلاص مت
حياة تضحك= الله يرحمك
رجوى= البقى براسكم..الله يرحمني و الله كنت بنت جاحده و ما استحي و قليلة خير
حياة= رحم الله امرء عرف قدر نفسه
قامت رحيل للمطبخ و جابت لها كاس مويه...و عطته له...
رجوى تاخذه بفرح= يا مال الثانكيو
شربته مره وحده...و بعدها قامت تسلم على جدتها و على البنات...و جلست جنبهم...و عيونها على حياة...
أم ساره= وش اخبارهم اخوانك؟
رجوى= ابشركم على قيد الحياة..كثر الله خيرها للحين متحملتنا..(تاتفت لحياة) وش تسوي بيتهوفن؟
حياة بإستغراب= وش دخل بيتهوفن؟
رجوى= ليه هو مو فنان؟
حياة تضحك= إلا فنان..حتى يقولون بيدرسنا الترم الثاني
رجوى= ليه هو ما مات؟
أم ساره تقاطعهم= حياة قومي يمه سوي لنا قهوه أم حامد بتجي عندي تبي تشوفكم
حياة تقوم= إن شاء الله يمه
دخلت للمطبخ...و بعد لحظات دخلت عندها رحيل...و جلست معها...تساعدها و يسولفون...
رجوى تدخل و تأشر بالفلوس اللي معها= جدتي عطتني قرنقش بأروح أجيب شوكليت
حياة= لا تروحين لحالك روحي معها رحيل
رحيل= مابي
حياة= خلاص أنا أروح معك
رجوى= ليه يعني؟
حياة= يعني مو عارفه يدينك السحريه وش تسوي؟
سكتت رجوى و راحت...و طلعت وراها حياة...لبسوا عباياتهم و طلعوا...
مشوا في الحاره القديمه اللي ما تغيرت من سنين...مع إن بعض البيوت ترممت بشكل جديد...لكن أغلبها كانت على حالها...وصلوا للبقاله اللي من سنين ما تغيرت و دخلوا...
حياة= رجيو أنتي خليك هنا أنا أروح اشتري..خليك تحت مراقبة الهندي عشان ما تمدين يديك
رجوى= إن شاء الله عمتي..ما تبين اتكتف بعد
حياة= يكون أحسن
تكتفت رجوى...و حياة راحت عنها و هي تضحك...و أخذت اللي تبي و رجعت لها...حاسبت و طلعوا...
حياة تضحك= تلقين يدينك حكتك؟
رجوى= ايه جيبي لي كريم عن الحساسيه
حياة= خليني أرمم أخلاقك مثل ما رمموا هالبيوت
رجوى= صح معك حق الواحد لازم ينتبه لنفسه قبل ينحرف
رجعوا للبيت...و دخلوا للمطبخ عند رحيل...
رحيل= وش جبيتي؟
حياة= تطلع اللي في الكيس..هذا و هذا و هذا
رجوى بفخر...تطلع الحلاو و العلك اللي ملت فيه أكمامها...و تطالع حياة بتحدي...
رجوى= و أنا جبت هذا
حياة تطير عيونها= وجع! كيف لطشتيهن قدامه
رجوى= تحسبين الرسم بس هو اللي فن..حتى السرقه فن
رحيل بعتب= رجوى حرام عليك
رجوى= أنا ما كان عندي نيه أسرق بس هي اللي تحدتني..مين يبي حلاوه؟
حياة= خليها لك
و بعد دقايق جهزوا القهوه و الشاي و طلعوا للصاله...
كانت أم حامد تمسح دموعها...و انتبهت لنفسها و البنات يتقدمون منها...سلمت عليهم...و جلسوا ينقلون نظراتهم...بين عيونها الدامعه...و بين نظرات جدتهم اللي مع ثباتها كان فيها طيف حزن غريب...
رجوى= وش فيكم؟
أم حامد بحزن= أبوحامد جاه إنتداب لجده
حياة تشهق= بتروحين؟!
أم حامد= غصب عني
رحيل= إلى متى؟
أم حامد= سنتين
سكتوا البنات...و شافت نفس الحزن اللي بعيون جدتهم...ينرسم بعيونهم...صارت تتكلم و تحاول تخفف الحزن اللي غطى على الجلسه...لكنها كانت أكثر منهم زعلانه على فراقهم...و خايفه عليهم...و على جدتهم اللي بتتركها لحالها...
تركتهم حياة...و راحت للغرفه...لحظات و شافت رحيل تدخل عندها...
رحيل= وش بنسوي؟
حياة تتنهد بحزن= مادري؟
رحيل= أم حامد بتروح بعد أسبوع..و جدتي بتكون لحالها..ما فيه أحد يدير باله عليها..ولو تحتاج لشي.....
سرحت حياة تفكر بكلام رحيل...حزنها على فراق أم حامد اللي كانت مثل خالتهم...خلاها تنسى إن جدتها اللحين بتكون لحالها...
صح جدتهم للحين بقوتها...لكن لو تحتاج لشي...أو تتعب...مين بتروح له...
أم حامد كانت مو جاره...كانت أخت لجدتهم...كل يوم تمر عليها و تتطمن...كل ما راحت للسوق شرت لجدتهم قبل تشري لنفسها...حتى أغراض البيت كان أبوحامد هو اللي يجيبهم لها...و تليفونها اللي رقمه مخزن عند جدتها كانت تقول دائما إنها تحطه عند راسها حتى و هي نايمه عشان أي وقت تحتاجها...تجي عندها بسرعه...هي الوحيده غيرهم اللي معها مفتاح للبيت...
رحيل= حياااة وين رحتي؟
حياة تتنهد= صح كلامك..حتى لو كانت جدتي تهتم بنفسها و الجيران ما يقصرون بس ماراح أكون مرتاحه و متطمنه مثل يوم كانت أم حامد هنا
رحيل= و الحل؟
حياة= و الله ما أدري؟ صعبه وحده مننا تجلس عندها ماراح يرضون..و لا هي بترضى تعيش عند أحد منهم
رحيل في خاطرها...(أنا اللي المفروض أعيش هنا..معها..و لازم هالشي يصير)
••
••
••
بعد العشاء...نامت جدتهم و هم جلسوا في الصاله...عند التلفزيون اللي و لا وحده كانت تتابع اللي فيه...رحيل سرحانه و عيونها تطالع بالفراغ...و تفكر بقرارها اللي اتخذته...و حياة تكمل رسمتها و أفكارها آخذتها لبعيد و نست اللي حواليها...
طلعت رجوى من المطبخ...و معها شابوره و كوب شاي...
رحيل تنتبه لها= توك متعشيه!
رجوى= جعت..و ما أعرف أسهر بدون ما آكل..تبين؟
رحيل= لا
رجوى تجلس بجنب حياة بقوه على رجلها= وش ترسمييين؟
حياة تبعد عنها= هيه الشاي بعديه تدرين ما أحب ريحته
رجوى تقربه منها= أوووو
حياة بغيض= رجيــــو!!
رجوى= خلاااص بعدناه...حياة ارسميني
حياة= والله أخاف ينكسر القلم
رجوى و هي تغط الشابوره في الشاي= حرام عليكم والله إني حولوا..صح رحيل؟
رحيل= حلوه أو شينه وش بيتغير؟
رجوى تفكر= صح وش بيفرق؟ ما أظن أبوسعد تهمه هالشكليات
حياة تنرفزت= و أنتي فرحانه بهالأبوسعد..الظاهر بتروحين تخطبينه بنفسك!
رجوى= وش أسوي اعود نفسي عليه هههه
حياة= ارفضي و بس
رجوى= لو بأقول لأبوي لا..كان شفتيني قلتها من زمان
حياة= هذا أبو عاد؟
رجوى= تصدقين ما اتخيل أبوي إلا كذا..احس الأبو الطيب و اللي يحب عياله و يربيهم هذا بس بأفلام كرتون
حياة تضحك= حسبي الله عليك
رجوى= وش أخبار وفاء و ولاء؟
حياة= بخير
رجوى= يا حليلهم حبيتهم..والله وناسه يوم يجونا في العيد منذو مبطي
حياة= اعجبتك ولاء عشانها خبله مثلك
رجوى= والله كلهم حبيتهم جدا جدا..حتى رحيل حبتهم
رحيل بعناد= ما حبيت أحد
رجوى= نصابه ارتحتي لهم على الأقل..رحيل ترى إذا حبيتي أحد ما يأخذ من عمرك لا تخافين
رحيل= أنا بأروح أنام عشان إذا صحت أمي اصحى معها..تصبحون على خير
رجوى+حياة= تلاقين خير
راحت رحيل للغرفه و هي مبتسمه على كلام رجوى...و تتذكر وفاء و ولاء و أم فايز...صح هي ما كرهتهم...لأنهم يحبون حياة...بس بعد ما قدرت ترتاح معهم و تتكلم عادي مثل رجوى...و كأن هالجفاء صار عاده فيها مع كل الناس...