اخر الروايات

رواية وتغيرت الفصل الرابع 4 بقلم عهد ايمن

رواية وتغيرت الفصل الرابع 4 بقلم عهد ايمن 


الفصل الرابع رواية "وتغيرت" للكاتبة / عهد أيمن ❤️
المكتبة كانت هادية... صوت تقليب الورق ونقرات خفيفة على الكيبورد هما بس اللي بيكسروا الصمت. الساعة كانت 10 وربع... وضي موجودة من عشرة إلا عشرة. قاعدة على الطاولة اللي ورا العمود الكبير في الركن الشمال، قدامها دفتر، لابتوب، وأقلام ملونة مرتّبة بعناية.
نزلت عينيها على الساعة مرة تانية... اتنهدت.
في اللحظة دي دخل أسد. هدومه شيك كالعادة، بس مفيهوش اهتمام زايد، كأنه جاى بالصدفة.
شعره مسرّح نص تسريحة، ووشه فيه شوية نوم، بس نظرته... ساطعة.
شافها من أول خطوة، وابتسم.
"قلت أديكي فرصة تجهزي... ماحبتش أضغط."
قالها وهو بيقعد على الكرسي اللي قدامها، ونظره مباشر لعينيها.
ضي رفعت نظرها بهدوء، وقلبت صفحة في الدفتر:
"الفرصة اللي بتديها لنفسك، مش ليا."
اتسعت ابتسامته، بس كان فيها ضيق:
"واضح إنك ناوية تحولي كل جملة لتحدي."
ردّت وهي مركزة في الكتاب:
"أنا ناوية أخلص الشغل... إنت اللي بتاخد كل حاجة على إنها معركة."
سكت لحظة، وبص لها وهي بتكتب. خطها منظم، واضح، ويديها بتتحرك بثقة. مفيش توتر... مفيش تصنّع.
"عرفتي منين نبدأ؟"
قالها أخيرًا وهو بيخرج لابتوبه.
"قرأت الموضوع اللي الدكتور اختاره، قسمت المحاور، واخترت جزء نشتغل عليه سوا كبداية... وبعد كده نقسم الباقي."
قالتها من غير ما ترفع عينيها.
أسد سكت شوية، وبعدين قال بصوت أقل حدة:
"أنتي دايمًا كده؟ منظمة، وهادية، ومفيش مجال للهزار؟"
ضي رفعت نظرها، وبصت له لحظة كأنها بتوزن سؤاله، وبعدين قالت:
"أنا مش ضد الهزار... بس مش لما يكون على حساب الشغل، أو الاحترام."
أسد بص لها بثبات، وبعدين رجع نظره للشاشة.
"غريبة... أنا مش متعود أتعامل مع ناس زيك."
"وأنا مش متعودة أشتغل مع ناس مش عايزين يتعاملوا... بس بنحاول نتأقلم، مش كده؟"
ضحك بخفة، وقال:
"اللي زيي مش بيتأقلم بسهولة."
ضي ابتسمت لأول مرة، بس ابتسامة خفيفة:
"ويمكن ده سبب مشاكلك."
سكت. كانت جملة صغيرة، بس لمست حاجة جواه.
هو اللي دايمًا بيتكلم، بيثبت، يهاجم... فجأة بقى قدام بنت بتقول جملة واحدة، تخترق غروره.
مرّت ساعة وهم بيشتغلوا. اتكلموا شوية، اتناقشوا، اتخانقوا في نقطة علمية، لكن مفيش أي كلمة خارجة عن الموضوع... رغم إن التوتر بينهم كان كفيل يولّع المكان.
في لحظة معينة، ضي رفعت عينيها من الورق، وبصت له، وسألته:
"أسد... إنت دايمًا شايف نفسك أعلى من الناس؟ ولا بس بتدّعي؟"
بصّ لها، عينه اتسعت، كأنه مش مصدق السؤال.
"أنا... مش شايفني أعلى... أنا بس عارف قيمتي."
"مفيش مانع تعرف قيمتك، بس لو معرفتش قيمة اللي حواليك... هتفضل وحيد حتى وانت وسط الناس."
اتجمّد للحظة. الكلمة الأخيرة... وحيد... كانت زي سهم.
ضحكت ضي، وقالت وهي بتقفل اللابتوب:
"الجزء اللي اتفقنا عليه خلصناه النهارده... كمل الباقي، وإبعته لي قبل يوم الاتنين."
وقفت تمشي، وسابته قاعد قدام اللابتوب، ووشه لأول مرة من غير الغرور المعتاد.
هو نفسه ما فهمش...
هي ازاي شايفاه من جواه؟
وازاي كلمتها البسيطة... وجّعته؟
لكنه حس بشيء لأول مرة من سنين:
حد دخل جوّه غروره، وقال له “أنا شايفك”


الخامس من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close