رواية اريدك في الحلال الفصل السابع والاربعون 47 بقلم ايمان سالم
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
قاعة جميلة ..
من الواضح انه احتفال بعيد ميلاد شخصا ما
وقفت فريدة على مدخل القاعة تتسأل "ثانية واحدة ثانية واحدة.. ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟! " كان يدعمها بذراعه خلف ظهرها في شبه ضمه حانية .. متعجبة للغاية ولكن مع دخولها تصاعدت الالعاب النارية لتكون مفاجئة لم تخطر على بالها مطلقا انه عيد ميلادها "هي"
1
ابتعد عدلي عنها منضما لاخواتها ..
اقاربهم .. اصدقائهم المقربين .. والاغنية الشهيرة لعيد الميلاد التي صدحت في الارجاء.. يحتفلون بها في مفاجأة لم تكن في الحسبان .. تبتسم لا اراديا رغم الفزع الذي مازال يسيطر عليها ..نعم تشعر أنها تحلم
تتسأل الف سؤال وتتوقع الف توقع!
وفجأة اختفى عدلي لم يعد جوارها تجول عينها الارجاء بحثا عنه والذي اختفى وكأن الارض انشقت وبلعته ..
+
خفتت الاضواء .. التورتة تقترب .. يلتفون حولها منتظرين منها اطفاء الشموع .. عدلي ليس بجوارها تبحث عنه حتى اطمئنت بيد تلتف حول خصرها احستها وكأن فكت شفرتها مع أول لمسه
+
بين تصفيق وهتاف انطفأت الشموع لتغادر عام صعيب مر عليها ويأتي عاما اجمل ما فيه ان حبيبها زوجها لجوارها يقبل وجنتها بحب كبير متحدثا: كل سنة وانتِ طيبة يا فريدة
همست له من بين دموعها: كده يا عدلي بقى انت اللي كنت ورا الموضوع ده وسايبني اعصابي تتحرق الفترة اللي فاتت دي كلها.. عينها تلومه بقوة
مال هاتفا في اذنها: نتعاتب بعدين .. الناس حولينا عاوزين يشاركوكِ فرحتك
+
تنفست بعمق وامسكت دموعها ورغم فرحتها الكبيرة بما فعل الا ان هناك جزء حزين يشعر بالمهانة لما فعله
2
امسك كفها يسحبها لترى المفاجئة الخاصة بها «هديتها»
كانت سيارة احدث موديل من الماركة التي تفضل حمراء بلونها المحبب .. وحولها الاف من البلالين طار قلبها فرحا بهذا المشهد ناولها مفتاحها حول تصفيق وهتاف حار ممن حولهم
الكل يتمنى مثلها حبا شغفا اهتماما
+
السعادة تلف الجميع دون استثناء ..
الا القليل .. بعض للحاسدين
واثنان يقفان يفكران في شريك حياتهم بطريقة مختلفة
ضحى وكيان لجوارها تتسأل في نفسها على استحياء دون ارادتها، تفكير يروادها "هل سيفعل لها كما فعل عدلي لفريدة ".. شعرت بالاجابة «لا » وتسرب الاحباط لداخلها لكنها تراجعت محدثه نفسها بتردد أنا اصلا مش زي فريدة وهحب الامر يكون ابسط من كده .. كيان بيحبك يا ضحى وكل انسان له طريقة تعبير مختلفة عن التاني
+
ثم نظرت لكيان ببسمة تحاول اثبات ما تقول لنفسها تنتظر منه الرد، من عيناه، تريد الجواب، لكنه كان مشغول في هاتفه ربما يقرأ رسالة ما
+
وعلى الجانب الاخر
يقف آذار على مقربة من حنة واخواتها يتطلع للعالم المحيط به بخوف .. ولحنة تحديدا وفرحتها بما ترى بضعف وخوف أكبر يعلم أنه لن يستطيع توفير لها تلك الرفاهية ولا توفير أي من احلامها.. يتخلله شعور ربما يظلمها معه مستقبلا وهو لا يريد لها ذلك ابدا
+
اقتربت منه ومازالت البسمة تزين ثغرها الوردي .. وسألته بصوتها المرح: واقف سرحان في ايه يا كابتن؟!
بادلها البسمة بواحده أكثر عمقا وقال بصوت عاشق: هيكون في مين فيكِ طبعا يا تمرحنة
زال المرح من صوتها وتبدلت البسمة لاخرى حالمة وردية تتنفس بثقل شديد ..ثم قالت بصوت مهتز متأثرا بما قال: وبتفكر فيا ليه ياترى؟!
-أنت عجيبة يا حنة هو لازم سبب معين عشان افكر فيك أنتِ في بالي دايما من غير اسباب
+
"كلامك ده يودي في داهيه .. أنا بنهار اقسم بالله " قالتها في نفسها ثم هتفت بصوت تحاول اكسابه اتزان: على بالي ولا أنت داري باللي جرالي
وابتسمت له بسمة خاصة بدالها البسمة بأجمل واعمق واتبع بصوته الخشن: والليالي سنين طويلة سبتهالي
يا انشغالي بكل كلمة قولتهالي
+
ضحكت وهي تبتعد عنه .. خائفة تشعر بأن قلبها يسرق منها ..لا لا .. بل تمت السرقة بنجاح، تتطلع له وهو يتجه للمسئول عن الموسيقى، لحظات واستعمت للاغنية تصدح في الارجاء «على بالي»
+
وقف مستندا على الحائط خلفه واشار لها على الموسيقى ثم على قلبه وكأنه يخبرها انها لا تصدر من هناك بل من هنا «قلبه المحب»
التواصل بينهم عجيب شيق
..............................................
+
والغيرة كالنار تأكل صاحبها ..
شاهدت الفيديو المنشور على صفحة عدلي واحست بالغيرة كيف يحبها بتلك الطريقة .. لما يعطيها كل هذا الاهتمام .. تتأكلها النار فهي ولا ليوم واحد شعرت بجزء ولو ضئيل من هذا الحب رغم ما تحققه من رغبات وما تشتريه من اغراض باهظة الثمن نعم تجلس على مقعد ثمنه فقط يساوي الاف ترتدي ملابس من افخم الماركات لكن قلبها من الداخل مفتقد للكثير وضعت التليفون جانبا تشعر بضيق
+
حينها دخل وسام من الخارج يسألها عن شيء وجدها في تلك الحالة فسألها بشك: مالك يا مونيكا تعبانة اجبلك الدكتور ؟!
لا مفيش حاجة حاسة اني دايخه شوية ومصدعه
ابتسم متحدثا: يكون حصل
عبست تفهم مقصده وعندما فهمت انه يرمي لخبر ينتظره هو ووالدته بفارغ الصبر اجابته بفظاظه: لا مفيش حاجة يا وسام
+
يا بنتي استني اجيب لك اختبار ايه عرفك بس يمكن يكون في حمل
زفرت متحدثه باختناق شديد لا يعلم سببه : مفيش حاجة متأكده سبني ارتاح بقى ممكن
نهض عن الفراش مغادرا الغرفة يشعر بالضيق لردها والحزن لطريقتها الفظه، تحدثه بطريقة وكأنها تكره الانجاب منه .. وشعور بالشك طاف بعقله فتلك الصفة نشطة عنده لا تحتاج لشيء .. لذا قرر التأكد بنفسه فهو لن يخسر شيء
................................................
+
عاد للفندق بعد سهرة كانت رائعة بمعنى الكلمة
دلفت تقف امام المرآة تخلع حجابها مجوهراتها واتجهت للخزانة تخرج ثياب بغرض الاستحمام صامته تماما منذ دخولها على غير العادة
اقترب يمسك كفها متحدثا وهو يقربها منه: كل سنة وأنتِ طيبة
نظرت لعيناه بلوم وقالت: عارف دي المرة اللي تقولي فيها كده النهاردة
اجابها بصدق حتى لو مليون مرة عيد ميلادك ده أهم حاجة في حياتي
تحبه وتعشقه .. لكنها متألمه ترقرقت دمعه خائنة فابعدت وجهها لا تريده ان يراها
+
لكنه سحب وجهها ليرى الدموع .. فغمرها كلها في عناق طويل عميق تلاشت فيه كقطعة ثلج .. انصهرت بين ذراعاه .. هتف بصوته الرخيم وهو يحكم الاطباق عليها بين احضانه: زعلانه
-اوووي كلمة بسيطة لكنها تحمل الكثير والكثير وبعدها خرج صوت بكاءها وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة لتخرج ما بداخلها
اهتز عندما استمع لصوت بكاءها العال لا يصدق هل مجرد حيلة صغيرة المتها بتلك الطريقة
حاولت التخلص من سيطرته وابتعدت عنه تجلس على الفراش بعد ان سقطت اغراضها ارضا متحدثه من بين بقايا بكاءها: كان اختبار ليا مش كده؟
ابتسم وهو يقترب منها يجلس القرفصاء محتضنا وجهها بين كفيه متحدثا بصلابة ودعم: وحتى لو كان اختبار هل أنا كان عندي شك أنك هتنجحي فيه .. مجنونة يا فريدة!!
قصدك ايه أنا مبقتش افهمك؟!
قصدي انها كانت مفاجأة مش أكتر متكبريش الموضوع
+
يا سلام فاكرني عبيطة عشان اصدق طب ليه ورقة وجو الرعب اللي عيشتني فيه ده؟!
اجابها وهو يقترب منها متحدثا بتأكيد: كنت عاوزك تتخطي حاجة معينة .. عاوز فريدة حبيبتي العنيدة محتاج اشوفها
دفعته ليسقط على الفراش متحدثه: حيث انك عاوز تشوف فريدة العنيدة. حاضر مش هتنام هنا النهاردة يا عدلي ده عقابك
نهض متحدثا برجاء :لا كله الا ده!!
اجابته بغيظ شديد: صدقني لو معملتش كده هنزل أنا وانام تحت في اللوبي ولا افضل صاحيه عادي ولا يهمني
شعر بالضيق لكنه ارتضى الامر متحدثا: خلاص هنام على الكنبة دي حلو كده؟
+
نظرت للكنبة الصغيرة وقالت بصوت منتقم: ايوه جربها اسمع ان النوم عليها حلو
نظر لها بغضب .. لكنها لم تبالي وهي تجمع اشياءها واتجهت للمرحاض .. حمام سريع .. خرجت ببجامة ستان زرقاء ورائحة الياسمين تأخذك لعالم اخر رأها فاستدار يلعن افكاره وعقله الذي اشار له بالتصديق على تلك الافكار فهو سينام اليوم بعيدا عنها يشعر باليتم ولثاني مرة فالنوم بين احضانها أمان لا حدود له
+
يمر الوقت وكلاهما متيقظ ..
سؤال يجوب رأسها تريد له جواب فخرج دون تميد: طب لو مكنتش عرفتك كنت هتعمل ايه يا عدلي؟!
استمع للسؤال فابتسم متحدثا: كنت هعرف انك خايفة كنت هفضل جمبك سندك ظهرك وشعرت به يقترب منها
اعترضت متحدثه: لا هتنام على الكنبة مفيش كلام
اتبع عدلي بصدق: كنت هعرف انك بتحبيني
عدلي! قالتها باعتراض
+
فنظر لعيناها متحدثا: أنا بحبك ودي الحقيقة اللي مفيهاش جدال
امسكت كفه ووضعته على صدرها محل قلبها متحدثه بحزن: عارف خفت قد ايه عارف الرعب اللي عشته والافكار اللي ملهاش حصر عملت فيا ايه .. يتبقى في النهاية كده
+
خلاص حقك عليا .. وقبل رأسها متحدثا: صافي يا لبن
تنفست بعمق وهي تعانقه متحدثه: مش بقدر اتحمل خصامك ولا بعادك عني .. لاني بحبك
وانا كمان بحبك وهفضل احبك لاخر نفس ليا
.................................................
1
اقتربت منه متحدثه بحنانها الكبير: شكلك مرهق يا حبيبي
"جدااا" قالها وهو يتمدد لجوارها على الفراش واضعا يداه اسفل رأسه
ابتسمت متحدثه: المفاجأة كانت حلوة اوي من عدلي .. شفت فريدة لما دخلت كانت عاملة ازااي
لم يعقب كعادة الكثير من الرجال آثر الصمت
اتبعت وهي تتمنى أن يقترب منها تشتهي عناق حار يمحو معه كثير من الالم: عدلي بيحبها اووي
ممم تعقيب لا تعرف هل هو بالايجاب ام على شيء اخر
فصمتت
لحظات وقال بصوت مجهد كان نفسي اسهر معاكِ اكتر من كده واقترب مقبلا رأسها ثم اتبع: انتِ عارفة اني ورايا سفر الصبح
ابتسمت له رغم ما بداخلها من مشاعر وهتفت: تصبح على خير
اغمض عيناه لينام سريعا عكسها
+
ورغم ذلك نهضت مبكرا تعد له ما يحب ليكون جدال كل مرة كما لا يحب وضعت الصناديق الصغيرة المحملة بالطعام الشهي في حقيبته دون علمه
اصبح معتاد على هذا الشيء رغم رفضه
بات اعتراضه قليلا .. بات يعتاد جنونها بتلك الاشياء فيغضب تارة ويصمت تارة
+
سافر حقا للعمل تلك المرة ..
............................................
+
ذهبت للنادي وهو لا.. تحجج بزيارة والدته وبالطبع تلك الزيارة ثقيلة على قلبها حينما ترك لها الخيار اختارت الذهاب للنادي دون ان يرف لها جفن
+
بينما هو في الشقة لم يذهب لوالدته كما قال يبحث عن شيء ما .. وكلما طال البحث ولم يجده شعر بالراحة حتى في النهاية فتح حقيبة لها وجد عدة اشرطه من دواء «منع الحمل»
صدمة عمرة تلقاها وكأن احد دفعه من الخلف بغتة لفضاء واسع لا نهاية له
ظلام وضباب وسراب .. كلما حاول التمسك بشيء لا يجد
يجلس على المقعد شاردا حزينا يفكر لما تفعل ذلك .. والاهم لما قررت دونه .. التلك الدرجة هو لا قيمة له عندها؟!
مر الوقت .. وعادت تنادي عليه عندما وجدت حذاءه بالخارج .. وجدته في الغرفة جالسا في شرود فسألته بلهفه: رجعت امتى يا حبيبي
الجواب الغير منتظر .. رفع يده بالشريط امام عيناها متسائلا: بتخدي الحبوب دي من غير علمي ليه يا مونيكاااا
+
صعقت عندما رأتها في يداه شعرت وكأنها غير قادرة على النطق ولو حرف واحد
ثغرها متسع بشدة وانفاسها مضطربه تفكر في مخرج بعد عدة لحظات كان سبيلها الوحيد: أنت ازاي تفتش في حاجتى الخاصة كده ..؟!
ابتسم بألم متحدثا: طريقة كلامك معايا خلتني اشك وأنا بصراحة شكاك واهي النتيجة شكي طلع في محله
+
دي دي كنت بفكر لسه اخدها دماغك متروحش لبعيد لما حسيت اننا لازم نأجل موضوع الخلفه ده شويه
-متحاوليش تقنعيني بحاجة محصلتش عارفة لو كنتِ طلبتي مني مكنتش هقول لك لا ،ليه تعملي كده من ورايا ايه اللي طلبتيه ومعملتوش ليكِ دا أنا عملت لك اللي معملتوش لحد قبلك
هتفت بحقد: قصدك مين يا وسام .. صمت ينظر لها بغضب تابعت بصوت حاد: قصدك ست حنة هانم مش كده؟
+
يوووه مالك ومالها ليه مصره تدخليها في كل حاجة بينا مقارنات مقارنات .. انا خلاص اتخنقت من اسلوبك ده.. ولعلمك ايوه أنا عملت لك اللي معملتوش ليها لو بتسألي وحبه تعرفي يعني
تغلي وتتراقص على جمر مشتعل .. تضرب قبضة يدها في كفها الاخر مزمجرة ثم اخيرا قالت بصوت منفعل: وبعدين امك كل يوم بتسأل عن الموضوع ده عاوزه اشوف ولادك يا وسام ..قبل ما اموت يا وسام ..مفيش حاجة جاية في السكة يا وسام عاوز تقنعني اني لو كنت قلت لك كنت هتوافق
+
يتطلع لها غير مصدقا لما تقول واخير قذف الدواء من يده اسفل قدمها متحدثا بصوت هادر: خديه مش حبه تخلفي أنا كمان مش عاوز أخلف منك
ضربها في منتصف الجبهه تسبل مرار وتكرار تحاول استيعاب الكلمة
لكنه لملم شتات نفسه، غضبه واتجه ليبدل ثيابه لابد ان يغادر الان لو بقى معها اكثر من ذلك لن يستطع السيطرة على غضبه
وجدته عازما على الرحيل بالطبع سيتجه لوالدته يشكو لها ما تفعله وما فعلت لذا ضغطت على نفسها وهي تسير خلفه متحدثه بحسم: استنى هنا رايح فين؟!
التفت لها متحدثا بغضب :فيه ايه تاني؟!
رايح فين دلوقت؟!
خارج اتخنقت وخارج في عندك مشكلة؟
وسام لوسمحت متكبرش الموضوع
ارتفع حاحبها في دهشه كادت تصل بهم لعنان السماء وقال بصوت مذهول: مكبرش الموضوع .. حاضر مش هكبره ممكن اخرج ولا لسه في حاجة؟!
+
ربعت يداها اسفل صدرها متحدثه بحدة: براحتك اعمل اللي يريحك
غادر صافعا الباب خلفه بقوة نفضتها محلها فهتفت وكأنها تحدثه: غبي .. غبي
+
غادر يهيم على وجهه لا يعرف له مقر ولا مستقر .. يشعر أن صدمته تلك تحديدا انزلته اسفل الارض حيا
دلف مطعم صغير واتخد مقعدا بعيدا يريد الاختلاء بنفسه الهرب .. كوب من القهوة تحول لعدة اكواب يتابع الهاتف مرة وينظر للمارة مرة آخرى حتى شعر برغبته في المغادرة .. لاين قرر الذهاب لوالدته اولا وليكن ما يكن
وجدها مريضة عكس ما قالت له على الهاتف ..
+
لأول مرة يشعر بالتقصير تجاهها .. الغضب في داخله تجاهها يزداد يفكر لو من البداية سكن في الشقة التي تعلوها لما كان افضل
وفي لحظة غضب واختيار قرر دون رجعه أن يعود لشقته القديمة وليكن القرار لها
لم يبلغ والدته شيء بهذا الأمر بل تركه لحين اتخاذها القرار
+
في المساء ..
كانت تنتظره .. رغم غضبها منه الا انها لن تترك الفرصة له للابتعاد ارتدت قميصا أحمر ناري يظهر من جسدها أكثر ما يخفي .. وتزينت بكامل زينتها .. تعلم انه سيتأثر بجمالها كالعادة .. لكنها لم تحسب حسابات اشياء اخرى اقتربت منه تستسمحه متحدثه: اسفه يا وسام حقك عليا يا حبيبي ولو على الخلفه خلاص انا مش هاخد حبوب تاني
نظر لها في صلابه متحدثا: الموضوع ده مش عاوز اتكلم فيه تاني ..براحتك!
يعني ايه؟! قالتها وهي تتلاعب في ازرار قميصه
هتف بصوت جاد: زي ما سمعتي اقفلي الموضوع ده ..واعملي حسابك اول الاسبوع هننقل الشقة اللي فوق شقة ماما
+
شهقت مبتعدة عنه خطوة وكأن سيارة صدمتها للخلف متحدثه بفزع: ايه ..شقة إيه؟!
الشقة بتاعتي القديمة
اتسعت عيناها متحدثه: مش فاهمة تقصد ايه؟!
اجابها بهدوء شديد: هنرجع الشقة بتاعتي يا مونيكا اللي هناك عند حمااتك فهمتي كده ولا اعيد؟!
+
زادت انفاسها لهيبا واتسعت عينيها بشكل مرعب واخيرا قالت بصوت خطير: ليه ايه اللي حصل، معقول تكون بتعمل كده عشان الحبوب؟!
زفر مبتعدا عنها ثم قال بصوت جاد: لا عشان ماما تعبانة ولو هي مش مهمة عندك فهي مهمة عندي أنا ابنها الوحيد كفاية الفترة اللي فاتت دي مأهمل في حقها
-ليه هي اشتكت لك، اكيد هي اللي طلبت منك كده؟
+
زأر بغضب العالم وهتف: مش هي، وحسك عينيك تكلميها في الموضوع ده يا مونيكا سمعاني وقراري ده نهائي مفيش في جدال أنا هروح اقعد في الشقة اللي هناك
اجابته بتحد وغيظ: بس هي مش مفروشة ولا جاهزة للسكن هتقعد فيها ازاااي!!
اجابها بتأكيد بسيطة هختار الفرش والحاجت اللازمة ليها اون لاين دلوقت ولو عاوزه تختاري معايا كان بها مش عاوزه براحتك
لا تصدق ما يقول فقالت بذهول: هو ايه اجبار يا وسام لوي دراع .. ولا عاملها واحدة بواحدة؟!
+
التفت لها متفاجئا وقال بصوت حاد: بقولك امي تعبانة افهمك ازااي .. حسي شوية لو والدتك تعبانة هتسبيها اكيد لا، افهمي أنا مش بعمل كده عشان اي حاجة الا لانها محتجاني جمبها محتاجة حد يرعاها ومش هتلاقي افضل من ابنها ..ده حقها عليا
زفرت بغيظ دون رد، تشعر بالضياع لقد سحب البساط من اسفل قدمها وافسد لها حياتها
+
جلس كل منهم في واد بعيد عن الاخر
تفكر هي في القادم والانتقام من رقية وربما منه شخصيا .. بينما يفكر وسام في امر الشقة
+
في الصباح ..
تتنفس بغيظ شديد لم تذق عيناها طعم النوم ليلا بينما نام هو ببساطة شديدة
نادها بعد وقت: الشغل يا مونيكا هتتأخري يالا
اجابته بصوت منهك: تعبانة مش قادرة اروح خدلي النهاردة اجازة
براحتك قالها وهو يرتدي الحذاء متناولا اغراضه وغادر المكان
+
بعد تأكدها من رحيله
امسكت الهاتف تتصل بوالدته لن تتركها تفلت بفعلتها تلك
جاءها الصوت الناعس: صباح الخير يا مونيكا
اجابته بترفع وغيظ: صباح النور يا طنط لسه نايمة لحد دلوقت؟!
اجابتها رقية بحرج: معلش باخد ادوية بتخليني مرهقة على طول وعاوزه انام
لم تنتظر حيث دخلت في صلب الموضوع: عشان كده طلبتي من وسام أنه يرجع يعيش في الشقة اللي فوقك مش كده
اجابتها بتعجب وهي تحاول فهم الامر :يعيش فيها ازااي مش فاهمة يا حبيبتي؟!
كان ردها الوقح: لا أنتِ فاهمة يا طنط انتِ اللي طلبتي منه يرجع يعيش معاكِ وطبعا اتحججتي بتعبك عشان يضعف قصادك .. خطة في منتهى الذكاء
صدمت من كلماتها للحظات حتى استجمعت شتات نفسها وفهمت مقصدها تماما فقالت بصوت غاضب: مش هرد عليكِ غير بأنك مش متربية لما تكلمي واحدة زي مامتك بالاسلوب ده أنا ممكن اقول لوسام كلامك ده واهد الدنيا على دماغك بس تعرفي مش هقول له هسيبك كده واغلقت الهاتف في وجهها
+
نظرت مونيكا للهاتف بغيظ تحدثها نفسها بغل «كمان بتقفلي السكة في وشي ماشي يا حرباية أنتِ »
2
وضعت رقية الهاتف لجوارها تبكِ لها وللزمان فمن دون كل النساء يقع حظ ابنها في تلك الفاسدة تعلم أن ولدها لن يجني من وراءها خيرا
+
................................................
+
في الشركة...
لقد دخل له من ثغراته ...
اتفق مع حليفه عليه كما فعل مع جمانة وقد كان
يجلس يشعر بالنار تتأكله ما أخذه بالحيلة ضاع منه بالحيلة نعم ليس كاملا لكن جزء لا بئس به والان يجلس ماهر معه ومعك الشريك الاخر لبرم اتفاق جديد
+
سيبيع حصة جمانة سيخلصها من هؤلاء الذئاب ويعطيها اموالها تكن حرة التصرف فيها كما تشاء
+
بتصميم كبير كفاية تاخد نص حقها والنص التاني ليها وكمان هتوفره المبلغ نقدا فلوس مش هتفضل معاكم هنا
نهض ابن عمها ثأرا وقال بعلو صوته: سارقني وجاي تتشرط عليا كمان
ضحك ماهر بغضب وقال: سارقك ليه هي كانت فلوسك عارف لولا انك ابن عمها ولولا انها امنتك على فلوسها بمزاجها كان لي معاك تصرف تاني
+
وأنت مالك صفتك ايه تتدخل بينا ؟!
اجابه ماهر بغيظ: من غير صفة يا عديم الاخلاق ياللي رمتها في نص الليل من غير ما تراعي انها لحمك .. عارف أنا لو ليا صفة فعلا مكنش هيكفيني في اللي حصل ده روحك احمد ربنا
تم الاتفاق المبدئ على كل شيء
+
لن يتهاون حتى يعود لها ما يكفيها لتعيش حياة كريمة لا تلجأ فيها لاحد حتى هو سيعطيها اموالها ويهرب يعود لسكناته بعيدا عنها .. كل ما يشغله الان أين تكون .. يبحث عنها في كل مكان وكأنها سراب لا وجود له .. لكنه لن ييأس ابدا
....................................................
2
غادر كيان للعمل
لكن المختلف انها سافرت خلفه ..
رغبتها في قضاء شهر عسل كباقي النساء، تجرب ما حرمت منه ..
1
لا تعلم أنها بتلك الحركة رصدت تحركها بسهولة لماهر .. والان ينتظر عودتها
+
تجلس في الطائرة الخاصة بسعادة لا توصف فلاول مرة تستقل طائرة خاصة ولجوارها كيان .. تصرخ بخوف وتضحك تفعل كل ما حرمت منه
وهو سعيد لجوارها يخطط في باله لقضاء نزهه لم يرها حتى في الاحلام
+
شاطيء ..
رمال ..
صوت امواج هادئة تبعث الطمأنينة في القلب
وشمس تحارب للظهور
تجلس في جو هادي للغاية
جاء من خلفها قاذفا دلو من الماء البارد عليها صرخت منتفضه وسقطت على الرمال ..ضحك كيان على هيئتها
فنهضت تتوعد له
دخل الماء سريعا وهي خلفه لن تتركه يفلت بفعلته تقول بصوت غاضب من خلفه: والله لوريك استنى عليا
+
غاب عن انظارها بعد لحظات حتى وجدت من يسحب قدمها اسفل الماء ..شعرت بالخوف فضربته بالقدم الحرة صفعة دوى صوتها فارتفع متألما .. اقتربت منه تحذره بإصبعها أنت اللي بدأت بلاش الحركات دي
بقى كده قالها وهو يقترب رافعا اياها لتسقط في الماء ويسقط معها جزء من حمولها ....
+
ربما تأتينا السعادة ونظن انها دائمة .. حتى نفق على ضربة قوية تخبرنا أن السعادة ذاتها نسبية ليس هناك مقياس محدد لها
...................................................
+
تقف منذ الصباح تعد الطعام اصبحت هي الان مسئولة عن اعداد الطعام بعد غياب ضحى وفريدة اين ايام النزاهة ودخول المطبخ عند الحاجة للاكل ففط
+
ترفع المغرفة عاليا وفي اليد الاخري غطاء الاناء متحدثه بحزن حقيقي: فينك يا ضحى يا حبيبتي دلوقت كان زمانك مريحاني وعاملة كل حاجة
+
شهقت متذكرة الاناء الاخر فوضعت الغطاء سريعا ورفعت الاخر فوجدت الحمام قد نضج تماما همت باخراج واحدة فخرج معها جزء من الحمامة خرج الجلد تاركا اللحم راقدا في الاناء .. تطلعت لما في يدها بصدمة ثم للاناء تتأكد من المنظر العام .. وحينما ايقنت ما حدث اخذت تندب حظها اليوم كيف ستقدم الحمام بتلك الطريقة لآذار لا يهم فريدة وعدلي كل ما يشغلها هو فقط اخرجت الحمام وكانت هيئتها لا تسر عدو ولا حبيب
حاولت وضع العظام مكانها لكن دون جدوى فقررت تركها في طبق التقديم كما هي وحاول تثبيتها ولو قليلا بخلة طعام فكان المشهد خنجر في عنق الحمامة وارجلها
1
ثم قررت تحسين الاداء بصنع كيكة سريعة تسمى كيكة الفنجان كما سمعت الوصفة وضعت عددهم
ودقيقتان فتحت باب الميكرويف تبحث عن الكيكة نعم الفنجان موجود لكن اين ذهبت الكيكة تفكر هل تغلق مرة اخرى فتعود حينها؟! هل تمزح معها الكيكة؟!
+
فعلت فلم يحدث شيء سوى احتراق لذيذ اشتمت رائحته
لعنة الكيكة والفنجان وحظها السيء
+
مر الوقت وجاء العروسان يقودهم آذار
+
تجلس امامه ولجوارهم فريدة وعدلي
اول نظرة له على الطاولة كانت لطبق الحمام .. لاحظت حنة اتساع عيناه قليلا لكنه لم يقل شيء .. فدعت في سرها ان يمر الامر وينتهي دون احراج لها وان يكون الطعم مقبول يكف المنظر البشع الذي يراه فخبطتان في الرأس تؤلم
اقتربت فريدة منها برأسها متحدثه وعلى وجهها بسمة: هما المراحيم عاملين كده ليه .. ايه اللي عملاه في الحمام ده يا حنة حرام عليكي دول لو بتعذبيهم ماكنش ده بقى حالهم؟!
"فريدة" قالتها حنة بتحذير فهي ليست بحالة تسمح بسماع كلمات محبطة يكفي ما تشعر به من خجل
+
لم يدم التوتر طويلا وهو يقول بصوت داعم: الحمام طعمة حلو تسلم ايدك
جحظت عين فريدة فهي تعلم حقا انه كاذب
+
"والله" قالتها حنة بعدم تصديق وهي تناول قطعة
+
اجابها بحب: ايوه حقيقي تسلم ايدك
ابتسمت ورفعت حاجبها لفريدة بتحد وشماته متحدثه: بالهنا والشفا مبسوطة انه عجبك
+
ضحك عدلي على هيئتهم معا وقرر الابتعاد اليوم عن الحمام تاركا المجال لآذار حتى يتمتع به وحده
+
كان الغداء ابسط ما يكون واجمل مما يكون فالسعادة حينما تدق الباب تنشر فحواها حولك بسخاء
..................................................
+
والثالثة مترددة حزينة سافر وهي في حاله من الاشتياق كبيرة
جاءتها شمس في زيارة سريعه لقد اصبحت اقرب شخص تتحدث معه عن خصوصيتها دون حرج مبالغ به
+
تريد اخبارها ما حدث مؤخر ..تريد أن تعرف في ماذا يفكر
لكن شمس قطعت عليها تفكيرها متحدثه: مالك يا ضحى شكلك تعبان؟! ايه من الحمل؟
+
جدااااا ..لا مش الحمل المشكلة الكبيرة عندي هي كيان
"ليه " سألتها متعجبه
مش عارفة يا شمس ..حساه متغير .. بقى اهدى عن الاول حتى مشاعره بقى بعيد
مممم قالتها شمس وقد فهمت فحو كلمات ضحى
فسألتها عدة اسئلة
فكان جواب شمس المحذر : خدي بالك يكون بيخونك ما هما الرجالة كده
+
شهقت ضحى متحدثه: مستحيل كيان يعمل كده ابدا
ضحكت شمس وقالت: بدل في ثقة كبيرة كده اطمني هتخدي على قفاكِ متخافيش اسمعي مني .. شوفي تليفونه هو الفيصل واهه تبقي اطمنتي
تجمدت ضحى تلوم نفسها على تحدثها معها من الاساس لكنها لن تنكر ان كلماتها اثارت الرعب بداخلها رغم ثقتها به
1
يتبع
تفاعل وتوقعاتكم للقادم
دمتم بخير
+