رواية اريدك في الحلال الفصل السادس والاربعون 46 بقلم ايمان سالم
الفصل السادس والاربعون
اريدك في الحلال
إيمتن
نهضت خلفه متحدثه بعد تفكير سريع: هنكتب جمانة
في العقد
التفت لها متحدثا بهدوء: مفيش مشاكل جمانة حلو
نكتبه لحد ما ترجع لك الذاكرة ونشوف أسمك الحقيقي ايه
اجابته بتوتر وصوت مهتز رغم هدوءه: هي رجعت خلاص
التفت لها بكامل جسده مشدوها وقال بصوت متلهف: طب مقولتيش ليه انها رجعت لك؟!
اجابته بصوت يقطر حزنا: ممكن مجوبش على السؤال ده
تعجب ردها لكنه اقترب متحدثا يعني انتِ دلوقت فاكرة كل حاجة وعاوزه تتجوزيني بمحض ارادتك
اجابته في نفسها «مضطرة للاسف »ثم اومأت في صمت
فسألها بلهفة: طبعا أنت بكر رشيد؟
رفعت نظرها له اكان يتوقعا لم تدخل دنيا ماذا لوعلم بما حدث قبل زواجها من ماهر ظلت تتطلع لها عدة لحظات ثم قالت بصوت مهتز: لا مطلقة
+
اتسعت عين كيان ما كان يتوقع انه سبق لها الزواج
شعرت بالتردد والصراع القائم بداخله
فسألته دون مواربة: ايه غيرت رأيك؟
لا مش كده، كل الحكاية كنت متوقع أنك متجوزتيش قبل كده شكلك صغير في السن ومفيش خواتم في ايدك
نظرت سريعا ليداها الخالية تتذكر خاتم ماهر فشعرت بقشعريرة اصابة جسدها لا تعلم سببها ..ثم سألته بتوتر وهي تنظر لكفه الايسر: أنت متجوز لانك لابس خاتم في ايدك ..صح؟!
تنهد متحدثا: زي ما احترمت رغبتك في انك متتكلميش عن حياتك، أنا كمان مش هتكلم عن حياتي
1
شردت بعيدا خائفة من القادم
جمانة قالها يستشعر الاسم ويخرجها من حالة التوتر التي اصابتها ثم قال بصوت هادئ عندما رفعت عيناها له: هجيب المحامي والشهود ومش هتأخر
+
براحتك قالتها لظله وهو يغادر .. تشعر بأنه المخرج الوحيد أمامها ..تتزوج منه أم تتزوج رجل يماثل والدها في العمر... وقتها يكن الافضليه له فهو على الاقل شاب وسيم غني سيعوضها ويقف لجوارها لتسترد حقها هذا ما ستطلبه من
+
مر الوقت وجاء بالمحامي والشهود كانت في الغرفة تنتظر قدومه .. ترتدي ثوب وردي مجسم للخصر ومنفوش من الأسفل قليلا
طرق الباب فأذنت له بالدخول طلبها لتخرج لينهي الامر سريعا
لكنها اوقفته متحدثه: ممكن تقعد من فضلك عاوزه اتكلم معاك في حاجة مهمة الأول
تعجب طلبها لكنه دخل واغلق الباب خلفها متحدثا: خير يا جمانة اتكلمي سامعك؟
حمحمت تجلي صوتها متحدثه: انا ليا شروط قبل ما نكتب العقد
اتسعت عيناه فهي في البداية لم تطلب شيء، لكنه اقترب بجسده للامام متحدثا بجدية: وهي ايه طلباتك تجاهل كلمة شروط لانه لايحب من البداية أن تملي عليه شروطها
+
-عاوزه شقة بأسمي دي تكون مهري وعاوزه منك حاجة كمان مش هجبرك عليها لكن هتكون معروف كبير ليا لو عملته، توقف جمبي وتاخد لي حقي من ابن عمي اللي سارقني
+
ظل على صمته للحظات ثم قال بصوت متزن وهو يخرج دفتر الشيكات الخاص به: هكتب لك مبلغ محترم ده اعتبريه مهرك واوعدك هجبلك شقة غيره في اقرب وقت .. وكده كده الشقة اجرتها لك لسنة كاملة انما موضوع ابن عمك لا يا جمانة انا مليش دخل فيه أنا مش عاوز مشاكل من أي نوع
+
تناولت الشيك منه ترى رقم ليس بقليل ..فنظرت له وكأنها تسأله اهي تساوى مبلغا كهذا ..اجابها بنصف بسمة ..فأطبقت على الورقة بإحكام شديد فهذا هو امانها القادم لقد تعلمت الدرس جيدا .. وقالت بصوت جاد: يالا عشان الناس بارة زمانها منتظرة
+
تم العقد وغادروا الغرباء وبقى هو ..
جلس امامها في هدوء كل منهم يسترق النظرات للاخر تشعر بتوتر كبير لم تعشه قط ففي ارتباطها الماضيين كانت الظروف مختلفه عن تلك المرة .. بللت شفتها بتوتر .. شعر بها فقال بصوت هاديء لو تحبي ترتاحي النهاردة امشي واجيلك بكرة
حمحمت متحدثه: لا ابدا .. كيف ترفضه بعد ما قدم لها تنفست بعمق تسرق بسمة ضاعت في اعماقها لترتسم على شفتاها متحدثه: هتغير هدومك ثم ضربت جبهتها متحدثه: مفيش هنا هدوم ليك صحيح
حمحم متحدثا: في فالعربية تحت هنزل اجبها
اتسعت عيناها بعض الشيء .. تتسأل متى احضرها هل كان على يقين بأن الامور ستسير على هذا النحو
تنفس بعمق وهو يقترب منها يسألها بجدية: اجبلك حاجة من تحت قبل ما اطلع
"لا شكرا" قالتها وهو يمر من جوارها ليغادر
+
اغلق الباب فتنفست بقوة .. تستدعي كل ذرة قوة خلقت بها يوما
لم يتأخر جاءها سريعا عريس يبحث عن متعة يفتقدها كثيرا
+
ولم يكذب خبرا وهو يرى باب الحمام مغلق ونوره ساطع .. ورائحة عطره تفوح من خلف الباب منعشة .. تنفس بعمق وهو يقول في نفسه: شكلها هتبقى ليلة حلوة يا كيان
1
فتحت الباب فجأة وهو خلفه .. فارتبك وهي اكثر ما كانت تتوقع وقفه هنا
حمحم متحدثا: كنت ااااا
ابتعد لتخفي ارتباكها متحدثه: الحمام فضى لو هتدخل
ايوه هدخل قالها وهو يدلف مغلقا الباب خلفه هامسا لنفسه باستنكار: ايه يا بني اهدى شوية مش كده البنت تقول عليك ايه .. خلع ملابسه ونزل اسفل الماء يمني نفسه بليلة حميمية رائعة
+
ارتدت قميص اسود كحياتها وجلست على مقعد الزينة تضع من الاشياء التي امامها والتي جلبها لها يوما
مشطت شعرها بطريقة جذابة ولم تنسى العطر الخاص بها و الذي يسكر اعتى الرجال
+
خرج من الحمام ليصدم بفاتنة تجلس هناك .. من هي؟! المفترض زوجته .. ومقارنة سريعة بينها وبين ضحى ليشعر بالغيظ من ضحى التي لم يراها تفعل له ذلك يوما
تنفس بعمق وهو يقترب منها ببسمة جمدت قلبها رغم اظهارها العكس فلا سبيل لديها لشيء غير التظاهر بالقوة
اقترب واضعا كفيه على كتفها الحريرى
اصابتها قشعريرة وارتجفت رغما عنها احسها فابتسم متحدثا لانعكسها في المرآة ايه الجمال ده كله؟
+
هدأت قليلا وابتسمت قليلا متحدثه برقه: شكرا يا كيان
مال يقبل رأسها فاغمضت عينيها .. اسرته رائحته شعرها .. القبلة تحورت لاخرى .. اعمق واقوى وكأنه يخبرها أن الرحلة بدأت ولا مجال للعودة
نهضت عندما سحب كفها لتقف.. تواجهه .. العينان يتطلعان لبعضهما بتيه كل منهم في واد .. لكنه كان اضعف من أن يتحمل قربها وأنفاسها الدافئة وهي له ..سحبها لعالمه تخطو خلفه .. ينهل من جمالها ودلالها بلا توقف ..فتحت ارضها له يدخلها دون مقاومة لقد سئمت الحروب والنزاعات .. وصل لها في اكثر وقتا انهكتها فيه الحياة .. ليحتل قلاعها ويرفع علم مسيطرا على ارضها دون عناء
+
يتنفس بعمق مازال متيقظ ..بينما نامت لجواره ..اما هو يشعر وكأن النوم جافه.. يفكر هل ما فعله صواب أم خطأ هل تسرع بزواجه منها .. هل سعى خلف متعة لا وجود لها .. لكنه صدقا يشعر بأنه مستمتع بوجودها في حياته لقد اضافت نكهة خاصة لم يشعر بها من قبل
+
تنهد بقوة اكبر وهو يسحب الشرشف على جسده العاري هامسا لنفسه: المهم أنا مبسوط، وكأن ما دون ذاك هباء
3
في الصباح ..
فتحت عيناها لتراه جوارها
ظلت تتأمله لحظة في ألم كبير وكأن سكين نحر عنقها ليس كرها له لكن كرها لما مر في حياتها قبله لقد ذاقت الويلات .. الالم باشكلا لم يرها أحد .. تنفست بقوة وعمق وهي تقرر في نفسها من اليوم ستعيش الحياة كما لم تعشها من قبل لن يهم كثيرا مع من لكن كل ما يهمها كيف سيسعدها ماذا سيقدم لها كي تعيش الحياة التي حرمت منها
دفعت خصلاتها للخلف بإيباء وانطلقت برشاقة تأخذ حمامها وبعده ملابسها ومكياجها .. تعود لحياتها السابقة كم افتقدتها كثيرا حتى ظنت انها تموت
+
نهض ليرى انثى .. رشاقة ..فتنة .. تضع في برواز لتراها العين دون مساس
وصوتها المدهش حين وصله وهي تقول : صباح الخير
اكان لديه خير وصباح الاثنان معا قبلها ..يشك!
+
اقترب يحدثها ببسمة ناعمة كصباحها: صباح الفل .. صحيتي من بدري
اومأت متحدثه: ايوه خدت شاور وغيرت وقلت اشرب قهوتي لحد ما تصحى عشان نفطر سوا
مال يطبع قبلة على وجنتها تقبلتها بصدر رحب وقال: نفطر أنا حاسس ان نفسي مفتوحة للاكل اوي النهاردة
اتجهت للمطبخ .. تعد فطار غير مرهق كعادتها
..........................................
2
في الشركة ..
ارسل اليها أحد في طلبها ليخبرها كلمتين فقط
جاءت مونيكا متعجبة من هذا الشخص الذي يريدها دون الافصاح عن اسمه
ايوه مين؟! سألته بشك
كان وليا ظهره لها فالتفت لتتفاجيء به، لم تتوقع أن يكون آذار مطلقا وقفت مشدوه للحظات حتى قالت اخيرا بصوت متفاجيء: أنت؟!
مفاجأة مش كده؟ سألها اذار بسخرية شديدة
فقالت بصوت غاضب بعض الشيء: خير ايه اللي جابك؟
رفع آذار حاجبه كرد فعل لكماتها مع نصف بسمة صفراء وقال بصوت هاديء: جاي بس عشان اعرفك أن الحساب بدأ
حساب ايه وكلام فاضي ايه أتكلم دغري
ضحك آذار بقوة هاتفا وهو يحذرها بسبابته: أنتِ متعرفيش الدغري اصلا وكلمة اخيرة هقولهالك ملكيش دعوة بحنة لا من قريب ولا من بعيد لاني مش هرحم اللي هيتعرض لها
رفعت حاجبها متعجبه للغاية كلماته وقالت بطريقة ساخرة: أنت اللي بتقول الكلام ده متأكد
ايوه أنا ولو تحبي جربي بس هتكوني انتِ الخسرانة
زفرت بضيق متحدثه: وأنا مالي وملها ابعدها أنت بس عني وعن جوزي لانها للاسف بتلف وراها
اقترب خطوة خطرة منها فتراجعت خائفة حذرها مجددا لكن بطريقة اشد قسوة: لسه قايل لك من شوية ايه ملكيش دعوة بيها ولا تقولي كلام عليها محصلش ولا عمره هيحصل فاهمة
اتسعت عيناها ما كل تلك الثقة التي يتحدث بها وقالت بصوت مقهور: اطلع بارة وكلامك ده تروح تهدد بيه حد زيك شبهك بيئة عارف انا مش هرد عليك بس عشان انا متربية
اشتعلت عيناه وضاهت الشمس في توهجها لكنه سحب نفسه للخارج ولسوء حظها صادف في طريقه وسام الذي تعجب وجود .. فحدجه بنظرات متحيرة دونية وقابلها آذار بنظرات استخفاف اطاحت به ارضا تخطاه مغادر الشركة كلها
اسرع وسام متجها للمكان الذي خرج منه يرى من كان معه هناك وماذا كان يفعل .. خرجت حينها مونيكا و كادت تصدمه
شهقت برعب عندما رأته مما زاد تعجبه وسألها باندهاش: أنتِ كنت مع آذار؟!
رأه هذا السؤال يدل على انه رأه هكذا فسر عقلها سريعا فالكذب لن يكون في صالحها فقالت بصوت هاديء متزن: لسه دخله قبل منك لقيته خارج مش عارفه كان بيعمل ايه هنا ولا مع مين .. بس الاكيد ان وراه انه
+
ابعدت تفكيره عنها .. شرد وسام يفكر ما سبب وجوده هنا .. وعاد ببصره لها يسألها: يعني انتوا متكلمتوش سوا
اجابته بعنجهية شديدة: لا طبعا وده مين عشان اكلمه أنا
تنفس وسام براحة كبيرة وقال لها بصوت جاد: طب يالا عشان تروحي مكتبك
يالا يا حبيبي قالتها وهي تسير لجواره تتنفس بقوة تشعر بالاضطراب الشديد فكلمات آذار رغم انها تظهر بسيطة لكنها تشعر أن خلفها الكثير
+
---------------------------------------------
مر يومان ..
يجلس معها امام التلفاز يشاهدون مبارة للمصارعة الحرة وامامه اطباق متنوعة من «التسالي » ناولته طبق الفشار متحدثه بسخرية: شكله هيتغلب
انفعل كيان وهو يتناول الطبق منها متحدثا: مين ده اللي يتغلب ده وحش اراهنك انه هو اللي هيكسب
-يكسب أتس اوكي يا روحي
قرص وجنتها متحدثا: حلوة يا روحي دي منك ما تقومي تعملي لنا غدا حلو كده لحد ما المبارة تخلص ويا سلام لو شوية محشي وممبار الله
اجابته وهي تتناول طبق الكاجو لا طلبك مرفوض يا روحي .. انا اخري اعملك لك لحمة مسلوقة مشوية كده وجمبها مكرونة .. اقوم اعمل ولا نطلب دلفري احسن
+
اجابها وهو يتناول الهاتف: نطلب دلفري طبعا انا نفسي في المحشي يبقى لازم اكله
ضحكت متحدثه: طب اطلب لي بيتزا بقى لاني مش هاكل اللي أنت هتجيبه ده
هز رأسه بيأس متحدثا البيتزا بتخن اكتر من المحشي على فكرة
وضعت قدم فوق الاخري على الطاولة التي امامها وهي ترتدي جيب جينز قصير اجابته بثقة: بس بحبها اكتر حتى لو هبقى الف كيلو
همس لنفسه الف كيلو من العسل
نظرت له بطرف عيناها ثم تابعت مشاهدة للمبارة
6
في المساء ...
تقف خلف بابا الحمام متوترة تسأله بشك: أنت كويس ولا ننزل لاي دكتور قريب
اجابها وهو ينازع بالداخل: لا كويس تقريبا شكلي تقلت في الاكل شوية وكان سمين
اجابت نفسها بهمس: أنت كان ناقص تاكلني يا كيان ثم رفعت صوتها متحدثه: تقريبا كده ..طب اعملك شاي
اجابها بتأكيد ماشي اعملي
اتجهت تصنع كوب من الشاي وهي بالعادة لا تصنعه .. فقط القهوة هي ما اجادت صنعه منذ وقت
+
خرج كيان يتألم يشعر بأن سكاكين تمزق امعاءه
ناولته كوب الشاي .. شعر،بأن الالم ازداد من سوء طعمة
وضع الكوب فسألته بدهشه: اشربه سبيته ليه
اجابها وهو ينازع: مش قادر
ظلت جواره حتى هدء قليلا .. فدلفت الفراش على استحياء تنوي النوم ..
غفت ومازال الالم يأكله .. يتطلع لها بغضب كان ينتظر منها أن تظل جواره حتى يتحسن لكنها لم تفعل
5
في الصباح استيقظ أفضل ...
قرر العودة .. اتصل صباحا بضحى .. اطمئن عليهم جميعا واخبرها سريعا انه قادم اليوم... كم سعدت بهذا الخبر .. واتجهت للمطبخ كعادتها الحمقاء تعد له ما لذى وطاب
+
نهضت زينات بعد وقت ..
تشعر بتحسن رهيب والفضل يعود لضحى بعد ارادة الله نزلت السلم تحاول الخروج من تلك الحالة والضعف الذي لا تحبه جذبت انفها رائحة منبعثة من المطبخ قبل أن تفكر علمت انها ضحى .. فزفرت بحنق تلك التي لا تستمع لنصائحها مطلقا ..دلفت المطبخ عليها لتجدها تعد انواع طعام عدة
تحدثت وهي تقف على باب المطبخ: امال فين الشغالين
انتفضت ضحى لم تتوقع نزولها وعندما استمعت صوتها وكانها امسكت سلكا عاريا تنفست بقوة تفكر ماذا ستخبرها .. لكنها لم تلحق تجيب وزينات تفسر بنفسها الموقف: طبعا ادتيهم اجازة النهاردة
التفتت تومي لها متحدثه: عشان كيان جاي حبيت اعمله كل الاكل اللي بيحبه
اجابتها زينات متعجبة: مهما بيعرفوا يعملوا وهو اتربي على اكلهم تخيلي .. كنتي طلبتي اللي انتِ عوزاه كانوا هيعملوه وارتاحي انتِ ولا عاوزاه يجي يقول اني مشغلاكِ وتعباكِ معايا
نظرت لها ضحى بتعجب ثم قالت: وفيها ايه لما اطبخ لجوزي الاكل بنفسي انت شيفاه بقاله قد ايه غايب عننا زمان الاكل بتعنا وحشه
ضحكت زينات متحدثه: اعملي اللي انت عاوزاه بس مترهقيش نفسك عشان زينات الصغيرة
التفتت ضحى لها بكامل جسدها متحدثه: مين
اجابت زينات بثقة: هسميها على اسمي ولا عندك مانع
اسبلت ضحى ثم قالت بفتور: لا معنديش
ظلت زينات تتطلع لها عدة دقائق ثم سألتها بشك: ايه اللي خلاكِ جازفتي بيها ودخلتي عندي لما هو ممنوع عاوزه اجابة حقيقية مش كلام متزوق .. عشان تكسبي بنط عند كيان
ظلت ضحى تتطلع لها عدة ثوان ثم قالت بصوت باهت: لا مشىعشان اكسب بنط ولا حاجة عشان ربنا قال وبالوالدين احسان
وانتِ زي ماما الله يرحمها .. كنت اعمل ايه اسيبك وكيان مش هنا .. مكنتش اقدر كان ضميري هيفضل تاعبني اناةعملت الصح من وجهة نظري حتى لو الكل هيشوف انه غلط .. انا استودعت بنتي عند ربنا والحمدلله مخذلنيش
عارفة اني ممكن بعد الشر كان حبيبتي ووضعت يدها على بطنها متابعة: تتعب لكن كان عندي ايمان قوي ان وجودي هنا اهم من خوفي
الكلمات تنزل على زينات كصفعات متتالية واخيرا خرج صوتها متسألة: يعني عملتي ده عشاني أنا
اخفضت بصرها تخبرها في تأكيد: ايوه
تأملتها لحظات ثم تركت المطبخ وصعدت مجددا غرفتها .. لقد اعطتها ضحى اليوم درسا كبير .. وعرتها امام نفسها .. اثبتت انها ابنه اصل واولاد الاصول لا يتخلون عن احد قط مهما بلغ سوءه يقفون لجواره وقت الشدة لا الرخاء
+
تختنق تشعر بأن الهواء يطبق على انفاسها .. من تلك لتفعل بها ذلك ؟!
------------------------------------------
+
كانت مشتاقة له ..
بينما هو اشتياقه من نوع اخر شعور بالذنب تجاهها
على مائدة الطعام يتحدث هو ووالدته وهي الجانب المستمع فقط لم ترتق بعد لتلك الاحاديث تبعد نفسها وكأنها مساحة حرمت عليها
طلبت منه البقاء يومين حتى يطمئنوا على والدتها وافق مستغلا الفرصة حتى تهدأ ثورة ضميره الحي
1
في غرفته القديمة يجلس على الفراش يسألها بجدية: انت اجلتي السنة دي يا ضحى
حمحمت تجلي صوتها وهتفت بارتباك: لسه كنت هعمله والله عموما لسه وقت عن الامتحان وباب التأجيل متقفلش
+
ابتعد عنها متحدثا :كملي السنة دي وبعدين نشوف موضوع التأجيل
سألنه متعجبه ايه التغير المفاجيء هو انت كل يوم بكلمة
اجابها بغضب: الحق عليا عاوزك تخلصي دراستك انا الحق عليا
اقتربت تستسمحه متحدثه: خلاص حقك عليا
+
..............................................
+
نهضت الصبح من فراشها بعد ان اخترقت اشعة الشمس الذهبية الستار لعيناها
اغلقت النافذة لينعم بنوم هاديء
نهض بعدها بفترة يطلب الفطار ..يتناوله ويخبرها بجدية النهاردة المعاد مش كده؟!
سألته متعجبة: معاد ايه؟!
الورقة يا فريدة! نسيتي!؟
تجمدت للحظات كيف تنسي امر كهذا بل هي تتناسى
اخفضت وجهها فادرك رغبتها في الصمت وعدم التطرق لهذا الامر
قال من خلفها بصوت مؤكد فين فريدة القوية ..؟!
مش عارفة كان جوابها المستفز له بدرجة كبيرة، لذا قال بصوت عملي وتصميم خطير: هتروحي وتقابليه يا فريدة قومي البسي يالا
ايه اروح فين بطل هزار ياعدلي مستحيل اعمل كدا
+
انتهى الامر بانها تسير لجوار متجهين للمكان المذكور في نهاية المطاف ...
كانت قاعة كبيرة...
احتفال بعيد مولد احد..
لحظة ماذا يحدث .. متعجبة فريدة لكن مع دخولها تصاعدت الالعاب لتكون مفاجئة لم تخطر على بال أحد
1
يتبع
+