اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم ايمان سالم 

الفصل الخامس والأربعون
أريدك في الحلال
إيمان سالم

+


فلتكن اليد التي تجمعني
والقلب الذي يشقى ليسعدني
ومن حياتك ابدا لا تطرحني
أنا الناقصة دونك قلبا
والمكتملة بك دربا
أنت الروح وأنا الحياة

+


في الغرفة ..
تشعر باختناق شديد ..قلبها يؤلمها هكذا كانت شكوها لكن الطبيب بعد الفحص أكد لها أن حالة القلب بخير وأن كل ما تشعر به هو ألم نفسي
نعم هي في ألم نفسي كبير تجلس على الفراش بعدة كدمات في الجسد وبدون عقل لقد ذهب عقلها مع ذاكرتها .. لا تعلم أحد
حاول معها الطبيب أن تتذكر شيء ولو يسير لكن دون جدوى الأمل الآن أن تعود لها الذاكرة من تلقاء نفسها وبمساعدة بعض الادوية والانشطة التى يطبقها معها

+


جاء لزيارتها بعد الحادث يشعر بتأنيب ضمير وخصوص أنه يتوقع أن تكون فتاة من عائلة كبيرة ملابسها تدل على ذلك يوم الحادث .. فهي الآن ترتدي ثياب جاء بها واعطها للمرضة تقدمها لها حتى لا تغضب او تظن به ظن سيء .. فهو ما فعل ذلك الا تعويضا على ما اصابها
دلف الغرفة بعد أن اخبرتها الممرضة انه بالخارج ينتظر الدخول .. دلف في تؤدة .. لم ترحب به كثيرا كعادته 
جلس على مقعد بعيد واضعا باقة من الورد قبل جلوسه لجوارها هاتفا: شكلك النهاردة احسن
ايوه الدكتور قال كده بردة
حمحم متحدثا: بردة مفتكرتيش حاجة
رفعت بصرها له في لوم وقالت: اكيد الدكتور قال بردة ..انه لسه
شعر بالارتباك وقال بصوت مهتز: ارجوكِ بلاش تحسسيني اني مجرم أنا جمبك لحد ما تفتكري كل حاجة وتبقى كويسه
حدجته بنظره غاضبة
فعدل كلماته هاتفا: اقصد في العلاج واي طلبات ليك اظن مش هتفضلي هنا كتير الدكتور قال انك بقيتي احسن وكلها يومين بالكتير وهتخرجي من هنا

+


عادت ببصرها تنظر للامام في ألم وسالت دموعها ضعفا في صمت مهيب
تحركت مشاعر الانسانية تجاهها فعدل جلسته لمقعد اقرب متحدثا بتعيطي ليه دلوقت أنا كلامي ضيقك
اجابته بألم: ايوه لاني مش عارفه بعد اليومين دول هروح فين أنا حتى ممعيش فلوس
شعر بالغضب من نفسه كيف غاب عنه احتياجها للمال لربما احتاجت شيء من سيعطيها الان وهي وحيدة فقال بصوت معتذر: اسف بجد لكل اللي بتمري بيه واخرج من جيبه حافظة النقود ثم لفافة من المال واقترب يضعها لجوارها متحدثا: خلي دول معاكِ لحد ما تقومي بالسلامة
شعرت وكأنها تلقت كف شديد هل يتصدق عليها .. تشعر أنها كانت اهم من ذلك .. تشعر بغضل كبير فقذفت المال اسفل قدمه متحدثه بوقاحة وهي تنهض لتجلس على الفراش نصف جلسه مما اظهر قوامها الرشيق امام عيناه ليتفحصه دون ارادته: أنت قليل الادب شايفني شحاته قدامك أنا اكبر من كده مش عاوزه فلوسك دي خدها
تنفس داخله بغضب وقال بصوت لا يخلو من الحزم: أنا مش شايفك شحاته لكن بحاول اقف جمبك لحد ما ترجع لك الذاكرة فالمفروض تشكريني بدل ما ترمي الفلوس بالطريقة السوقية دي
اتسعت عيناها ذهولا: هل يعطيها درسا في الاخلاق
ضيقت عيناها قليلا متحدثه بصوت غاضب تضغط الحروف لتخرج من بين اسنانها وكأنها أله: مش عاوزه مسعدتك ولا عاوزه فلوسك أنت مغرور على فكرة
ضحك بقوة وقال بصوت لين: أنا لو مغرور مش هسيب كل اللي ورايا وأفضي نفسي عشان اجي اطمن عليكِ

+



                          
                
اسبلت تشعر بأن الكلمة جاءت في منتصف الجبهة قصف متمكن فتلعثمت تبحث عن كلمات فلم تجد سوى كلمتين سيئتين نست قولهم سابقا: امرك غريب هو أنا طلبت منك تسيب اللي وراك عشان تجيلي .. بسيطة متجيش

+


نهض تاركا المال ارضا دون جمعه ..
نادته تخبره: نسيت الفلوس ..أنت .. الفلوس
لكنه اسرع من خطواته دون الالتفات لها
لن تنكر أنها في حاجة شديدة لهذا المال فهي تحتاج اشياء خاصة ما كانت تعلم من اين ستأتى بحقها
لكن كبريائها منعها من جمعه ظلت تتأمل المال وتشعر أن هناك حاجز بينها وبينه
استدارت اردت الهرب من كل شيء وماعساها سوى النوم والهروب تناولت حبة من الدواء .. سقطت في بحر عميق من النوم بعد لحظات قليلة 
لم تدرك الايدي الخفية التي جمعت المال ثم وضعتها اسفل وسادتها وهي تطالعها في آسى وحزن
.....................................................

+


وصل المطار ..
وأخيرا عادت روحه لجسده مجددا بعد فراق طويل لقد تركها هنا وغادر دونها، الهواء بنسماته له نكهة خاصة ينعش رئتاه وقلبه المحب

+


قرر الأتصال به اولا قبل أتخاذ أي خطوة

+


يفعل فجاءه السائق الخاص به يقله حيثما أراد بترتيب مسبق
صعد السيارة لا يعلم أي وجه سيتخذ فاخبر السائق بعشوائية اطلع وبعدين هقولك هتروح على فين
نفذ السائق رغبته دون زيادة

+


في الطريق ..يتصل به ولا يحصل على رد .. بدأ يتسلل لقلبه قلق غريب لا يعلم ماهيته

+


وعلى الجهة الاخرى كان يتهرب منه الايام الماضية ماذا يخبره .. رأى رقمه يضئ الشاشة وكأن حشرة سامة لدغته .. غير مستقر يشعر بأن حرارته ارتفعت فجأة
وقرر انه لا يجيبه مطلقا .. وعند عودته يتحجج له بإي شيء وانتهى لا يعلم بأنه عاد مصر

+


شعر ماهر بالاستياء والقلق ..
فقرر الذهاب لبيته مباشرة
بعد وقت .. كان يصعد الدرج قاصدا شقته ..طرق الباب وأنتظر .. فتحت ابنته الباب .. فعاد للخلف خطوة متحدثا بإدب: ازيك يا هاجر ..بابا موجود
الحمدلله يا عمو بخير ..لا بابا في الشغل
اومأ ماهر بتفهم ثم سألها بخبث يقصده: هو تلفونه معاه عشان اتصل عليه؟
-اه معاه 
-طب اديني الرقم لانه ضاع مني
اعطته الرقم كان ذاته دون تغير، شكرها وغادر متعجبا ويتسأل في داخله لماذا لا يجيب اتصالته إذا .. زاد القلق اضعاف دون ارادته

+


في الشركة ...
لم يتوقع أحد حضوره ..
لكن كل العمال والعاملين بل استثناء رحبوا به بشدة فهو كان سخي معهم ورحيم رغم تقديره للعمل ...
اتجه لغرفته مباشرة طرقها فإذن له بدخول ظنا أنه أحد العاملين
فتح الباب ..فرفع بصره له متجمدا وشعر بأن بوادر جلطة ستصيبه لا محاله وهو يرى ماهر امامه، متى جاء من أين ظهر له لا يعلم؟!
يحاول بلع ريقه لكن حلقه جف تماما وأنتفض بفزع عندما رن هاتفه امامه .. نظر للهاتف فوجد أسم ماهر يضيء الشاشة

+


لقد وقع في الفخ .. عاد ببصره سريعا له فوجده يدخل مغلقا الباب بعنف خلفه متحدثا: يعني أنت شايف اتصالاتي ومش بترد قصد بقى؟!
ازدرد ريقه بصعوبة متحدثا بتلعثم: اس استنى بس هفهمك
اقترب منه ماهر متحدثا بغضب العالم: ايوه أنا عاوز افهم ايه اللي بيحصل بالظبط.. ليه مبتردش عليا؟!

+



        

          

                
اخفض بصره يحاول تجميع كذبه سريعة مناسبة 
باغته ماهر بدفعة اجلسته على المقعد متحدثا بغضب وعينان تقدحان شرار: عملت ايه لجمانة .. في حاجة أنا حاسس من الصبح أنطق؟ 
اجابه الرجل دون رحمة: معملتش لها حاجة هي اللي مشت لما عرفت اني كلمتك عشان تتدخل سابت البيت ومشت لوحدها من غير ما اعرف
شعر ماهر بالتعجب فسأله وهو غير مصدق لما قال: وايه اللي يخليها تمشي من غير علمك ليه مرفضتش اتصالي من الاساس وتدخلي 
-ما أنا قلت لك قبل كده بس شكلك نسيت اني كلمتك من وراها بس بعدها سمعتي وانا بكلمك في يوم وزعلت قلت هتاخد على خاطرها شويه وهتهدى مكنتش اعرف انها هتعمل كده ولا هتسيب البيت حتى من غير ما تقولي للدرجة دي الخلافات بينكم وصله لطريق سد يا ماهر 
صمت ماهر للحظات وكلماته الرجل الكاذبة ينهش قلبه وجسده ليعني هي فين دلوقت
معرفش صدقني معرفش
تركه ماهر مغادرا الغرفة يسبه بعنف ويسبها ايضا تلك الغبية التي تضر نفسها على الدوام .. اتكره تدخله لتلك الدرجة هو بالاصل ما جاء الا لنجدتها غاضب ويفكر في التراجع وتركها لكن شيء بداخله دفعه ليكمل ما جاء من أجله
اتجه لغرفة ابن عمها السارق المحنك والذي علم بوجوده منذ قليل وينتظره .. ابتسم في نفسه وهو يراه يدخل الغرفة بهمجية دون طرقها .. وغير ابه بنداء السكرتيرة الخاصة به
اغلق الباب متحدثا بصوت جليدي: طلعت حرامي كبير كلت التورته كلها وانا اللي كنت فاكرك طمعان في خرطة منها
ضحك ابن عمها ساخرا وقال بصوت مستهزء: كل حاجة عملتها بالقانون والقانون لا يحمي المغفلين
اومأ ماهر بالايجاب مؤكدا: أنت صح ..في دي عندك حق هي اللي ادتك المفتاح على طبق من ذهب مش هالومك ابدا .. بس اعرف انك قبل ما اجي كنت مش مضطر ترجع لها حاجة انما دلوقت واقترب ممسكا اياه من تلابيب ثيابه متحدثا بوحشيه :هترجع كل حاجة ورجلك فوق رقبتك سامع 
دفعه متحدثا بصلابه وقوة: وأنت بتتكلم بصفتك ايه؟!
من غير صفة هترجع اللي خدته منها ورجلك فوق رقبتك أنا فكرت انك هتصونها دي مهما كان دمك ولحمك بس للاسف طلعت خسيس مكنتش اتخيلك بالحقارة دي 
-ملهاش حاجة عندي واللي اخدته ده شطارة
-لا سرقة وصدقني لو مرجعتوش بمزاجك هترجعه غصب عنك وساعتها هتكون أنت اللي اخترت ده

+


تحدث بلهجة قوية واثقة: متفكرنيش هخاف زي الاول الوضع اختلف النهاردة مش زي انبارح فاتكلم على قدك كلام هتقدر تنفذه
دفعه ماهر بقسوة متحدثا: هتشوف يا حرامي أنا هعمل ايه مش بهدد أنا بنفذ وهم بالمغادرة 
صرخ خلفه وهو يغادر على السكرتيرة قائلا: اطلبي له الامن خليهم يطلعوه بارة ونبهي عليهم ميدخلش الشركة هنا تاني برجليه واللي هيخالف كلامي ده هيتحول للتحقيق سمعمااااني
هرولت تهاتف الامن تخبرهم بكلماته دون انقاص حرف واحد

+


في السيارة طلب من السائق المغادرة وتركه بمفردة ...يشعر بأن الدنيا اظلمت في عيناه .. كان يتوقع شيء وحدث شيء اخر تماما
يتسأل بداخله أين هي الآن وشيطان رجيم يخبره لربما لجئت لمعتز من جديد
شعر بأن الدماء تتقاذف لرأسه وضربات قلبه تسارعت فقاد السيارة بلاوجهه يحاول اخراج كل المشاعر السلبية في سرعته
.....................................................

+



        
          

                
تركها لعملا هام ..
لكنه اخبرها قبل مغادرته أنه سيطمئن عليهما بالهاتف
التمست له العذر وكيف لا وهو يعمل من اجل تلبيه رغباتهم .. وهي في الاساس لا تطلب شيء!!

+


انهت الفحص وغادرت تشعر أنها تطير كعصفور،في السماء منطلقه تتنفس الحرية بسعادة 
ادمعت عيناها فرحا وهتفت بحنو شديد: أنا مبسوطة أوووي أنها بنت، بنوته يا حنة تعرفي حاسة اني بحبها من زمااان اوووي نفسي اشتالها في حضني حالا احضنها العبها اقول لها اد ايه أنا بحبها

+


امسكت حنة ذراعها متحدثه بسعادة لا تقل عنها: فعلا شعور حلو اووي ان هيجلنا كائن صغير كده نلعب بيه يا جمالووو 
اومأت ضحى متحدثه: هجيب لها العاب كتيير مش هخلي نفسها في حاجة نفسي تيجي بخير بسرعة بقى يا حنة 

+


تنهدت حنة متحدثة ان شاء الله هتيجي بالسلامة وتفرحي بيها انتِ وبابها .. صحيح هو كيان عارف انك هتعرفي النهاردة نوع البيبي
اجابتها بصدق: هي الدكتورة قالت لي ان ممكن يبان المرة اللي الجاية وهو كان نفسه يجي بس عنده شغل فمعرفش يجي
اومأت حنة بتفهم وقالت: كويس انه مجاش عشان خالتو تبقى موجودة وتعرف قبله 
ضحكت ضحى بسعادة وهتفت: هو قالي انه هيطمن علينا بالتليفون 
-ربنا يخليه ليكِ يا ضحى ويبقى حنين دايما عليكِ
يارب قالتها ضحى بتمني شديد

+


الوقت يمر وعيناها على الهاتف تنتظر اتصلا منه يريح قلبها حتى خافت ان تلاحظها حنة فتماسكت ومن حين لاخر تنظر للهاتف بحسرة مع انشغال حنة ..حتى الآن لم يطمئن عليها ولا على طفلته 

+


لم يمر وقت طويل واستمعت لصوت الهاتف فظنت هو فرفعت الهاتف سريعا تقرأ الاسم فاصابها ذهول 

+


مازالت في المطعم مازالت مع حنة ....
لم تتوقع أن يكون الاتصال من حماتها
كادت الا تجيب لكن في اخر لحظة رفعت الهاتف لاذنها تشعر بنفور غريب تجاهها
فجاءها الصوت الغير متوقع: ازيك يا ضحى هانم
-الحمدلله قالتها وهي تتأكد من الرقم هل صحيح ام اذنها اخطأت الصوت
هتفت الخادمة في شيء من الرجاء: لوسمحتي يا ضحى هانم معلش يعني كيان بيه معاكِ لان مش عارفين نوصل له، والهانم بترن عليه موبيله مقفول
تعجبت ضحى متحدثه: لا هو في شغل .. خير في حاجة عاوزينه فيها .. اقول لها له لم يكلمني
ترددت الخادمة قبل أن تخبرها : اصل الهانم تعبانة شوية وكانت عاوزه كيان بيه جمبها

+


صمتت ضحى وبين نارين تركها وهذا ما يخالف قلبها والذهاب لها على الفور والغاء عقلها الرافض للامر
اغلقت الهاتف مع الخادمة تخبرها بأن ستتصرف في الامر وان لا تقلق

+


لاحظت حنة تغير وجهها فسألتها بشك: مالك في حاجة ضيقتك؟!
اخبرتها ضحى بتردد: مامت كيان تعبانة والبنت بتتصل بيا تسألني عنه مش عارفين يوصل له وفي نفسها «هما كمان »
فسألتها حنة: طب وهتعملي ايه
لم تحتاج سوى ثوان وهي تنهض متحدثه: قومي وصليني عندها مش معقول هسيبها حتى لو هي مطلبتش اني اكون جمبها .. ده واجب عليا
ردت حنة في تعقل: هو واجب وكل حاجة بس بردة حماتك صعبة حبتين وبدل ما طلبتش منك تروحي لها خلاص كلمي كيان وهو يتصرف ونهضت حنة متجهين للسيارة .. فقالت ضحى ردا على كلماتها: فكرك كده
اكدت حنة متحدثه: اه طبعا .. ملكيش دعوة أنتِ

1



        
          

                
في السيارة ..
تشعر بتأنيب الضمير فلم تستطع التجاهل أكثر من ذلك فقرءت الذهاب مؤكده على حنة: وديني لمامت كيان مش هقدر اسبها ضميرى بيأنبني من دلوقت مبالك لو روحت وبعدين هي كبيرة فلازم اروح اطمن عليها حتى من بابا صلة الرحم
نظرت لها حنة بتفاخر وقالت: اللي زيك خلصوا خلاص بنت اصول يا ضحى .. خلاص هوديكي ولو حبيتي تروحي كلميني اجي اخدك اروحك 
اومأت لها في رضى
اوصلتها بالفعل وغادرت...
في الفيلا تنتظر الاذن لها بالصعود لغرفتها
طال الوقت حتى شعرت بأنها لا تريد رؤيتها وقتها أحست بغضب وحزن كبير وندم على مجيئها وعدم استماعها لنصيحة اختها 

+


نهضت بوهن تضع يدها خلف ظهرها تدعمه واتجهت للباب الزجاجي المطل على الحديقة تفتحه لتتنفس هواء نقي عله يخفف من حدة ما تشعر به
فجاءت الفتاة من خلفها تحدثها بتهذيب: الهانم منتظراكِ فوق
تعجبت طول المدة لكنها صعدت لاعلى
كانت على الفراش سيدة آخرى غير التي تعرف أين المكياج الصاخب واللبس الفاخر
فالراقدة على الفراش لا تمت لها بصلة اقتربت تحدثها بتوتر لا تعلم كيف باتت تخشي التحدث معها او البقاء معها بمفردها .. وكأنها جلاد ينتظر الخلوة بها ليذيقها من فنون تعذيبه الكثير، اقتربت تجلس على مقعد جوار الفراش متحدثه بحنو: سلامتك يا طنط .. انا لم عرفت انك تعبانة زعلت اووي 
-كيان فين مش بيرد ليه وقافل تليفونه؟!
اجابتها بحزن: اكيد في الشغل معلش ده حتى كان مواعدني انه يتصل بيا النهاردة بعد معاد الدكتورة وشكله تقريبا نسى كمان
كانت في حالة سيئة لم تتطرق لحديث آخر فنهضت ضحى تحاول ان تتصرف في الامر تفكر لمن تلجأ لاح في الافق أنس وخصوصا بغياب فريدة
لم تنظر وطلبت رقم هاتفه من حنة 

+


كانت في حالة من الخجل كبيرة لكن خوفها على حماتها جعلها تجتاز الكثير منها وها جاءها صوت أنس المرح: دكتور أنس مين معايا؟
ابتسمت تلقائيا رغم الهموم التي تحمل وقالت بصوتها الهادئ: ازيك يا دكتور أنس أنا ضحى
الرتم الناعم هذا يشعر بأنه يعرفه قبلا فقال بصوت متزن: الحمد لله، أهلا وسهلا
تشجعت متابعة: معلش لو كنت ازعجتك بس الحقيقة أنا ملقتش حد غيرك اللجأ له في الظرف ده لان كيان مش موجود

+


ضحى! قالها متعجبا عندما ادرك أنها أخت فريدة وقال بصوت ملهوف خشية ان يكون أمر خطير: خير يا ضحى في ايه؟!

+


-مامت كيان تعبانة وكنت محتاجة دكتور كويس يجي هنا الفيلا لوسمحت يا دكتور أنس
اجابها مؤكدا: الف سلامة عليها اعتبريها بقت كويسه أنا جاي حالا ومعايا دكتور مسافة السكة واكون عندكم 

+


-مش عارفة اشكرك ازااي بجد
-مفيش الكلام ده بينا يا ضحى خليكِ جمبها وأنا مش هتأخر عليكم
اجابته برضى: في انتظارك

+


دخلت الغرفة من جديد .. نادتها كانت تائهة تفتح عيناها قليلا ثم تغمضها بألم كبير ولم تدرك ضحى أنها مصابى بحمى شديدة 

+



        
          

                
لم يمر وقت طويل وجاء بسيارته ولسوء الحظ اوقف السيارة خارج الفيلا فجاءت سيارة خلفه مسرعة دفعته للامام قليلا محدثه تصادم بينهما يعد قوي

+


صرخ ألما هو والطبيب المجاور وبينما صدحت صرخت شمس في الأرجاء في الخلف 
نزل من السيارة متحدثا بعنف: يا نهارك مش فايت عندما لمح أنها انثي .. وتابع وهو يرى الضرر الذي لحق سيارته دون سيارتها: ايه اللي هببتبه ده العربية باظت منك لله دي لسه عليها اقساط
نزلت من السيارة تئن ممسكه احد ذراعيها وهتف بصوت معتذر: اسف مشفتش عربيتك وملحقتش ادوس فراامل
تحدث انس بغضب: بتركبي عربية ليه بدل مبتعرفيش تسوقي يا ماما انتوا ملكوش ركوب عربيات
هتفت بغيظ شديد: وأنت مالك اركب عربية ولا لأ وبعدين أنت اللي غلطان ده مش مكان للركنة
نزر للعربية بحسرة متحدثا: منك لله وكمان بتتفلسفي روحي يا شيخه ربنا موجود
انا ممكن اصلحهالك عادي يعني
اجابها متضررا: مبقبلش العوض يا شاطرة
حدجته بنظرة غاضبة وصعدت سيارتها من جديد
دلف هو والطبيب الفيلا يشعر بالغضب لما حدث بسيارته لكن ماذا يفعل
كانت في انتظاره ضحى وسمعت ضجة بالخارج لكنها لم تتوقع ان يكون أنس احد اطرافها
فسألته حينما رات منظره العابس: في حاجة حصلت
اجابها بسخط: مفيش واحدة قليلة الذوق خبطت العربية بتاعتي لا وكمان بتبجح
عضت ضحى شفتاها خجلا منه وقالت انا السبب انا اسفة جداا
قاطعها أنس متحدثا: ده نصيب اولا ثانيا أنتِ مالك انت اللي كنتِ سايقه متشغليش بالك حاجة بسيطة وهتتصلح
ثم سألها بجدية: امال والدة كيان فين
اشارت له بعملية فوق اتفضلوا
اجابها برزانه انا هستنى هنا ممكن تطلعي مع الدكتور انتِ
صعدت معه للاعلى واتم فحص زينات بدقة ونزل لاسفل ..في الردهة.. يكتب الدواء ويملي عليها بعض التعليمات: ضروري جدا المحافظة لان الدور اللي عندها معدي واعتقد انك حامل فياريت متدخليش عندها الاوضة الا بكمامة وياريت بلاش يكون افضل

+


تحدث معه أنس: للدرجة دي يا دكتور 
اجابه بتأكيد للاسف آه الحامل ممكن تضر وينتقل لها العدوى بسهوله
هتفتةضحى بجدية: ان شاء الله هحافظ متخافش يا دكتور المهم هي هتبقى كويسه
اجابها بتأكيد الدوا ده في مواعيده والاكل اللي كتبه تحت ده وهمر عليها كمان يومين اتابع الحالة
شكرا يا دكتور تعبناك معانا
رغبت في اعطاءه مالا فمال عليها أنس متحدثا: عيب كده عدلي ممكن يطردنا من المستشفي أنا وهو
ابتسمت ضحى متحدثه: تعبتكم جامد
تعبك راحة متقوليش الكلام ده سلم لي على كيان والف سلامة عليها
اتسعت عينها باصرار والله مش هتمشوا الا متكلوا الحلو ونادت الخادمة لتسرع
اجابها الطبيب الاخر مرة تانية لاننا ورانا شغل
لكنه وجد من يسحبه جالسا لجواره هاتفا: يا ضحى مش عاوزين نتعبك
لا تعب ايه يا دكتور .. ولم تكمل حتى وجدت الخادمة تدخل تحمل صينية كبيرة تحمل أنواع عدة من الحلويات
سال لعابه حبا ..
ناولته طبق ممتليء كاد يحتضنه مقبلا كل قطعة فيه قبل تذوقها ..الله قالها مع أول تذوق له وكأنها تمر بقلبه لا معدته
ابتسمت ضحى متحدثه: بألف هنا
اتفضل ياةدكتور وناولت الطبيب الاخر طبق
تذوق منه يشكر محتواه وصانعه
وكم كانت الجلسة لطيفة حتى ظهرت شمس
عض أنس بما يأكل حتى كادت تذهق روحه ناولته ضحى بلهفه كوب ماء متحدثه: اشرب مايه
وضع الطبق من يده يطالع شمس وقد افسدت شهيته تماما
وهي عندما رأته تبدلت الوان وجهها بجميع الالوان 
فسألت ضحى أنس عندما اطال النظر لشمس والصمت معا: هو أنت تعرفها
ابتسم متحدثا بسخرية: طبعا مهي دي الاستاذه اللي خبطت العربية من شويه
نزلت الكلمة كالصاعقة على ضحى وشعرت بالحرج اكثر من شمس 
---------------------------------------------

3



        
          

                
طوال اليوم تشعر بالتوتر هل تخبره ام لا وبالنهاية قررت قطع هذه الورقة ونسيان امرها تماما وكأنها لم تأتيها مطلقا
مر اليوم بين ينزه وسباحة ..دلالا وحنان ..عشق ومودة .. وجاء الليل .. ومازالت تتقلب في الفراش وكأنها على اشواك
الحرير خادع ..
وعينها تبصره بخوف من كل شيء ..
لكنها لم تستطع تلك المرة وهي تقترب منه كان موليا ظهره لها مالت عليه تتخده وسادة ترمي عليها كل حمولها وقالت بصوت ناااعم: عدلي أنت نمت
-مممم لسه
-كنت عاوزه اقولك على حاجة وصمتت
اجابها بهدوء: قولي يا فريدة سامعك
صمتت طويلا حتى تعجب فالتفت لها وجدها تطالعه بنظرات غريبة
سألها بلهفه: مالك يا فريدة
في حاجة حصلت وكنت مشى عاوزه اقولك ولا افتكر انها حصلت لكن حاسة اني لازم اقولك مش قادرة اخبي عليك أنا عاهت نفسي النفس الجاي معاك وبيك
عدلي ونهضت تخرج الورقة من حقيبتها متحدثه واحنا انبارح تحت في اللوبي العامل جاب لي دي 
فتح عدلي الورقة وقرأ ما بها متعجبا معتدلا جالسا على الفراش وهتف: ايه ده؟!
مش عارفة ومش فاهمة؟!

+


كور الورقة وقذفها متحدثا: ليه مقولتليش من انبارح كنت هتخبي عليا بردة
قفزت على الفراش وكان طالها مس كهربائي وهتفت بصوت متوتر: لا طبعا أنت لسه عندك شك فيا أنت مش خلاص سمحتني
اجابها بتأكيد: سامحتك بس ليه خبيتي عليا
كنت مش عاوزه حاجة تعكر علينا فرحتنا ولا يحصل زي ما حصل دلوقت
هدأ من روعه متحدثا بحزن :لسه عندك شك في حبي يا فريدة
اجابته وهي تقترب منه تمسك ذراعاه: لو شكيت في نفسي أنت لا .. سكوتي حب مش شك ..سكوتي خوف على فرحة استنتها سنين تضيع بحاجة مش عارفة يعالم هي ايه
اجابها بثقة: يمكن تكون ليك ويمكن لا هي كلام ملوش معني محدد ولا مذكور من مين لمين
اجابته بقلق: ممكن بس مش اكيد وبردة ممكن حد عاوز يبوظ فرحتنا انا بقيت بشك في كل حاجة واي حاجة بقيت اخف من بكرة
اجابها بحزن حتى وأنا جمبك يا فريدة
ابتسمت بحزن متابعة: أنا مبقتش اخاف من بكرة الا اما بقيت جمبى 
بس كده مش صح لازم يكون عندك يقين بالله ان مش هيصبنا الا اللي ربنا كتبه لينا
ونعم بالله يا عدلي .. عارفه ده بس حقيقي بقى غصب عني مش بإديا
تنهد يضمها لصدره بقوة متحدثا: مش حابب أنك تكوني ضعيفة بوجودي أنا سندك وقوتك
بحبك اوووي يا عدلي 
الحب هل تخبره اياه المعتوة بكلمات هو لا يريد الكلمات هو يريد الغوص معها في بحر من العشق والملذات
تاهت بين امواجه وغرقا معا ولم تكتب لهما النجاة

+


صباحا وهو يداعب خصلاتها بيداه شارد فيما قالته امس وفيما يفكر ..
فاقت في لحظات شروده فاستقامت قليلا تقبل وجنته هامسة: صباح الورد
اهداها بسمة الحياة قائلا: الورد بس ده الورد والفل والياسمين 
-صحيت امتى؟ 
-قبلك على طول .. تفطري هنا ولا تحت؟
فردت ذراعاها بحركة ناعسة وقالت: لا هنا حاسة ان جسمي لسه مفكش
ضحك مقتربا منها وهتف: طب أنك ممكن اعملك مساج يفكه
ضحكت وهي تنهض من على الفراش تسحب الشرشف تلف به جسدها متحدثه بصرامة كاذبة: لا شكرا مبحبوش أنا هاخد شاور يفكني دلوقت
يا "فري" فكري أنا بدور على مصلحتك
قهقهت عاليا وهي تدلف الحمام الخاص بالغرفة
ابتسم بسعادة وراحة فضحكاتها عنده تساوي كنوز الدنيا

+



        
          

                
.......................................................

+


لم تلتزم ضحى بكلمات الطبيب بل كانت تدخل الغرفة وتهتم بزينات بنفسها شخصيا لم تتركها وحدها .. استعانت بالله ودعته ان يحميها ويحفظ جنينها .. 
وبدأت زينات تتعافى ولجوارها ضحى ..
الانسانة التي لم تسلم من سمها يوما ..
تطالعها بغضب ما كانت تتمنى أن يكون لها فضلا عليها يوما ..ض
لكن جاء اليوم الذي حدث فيه ذلك رغم انها لن تعترف بذلك ابدا فكل شيء لديها له حل
وفي قراره نفسها تشعر أن ضحى ما رافقتها في مرضها الا لتتفاخر بذلك ويكون لها ذلة 
وهي لن تمنح أحد الحق في ان يمسك عليها ذلة مطلقا 
تتوعد لها في نفسها ولنرى من سيضحك في النهاية لكنها صامتة الان لسببين غياب ابنها الذي وعدها بالعودة في اقرب وقت وحتى تتعافى

1


...............................................

+


جلست على الفراش .. 
تشعر بأن الدنيا ترفعها للسماء وبعدها اخر أرض مرارا وتكرار حتى اهلكتها ...
باتت انفسها مكتومة ضائعة ..
وحيدة لا يد تمتد تسندها ولا كف يربت على ظهرها المنحني قبل اوانه

+


فتح الباب بعد أن طرقه ودخل متحدثا بجدية لامستها في كلماته: يالا عشان اوصلك البيت
استمعت للكلمات لم تستوعب ما قاله تحديدا الا بعد دقائق وهو ينتظر حتى رفعت وجهها تسأله :أنت عرفت أنا مين؟
لا كانت كلمة واحدة لكن تأثيرها كان كبركان اصابها فاهلكها دون نجاة
-قومي معايا
-على فين سؤال ..رجاء لا تعلم ماهيه من الاساس
اجرت لك شقة تقعدي فيها لحد ماترجع لك ذاكرتك من تاني
طب وهتعمل معايا كده ليه
اجابها بهدوء: اعتبريها انسانية مني
قالت بسخرية رغم الحزن: قصدك شفقة يعني
هتف بغلظة ولو حتى شفقة المهم انك تكوني بخير لحد ما تعرفي انتِ مين .. ممكن تقومي يالا
ترك لها حرية الاختيار .. فلم يكن امامها سوى القبول.. صعدت لجواره السيارة في صمت مهيب لم يحاول اي منهم اختراقه

+


اوصلها .. كانت مترددة .. خائفة فهو بالنهاية شخص لا تعرفه ..بل هو شخص اذاها
دلف قبلها متحدثا ادهلي وسيبي الباب متخافيش مش هعملك حاجة صدقيني
لحظات ولم تجد نفسها سوى تتبعه وتركت الباب مفتوح
اخبرها في هدوء المطبخ من هنا والثلاجة والفريزر فيها اكل كتير متقلقيش 
هنا اوضه النوم
واشار لطاولة صغيرة تحمل عدة اشياء وقال: وده تليفون مسجل عليه رقمي لو احتجتي اي حاجة في اي وقت كلميني
وده حاجات ليكِ اتمنى ذوقي يعجبك
تطلع لها ولصمتها لم ينتظر كلمة شكر وغادر وقبل أن يغلق الباب وضع على طاولة صغيرة بجواره ودي مفاتيح الشقة كلها عشان تطمني ولزيادة الامان في قفلين لوحبيتي تستخدميهم واغلق الباب خلفه

+


جلست لجوار الطاولة وامسكت الهاتف تتطلع له يعد تليفون جيد .. دفع فيه عدة الف .. لم يبخل عليها وفتحت الحقائب لترى ملابس متعددة متنوعة
نهضت تحمل واحدا منهم تريد الاستحمام وارتداءه لتشعر براحة

+


تمر الايام وتتسأل لما يفعل معها ذلك
تتعافى نفسيا وتراه قريب .. لا يبخل عليها ولا يطلب منها شيء
ترتدي الملابس بسعادة وهو يشعر بسعادة اكبر وهو يراه تناسبها تماما وسعيدة بها 
حتى جاء اليوم الذي فاجئها بطلبه: تتجوزيني
تلعثمت متحدثه: اتجوزك!
ايوه أنا حبيتك واتعلقت بيكِ وبقبت بفكر فيكِ ليل نهار محتاجك جمبي محتاج واحدة ست في حياتي ومش عاوز الحرام وهوفر لك كل اللي تطلبيه مش هظلمك

+


كان جوابها المحير: سبني افكر

+


ينتظر الرد ..
جاءها ثاني يوم ..
حتى يعلم الجواب ووعدها انه في كلتا الحالتين لن يتخلى عنها ..
كان جوابها المريح له نفسيا: موافقة
ابتسم متحدثا: اكلم المحامي واجيب الشهود واجي على طول دلوقت
تعجبت متحدثه: ليه محامي؟!
-هنخليه جواز عرفي مؤقتا 
-عرفي!!
مالك اتاخدتي كده اكيد هيكون الجواز عرفي انتِ ناسيه أنك فاقدة الذاكرة
ابتسم وهو ينهض متحدثا بس مش عارف هنكتب اسمك ايه في العقد على العموم هسيبك تفكري لحد ما ارجع وغادر متجها لباب الشقة
نهضت خلفه متحدثه بعد تفكير سريع: هنكتب جمانة

4


انتهي الفصل تفاعل حلو لاننا في النهايات
دمتم بخير 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close