رواية اريدك في الحلال الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم ايمان سالم
الفصل الثاني والاربعون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
التفت لها وهي نائمة في سكينة وكأن وجوده لا يفرق معها بالمرة وهو الذي توقع ان يجدها تنتظره تبكي حزنا او ربما هجرها النوم على اقل تقدير لكنها خالفت كل توقعاته بل سحقتها
+
لم يستطع السيطرة على نفسه فناداها بغيظ مكتوم: ضحى!!
تملمت في نومها واخيرا فتحت عيناها لتراه امامها تنهدت واغمضت عيناها للحظات تحاول تجميع شتات نفسها
ظنها مازالت تحت تأثير النوم فضرب الفراش لجواره غضبا، انتفضت جالسه بفزع تطالعه بتيه ولسان حالها يسأله «ايه اللي حصل ..مالك في ايه؟!»
زفر يخرج نفس طويل غاضب تبعه كلماته الحادة: نايمة ولا على بالك وكأن ملكيش زوج لسه بارة تستنيه لما يرجع او حتى تطمني عليه رجع بخير ولا مرجعش
+
اتسعت عيناها تعجبا وقالت بصوت متوتر: مش أنت قلت أنك هتتأخر وقلت كمان مش استناك
تعجب حديثها فسألها بذهول: حتى لو قلت كده تعملي عادي بسهولة ؟!
اصبحت غير مدركه لما يريد حقا فهتفت بحيرة شديدة: كياان أنت عاوز تجنني معاك .. كنت تعبانة ولما رفضت اروح الفرح زعلت، قلت لك خلاص اجي معاك عشان متزعلش قلت لا وعندت معايا ومشيت ..قلت هتتأخر ومش انتظرك بالليل دلوقت جاي تلومني وتقولي الكلام ده؟! أنا مبقتش فاهمة حاجة!!
+
امسك ذراعها يقربها منه فشهقت من فعلته ..تطالعه بعينيها السوداء المتسعة
هتف اخيرا بصوت غاضب منفعل: عاوزه تقولي ايه بالكلام ده؛ اني مجنون مثلا وبقول كلام واعمل عكسه!
اجابته في شجن: لا مش عاوزه اقول كده قالتها بحزن شديد وهي تحاول ان تحرر ذراعها من بين اصابعه
ترك ذراعها بالفعل متحدثا: امال عاوزه تقولي ايه
هتفت بتردد وتلعثم: أنت متغير معايا ..بقيت على طول عصبي .. حتى هزارك مبقاش موجود .. عرفني لو زعلتك في حاجة او لو في حاجة بعملها بتضايق .. عاوزه افهم مالك يا كيان؟
جلس على الفراش موليا ظهره اليها غير قادرا على التلفظ ولو بحرف واحد ماذا يخبرها وهو بالاساس لا يعرف ما اصابه ؟!
تنهدت بحيرة وحزن .. ترقرقت دموعها حزنا على حال قبلها فاقتربت ببطء منه تضع يدها على كتفه بحنو متحدثه: ايه مش لاقي حاجة تقولها .. عرفت بقى انك ظالمني!!
انتفض يلتفت لها فكلماتها اثارت في قلبه الكثير من الغضب وحدثها بصوت حاد: لا في بس أنا اللي مش عاوز اتكلم .. في انك مبقتيش فاضية لي
المذاكرة وبابا والبيبي وأنا فين من ده كله ..جوزك فين ..طبعا مش موجود!
اتسعت عيناها متفاجئة من تلك الثورة وهتفت بتلعثم شديد: أنت بتقول ايه .. معقول تكون زعلان اني بهتم بـباباك ولا دراستي وابنك ولا بنتك طب ازاي؟!
+
اجابها بحنق وثورة: أنا مبقتش لقيكي يا ضحى وفي نفسه «حتى بعيوبك اللي مستحملها »واغمض عينيه غيظا
جلست تمسح حبات العرق التي نبتت فوق جبينها ..تلتها تنهيده حائرة وصمت طويـل
قطعته متحدثه بألم: أنا ممكن اسيب الكلية لو عاوز انما مقدرش استغني عن ابني ولا اقصر في حق باباك
تلقى الكلمات منها كصفعات متتالية واحدة تسكره والاخر تعريه امام نفسه
نهض عن الفراش كليا متجها لاخر الغرفة لجوار النافذة يتنفس بقوة ولم يعقب على ما قالت
شعرت بالخوف عليه .. احست بأن به شيء غير طبيعي .. نهضت خلفه طواعيه تقترب متحدثه بدموع: كيان مبتتكلمش ليه!؟
أنا مش عاوزاك تكون زعلان أنا بحبك واقتربت تحتضنه في مبادرة تعد نادرة من ظهره تفرد وجهها عليه علها تستريح وتريح قلبا بعيدا عنها تائهة في طرقات ليست له!
زادت ضربات قلبه .. بدأت اعصابه في الارتخاء وثورة اخرة تقوم تطالب بحقه فيها
امسك ذراعاها الملتفين حول عضلاته يضمهم متحدثا: بجد بتحبيني يا ضحى؟!
سؤال غبي لو لم يصل لاجابته حتى الان
ادارها تواجهه يتطلع لها يرى دموعها التى تجري بلا حدود
اجابته بصوت مبحوح: طبعا بحبك أنت الراجل الوحيد في حياتي
رفع اصبعه يوقف سيل دموعها متحدثا: مش عاوز دموع .. وكأن الامر نافذ بلا فصال نفذه عقلها وقتيا .. جفت الدموع لتحل محلها بسمة مرتجفه
قربها من أكثر متحدثا: وحشتيني.. بعدك عني مجنني
+
اهتزت البسمة والتي من الاساس كانت مرتجفة .. تعلم غايته .. ولا تعرف كيف تتصرف .. يطلبها حبا واحتياج وهي لا تمتنع الا لتحيا روح صغير بداخلها
عندما طال الصمت اقترب منها اكثر متحدثا: ضحى
فاقت على يد تحرر خصلاتها وكانت تلك هي البداية
لم تعترض وكيف تعترض وهي خائفة من خسارته! وغضبه مجددا .. نفسها لا تهم فداه بل تردد لكن ما ذنب صغيرها ما ذنبه!؟
+
كانت معه جسد بلا روح ولا عقل ..الجسد مستسلم اما الروح خائفة والعقل يفكر ومازال يفكر حتى أنها لم تلحظ انها نبهته على الجنين مرارا وتكرار حتى شعر بالاستياء
فنهض مبتعدا عنها ..عروقه نافرة عيناه متوحشه
+
بينما هي بقت كما هي تلملم شتات نفسها .. المبعثرة على يداه وتطالعه الما وخوفا وكل شيء
نظر لها اخيرا قبل أن ينهض ساحبا ملابسه للخارج ظنت انه سيبقى لكن الغير متوقع هو خروجه من الشقة كلها حين استمعت لانغلاق الباب بصوت مدوي
+
استمع والده لصوت الباب هو الاخر
فـ اليوم لم ينم مبكرا بسبب عدم تناوله الدواء ..
فكر في الذهاب لها لمعرفة ما الامر لكنه تردد فقرر الاتصال بها ..
+
كانت تبكي على الفراش بشهقات عالية عندما رأت الهاتف يضيء بأسم والده شعرت بالخوف والفزع وعقلها يصور لها ربما اصابه شيء بل بالتأكيد اصابه فهو لا يهاتفها بالعادة، انتفضت من على الفراش غير مدركه لدموعها ولا لملابسها الغير مرتبة تطرق غرفته وقبل ان تنتظر الاذن دخلت تفتش عنه عيناها
وجدته على فراشه متيقظ اقتربت منه تسأله بقلق: مالك يا بابا حاسس بحاجة؟!
اقعدي يا ضحى قالها باهتزاز وهو يشير لها لتجلس جواره
+
زفرت ببعض الراحة وهي تنفذ طلبه تابعت عيناه التي تركزت على وجهها فتذكرت دموعها فرفعت اصابعها سريعا تمسح وجهها ثم عيناه وهي تجول على جسدها بنظرة متفحصة تطلعت لنفسها سريعا ربما بها شيء لم تعيه بعد
الصمت مربك لها لا تطيقه فخرج صوتها المتسأل: في ايه يا بابا اتكلم؟ ساكت كده ليه؟
اخيرا تحدث بصوت متأثر حزين رغما عنه: هو كيان زعلك؟!
حاولت رسم بسمة لكنها ظهرت متشققه وهتفت: لا محصلش حاجة ليه بتقول كده؟!
تطلع لوجهها بتفحص ثم قال: عينك ووشك اللي بيقولوا كده
اخفضت بصرها تبكي بصوت عال
سقط قلبه اسفل قدمه على بكاءها بتلك الطريقة واعتدل بصعوبة بالغة يسألها: ايه اللي حصل .. عملك حاجة .. مد ايده عليكي؟؟
+
لم تتحدث، فقط نفت برأسها ما قال
اصر عليها التحدث اخيرا قالت بصوت مبحوح: مفيش حاجة يا بابا خلاف عادي.. وهيتحل ان شاء الله
نظر لها في حزن وقال: يا بنتي بلاش الطيبة الزايدة دي متفرطيش في حقك لانه بعد كده بيسقط ومبيكونش ليكي اي حقوق
هتفت بتأكيد: متخافش يا بابا أنا كويسه، وان شاء الله كل حاجة هتتحل
-ماشي يا ضحى مش هضغط عليكي، بس اعرفي انا هنا لو عاوزه تتكلمي
ربنا يخليك ليا ..ثم سألته من بين دموعها: أنت صاحي لدلوقت ليه... أنت كويس؟!
-أنا بخير يا حبيبتي .. متقلقيش
اومأت متحدثه: اعملك حاجة قبل ما انام
لا يا حبيبتي قومي نامي عشان ترتاحي
2
نهضت تقبله قبل مغادرتها واتجهت لغرفتها تغلق الباب وتبكي وهي مستندة عليه .. تتسأل في حزن لماذا لم يرث قلب ابيه؟! حقا لكانت حياتهم أفضل من هذا
+
-----------------------------------------
+
أنتوا فين ...
أحنا عند الواد نور
طب اقفل أنا جاي لكم اهه
قاد وهو لا يكاد يرى امامه سوى صورتها النافرة الجليديةوكلما تذكرها غلت الدماء في عروقه يشعر بطاقة غريبة تناديه لتحطيم ما تطله يداه لكنه متماسك يحاول دفن هذا الشعور
+
وصل بعد وقت قصير.. يدق الباب وينتظر أحد اصدقائه لكن المفاجاة من فتح الباب فتاة ..كان مستند على الجدار بيداه جاوارته متحدثه بليونه واغراء: عاوز مين يا عسل؟
تجمد متفاجيء لدقائق ثم هتف اخيرا يحاول تذكر اسم صديقه متحدثا: اااااي ااااي نور ..نور هنا؟
اجابته وهي تتنحى عن الباب طبعا هنا البيت كله منور جوه خش خش وضحكت بصخب شديد
دلف يحدث نفسه بريبة: هو في ايه؟!
+
دلف وجد كل ما يفسد المرأ دون مبالغة نساء وشراب ومخدرات
جلس على المقعد بارهاق متحدثا: لا بقول لكم ايه جو العذاب بتاع التسعينات ده خلااااص بطلناااه من زمان اووي ايه اللي عملينه ده؟!
اقتربت منه الفتاة نفسها التي فتحت له الباب متحدثه بدلع مفرط: من فات قديمه تاااه ومالت لتظهر جسدها له بسخااء
هز رأسه يحاول الثبات والخروج من تأثيرها متحدثا: بقولكم ايه عاوز فنجان قهوة دلوقت حالا
ضحكت الفتاة بصخب متحدثه: قهوة ليه .. ده حتى يبقى عيب في حقنا يا عسل أنت وقربت يدها من وجهه تتحسسه
دفع يدها متحدثا بصوت جااد: ايه يا نووور في ايه بالظبط متلم حريمك يا عم ولا اقوم واسيب لكم الليلة دي
سأله نور بتيه: بتقول حاجة يا كابتن
لا بقول ولا بعيد قالها ونهض كيان بغيظ مغادر الشقة دافعا الباب بقوة
انتفض نور متحدثا بفزع: البيت بيقع ولا ايه؟!
جلست الفتاة تجاوره متحدثه بسخرية وهي تمصمص شفتاها: مش هو اللي هيقع ده أنت اللي وقعت باين كده
نهض بحماس زائد متحدثا: لا بقولك ايه دا أنا جامد اوووي ولم يكمل حتى افترش الارض طولا
لطمت وجنتيها متحدثه بفزع: يخربيتك أنت مت ولا ايه؟!
+
غادر لا يعلم له وجهه .. فكر في الذهاب لوالدته لكنه لن يسلم من تحقيقها فقرر النزول في فندق هذه الليلة يريد ان يبتعد عن الجميع
صف سيارته امام فندق هاديء حجز غرفة وبالفعل صعد لاعلى .. تمدد على الفراش بارهاق شديد
يحاول التفكير واعادة حسابته يسأل نفسه هل هو مخطئ في شيء .. لكنه وجد نفسه مجني عليه والمخطيء هي وحدها .. زوجة مع ايقاف التنفيذ تتعامل معه بجفاء تحرمه ابسط حقوقه.. تبدلت بين ليلة وضحها وكأن عفريت تلبسها
لكن السؤال الاهم هل سيرضى بما تقدمه له من فتات؟!!
اغمض عينيه يفكر في القادم وما سيفعل معها
+
-------------------------------------------------
+
-صباح الخير يا حبيبتي
صباح الخير يا ضحى فاكرة ان النهاردة الخطوبة ولا نسيتي؟
-ايوه فاكرة طبعا، لا فاكرة الف مبروك حبيبتي، أنا فرحانة اووي ان ربنا عوضك خير
-الحمدلله ..بس ماله صوتك يا ضحى؟
مفيش حبيبتي أنا بخير .. بس أنت عارفة النونو بقى قايم بالواجب وزيادة تعبني شوية
ضحكت حنة متحدثه: شكله هيطلع شقى زي خالتو، خلاص لو تعبانة بلاش تيجي وتتعبي نفسك وانا هصورلك كل حاجة وهبعتهالك كأنك معانا بالظبط
هتفت باعتراض رغم الالم الذي تعاني: لا ازاي محضرش يوم زي ده، لا طبعا أنا هجهز نفسي وهاجي على طول
اجابتها حنة بتصميم: ضحى مفيش حاجة اهم من صحتك ومن البيبي .. وبعدين فريدة هتكون معايا وخالتو متخافيش مش هبقى لوحدي
حمحمت ضحى متحدثه: هي خالتو عرفت امتى
-في الفرح عادي، فريدة قالت لها
+
اومأت ضحى وكأنها تراها وقالت بصوت مهتز: مش زعلانه يا حنة من وجودها ..ولا من ا
هتفت حنة تقاطعها: خلاص يا ضحى وسام بقى صفحة واتقفلت ومحبش حتى اني افتكرها
تنهدت براحة متحدثه: عاوزاكِ تفرحي النهاردة وجيبي كل اللي نفسك فيه
اكدت متحدثه: ان شاء الله يا حبيبتي اسيبك بقى عشان اجهز
وبالفعل اغلقت معها الهاتف متجه لخزانتها تخرج طقم فاخر ترتديه ولم تضع مكياچ سوى شيء بسيط تريد أن تكون على طبيعتها لا تريد جمال خداع يخطف الانظار بل تريد أن تخطف القلوب وكأنها لم تفعل بعد ولم تسرق قلبه هذه المحتالة
+
يتطلع لها بسعادة كبيرة جاءها مع ابيه وزجة ابيه التى منذ ان دخلت شقتهم وهي مذهوله من الوضع كله حتى عندما رأتها تعجبت كونها جميلة وغنية وهتفت بداخلها في حسرة« اعرف هي البنات الغنية بتجري وراه على ايه الكحيان ده .. اكيد بيرمي شباكه عليهم صح» لم تفق الا على صوت حنه وهي تقول بصوت لطيف: اتفضلي العصير يا طنط
مال ثغرها في تعجب وهتفت وهي تتناول الكوب من على الصينية في سخرية:هاتي يا روح طنط
ضربها زوجها بذراعه علها تتحضر .. لكن دائما ما يكون الطبع غلاب فنظر له بغيظ وكأنها لم تفعل شيء
+
على الهاتف يحدثه برزانه
السلام عليكم
اجابه كيان وهو على الفراش مبعثر تماما: وعليكم يا عدلي، اخبارك ايه
-فريدة قالت لي أن ضحى مش جايه معانا
تعجب متحدثا: مش جايه فين؟!
-ايه يا بني مالك انت هنجت ولا ايه النهاردة هنجيب شبكة حنة انت ناسي ولا ايه
اعتد كيان على الفراش متحدثا بنبرة يكسبها ثبات زائف: لا طبعا فاكر دا أنا حتى كنت بجهز اهه
-طب متتأخرش يالا عشان هنتحرك دلوقت
نهض كيان يعدل ملابسه متحدثا: دقايق وهكون عندك يالا سلام
اسرع يغلق ازرار قميصه وتناول اغراضه سريعا مغادرا الفندق لم يستغرق وقت
كانوا بانتظاره تبعهم بسيارته حتى المحل المكان بسيط وراقي في ذات الوقت...
+
في الداخل ..
اعطاها الصائغ بعض القطع لتختار منهم كانت من نفسها تختار الاجمل والاقل وزنا .. لا تريد ان تكلفه شيء فهي تعلم جيدا ان المبلغ المتواجد معه قليل فهو لمح لها سابقا
عندما وجدها تختار الارخص اقترب منها واعطى لها اسورة متحدثا: ايه رأيك في دي؟
تناولتها حنة متحدثه: تحفه بس اااا اشوف حاجة تانية
لم تشاء احراجه ولا تكلفته بمبلغ كبير
+
شهقت زوجة ابيه ومالت علي زوجها تقول: شوفت الاسورة اللي عاوزها تاخدها يالهووي دي تسوى شيء وشويات هو ابنك جاب الفلوس دي منين .. ثم حدجته بنظره متفحصه وقالت: اوع يا راجل تكون عاطيله فلوس من ورايا؟!
ضربها بمرفقه مرة اخرى وهتف في غيظ: بس يا وليه هتفضحينا وبعدين فلوس ايه اللي اديهاله ما انتِ عارفة البير وغطاااه
حدجته بنظرة كلها عدم رضى وتابعت ما يحدث امامها بغيظ وكأنها تحسده على فرحته
+
اصر على الاسورة التي اختارها فقبلت بسعادة وترحيب رغم تأنيب الضمير الذي لاحق القبول ولم تدرك نظرات الامتنان التى اهداها آذار لعدلي وكأنه يشكره على صنيع قد قدمه منذ وقت
« خد الفلوس دي خليها معاك
-أنا معايا صدقني مش محتاج حاجة يا عدلي
-ربت على كتفه متحدثا بتأكيد: خليهم بس واعتبر ده بداية للشغل اللي هيكون بنا مش مساعدة ولا حاجة ده من شغل جاي
ابتسم آذار متحدثا اذا كان كده معلش
اومأ عدلي برضي »
2
بادلة النظرة باخرى تخبره انه هنا لجواره صديق واخ كبير وقت الحاجة
+
انتهت من اختيار شبكتها بسعادة لا توصف لقد تخطى سقف توقعاتها ليس بالمال وانما بكل شيء يكف نظرات الارتياح التي رأتها في عينيه عندما وجد ابتسامتها تزين ثغرها بعد الانتهاء .. وكأنه نحج في امتحان صعب اجتيازه .. تتطلع لعيناه الواسعة وكأنها بحر شديد الاتساع والجمال ابتسامته تغريك لتمد قدمك على اول امواجه لكن الخوف الاكبر من العميق الذي ينتظرك بداخله .. هي لا تخشى شيء سوى الغرق
+
وقف كيان يركز في شيء ما قبل مغادرتهم ...
+
بعد انتهائهم ..
تحدثت فريدة باصرار: مش ممكن دي أول مرة تشرفونا ومستحيل أنا بنفسي مجهزه الاكل متقول حاجة يا عدلي
-خلاص يا آذار هات والدك ومراته مينفعش انكم تمشوا كده ايه معندناش واجب
- انت اللي بتقول كده يا عدلي ده انت ابو الواجب
-حيث كده يالا اتفضلوا معانا وحتى يبقى زيادة تعرف
+
جلست زوجة ابيه تنتقض بعين حاقدة كل شيء ورغم ذلك لم تترك صنف واحد لم تتذوقه وبالنهاية قالت بشيء من السخرية: الواحد مبيحبش الا طبيخه ودي حاجة وحشه فيا مبعرفش اكل عند حد
نظر لها زوجها بغضب لتصمت وهتف في همس «الله يخربيتك ايه اللي بتقوليه ده »
اشارت له بمعني «هو أنا قلت ايه الله؟!!»
حاول آذار تلطيف الاجواء بعد كلام زوجة ابيه السيء: تسلم ايدك يا فريدة حقيقي مدقتش اطعم من الاكل ده قبل كده
شعرت زوجة ابيه بغيظ وكأن مدخنة نبتت في رأسها
ضحكت فريدة متحدثه بتأكيد: تسلم يا آذار كلك ذوق بجد
مال عدلي يحدثها بغيرة: انشفي كده يا دكتورة ..مالك
اجابته بضحكة رقيقة: معلش عديها يا دولا حقك عليا وادي رأسك ابوسها وطبعت قبله على اصابعها ورفعتها تضعها على مقدمة راسه سريعا وكأنها قبلته هناك
خطفت قلبه حركتها البسيطة فنظر لها بحب متحدثا: يارب قرب البعيد بقى
فهمت فحو كلماته فاخفضت بصرها في خجل هامسة: يارب
1
............................................
+
نادها بقلق شديد فالتفتت له تسأله بضعف وكبرياء مكسور: لسه في حاجة مخدهاش البيه اللي مشغلك وبقيتوا كلكم معاه وبعتك عشان تاخدها عاوز ايه هدومي كمان خدها وامسكت ثيابها بطريقة جنونية
+
اجابها نائب الشركة صديق والدها : اهدي يا جمانة اهدي يا بنتي ومتظلمنيش اللي حصل ده معرفش حاجة عنه الا دلوقت .. لكن مش هسكت وهكلم محامي صديق ليا يشوف الموضوع
هدئت قليلا متحدثه بتراجع: معلش لو كنت كلمتك بطريقة وحشة لكن الحقيقة اعصابي تعبانة واللي حصل النهاردة ده حاجة لا يمكن كنت اتخيلها
زفر الرجل متحدثا بلوم: هو الزمن ده حد عد بيدي ثقته لاي حد بسهولة كده .. ده اللي انتِ عملتيه معملتهوش مع ماهر
ذكر اسمه اعادها لما مضى .. وتحذيره .. الآن فقط ادركت خوفه عليها .. اخطأت وهو كان على حق لقد حذرها مما حدث .. بكت دون صوت دموع تسقط فقط وتتسأل بذهول هل كان هذا هو غرضهم من البداية
شعور بالعجز دمرها فسألها الرجل بصوت قلق: أنتِ كويسه يا جمانة .. هتعملي ايه دلوقت
قالت بصوت منهزم: هروح طبعا .. مهو طردني .. من شركتي وشركة بابا .. بس أنا هعرف ارجع حقي ازاي
+
سألها بلهفه: هتعملي ايه يا بنتي
ما عاد لديها ثقة في احد فقالت وهي تطالعه بقلق: هشوف لسه يا عمو ربنا يسهل عن اذنك
نادها مجددا: تلفوني معاكِ اي حاجة تحصل او تحتاجي حاجة كلميني متتردديش أنا موجود جمبك لو احتجتيني في اي وقت وهبقى اكلمك لم اكلم المحامي واقولك قال ايه
اومأت متحدثه: شكرا وغادرت تصعد سيارتها تفكر في الذهاب للفيلا واغلاق الباب عليها والبعد عن الجميع
+
مر وقت حتى وصلت للفيلا كادت تحيد عن الطريق عدة مرات ومرة اخرى كادت تصتدم بسيارة
انتظرت ان يفتح لها الابواب كالعادة لكنه لم يحدث فنزلت من السيارة تنادي البواب
اجابها من الداخل ومازالت الابواب مغلقة في وجهها
معلش يا ست جمانة أنا عبد المأمور .. الباشا قال لي مدخلش حد هنا وخصوصا انتِ
ضربت على البوابة بجنون متحدثه: با شا مين وزفت مين ايه الكلام اللي بتقول له ده أنت مجنون افتح الباب
+
لم يستجب واخرج فرد الامن حقيبة كبيرة لجوار سيارتها متحدثا: شنطة هدومك يا فندم
ضربته دون وعي على صدره بغضب شديد متحدثه بذهول: انتوا مجانين شنطة هدوم مين اطلعوا بارة يا ... اطلعوا بارة فيلتي
اجابه بهدوء يعلم ما تمر به: سيدتك دي الاوامر اللي عندنا .. انا اسف
دفعت الحقيبة بغضب شديد وصعدت سيارتها متوجه لبيت زوجة عمها لن تدع الامر يمر هكذا
فتحت زوجة عمها لترى وجهها المتهجم وصوتها المضطرب: عجبك اللي حصل ده انا يعمل فيا كده انا بعد ما امنت له يغدر بيا ده انا امنت هو الوحيد على املاكي وحياتي قلت هو ابن عمي دمي عمره ما هيأذيني يعمل فيا كده
اهدي يا جمانة تعالي ادخلي وقوليلي ايه اللي حصل
+
دلفت للداخل جسدها ينتفض كليا اجلستها عمتها على المقعد متحدثه بهدوء: فهميني براحة حصل ايه؟!
-ابنك خد كل حاجة كل فلوسي وفيلتي كل حاجة انا غلطانة اني وثقت فيه .. يعمل فيا كده ليه؟!!
-اهجي يا جمانة وانا هكلمه افهم منه
وبالفعل نهضت تشعر بالاستياء من فعلته فهي لم تتوقع ان يجردها من كل شيء هكذا .. اراد ان يأخذ غرفة من الطبق ولن يضر انما اخذ الطبق كله وتركها دون شيء
تحدثت بصوت غاضب: ايه اللي عملته ده؟! اللي جمانة بتقوله ده حقيقي؟
زفر متحدثا بحنق ايوه حقيقي ومش عاوز كلمة زيادة من حد اعمل اللي يريحني
ولاد ايه الكلام ده ازاي تعمل كده في بنت عمك انت اتجننت والله لو مجيت دلوقت حالا لهغضب عليك ليوم الدين
زفر بحنق متحدثا مش فاضي بالليل هعدي عليكِ يالا سلام دلوقت
اغلق معاها شعرت بالخجل من جمانة لكنها هتفت مؤكده :قومي ارتاحي وهو هيخلص الشغل وهيجي ادخلي الاوضه جوه نضيفه خدي دش واستريحي ..اجلبلك هدوم
تذكرت امر الحقيبة فاغلقت عيناها بغضب متحدثه: لا مش عاوزه حاجة وبالفعل دخلت الغرفة تحاول الهدوء لاسترداد حقها المسلوب
1
جاء المساء...
+
----------------------------------------------
+
اوصلهم كيان ولم يصعد بل غادر متجها لشقته
+
جالسه على طاولة الطعام تشعر بارهاق ونفور من كل شيء حتى الطعام نفسه رؤيته غير محببه لكنها تماسكت حتى لا يظهر شيء لوالده الذي جاورها بكرسيه المتحرك الطاولة متحدثا: عاملة ايه دلوقت يا ضحى
-بخير يا بابا
+
-عاوزه حاجة تانية يا ست هانم؟
لا شكرا يا ليزا روحي انتِ
غادرت الفتاة في ادب وطاعة وعندما اختفت عن الانظار وقفت على جانب ترهف السمع لما يقال
+
وضعت في طبقه جزء من الطعام متحدثه: اتفضل يا بابا
شرع في تناول الطعام بينما هي شبكت اصابعها في صمت فوق الطاولة
سألها باهتمام مبتكليش ليه؟!
هاااه لا باكل اهه وتناولت الشوكة تقطع جزء من الفيليه تضعه في فمها على انفتاح الباب ووقفه امامهم متحدثا: مساء الخير
نظرا له الاثنان في تعجب
وتعلقت الشوكة لبضع لحظات في الهواء قبل ان تعود للطبق
انتظر الرد حتى جاءه من والده باستياء: كنت فين يا كيان؟
شغل يا بابا شغل قالها وهو ينظر لضحى خشية ان تكون حكت ما حدث
تنهدت وهي تنادي الخادمة متحدثه: هات اكل للبيه يا ليزا من جوه بسرعة
اسرعت الخادمة تلبي طلبها
ووضعت الطعام امامه جلس بشهيه معتدلة يقطع الطعام ويمضعه ببطء
النظرات بينهم الثلاثة حائرة ..على اشدها ..بين مد وجذر
+
انتهى من تناول الطعام ونهض متحدثا: تعالي عاوزك يا ضحى
نظرت له لم تتوقع ما قال .. تائهة تتسأل ماذا يريد بعد؟!
+
....................................................
+
ترتدي سترة من الفرو غالية جديدة لقد ابتاعها لها مساء
تبتسم له بحب وهي تضم كتفيها متحدثه: ربنا يخليك ليا يا وسام يا احلي راجل في الدنيا دي كلها
قبل رأسها متحدثا: ويخليك ليا يا مونيكا يالا عشان منتأخرش
تسير لجواره بسعادة
سألها مباشرة: مبسوطة يا مونيكا معايا
جدا يا وسام ده كفاية طيبتك وحنيتك عليا .. وانك مش مخلي نفسي في حاجة
زفر متحدثا: دي حاجات بسيطة ربنا يقدرني ومخليش نفسك في حاجة ابدا
قبلته على وجنته متحدثه: يارب يا حبيبي ويقدرني واسعدك
+
اخذها لتتزحلق على الجليد كما ارادت
ارتدت الملابس وامسكت يده بحذر متحدثه: أنا خايفة اوي يا وسام المكان هنا عالي
هتف مؤكدا وهو يسحبها متخافيش تعالي بس وجذبها معه متحركا بانطلاق
اطلقت صرخات .....
+
لسه في مشهد من الفصل هينزل باللليل تكمله على الفصل ده ومفيش فصل السبت يا بنات عشان العيد
كل سنة وانتم طيبين 💗💗
+
.باقي الفصل يا بنات.
+
انتهى من تناول الطعام ونهض متحدثا: تعالي عاوزك يا ضحى
نظرت له لم تتوقع ما قال .. تائهة تتسأل ماذا يريد بعد؟!
دخلت خلفه الغرفة منكسة الرأس والحزن يعتصر قلبها
اغلقت الباب ورفعت بصرها تطالعه مكان تواجده لتتخذ ابعد مكان عنه في الغرفة .. وبالفعل كان على الفراش متوقعا ان تتجه له تجواره كعادتها .. لكنها اتجهت لمقعد طاولة الزينة تجلس عليه وترفع ذراعها على مسنديه الصغيرين تتشبث بهم كداعم لها
+
صفعة تلقاها دون كف ..يتطلع لها في ذهول اتتخذ مجلسا بعيدا عنه التلك الدرجة اصبح منفر ام مزعج؟!
+
خائفة من كل شيء لكنها تعافر لتقوى
رفعت عينيها الكحيلة له عندما طال الصمت لتواجه عيناه القاسية .. هتفت بتلعثم :ساكت ليه يا كيان؟!
+
الرد سؤال أكثر من كونه جواب: مالك يا ضحى؟ سؤال بسيط لكن جوابه اصعب ما يكون
هزت رأسها بيأس تخبره: مليش أنا زي ما أنا، أنت اللي متغير .. أنت بقيت عصبى زيادة عن اللز.
رفع حجبه ينتظر أن تكمل ..فصمتت خشية اغضابه
نهض متجها لها ومع كل خطوة تنتفض قلقا لا تريد حزن جديد يضاف لسجلاتهم معا .. لا تبغي ألم يعكر صفو حياتها مجددا يكف القائم بالفعل
+
وقف امامها يسألها بهدوء: هو أنتِ اضايقتي من اللي حصل بينا النهاردة .. قربي بقى بيزعجك يا ضحى؟!
+
سؤال صريح وقح .. كيف يسألها شيء كهذا .. والاسوء أنه ينتظر الرد
ماذا تجيبه انها تشتاق للمسه من يداه ..لكلمه واحدة يجود بها ليزهر قلبها وتنتظم دقاته ان كل شيء منه تعشقه بلا استثناء الا جموده وغضبه
ام تخبره أنه قلقه بشأن الطفل .. خائفة حد الهوس من خسارته .. تعد الايام والساعات والدقائق حتى تراه امامها .. قطعة من روحها تكون مثله
+
زفرت ببطء وشرود .. وهو امامها يتابع شرودها بصبر اقترب ولم تشعر الا بيداه على المقعد تحاوط ذراعها
ارجعت رأسها للخلف وهمست بتلعثم: ايه؟!!
+
عاوز جواب لسؤالي ...
اخفضت بصرها يضغط عليها بكل الطرق وهي ماعادت حمل ما يفعل .. تخشي الجواب بالنفي فيقترب أكثر ويتمادى وتخشي التأكيد فيبتعد عنها ويهجرها
+
سلاحها الاوحد التي لا تملك غيره دموع تتلألأ كضوء القمر .. ابعد يداه وكأن الجواب وصله .. اسرعت وتمسكت بهم بقوة لم تعهدها فيها من قبل وقالت بصوت مجهد: متعاقبنيش على حاجة مش في ايدي ببعدك عني .. أنا بتعذب في بعدك اكتر من وصمتت عن كلمة «قسوتك »
فسألها من ايه يا ضحى
-ولا حاجة .. أنا بحافظ على ابننا
تنهد متحدثا قصدك اني مش بحافظ عليه
اخفضت بصرها متحدثه: مقلتش كدا ابدا
خلاص هحاول اعمل اللي يريحك ياضحى
رفعت عيناها له في تعجب ابتعد خطوة واحدة وادار المقعد لتواجه المرأة تحت نظراتها المذهولة واخرج من جيبه عقد ثمين ووضعه حول عنقها وهو يتطلع لصورتها في المرآة متحدثا :عجبني العقد ده وشفتك فيه
+
اه لو يعلم كم طار قلبها لابعد مكان يستطع ان يصله طائر .. وانشق ثغرها ببسمة كانت هي الصلح الاكيد
انخفض يضع قبله على عنقها متحدثا: جميل عليك زي ما تخيلته بالظبط
هتفت بصوت مهتز لانعكاسه في المرأة: ربنا يخليك ليا
يا حبيبي
1
................................................
+
اطلقت صرخات مدوية وهو يسحبها ..
حتى تعثرت فسقطت لم تكتف بسقوطها بل فعلت المثل وجذبته ليسقط مصتدما بحاجز بعيد ..
وقفت مونيكا فاغرة الفم .. لا تصدق ما حدث
اقترب أحدهم يحاول مساعدته وهي كما هي لم تتحرك من المفاجاة والخوف معا
انتهى الامر بهم .. المستشفى .. شرخ في القدم ... وامر الطبيب براحة دون حركة اسبوع على الاقل ..
في الغرفة ..
تشعر بضيق شديد ..
لقد تحول شهر العسل الذي تحلم به لسجن .. غرفة باردة في فندق
بدأ الضيق يتسلل لها .. كانت تتطلع من النافذة على الشارع وسقوط الثلج ... المنظر جميل للغاية .. شعر بالضيق لما حدث فنهض بحذر متجها لها يجاورها متحدثا: عارف انك اكيد زهقتي من الحبسه دي بس اخف وهعوضك ان شاء الله
هتفت في ضيق: وساام هو أنا لو طلبت منك انزل اتمشى شوية تزعل
اتسعت عيناه من سؤالها
بررت متحدثه: نفسي امشي في التلج .. الجو ده كان نفسي فيه اووي
اجابها وهو يتجه للفراش متوقعا رفضها: لو عاوزه تنزلي براحتك مش همنعك
اتجهت لخزانتها تخرج ثيابها متحدثه بفرحه: شكرا يا حبيبي انك وافقت ولم تنسى وهي تجمع اشيائها تناول بطاقته المالية ... ربما احتاجتها في شراء بعض الاغراض
+
غادرت تارك اياه في احباط شديد ..
نهض بألم غير مصدق لخروجه لتتنزه دونه ..
مر الوقت وهو كالمحموم ..
حتى جاء المساء ..
دخلت تحمل حقائب عديدة متنوعة في يداها
سألها بغضب: كل ده تأخير يا مونيكا وبعدين ايه الحاجات دي؟!!
معلش يا وسام اشتريت شويه حاجات وانا بتمشى
سألها بتعجب: جبتي الفلوس منين من الواضح ان الحاجات كتير وغالية
-منك طبعا يا حبيبي
-ازاي سالها متعجبا
اخرجت من حقيبتها البطاقة الخاصة به متحدثه سحبت فلوس منها
اعتدلت بضيق متحدثا: مش المفروض تسأليني الاول
جلست بارهاق تخبره مش أنا وأنت واحد انا دلوقت مراتك
صمت غير قادرا على الدخول معها في نقاش
اتبعت في اشراقه: استني شوف جبت لك ايه
3
--------------------------------------
+
تأخر متعمدا وتركها الظنون تقتلها والتفكير يدفعها للجنون
جلست امه وقت وصوله تخبره قبل ان تناديها: مش عاوزين مشاكل ولم الدور البت بردة مهما كان بنت عمك أنت خدت اللي أنت عاوزه متجيش عليها بقى
زفر متحدثا: مقلتش لا بنت عمي بس متفرضش حاجة عليا اللي كنت بقبله زمان مش هقبله دلوقت كل حاجة اتغيرت .. هي اللي بقت تحت رحمتي
دخلت مرة واحدة دون ان يتوقع كلاهما وجودها
تبدلت ملامح زوجة عمها بينما رسم هو الثبات والندية
دخلت وكأنها طائر مذبوح يرفرف تريد ان تتخبط في كل ما حولها تريد أن تحدث ضجيج وفوضي
قالت بصوت جهوري حاد: بعد كل اللي عملته ليك تعمل فيا كده تغدر بيا .. سلمتك نفسي واخترت شريك حياتي رغم انك متجوز واديتك فلوس منصب في شركة مكنتش تحلم تمشي بس قدمها وفي الاخر ايه تعض الايد اللي اتمدت لك
اخرسي قالها وهو ينهض في اتجاهها بانفعال
اقتربت منه دون خوف وهتفت بصوت حاد: ايه هتضربني ..هو ده اللي لسه معملتوش اضرب أنا قدامك اهه على الاقل اكفر عن الغلط اللي عملته في حق نفسي كان فين دماغي يوم ما سلمتك كل حاجة
+
محدش ضربك على ايدك أنتِ اللي عملتي كده من نفسك
-صح قالتها بتأكيد ثم اتبعت: بس أنا دلوقت زي ما اديتك كل حاجة عاوزه كل حاجة تاني
ضحك بصخب متحدثا: أنتِ مجنونة يا ماما هو اللي بيروح بيرجع
تهجمت عليه متحدثه: لو وصلت اني اقتـ لك مش هتأخر عشان ارجع فلوسي وشقك بابا منك يا حرامي
دفعها فسقطت على الاريكة خلفها متحدثا: العبي بعيد يا جمانة متخلنيش احطك في دماغي
تدخلت اخيرا والدته متحدثه: يا ولاد صلوا على النبي كده واقعدوا كل حاجة تتحل بالتفاهم
وبعدين كلها ايام وتكوني مراته ووقتها الفلوس هتبقى فلوس وانت بردة راضيها
تحدثت بغضب: لا والله أنت شايفه هو ده الحل .. الحرامي ابنك سارقني وعاوزاني اتجوزه الحمدلله انه ظهر على حقيقته ..وتذكرت خاتم الخطبة فخلعته تلقيه بوجهه متحدثه منك لله مش مسمحاك ابدا
نهض متحدثا بغضب: لو اتكلمتي بالطريقة دي تاني هتشوفي مني اللي عمرك ماشفتيه يا جمانة
اجابته في غيظ: هستني ايه من واحد زيك بصقت في وجهه وغادرت دون ان تلتفت وراءها ولا لنداء عمتها
+
زفر بغضب متحدثا
+
اتجوزها قال اتجوزها اتجننت أنا ؟!
الأول كنت ممكن أفكر لكن دلوقت خلاص خدت غرضي منها يبقى لزمته ايه الجواز ... بح على كده تغور الستات والبنات مليان الدنيا دي لو اخر واحدة في الدنيا لا يمكن افكر فيها
تنهدت والدته متحدثه: يابني هي وليه بردة مهما كان واخاف عليك من دعاها
+
ضحك متحدثا: سيبك منها المهم عمله ايه عشا حلو النهاردة لحبيبك
نهضت متحدثه: يا سلام اعمل له الحلو كله
جلس باريحية متحدثا: عاوز اكل كتير الواحد حاسس ان نفسه مفتوحه
1
............................................
+
لقد انتهي من تجهيزات الزفاف
لا يريده زفاف اسطوري ولا فاخر انما يريده زفاف يخلد في وجدانها .. عن عاشق جال الارض بحثا عن اميرته لتكون له نصفه الاجمل في الحلال
1
انتهي الفصل كل سنة وأنتم طيبين ويارب دايما بخير
+
اوصيكم ونفسي بهذه الدعوات
- اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دِقّهُ وجِلّهُ ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوِّل عافيك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
2