رواية اريدك في الحلال الفصل الاربعون 40 بقلم ايمان سالم
الفصل الاربعون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
تمنيت يوما أن تضعني نصب عينيك
وتعشقني بملء ارادتك عشقا غير مشروط
+
تململت في نومتها والتي كانت تظن نفسها على فراشها ... فتحت عيناها لا تصدق انها غفت في السيارة بتلك البساطة .. شعرت بحرج كبير ماذا سيقول عنها الان
تلعثمت متحدثه: أنا نمت تقريبا ..صح؟!
ضحك عدلي متحدثا: تقريبا؟!!
حمحمت متحدثه بحرج: نمت كتير؟!
اومأ بحنان متحدثا: شوية لدرجة اني فكرت اروحك البيت واطلعك بشويش تكملي نومك في اوضتك على سريرك بس اتراجعت سببين هما اللي منعوني
+
كانت تتابع حديثه بأعين متسعة وفي ذات الوقت حرج
+
اكمل حديثه: السبب الاول إن مفيش حد في البيت والتاني خفت الناس تفهمنا غلط ولا حاجة واتبع حديثه بضحك ملونة
تخيلت المنظر فهتفت تحمداللهبصوت عال: الحمدلله انك معملتش كده دا مرات البواب قاعدة زي المفتش كرمبوو وبتحب الكلام الكتير كان زمانها عملت من المشهد ده يجي سبع ثمن روايات اقل حاجة
ضحك من قلبه متحدثا: ولا يهمني مرات البواب ولا العمارة كلها أنا الهم عندي هو انتِ ..المهم سسيبك من ده كله عاملة ايه دلوقت
هتفت بتأكيد :الحمدلله احسن النوم فرق كتير معايا الصداع راح
زفر براحة وهو يقول: نتحرك بقى للمفاجأة اللي عملهالك
-مفاجأة قالتها بتعجب شديد؟!
اومأ لها في صمت
هتفت وهي تلتفت له مفاجاة ايه قول يا عدلي ..فهي تريد معرفه ما الذي يخفيه عنها، لكنه لم يخبرها شيء
ظلت طوال تحاول معه عله يريح فضولها لكنه لم يفعل
+
ربعت يداها أسفل صدرها تنظر للطريق بعبوس مر وقت حتى وجدت نفسها تدخل مكان محبب لقلبها
رائحته تحمل لها ذكرى أجمل يوم في عمرها
يوم خطبتها التفتت تتطلع له بوجه مشرق
هتف متسائلا: التكشيرة راحت فين
سألته دون اجابه على كلماته المستفزة: عدلي أنت جايبنا هنا ليه
صف سيارته جانبا وهو يخبرها: هخطفك النهاردة ليا لوحدي هنطلع على يخت
انتفضت بفرحة وتناست العمر وكأنها صارت ابنه العاشرة يهتف بسعادة طاغية: بجد قول والله؟!
والله العظيم جد الجد وفتح الباب لها متحدثا انزلي
نزلت تتطلع للمكان بشعور لذيذ ..
المكان مرتبط معها بيوم رائع وقد تزداد الذكريلت يوما اخر
تطلعت حولها سحب كفها متحدثا بتسلية
مش ده هنمشي لسه شوية
زفرت بضيق متحدثه: عدلي بطل هزار
هدئ من روعها متحدثا: اصبري بس وتعالي
مرت على عدة يخوت ومراكب .. كنت تظن كل واحدة منهم انها هي
حتى توقف عند يخت صغير وتحدث بصوت رخيم: ده وصعد قبلها يطلب منها بأمر: هاتي ايدك
ظلت تتأمل الاسم المكتوب على اليخت بعيون تلمع فرحا ومدت كفها له لم تمنعه وسألته وهي تقترب تتطلع لعيناه: فريدة اسمه فريدة
اجابها وهو يعطي امر للمسئول عن اليخت بالتحرك: عجبك الاسم
بتهزر مش كده ... ؟!
حبيت اعملك مفاجاة صغيرة تفرحك
اقتربت تميل على صدره تبكي دون صوت واليخت يتحرك هامسه: طب قولي هو أنت بتعمل ايه غير انك بتفرحني .. عدلي وابتعدت قليلا تتأمله متحدثه: أنا بحبك اووي
وأنا كمان يا فريدة ومسح دموعها متحدثا: بلاش دموع أنا عملك المفاجاة عشان تفرحي
اكتر حاجة بتفرحني هي وجدك جمبي صدقني
قبل رأسها متحدثا: تعالي هنطلع فوق المكان هناك جميل
سارت خلف خطاه مستكينة مطمئنة وكيف لا ومعها رجلا ندر وجوده على الاطلاق
+
في الاعلي تستمع بالجوء الرائع
شمس دافئه و رائحه البحر ولونه الذي يبعث البهجة في القلوب وصوت الماء مع حركة اليخت موسيقة خاصة
+
مالت للخلف تغمض عيناها تستمع بهذه الاجواء
بينما تركها عدلي ليعد لهما طعاما خفيفا أت به مسبقا
شردت بعيدا تبني احلاما بطلها الاوحد عدلي
جاء يحمل الطعام على طاولة صغيرة وضعها بقرب المقعد الخاص بها ونادها بصوت هاديء خشية أن تكون نائمة رغم البسمة التي تظهر على وجهها
عندما نداها تعمقت البسمة حتى ظنت أنها تخرج من اعماق قلبها لترسم على وجهها واعتدلت قليلا تتطلع له بـ عشق كبير
جلس لجوارها متحدثا: كلي زمانك جعانة فين من ساعة ما خطـفتك الصبح
تناولت قطعة من الطعام متحدثه بشهية كبيرة: فعلا جعانة جداا تصدق محستش الا دلوقت
طب سمي وابدئي
ذكرت اسم الله وتناولت الطعام الحديث بينهم شيق لابعد حد
ممتع تتمنى لو يطول اليوم وتظل هنا معه لاعوام
لا ترى غيره من اابشر فهو لها كل ما تحتاج الحبيب الصديق الاب الزوج مع ايقاف التنفيذ تنهد وهو يقرر ان يفاتحها في الامر الثاني الذي ارادها هنا من اجله
+
تقف تستند على السياج المعدني تتطلع للمياه بسعادة اقترب لجوارها متحدثا بعزم: اظن يا فريدة كفاية نبقى بعاد عن بعض اكتر من كده..مأنش الاوان بقى
فهمت من عيناه مقصده لكنها كمعظم النساء تداعت عدم الفهم وسألته: قصدك ايه يا عدلي
استند هو الاخر لكن عكس وقفتها لا يرى الماء ولا يريد رؤية شيء غيرها ..اجابة وهو يتطلع لها بتصميم: نعمل الفرح بقى المستشفى وخلصت ..ضحى واتجوزت حتى حنة هتتخطب يبقى لسه ايه
نظرت لاسفل تحاول ان تجد شيء تتحجج به لكنها لم تجد فتحدثت بصوت ناعم خجول: خلاص يا عدلي حدد معاد مع جدو
اخيرا قالها عدلي بسعادة واقترب منها متحدثا :حيث كده أنا جايب لك كل حاجة هنا عشان تختاري
كل حاجة قصدك ايه
لم يمهلها الوقت وهو يأخذها تسير خلفه سعيدة للغاية رغم جهلها عما يحدث
اجلسها في مكان...
به العديد والعديد من الاوراق
بدأ في فتح بعضها متحدثا هنختار كل حاجة دلوقت مش هنمشي من هنا الا على الفرح على طول
-عدلي بطل هزار مش معقول اللي بتقوله ده
اجابها بتأكيد :صدقيني لما اقولك على حاجة تبقى حقيقة
سألته متعجبه: طب ازااي؟
بسيطة لسه العفش هنختار من هنا معايا كل حاجة تعالي بس حتى القاعة الكوافير الفستان كل حاجة
جلست بالفعل لجواره ونيتها ان تختار ما يسعدهما معا
2
----------------------------------------------
+
في مكتبه ..
تنتظر وتنتظر ..
تأخر فأخذتها الظنون ..ظنت أنه قتله، ابرحه ضربا
ستستمع لصوت سيارات الاسعاف، الشرطة بعد قليل افكار سوداوية تراودها لكنه يستحقها كلها
خابت ظنونها وهي تراه يدخل هاديء تماما اين ذهبت تلك الشعلة التي خرج بها منذ قليل، من سرقها ليعود هكذا هاديء تكاد يجزم انه يبستم؟!!
سألته بريبه: عملت له إيــه، ايه اللي حصل؟!
كان جوابه البارد حد الاشمئزاز: مفيش حاجة حصلت .. اهدي بس أنتِ اللي فهمتي الموضوع غلط
+
شهقه توقفت في حلقها اخرستها تتطلع له بفزع كيف فهمت خطأ لقد كانت كلماته واضحة تماما تظهر للاعمى هل هو ساذج لتلك الدرجة التي تجعله يتراجع عن اخذ حقها من حيوان مثله يبتزها .. يراها ثمرة ناضجة يريد أن يتذوقها ..!!
اقترب يخبرها بنفس تلك النبرة الهادئة حد البرود: اقعدي اطلب لك ليمون شكلك م...
دفعته للخلف بعصبيه تسأله دون شك: قال لك ايه الحيوااان ده بقولك كان بيبتزني عاوزني فاهم ولا اوضح لك اكتر عاوز يكون الراجل بتاعي
هتف بغضب وغيظ: جمانة اعقلي الكلام قبل ما تقوليه لصبري حدود .. وبعدين قلت لك انه ماكنش يقصد حاجة تعالي بنفسك وانا اسمعك الكلام ده
1
دفعت يده متحدثه بغضب لا اجي ولا مجيش ابعد عني انا مروحه وكمل انت الشغل
-ماشي يا جمانة براحتك
غادرت تشعر بغضب عارم كيف له ان يكون بهذا الهدوء كيف قبل ذلك عليه قبلها
+
لم ترى النظرات الشهوانية التي تتفحصها بترصد وتخطيط مازال في الامنيات كيف سينالها .. فالنساء انواع كالاطعمة وجمانة نوع له مذاق خاص رغم مرارته ومن الصعب ان يمر عليه دون أن يتذوقه
+
--------------------------------------------------
+
اقترب منها آذار يشعر بأن قلبه ينبض بعنف ورغم ذلك حاول التماسك متحدثا: عارف اني مش هقدملك كل حاجة تتمنيها وتستهليها لكن اللي هقدر اقدمهولك هو قلبي يا حنة وصدقيني هكون ليكي افضل ما بتتمني
اخفضت بصرها قليلا تشعر بصدق كلماته لدرجة انها اهتزت داخليا
هتف لها بهمس لذيذ: تتجوزيني يا حنة
اتسعت عينها ورفعت بصرها له متحدثه بتعجب: عارف دي المرة الكام اللي تطلب مني ده؟
اومأ متحدثا عارف لكن كل المرات اللي فاتت حاجة والمرة دي بالذات حاجة تانية المرة دي بقولها وقلبي واثق من القبول
رفعت حاجبها في استنكار ولسان حالها يقول «ياولا ايه الثقة دي كلها » كادت تجيبه لكن نداء والده قطع الحديث فمهض آذار متجها لهم بعد ان قالها بهمس لذيذ: خمس دقايق وراجع اوعي تتحركي من مكانك
ابتسمت حنة بداخلها .. تشعر ان القادم عوض لها عن كل ما مرت به
لم يستطع والده التحدث في تفاصيل فهو لا يعلم كيف ستوافق تلك الفتاة ان تعيش في مستواهم البسيط
لكن آذار تناول دفه الحوار يشرح لهم ظروفه دون تجميل وفي النهاية اخبرهم انه سيسعى لان يجعلها أسعد زوجة على الأرض
شعر جدها برغبتها عندما تحدث معها على انفراد خشية ان تخشى قول شيء امامهم
وهي بدورها سألته ليطمئن قلبها: أنت شايف ايه يا جدو .. شايفه مناسب
ربت على وجنتها بحنان متحدثا: يا حبيبة جدو مش مهم رأي أنا لاني مش اللي هعيش معاه المهم رأيك أنتِ
اخفضت بصرها تقول بصوت مهتز: مش عارفه بس حاسة انه كويس
اتسعت ابتسامته وهو يملس على كفها بحنان متحدثا: وأنا شايف كده ..الولد شكله طيب وشاريكي يا حنة ودي أكتر حاجة تهمني انه يكون شاري متبصيش للماديات أنتِ عندك اللي يكفيكي ويكفي ولادك رغم ان متأكد ان مش داخل على طمع ولا هيبص لفلوسك
سألته بلهفه: وعرفت منين يا جدو
هتف مؤكدا: بيبان يا حبيبتي شعري الابيض ده مش من قليل
هتفت في اعتراض لذيذ: هو فين الشعر اصلا يا جدو
تفاجيء الرجل متحدثا وهو يمسح على رأسه: الله ما هو اهه لسه موجود
نظرت لرأسه الخالية وقالت بضحكة خافته: ماعلينا خلينا دلوقت في آذار
-الواد ده أنا حبيبته حتى اسمه حلو
شردت اكثر وهتفت بهمس: ولا عينيه يا جدو
هااه بتقولي ايه انتفضت تشكر الله ان لم يسمع ما قالت وهتفت بتوتر: القرار خلاص أنا سبتهولك يا جدو شوف المناسب واعمله
احتضنها لتسير معه للخارج متحدثا: على بركة الله
طلب منهم آذار قراءة الفاتحة وبالفعل،تمت وترك لهم امر الشبكة والوقت المناسب لتحديد الخطبة
+
في الاسفل وهو يصعد السيارة قال بصوت مهتز: مش مصدق انك خلاص خطبت يا اذار والله يا بني لو تعرف فرحتي قد ايه الحمدلله والناس شكلهم طيب رغم انهم عليوي كده بس نضاف من جوه يا ولاه
ضحك آذار متحدثا: شوف ازاي دا أنت فوق متكلمتش كلمتين على بعض يا بابا
يا بني مكنتش عارف اقول ايه ومقولش ايه مش عاوز احرجك قدام حد ولا اقل بيك
توقف آذار بالسيارة جانبا وتطلع لوالده بفخر متحدثا: الفقر عمره ما كان عيب يا بابا العيب اننا نكون وحشين سمعتنا وحشه افعلنا وحشه لكن الحمدلله ..وانا واثق ان ربنا هيفتحها عليا وحنة هيكون وشها حلو
-الشهادة لله البنت اخلاق ايه وجمال ايه دي عليها عمو تجنن
-ايه يا بابا انت جي تبارك ولا جاي تعاكس
-ولد عيب .. اعاكس ايه دي هتبقى بنتي زيها زيك بالظبط بس قولي هنا هتجيب الشبكة منين
تنهد آذار متحدثا: الجمعية اللي داخل فيها هكلمهم يقدموني اني اقبضها الشهر ده وهجيب بيها حاجة كده بسيطة ولما ربنا يكرمني هبقى اجيب لها حاجة احسن
-الحمدلله انها متيسرة والجمعية لسه مقبضتهاش
-الحمدلله يا بابا ربنا كريم
-ونعم بالله يا بني
1
---------------------------------------------
+
تتحدث بهجوم ونيران مشتعله في صدرها: فستان بالمبلغ ده والكوافير تمنه لوحده قد تشطيب شقتين .. ايه يا وسام لسه مش شايف إن البنت دي دخله على طمع ..دي هتخرب بيتك يا بني وهتخليك على الحديدة
+
-يا ماما هي عروسة ومن حقها تفرح وتعمل اللي هيا عوزاه زي كل البنات
زفرت بغيظ متحدثه: محدش قال لا، تفرح لكن في المعقول مش بالشكل ده أنا خايفة عليك من بكرة خايفة عليك صدقني
-يا حبيبتي متخافيش هي خلاص بقت مراتي وكلها ايام وهتكون في بيتي هنكون شخص واحد عمرها مهتأذيني زي ما انتِ مفكرة
سيبك من الكلام ده كله يا وسام واسمعني يا حبيبي احنا لسه فيها فكر قبل الفاس متقع في الراس وعلى قد كتب الكتاب مش مشكلة انت لسه على البر
بر ايه يا ماما بس؟!الله يخليكِ بلاش الاسلوب المتعسف ده، مونيكا بتحبني وهتسعدني وأنا متأكد من ده
1
-هتسعدك!!!
يابني دي مبتحبش الا نفسها وبس عمرها متعرف يعني ايه حب ولا تضحية... اطلب منها تتنازل عن حاجة من اللي هتعمله لها دي وشوف رد فعلها هيكون ايه دي طمعانة فيك
+
امسك الهاتف متحدثا: ايه رأيك في البطاقات دي حلوة؟
تعلم انه يغير مجرى الحوار ..فزفرت وهي تنهض دون ان تنظر للهاتف متحدثه بجمود: حلوة ..اختار اللي أنت عاوزه على راحتك بس اتحمل النتيجة يا وسام
+
ترك الهاتف بعد أن غادرت يعلم ان مونيكا تطلب اشياء مرهقة ماديا حتى نفسيا لكن ماذا يفعل وزفافه متبقي عليه عدة ايام .. الصبر حتى تصبح زوجته بعدها سيكون لكل حديث مقال
تنهد وهو يرجع رأسه للخلف يمني نفسه بتلك اللحظة والتي من الصعب أن تتحقق الا في خياله
2
-------------------------------------------------
+
يتحدث في الهاتف ..
آسف ان ده يكون جوابي لطلبك
اجابته ملك بعفوية وكبرياء: اطلاقا يا ماهر أنا لم كلمتك قلت لك هتقبل رأيك بسعة صدر .. وأنا عمري مافكرت اطلب الطلب ده من حد قبلك وضحكت متحدثه: وصعب انه يتكرر تاني لكن انا احترمت صراحتك معايا وبتمنالك كل التوفيق في حياتك الجاية حتى لو مع غيري
غيرك قالها بداخله
ثم اتبع بصوت شاكر: الحقيقة كنت خايف اكلمك لكن بعد الكلام ده حسيت براحة كبيرة يمكن ما كنتش الزوج اللي تتمنيه لكن اعتبريني اخ وقت ما تحتاجيه هتلاقيه في اي وقت
-اشكرك يا ماهر ومرة تانية ربنا يوفقك
3
اغلق الهاتف ..
وظل يتأمل الجليد ..
فتلك المنطقة باردة تماما..
ورغم ذلك لا ينطفيء لهيب قلبه ..
ليت القلوب دوائها هين
جلس على المقعد امام المدفأة فمنظر النار أصبح هوسه كلما تطلع لها يرأها بين السنتها وكأنها تحترق
وهو مكانه غير قادر على الاقتراب حتى ولو خطوة واحدة وذات الوقت غير قادر على اطفاها تماما
1
-----------------------------------------
+
تتذكر كلمات ابنه عمه
مبروك يا ضحى على الحمل .. عملتيها ازااي دي؟
وتتذكر ايضا: يا بختك هو حد يطول يتعمل له كل يوم مفاجأة .. بصراحة مشفتش كده
+
شاردة الكتاب بين يداها لكن تركيزها في مكان آخر
لم تفق الا على صوت الخادمة: كده كويس يا ست هانم
انتفضت ضحى فهي مازالت لم تعتاد وجود أحد في الشقة غيرهم
اعتذرت الفتاة بعفوية
وقفت لجوارها في المطبخ تعطيها تعليماتها
+
ثم اتجهت بعدها لغرفة والده تجلس على الفراش باريحية شديدة لتبدأ في المذاكرة
اصبحت تلك هي عادتها معظم الوقت في حجرته
تنعم بحنانه وهو يتعاف بحبها الذي ليس له حدود
وكيان في عمله وان عاد يكن مع اصدقائه .. يرى ان وجوده في المنزل اصبح محصور في زاوية واحدة
انتظار المولود .. يشعر بغيرة غير منطقية والاصعب انها في غير محلها
البساط يسحب من تحت اقدامه رويدا ليفرش لغيره هكذا يرى نفسه
انانية منه لكن يرى انه حقه في أن يكون هو الاهم الاوحد ..مركز الدائرة ولن يرضى مطلقا بنقطة غيرها
1
تبحث عما تريد ...
تشتم الرائحة حولها رغم انها على يقين تام انها غير موجودة
اخبرها مرارا انها لا تهاتفه الا في ضرورة قصوى
رفعت الهاتف فالطفل هو اباه ليس هي وحدها
جاءها الرد المتفاجيء والقلق: ازيك يا ضحى .. خير في حاجة
شعرت بأن البداية غير مشجعه لكنها تحدثت بصوت تحاول اكسابه الثبات: الحمدلله، مش هعطلك كتير كيان معلش وأنت راجع بااليل عاوزه منك طلب
طلب ايه يا ضحى
لا تعرف كيف تخبره لكنها قالت على استحياء: عاوزه مِش
-مش؟!!
-ايوه يا كيان مش فلاحي
كمااان؟!! اتسعت عيناه ولم يدرك الاذان التي تتسمعه والضحكات الرنانة التي تبعت طلبها الغريب بالنسبة له
+
ابعدهم عنه متحدثا بغيظ: اضحكوا ..طبعا ليكم حق تضحكوا .. وفي داخله «منك لله يا ضحى حتى في وحمك فضحاني »
+
--------------------------------------------
+
اقنعها اخيرا بأهمية تلك السهرة للعمل
في البداية كانت رافضة لكن مع اصراره وجدت نفسها تنهض لتبدل ثيابها .. فالامر بالنسبة لها سواء
صعدت معه السيارة ماعادت تشعر بفرق بين الليل والنهار اصبحت ترى نفسها مسخ لشخص لم يعد موجود
+
في مطعم فاخر ..
اتجهت جمانة خلفه للمكان المحجوز مسبقا
جلست تضع حقيبتها جانبا وقدم على الاخري في شبه ارتياح
لكنها انتفضت تنزل قدمها على الارض لتجاور الاخرى عندما انضم لهم الشريك الجديد متحدثا: مساء الخير اتأخرت عليكم
نظرت لابن عمها تفهم منه ما الامر قبل أن تتصرف
اجابها قبل أن تتحدث :أحنا هنا في شغل زي ما قلت لك مهو مش معقول هنفضل كده متعطلين عشان دماغك دي
هتفت بغيظ شديد: روحني دلوقت حالا ..
تحدث الشريك الجديد بلهاث وكأنها عظمة تغريه: طب بس اقعدي وصدقيني مش هتندمي
اقشعر جسدها من فحو كلماته التي تعرف باطنة جيدا ونهضت تغادر حتى لو سيرا على الاقدام
اوقفها ابن عمها عندما تخطت باب المطعم متحدثا بسخط: جمانة في ايه الراجل دلوقت عملك حاجة عشان تعملي وتتكلمي معاه بالطريقة دي .. على فكرة واحد غيره كان اتصرف غير كده وكان غلط فيكي وفيا
ارجعي معايا وأنا هعتذر له
هتفت بصلابة وتصميم: وارجع ليه عاوزني اقعد معااه ليه
هتف بغضب: شغل قلت لك شغل ولازم تكوني موجودة صلحياتي عند حد معين وبتقف
هتفت مؤكده معاك كل الصلحيات اعمل اللي تشوفه صح هو مالي ومالك أحنا دلوقت واحد
-خلاص اعملي لي توكيل عام عشان اقدر اعمل كل حاجة من غير ما ارجع لك
- اوكي هعملك ممكن تروحني بقى
اعطاها المفتاح متحدثا: استنيني في العربية واوعي تتحركي هعتذر منه واجيلك اروحك
اومأت له ونفذت ما اراد
+
مر يومااان ..
يقف وبين يداه كل احلامه دون استثناء
مال ثغرة متهكما اين عمه الان ليرى ان كل ما منعه عنه اتاااه دون عناء .. ارتمى وحده اسفل اقدمه
يرحب بأن تطأها .. شعور بالانتشاء والوصول للغاية السامية يمليء صدره بقوة
2
-------------------------------------------
+
زفاف اسطوري
تقف بين المدعوين بعلياء ..
تراقب عيناها حضورها تنتظر وتترقب ..
+
والسؤال الأهم على الاطلاق: هل كانت تفوت عليها يوما كهذا؟! ..مستحيل!!
1
انتهى الفصل
دمتم بخير
+