اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل الثالث 3 بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل الثالث 3 بقلم اغاني الشتاء


                                    

|الــبــــارتـ الـثـــالـثــــ |

+


•• مــن بـكـــره ••

+


صحت رجوى على إزعاج خواتها في الغرفه...و التفتت لها شهد...

+


شهد= وش أخبار ظهرك اللحين؟
رجوى= والله بالحلم كان شغال ماعليه..بس في الواقع للحين ما جربته بآخذ فيه لفه و اقول لك
شهد= زين بعد ناويه تغيبين و ماتروحين للمدرسه
رجوى= لا تطمني ماما شهد بأرتاح اليوم..(تكلم قمر) وش أخبار الشعب اللي برا؟
قمر= اسمعي الإزعاج و تدرين كلهم أحياء يرزقون

+


جلست على السرير تشوف خواتها و هم يتجهزون للمدرسه...

+


رجوى= كركر أبي ماء
قمر= قولي لبسمه
بسمه= لااا هي قالت لك..رجوى لا تقولين لي
رجوى= مالت عليكم كلكم..الله لا يحدني عليكم..أجل لو انشل وش بتسوون فيني؟
قمر تضحك= هههه اتخيلك على الكرسي!
رجوى تضحك معها= و نظرتي حزينه و مكسوره..و أصير حساسه و ناعمه أي كلمه تضايقني
شهد= استغفرالله حتى بالمرض تتسلون! استغفري ربك
رجوى= صح معك حق..عاد كله و لا المرض..عساه فيك و لافيني ههههه
شهد تطالعها بعتب= أنا اروح اجيب لك ماء

+


طلعت عنهم...و رجوى تلتفت على قمر...

+


رجوى= أنا مو قاهرني إلا هالطيبه و الأخلاق اللي على هالأنيقه
قمر تضحك= بكيفها دام حنا اللي مستفيدين منها..أهم شي ما تصير طيبه مع غيرنا
رجوى= يا الأناينه..بس ماراح اخليك تستفيدين منها..بأخربها عليك..إلا اطلع جينات الشر الوراثيه اللي فيها و هي كابتتها
قمر= اتحداك..شهد طيبه مو مثلك
رجوى= تشوفين

+


دخلت شهد و عطتها كاس الماء...

+


رجوى= اجلسي جنبي بأقولك شي
شهد تجلس= نعم

+


مدت رجوى يدها...و صبت على شعرها القصير اللي كانت مستشورته الماء...و شهد شهقت من برودة الماء و من الصدمه...وقفت و طالعتها بغيض...و رجوى و قمر ماتوا ضحك...

+


شهد تصرخ بقهر= رجووووى عمى إن شاء الله
رجوى بضعف= تدعين علي و أنا مريضه!
شهد بقهر= عساك ما تشوفين العافيه

+


تركتهم و طلعت...و رجوى تلتفت على قمر...

+


رجوى بفخر= هههاي انقلبت شريره
قمر= والله إنك مجرمه
رجوى= أنا قايله آخرتي سجن أو مؤبد أو إعدام

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


وصلت حياة عند صديقاتها...و أول ما وقفت عندهم...

+


هنادي= هلا..هلا و غلا باللي لابس الوردي
حياة تجلس= اليوم راضيه علي!
هنادي=شكلك اليوم معجبني
نوال تضحك= حلوه هاذي..أول مره اشوف وحده يتغير شعورها على الشكل
هنادي= والله ما يعجبكم شي..و لا أنا اعاندها عاجبه و لا أنا امدحها!
حياة= لا بالمدح اخذي راحتك
هنادي= أقول ترى صدقتي..أنا شفت لينا ما جت قلت اجبر بخاطرك عشان ما تحسين بالوحشه
حياة= صح..وينها؟ ماراح تجي؟ ما دقيتوا عليها؟
هنادي= بسم الله عليك شوي..شوي
نوال= هاذي هي جت

+



          

                
وصلت عندهم لينا...

+


لينا= صباح الخير
الكل= صباح النور
هنادي= زين جيتي قبل تصيح حياة
لينا= و مين قال بأخليها عندك..ما تطمن عليها
هنادي= وش عندك منبسطه و من وصلتي توزعين إبتسامات؟
لينا بإبتسامه= ياسر رجع امس
هنادي+نوال= حمدالله على سلامته
لينا= الله يسلمكم..(تلتفت على حياة) تذكرينه يا حياة؟
حياة توقف= بنتأخر على المحاضره..أنا بأسبقكم

+


قامت عنهم بسرعه...بدون لا تنتظرهم...و هم يطالعونها بإستغراب...

+


هنادي= وش فيها؟
لينا تتنهد= مادري؟ يمكن عشان سألتها عنه
نوال= و إذا سألتيها؟ صح حياة ما تهضم الرجال بس مو لهالدرجه
لينا= بس هذا مو أي واحد..هي تعرف ياسر من يوم كنا صغار..و كانت متعلقه فيه..هي كانت أختنا الثالثه......(بعد صمت) كانت تحبه
هنادي= بس اللحين أكيد ما تحبه..مثل أي رجل..أنا اقول لا تسألينه عنه مره ثانيه احسن
نوال= غريبه حياة..لينا هي ليه حاقده على الرجال لهالدرجه؟ تعرفين؟
لينا بضيق= هالشي خاص فيها مالي حق أقوله
نوال= يعني من يوم كنتم صغار و هي على هالحال؟
لينا= يعني..بس اللحين زادت
هنادي= السبب وفاة أهلها؟
لينا سرحت و ما ردت= .......

+


كانت تفكر بحياة و اهلها...أمها توفت...بس أبوها ما تعرف عنه أي شي...حتى أبوها يوم سألته عنه...قال لها إنه من ذاك اليوم ما سمع عنه شي...

+


هنادي= الله يعينها

+


••

+


••

+


••

+


وصلت حياة للقاعه...لكنها ما دخلت...وقفت برا في الممر..كان مهم عندها بس تبعد عن لينا...و الأهم سؤالها...
ما تدري وش تحس فيه من يوم سمعت اسمه...بقلبها ضيق و حزن...و ما عرفت وش ترد على لينا يوم سألتها عنه...
تقولها ما تذكره...و لا تبي طاريه...بتعرف لينا إنها تكذب...ثلاث سنين ماراح تنسيها ياسر...اللي كان دائما مثل أخوها...الوحيد من صنف الرجال اللي عطته شي من إحساسها...غير الكره...الحقد...
لكن هذا كان قبل...يوم كان صغير...قبل يصير رجل مثله مثل غيره...و ليه بيفرق عنهم...
حتى لو كان غير...ما يهمها و لا تبي تعرف عنه شي...
مستحيل يزعزع أي إنسان السور اللي بنته على قلبها...السور اللي بيحميها منهم...اللي ماراح يخليها بغباء أمها...و ضعفها...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


كانت نايمه على الأرض تحت التلفزيون...و حنين نايمه جنبها...و يتفرجون على أفلام كرتون...

+


رجوى= والله مملوح هالفار بأخطبه لك حنونه
حنين بإعتراض= لاااا مابي
رجوى= بكيفك أنتي الخسرانه..ترى يقولون ما عليه فارٍ سنع عنده شق حكومي و مصنع جبن هههه

+



        

          

                
جلست و هي تضغط بيدها على ظهرها عشان ما تحس بالوجع...

+


حنين مبرطمه= خلثت
رجوى= خلاص يكفي..وش تبين بعد لك ساعه مقابله التلفزيون..الظاهر بتطلعين على شهد مدمنه
حنين= وث نثوي؟
رجوى=أنتي وش تبين؟
حنين تفكر= أبي نلعب مثل يوم تغيبين أنتي و بثمه
رجوى تضحك= لا اللحين اشتغل عرق الشر..أنا قايله دودتي بتطلع علي...يله

+


أخذت علبة المناديل...و قامت...دخلت المطبخ و أخذت من الثلاجه قارورة موية...و طلعت...

+


حنين= ثيليني
رجوى= أخت حنين انتي عمياء..ما تشوفيني ياله امشي؟
حنين= بث بدر يقول أنتي ثوبر مان قويه و تثوين أي ثي
رجوى= لا والله قروا عليك الفاتحه بكره يا رجوى من عينه هو و أبوه...يله قدامي الله يكفيني شركم

+


طلعوا السطح...و حنين ركضت بحماس تسحب الكرسي و تحطه عند الجدار...شالت رجوى صندوق من السطح و حطته فوقه...و ركبت عليه حنين...و هي سحبت الكرسي الثاني...و وقفت فوقه...

+


شافوا بنات ابتدائي و العيال طلعوا من مدارسهم...و كل ما مر واحد من شارعهم...غرقوا المنديل ماء و رموه عليه...و تخبوا و هم يضحكون...

+


حنين= لاااا هاذي بثمه
رجوى= و إذا؟ ما فيه تفرقه..و لا مميزات عائليه الناس كلها سواسيه

+


و رمتها بقوه بالمنديل...و ضحكت و هي تسمع صرختها...

+


بسمه تصرخ= رجووووى يا حماااره

+


رجوى= فضحتناااا أختك

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


نزلت رحيل للصاله...و سمعت أصوات كثيره جايه من المجلس...
كانت بتروح المطبخ...لكن شافت مرة عمها تطلع من المجلس...و وقفت عندها...

+


أم أحمد= رحيل..جاراتنا فيه وش رأيك تجلسين تفطرين معنا؟
رحيل بغرور= ليه؟
أم أحمد= احسن من جلستك لحالك..غيري جو
رحيل بقهر= الأحسن لي أنا اعرفه..و أكيد ماراح يجي منك

+


تركتها...و طلعت للحوش...(على بالها إني غبيه ما أعرف حركاتها..تبي تعرضني قدامهم مثل ما تسوي دائما..و تجلس تمدح فيني بصفات هي أول وحده تعرف إنها مو فيني..و لها وجه تكذب قدامي..بس عشان تزوجني و ترتاح مني)

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


الساعه الخامسه عصرا/ دخلت رجوى الغرفه...و شافت شهد على سريرها و معها شنطة بسمه...اللي جالسه جنبها...

+


رجوى= وش تفتشين بشنطة البنت؟ لا يكون مهربه بسكويت هيروين؟ أو علك حشيش....لاااا أو صور حروف بأوضاع مخله ههههه؟
شهد= لا بس المدرسه كاتبه لها بالسجل اليومي و تبينا نشوفه
رجوى تجلس= وش مهببه يالعجوز؟
بسمه= والله ما سويت شي
رجوى= هاذي المصيبه إنك ما تسوين شي..مالك أي نشاط في السجل الإجرامي لعائلتنا
شهد تقرأ= هاذي مدرسة القواعد تقول إنها ما حلت الواجب و ما تبي تشارك في الحصه
رجوى= أيوااا على الإحتجاجات..والله طلعتي قويه!
شهد= رجوى اسكتي لا تشجعينها
رجوى= إن شاء الله أبله
شهد تكلم بسمه= و أنتي وش عندك ما حليتي واجبك و ما شاركتي؟ مو دائما اشرحلك اللي ما تعرفين
بسمه= أعرف بس ما أبي
شهد عصبت= و ليه؟
بسمه= ما أحب الدرس اللي كانت تشرحه
رجوى تضحك= ليه؟ لا يكون متحرش فيك؟ أو سامعه عنه شي ههههه
شهد= رجوووى!
رجوى تسد فمها= انطمييييينا
شهد= كيف يعني ما تحبينه؟
بسمه= لأنه الفعل المضارع
شهد= و إذا؟ صعب يعني؟
بسمه= لا بس رجوى كرهتني فيه
رجوى بإستهبال= شوف البنت بتورطني معه الدرس اللي ما يستحي هذا!
شهد تتأفف= وش دخل رجوى في الدرس؟
بسمه= إذا قلت لها مريولي انشق قالت تخيطه..و إذا قلت صندلي انقطع قالت تصلحه..حتى شباصتي اذا قلت انكسرت قالت تلصقه

+



        
          

                
شهد طالعتها بغيض على غبائها...و رجوى ماتت ضحك...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


دخل سعود للصاله...و شاف وداد...

+


سعود= السلام عليكم
وداد= و عليكم السلام..عمرك طويل كنت بأدق عليك
سعود= وش تبين؟
وداد= أبي شوية أغراض عشان عزيمة خالي بكره
سعود بإستغراب= مو كانت يوم الخميس؟ ليه قدمتوها؟
وداد= أمي تقول عشان نشوف رحيل..تعرف هي كل خميس إذا اجتمعنا تروح عند جدتها
سعود= خلاص روحي البسي عبايتك

+


تركته وداد...و سعود يفكر برحيل...كل اللي يعرفه عنها اللحين...إنها منعزله...و مغروره...و أحيانا يقولون عنها معقده...(كذا هي صدق! معقول من سنين و هي على ذاك الحال؟)

+


كان سرحان بأفكاره...و انتبه لوداد اللي واقفه فوق راسه...

+


وداد بخبث= اللي آخذ عقلك

+


ابتسم سعود وهو فاهم قصدها...يدري إنها تلمح لمها...و تظنه يفكر فيها...و فعلا هو دائما كان يفكر فيها...بس هالمره طاري رحيل شده...و نساه مها...

+


طلع معها...و هم في السياره...كانوا يسولفون...لكنه طرأ في باله يسألها عن رحيل...

+


سعود= من متى ما شفتي رحيل؟
وداد بإستغراب= ليه؟
سعود= يوم تكلمتي عنها تذكرت إني عمري ما سمعتك تطرينها أبدا مثل مها و بدور
وداد= تصدق من يوم حفلة هناء و أحمد
سعود يشهق= لك أكثر من خمس شهور ما شفتيها! و هي ساكنه عند خالي؟
وداد= ايه..كل خميس تروح لجدتها..و مرتين رحنا لخالي وسط الأسبوع ما طلعت من غرفتها
سعود بإستغراب= ليه؟
وداد= أنت تتذكر كيف كانت قبل تتغطى؟
سعود= ايه
وداد= هي للحين على هالحال..و زادت..صارت ترمي كلام جارح..و ما تجلس حتى مع البنات و هم لحالهم..و كل يومين متهاوشه مع مها و بدور أو ضاربه هناء و أحمد تتخيل
سعود بحزن= و ليه كل هذا؟
وداد= مادري؟ مها تقول مغروره بنفسها..و أنا احس إن جدتها هي اللي تعبيها علينا و إلا ليه هالكره!

+


سكت سعود وهو حاس بضيق...مايدري ليه...عليها...أو من اللي سمعه عنها...
كانت صوره عذبه و حلوه من طفولته...و ما هان عليه تكون اللحين بهالحال...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•------

+


كانت جالسه في الصاله...و مركزه في التلفزيون تتابع مسلسل...
و لا حست فيه وهو يدخل...

+


ياسر بصوت عالي= مســـاء الخير
لينا تفز= مساء النور..متى دخلت!
ياسر= كل هذا إنسجام؟
لينا تلف للتلفزيون= ايه الحلقه الأخيره

+


جلس جنبها على الكنب...و هي رجعت تتابع المسلسل...و تعلق له و تشرح...و كأنه متابع معها...
شاف أنوار جوالها تشتغل...كانت حاطته على الصامت...و اسم حياة على الشاشه...

+



        
          

                
ياسر= جوالك يدق
لينا تشوف الرقم= بس بأشوف هاذي آخر لقطه و ارجع ادق عليها

+


سكت...و رجع في باله الكلام اللي قالته عنها لينا أمس...و حز في خاطره إن حياة بالذات تتعرض لهالشي...و تعيش هالعذاب بصمت...

+


لينا بقهر= حمدالله و الشكر لو ادري النهايه كذا كان ما تابعته!
ياسر يضحك= أنتي كل حلقه أخيره لأي مسلسل تقولين هالجمله..صح وين أمي و عاليه؟
لينا= راحوا يزورون جارتنا في المستشفى..ولدت....بأشوف حياة وش تبي؟

+


دقت عليها...

+


لينا= هلا حيووته
حياة= اهلين يا قلبي..وش أخبارك؟
لينا= تمام..و أنتي؟
حياة= بخير..وينك؟
لينا= كنت اتابع مسلسل الحلقه الأخيره
حياة= دقيت على البنات بيغيبون بكره..تدرين؟
لينا= ايه ما كملوا العمل
حياة= و أنتي؟
لينا= لا انا بأجي
حياة= زين أنا قلت لو كلهم بيغيبون بأغيب معهم..أنا راح اجيب القهوه
لينا= امم و أبي حلى
حياة= من عيوني..كم لينا عندي
لينا= تسلم عيونك
حياة= زين بأروح اشوف وش بأسويلك..و سلمي على خالتي و عاليه
لينا= إن شاء الله

+


سكرت منها...و سرحت تفكر باللي اتفقت عليه مع البنات...تكلموا عن حياة كثير...اللي بعد سؤال لينا عن ياسر...كانت هاديه و مكشره طول الوقت...
و قرروا يغيبون بكره...و يتركون للينا فرصه تكلمها...و تسألها عن اللي صار...و عن أبوها...و عن هالحال اللي هي فيه...

+


ياسر= هووو وين رحتي؟
لينا= لا بس سرحت شوي...بكره البنات بيغيبون و بأجلس أنا و حياة بس
ياسر بإستغراب= و إذا؟
لينا تتنهد= قررت اسألها عن الحال اللي هي فيه..أنا صديقتها و المفروض تقول لي عن اللي مضايقها و اللي قلب حالها
ياسر= الله يعينها اللي مرت فيه مو سهل...هذا أبوها و مو بسيط اللي سواه و خسرت أمها بسببه...انتبهي لكلامك معها
لينا= إن شاء الله

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


الساعه عشره مساء/ جلسوا في الصاله كلهم...و أبوهم على وشك يرجع من شغله...و يتعشون...

+


شهد تشوف المسلسل...و الباقي يسولفون و مزعجينها...و هي معليه التلفزيون على الآخر عشان تسمع...

+


رجوى= قموور وش وجه الشبه بين فيصل و بدر؟
قمر تطالعهم و تفكر= اممم ما أعرفش
رجوى ترفس شهد= شفتي؟ هذا اللي أخذناه من مسلسلاتك..إخوانك صارت لهجتهم مخلطه مو معروف لهم أصل
شهد بضيق= أووف رجيو اسكتي خليني أتابع
رجوى بتريقه= أنا أبي افهم وش تشوفين بهالمسلسل اللي ماله أول من آخر؟
شهد= كل البنات يتابعونه لازم أكون في الصوره..ما يكفي إني لا أطلع و لا أروح و لا أعرف بهالدنيا شي..خليني على الأقل اتكلم عن اللي اشوفه بالتلفزيون
رجوى بتريقه= ايـــــه..تابعي تابعي..صراحه أهدافك ساميه و لك شرف التقدير مني..و كان تبين جبت لك ورقه و قلم و سويت لك جدول تسجلين ملاحظاتك عشان ما تنسين..أو سبحان الله يسيح مسلسل على الثاني

+



        
          

                
التفتت على مشعل اللي كان جالس بزاويه لحاله...و يلعب مع نفسه ورقه...و مدت رجلها و حاست أوراقه...

+


مشعل بعصبيه= يا حماااره..أنتي ما تنفع لك العافيه المفروض تمرضين دائما!

+


رجوى بضعف= صح ذكرتني آآآي ظهري..أنا مريضه شكلي بأموت..حققوا أمنيتي
مشعل= زين لو بتموتين بس أمنيه وحده عندك!
رجوى= أجل مثلك..شكل روحك بتزهق هي بتطلع و أنت جالس تعدد وش تبي
قمر= وش أمنيتك؟
رجوى= إذا مت..مابي أحوالكم تتعدل من بعدي..أو سبحان الله أبوي يفقد الذاكره و يصير أب فاضل..أو تكبرون و تنجحون و تشتغلون و تصيرون أغنياء..لاااا تدرون الأحسن اتمنى لو مت تموتون كلكم من بكره هههه
مشعل= والله حسوده
رجوى= امنيتي وش دخلك؟
مشعل= أجل يارب إذا مت أنا تتردى حالتكم أكثر من كذا
شهد تلفت لهم= وهو فيه أردى من هالحال؟
رجوى تصرررخ= لا عاد تكفين مو ناقصين على تحلطم مشعل تجين أنتي معه..الحمدلله إنكم ما تجتمعون مع بعض و إلا كان عشنا بمأساه..و يقولون التفكك الأسري ماله فوائد! هاذي اعظم فائده

+


صاروا يتهاوشون...و كل واحد يتريق على الثاني...و دخل على أصواتهم العاليه...أبوهم...بدون لا يحسون فيه...

+


أبومشعل= عساااكم الموت إن شاء الله..انطموا طمكم الله

+


قصرت شهد للتلفزيون و راحت للغرفه تركض...لكن و هي ماره حصلت لها ضربه على ظهرها من أبوها...و الباقي اعتدلوا في جلستهم و سكتوا...

+


أبومشعل يرفسها برجله= يله أنتي بعد اذلفي جيبي عشانا
أم مشعل تقوم= إن شاء الله

+


جلس في الصاله...و بسمه و حنين جلسوا بآخر الصاله بعيد عنه...

+


أبومشعل= وين اللي تقول ظهرها يعورها؟ صوتك واصل لآخر الدنيا 
رجوى= هذا اللي ما يدرس علوم! وش دخل الظهر بصوتي؟
أبومشعل يرمي عليها علبة المناديل= عساك تتكسرين ياله يهدك
رجوى= و السامعين..و اللي قاله
أبومشعل يصرخ= عساي افقدك

+


شال هالمره المركا اللي جنبه و ما لقى غيرها...و رماها بكل قوه عليها...بس اللي قهره إنها مسكتها...و هربت بسرعه لغرفتها...

+


دخلت الغرفه و هي تضحك...و يدها على ظهرها...

+


شهد= وش فيه أبوي يصرخ؟
رجوى= يصرخ علي
شهد بإستنكار= أنتي وش تبين فيه؟ تستفزينه لين يعصب و يضربك و يكمل علينا!

+


ضحكت رجوى و لا ردت...و نامت على السرير...و سؤال شهد يتردد في بالها بدون جواب...هي ليه تسوي كذا...ليه تتريق عليه...ليه تعصب فيه...ليه ترتاح إذا ضربها...إذا هاوشها...إذا شافت إن ما بينهم أي علاقه أو رابطه......ما تدري...

+



        
          

                
رجوى= تتوقعين أمك تبقي لنا عشاء..أو بنعوي طول الليل من الجوع مثل القطاوه
شهد= هي متعوده تبقي لي..بس السؤال..هل أنا بأعشيك معي
رجوى بإستعطاف= ارررحموا عزيز قوم ذل 

+


••-------•?••?•{n}•?••?•-------

+


دخل أبواحمد للصاله...و شاف بناته و أمهم...

+


أبوأحمد= السلام عليكم
الكل= و عليكم السلام و الرحمه
أبوأحمد يجلس= وين رحيل؟
أم أحمد= قبل شوي كانت في المطبخ..مادري للحين فيه أو طلعت لغرفتها
أبوأحمد= هناء..روحي ناديها قولي أبوي يبيك

+


طلعت هناء...و مها تطالع بدور بإستغراب...

+


بعد لحظات...دخلت هناء و تلحقها رحيل بخطوات بطيئه...و وقفت تطالعهم بغرور...

+


رحيل من غير نفس= نعم
أبوأحمد= تعالي اجلسي يا بنتي معنا
رحيل= بأروح أنام
أبوأحمد= على راحتك يا بنتي..بس ترى عمتك بكره عازمتنا و موصيتني أكيد تجين معنا
رحيل= مابي
أبواحمد= ما يصير يا بنتي لك شهور ما شفتيهم...بعدين وش يجلسك لحالك؟
رحيل= تدرون إني ما أحب اطلع من البيت..و مو أول مره تروحون و تتركوني..مابي اروح

+


تركتهم و طلعت...و أبوأحمد يتنهد بضيق...

+


أبوأحمد= الله يهدي هالبنت

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


دخلت لغرفتها بعد ما تعشت معهم...كانت بتنام...لكنها تذكرت سلمان...اللي تكلمه...لها اسبوعين...و خلاص ما صارت طايقه صوته...و صار يصر على شوفتها...و هي كانت واعدته بعد يومين تشوفه...و هالموعد بكره...(أجل خلينا نفتك منه اليوم)

+


راحت تفتح درجها و تطلع جوالها...و دقت...بس هالمره مو رقم جواله...رقم بيته...اللي بكل ثقه عطاه لها...و ابتسمت و هي تسمع صوت أنثوي...عرفت إنها زوجته...لأنه هالوقت أكيد عند شلته...

+


حياة= السلام عليكم
زوجته= و عليكم السلام
حياة= أنتي أم رهف؟
زوجته= ايه اختي..مين معي؟
حياة= وحده تبي مصلحتك..و بتصحيك من غفلتك اللي مو عارفه وين بتوديك؟
زوجته بإستغراب= وش هالكلام؟ استحي على....
حياة تقاطعها= انتظري..لا تصيرين غبيه مثل غيرك..اللي بأقوله عندي ألف دليل عليه تقدرين تتأكدين و بعدها تحكمين بعقلك
زوجته=........
حياة تبتسم= زوجك..سلمان..يكلم غيرك و عازمها على بيتكم
زوجته تصرخ بغيض= كذااابه
حياة= لا مو كذابه أنا بنفسي اللي اكلمه لو تحبين تتأكدين عطيتك دليل
زوجته بقهر= وش هالدليل إن شاء الله؟؟
حياة= زوجك اللحين عند صديقه عيسى في الا ستراحه اللي....
زوجته= و تبيني اصدق بس عشان هالخرابيط؟؟
حياة= تبيني اكلمه..و اشبكك في الخط..تبين تعرفين وش يقول عنك؟ الصراحه احسن من غيره ما قصر..دائما يمدح فيك بس المشكله انه يحب الدلع و خفة الدم و مو لا قيها فيك..و المشكله انه يمل بسرعه و يحب التغيير
زوجته تصرخ= كذااابه
حياة بقهر= وش اكذب فيه؟ و ليه؟ تبين تسمعين بنفسك..أو بتكذبين سمعك و تصدقينه؟
زوجته بألم و تحدي= يله سمعيني
حياة= لحظه

+



        
          

                
و دقت عليه...

+


حياة بنعومه= هلا سلمان
سلمان= هلا بقلب و روح و كل سلمان..انا ما أحب اسمي الا اذا نطقتيه
حياة تضحك= حرام عليك..ما بقيت شي لزوجتك؟
سلمان= زوجتي يكفيها بيتها و بنتها..لكن انتي شي ثاني
حياة= لحظه..لحظه..سلمان اسمع احد يناديني..ادق عليك بعد شوي
سلمان بلهفه= انتظرك ماراح انام لين اكلمك نتفق على جيتك بكره..ترى ما نسيت وعدك بكره ام رهف رايحه لأهلها
حياة= زين

+


سكرت منه...

+


حياة= الو..للحين على الخط؟
زوجته شالتها الصدمه و بهمس= ليه؟ حرام عليه! حرام عليه!
حياة بقهر= آسفه على الضيق اللي سببته لك..بس لازم تعرفين انه ما يستاهلك و انه ما يسوى...ان شاء الله تكونين اذكى من غيرك..و تثورين لكرامتك و ما ترضين بهالوضع

+


سكرت منها و هي تتنفس بقوه...ما تدري ضيق...أو راحه...بعد اللي سوته...و رمت جوالها على السرير...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


•• مــن بـكـــره ••

+


بعد الفسحه...وقفت رجوى عند باب الأخصائيه الإجتماعيه...اللي أرسلت لها بنت تطلب منها تجي...
طقت الباب و وصل لها صوتها...

+


الأخصائيه= تفضل

+


دخلت رجوى و هي مبتسمه...

+


رجوى= السلام عليكم
الأخصائيه= و عليكم السلام..نعم
رجوى= أنا رجوى
الأخصائيه= اجلسي يا رجوى

+


رجوى تجلس(الله يستر..وش عندها هاذي بعد مستضيفتني؟)...و تشوفها طلعت ورقه...(بدأ التشريح الإجتماعي لرجوى)

+


الأخصائيه=وش اسمك بالكامل؟
رجوى= رجوى صالح
الأخصائيه= صالح ايش؟
رجوى= صالح لمدة سنه من تاريخ الإنتاج 

+


طالعتها الأخصائيه و هي تكتم ضحكه...و ترسم الجديه على وجهها...

+


الأخصائيه= رجوى خلينا نتكلم جد..قولي اسمك الكامل عشان اطلب ملفك
رجوى= خلاص إذا تبين معلومات شخصيه عني اسأليني و أنا أقولك والله ما أكذب..لا تتعبين نفسك و تخلينهم يحوسون بهالملفات

+


طالعتها الإخصائيه بعتب..و سألتها بعض المعلومات عنها...و عن أهلها...

+


الأخصائيه= اللحين..ندخل في الموضوع....ماراح اتكلم عن موضوع السرقات لأني أتأمل إن هالشي خلاص انتهى و ماراح ترجعين له مره ثانيه...بأكلمك عن الموضوع اللي مضايق المدرسات منك....نومك في الحصص و إهمالك لدروسك و درجاتك المتدنيه
رجوى= ...........
الأخصائيه= أنتي ليه مو مهتمه بدراستك؟ شوفي كل بنات ثالث كيف حريصين على كل درس على كل درجه و أنتي درجاتك متدنيه و اللحين تنامين بالحصص!

+



        
          

                
رجوى كانت تسمعها و هي ماله...لكن فجأه خطر على بالها شي...خلاها تضحك بينها و بين نفسها...

+


رجوى بإنكسار مصطنع= أنا عندي ظروف صعبه في البيت..أبوي مسافر و أنا اللي اهتم بإخواني..كل شي على راسي....كيف تبيني اهتم بدراستي..حتى لو حاولت ادرس و اهتم الكل يضحك علي و يقول بنات الفقر مو وجه دراسه
الأخصائيه بعطف= مين اللي قال لك هالكلام؟
رجوى بحزن= شذى و نور...و معهم حق إذا شفت الحاله اللي أنا فيها احس إني وين و الدراسه وين..شكلي بأتركها ارتاح و اريحكم

+


حاولت تمسك ضحكتها...و هي تسمع الأخصائيه كيف ترفع من معنوياتها...و تشجعها...و تتوعد في البنات اللي احبطوها...

+


رجوى بتأثر مصطنع= مشكوره..ما تدرين وش كثر كنت محتاجه أحد يوقف معي و يشجعني..عمري ما سمعت مثل هالكلام..و إن شاء الله أحاول انسى مشاكل البيت و أركز على دراستي و مستقبلي
الأخصائيه بحماس= ايه هذا الكلام اللي أبي اسمعه..و إذا أي بنت قالت لك شي تجين هنا تقولين لي و أنا بأتفاهم معها

+


تركتها رجوى و طلعت...و أول ما سكرت الباب...ضحكت لحالها...(يا حليلها صدقت! مادري أنا الذكيه أو الناس أغبياء؟)

+


نزلت تحت تتمشى...دام معها عذر إنها برا الفصل...و شافت هدى في مطبخ التدبير...و مدرستهم مو موجوده...وقفت عند الباب...

+


رجوى= امممم الريحه جابتني من فصلي
هدى تلتفت عليها..و تركض للباب= رجـــه! تعالي شوفي الفطاير اللي سويتها رووعه
رجوى تدخل معها= و أنا بأشوف بس أنا بآكل بعد

+


دخلت معها...و راحت عند الصحن اللي جالسه تزينه...

+


هدى= وش رأيك؟ ست بيت صح؟
رجوى تآخذ وحده و تأكلها= يمممم لا لا بكره بنخطبلك خلاص صرتي مره
هدى تضحك= والله لو عندك عريس كان لطشتيه أنتي
رجوى= لا حسرتي شكله ما يبيني

+


تجمعوا عليها صديقات هدى...

+


وحده منهم= والله رجوى! أنتي تحبين أحد؟
رجوى بهيام و هي تأكل= ايه ما سمعتي الشاعر البيطري اللي يقول.. الحب قطع قلوب البعارين**حتى الحمير السود يلعن جدفها
هدى= والله ما عندك رومانسيه! هذا شعر؟...المهم قولي مين؟
رجوى تآكل= جارنا..و عاد تعرفون حب ولد الجيران له ماضي عريق في الأدب العربي
البنات تحمسوا= كملي؟
وحده منهم= يدري؟
رجوى= لا...ما أدري...يمكن
هدى= ليه حبيتيه؟
رجوى= امم إذا شفته احس الدنيا بخير
هدى بحلم= ياااي طيب؟ حلو؟
رجوى= والله مو باين..اتوقع بشبابه كان حلو..بس اللحين يبي لك مكبر تطلعين شكل عيونه
هدى ما فهمت= بشبابه؟ ليه هو كم عمره اللحين؟؟
رجوى= مادري..حوالي سبعين

+


شهقوا البنات و هي ضحكت على الخيبه اللي اعتلت وجيههم...

+


هدى تصرخ= رجووووى!! أكلتي الفطاير!

+



        
          

                
طالعت الصحن اللي مع رجوى...و اللي ما بقى فيه غير ست حبات...

+


رجوى تضحك= معليش قولوا لها احترقن..والله طاري أبوسعد يفتح النفس زين ما أكلتكم
هدى= مالت عليك و عليه..شايب عاد؟!....يله اطلعي قبل تجي الأستاذه تذبحنا
رجوى تطالع= واللي هناك وش طابخين؟
هدى تدفها= اقولك اطلعي ما يكفي فطايري طارت

+


طلعت رجوى...و هي رجعت للبنات...

+


هدى= بنقولها غلفنا نصهن و أعطيناه المستخدمات...و بقينا هاذي بس عشان تقيمنا
البنات= صح
وحده منهم= يا حليلها رجوى دائما اشوفها من بعيد..بس ما عمري كلمتها.شكلها طيبه
هدى= ما تقدرين تفهمينها مره تقولين طيبه و على نياتها لدرجة الغباء..و أحيانا تحسين فيها لعانة الدنيا....بس مع هذا أحبها

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


في البريك...جلست حياة و لينا يفطرون...و لينا تطالعها بتردد...من امس و هي ترتب كلامها معها...
لكنها كانت متوتره...

+


حياة تضحك= لينا قولي اللي عندك
لينا تبتسم= حياة أنتي تعرفين إنك مثل أختي و أعز
حياة= و أنتي بعد
لينا= و تدرين لو أي شي يضايقني..أنتي أول وحده بألجأ لها
حياة بقلق= لينا صار لك شي..قولي...خوفتيني
لينا= أنا بخير..بس أنتي مو بخير
حياة تغيرت ملامحها= وش فيني؟
لينا= وش اللي غيرك كذا؟ ليه هالتعب اللي فيك؟ ليه هالحقد اللي و القهر و ....
حياة بضيق= لينا غيري هالسالفه..أنا بخير و ما فيني شي
لينا بإنفعال= حياة ما ينفع..ما أقدر اشوفك كيف حابسه هالحزن داخلك و اسكت
حياة تصد عنها= ...........
لينا= حياة أبوك وش صار فيه؟ وينه اللحين؟ توفى؟...
حياة بهمس= اسكتي يا لينا

+


حست لينا إنها ضايقتها...بس هي كانت متأكده...إن حياة ماراح تتكلم عن هالموضوع بدون ما تتضايق...بس هالشي بيكون اريح لها...إذا تكلمت عن اللي بداخلها مع أحد...

+


لينا= حياة اللي أنتي فيه مو مريحني..و أمك......

+


حياة بدت ترتجف من القهر و لا صارت منتبه للينا وش تقول...رجعت تتذكر ذاك اليوم الأسود...و كأن ذاك العذاب اللي عاشته كان من أيام بس...
تذكرت أيامها معهم...
الكره...و الإستحقار...اللي امتلى بقلبها على أبوها...
و الحزن...و القهر...و الألم اللي تشوف أمها فيه...
كل شي كانت تظن إنها دفنته داخلها للأبد...و تخلصت منه...لكن مجرد سؤال من لينا...قلب كل المواجع عليها...
حاولت تتكلم...لكن الحزن...و العتب...و القهر...اللي سيطر على كل إحساسها كان أقوى منها...
صارت تتنفس بسرعه...و يدينها شاده قبضتها بقوه...و صور كثيره تمر قدامها...صور تكرهها...صور تعذبها...
بدت دموعها تنزل...و ترتجف بقوه...و عيونها شارده بنظره مصدومه...و مرعوبه...

+



        
          

                
لينا كانت تطالعها بصدمه و خوف...و هي نادمه إنها تكلمت معها...

+


لينا تمد يدها تمسكها= حياة وش فيك؟...(تهزها) حياة الله يخليك تكلمي

+


وقفت حياة و هي تتلفت...و كأنها مو حاسه بنفسها...و لا هي وين...

+


حياة بشرود= ليه ما مات؟ ليه ما مات مثل ما ذبحها؟ ليه ما تركوني ارتاح منهم! عشان انساهم..أنا مالي أهل...(تصرخ)..لاااا هـو أبووي و لاااا هـي أمــي

+


لينا كانت تطالعها بخوف...و قلق...
و شهقت و هي تشوفها تطيح قدامها على الأرض...جلست جنبها بسرعه و رفعتها عن الأرض و هي تصيح...

+


لينا تهزها= حياااااة وش فيك؟ حياااة تكفيييين ردي علي

+


اجتمعوا عليها البنات...اللي شالوها معها لغرفة الدكتوره...
و من هناك نقلوها للإسعاف...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


كانت رجوى مع تهاني و سلمى في دورة المياه...هم جالسين يرتبون شعرهم عند المرايا...و هي تروح و تجي عندهم و تغني...و ترقص بيدينها...

+


رجوى= سلام يا من يسمع الكسرات..يا أهل الهواء بأشتكي حالي..أنا عيشتي كلها آهات..و أبوسعد مايدري بحالي..جتني وساوس و جتني هموم..جتني في الراس جنيه.......

+


سلمى تقاطعها= اعوذبالله منك ترانا في دورة المياه!
رجوى تضحك= خليني اطلع لكم جني طالب نشوف شكله..اشطر حنا أو هم
سلمى بخوف= رجــه اسكتي! تدرين إني أخاف من سيرتهم
رجوى= يا خبله أنا اقوي قلبك أو ترانا بنطردك من الشله
سلمى= أنا...

+


انقطع كلامها...و هم يشوفون شذى و نور يدخلون...

+


شذى= أقدر افهم أنتي وش تبين مني؟ و ليه متبليه علي؟
رجوى ببرائه= أنا؟!
شذى= لا عمتي
رجوى ببرود= خلاص أجل روحي حاسبي عمتك وش دخلني بهوشة الأقارب أنا..صدق تجيك التهايم و أنت نايم
شذى= لا تستهبلين..أنتي تدرين عن ايش اتكلم
رجوى بإستهبال= إذا كان قصدك عن اللي قلته للأخصائيه..لا والله مادري
شذى= روحي قولي لها إنك تكذبين
رجوى تضحك= لا والله ضحكتيني! ليه تعبت نفسي و كذبت لو كنت بأكشف الكذبه
نور= و ما لقيتي إلا حنا تتبلينا؟ وش سوينا لك؟
رجوى= والله إني طيبه بس مادري ليه إذا شفتكم أنتم بالذات تطلع فيني نزعه شريره..شكل وحده منكم بتصير ضرتي مستقبلا...والإحساس سبق شوي

+


طالعتها نور و شذى بإستحقار كالمعتاد...

+


رجوى بتهديد= شوفوا يا عيون أمكم..لو تبون ما تتورطون بمشاكل معي..النظره هاذي غيروها..و لا أشوفها بعيونكم بعد هاليوم
شذى بإستحقار= و اللي مثلك كيف تبيننا نشوفها إن شاء الله؟
رجوى بفخر= أبي تحسين و أنتي تطالعيني كأنك تشوفين شي عظيم..شي مميز..و شوي و إلا تحسدين عيونك على شوفتي
شذى بقرف قبل تروح= تشوفين يا رجوى
رجوى تصرخ عشان تسمعها= أكيد بأشوف أجل بأنعمي

+



        
          

                
سلمى= وش بينكم؟
رجوى تروح= انتظري أكمل المسلسل..و اتغدى فيها قبل ما تتعشى فيني..و أقول لكم

+


و راحت تركض للأخصائيه...و طقت بابها...و دخلت...

+


الأخصائيه= نعم رجوى وش تبين؟
رجوى= استاذه ليه تقولين لشذى و نور إني قلت لك؟
الأخصائيه= أنا ما هاوشتهم أنا بس لفت نظرهم إنهم ما يكررون هالشي....ليه؟
رجوى= قبل شوي شفتهم..و يقولون إنهم كذبوا اللي قالوه..و قالوا إنهم لو يسببون أي مشكله و يقولون للإداره إنها أنا ماراح أحد يشك فيهم..لأني أنا اللي سمعتي سيئه في المدرسه و بيصدقون علي كل شي
الأخصائيه بقهر= خلاص يا رجوى روحي و أنا اتصرف..ولو صارت لك أي مشكله في الإداره تعالي علميني
رجوى= مشكوره استاذه ما تقصرين

+


طلعت و هي تضحك...(على مين تلعبينها يا بنت الزوات..تبين تغلبيني أنا هه)

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


نزلت عاليه على الدرج تركض...و ارتاحت و هي تشوف ياسر عند أمها...

+


عاليه= ياسر..الحمدلله إنك فيه
ياسر بقلق= وش فيك؟
عاليه= لينا دقت علي تصيح و...
أم ياسر تقاطعها بخوف= بنتي وش فيها؟
عاليه= ما فيها شي..بس تقول من كم ساعه حياة أغمى عليها و انقلوها بالإسعاف للمستشفى..و هي خايفه عليها و تبي تروح تتطمن عليها..بس أنا قلت لها لا تروحين مع السواق تركبين معه و أنتي تشاهقين كذا..ياسر روح جيبها
أم ياسر بقلق= و حياة وش فيها؟
عاليه= مادري..ما قدرت اسأل لينا و هي بهالحال..اذا وصلتها يا ياسر خلها تطمننا
ياسر يقوم= إن شاء الله

+


و طلع من البيت...و ركب سيارته و راح لها بسرعه...
خايف يترك لينا بهالحال...و قلق حتى هو على حياة...

+


وصل للكليه...و دق يقولها إنه برا...و ثواني و هي راكبه معه و تصيح...

+


ياسر بقلق= وش فيها حياة؟
لينا= أنا السبب يا ياسر..بسرعه الله يخليك أبي اشوفها..قالوا إنها بمستشفى .....

+


ياسر بعد ما مشى= وش صار؟
لينا= كلمتها عن أهلها..سألتها عن أبوها..كلمتها عن أمها....و....و...ما لحقت أقولها أي شي..بدت ترتجف و تتكلم مع نفسها..لين طاحت قدامي على الأرض و انقلوها و هي للحين ما فاقت
ياسر بعد صمت= لينا حنا ذاك اليوم كنا مسافرين قبله بشهر و ماندري كيف صار اللي صار..و قبله وش صار..حتى بعد كذا ما تدرين وش اللي شافته و لا سمعته..الموضوع مو بهالبساطه..و دامها ما تكلمت هي من نفسها عنه..فأكيد الموضوع أكبر من اللي نتصوره و لا تعرفين كيف أثر عليها
لينا= بس أنا كنت أبي اساعدها
ياسر= عارف يا لينا إن قصدك كان خير..و أنا ما ألومك..كلنا ما نبي لحياة هالوضع أكيد و نتمنى لها الراحه و الخير
لينا تصيح= خايفه عليها
ياسر= إن شاء الله تكون بخير

+



        
          

                
لكن هو نفسه كان قلق عليها...و يتمنى يعرف وش تحس فيه...وش اللي بداخلها تذكره من ذيك الأيام...

+


بعد نص ساعه...وصلوا للمستشفى...و سألوا عنها...
و دخلت لينا لغرفتها...و ياسر وقف ينتظرها برا...لكنه ما كان متطمن وهو يشوفها بقسم الأعصاب...

+


لمح أبوفايز...حس إنه قد شافه قبل...و بعد ما تذكره تقدم منه...و سلم عليه...لكن أبوفايز ما عرفه...

+


ياسر= ما عرفتني يا عم
أبوفايز= لا والله يا ولدي ما عرفتك
ياسر= أنا ياسر حمد الـ.... جار ...
أبوفايز يقاطعه بعد ماتبدلت ملامحه للضيق= ايه..عسى ما شر ليه جاي للمستشفى؟
ياسر= لا بس أختي جايه تزور صديقتها....

+


قطع كلامه...يوم شاف لينا طالعه و تدور عليه...

+


ياسر= معليش يا عم..لازم اروح أختي طلعت

+


انتبه ياسر لأبوفايز اللي بان عليه القهر و الصدمه وهو يشوف لينا طالعه من عند حياة...ولاحظ بعد الضيقه اللي غطت وجهه من يوم عرفه بنفسه..و راح للينا...

+


مروا من عند أبوفايز...اللي سمع لينا و هي تتكلم عن حياة...و نفخ بقهر...(على كثر البنات مالقت تصادق إلا بنت حمد..ناس تعرف باللي سواه أبوها..والله البنت ما تستحي مثل أبوها)

+


في السياره...سكت ياسر لين تهدأ لينا...لكنه كان يبي يعرف وش قصة الإنهيار العصبي اللي تقول عنه...

+


ياسر= خلاص يا لينا..مو تقولين أم فايز تقول إن الدكتوره طمنتها عليها
لينا= ولو كل اللي صار لها بسببي..ليتني ما تكلمت
ياسر= الله يقومها بالسلامه

+


لينا بعد صمت= تدري..سألت أم فايز عن أبوحياة
ياسر بترقب= وش قالت؟
لينا بحزن= تقول إنه بالصحه النفسيه من ذاك اليوم
ياسر انصدم= انجـــن!
لينا= ايه..بس ما أحد يعرف كيف حالته بالضبط..من سنين ما أحد يزوره غير أبوفايز بس..و هذا عشان أمه توفت و هي توصيه ما يقطع فيه أبدا.......تقول إن من ذاك اليوم ما أحد يتجرأ يسأل عنه أبوهم..حتى حياة نافيه ذكره من حياته و لا احد يكلمها عنه...و طلبت مني ما اجيب طاريه عندها أبدا

+


سكت ياسر متأثر باللي سمعه عن إبراهيم...و اكثر ضايق من الحال اللي فيه حياة اللحين...و اللي كبرت و هي فيه...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


طلعت رحيل من غرفتها...لكنها قبل تدخل الصاله...وقفت و هي تسمع إسمها...

+


مها= اريح إنها ما وافقت..والله ضاق خاطري يوم قال لها أبوي تروح معنا
بدور= بس مو زين جلستها كذا لحالها..مادري كيف ما تختنق
مها= و هي مين يتحملها غير نفسها..لو كانت تطلع معنا مثل الناس تسولف و تضحك و توسع صدرها..كان أنا أول وحده أصر عليها تجي معنا..لكن ليه تجي تطلع عقدها علينا؟ خليها كذا مرتاحه و مريحه

+



        
          

                
رجعت رحيل لغرفتها...و هي تعيد في بالها كلام مها اللي سمعته...
للحظه كانت بتدخل و تمسك مها بين يديها و تطلع حرتها فيها...لكنها تراجعت...و بقهر رددت كلام مها...(لو تطلع مثل الناس كان أنا أول وحده أصر عليها.....مالت عليك..وش دعوه أنا ميته عليك و منتظره رأيك)

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


رجعت وفاء من كليتها...و استغربت و هي تشوف سيارة أبوها مو موجوده كالعاده...
دخلت البيت...و شافت ولاء لحالها في الصاله...و آثار الدموع على خدها...و عيونها حمراء...

+


وفاء بقلق= ولاء وش فيه؟
ولاء تصيح= حياة تعبت في الكليه و نقلوها للمستشفى
وفاء تشهق= وش فيها؟
ولاء= إنهيار عصبي
وفاء بصدمه= إنهيار؟ ليه؟
ولاء= مادري؟ أمي و أبوي راحوا لها..و قبل شوي دقيت على أمي و قالت لي...بس هي للحين ما فاقت..و لا عرفوا وش السبب؟
وفاء برجاء= الله يقومها بالسلامه
ولاء= وش الشي اللي يخليها تنهار كذا؟ اليوم الصبح ما كان فيها شي
وفاء= الله يستر

+


سرحت وفاء...و هي شاكه بالسبب الوحيد اللي ممكن يخلي حياة تفقد أعصابها...بس مين جاب لها هالسالفه...

+


راحت وفاء تبدل ملابسها...و كل تفكيرها مشغول بحياة...
و بعد ما خلصت نزلت عند ولاء...و شافوا أبوهم يدخل عندهم...و معه فايز اللي شايل أكياس الغداء اللي مالحقت أمهم تطبخه...

+


أبوفايز= حطوا غدانا
وفاء= يبه كيف حال حياة اللحين؟
أبوفايز= للحين ما صحت و أمك جلست مرافقه معها

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


العصر/ طلعت رجوى متروشه...و شافت قمر و شهد في الصاله...
التفتوا عليها...و شافوها لابسه بنطلون جنز و تي شيرت من لبس مشعل...

+


رجوى= ليه ما غسلتوا ملابسي..مالقيت شي البسه
قمر= الله و اللبس اللي عندك كلها ثلاث لبسات
رجوى= نعمه..لا تتحججين و قومي غسلي الملابس
قمر= لاااا رجوى اقول لأمي تغسلهن
رجوى= أمك صارت اخطبوط من كثر ما تشتغل في كل شي بهالبيت..روحي أنتي.......وش هالصوت؟
شهد تسمع= بسمه تصيح

+


لحظات و دخلت عندهم بسمه جايه من الشارع...و ركضت لرجوى...

+


بسمه تصيح= رجوووى..شوفي..رائد...ضربني و شد شعري
رجوى بقهر= النجس الطفس..عساها يده للبرص و الحساسيه و الشلل
بسمه تمسح دموعها= و يتريق علينا و يقول أبوكم فقير و بس تشحدون من الجيران

+


رجوى توقف..و تروح عند الدرج تنادي فيصل و بدر اللي كانوا يلعبون في السطح...

+


رجوى تصررخ= بــــــدر..فيصـــل تعالواااا.....صمخ كلااااب ليه مااا تردون؟؟

+



        
          

                
نزلوا يركضون...

+


بدر= نعم
رجوى= تروح تجيب لي رائد..تسحبه من شوشته..و ما أعد للخمسين إلا وهو قدامي..يله..و أنت روح معه

+


نزلوا يركضون...و هي نزلت معهم...

+


••

+


••

+


••

+


في الصاله...رجعت قمر بحماس...

+


قمر= شهووده تعالي بسرعه..فيه هوشه بتصير

+


نزلوا مع الدرج يركضون...و وقفوا عند رجوى و بسمه اللي كانوا واقفين عند باب الشارع...
و بعد عشر دقائق دخل فيصل و بدر اللي ما سكين رائد...اللي كان تقريبا بعمرهم...
و أول ما شاف رجوى حاول ينفلت منهم...لكنه ما قدر...و مسكته مع ياقة ثوبه...

+


رجوى= ليه ماد يدك على بسمه؟ وش على بالك؟ ما وراها أهل؟ ما وراها إخوان؟ ما وراها رجوى؟
رائد بخوف= هي مدت لسانها علي
رجوى تجيبه و توديه= و إذا مدت لسانها عليك؟ خير يا طير؟ نقص فيك عظم يا مال الكسر؟ نقصت فيك شعره يا مال الصلع؟
رائد بيصيح= خلاص آسف
رجوى بطريقه مسرحيه= هاهاها لو كان الأسف يفعل شيئا..لما وجد القانون إذا؟
قمر تضحك= هههه والله فادتك مسلسلات الأكشن
رجوى تبتسم لها= وش رأيك؟
قمر= والله تنفعين رئيسة مافيا
رجوى= نفكر فيها....نرجع لك يا تيس...وش أسوي فيك؟
رائد= خلاص والله ما ألمسها مره ثانيه
رجوى= هذا شي غصب عنك بيصير مو بكيفك و لا بخاطرك
رائد بملل= خلاص وش تبين أسوي بس لا تضربيني..تبين فلوس؟ معي عشرين اخذيها

+


حاول يطلعها من جيبه و شافت مسباحه...اللي دخله بسرعه وهو يطالعها...

+


رجوى= وش هذا؟ طلعه
رائد برجاء= لاااا هاذي هديه من جدي
رجوى= و جدك مات؟
رائد بإستغراب= لا
رجوى= خلاص بيجيبلك غيره..جيبه
رائد= وش تبين فيه؟
رجوى= كذا لعااانه
رائد= لا خوذي العشرين و اتركيه
رجوى= بدر..طلعه من جيبه

+


طلعه بدر بالغصب...بعد ما تعارك معه...و مده لرجوى...و البنات يتفرجون و يضحكون...

+


رجوى= قمر أذكر إنك قويه
قمر= أفا عليك..اعجبك أنا
رجوى تمد لها= اقطعيه
رائد يصرخ= لاااا

+


حطت قمر كل حيلها فيه...و قطعته...و انتثرت حباته في كل مكان...

+


رجوى تفك رائد و تصفق= انتهــــى العـــرض
بسمه تمد لسانها= تستاهل

+


و طلع رائد بسرعه وهو يصيح...

+


رجوى تضحك= والله لو هدية جده فيها خير كان ما نقطعت بسرررعه
قمر= هههه مشكله اللي يدورون الرخص
رجوى= هيا يا أفراد العصابه..انتهت المهمه

+



        
          

                
طلعوا فوق...و أول ما دخلوا الصاله...سمعوا التليفون يدق...

+


رجوى تركض للتليفون= نعم
أم رائد= أنتي ما تستحين على وجهك؟ والله.....
رجوى تقاطعها= أقووول لا ينطلق فيك عرق و يبتلشون فيك..ما يسوى تيتمين هالبزران اللي ما لحقتي تربينهم
أم رائد= إن مديتي يدك عليه مره ثانيه....
رجوى تتثاوب= جت حزة نومنا بكره دقي كملي

+


و سكرت في وجهها...و هي تضحك...

+


قمر= أكيد أم رائد؟
رجوى= ايه..تصايح على ولدها و حنا بس قاطعين مسباحه..أجل لو قاطعين يده وش سوت؟
شهد= الناس تحب عيالها على بالك كل العالم مثلنا؟
بسمه= صح رجوى..ليه حنا أمي و أبوي ما يحبوننا و يدلعوننا
رجوى تطالع شهد= زين كذا قلبتي مواجع الطفله! اسمعي بسومتي ترى البنات المدلعات مملات و حياتهم ما فيها أكشن مثلنا..شوفينا حنا ما شاء الله..الله لا يغير علينا..يوم جوع..و يوم هوشه..و يوم مضروبين..و يوم متهزأين.....وش تبين احسن من كذا؟ كوكتيل أحداث..فيه أحد مثلنا؟ كل الناس تصبح و تمسي على شي واحد
بسمه تبتسم= صح
رجوى بهمس لقمر= صدقت الخبله

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


بعد العصر/ فتحت حياة عيونها بتعب...تستوعب هي وين...كانت تحس بصداع في راسها...و حيلها كله مهدود...كانت مثل المخدره...
و هم بالفعل كانوا معطينها مهديء عشان ترتاح...

+


التفتت وشافت مرة عمها نايمه على الكرسي اللي بالغرفه...

+


غمضت عيونها بحزن و كآبه...و هي تتذكر اللي صار و كلام لينا...
نزلت دمعه من عيونها...و مسحتها...شافت شنطتها جنبها...و مدت يدها بتعب...اخذتها و ارسلت للينا...لأنها تدري هي اللحين بأي حال...بسبب اللي صار لها...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


طلعت مها من غرفتها...و هي شايله عبايتها...و تكلم وداد...

+


مها= خلاص كلها عشر دقايق و طالعين من البيت
وداد= و رحيل معكم؟ غريبه ما علقتي على جيتها!
مها= لأنها مو جايه
وداد= ليه؟
مها= تقول ما تحب تطلع من البيت
وداد= بس هي تروح لجدتها
مها= إيه هاذي جدتها مو حنا اللي ما تطيقنا
وداد= و خالي وش قال؟
مها= تعرفين أبوي على كثر ما تسوي..ما عمره غصبها على شي
وداد= خساره أمي كانت متحمسه لجيتها
مها= و أنتي؟
وداد= والله ما أدري؟ من اللي اذكره..و اللي اسمعه منك عنها..احس ما صرت ارتاح اجلس معها
مها= يله وداد بأسكر اللحين..عشان البس عبايتي..أشوفك
وداد= مع السلامه
مها= مع السلامه

+


دخلت عند أهلها في الصاله...

+


أم أحمد= وينك تأخرتي؟
بدور تضحك= لازم تتكشخ

+



        
          

                
لبست مها عبايتها و هي تتوعد بنظراتها بدور...اللي تعرف وش تلمح عليه...
أول ما طلعوا من الصاله...شافوا رحيل نازله...و لابسه تنوره سوداء...مع بلوزه سوداء خفيفه...و جامعه شعرها كعادته...
و اللي صدم مها...العبايه اللي كانت بيدها...

+


أبوأحمد بفرح= بتروحين معنا؟
رحيل= ايه
أبوأحمد= حياك يا بنتي

+


طالعت رحيل الباقين...اللي للحين باينه عليهم الصدمه...
و ركزت نظرتها على مها اللي كانت تطالعه بخيبه...و قهر...و ابتسمت بغرور...

+


أما مها...فكانت للحين مصدومه من روحتها...و ضاق خلقها...(أكيد سمعتني و أنا اكلم وداد..نزلت بعدي على طول)

+


••

+


••

+


••

+


طلعت وداد من غرفتها بعد ما كلمت مها...و شافت سعود يطلع من غرفته...

+


وداد= مادري وش بأقول لأمي..رحيل ما رضت تجي معم
سعود بصدمه= ليــه؟
وداد= تقول ما تحب تطلع من البيت..مادري مين اللي كل أسبوع يروح لجدته

+


تركته و نزلت...وهو يفكر برحيل...(لهالدرجه يا رحيل؟)

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


كانت ولاء و وفاء جالسين في الصاله و مجهزين القهوه...لأن أبوهم بيصحى و يتقهوى قبل يطلع...

+


وفاء= دقيت على أمي
ولاء بلهفه= وش أخبار حياة؟ صحت؟ خلينا نكلمها
وفاء= أمي تقول لا..عطوها مهديء و يمكن ما تصحى اللحين
ولاء= ما قالت متى بيطلعونها؟
وفاء= لا..تقول الدكتوره بتمرهم بعد شوي و بتسألها
ولاء= مادري وش فيها حياة! أحيانا احسها إنسانه عاديه و عايشه حياتها بس أحيانا مادري وش يصير فيها تنقلب فوق تحت

+


قطعت كلامها و هي تشوف أبوها ينزل...جلس عندهم يتقهوى...

+


أبوفايز= وين فايز؟
وفاء= راح عند عماد ولد جيراننا
أبوفايز يقوم= أنا بأروح للمستشفى..فيه شي محتاجته أمكم؟
وفاء تقوم و تعطيه الكيس= ايه دقيت عليها و طلبت مني هالأغراض

+


ولاء برجاء= يبه بأروح معك أشوفها
أبوفايز= ما يحتاج تلقينهم بيطلعونها..مو ضروري تروحون و تجون في هالمستشفى

+


تركهم و طلع...و ولاء تطالعه بقهر...و حزن...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


دخل ياسر لغرفة لينا...و شافها على جلستها الظهر...لا نامت...و لا أكلت...و لا تحركت...

+



        
          

                
ياسر= لينا انزلي كولي لك شي..اللي تسوينه ماراح يرد اللي صار
لينا= .......
ياسر= لينا
لينا تمسح دموعها= تكفى ياسر اتركني على راحتي..والله مالي نفس آكل أو اتكلم

+


سمعت صوت المسج اللي جاها...و لا اهتمت...لكن شي خلاها تطالعه بإهتمام...و تقوم تآخذه...
فتحته و قرته...[لينا لا تخافين علي أنا بخير..بس دايخه و بأنام أول ما صحى بأكلمك]

+


جلست تصيح...و ياسر خاف و قرب عندها...

+


ياسر بقلق= لينا وش فيك؟
لينا تعطيه الجوال= ......
ياسر بعد ما قراه= زين الحمدلله هاذي هي بخير
لينا= شوف كيف و هي تعبانه فكرت فيني و بضيقتي..و أنا حسيت إني بكلامي ضايقتها بس ما اهتميت و كملت
ياسر= لينا أنتي كلمتيها عشان خوفك عليها..و تتمنين لها الراحه..يعني ما اخطيتي
لينا= ماراح أفتح لها هالطاري أبدا..هي تبي تنساهم و معذوره بهالشي..هم ما اهتموا فيها حتى يوم كانوا معها..طول عمرها تحسبنا حنا أهلها..و بنكون لها الأهل

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


دخلوا لبيت أم سعود...و قبل يدخلون...شافوا سعود يطلع من المدخل...

+


انحرج يرجع بعد ما شافهم...و وقف يسلم عليهم...

+


أم أحمد= هلا سعود..وش أخبارك؟
سعود= الحمدلله بخير..وش أخبارك خالتي أم أحمد

+


وقفوا يتبادلون السلام...هو...و البنات...و أحمد...
و رحيل واقفه بصمت...تطالعه بإستغراب...(هذا سعود!!)

+


من سنين ما شافته...كانت تسمعهم يتكلمون عنه...و لا اهتمت...بس و هي تشوفه قدامها كان شعورها غير...شعور غريب...خلى قلبها يدق بقوه...
تتذكر نظراته الحانيه لها و هي صغيره...إهتمامه فيها و عطفه...هو الوحيد اللي نجى من مشاعرها الحاقده...و الكارهه...
صح ما كانت تعطيه وجه...و تكلمه مثل غيره بجفاء...
لكن بينها و بين نفسها...عجزت تكرهه مثلهم...
انتبهت لأسمها على لسانه...و طلعت من أفكارها...

+


سعود= ليه ما جت معكم رحيل عسى ما شر؟
أم أحمد= لا هاذي هي جايه معنا

+


أشرت له أم أحمد عليها...وهو انصدم بوجودها...توه ينتبه إنهم كانوا ثلاث بنات...
طالع ناحيتها بإرتباك...

+


سعود= أهلين رحيل..وش أخبارك؟

+


كان متلهف يسمع صوتها...ما يدري ليه...

+


رحيل ببرود= بخير

+


ابتسم سعود وهو يتذكر نفس نبرة الجفاء اللي بصوتها من سنين ما تغيرت...

+


سعود انتبه انه طول عليهم= حياكم تفضلوا

+


بعد عن الباب...و دخلوا...وهو واقف يفكر بإستغراب...(مو يقولون ماراح تجي!)
انتبه لأحمد اللي واقف معه...و سأله...

+



        
          

                
سعود= رحيل مو كانت ماراح تجي؟
أحمد= امس قالت ماتبي واليوم قبل نطلع نزلت و قالت لا بأروح

+


ابتسم سعود...(وش خلاها تغير رأيها....المهم إنها جت..إن شاءالله تكون بدايه تقرب منها لأهلها)

+


••

+


••

+


••

+


دخلوا للصاله...و تفاجأت وداد و أمها بحضور رحيل...
سلموا عليهم و جلسوا...و بعد لحظات قامت وداد تجيب القهوه...و قامت معها مها...

+


وداد= مو قلتي ماراح تجي؟
مها= مادري ليه غيرت رأيها
وداد= يمكن ما حبت تزعل خالي
مها= ضحكتيني! رحيل آخر همها زعل أبوي
وداد= أجل ليه جت؟
مها= يمكن ملت..أو جايه تطلع شرها عليكم بعد ما ملت مننا
وداد= حرام عليك!
مها= زين إنها جت عشان تشوفين اللي أقولك و ما تصدقينه

+


أخذت وداد القهوه و رجعت لهم...
و الكل كان يسولف...و يضحك...و رحيل جالسه بصمت...و تطالعهم بغرور...و لا تتكلم إلى إذا احد وجه لها سؤال...و تجاوب بطريقه بارده...و بإختصار...ما تشجع الواحد يرجع يسالها مره ثانيه...

+


مها بهمس= شفتي كيف مالها خلق علينا..مادري ليه جايه؟ خربت جلستنا
وداد= اسكتي لا تسمعك....يمكن تستحي..لأنها من زمان ما شافتنا
مها= ما أظن
وداد= وش رأيك نطلع أنا و أنتي معها للحديقه..عشان تسولف على راحتها
مها= أنا مابي..بس عشانك بأوافق
وداد= رحيل..تعالي نطلع للحديقه

+


طالعت رحيل مها...و هي تشوف نظرات الضيق بعيونها...

+


رحيل= يله

+


قاموا مع بدور بعد...و طلعوا جلسوا في الحديقه يسولفون...لكن رحيل كانت سرحانه و مو يمهم...

+


وداد= وين سرحانه يا رحيل؟
رحيل= ليه تسألين!
وداد= لا بس شفتك مو معنا
رحيل= ما أعتقد تتكلمون عن شي أعرفه..عشان اتكلم فيه
وداد بإعتذار= معليش بس أنا تذكرت سالفة صديقة مها و قلت باشوف وش صار عليها

+


بعدها سكت الكل...وداد كانت تبي تتكلم معها...لكنها ما كانت تعرف وش تقول...
رحيل ما تهتم لشي...ما تروح لمكان...و لا تعرف أحد...وش بتتكلم عنه...زياده على كذا طبعها الجاف...و طريقة كلامها اللي تحرجهم فيها...(صح جدتها و بنات خالتها)

+


وداد= وش أخبار بنات خالتك؟
رحيل تطالعها بإستخفاف= بخير
وداد= وش يدرسون؟
رحيل ببرود= يدرسون اللي يدرسونه وش بيفيدك فيه تعرفين؟

+


وداد انحرجت...و مها طالعت بدور بقهر و هي تكتم غيضها...

+


وداد= لا...بس كنت
رحيل توقف= لا تكلفين على نفسك و تتغصبين الكلام..أنا رايحه عشان اريحك..(تطالع بدور و مها) و اريح اللي من جلست و هم مو قادرين يتنفسون من الضيق

+



        
          

                
تركتهم و راحت...

+


مها= احسن
وداد= ما عرفت وش أقول لها! مادري وش تحب تتكلم عنه..قلت اسألها عن أهلها! وش اخطيت فيه؟
بدور= لا تتضايقين..هذا طبع رحيل..تجلس تنرفزك لين تغلطين و إذا اخطيتي حسستك بتأنيب الضمير و راحت
مها= صادقه بدور من يوم جلسنا و هي قالبه ملامحها و ساكته..و لا حاولت تتكلم معنا..و اللحين مسويه فيها مظلومه..الله اعلم مين اللي مغصوب على الكلام و الجلسه مادري ليه مكلفه على نفسها و جايه!

+


••

+


••

+


••

+


دخلت رحيل للمطبخ و جلست هناك...(ليتني ما جيت)

+


ما تدري كم مر من الوقت و هي جالسه لحالها...مو عارفه وين تروح...
طلعت من المطبخ...بتروح للصاله...لكنها وقفت بصدمه و هي تشوف سعود ينزل من الدرج...
و قبل ترجع...رفع راسه و شافها...
كانت لحظه و اختفت من قدامه بسرعه...وهو واقف للحين يطالع مكانها...و قلبه يدق بسرعه...
يراجع في باله ملامحها الفاتنه...جمالها اللي زاد عن اللي يذكره...
كانت صوره للحسن...كامله بكل شي...

+


ابتسم و طلع بسرعه قبل يشوف احد ثاني...لكن ملامحها ظلت في باله طول الوقت...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


في المستشفى...وصل أبوفايز لغرفة حياة...و شافها للحين نايمه...و شاف أم فايز اللي أول ما شافته قامت له و أخذت الكيس منه...

+


أبوفايز= ما صحت؟
أم فايز= صحت شوي و كلمتها الدكتوره بس رجعت تنام
أبوفايز= الدكتوره وش قالت؟
أم فايز= طلبت إذا جيت تمر على مكتبها..و اسألها عن حياة يوم مرت ما قالت لي شي

+


تركها أبوفايز و راح لمكتب الدكتوره...

+


د:ريهام= إنتا ولي أمر المريضه حياة؟
أبوفايز= ايه
د:ريهام= إنتا والدها؟
أبوفايز= لا عمها..و ولي أمرها
د: ريهام= يعني هي مسئوله منك؟
أبوفايز بملل= ايه..وش فيها؟ ليه هالأسئله؟
د:ريهام= أنا أولت إلكم إن البنت عندها إنهيار عصبي..و ده أكيد بسبب إحباط أو صدمه عندها أثر على أعصابها و خلاها تفأد وعيها...المره دي قات سليمه بس أنا خايفه يأثر عليها..عشان كده لازم تشوف دكتور نفسي يعرف ايه هيا أسباب الكآبه و الحزن اللي هيا فيه
أبوفايز بعصبيه= البنت ما فيها إلا الخير..و لا نبي دكتور نفسي و لا هالخرابيط
د:ريهام= بس لو سمحت أنا كنت بأول يكلمها الدكتور....
أبوفايز يقاطعها= قلت لك بنتنا مو مجنونه..متى بتطلعونها؟
د: ريهام تتنهد بغيض= أنا كتبت لها على مهديء تآخدوه..و مدام مش راضي على الدكتور النفسي ياليت إنتم تحاولوا تبعدوها عن الزعل و تحاولوا تهتموا فيها و تحسسوها بالعطف و الحنان
أبوفايز ما قتنع= زين متى تطلع؟
د:ريهام= أنا حاكتبلها على خروق بكره إن شاء الله

+



        
          

                
تركها أبوفايز و راح...(هذا اللي ناقص؟ دكتور نفسي..و مين بيآخذها لو سمع إنها مجنونه..ما يكفي ابوها..باتحملها هي بعد)

+


راح لأم فايز و قال لها إنه بتطلع بكره...و تركهم و طلع...

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


بعد ساعات مرت على رحيل كأنها دهر...جاء وقت العشاء...و ارتاحت لأنها قربت رجعتهم للبيت...
هناك تجلس بغرفتها...و وحدتها...اريح لها...و بكره تروح لجدتها...

+


و بعد العشاء اختفت وداد و مها...لين قالت أم أحمد لهناء تروح تنادي مها عشان يروحون...
و جت مها...و انصدمت باللي سمعته...حتى وداد بعد فاجأها هالشي...

+


أم سعود= رحيل بتنام عندنا هالليله
وداد= حلو..و أنتي بعد مها نامي عندنا
أم أحمد= لا مها عندها دوام بكره

+


سكتت مها...صح ما كانت تبي تجلس تقابل رحيل...بس بعد ما ارتاحت لجلستها هنا مع وداد...و سعود...ما تدري ليه متضايقه من يوم تكلم معها...و النظره اللي بانت بعيونه...و الابتسامه اللي انرسمت على ملامحه...

+


طلعت مع اهلها...و أول ما ركبت السياره...

+


مها بهمس= وش طرأ عليها تجلس؟
بدور= عمتي قالت لها..دامها ما تدرس و تمل في البيت لحالها تجي تغير جو عندهم..ولو تنام عندهم أحيانا..و هي سكتت شوي..بعدين قالت إنها بتنام هالليله عندهم و بكره يودونها لجدتها
مها بقهر= على أساس منبسطه من اليوم عشان اللحين تجلس عندهم
بدور= أنا بعد استغربت

+


••

+


••

+


••

+


دخل سعود للصاله...و شاف أمه لحالها...

+


سعود= وينها وداد؟ نامت؟
أم سعود= لا طلعت مع رحيل للغرفه
سعود بإستغراب= رحيل!
أم سعود= ايه قلت لها دام ما عندها دوام تنام عندنا و وافقت
سعود= زين

+


سكت سعود...وهو يتذكر اللي سمعه منهم عنها...و اللي يناقضه تصرفاتها اللحين...قالوا ما تبيهم و هذا هي جت عندهم...و قالوا ما تحبهم لكنها جلست عندهم...
لكن وهو يتذكر ملامحها من جديد...(معقوله يكون اللي قالوه كذب..و غيرة بنات من بعض)
و قرر يتكلم مع أمه...و يشوف وش تقول عنها...

+


سعود= وش أخبارها رحيل معهم اللحين؟
أم سعود= والله مادري..هالبنت غريبه..ساكته و منعزله..و تحسها تشكك بكل شي تسمعه..احس ما فيه بينها و بين أهل خالك أي كلام أو اهتمام
سعود= كيف و هي عايشه معهم؟
أم سعود= هي طبعها جاف و لسانها حاد..و فوق كل هذا عازله نفسها عن الناس..طول جلستها معنا ما تكلمت إلا إذا سألها أحد
سعود= غريبه أجل ليه رضت تجلس عندنا
أم سعود= أنا قلت لها كذا..ما توقعتها توافق..بس رضت..حتى أنا استغربت

+



        
          

                
دخلت عندهم وداد...

+


أم سعود= وين رحيل؟
وداد تجلس بإحباط= تقول بتنام ما تعودت تسهر
أم سعود= صح خالتك أم أحمد تقول تنام بدري
وداد= ايه بس ما رضت تآخذ من عندي بيجاما نامت بلبسها! و يوم قلت لها بأغيب عندها بكره قالت لا روحي لجامعتك مو ضروري تجلسين
سعود= يمكن ما تبي تعطلك عن دراستك
وداد= ما أظن..حتى كانت تكلمني من غير نفس..مادري ليه جالسه و هي ما تبيني! والله معذوره فيها مها مغروه و شايفه نفسها
أم سعود= خلاص اسكتي..و بكيفك بكره روحي لجامعتك بس لا رجعتي تكلمي معها و لا تضايقينها..مو نجلسها عندنا عشان نضايقها و هي العصر بتروح لجدتها

+


قام سعود عنهم...و هم يتكلمون عنها...
طلع على الدرج وهو يفكر...(تصرفاتك مثل ما هي يا رحيل..دائما غريبه و مو مفهومه!)

+


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

+


صحت حياة...و شافت أم فايز نايمه و الدنيا ليل...تنهدت بضيق و هي تحس إن الكون كله ضايق فيها...
اليوم إحساسها يشبه إحساسها ذاك اليوم...نفس الوجع اللي بقلبها...نفس الثقل اللي بصدرها مو مخليها تتنفس براحه....

+


حست إنها مخنوقه...راحت عند الشباك الكبير اللي مفتوح على حديقة المستشفى و بهالوقت كانت فاضيه من أي أحد و فتحته...و جلست على طرفه...تنفست براحه و هي تحس بالهواء الدافي اللي يضرب وجهها...و يطير خصل شعرها...رفعت رجلينها لحافة الشباك و ضمتهن بيديها...و سندت ذقنها على ركبها...و تفكيرها راح لبعيد...لحياة تتمنى تنساها...لكن مستحيل تنسى...

+


تذكرت صوت أبوها الهامس...كلامه اللي تعدى حدود الأدب...
مكالماته لعشيقاته...خوياته مثل ما كان يقول...
كلها كانت تسمعها من يوم كانت صغيره...فتح عيونها على أشياء اللي بعمرها ما كانوا يعرفون بوجودها...
و هي طفله صغيره...كل صديقاتها كان همهم اللعب...و الضحك...و هي دائما كان كلها خوف إن أبوها يروح عنها و عن أمها مع وحده من هاللي يكلمهم...كلها كره و ضيق من الكلام اللي تسمعه منه...

+


و كبرت بعمرها سنين...

+


وهو مثل ما كان...لا مل و لا تعدل...و كأن الخيانه كانت تمشي بدمه...
صارت مراهقه...تفهم كل اللي يقوله...تفهم معنى كلامه القذر...تفهم وش اللي يبي من هاللي يكلمهن...
صح ما صار يتكلم قدامها...لكنها هي كانت تتسمع على كل مكالماته الليليه...و القهر يملاها...و هي تشوف أمها كيف فانيه روحها عشانه...كيف تموت عليه...كيف تهتم بكل شي يخصه...وهو بالمقابل يجازيها بهالشكل...

+


و زاد حال أبوها سؤ...صار الكل يشوف و يلاحظ أخلاقه...الكل يتكلم عن إنحطاطه...لدرجة إنه وصل فيه الحال...حتى الخدامات صاروا يجذبونه...أكثر من مره شافته ينتظر خدامة الجيران في حوشهم...

+



        
          

                
صارت تكرهه...صارت تحقد عليه...و تنقرف حتى إنه يلمسها...
و اللي زاد من قهرها سمعته اللي تشوهت قدام الجيران...
كل هذا و أمها مو داريه باللي يصير حواليها...و لا تصدق اللي تسمعه عنه...كانوا جاراتها يأكدون لها إنهم شافوه بعيونهم مع حريم...و هي تكذبهم...
كانت تصدقه هو وبس...مع إن الأدله اللي كان يقولها لها...و حججه اللي يدافع فيها عن نفسه...كانت ما تقنع حتى حياة و هي بذاك العمر...

+


لكن أمها كانت تحبه...كانت تموت فيه...لدرجة إنها أهملتها هي و اهتمت فيه هو..هو و بس...

+


كان كل تركيزها...و أفكارها بذاك اليوم...اللي مهما حاولت تمحيه من خيالها...
إلا إن كل دقيقه فيه راسخه بكل تفكيرها...ذاك اليوم اللي انتهى فيه كل شي...
انتهى القهر...
انتهى العذاب...
و انتهت حياتهم...
ارتجفت و هي ترجع بتفاصيل ذيك الليله...اللي كأنها صارت أمس...الليله اللي جلست فيها مع أمها لحالهم في البيت...و أبوها سهران مع شلته مثل ما يقولهم كل ليله...

+


لكن هالليله كانت غير...كانت النهايه...

+


ما جاء أبوها مثل كل ليله بعد الفجر...المره هاذي طلع الصبح وهو ما جاء...و أمها صارت مثل المجنونه خايفه عليه...

+


كل اللي وصل لهم منه...بعد خوف أمها عليه...و قلقها...و دموعها...
صوت عمها الغاضب وهو يكلمهم...و يقول لأمها إنه انمسك في بيت وحده...
الفضيحه كانت كبيره على عمها...و الصدمه أكبر على أمها...

+


صدمه كلفتها حياتها...

+


نزلت دموعها تصب و هي تتذكر...كيف أغمى عليها بين يدينها...بعد ما كانت تصرخ بكل قوتها مثل المجنونه...و هي تردد...(تكذبون..تكذبون...ابرا� �يم لا يمكن يسوي كذا...ابراهيم يحبني)

+


لآخر عمرها و هي مصدقه كذبه...لكن هالمره كانت مصدقته بس بعنادها...لكن قلبها ما تحمل اللي عرفه...و ماتت بسكته قلبيه...
ماتت بعد ما عرفت إن الحلم اللي كانت عايشته كله كذب...و وهم...
ماتت و لا اهتمت إنها تركتها لحالها...
ماتت بعد ماراح اللي كانت تعيش لأجله...

+


وهو أخذ جزاه...لكنه كان أقل من اللي كانت تتمناه هي له...

+


مع إنه من سنين مرمي بالصحه النفسيه...إلا إنها استكثرت عليه الجنون...
كانت تتمنى يحس بكل اللي سواه...يحس بعمرها اللي قتله بأوله...يحس بقهرها اللي كانت تعيشه كل لحظه...يحس بالغربه...و الخوف...و الوحده...
كانت تتمنى له العقاب اللي يستحقه...بس فقدان عقله رحمه من كل هذا...
رحمه حتى من عذاب ضميره...من عذاب الإحساس...من العقاب...

+


صارت تهمس بصوت منكسر...مقهور...(كيف تركتيني عشانه؟ ليه كنتي تحبينه أكثر مني؟ مع كل اللي كان يسويه! مع كل اللي كان يسويه!.....ليه تصدقينه؟ ليه تحبينه؟ ليه ترخصين العمر..و ترخصيني بس عشانه)

+


غمضت عيونها بقوه...تبي تطلع من ذيك السنين لحاضرها...تتمنى لو ما تتذكرهم و كأنهم ما مروا بحياتها أبدا...
اكتفت من هالعذاب...و ما عندها أي إستعداد تعيش عمرها تذكرهم...أو تحزن عليهم...

+


فتحت عيونها و هي تتنهد بأسى...و مسحت دمعه نزلت منها بقوه...و قهر...(لااا ماراح أصيح..لا عليك و لا عليه)

+


و قامت من عند الشباك و سكرته...راحت تتوضأ عشان تصلي...و ترتاح من هالضيق اللي بصدرها...و فتحت القرآن اللي حست بأم فايز تقرأ لها فيه من كم ساعه...
و صارت تقرأ بهدؤ...و دموعها تنزل بصمت...

+


عند شباكه...واقف للحين يطالع الشباك اللي اختفت منه...من لحظات...
كانت واقفه قباله...قريب منه...لدرجة إنه ميز ملامحها الرقيقه و الجميله...مركز مع كل تنهيده طالعه منها...مع كل دمعه...مع كل نسمة هواء تلعب بشعرها...
بس هي كانت بعالم ثاني و الدليل إنها ما انتبهت له...
غمض عيونه يتذكر ملامحها...عيونها الحزينه..نظراتها الشارده..دموعها اللي ما وقفت لحظه...حس إنها لحظة حزن عاصفه مرت فيها...
فستانها الأبيض...هدؤها...و شعرها اللي تلعب فيه الهواء...كانت لوحه حسن و حزن قدامه...
طالع الشباك بلهفه...كله أمل لو ترجع تطل مره ثانيه...
انتظر...و انتظر...و انتظر...
لين شاف النور يتسكر...(نامت حورية الليل)

+


ضحك على نفسه وهو يعد الغرف...لين يعرف هي بأي غرفه...(هي بقسم الأعصاب؟؟ وش فيها؟)

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close