رواية وتغيرت الفصل الثالث 3 بقلم عهد ايمن
الفصل الثالث رواية " وتغيرت " للكاتبة / عهد أيمن 

"قبل ما تمشوا... عندنا مشروع أساسي، عليه درجات عالية، وهيتم تسليمه على آخر الترم. المشروع هيكون في شكل مجموعات ثنائية، وأنا اللي هحدد الشراكة بنفسي."
الطلبة اتبادلوا نظرات التوتر، فيه ناس بدأت تهمس، وفيه ناس بتدعي ما تتحطش مع حد مش طايقه.
أسد، كعادته، كان قاعد وهو مطمن، رافع رجل على رجل، ضامنه إن اللي هيشتغل معاه هيسيب له الشغل كله.
"أكيد هيختارلي حد يسهل التعامل معاه... يعني، مفيش دكتور هيغامر يحط حد زَيِّي مع حد مش كفء."
قالها لنفسه، وابتسامة رضا مرسومة على وشه.
ضي، في المقابل، كانت قاعدة مركزة جدًا. بتكتب ورا الدكتور، وباين إنها بتاخد كل حاجة بجدية، لحد ما نطق الدكتور وقال:
"أسد عاصم... ضي علاء."
لحظة صمت غريبة سيطرت على المدرج. كأن كل اللي فيه وقف عن التنفس لثواني.
أسد بص بسرعة ناحية ضي، والضحكة طلعت من غير ما يقدر يمنعها.
"بجد؟! ده القدر واضح إنه بيحب يلعب."
ضي ما ردتش، كأنها ما سمعتش، أو ما اهتمتش. جمعت ورقها، ووقفت بهدوء.
بعد المحاضرة، أسد لحقها قبل ما تخرج من المدرج.
"واضح إنك محظوظة."
قالها بنبرة فيها غرور.
بصّت له من فوق لتحت وقالت:
"أنا شايفة إنك إنت اللي محتاج الحظ دلوقتي."
وكمّلت طريقها.
لحقها بخطوته الواسعة، ومشي جنبها في الكوريدور.
"بصراحة، أول مرة أكون متحمس لمشروع جامعي."
قالها بنبرة فيها سخرية مقصودة.
"لو ناوي تاخد المشروع هزار، أنا مش هكمل معاك."
ردّت بسرعة من غير حتى ما تبص له.
"لا لا، استني... إنتي فاكرة إني فاشل؟"
وقف قدامها فجأة، مجبرها تبطّأ خطوتها.
"أنا فاكرة إنك شايف نفسك فوق كل الناس، وده في الشغل الجماعي مشكلة كبيرة."
قالتها وهي واقفة قدامه بثبات، نبرة صوتها لا فيها خوف ولا خجل.
أسد اتحرك شوية ووقف على جنب، سايب لها تمشي، بس عنيه كانت بتلمع بشيء جديد...
هي مش بس قوية، دي مش بتخاف منه، وده جديد عليه.
بعد ساعة، وصلت لها رسالة واتساب:
أسد: "الظاهر إني مش فاشل كفاية إنك ترفضي الشراكة. هتبدأي إمتى الشغل؟"
ضي: "بكرة في المكتبة الساعة 10. لو اتأخرت... هشتغل لوحدي."
ضحك... ضحكته اللي فيها شوية غضب، وشوية إعجاب.
هو متعود يكون المسيطر، المتحكم، لكن هي... عاملة له قلق، وده بيخليه مش قادر يبطل تفكير فيها.
وهو قاعد في عربيته بعد المحاضرة، بص في مراية الشمس، وقال لنفسه:
"إيه اللي جابني للبنت دي؟ ليه مش عارف أعدّي زي ما بعدت عن غيرها؟"
لكن الحقيقة كانت واضحة...
لأول مرة، أسد بيقابل حد مش بيحاول يرضيه... بل بيقاومه.
والمقاومة دي... فيها سحر خاص