اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل التاسع والثلاثون ..
أريدك في الحلال
إيمان سالم

+


اتجهت حنة لمتجر خاص بالعاب الأطفال وانطلقت بين رفوفه وكأنها ابنه السابعة تتناول من كل شيء دون حدود حتى امتلئت العربة التي تدفعها وبدأت تتساقط منها الالعاب وتضعها مجددا 
تعجب العامل عندما وصلت له ينظر لكم الالعاب متعجبا فحمحمت تبرر الموقف متحدثه: اصل هفتح محل العاب كده صغير على قدي
اومأ العامل متحدثا بلين :آااه، يبقى كده ليكي خصم يا فندم عشرة في المية على الفاتورة كاملة
ابتسمت حنة متحدثه بصوت هامس لا يصل له: والله النونو ده مرزق من اولها كده خصومات ..ماشاء الله
سألها العامل بتعجب: بتقولي حاجة يا فندم؟!
انتبهت تجيبه: لا ابدا اتفضل واخرجت البطاقة الخاصة بها وناولتها اياه
سحب العامل المبلغ المستحق واعاد البطاقة لها مجددا
شكرته وهي تتناول الحقائب للسيارة وضعتهم في الخلف
واتجهت لمحل حلويات شرقية اختارت افضل الانواع .. ثم اتجهت لمحل اسماك شهير في تلك المنطقة طلبت منه بسعادة لوسمحت عاوزه خمسة كيلو رنجة وخمسة فسيخ ولو في بطاريخ كمان يبقى تمام
-موجود كل حاجة 
اوكي عاوزه اللي طلبته

+


جهز طلبها في دقائق تناولت الحقيبة تشمها متحدثه بفرحه: الله!! الريحة تقرف، اهه يا بابا كيان رحمتك بدل ما تنزل الساعة ثلاثة بالليل يعني تلف وتدور 

+


ولم تنسى شراء بعض الملابس تناسب الجنسين ودعت وهي تختار ان يرزقها الله توأم ذكر وانثى : يارب يبقوا تؤم بنت وولد الله دي تبقى حاجة حلوة اووي 
وصلت اسفل البيت في سعادة ..
ثم حملت ما استطاعت وخلفها حارس العقار يحمل الباقية
ضغطت الجرس وانتظرت ان يفتح أحد
ظلت دقائق حتى جاءها كيان يظهر على وجهه اثر النوم
حمحمت متحدثه: صباح الخير شكلي صحيتك من النوم ولا ايه يا كابتن؟!
افسح لها الطريق متحدثا: صباح الخير يا حنة .. تعالي ادخلي أنا كنت صاحي.. وضعت الاغراض على الطاولة وغادر الحارس بعد ان اعطته هدية صغيرة بتلك المناسبة 
دعى لها بصلاح الحال وكم اسعدته تلك الهدية الصغيرة 

+


اغلق كيان الباب متحدثا: البنات جوه في الاوضة
اومأت له واتجهت تحمل بعض الحقاب وتركت اخرى في الخارج
فتحت الباب بغتة كانت تريد افزاعهم .. لكن فريدة كانت تنتظرها واشارت لها سريعا بالهدوء فضحى مازالت نائمة
ضغطت شفتاها حرجا ودلفت وهي تمشي على اطراف اصابعها وضعت الاغراض على الفراش بسعاده ولم تستطع السيطرة على نفسها فالفرحة تغمرها كليا فارتفع صوتها الـ مبتهج: اه جه يا ولاد ... زقططو يا ولاد اه جه يا ولاد هيصوا يا ولاد تغني وتلحن بيداها ايضا
زفرت فريدة على جنان اختها لكنها لم توقفها عما تفعل فهي تريد البهجة تمليء حياتهم مرة آخرى يكف ما حدث

+


فتحت ضحى عيناها بنعاس متحدثه: الله رمضان جه امتى يا ولاد؟!
انفجرت حنة في الضحك وتبعتها فريدة .. لم تستطع حنة الصمود فجلست على الأرض تبكي من شدة الضحك
اعتدلت ضحى على الفراش متسأله بتيه: وانتي جيتي امتى انتِ كمان؟!
نهضت حنة بوهن تحتضن اختها تبارك لها بسعادة: مبروووك الف مبروووك يا ضحى والله فرحانة اووي متعرفيش اد ايه فرحتى ان خلاص هبقى خالتو
ضربتها فريدة متحدثه بغيظ: بنت هو انتِ بتباركي لنفسك ولا بتباركي لاختك؟!!
هتفت مؤكده :لنفسي طبعا والله من ساعة ما سمعت وانا هموت من الفرحة ..اخيرااا هبقى خالتووو 

+



                
حمحم كيان قبل دخوله فاعتدلت حنة على الفراش 
دلف الغرفة المفتوح بابها يتسأل بهدوء: عاملة ايه دلوقت يا ضحى
سؤال بارد للغاية احست انه قذف كتلة من الجليد عليها فجمدتها اومأت وهي تجيبه بنبرة مستكينة: كويسه
اقترب منهم يجلس على مقعد جانبي متحدثا بتأكيد: هخرج اجيب فطار من مطعم قريب من هنا محتاجين حاجة معينة على الفطار؟؟
شهقت ضحى بفزع وهتفت: هتشتري فطار وانا موجودة نظروا لها ثلاثتهم في آن واحد .. عدلت الكلمة بتلعثم متحدثه: اقصد وانتوا موجودين .. دا حنة وفريدة طبخهم احسن مني!
اكد كيان متحدثا لا خليهم مرتاحين وانا هنزل اجيب بسرعة مش هتأخر 
لم تبدي احداهما رغبتها في شيء
نهض متجها لـ غرفة والده الذي يسأله بتعجب عن سبب وجوده هنا ليلة أمس وتركه لزوجته متحدثا بحزن: أنت زعلان أنت وضحى .. أنت زعلتها يا كيان
اقترب كيان منه يعطيه الدواء متحدثا: لا ابدا يا بابا كل الحكاية ان فريدة هنا فانا نمت في الاوضه على السرير الصغير اللي هنا قلت فرصة انام معاك

+


تعجب والده متحدثا: هي ضحى بخير؟!
حمحم كيان متحدثا: هي تعبت بالليل شوية ولم كلمت فريدة واحنا عند الدكتورة اصرت تيجي تبات معاها النهاردة فحبيت اسبهم على راحتهم
عبس والده وارتجفت يداه متحدثا: طب ليه مصحتنيش بالليل يا كيان 
يا بابا أنت كنت نايم هصحيك ليه الموضوع بسيط وهي،كويسه متخافش
زفر والده متحدثا بحمية: مش عاوزك تكون بارد في تعاملك مع مراتك يعني تسبها وتيجي تنام معايا .. مراتك اكيد زمانها زعلانه
رد كيان في هدوء: لا متخافش ضحى مش بتزعل مني
اتسعت عين والده وارتجفت يداه وهمس بداخله: يارب متكون زي امك .. مش عاوزك تخسر ضحى!
أنا نازل يا بابا عاوز حاجة اجبهالك من تحت
هتف والده في تأكيد: اختها لسه هنا ولا مشت
رفع كيان اصبعاه متحدثا: اخواتها الاتنين هنا 
اخفض والده بصره متحدثا: لم يمشوا وديني اوضتها اطمن عليها
حاضر يا بابا ..مش عاوزك تقلق والله هي كويسه
اومأ والده في صمت وغادر كيان لشراء الطعام

+


--------------------------------------------

+


في الاسفل ينتظرها في سيارته 
لقد اطمئن على ضحى هاتفيا لم يشاء ازعاجهم فاكتفى بمكالمة هاتفية 
رأها على الدرجات النهائية من البناية يبدور عليها الارهاق لكنها ابتسمت له بحب عندما رأته من بعيد يتطلع له بعمق بادلها البسمة بآخرى اثلجت قلبها وخففت عنها تعب الامس
وصلت عنده ففتحت الباب سريعا تدخل متحدثه بنبرة ناعمة: صباح الخير يا حبيبي
ادار سيارته منطلقا وكأنه كان ينتظرها منذ عقود
التفتت تحدثه بحميمية: وحشتني يا عدلي 
زادت بسمته حتى ظهرت اسنانه وقال بصوت عذب: وحشتك ..بس ده ميمنعش أنك هتتعاقبي ازاي تتحركي بالليل من غير ما تعرفيني يا فريدة افرضي كان حصلك حاجة وخصوصا انك كنتي لوحدك 
التفتت له تحدثه برجاء: عارفة اني غلطانة بس اقسم لك بالله أنا من خوفي على ضحى مكنتش مركزة في حاجة وقتها بس بعد ما وصلت هناك كنت معاهم وكيان اصر اني اركب معاهم وسبت عربيتي فعلا وهو خلى السواق يجبها لتحت البيت يعني مكنتش لوحدي 

+



        

          

                
هتف بنبرة حادة وعشق: ولو أنا بخاف عليكي ليه مش قادرة تفهمي
-خلاص المرة دي عشان خاطري سماح
- آه منك يا فريدة دماغك دي عاوزه تتكسر ميت حتة عشان تفهمي انك متتصرفيش لوحدك على الاقل اشركيني معاكي عرفيني مش ابقى اخر من يعلم
-حقك عليا شوف اللي يرضيك وأنا اعمله بس متكنش زعلان
-مش زعلان يا فريدة لكني بخاف من تصرفاتك مش عاوز وصمت دون متابعة ..
فهمت ما يقصد وانه لا يريد ان يتكرر ما حدث 
ظهر الحزن على ملامحها وتحدثت بألم: أنا اتعلمت الدرس حلو يا عدلي اللي مريت بيه من غير وجدك جمبي مش قليل ورغم كل اللي حصل ملقتش حد جمبي ولا بيخاف عليا زيك أنا لو لفيت الدنيا دي كلها ملقيش زي قلبك ده .. اوع تفكر اني ممكن اخسرك تاني او احاول اخسرك انا الموت عندي اهون من ان ده يحصل تاني 

+


شعر بنغرة قوية تضرب صدره ضمها له قليلا وهو يخفف السرعة مقبلا رأسها متحدثا: ولا أنا اللقي زيك يا فريدة ده أنت القلب وأنت العشق
ده قلبي عمره مشاف غيرك ست ولا يقبل بغيرك يسكنه 
هتفت وهي تبتعد عنه بعصبية تقطر عشقا وغيره: ولا عمره هيكون لغيري ده الموضوع ده تطير فيها رقاب
ضحك وهو يمسح عنقه متحدثا: جزاره بقى هنقول ايه؟!
ضحكت بقوة على كلمته وهتفت من بين ضحكاتها مش لوحدي يا دكتور 
ثم خرجت منها آنه خافته
التفت يتطلع لها بلهفه متسائلا مالك يا فريدة ؟!
فركت جبهتها متحدثه بألم: صداع هيفرتك دماغي 
مش قادرة من الصبح!!!
من ايه؟! سألها باهتمام وكأنه شيء خطير
اجابته وهي تمسح عنقها قليلا: سهرت بالليل كنت قلقانه على ضحى للنزيف يرجع تاني ولا تتعب
سحب كفها يقبله متحدثا: معلش ..طب ليه مخدتيش مسكن؟!
اجابته بود: محبتش ازعجهم هما فيهم اللي مكفيهم قلت لما اروح هبقى اخد اي حاجة
سألها باهتمام: فطرتي
ايوه من الصبح كيان جاب لنا اكل من بارة 
اومأ براحة وصف سيارته امام صيدلية متحدثا: هجبلك دوا وراجع على طول
اومأت له في صمت ترجع رأسها للخلف بإرهاق والم 
دخل السيارة يناولها الدواء وزجاجة مياة معدنية
تناولت الدواء على الفور فهي كانت بحاجة لشيء يسكن ألالم
ادار سيارته منطلقا
بدأت تشعر بنعاس لاحظ ذلك وهي تحدثه
فاخبرها بحنان غمضي عينك شوية
لا اغمض عيني ايه قالتها بجدال وهتفت اطلع على المستشفى انا تمام .. لم نوصل هشرب قهوة وهفوق
اومأ براسه وصمت لبعض الوقت 

+


ارجعت رأسها تستند على المقعد تشعر ببعض الراحة 
اخفض المقعد لترتاح في نومتها ولحظات وذهبت بعيدا
ابتسم بحب وهو يراها نائمة لجواره .. اختار مكان هادئ تحفه اشجار وصف سيارته لتأخذ قسطا من النوم دون ازعاج
هاتف أنس ليخبره: مش جاي المستشفى النهاردة
سأله أنس بشك: كله تمام مفيش حاجة؟ 
-لا كله تمام ،ولا فريدة جاية هي كمان
-ولا فريدة لا دا الموضوع كبير ..هاااه قول يا بني في ايه لتكون خطفتها
نظر عدلي لجواره وهتف مبتسما: حاجة زي كده .. لو في حاجة مهمة كلمني مفيش يبقى احسن ومسمعش صوتك النهاردة يبقى كويس
ضحك أنس متحدثا: طبعا مهو صوتي دلوقت وحش ..روح يا عدلي كمل خطفك يا حبيبي وسبني ادخل العمليات
اغلق عدلي الهاتف والبسمة تزين وجهه
تناول انس آخر قطعة من الفطيرة متحدثا: قوم يا بني اتعقم قوم منه لله اللي كان السبب 

+



        
          

                
---------------------------------------
غادرت حنة مساء..
ظل اليوم كله معها بين ضحك وهزار حتى دموع الفرح لم تنساها
اخيرا جاء الوقت ليختلي بزوجته ..
اطمن على والده فاليوم اجازة الممرضة ودلف غرفته 
كانت على الاريكة تطلعت له بحزن داخلي
اقترب يجلس على المقعد متحدثا: حنة اختك دي دمها خفيف بشكل مكنتش اعرف كده؟
عبست أكثر فمدحه لحنه اثار حزنها اكثر لكنها لم تجبه بشيء سوى بإيماءه خاطفة
نهض متحدثا: قومي ارتاحي شويه قبل ما ماما تيجي
سألته بقلق: هو أنت كلمتها
-ايوه كلمتها الصبح عرفتها
-ماشي 
شردت تتخيل أنها تلومه تتخيل أمس مختلف عما مر ..لم تفق الا هو لمسته وهو يسألها متعجبا: مالك بتفكري في ايه؟!
كان جوابها المختصر: مفيش
-ضحى قولي مالك؟ حاسس انك متغيره!
-هو أنت نمت انبارح عند بابا ليه مفضلتش هنا 
سبتك ترتاحي وفريدة كانت هنا جمبك
«بس كنت عاوزك أنت جمبي مش فريدة » كانت تلك الجملة التي تجول بداخلها لكنها اخفضت بصرها متحدثه: فريدة فضلت طول الليل صاحية
-كانت قلقانه عليكي 
تعبتها فعلا
ضحك متحدثا: هي واخده على كده متنسيش انها دكتورة
معاك حق قلتها وهي تنهض متجه للفراش 

+


وهنا استمعا لصوت الجرس
التفتت تسأله يا ترا مين؟
اكيد ماما قالها وهو ينهض متجها للخارج 

+


اخبارها صباحا على الهاتف بخبر حمل زوجته وتعبها امس كان ردها الغريب «حامل ايه يا كيان هي مراتك لحقت وبعدين من البداية كده هتدلع عليك »
وكأن من تحمل لا يحق لها اظاهر شيء من ألم إذا جاءها تصطبر عليه لربما فاضت روحها الي السماء دون ان يشعر بها أحد فوقتها تكون اراحت واستراحت حتى لا تقول كثير من الحموات كلمتهم المعتادة «دي بتدلع»
جاءت .. وما كانت تريد ذلك
كانت تنتظره هو ليزورها .. لكنه اخبرها بوصية الطبيبة بالراحة .. فالطبع واجب عليها زيارتها فجاءت مرغمه..
لا تريد حتى لا تحدث مواجهة بينها وبين والده وهذا أكثر شيء تخشاه.. لقد تناسته او اسقطته من حسابتها منذ عمرا طويلا .. كيف الآن تلقاه بعد هذا الوقت 
شاردة تفكر كيف ستصير الامور .. لا تعلم؟!
ففتح لها سريعا
دخلت تتطلع بعينها فقط يمينا ويسارا فلم تجده زفرت بارتياح فوجوده كان أثقل شيء على قلبها تنفست بهدوء فغيابه اعطاها بعض الحرية والسلام النفسي 
لاتعلم بأنه عندما علم بزيارتها .. تبدلت ملامحه لجمود وظل حبيس الغرفة لا يريد أن يراها فهي آخر شخص يحب رؤيته مطلقا 

1


دلفت الغرفة ..
فنهضت ضحى ترحب بها ازيك يا ماما
تنفست زينات بغضب ومال ثغرها قليلا فكلمة ماما تشعر بثقلها على اذنها وكأنها رصاص
جلست على مقعد في نهاية الغرفة تضع الحقيبة الخاصة بها جانبا على المنضدة متحدثه بعلياء: بخير.. عاملة ايه أنتِ؟؟
جلست على المقعد المجاور لها متحدثه بنبرة هادئة: الحمدلله دلوقت احسن وجلس كيان امامها على الفراش باريحيه شديدة

+


تحدثت زينات بتعجب: أنا اتفاجئت لما كيان قالي أنك حامل .. بالسرعة دي؟!
اتسعت عين ضحى لا تفهم معني الكلمة او ربما عقلها لا يريد استيعاب المقصد فردت بتردد: مش فاهمة ياماما؟!
-قصدي مش بدري الحمل ده شوية انتوا لسه في شهر العسل افرحوا لكم شويه الاول، الخلفة والولاد مسئولية كبيرة ولسه لما تاخدوا على بعض الاول 
رد كيان بدلا منها متحدثا: خير يا ماما وبعدين مش نفسك تكوني ناناااه ولا ايه؟ 
ابتسمت متحدثه: لا طبعا نفسي .. هات لي كوباية مايه يا حبيبي لو سمحت
نهض متحدثا حاضر .. تشربي قهوة؟
اتسعت عيناها متحدثه: أنت اللي هتعمل القهوة بنفسك؟ 
نهضت ضحى بتحفز متحدثه: لا طبعا أنا يا ماما اللي هعملك قهوتك ..ثواني بس وتكون جاهزة 
هتف كيان بحزم: اقعدي يا ضحى هعملها انا .. وبعدين القهوة حاجة بسيطة مش متعبة نهائي

+



        
          

                
تطلعت لطيف خطواته تشعر بغيظ شديد من البداية تجلس وابنها يخدم عليها .. شعرت بأن الدماء تضرب أعلى رأسها
فالتفتت لضحى تحدثها بضيق: انت ناوية تكملي تعليمك كان لازم تعملي حسابك تاخري الخلفه شوية ليه الاستعجال ده كله؟
هتفت ضحى بتبرير: مش عارفة اقولك ايه بس كيان مقليش حاجة قبل كده عن رغبته في تأخير موضوع الاولاد فمعملتش حسابي
-وهو لازم يقول لك ولا أنتِ ماشية بقى بمبدأ الامثال القديمة اربطيه بالعيال والكلام ده
تعجبت ضحى فهي لم تفكر في شيء كهذا مسبقا حتى موضوع الانجاب لم تفكر به من قبل بل تفاجئت حينما علمت الخبر، رغم عنها هتفت بصوت حزين: هو حضرتك زعلانه اني حامل؟!
نفت بحدة قائله: لا مش زعلانه انك حامل اكيد دي حاجة تفرحني لكن الخطوة دي كانت مش محسبوبة صح جات قبل وقتها.. على العموم خدي بالك من الجنين .. اما اشوف كيان بيعمل ايه بارة 
ونهضت تتجه للمطبخ ..

+


كان اعد القهوة ووضعها على الصينية بالفعل
دخلت والدته متحدثه بهدوء: خلصت القهوة؟
اجابها وهو يرفع الصينية: ايوه جاهزة استني هطلعهالك نشربها بارة
لا سيبها واتجهت تحمل الفنجان فقط متحدثه بذهول: بقى انت اللي بتخدم عليا وعليها يا كيان مش مصدقه نفسي ده أنت كوباية الماية بتجيلك وأنت قاعد لحد عندك شايفة أنك مدلعها ومينفعش كده .. شوف واحدة تيجي تشتغل في البيت لو مراتك تعبانة .. يا اما ابعت لك بنت من عندي بس ميبقاش الوضع كده ابدا!!!
ارتشف قليل من فنجانة وانزله متحدثا : كنت لسه بفكر في الموضوع ده .. لو عندك حد يبقى ريحتيني اني ادور لان متأكد هيبقى حد كويس موثوق فيه
-اكيد هبعت لك بنت ثقة هي صغيرة شوية لكنها شاطرة وهتريحكم
ابعتيها كده كده هنحتاج لها الفترة الجاية دي 
تنفست براحة متحدثه: من الاول المفروض كانت تبقى موجودة .. بس هقول ايه مراتك دي غريبة مش عايشة مستواها ابدا اللي يشوفها ويشوف لبسها وافعالها يقول جايبها من حي شعبي غلبت فيها بس مبتتغيرش 
تبدلت ملامح كيان وهتف منفعلا: ماما لو سمحتى ضحى بسيطة هي دي كل الحكاية وبعدين انا بحبها كده 

+


وضعت الفنجان بعصبية وهتفت: متزعلش من كلامي بكرة هتعرف انه صح أنا مبجاملش يا كيان ودي الحقيقة اللي انت بتحاول متشفهاش
واتجهت للغرفة تحمل حقيبتها .. كانت ضحى جالسة على الفراش طلبت منها على استحياء المكوث لتناول الطعام معهم
لكنها تحججت بعمل هام وغادرت

+


اتجه كيان للمطبخ يحضر عبوة من العصير الطبيعي الجاهز ومنها لغرفتهم ثم للفراش يجلس بإرهاق متحدثا: خدي اشربي دي
نظرت للعبوة التي يحملها ورغم حزنها شعرت بشيء لطيف يدغدغ قلبها رغم كم الالم الذي تعانيه من كلمات والدته
تناولت العبوة تشكره متحدثه: تعبت نفسك ليه
رفع حاجبه وهو يتمدد على الفراش متحدثا بسخريه: تعبت اوي فعلا وانا بعملها اشربي يا ضحى 
-كيااان قالتها اباعتراض
ربت على ذراعها متحدثا: بهزر ..اشربي يالا
تناولت العصير بالفعل ..صامته .. رغم ما بداخلها من عواصف ..تريد العبث بمن حولها ..لكنها تشعر وكأنها مقيدة .. 
نام لجوارها بالفعل ...
وظلت متيقظة تشعر بالغضب من نفسها كيف ستغلق على قلبها كل هذا الالم ..!! 
دون ان تسأله هل حقا ما كان يريد اطفال في هذا التوقيت هل تسرعت؟!
وأكثر شيء يقلقها ربما هو حقا لا يريد اطفال كما قالت والدته! لم تشعر سوى بدمعه حارقة على وجنتيها
ازاحتها وهي تتحسس بطنها تخبر من بالداخل حتى وإن لم يريد أحد انا هنا بجوارك كن لي العالم الذي اتمنى 

+



        
          

                
------------------------------------------

+


يبارك الجميع لهم عدااه وكيف يبارك لها ارتباطها بغيره كيف جاءتها الجراءة لفعلها .. ليس فقط بل وتقف امامه بتلك البساطة لتبلغه انها اخرجته من حياتها ليس فقط بل ورسمت طريقا جديد مع غيره
سيكون لها زوجا وربما حبيب
شعر بأن الدماء تتدفق في كامل جسده عروقه تنفر وكأن الدماء اصبحت اعصار مهلك
نهض من المجلس ثم من الشركة كلها سيترك لها كل شيء .. لقد نجحت في استنزاف اخر جزء متبقى لها عنده .. لقد دعست كرامته مرارا وتكرار
لن يكون من اليوم سندا لها سيبتعد ولكن تلك المرة كليا لن تكون هناك روابط سيلغي كل شيء يربطهم سيقطع تلك الاحبال بنفسه
لقد سئم وفقد الامل .. لن تتغير ستظل تلك الفتاة الطائشة الانتقامية المخادعة

+


تتبعت خروجه بقلب ينبض بغضب وتمني
الغضب يمحى كل شيء حتى امنياتها بأن يعودا مجددا .. محت ولم يتبق لها اثر ما بقى هو شعورها بأنه تريد الثأر لنفسها

+


ايام تمر والمر الذي يتذوقه كليهما كفيل بأن تموت بداخله كل الاشياء الجميلة وتبقى فقط الالم

+


يمضي بتلك السهولة تنازل عن نصيبه في الشركة الام والفروع الاخري بمال اقل مما يستحق فقط ليبتعد وينهي تلك المسألة
وافق ماهر بالخسارة ليبتعد عنها لا يعلم أنه في بعدها سيخسر أغلى شيء وهو نفسه
ما كانت تصدق .. لولا أن رأت بعينها
دخول شريك جديد يحمل اسم غير ماهر دويدار
يحمل صفات غيره .. كل شيء غيره

+


لن تنكر أنها الان تشعر بالخواء ..
ما اعظم الغربة وانت تحيا في وطنك
إن لم تعرف معنى الوطن الا في وجود شخص
فأعلم أنك ستظل في غربة دونه
ستجوب الارض تبحث عن الامان فلن تجده

+


في اجتماع
اخبروها اهمية حضورها لولا ذلك لما فعلت
مشاركة جديدة وعقود لا تعلم عنها شيء وشريك مازالت تجهله
غادر الجميع حتى خطيبها وتركها مع الشريك الجديد تجلس على المقعد يطالعها بتفحص من اعلى رأسها حتى اصبع قدمها الصغير نظرات لا يعرفها الا خبيث وهي جاهله مهما كانت درجة غباءها لن تصل لتلك المستوى
نهض يقترب ليجلس على المقعد المجاور لها ولم تخفى عليها رغبته في لمسها قصدا ..
شعرت بالغضب لكنها صمتت مازالت غير متأكدة مما حدث
لكنها انتفضت تجلس كالنمرة تنتظر الهجوم
ابتسم حتى بانت انيابه متحدثا: الشراكة دي احلي حاجة عملتها كفاية انك شركتي
ابتسمت ابتسامة صفراء متحدثه: راجل اعمال زيك هيكون مبسوط انه يشارك واحدة زي متعرفش الكتير ولسه عمرها في السوق ايام ... فاجئتني!!!
ضحك متحدثا: مش بس جميلة زكية جداا
الحمدلله قالتها بغيظ ايتغزل فيها بتلك الصراحة المائلة للوقاحة
هتف وهو يميل في اتجاهها: أنا ممكن اشيل عنك كل حاجة
ازااي؟! قالتها بشك
اجابها بصوت هاديء مستفز: نقرب من بعض اكتر .. انتِ ست جميلة ومحتاجة راجل جمبك يكون سندك
نهضت تحدثه بعنف وهي تشير لخاتم خطبتها: ايه هو أنت مشفتش ده ولا ايه أنا مخطوبة لابن عمي 
ارجع جسده للخلف قليلا وقال بثبات وتأكيد: لا شفته وده ميمنعش ان...
بااااس قالتها وهي تشير بيدها ليصمت واتبعت: متكملش فاكرني ايه أنت عارف أنا بنت مين
اجابها بتأكيد: أنا عارف عنك كل حاجة يا جمانة بداية من معتز لآذار لماهر واخر حاجة الحرامي ابن عمك
نهضت ترفع يدها لتعطيه كف لكنه امسكه قبل ان يمسه متحدثا: لا محبش العنف وايدك متترفعش تاني لانها لو اترفعت بالشكل ده هقطعهالك
سحبت كفها تدفعه عنها وتغادر الغرفة ما كل هذا الذي يحدث لها تشعر انها في دوامة
هل ما حدث كان حقيقيا .. هل يعلم كل شيء عن علقتها بمعتز هل هذا الذنب ستستمر في التكفير عنه حتى مماتها .. دخلت غرفة ابن عمها تكاد تسقط ارضا

+


نهض مرحبا بها لكن شعر بان بها شيء سألها: مالك في حاجة حصلت
اجابته بعيون تدمع: مش عارفة اقولك ايه ال... الشريك الجديد بيساومني
-يعني ايه مش فاهم ؟! 
-اقولك ايه بقولك بساومني عاوزني فاهم ولا افهمك اكتر
اتسعت عيناه متحدثا بغضب: هو قالك كده
ايوه قالي كده وقال اوحش من كده
نهض من مقعده متحدثا: وقعته سودا ازاي يقولك كده مفكر نفسه مين
تنفس بهدوء قليلا يكف انه سيدافع عنها وسيأخذ لها حقها

+


---------------------------------------------

+


اوقف السيارة الخاصة بصديق له
لم يشاء ان يأتي لها اليوم بسيارة اجرة
رغم اعتراض والده من البداية متحدثا: وكان لازمته ايه تستلف عربية من صاحبك لازم تعرف ظروفك كلها ومتتجملش
اخبره آذار بصدق: انا قلت لها كل حاجة بالتفصيل يا بابا عمري ما هبني حياتي على كذب انا اخترت اكون صريحوهي احترمت ده فيا
زفر والده براحة حينما اخبره بتلك الكلمات
لكن جزء من الراحة غادر وهو يصف السيارة امام بناية حقها يساوي عشرة شوارع من منطقتهم
هتف والده متعجبا: هي ساكنة هنا؟!
ايوه يا بابا انزل يالا وسمي كده
نزل والده متعجبا من تلك المجنونة التي توافق على شخص كآذار .. لابد من ان بها عيب
صعد معه ينتظر أن يرى قبيحة امامه او بها اعاقة حتى توافق على ابنه
كان في انتظارهم عدلي وجدهم عم والدهم

+


ووالد آذار في دوامة آخرى في الاسفل كان متعجبا عندما صعد ورأى بيتهم اصابه ذهول اكبر هل يحق لابنه التفكير في فتاة من تلك المستوى

+


جاءت حنة تحمل العصير وخلفها فريدة
اصابها ذهول عندما رأى العروس التي يتمنها ولده

+


جلست معه في الرؤية الشرعية بمفردهم 
والبقية في الخارج المكان واحد لكن هذا الجزء منعزل قليلا
وجهها لاسفل تشعر بارتباك شديد لم تمر به مطلقا حتى في علقتها بوسام
سألها بسعادة تظهر في كلماته وصوته: مالك ساكتة ليه فين البنت المجرمة اللي خطفتني
رفعت بصرها له تسأله بتعجب: مجرمة؟!
اخبرها بتفسير لذيذ: مش مجرمة اوي لكنها شعنونة
شعنونة؟!
اه شعنونة وعنيها جميلة بتخطف
آذار قالتها باعتراض
هتف مبررا اسف تخطيت حدودي لكن كلها ايام وهيبقى بينا ارتباط رسمي ووقتها مش من حقك تمنعيني اقول اللي عاوزه
رفعت اصبعا تحذره متحدثه: لا همنعك بردة
سألها متعجبا: ليه؟
اجابت وهي تخفض بصرها والضحكة تنير وجهها: اهه كده غلاسة وخلاص
ارتفع صوت ضحكاته فلفت انظار الجالسين على مقربة
شعرت بحرج شديد وان وجنتيها صارت بلون الدماء
اقترب منها قليلا متحدثا ........

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close