اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير بقلم اغاني الشتاء


  .•.°.•?•n|[?البارت الثالـث و الثـلاثـون و الأخيــر?]|n•?.•.°.•


وصلوا للمستشفى...و أخذوا رحيل على النقاله...

و أروى و ندى يركضون وراها...

دخلوها غرفة العمليات...و بعد لحظات طلع لهم الدكتور...و قالهم إنها تعبت...و لازم تولد اللحين...

ندى= كلمي وليد بسرررعه

أروى بقلق= مادري كيف أقوله!

ندى بإرتباك= لا تقولين له شي من اللي صار..قولي إنها حست نفسها بتولد و وديناها المستشفى بسرعه..و إذا جاء الدكتور يقول له

أخذت أروى الجوال بيدين مرتجفه...و دقت على وليد و هي مو عارفه...وش بتقول له...

وليد= أهلين أروى..أنتي في البيت؟

أروى= لا

وليد فرح= فيه شي ضروري أو اكلمك بعدين..اللحين مشغول

أروى= آآ رحيل

وليد بقلق= وش فيها رحيل؟

أروى= تعبت و حنا بالمستشفى اللحين

وليد بصوت عالي= وش صار لها؟

أروى= مادري..للحين ما قالوا شي..احتمال تولد اليوم

وليد بصدمه= تولد! بس هي بالسابع!!

أروى= فيه احتمال تولد بالسابع

وليد بخوف= اروى طمنيني..هي بخير؟ صار فيها شي؟؟

أروى= لا تخاف إن شاء الله بخير

قفلت منه بصعوبه...بعد ما حقق معها بكل شي...

راحت لندى...و استغربت و هي تشوفها تصيح...

أروى بخوف= ندى وش فيك؟؟

ندى= تتوقعين سمعتنا؟

أروى تشهق= هاااه!!

ندى= أنتي ما شفتيها كيف كانت طايحه في الممر..كانت راجعه من جهة غرفتك

ضاقت أنفاس أروى...و إحساس اللوم يزيد عليها...

لكنها ما اهتمت...المهم اللحين...رحيل تقوم بالسلامه...

و صارت تدعي لها بصمت...و دموعها تنزل...

خوف...و حزن...و ضيق...

أما ندى...فكانت تراجع في بالها اللي سوته...و الكلام اللي ممكن تكون سمعته رحيل...و تتخيل ردة فعلها...و ردة فعل وليد...

الاثنين ما يعرفون يسامحون...على كثر ما حبوا بعض و لا واحد قدر يسامح الثاني...كيف بيسامحونها على اللي سوته...

بتطيح من عينه...بتكرهها رحيل...(يااارب تكون ما سمعت..يااارب)

ظلت تطالع الغرفه اللي فيها رحيل و تدعي إنها تكون بخير...و بنفس الوقت تطالع الممر بتوتر...و هي تنتظره يجي...

خايفه تشوفه حتى وهو مو عارف باللي سوته...

كيف لو عرف...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


وقفت السياره في الحاره اللي ياما عرفتها...يا ما عاشت أيامها و سنينها فيها...

هالشارع عاش ضحكها...هواشها...خوفها...

و ياما اهدرت كرامتها فيه من بيت لبيت...قدام كل الجيران...

عمرها ما شكت...عمرها ما اعترضت...عمرها ما تمنت يتغير الحال...

رضت فيه...و تعودت عليه...و انبسطت فيه...

كانت تشوف حالها يضحك...و هي أول من ضحكت عليه...

لكن اللحين تشوف...كل شي ضاع منها...كرامتها...إحساسها...و مشاعرها...و حياتها...و أحلامها...

شافت الحال اللي هي فيه...الحال اللي ما أحد يرضى فيه...

كيف هي رضت...

كيف ظنت بيرضى فيها أسيف...حتى لو حبها...

نزلت من السياره...و طقت باب بيتها...و السواق ينزل شنطتها...

فتحت لها بسمه...و الفرحه انرسمت على ملامحها...و هي تشوف شنطتها...

بسمه= رجوووى..رجعتي لنا!!

و ركضت توصل البشرى لإخوانها اللي نزلوا كلهم يركضون...بفرح...

لكنهم تصنموا عند باب المدخل و هم يشوفونها طايحه على الأرض في الحوش...تفتح شنطتها و صوت شهقاتها يملأ المكان...

طلعت ملابسها و صارت ترميهن بكل مكان...بقهر...و غضب...

ركضت لها شهد و قلبها يدق بخوف...على هالحال اللي تشوفها فيه...

شهد تجلس جنبها= رجوووى وش فيك؟

رجوى بإنهيار= وش فيني؟؟ وش اللي ما فيني! أنا كل العبر فيني..شحاده..سراقه..ما عندي كرامه..و لا أخلاق..و لا أشرف أحد...حناااا عار...حنا وش عايشين له؟؟(تلتفت عليهم) ليه فرحانين؟ وش تفرحكم رجعتي فيه؟ بأرجع اذلكم بين الناس لأن هاذي الحياة اللي اعرف اعيشها..

كملت صياحها...و خواتها يطالعونها...بحزن...و صمت...و صدمه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كان في الممر يروح و يجي بقلق و توتر...مو قادر يسكن لحظه وحده...و لا الشعور القاسي اللي داخله هدأ أو خف...

و الضيق...و الخوف...و اللوم يكبر بقلبه كل ما يمر الوقت...

من أول ما اتصلوا فيه...و الدنيا اسودت بعيونه أكثر من سوادها...

من أمس وهو يحاول يتصبر على فراقها...و كله أمل ما تتحمل جلستها عند عمها...و ترجع له...

كان متأكد إن أبوفايز بينكد عليها...و هي وعدته ترجع لو ما اتحملت...و هذا الشي الوحيد اللي خلاه يتركها تروح...

لكن اللحين مو متحمل الانتظار...وهو يحس إنه ممكن يفقدها بأي لحظه للأبد...

ما يتخيل هالشي...

تروح و هي ما عرفت في دنيتها إلا القسى...و العذاب...ما عرفت معه إلا الذل...و التعب...(لااا ماراح يصير فيها شي..حياة قويه..قويه و بتتحمل أكيد..يااارب..ياااارب)

طلع الدكتور...و ركض له...طالع وجهه بتركيز...

يبي يعرف من ملامحه وش ناوي يقوله...يخاف من اللي بيسمعه...

وافي برجاء= طمني يا دكتور

الدكتور= الحمدلله العمليه عدت على خير..بس لازم يمر ثمان و أربعين ساعه عشان نتأكد إن حالها استقر..و ننتظر تصحى عشان نشوف تأثير الحادث عليها

وافي تطمن إنها ما راحت منه و قدر يتنفس بشكل طبيعي...

بس بنفس الوقت خاف من كلام الدكتور...

وافي= كيف يعني مأثر عليها؟؟

الدكتور= نخاف يكون فيه مضاعفات للضربه اللي في راسها..يعني تأثر على بصرها..أو عقلها

طالعه وافي بفزع...و الخوف يآكل قلبه...ما يتخيلها و لا بحال من اللي قاله...

ارتمى على الكرسي اللي وراه و الدموع تحرق عيونه...(أنا السبب ليه تركتها تروح؟ كيف خليتها تبعد عني؟؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


انطلق بسيارته بسرعه بعد ما كلمها...

كان واقف عند باب البيت...يستعد لمقابلتها...

يرتب اللي بيقوله لأنه يعرف إنها ماراح تعطيه فرصه يرتب كلامه قدامها...

حس بضيق يخنق أنفاسه...قلبه مو متطمن من يوم سمع صوت أروى...(وش فيك يا رحيل؟؟ وش فيك مو قادره تقوله أروى؟؟ لا تخليني يا رحيل..لا يكون تعبتي مني و بتتركيني....لاااا ماراح اسمحلك تتركيني..قلت لك إني ماراح اخليك أبدا..أنتي قلتي إنك قويه و أنا معتمد على قوتك للنهايه..لا يصير فيك شي..لا يصير فيك شي و حنا تونا ما عشنا الحب اللي فقلوبنا..بأعلمك كيف تعيشين..بأعلمك كيف تحبين..كيف تحنين...بس لااااتروحين عني)

لكن الخوف اللي انتشر داخله كان أكبر..

من أحلامه...

من آماله...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


مر الوقت ثقيل و كأنه ما يتحرك أبدا...الثواني ما تتحرك...الدقايق كأنها ساعات...

يحس إنه مفارقها من أيام مو بس من ساعات...

كان خايف ينسى ملامحها...

خايف يصدق إنها خلاص انتهت من حياته...

إن فراقها...حقيقه بيعيش معها الأيام الجايه...(ليه الضيقه؟؟ ليه الهم؟؟ أنا بنفسي اتخذت القرار..أنا اللي ابعدتها عني بإختياري)

لكنه خايف من اللي جاي...الإحساس داخله خاوي...يحس بفراغ كبير...

ما يدري زعلان أو مرتاح بعد اللي صار...

بيتحمل فراقها...و ينسى...أو بيضعف...

التفت يطالع غرفته اللي رجع لها...بشوق...و حرمان...

كل شي حوله يذكره فيها...كل زاويه بغرفته يشوفها فيها...

كيف بيمحي هالذكريات من قلبه...كيف يمحي وجودها من داخله...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


شافوا خالد يركض في الممر...و يتلفت...

استغربت أروى إن وليد ما جاء و ارسل لهم خالد...

أروى= خااالد؟؟

التفت لهم خالد يطالعهم بصدمه...

خالد بضيق= أروى!!! أنتم عرفتم؟ مين قال لكم؟؟

أورى ما فهمت= عرفنا ايش؟!

خالد= انتي مو جايه عشان وليد

أروى تشهق بخوف= ولييييد!! وش فيه وليد؟؟

تسندت ندى على الجدار لأنها حست إنها بتطيح من اللي سمعته...

و أروى تطالع خالد بترقب...و رجاء...

أروى تصيح= خالد..تكلم...وليد وش فيه؟؟ أنا كلمته..قال بيجي

خالد تنهد بحزن= صار له حادث..بأروح اشوفه و اطمنك

أروى تصررخ= لاااا..(تمسكه) بأروح معك

ندى كانت تطالعهم بذهول...مو قادره تآخذ أنفاسه...

و ما تدري كيف تكلمت...كيف طلع صوتها...

ندى بهمس= و رحيـل؟ عمليتها مين يوقع عليها

أروى تتذكر= صح رحيل!!

قالت أروى لخالد عن حالة رحيل...و راح للدكتور يوقع الأوراق...

و بعدها راح هو و أروى يتطمنون على وليد...

و تركوا ندى لحالها...مع خوفها...و إحساس بالذنب يكبر داخلها...

طاحت على الكرسي و هي تصيح...(لاااا يا وليد لا يصير فيك شي..يااارب تحفظه يااارب)

••

••

••

بعد ساعات...طلعت رحيل من غرفة الولاده...و دخلوها العنايه المركزه...لأن حالتها خطره...

لكنها ظلت تنادي بإسمها...و اسم أروى...لين سمح لها الدكتور تدخل تشوفها للحظات...

رحيل تتنفس بتعب= نــدى..تكفييين بنتي!بنتي! أمانه عندك يا ندى..تكفيين وصيتك..تكفيين اعتبريها بنتك..لا تشوووف اللي شفته أنا..أدري إنك تحبين وليد..تزوجيه..خليك أم لبنتـي..ماعندي أحد أأمنها عليه غيرك..

ندى تصيح= رحيييل ارتاااحي لاااتتكلمين

رحيل بهمس و أنفاس متلاحقه= وصيتك يا ندى..وصيتك يا ندى..أمانه توصلين هالكلام لوليد..قولي له إني مسامحته على كل شي..قولي له إني تمنيت الدنيا تصفالي معه..بس هذا أنا..و هذا حظي كله شقا..مالقيت بقلبي غير القسى..عجزت ألين و أحبه..قولي له يسامحني..قولي له يحن على بنتي و يحبها..لا تشوف منه الوجه اللي شفته..يعطيها الحب اللي ما عطاني

ندى ماتحملت= رحيييل لاااا..تكفين ارتاحي..أنتي بتعيشين و تربين بنتك..وليد..وليد..يحبـ...

رحيل تقاطعها بصعوبه تتكلم= بنتي كلميها عني بالزين..دوري احسن ما شفتي مني لو قليل و قوليه لها..أبيها تحبني لو ما عرفتني..لا تقولين لها كيف كنت..قولي لها إني تمنيت اشوفها..و ما كنت بأبعد عنها إلا عشانها..عشان ما أضرها..بغيت لها أحسن حياة حتى لو ما كنت فيها

انهارت ندى...و صارت تصيح بصوت عالي و شهقاتها ترتفع...

ارتفع صوت الجهاز...و دخلت عندها الممرضه...و طلعتها بسرعه...

و هي وقفت بعد ما طلعوها...ترتجف بفزع...و شهقاتها تتردد في الممر...

و دموعها اللي تطيح من عيونها مو مخليتها تشوف شي قدامها...و لا حاسه في الدنيا...

ندى= لاااا لاااا يا رحيل لا تروحين كذا..لاااا وليد يحبــك..والله....أنا السبب..أنا السبب

حست بخوف كبير...و كره لنفسها يملأ قلبها...تحس إنها كانت مخدره و اللحين صحت...و حست باللي سوته...

لكن كل دموعها...و حزنها...و رجائها...ما خفف اللي تحس فيه...

طلع الدكتور يطالعها بحزن...

ندى تآخذ أنفاسها بخوف= وش فيها؟

الدكتور= يا بنتي فين اهلك؟ ليه ما حدش معاكي؟

ندى تصررخ= ما أحد فيه غيري..قولي..قولي وش فيها؟

الدكتور= ربنا يرحمها..شدي حيلك

ندى تصرخ= لااااا

كان الدكتور يهديها...لكن هي ما كانت تسمع أي شي...

بسمعها بس صوت رحيل المتقطع الأنفاس...

دموعها...الحزن و الخوف و الحرمان المحفور بملامحها...و هي توصيها...

توصيها هي...اللي تظن إنها تستاهل تكون أم لبنتها...

زوجه للي ما كانت لها فرصه تحبه...و هي السبب بكل هذا...

ركضت بسرعه تدور على أروى...و خالد...

مو متحمله اللي سمعته...مو متحملته لحالها...

تبي أحد يقول لها إنه كذب...إنها بحلم و بتصحى...

••

••

••

ما تدري كيف وصلت لهم...كانت تمشي مثل الضايعه...مفجوعه من اللي سمعته...

و تكلم نفسها بصوت ما تدري لو غيرها يسمعه...

كانت تعتذر...و تتأسف...و تلوم نفسها...لكن بعد ما فات الوقت...فات كثير...

شافت خالد و كانت بتروح له...لكن قبل توصل له...شافت أروى تطلع من العنايه و هي منهاره...

و أول ما شافتها ركضت لها...و مسكتها أروى تهزها بقوه...

أروى بإنهيار= وش اللي سويناه يا ندى!! حرام علينا! والله حرام....وليد ماااات...مااات يوصيني عليها..على ولده اللي ماشافه..كان يحبها..ما كان بيتركها بس مالقى فرصه يقول لها...(و بإتهام) حنا اللي ما عطيناه هالفرصه! حنا بعدناهم عن بعض..قلنا لها ما يحبها وهو بلحظة وفاته يوصيني عليها..و يقول ما كرهها لحظه و لا كان يبي يتركها أبدا..(تطيح على الأرض) مااات ما عرف إنها حتى هي تحبه...ليه سوينا كذا؟ ليه طاوعتك؟

ندى حست إنها خلاص ما عاد تتنفس...أكيد ماتت...

بس لا...

هالوجع اللي يعصر قلبها بكل قسوه...ماراح يسمح للموت يريحها منه...

رفعت عيونها...و طالعت نظرة خالد المفجوعه...الحزينه...وهو يطالعهم بذهول...و قهر يستوعب اللي يسمعه...

لكنها لحظه قبل يتركهم...و يدخل لوليد...و هي واقفه تطالع أروى اللي طايحه على الأرض تصيح بصوت عالي...و تلومها على كل شي...

ما كان فيه إلا هم...و ذنب اشتركوا فيه...

و ألم و ندم بيلازمهم كل العمر...مو حاسين باللي يصير حولهم...


بـعــد يـومـيــن ••


كان جالس بشرود...و الحزن و الضيق محفور بملامحه...و نظرة عيونه...

كبر الهم بقلبه لين ما صار متحمل يشيله أكثر...

من يومين وهو ينتظرها تصحى...ما تحرك من المستشفى إلا عشان يحضر عزاء وليد و بنت خالتها...

حس بغصه تخنقه وهو يتذكر وليد...

لكنه حاول يقوي نفسه...و فتح المصحف اللي جنبه و صار يقرأ فيه...

بعد دقايق حس بأبوه يجلس جنبه...و سكر المصحف و التفت له بتعب...

أبوفيصل= وش الأخبار؟

وافي بقلق= الدكتور عندها اللحين

أبوفيصل= الله يقومها بالسلامه..مريت على عمها صار فيه شلل

كان أبوفيصل يتكلم عن حالة عمها...لكنه ما كان يسمعه...

وفاة وليد أخذت منه كثير...و خايف اللي بقى تقضي عليه حياة...ما يتخيل لو فقدها وش بيكون حاله...

ما تغيب عن باله ملامحها الرقيقه...عيونها و العذاب اللي تشيله...

إنسانه جمعت القوه و الضعف...و وصلته لأقصى حدود الكره و أعمق مشاعر الحب...ملكت فيه كل شي...الزين و الشين...

معها مرت عليه كل أنواع المشاعر...و بكل حال عشقها أكثر...

لين حسها الهواء اللي يتنفسه...و ما يقدر يتخيلها تروح عنه...

شافوا الدكتور يطلع...وهو وقف بمكانه و دقات قلبه تتضارب داخله بقوه...ما قدر يتحرك خطوه...

والدكتور وقف عندهم بملامح...خلت أنفاسه تنحبس...و الهواء ما يوصل له...و ما قدر يتكلم...خاف من اللي بيسمعه...

أبوفيصل= خير يا دكتور طمننا

الدكتور= اللي كنا خايفين منه صار

هالكلام قضى عليه...و نزلت دمعه حاره من عيونه...

يبي يسأل...يبي يصرخ في هالدكتور و يعرف حالها...

لكن ما كان قادر يتنفس...كيف بيلقى صوته و يتكلم...

ما يبي يسمع إنه بيفقدها...هالشي مستحيل يصير...

أبوفيصل بضيق= وش صار يا دكتور..تكلم الله يعافيك

الدكتور= دخلت في غيبوبه

طالعه وافي بصدمه...و أخيرا لقى صوته...

وافي بقهر= كيف غيبوبه؟ يعني متى بتصحى؟

الدكتور= اذكر الله يا أخوي..و ادعي لها

وافي يصرخ= متـى بتصحــى؟؟

الدكتور= ما أحد يقدر يعرف..يمكن أيام و يمكن سنين و يمكن ما تصحى أبدا

طالعه بغيض...وهو يتنفس بصوت عالي...و قدرته على ضبط مشاعره...و صبره ينهار...

و دفه عن طريقه و راح عنهم...كان يمشي وهو مو شايف شي من اللي قدامه...

طلع من المستشفى...و ركب سيارته و مشى فيها...ما يدري وين...و لا يدري كيف بيشوف الطريق اللي قدامه...

بس كل هذا ما كان يهمه...و لا حياته...كل اللي يفكر فيه اللي سمعه...حالتها...

كيف يعني بتطول بهالغيبوبه...كيف يعني يمكن ما تصحى...

كيف بتعيش عمرها كله...جسد ممدد بدون روح...كيف بيشوفها معه...و مو معه...

كيف كل هذا يصير لها وهو مو قادر يساعدها بشي...

كيف بيظل طول عمره يتفرج عليها...و ينتظرها...و هي حيه و ميته بنفس الوقت...

وافي يصرخ= ليـــه؟؟؟ ليــه يااااحيااااة!!!

رجع للمره الألف يلوم نفسه إنه تركها...

كيف ضعف قدام رجاها و دموعها...وهو متأكد من العذاب اللي رجعت له برجلينها...

كانت تحبه...و خايفه من هالحب...وهو ما قدر يطمنها...

تركها تروح ببساطه...بكل ضعف...وهو يترجى رجعتها له...

كان متأكد من رجعتها...

لكنها راااحت لمكان مو عارف كيف يجيبها منه...

مو عارف كيف يرتاح و يتطمن عليها و هي بهالحال...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


فتحت عيونها بتعب...و هي تشوف المغذي اللي بيدها...و تطالع غرفة المستشفى اللي هي فيها...

غرفه فاضيه...ما فيه غيرها...

ما أحد مهتم فيها...ما أحد بيسأل عنها...الكل أكيد يكرهها مثل ما تكره نفسها...و تستحقرها...

تبي تنسى ذاك اليوم...تبي تنسى اللي سمعته...و شافته...

تنسى نتايج اللي سوته و هي مو حاسه بنفسها...

تبي ترتاح من هالأحلام اللي تعذبها...

أحلام يهددها فيها الكل...رحيل...وليد...خالد...و أروى...

تحس إنها بتفقد عقلها...أو يمكن فقدته...هاذي هي مرميه بهالغرفه من ذاك اليوم...

من ذيك النظره المرعبه اللي طالعها فيها خالد...من يوم دفتها أروى بعيد عنها و راحت...

ما قدرت تتحمل كل اللي شافته ذاك اليوم...و طاحت...

صحت أحيانا و شافت وجه أبوها...و أحيانا وجه مرة أبوها المتملل...

و أغلب الأحيان كانت تصحى ما تشوف غير الفراغ...و أشباح ضميرها المعذب....


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


رجعت مع مشعل و أمه من المستشفى...اللي دخلت فيها بعد ما سمعت بخبر وفاة رحيل...و حادث حياة...

كأن كل المصايب تاركتها ترتاح كل هالعمر...تضحك على همومها و تستخف فيها...عشان تتجمع عليها بهاليوم...

و تعلمها إن للألم...و الهم...وجع لازم تحس فيه و ما تتكابر عليه...

أصرت تطلع من المستشفى...و رفضت تجلس حتى مع تعبها...

لكنها كانت خايفه...و فيها ضيق ما تتحمله...و وجع ما تدري كيف تتخلص منه...

دخلت للصاله و شافت خواتها و إخوانها اللي ينتظرونها بلهفه...كانت طول الطريق ساكنه...و صامته...

و أول ما شافتهم و شافت الفرح بعيونهم برجعتها رغم الدمع اللي ملاها...

انفجرت فيهم...بدون أي سبب...بكلام ما تسمعه...و اللي تسمعه منه...ما تدري كيف يطلع منها...

رجوى تطالعهم بكره= الكـل راح و خلاااني..الكل اختار يرتاح من هالدنيا و هالهم..كل اللي أحبهم تركوووني..جدتي و رحيل و حياة و أسيف...ليه أنتم اللي دائما باقين؟؟ وش فايديني فيه؟؟ أنا بسببكم صرت كذا! عشانكم صرت بهالحال العدم اللي ما أحد يقبل فيني عشانه...أسيف تركني عشانكم..ليه ما تموتون بعد و تتركووووني..ليه ما تفكووووني منكنم! تعبت منكم..مابي أعيش معكم..مابي أشوفكم..مـــا أبيييييكم

كانوا يطالعونها بعيون مفجوعه من اللي يسمعونه...و مو قادرين ينطقون بكلمه...

لين تركتهم و دخلت للغرفه...و قفلتها على نفسها...و هم أطلقوا سراح دموعهم بعد الوجع اللي انتشر من كلامها بروحهم...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد ما تعب من كثر ما دار بالشوارع...و طلع كل اللي بداخله...رجع لها...

دخل عندها بخطوات بطيئه...مرهقه...

طالعها متمدده على هالسرير الأبيض...ما فيها من حياة اللي يعرفها شي...شاحبه مثل الأموات...اللي يخاف تكون وحده منهم بأي يوم...

كل يوم بيشوفها بهالحال...يترجى تصحي...و يخاف تروح...

كل يوم بيشوفها بقايا صوره...مو قادر يقرب منها...أو يكلمها...أو يسمعها...

قرب منها زياده...

وافي برجاء= حياة تكفين اصحي..حياة مو بهالشكل تتركيني..ماراح اتحمل..(يصرخ) تبين تقهريني؟ اقهريني..انتقمي من اللي سويته..بس مو بهالشكل!! مو بهالحاال؟؟ أنتي وعدتني اتركك و تصيرين أقوى ليه تخلفين وعدك؟؟ ليه؟؟....

دخلت الممرضه على صوته العالي...و سحبته معها بالغصب لبرا...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت أروى في غرفتها...جالسه بالظلام...جنب شباكها...ما تبي تشوف أحد...ما تقدر تشوف أي أحد...

حتى نفسها كانت مو طايقه تشوفها...حتى عزاه ما قدرت تحضره...ما كان لها وجه تحضره...و هي اللي خربت حياته بيديها...

غمضت عيونها بتعب...من الدموع اللي كل الساعات تذرفها...دموع حارقه...تشبه النار اللي تقيد داخلها...مو راضيه تبرد...و لا تحرقها و ترتاح...

رجعت تتذكر للمره الألف...كلام وليد...الحسره اللي سكنت صوته...وهو يدري إنه بيفارق رحيل...و اللي في بطنها...

وليد اللي ياما شافته متعالي...و قاسي حتى على قلبه...

تشهد لحظة نهايته...لحظة إنكساره...و قهره...

ينثر ضعفه قدامها...و مايدري إنها السبب بكل هذا...

ضربت نفسها بقهر...(ليــه؟؟ كيف سويت فيه كذااا؟؟ حسبي الله عليك يا ندى..حسبي الله علي...و عليك)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


•• بـعــد أيــام ••


طلت عليها بهدؤ عشان ما تحس فيها...و شافتها نايمه و وجهها للجدار...و طلعت لقمر و أمها...

شهد بضيق= أول مره اشوفها بهالحال!!

قمر تصيح= أخاف ما ترجع رجوى اللي نعرفها! احسها بتكرهنا...ليه؟؟

شهد بعصبيه= وش هالكلام؟ مستكثره عليها بعد كل اللي شافته تنفس عن نفسها شوي

قمر برجاء= يعني متأكده إنها ما تقصد الكلام اللي قالته؟

شهد بشرود= أكيد

لكنها بينها و بين نفسها...كانت خايفه أكثر من قمر من هالشي...

طلاقها من أسيف صدمها...كان كافي على قلبها عشان تتحمله...ما كانت ناقصه تعرف بوفاة رحيل...و غيبوبة حياة...

و كأن المصايب متواعده تجيها بوقت واحد...كأنها استكثرت ضحكها...و فرحها اللي تسرقه من هالدنيا غصب...و عزمت انها تهدها للأبد...

قامت فجأه...و رجعت تدخل لرجوى...

مع انها من أيام و هي ما تتكلم معهم...و أي وحده فيهم تفكر تكلمها...تتهاوش معها...و تقول كلام قاسي عليها...و عليهم...

حتى حنين و بسمه...يوم أصروا يدخلون عندها و رفضوا يطلعون ضربتهم بقسوه...و رمتهم برا الغرفه....

شهد= رجوى

رجوى بقهر= اطلعي عني

طالعتها شهد بخوف...و هي ما تشوف فيها شي من رجوى اللي تعرفها...

نظرتها كانت كارهه...قاسيه...كلها قهر...و حقد...حتى صوتها اختفت منه أي فرحه...أو لين...أو ضحكه...كانت تملاه..

و عرفت إنها ماراح تسمع لها...عشان كذا طلعت من الغرفه و انفجرت دموعها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت فرح في الصاله مع أمها...

فرح= يمه الوقت تأخر..ماراح تنامين؟

أم فيصل بضيق= وافي ما رجع

فرح بحزن= يمه وافي مو صغير طول عمره يسهر و يبات برا

أم فيصل= وهو وافي بحاله اللي دايم..مو شايفته كيف عايش و مو عايش..مثل الميت..لا يآكل مثل العالم و لا يشتغل..و هالسهر اللي بيذبحه و أنا مو عارفه وين يروح

فرح= فتره و بتعدي إن شاء الله..بس هو للحين مصدوم من اللي صار..يمه فقد أعز أصدقائه و زوجته بيوم واحد

أم فيصل تقوم و بقهر= وش يزعله عليها؟ وش يحب فيها الـ....استغفر الله العظيم

تركتها و راحت...و فرح جلست تنتظره...كانت خايفه عليه مثل أمها...بس ما تبي تزيد أمها...

على كثر ما شافته كره حياة...على قد ما شافت الحب بعيونه لها من شهور...

قد قال لها إنه ظلمها كثير...و إنها مو مثل ما يتصورون...لكنه ما شرح معنى كلامه...

كان لاهي فيها...يهتم فيها...و يراعيها...بدون لا تنتبه له أو تحس فيه...

كان حالهم أغرب من الغريب...يحبها و مو قادر ينطق...أو يقرب لها...و هي تكرهه و مو قادره تتركه و تروح...

ما تدري وش اللي جمعهم...وش اللي فرقهم...

شافت بينهم حب...و كره...و لا تدري عن حقيقة مشاعرهم...

سمعته يدخل...و راحت له بسرعه وهو يطلع الدرج...

فرح= وااافي

وافي يوقف= نعم

فرح= ما تبي عشاء أنا...

وافي يقاطعها= لا

تركها و لا سمع باقي كلامها...حتى ما التفت عليها...

صوته بس يدل على الضيق اللي يملاه...بدون لا تشوف ملامحه و الكدر اللي يغطيها من أيام...

دخل للجناح...وهو يشوف طيفها بكل مكان فيه...و راح لغرفتها...بين أغراضها...الصامته مثلها...

بس هنا على الأقل مشاعرها المنثوره ألوان بهاللوحات...

هنا يحس بروحها للحين معه...

حتى لو كانت روح كلها عذاب...و جرح...

وافي يكلم لوحتها= ماراح ترجعين؟ مارح تصحين و ترحميني؟ إلــى متــى؟؟.....(كمل بقهر)زين يا حياة بأرجع للطريق اللي كنت فيه..يا حياة أنتي فيها معي..أو ارجع للدمار اللي كنت فيه..و اللي ما يتحملني غيره.....بأشوف ألف وجه وانساااك..بأسمع ألف صوت و اخنق الصوت اللي لك داخلي


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


رجعت لسريرها بعد ما طلعت من الحمام...بعد ما مرت من عند خواتها في الصاله...و هم لأول مره من عرفتهم...على جمعتهم...كانوا غارقين بالصمت...حتى مشعل...كان جالس صامت ما تجرأ يقول أي كلمه...

جلست على السرير بملامح...شارده...يائسه...

لكن يدها لمست شي غريب...نزلت راسها و شافت الورقه...

أخذتها بإستغراب و افتحتها...و شافت خط شهد...

كانت بتقطع الورقه...لكن شي داخلها منعها...و رجعت تفتح الورقه تقرأ...

[رجوى حنا عاذرينك بكل شي..لك حق تكرهيننا..لك حق تتعبين مننا..و من اللي حملناه لك...يمكن معك حق..حنا السبب بكل اللي صار لك..كنا نفكر بنفسنا و بس..دائما نرمي عليك كل شي...سامحينا يا رجوى..بس أنتي كل اللي لنا بهالدنيا من يوم انولدنا..أنتي أمنا و أبونا و سندنا..لو انهرتي كلنا بننهار..لو كرهتينا حنا بنكره نفسنا..لو تركتينا نموت احسن..رجوى حنا ما نعرف نعيش من غيرك..الله يخليك لا تتركينا...حنا بنسوي كل شي كنتي تسوينه..كل شي تبينه أنتي بس اطلبي و حنا بنسوي بس لا تبعدين عننا..خلينا نوقف معك و نشاركك الحزن..خلينا نحاول نعوضك عن اللي راح.....]

كانت الورقه مليانه كلام...لكن هي خلاص ما قدرت تكمل...

الدموع اغرقت عيونها...و يدينها صارت ترتجف...

و بدت تصيح بصوت عالي...و هي مو قادره توقف نفسها...و لا تآخذ أنافسها...

ارتفع صوتها أكثر...و دخلت شهد تركض...و اخوانها كلهم واقفين عند الباب يصيحون معها...

قربت منها شهد و ضمتها...و هي متوقعه إنها بتبعدها...أو تضربها مثل ما تسوي دائما...

لكن رجوى تعلقت فيها...ضمتها بقوه و صارت تصيح أكثر...

و اخوانها يوم شافوها...ركضوا كلهم و التموا حولها...

يطالعونها برجاء...و حزن...يملاهم أمل برجعتها لهم...

لأنهم من عرفوا الدنيا...كانت الأمان لخوفهم...كانت اللقمه لجوعهم...كانت البلسم لجروحهم...و الضحكه لأحزانهم...

ولو فقدوها فقدوا حياتهم...

×الـنـهــايــه×


قــد تعجــب البعــض

قــد لا تعجـب الكثيــر

قــد تعتبرونـهــا حــزينـه

أو مـن النهـايـات المفتـوحـه

و لكــم أن تتخـيـلوا النهـايـه التـي تعجبكـم




ـ لكـن مـاذا لــو ـ




أكملنـا مـع مـا تبقـى مـن أبطـالنـا

لنــرى..مـاذا سـوف يحدث لهــم؟؟

بعـد أيــام/ أسابيـع/ شهـور

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close