رواية فوق خضوع الحب الفصل الثاني 2 بقلم اغاني الشتاء
|الــبــــارتـ الـثــــانــيـــ |
+
•• مــن بـكـــره ••
+
صحت رجوى...و حست بنفسها و هي نايمه على سريرها بالعرض...و رجلينها متعديه السرير و طايره بالهواء...تلمست بيدها تدور غطاها...لكنها ما وصلت لشي...كالعاده...طايح تحت الأرض من الحرب اللي تسويها و هي نايمه...فتحت عيونها...و هي تتمطط بقوه...
+
نزلت من سريرها...و هي تشوف خواتها غارقات في النوم...(عساكم الكوابيس اللي تفززكم..ليه ما أحد يحلم في هالبيت إلا أنا!)
+
رجوى تصررخ= يله قوموا..لوعوا كبووودكم بهالمدارس..حشى يذلونا ما تسوى علينا هالشهاده..يلـه..يلــــه
+
قاموا خواتها...و هي راحت تغسل...و تلبس...و تلم شعرها على السريع...قبل تأخذ عبايتها و شنطتها و تطلع من الغرفه...
+
دخلت المطبخ...و فتحت الثلاجه تدور شي تفطر فيه بسرعه...ما لقت غير عصير تذكر إنه لمشعل مع كذا اخذته...و شافت بحافظه باقي عشاهم و طلعته من الثلاجه...و صارت تفطر بسرعه حتى بدون لا تسخنه...
+
سمعت صوت أخوانها اللي بدوا بإزعاجهم...و دخلت عليها شهد...
+
شهد= وااااع أحد يفطر معكرونه على هالصبح..(كملت بقرف)لا و عصير
رجوى= و أنتي وش دخلك بطني أو بطنك! ما سمعتي المثل اللي يقول كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس
شهد تطالع مريولها= و هذا لبس يعجب الناس؟!
رجوى= أقول سيدة أناقه ما عمر أحد ضربك بملعقه على الصبح؟
شهد تضحك= أنا الغلطانه أبيك حلوه
رجوى مو يمها= يوووه تأخرت يله أشوفك عقبين
+
تركتها و راحت... نزلت الدرج تركض و طلعت للشارع...سكرت الباب و مشت في طريقها اللي تمشي فيه كل يوم...لين وصلت اللفه اللي فيها بيت هدى...ابتسمت بخبث...و غيرت طريق المدرسه و دخلت لحارتهم...و مشت بعيد عن بيوتهم...و وقفت ربع ساعه تنتظر...لين شافتها تطلع للسواق...عرفتها من شنطتها...
+
و بعد ما شافتها ركبت و راحت...انتظرت دقايق...و تقدمت للبيت...و دقت الجرس بقوووه...وصلها صوت الخدامه...
+
الخدامه= مين؟
رجوى بخوف مصطنع= روحي قولي لماما..شذى سوت حادث قريب من المدرسه...بسرعه يروحون لها شذى بتموت مو قادرين يطلعونها من السياره
+
ضحكت و هي تسمع شهقة الخدامه و خطواتها السريعه تبتعد...راحت بسرعه لمدرستها قبل يطلعون ويشوفونها...
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
طلعت حياة من المحاضره...و شافت شمس و أريج اللي ما حضروا هالمحاضره...كانت تشوفهم يكلمون و يضحكون...و كل وحده تاخذ الجوال شوي...
للحظه وقفت تطالعهم بإستغراب...تحس و هي معهم إنها مو هي...كيف تجلس مع بنات كذا...هاذي أخلاقهم...هاذي أفكارهم...كيف تصير مثلهم...كيف قدرت هي بالذات تصير كذا...
كانت تعرف إنها تغلط...متأكده من هالشي...بس مع كذا مو قادره تتركهم...تترك إنتقامها...لو ما كانت تكلم و تحس إنها تطلع غيضها فيهم...كانت بتطلعه بوجه عمها و ظلمه...وقتها بيقلب حياتها...و حياة بناته و أمهم عذاب...
تذكرت مرة عمها و خضوعها...(ليه للحين فيه أحد بهالضعف! ليه للحين يظلموننا و حنا ما نقدر إلا على الصمت و بس)
+
راحت عندهم...و جلست...و يوم شافوها سكروا...
+
أريج تضحك= فاااتك حياة والله لعبنا فيهم
حياة بملل= مين؟
شمس= شلة فهد..دقينا عليهم و قلنا لهم كل شي قاله لنا عنهم
حياة تطالع أريج= ليه؟ مليتي منه؟
أريج= ايه زهقني..و صار هاليومين بخيل بالموت لين يشري لي شي
شمس= بس أخاف يسوي فيك شي!
هديل= لا تخافين حبيبتي..أصلا ما يعرف عني أي شي..الوحده إذا كلمت تكلم بذكاء أو لا تكلم احسن
حياة ملت منهم= بأروح أجيب قهوه..أحد يبي؟
شمس= لا يا عمري تونا شاربين
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
دخلت أم أحمد الصاله...و معها القهوه...و جلست عند أبوأحمد...تقهويه قبل يروح لدوامه...
لكنها شافته سرحان...
+
أم أحمد= وين رحت يا أبوأحمد؟
أبوأحمد= افكر برحيل
أم أحمد= وش فيها؟
أبوأحمد= البنت كانت هاديه..صح منعزله و تحب تجلس لحالها..بس أنا كنت اقول يمكن طبعها كذا..هي من كانت صغيره ما تحب تلعب مع أحد و لا تحب تطلع للناس..لكنها بدت تصير عصبيه و شرانيه..يكفي اللي سوته لمها أمس
أم أحمد بإستغراب= كيف عرفت؟
أبوأحمد= هناء قالت لي
أبوأحمد= ليه كذبتي علي؟
أم أحمد بإعتذار= ما بغيت انكد عليك على الصبح
+
أم أحمد تفكر...(ما تدري إنها تسوي أكثر دائما...بس حنا ما نقول لك عشان ما نضايقك)
+
أم أحمد بعد صمت= هذا طبعها وش نسوي؟ بعدين هاذي هوشات تصير دائما بين البنات
أبوأحمد= ليه ما تكلمينها؟ تشوفين وش فيها؟
أم أحمد= هي ما ترضى تتكلم..حتى لو حاولنا
أبواحمد= هاذي يتيمه..و لا أبي ربي يحاسبني عليها..مابي اقصر عليها
أم أحمد= لا تخاف يا أبوأحمد أنت مو مقصر عليها بشي..بس هي من سنين كذا..يمكن طبعها..خلها براحتها هي كذا مرتاحه..و بعدين كل أسبوع تشوف جدتها و بنات خالتها و مكتفيه فيهم
+
بعد الحصه الأولى...طلعوا كل البنات من الفصل و انتشروا في الممر...
+
شذى= تعجبني استاذه منى..شفتي كيف هزأت رجوى؟ ما خلتها تسوى شي
نور= ايه بس رجوى ما طقت لها خبر..واقفه وشاقه هالإبتسامه و كأنها جالسه تمدحها..والله لو أنا اللي مصرخه علي كذا كان صحت
شذى= عادي عند هالأشكال..أصلا ما بقى مدرسه و لا إداريه في المدرسه ما مسحت في كرامتها الأرض
+
بمكان قريب...وقفت رجوى و سلمى و تهاني...
+
سلمى= يله رجوى عاد اعترفي أنتي اللي سارقه فلوس أمل..صح؟
رجوى= و أنتي وش دخلك ناويه تقاسميني؟
سلمى= لا حلال عليك
رجوى تضحك= لا تكذبين حرام مو حلال
تهاني= دامك تعرفين ليه تسرقين؟
رجوى= مادري؟ تعودت..أول ما أشوف فلوس دايركت تمتد يدي...بعدين ما سمعتي المثل اللي يقول المال السايب يعلم السرقه..أنا ما أروح أدور الفلوس هي تجي لين عندي..و تقول اخذيني
تهاني= عاد تكسر خاطرك و تاخذينها
رجوى تضحك= تعرفيني ما أحب أرد أحد
+
شافوا وحده من المراقبات جايه عندهم...
+
المراقبه= شذى تعالي للإداره؟
رجوى تشهق= لاااا لا تقولون طلعت هي اللي سارقه!
+
تهاني و سلمى يطالعون بعض...و يضحكون...
+
تهاني بهمس= شين و قواة عين
+
شذى تطالعهم بقرف و تلف للمراقبه= خير وش فيه؟
المراقبه= ما فيه شي لا تخافين..أمك داقه و تبي تكلمك
رجوى بتريقه= حشى سنترال مو مدرسه!
المراقبه= رجوى اسكتي و أدخلي لفصلك
رجوى= إن شاء الله تأمرين أمر..بس إذا دق علي أبوي نادوني
+
ضحكوا البنات...لأن رجوى كانت تتريق على المراقبه...أما شذى فراحت معها و هي خايفه من اتصال أمها...
+
رجوى...(هم خربوا البنات من شوي! من هالدلع..بس عشانها خافت عليها لازم تسمع صوتها..و إذا ماتت؟ شي عادي كلنا بيجي يوم و نموت...من زين البنت عاد! لو هي بنتي ذبحتها و وزعت لحمها بعيد الأضحى)
+
••
+
••
+
••
+
بعد عشر دقايق رجعت شذى...و عيونها دامعه...تأثرت يوم سمعت صوت أمها خايفه عليها و تصيح..
+
و رجوى كانت تطالعها و تضحك...(تهي تهي تأثرت..والله شايفه هاللقطه بفيلم هندي)
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
الساعه العاشره صباحا/ طلعت رحيل من غرفتها...و هي تجر رجلينها بكسل...تحس بإرهاق و كسل...لأنها كانت تنام أكثر ما تصحى...و تسكت أكثر ما تتكلم...
+
لكنها بدت تمل...و تطق من الحال اللي هي فيه...خاصه بعد ما جلست في البيت و تركت دراستها...
على الأقل كانت تروح للمدرسه كل يوم...و تتفرج على البنات هناك...تتفرج بس...
لأنها ما كانت لها صداقات...كانت تلقى صعوبه بالتعامل مع الناس...
طبعها الحاد...و تشكيكها بكل شي...و جمودها و جديتها...كانوا دائما يبعدون البنات عنها...
لكن هي ما كانت تعرف تتعامل إلا بهالطبع...اللي تعودت عليه من سنين...و اللي الكل اعتبره غرور...و عقده نفسيه فيها...
+
نزلت تحت و دخلت للصاله...تبي تكلم جدتها...على الأقل تحس بإهتمام و حب حقيقي...
جدتها...و بنات خالتها...الوحيدين اللي يذكرونها إن لها مشاعر...و إنها للحين تملك قلب يحس...
ولولا وجودهم...كان من زمان تحجر قلبها...و فقدت حياتها...
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
كانت رجوى تمشي الظهر...و تركوها كل البنات اللي يمشون معها...و هي تمشي و تعد السيارات اللي شافتهن من يوم طلعت من المدرسه...كله من الزهق...
+
رجوى= خمس و عشرين..ست و عشرين..سبع و عشرين...
+
حست بالسياره اللي مرت من عندها و هي مسرعه...لكنها فجأه وقفت...و رجعت لها...عرفت رجوى سيارتهم...
كانوا مراهقين أشكالهم ما تعدوا الثانويه...قبل أسبوع تهاوشت معهم...و يوم طلع من البيوت واحد من رجال الحاره اللي كانوا فيها...تبلت عليهم و ألفت له قصه طويله...وهو مسكهم و هزأهم...و راحت و لاعرفت وش صار فيهم...
+
شافت السياره توقف عندها...و حست إنهم ناوين على شر...
+
الولد= أهااا هاذي المسكينه..اللي ماشيه في حالها و حنا وقفناها بالغصب و هددناها تركب معنا...لا والله تشوفين أكشن كثير و متأثره
رجوى= أقول ضف وجهك أنت و اللي معك لا طلع فيكم حرتي
الولد= لا والله و لها وجه تعصب
+
رجوى حست إنهم ما وقفوا إلا و ناوين ينتقمون...و شكل التهديد على الفاضي ماراح يجيب فائده معهم...
ركضت بسرعه لواحد من البيوت اللي كانت عندها سيارات و دقت الجرس بقووه...
وقفوا لحظه و كأنهم بيروحون...لكن رجوى ما أحد فتح لها...و هالشي خلاهم يضحكون عليها و ياخذون راحتهم...
+
قربوا منها السياره لين حشروها بين السياره و الجدار...حاولت تطلع لكنه قرب زياده...لين صارت مو قادره تتحرك من مكانها ...
+
الولد= يله اعتذري
رجوى بألم= بعد السياره يا مجنون..والله لا أوديك السجن
اللي معه= خلاص خلنا نمشي..لا تورطناااا
الولد= اعتذري
رجوى تصرخ= آآآآسفه
+
ضحك عليها...و قبل يمشي تقدم بسيارته لين حست إن ظهرها بينقطع...و بعدها انطلق بسرعه...و طلع من الحاره...
+
طاحت رجوى على الأرض...و هي تمسك ظهرها بيدها و تحس بضربة السيارة تألمها بقوه...جلست دقائق على حالها مو قادره تأخذ نفسها من الوجع...(الله يآخذكم..أشوفكم مفرومين في هالسياره اللي أنتم راكبينها..مختلط دمكم بالحديد)
+
تسندت على الجدار...و هي تحاول تقوم...لين قدرت توقف...
مشت شوي شوي...لكن كل خطوه تمشيها كانت تزيد وجعها...و كأن سكينه مغروزه بظهرها...
حست بدموعها تتجمع في عيونها من الألم...و هي تسحب رجلينها سحب...حتى أنفاسها كانت متقطعه...و هي تمشي و تدعي عليهم...
+
وصلت لبيتهم...و هي ما تدري كيف وصلت...ما صدقت تشوف بابهم...دقت الجرس و انرمت على العتب...و هي مو حاسه بحرارة الشمس...و الأرض تحتها...كل إحساسها كان بالألم اللي في ظهرها...
+
بعد لحظات فتحت لها بسمه...و تفاجأت من اللي جالسه على عتبتهم...
+
بسمه بشك= رجوى؟!
رجوى بصوت مخنوق= روحي نادي شهد و قمر بسرعه
+
ركضت بسمه لفوق...و رجعت و معها شهد و قمر اللي كانوا منصدمين...
+
شهد= رجوى وش فيك؟
رجوى= ظهري مو قادره اتحرك...سندوني لين اطلع فوق
+
سندتها شهد و قمر...و هم يطالعونها بخوف و قلق...و يطالعون بعض بإستفهام...
طلعوها فوق...وسط نظرات اخوانها و مرة أبوها المنصدمه...لين وصلوها لسريرها و نزلوا عبايتها و نوموها...
+
شهد= رجوى خوفتينا وش فيك؟
رجوى= عيال الكلب صدموني و راحوا..بس والله ما أخليهم
+
كانت تهدد من قهرها عليهم...مع إنها ما تعرفهم...و لا أخذت حتى رقم السياره...
+
أم مشعل= نكلم أبوسعد يوديك المستشفى؟
رجوى= لا مابي اتحرك..و مدام مشيت كل هذا أكيد ما فيني شي..بسمه روحي دوري عند الجيران لزقة ظهر..بس لا تقولين لأحد شي...لا تضيع هيبتي
شهد بعصبيه= والله إنك رايقه...و بعدين وش بتسوي اللزقه خلينا نروح المستشفى
رجوى= أنتي مو أعرف مني بجسمي..أنا حاسه إن اللزقه بتكفي..مابي مستشفى و عوار راس..يله روحي يا بسمه..روحي لأم علي
+
راحت بسمه...و رجوى تطالعهم بإعتراض...
+
رجوى= وش فيكم تطالعوني كذا كأني بأموت..ما فيني شي أنا..يله جيبوا لي غداي جوعانه
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
وصلت لينا للبيت مع السواق اللي يوصلها...و أول ما نزلت شهقت و هي تشوف سيارة أخوها واقفه عند الباب...من خمس شهور راح في إنتداب و من يومها ما شافته...
+
دخلت للبيت تركض...و شافت أمها و أبوها و أختها الكبيره عاليه...
+
لينا= ياسر رجع؟
أم ياسر= ايه
لينا بفرح= متى؟
أم ياسر تبتسم بحب= له ثلاث ساعات
لينا تروح= وينه؟ بغرفته؟
أم ياسر= خليه يرتااح
لينا= لااا ما ينام و أنا ماسلمت عليه
+
طلعت لفوق تركض بحماس...و هي فرحانه برجعته...كان أخوها الوحيد اللي دائما يدلعها و يهتم فيها...و فقدته كثير بعد ما سافر...
+
طقت باب الغرفه...و ابتسمت و هي تسمع صوته...
+
دخلت و شافته متمدد على السرير...و شعره رطب باين إنه توه آخذ له شور و بينام...
لكنه أول ما شافها قام...و هي ركضت تضمه...
+
لينا= حمدالله على السلامه..يا ظالم خمس شهور ما نشوفك فيها؟
ياسر= الله يسلمك
لينا بزعل= كنت بتنام و أنت ما شفتني؟
ياسر= و أنا أقدر؟ ما يجيني النوم و أنا ما شفت فنانتنا الحلوه..(يطالع اللوحه اللي شايلتها)..عطيني بأشوف..نتيجة دعمي لك كل هالسنين عسى ما ضاع على الفاضي
+
عطته اللوحه و هي تبتسم...كانت أول لوحه بيشوفها لها بعد ما دخلت الكليه...لأنه سافر قبل تبدأ دراستها...
+
لينا= وش رأيك؟
ياسر بإعجاب و رضا= لا فيه تقدم كبير بمستواك..(يدقق النظر) بس وش هالرسمه؟
+
رجع يطالع بإستغراب...اللوحه اللي كانت رسمه مكبره لعيون طفله غرقانه بالدمع...و كأن العيون مرايا تبين فيها سفينه مسافره لبعيد...كانت اللوحه تنطق بالحزن...و الحرمان...بألوانها السوداء...و تدرجات الأزرق...
+
ياسر يطالعها= أسلوبك تغير!!
لينا تضحك= لأنها مو لوحتي..تبي اعطيك أول لوحه لي بهالسهوله..لا لازم أدور احسن وحده عشان تشوفها...مع إني ما كان المفروض اخليك تشوف لوحه لحياة قبل رسماتي ثم تطيح من عينك
ياسر= مين حياة؟
لينا تصرخ و كأنها توها تتذكر= صــــح..أنت ما تدري؟ لقيت حياة في الكليه
ياسر يحس إن الإسم مو غريب عليه= مين حياة؟!
لينا بحماس= حيـــاة..ما تذكرها؟ بنت جيراننا قبل
+
أول ما قالت بنت جيراننا...تذكرها...
و انرسم بخياله...وجه طفله بملامح ناعمه...و خصلات شعرها الكستنائيه الناعمه و القصيره تغطي وجهها مع ابسط حركه...
تذكر مين تكون...كيف كانت...وش صار لها...
+
ياسر بشرود= بنت إبراهيم؟!
لينا بحزن= ايه
ياسر بإستغراب= مو كانت دائما تقول بأدخل طب؟
لينا= ايه..و جابت مجموع كبير..بس عمها ما رضى في الطب عشان الإختلاط..تذكره أبوفايز كيف كان
ياسر= خساره طموحها..و حلمها..(التفت على لوحتها) لكنها بعد خساره ما تكون فنانه
لينا= و أنا بعد احس هالشي كل ما اشوفها كيف تعشق الرسم
ياسر= أبوها وش صار عليه؟
لينا تتنهد= تصدق ما قدرت للحين اسألها
ياسر= ليه؟ كنتم صديقات الروح بالروح..أو بعد هالسنين تغير شي
لينا= لا بالعكس أنت ما شفت الفرح اللي بعيونها يوم تقابلنا..(تضحك و هي تتذكر) لو تشوف المناحه اللي سويناها أول يوم
ياسر= أجل ليه ما قدرتي تسألينها؟
لينا بضيق= حياة مو مثل البنت اللي راحت من عندنا..تغيرت..احسها غامضه..فيها غضب و حزن مكبوت..حتى هي تتجاهله و تنكره..لكن أحيانا بغلبها و يبان عليها......صارت تكره الرجال و تكره طاريهم و تهب تساعد أي وحده تحس إنهم ظالمينها...لو تشوف كيف تعصب على بعض البنات اللي متزوجات إذا سولفوا عن رجالهم و تحكمهم فيهم..ينقلب هدؤها لعصبيه ياله تهدأ...تشوفها طبيعيه و قويه..لكنها تمرض كثير..أي شي يتعبها..تصدق عندها قولون عصبي
+
ياسر بعد صمت= تعقدت من اللي سواه أبوها؟
لينا= أكيد..المشكله حتى أمها ما تطيق طاريها..ذاك اليوم جبت طاريها و ترحمت عليها..و هي طالعتني بضيق و سكتت و لا ترحمت عليها..بعدها غرقت بحالة شرود......صرت أخاف أجيب طاري الماضي كله قدامها بعد هاليوم
+
دخلت أمها...
+
أم ياسر بعتب= كنت حاسه إنك بتجلسين تقرقين فوق راسه و لا بتخلينه يرتاح
لينا تشهق= يوووه اخذتنا السوالف
أم ياسر= ماراح تطير سوالفك و لا تخلص..خليه يرتاح
لينا تطلع= تمسي على خير
ياسر= تمسون على خير
+
اطلعوا من عنده...و قفل النور و نام...لكنه رجع يتذكر كلام لينا...و يتذكر حياة...و الأيام اللي عاشتها معهم...
+
كانت دائما تهرب من بيتها و تجلس عندهم في البيت...دائما تردد لأمه إنها تحبها أكثر من أمها...و أمه تعاتبها على هالشي...
دائما كانت تقول له...لا يكبر...لأنه لو كبر و صار رجال ماراح تحبه مثل ما تحبه اللحين...
كان يعتبرها أخت ثالثه للينا و عاليه...يهتم فيها مثلهم...يحبها مثلهم...أي شي يجيبه لهم كان لازم يجيب لها مثلهم...
أول رسمه لها...كانت ساعه ارسمتها على يده...للحين يتذكر شكلها...يومها غارت منها لينا و رسمت له مسباح على كف يده الثانيه...و كانت الرسمتين حلوات...عشان كذا أخذهم المكتبه و شرى لهم ألوان...و كراسات...و كان يسوي لهم مسابقات...و يعطيهم جوائز...
كان كل ما يدخل غرفته...يلقى كل وحده فيهم ملزقه رسمتها على الجدار فوق سريره...
دائما يقول لهم بيصيرون فنانات...لكن حياة تعاند و تقول إنها بتصير دكتوره...
+
تنهد بحزن...(وش صار فيك يا حياة؟ كيف ممكن يتغير قلبك الأبيض اللي مليان طيبه و رحمه)
+
لكنه تذكر فضيحة أبوها...وفاة أمها بين يديها...حياتها مع عمها اللي يعرف طبعه و نظرته للبنت...تنهد بضيق على حالها...(أكيد بتتغيرين يا حياة..كل هذا مو سهل..مو سهل أبدا..خاصه على وحده بإحساسك الرقيق)
+
الساعه خمس العصر...كانت أم فايز جالسه مع جارتها أم سالم...و وفاء معهم...و كانوا يتكلمون عن حياة...
+
أم سالم= يعني ما أكلمها؟
أم فايز= والله أنا مابي اقطع نصيب البنت بس أنا متأكده إنها ماراح توافق
أم سالم= بس المدرسه اللي معنا تمدح بأخلاق أخوها و طيبه..حتى هي والله ما تتخير عنه..حياة تذكرها يوم كانت بالثانويه كانت تحبها بالحيل
+
وفاء..(تحبها هي بس مستحيل تحب اخوها..أنا متأكده إن حياة مو حاطه في بالها فكرة الزواج أبدا..بس الله يستر لو جاء العريس من طرف أبوي..معقوله يغصبها؟؟)
+
••
+
••
+
••
+
في غرفتها...كانت نايمه على سريرها...و يدينها تلعب بجوالها السري...تبي تدق و بنفس الوقت كارهه هالشي...
كانت تقلب بين الأرقام تشوف مين بتكلم...مع إنها ما كان لها خلق تسمع أي واحد فيهم...و قررت تقفل جوالها...لكنه دق...
+
و شافت اسم متعب على الشاشه...هذا اللي عطتها رقمه أريج أمس...و من يوم كلمته وهو كل ساعه يدق...بس هي مو طايقه أي كلمه منه...
+
حياة= نعم
متعب= وينك أنتي؟
حياة= بالمكان اللي أنا فيه
متعب= لا جد غرور من الصبح ادق ما تردين؟ عسى ما شر؟
حياة= و ليه كل هالخوف؟
متعب= قلت يمكن زعلتها أو شي..أو تعبانه؟
حياة= لا بس ما كنت في البيت
متعب= أهم شي تطمنت عليك حياتي
حياة بتريقه= من متى؟
متعب= من يوم سمعت هالصوت الساحر..بالله عليك أنتي كيف ما تذوبين و أنتي تتكلمين؟ أنا ذاب قلبي
حياة= قلت لك كم مره ما أحب هالكلام..ترى بأسكر
متعب= خلاص عمري لا تزعلين..أهم شي اسمع صوتك لو تسبيني...غرور
حياة= نعم
متعب= أبي اشوفك..والله بأموت بس اشوفك
حياة= أفكر
متعب ما صدق= والله؟
حياة= قلت لك أفكر..يله اللحين بأسكر باي
متعب= باي
+
سكرت حياة و هي مقرره تتخلص منه...و خطرت في بالها فكره ضحكت عليها...
+
قفلت جوالها...و حطته في الدرج و قفلت عليه...و راحت عند التسريحه...تسرح شعرها...و رفعته ذيل حصان...و حطت قلوس وردي يتناسب مع لبسها...و نزلت لأنها تعرف إن أم سالم عندهم...
+
دخلت للمجلس...و سلمت عليها...و جلسوا يسولفون...و أم سالم قررت تلمح لها عن الموضوع...أم خالد وصتها...و هي ما تبي تقول لها إن البنت رفضت و هي ما كلمتها...
+
أم سالم= تذكرين أم خالد يا حياة
حياة= مين؟
أم سالم= أم خالد..مدرسة النحو في الثانوي
حياة تبتسم= ايه..وش أخبارها؟
أم سالم= الحمدلله بخير..تسلم عليك
حياة= الله يسلمها
+
أم فايز كانت تراقبهم بتوتر...و وفاء مركزه نظراتها على حياة...تبي تتاكد إلى أي حد موضوع أبوها مأثر عليها...
+
أم سالم= موصيتني اكلمك..ولو ما كانت مستحيه لأنهاماتعرف مرة عمك كان جت معي اليوم
حياة بإستغراب= تكلميني عن ايش؟
أم سالم= أخوها خلص دراسه برا و كان.....
حياة تقاطعها بإبتسامه= إذا كان زواج لا..أنا ما أفكر اتزوج اللحين..لين اخلص دراستي و بعدين اقرر
+
سكتت أم سالم...و وفاء مستغربه من هدؤ حياة...لكن إبتسامتها و هي تتكلم عن هالموضوع...ما كانت مثل إبتسامتها دائما...كانت إبتسامه مليانه قهر مكبوت...(ما دري اللي في بالي صح أو أنا اتخيل)
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
دخلت أم علي عند جاراتها في المجلس...في بيت أم سعد...سلمت عليهم...و جلست معهم...
+
أم علي= و أم مشعل ماراح تجي؟
أم سعد بإحراج= لا..ما عزمتها
أم علي= .....
+
سكتت أم علي و بان الضيق عليها...و أم رائد تطالع أم سعد اللي انحرجت...و خافت تروح تعزمها عشان خاطر أم علي...لأنها مره كبيره في السن...و كل اللي في الحاره يحترمها...
ما كان يعيبها بوجهة نظرها...إلا إهتمامها بأم مشعل و بناتها...اللي كل الحاره متضايقه منهم...
+
عشان كذا تكلمت...
+
أم رائد= يا أم علي إنك تعطفين على هالناس شي..و إنك تخالطينهم شي ثاني
أم سعد تفاعلت معها= و ليتهم عاد يستاهلون الرحمه..أنا ما عمري شفت عيال بأذيتهم
أم علي بضيق= حرام عليكم والله مساكين..أنتم مو شايفين الحال اللي هم فيه
أم رائد= الناس الضعيفه تستحي على وجهها..و تحمد ربها على الخير اللي يجيها من الناس..مو هم..عيالهم الصغار كل صبح ضاربين بنات الحاره و سارقين مصروفهم..و كل واحد فيهم لسانه وش طوله..و كله و لا هالمجنونه رجوى..خلي أي واحد يتهاوش مع إخوانها تحط عقلها بعقل الصغار و تضربهم..و لا تحترم لا صغير و لاكبير
أم سعد بهجوم= لا و خبيثه..هي و أبوها ناوين على أبو سعد..الرجل ما قصر مأجر لهم بيته بتراب الفلوس اللي ما يسددونها إلا متى؟ و طمعوا فيه..أبوها يلمح له فيها..و هي كل ما شافته لزقت فيه تسولف و تضحك ما تقول كبر ابوها!!
أم علي= والله رجوى طيبه و على نياتها و أكيد ماتقصد اللي في بالك
أم سعد= إلا تقصده..البنت عايشه مع إخوانها بفقر و من اللي شفناه هالسنين منها واضح إنها بتسوي أي شي عشان تطلع منه...و إلا على بالك معتمده على أبوها المجنون
أم علي= استغفر الله العظيم..أنتم وش تبون فيهم؟ اللحين حتى الرجال بتحطينه مو صاحي
أم سعد= و أنا صادقه..ما جبت شي من عندي..أبوسعد يقوله..من يوم عرفه وهو يقول إنه على عقله و غلط يكون عنده عيال
أم رائد= والله صادق شوفي عيالهم كيف طالعين..لا رقيب و تربيه..الله يستر من اللي بيجينا منهم
أم علي بزعل= أنتم بتتركونهم في حالهم أو اقوم
أم سعد بتدارك= لا وش دعوه يا أم علي..والله ما قصدت ازعلك..بس الواحد من القهر اللي فيه يفضفض..أنا مسحملتهم في بيتي و إزعاجهم..و لعانتهم لي خمس سنين..بس إذا وصلت لأبوسعد والله ما سكت لهم
أم علي= زوجك رجال عنده عقل و ماراح يفكر بوحده كبر أحفاده..و خليكم من سيرة هالمساكين حرام عليكم
+
سكتوا...مو إقتناع...لكن ما كانو يبون يزعلونها...
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
دخلت مها للصاله...و تنهدت براحه يوم ما شافت رحيل فيها...(الحمدلله شكلها اليوم ماراح تطلع من غرفتها..كذا اريح دامها إذا طلعت ما تعرف تجلس بخير مثل العالم)
+
راحت للتليفون...تدق على بنت عمتها وداد...
+
مها= مساء الخير
وداد= هلا مهاوي وش أخبارك؟
مها= تمام..و أنتم وش أخباركم؟
وداد بخبث= حنا! حنا بخير كلنا..و مشتاقين لكم
مها= لا تخافين الخميس بنجيكم و تشوفيني
وداد تضحك= حتى انتي بتشوفيني و تشوفينه
مها بإحراج= وداد!!
وداد= وش فيك بيني و بينك
مها= لا؟ ما أعرف طولة لسانك..لو أحد عندك و سمع؟
وداد= لا تخافين أنا في غرفتي لحالي...صح باسألك رحيل مارح تجي معكم؟
مها بضيق= طبعا لا...وش تبين فيها؟
وداد= لا بس اليوم طرت على بالي مادري ليه؟
مها= احمدي ربك إنك ما تشوفينها..والله ترفع ضغطي و أمي بس تسكتني عنها عشان أبوي ما يتضايق..بس ما ارتاح إلا إذا دخلت غرفتها
وداد= للحين على عزلتها و غرورها
مها= لا زادت أكثر
وداد= احس جدتها تعبيها عليكم..و إلا ليه هالكره كله..و أنتم ما عمركم ضريتوها بشي..تاركينها على راحتها..و خالي عمره ما هاوشها أو صرخ عليها
مها= يمكن
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
بعد المغرب...كانت حياة في المطبخ تسوي لها عصير...و سمعت صوت ولاء العالي تتهاوش مع فايز...
+
أم فايز= وش فيكم؟
ولاء بقهر= يمـــه خليه يفتح التلفزيون بأتابع البرنامج!
أم فايز= فايز ليه سكرت التلفزيون؟
فايز واقف عنده= البرنامج اللي تشوفه كله قلة أدب مثلها
ولاء بقهر= احترم نفسك..من زينك أنت و أخلاقك
+
أبوفايز يدخل بعصبيه= وجع إن شاء الله..أنتي ما تستحين على وجهك تقولين هالكلام لأخوك؟(يلتفت لأم فايز)..و أنتي ساكته لها؟
أم فايز بخوف= الله يهديك يا أبوفايز..اخوان و اختلفوا مع بعض
أبوفايز= ما تطول لسانها على أخوها..اعتذري منه
+
ولاء تجمعت الدموع بعيونها...و كانت ترتجف خوف...و قهر من أبوها...مع كذا ما تدري كيف طلع صوتها...
+
ولاء= بس يبه هو....
أبوفايز يصرخ= اعتذري منه..لا والله أعلمك الأدب هاللحين
+
طالعته ولاء بحزن و نزلن دموعها...و طالعت أمها برجاء....لكنها عرفت إنها ماراح تسوي لها شي...
+
ولاء بقهر= أنا آسفه يبه...آسفه يا فايز...(كملت في نفسها) آسفه إني اعرفكم
+
تركتهم...و راحت تركض لغرفتها...
+
حياة كانت تسمع كل هالحوار...و يدينها ضاغطه على الطاوله بكل قوتها...و بدون شعور يدفعها القهر...طلعت للصاله تركض...
ما تدري وش بتقول...و لا وش تسوي...لكن فيها غيض من اللي سمعته ما تدري كيف تعبر عنه...
+
لكن لقت في وجهها عمتها أم فايز...اللي تطالعها بنظرات حزن...
لكنها حست بنظرات حياة الناريه...و توقعت اللي بتسويه...
+
أم فايز تمسكها برجاء= حياة الله يخليك..اسكتي عنهم حنا مو ناقصين..اللي ناويه تسوينه بيزيد علينا مارح يفيد بشي
حياة تطالعها بقهر= ليه؟ ليه يا عمتي؟ ليه هالسلبيه بكل مره؟ ليه لازم نسكت عن كل شي حتى الغلط!
أم فايز تصد= ........
+
تركتها حياة...و حتى هي طعلت لغرفتها و قفلت عليها...و هي تحس بقهر...و عجز...تكره شعورها فيه...
جلست على السرير...تفكر...
طالعت الدرج...و راحت تطلع جوالها...و هي ناويه تسوي اللي فكرت فيه...و تتخلص من اثنين من اللي قاهرينها...
+
دقت رقم متعب...
+
متعب= لاااا أمي راضيه علي..مرتين اسمع صوتك
حياة= لا و شكلها داعيه لك..بتشوفني اليوم بعد
متعب انصدم= والله! تمزحين؟
حياة= ما تبي بكيفك
متعب= لا مجنون أنا ما أبي..لو للمريخ اروح لك
حياة= لا مايحتاج المريخ..خلنا قريب احسن
متعب= وين؟ أنا بين يدينك
حياة= مطعم الــ....نلتقي بقسم العوائل
متعب بفرح= يعني بأشوفك؟
حياة= ايه
متعب= ياويلك ما تطلعين حلوه مثل صوتك
حياة= أنت شوف و احكم
متعب بإستغراب= كيف قدرتي تطلعين؟ مو تقولين أهلك محافظين و لا يخلونك تطلعين لحالك
حياة= صح..بس عمتي جايه عندنا و قلت لها عنك و بتجي معي...تقدر تجيب أحد من أصدقائك معك؟
متعب= و لايهمك..بس أنا مابي أحد يشوفك غيري
حياة= خلاص نتركهم لحالهم و حنا نجلس لحالنا
متعب= لا أنتي اليوم غير..ليتك كل يوم كذا
حياة= لازم أول اوثق فيك قبل اطلع معك
متعب= اوثقي عيوني أنا طيب و قلبي أبيض و ماراح اجبرك على أي شي..كل شي على أمرك و أنا راضي
حياة= خلاص بيننا اتصال..الساعه تسعه تكون في المطعم بس احجز لنا قبل تخلص الأماكن
متعب= من عيوني
+
سكرت و هي تتنفس بقوه...حست إنها مخنوقه و هي تسمع كلامه...
و دقت على هاني...واحد لها أسبوع تكلمه...و اختنقت منه هو بعد...
+
حياة= مرحبا
هاني= مرحبتين و ثلاث
حياة= وينك دقيت عليك اليوم ما رديت
هاني= نسوي مثل ما تسوين يمكن تحسين
حياة= والله ما تستاهل اللي أنا متعبه نفسي عشانه
هاني= وشو؟
حياة= لا خلك على تغليك
هاني= عاد أنتي مصدقه اشوف رقمك و لا أرد..بس كنت عند عماني
حياة= اممم زين وش رأيك تعزمني على العشاء اليوم
هاني= و كل يوم بس تقدرين تطلعين
حياة= ايه هاليومين عندنا حالة إستثناء..أقاربي جايين عندنا و صرت اطلع معهم و أبوي مشغول عننا
هاني تحمس= يعني أكيد؟
حياة= أكيدين..بس ترى بنت عمتي بتكون معي
هاني بإحباط= لا أول مره نتقابل وش نبي فيها؟
حياة= هي اللي رتبت لي الطلعه..كيف تبيني أقولها لا تطلعين معي...تدري أنت جيب أحد معك لو عندك يعني
هاني= و بنت عمتك عادي عندها تجلس مع أحد ما تعرفه؟
حياة= ايه البنت جرئيه و تحب الأكشن
هاني= تعلمي منها..مو أنتي كل شي عندك لا
حياة= والله ما يملأ عينك شي و اللحين أنا وش جايه أقولك؟
هاني= خلاص خلاص راضين..أهم شي نشوفك يالقلب..بس وين؟
حياة= مطعم الــ.... هي حجزت هناك.. أدق اقول لك رقم الغرفه
هاني= زين اجل أقوم اكشخ لك
حياة= ايه اكشخ لا تفشلني عند بنت عمتي
+
سكرت منهم و هي تبتسم بإستحقار..(الله يجمعكم ببعض على خير..أنت وياه)
+
جلست في غرفتها...ما تحركت من سريرها للساعه تسع...و دق عليها متعب يقول لها رقم الغرفه...و هي قالت له إنها على وشك توصل...و دقت على هاني تستعجله و عطته رقم الغرفه...
و اتفقت مع الأثنين إن بينهم دقه إذا وصلوا...
+
••
+
••
+
••
+
في المطعم...جلس متعب و صديقه اللي بصعوبه اقنعوا القرصون يدخلهم...على أساس إن أهله جايين بعدهم بس تأخروا شوي...
+
صديقه= والله شكلك بتورطنا..عساها تستاهل هالبنت عاد
متعب= لو تطلع حلوه على صوتها والله ما أخليها تروح من يديني
صديقه= و قريبتها حلوه مثلها؟
متعب= مادري
صديقه= طبعا ضامن اللي لك و لا عليك من اللي لي
متعب= احمد ربك وحده و جتك على الجاهز..مو أنا اللي نشفت ريقي و أنا اكلمها على بال ما تنازلت تقابلني....هاذي هي دقت أكيد وصلوا
+
تأكد من كشخته...و رسم على شفايفه إبتسامه مغريه...
+
و انفتح الباب...لكن هالإبتسامه انقلبت شهقه وهو يشوف الإثنين اللي واقفين قدامه و على ملامحهم نفس الصدمه...
+
القرصون= هادول أهلك ياللي بإنتزارك؟
+
صارت لهم مشكله كبيره في المطعم...اجتمعوا عليهم الناس...و إدارة المطعم...
+
••
+
••
+
••
+
كانت نايمه على سريرها...و غرفتها غارقه بالظلام...إلا من أنوار الجوال اللي ما بطل يدق من كل الرقمين...
ضحكت بإنتصار...و هي تقرأ مسجات التهديد...و السب...اللي ارسلوها لها...لكنها ما هزت فيها أي ذرة إحساس...
و قفلت جوالها...و هي ناويه تفتحه بعد أيام يكونون ملوا...و نسوا...
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
كان بيدخل للصاله...قبل يسمع الإسم اللي شد انتباهه...
كانت وداد و أمه...يتكلمون عن رحيل...الإسم اللي قليل ما ينذكر قدامه...لدرجة شك إنها للحين تسكن عند خاله...
+
وداد= إذا فكرت فيها كيف يتيمه..و تاركه دراستها..و بس جالسه لحالها..احس تكسر خاطري و أقول بأحاول من جديد معها...لكن إذا شفت كيف تتعامل مع خالتي أم أحمد و خالي و البنات أقول مغروره و معقده وش أبي فيها
أم سعود= والله هالبنت مادري وش فيها؟ الله يعين خالك عليها
+
سرح بخياله يتذكرها...رحيل...آخر مره شافها من سبع سنين...و ذكرها في هالبيت كان كل سنه يقل لين انعدم...
+
استرجع ملامحها...ذاك الوجه اللي صعب ينسى...جمال و فتنه سبحان اللي جمعها بوجه واحد...
تذكر كيف كانت بعمر سبع سنين...بين أمها و أبوها...كانت طفله خجوله...مبتسمه...كلها طيبه و عطف...
لكن بعد ما شافها في بيت عمه...بعد وفاة أهلها بذاك الحريق اللي ما نجى منه غيرها...صارت طفله ضايعه...بعيونها نظرات شك...و خوف...هاديه...ما تتحرك و لا تتكلم إلا بعد إقناع طويل...
لين جاء ذاك اليوم اللي ثارت فيه فجأه...و انتهى سكونها...تذكر حالتها الهستيريه اللي صابتها بدون سبب...أو لسبب ما عرفوه...و لا هدت إلا بعد ما راحت لجدتها...
و من بعد ما رجعت...رجعت بشكل غير...رجعت طفله متمرده...عصبيه...فيها قسوه غريب تحملها طفله بعمرها...
+
طرى في باله ذاك اليوم اللي شافها فيه...و كان آخر مره يشوفها فيها...
كان هو و مها و وداد...ملتمين على الحمامه اللي لقوها طايحه بعد المطر...مكسور جناحها و ترتجف من البرد...كانوا ينتظرون بدور اللي راحت تجيب لهم منشفه يغطونها فيها و يشيلونها...
لكنهم تفاجأو من الحجر الكبير اللي ارتمى على الحمامه...و قضى على آخر نفس فيها...شهقوا بصدمه و ارفعوا راسهم...يطالعون رحيل بعدم تصديق...
+
سعود بقهر= ليه سويتي كذا؟!
رحيل= خلها تموت أحسن..لا تعيش على رحمتكم و إحسانكم
مها تصيح= حرام عليك! أنتي ما عندك قلب؟
رحيل تطالعهم بإتهام= لااا تعرفون مين اللي رمى عليه حجر؟
+
و تركتهم و راحت...
+
طلع سعود من أفكاره وهو يتنهد...(وش كان هذا يا رحيل؟ إتهام لنا؟ أو شي ما أحد يعرفه غيرك...هو السبب اللي خلاك على هالحال)
+
دخل للصاله...
+
سعود= السلام عليكم
أم وداد+وداد= و عليكم السلام و الرحمه
سعود يجلس= وش أخباركم؟
أم وداد= بخير يمه
وداد= ما دريت؟ أبوي عزم خالي يوم الخميس
سعود= قال لي أبوي اليوم
+
وداد جلست تراقب ملامحه اللي سرحت لبعيد بعد كلامها...و إبتسامه خفيفه علت شفايفه...(حلوو يا مها يعني الشعور متبادل..كنت حاسه بهالشي)
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
بعد المغرب...كانت شهد و قمر في الصاله...بعد ما نزلوا الصغار يلعبون في الحوش عشان ما يزعجون رجوى...اللي من نامت الظهر للحين ما قامت...
+
أم مشعل= ليه ما تصحونها نشوف كيف صارت؟
قمر= خليها ترتاح أحسن..يمكن المهدي اللي أخذته ريحها
شهد= والله هالرجوى خبله..جالسه و تعالج نفسها بكيفها..اللحين وش دخل مسكن ماخذينه من مدري كم شهر للصداع بوجع ظهرها!
قمر= عاد مين يقنع رجوى..طول عمرها تمرض ما عمرها راحت للمستشفى
+
دخل عندهم مشعل...وهو معصب...
+
مشعل= صدق فيه أحد صادم رجوى؟
شهد= كيف عرفت؟
مشعل= بدر قال لي..صدق؟
شهد= ايه
+
راح للغرفه...و لا رد عليهم وهم يردونه...دخل و راح عند سريرها...هزها بشويش...
+
مشعل= رجوى...رجوى
رجوى وهي نايمه= همممم
مشعل= رجوى اصحي
رجوى تفتح عيونها و تتثاوب= نعــــم
مشعل= مين اللي صدموك؟
رجوى بقهر= نفاية بشر..الوغد ابن الوغده
مشعل= شغلت لي المسلسل المكسيكي! مين هم؟
رجوى تتريق= عيال معي في المدرسه..و أنا وش دراني مين هم؟ عساهم يتشوهون و لا يستدلون عليهم لا أهلهم..و لا الكلاب البوليسيه..و لا الإف بي آي
مشعل= أوووف...بأي حاره؟ وش سيارتهم؟ كيف أشكالهم؟
رجوى تبتسم= ياااي مشعل كل هالفزعه لي! لا تكون تحبني؟
مشعل يضرب راسها= والله إنك رايقه..يله قولي لي
رجوى= حاضر يا حطرة الزابط..والله العظيم أقول الحق..الإسم رجوى صالح..العمر ثمانية عشر سنه..المهنه طالبه..في هذا اليوم المنحوس قد تم صدمي من قبل أشخاص كلاب في سياره كامري سوداء و فيها اثنين يقولون للقرود روحوا حنا مكانكم
مشعل كان يطالعها بنفاذ صبر= ما شفتي رقمها؟
رجوى= لا المره الثانيه انتبه لهالنقطه
+
تركها و راح و هي تضحك عليه...و دخلت عندها شهد...
+
شهد= هاه كيف ظهرك اللحين؟
رجوى= احسن..بيصير احسن..بس تعالي قوميني أصلي
شهد بسخريه= لا واضح إنه أحسن
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
طلعت حياة من غرفتها...و راحت لغرفة وفاء...و شافتها نايمه...
كانت بتطلع...لكنها سمعت صوتها...
+
وفاء تجلس على السرير= حياة؟
+
قربت حياة منها...و شغلت الأباجوره اللي جنبها...و جلست على طرف سريرها...
و شافتها تصد تمسح دموعها...
+
حياة= وش بيفيد الدمع فيه يا وفاء؟
وفاء= الله يهديه
حياة= قولي الله يصبرنا عليه..لأن الظاهر ما بيدنا إلا هالصبر
+
وفاء قررت تغير سالفة أبوها...قبل لا يتطور الكلام...و حتى حياة تتضايق و هي مو ناقصه...
+
وفاء= شلت لكم عشاء
حياة= ولاء ما تعشت؟
وفاء تبتسم= أخذت طبعك إذا زعلت قفلت عليها غرفتها
حياة= و لا يهمك انا اطلعها..و أراضيها..و اعشيها.....تجين؟
وفاء= لا فيني نوم
+
تركتها حياة و طلعت...و هي حطت راسها على وسادتها و تنهدت بضيق...(وش الفرق بين ولد و بنت يبه؟ مو كلنا عيالك؟...أدري المفروض تحب فايز أكثر لأنه الولد اللي بيشيل اسمك..و يكون سندك و سندنا بهالحياة..بس ليه ما تحبنا معه؟ ليه ما تعتمد علينا و توثق فينا؟ ليه نكون هامش بحياتك؟ الله يسامحك يبه..الله يسامحك)
+
••
+
••
+
••
+
وقفت عند بابها...تطق لها نفس الطقه اللي دائما تطقها عليها...
لحظات...و انفتح الباب و طلعت لها بعيون متورمه من الصياح...
طالعتها حياة بحزن و ضمتها...
+
حياة= يا قلبي يا ولاء..ما أحب اشوفك بهالحال..يله اضحكي أو ترى بأروح اذبح أبوك اللحين و اريحكم منه
ولاء= لا مو ناقصين هم
حياة تبعدها= أجل تطنشين..طلعيه من حياتك مثل ما هو طلعك من حياته..حاولي تعطينه أصغر مساحه من عقلك..لا تفكرين فيه..(تضحك) تدرين اعتبريه رجل أمك
ولاء تضحك= ما تبيني اتغطى عنه بعد
حياة= والله حلوه الفكره..كيف ما طرى على بالي اسويها؟..(سحبتها مع يدها) تعالي نتعشى
+
نزلت معها ولاء...و هي تطالعها بتفكير...و إعجاب...(كيف مو هامك اللي سواه أبوك؟ كيف قدرتي تكملين حياتك بعده و بعد أمك و تتفوقين بدراستك؟ كيف نسيتيهم و ألغيتيهم من حياتك؟ معقول حتى ما تفكرين فيهم؟ معقول كل اللي تركه فيك كرهك للرجال بس!)
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
قامت رجوى من السرير...و هي تحس بألم بظهرها...تسندت بيدينها و نزلت من سريرها...
مشت بهدؤ عشان ما تصحي خواتها...و طلعت للصاله...
+
شافت أبوها يدخل...
+
أبومشعل= وش مصحيك لهالوقت؟
رجوى= ظهري يوجعني طحت عليه
أبومشعل= بكره يهون أنتي مثل القطاوه بسبعة أرواح..ما فيه شي يهدك
رجوى= ليه متأخر؟ وين كنت؟
أبومشعل= و أنتي وش دخلك؟ يله روحي عن وجهي
+
دفها عن طريقه...و هي عضت شفايفها من ألم ظهرها...(أنا أبي اعرف هالخرابيط اللي يلوعون كبدنا فيها بالمطالعه عن الأب و دوره بالأسره..من وين جايبينها)
+
دخلت المطبخ...و أخذت لها حبتين مسكن...و جلست على الأرض...(خلينا نجلس شوي لين يبدأ مفعولهن و أقدر أنام)
+
صارت تتأمل المطبخ الصغير...و هي تحس بالضيق داخلها فجأه...تنهدت بأسى...بعدين ضحكت...(وش فيني أنا بعد؟ ناويه اسوي فيلم هندي على هالليل..والله هالمطبخ يجيب اكتئاب..خليني اطلع للصاله احسن)
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+
جلست عند شباك الصاله من برى...تسمع أصواتهم داخل الصاله...مع إن هالشي كان يعذبها...لكنها كانت تحتاج لهالعذاب...ما تدري ادمنت عليه مع شدة كرهها له...أو لأنها متأكده إنها ماراح تتحمله...و كلها أمل في يوم يقضي عليها...
+
مها= بدور ياعمري قلدي مديرتك و هي تبي تطلب منك شي
بدور تضحك= لا استغفرالله ذيك المره سويتها عشاني مقهوره عليها
هناء بحماس= يارب تقهرك بكره عشان ترجعين تسوينها
أم أحمد= بسم الله على بنتي من القهر
أحمد= أنا اقلد بدور و هي تقلدها
مها تحمست= يله
+
بدأ يقلدها أحمد...و هم ماتوا ضحك عليه...
و كملوا سوالفهم...و تعليقاتهم...و مزحهم مع بعض...
+
و هي تسمع...و عيونها تطالع لبعيد بشرود...لين حست بثقل يجثم على صدرها....ضيق دائما يلازمها...و لا تدري ليه لللحين ما قضى على روحها...و ارتاحت...
جت لها لحظه...تجيها كثير...لحظه تكره فيها حتى نفسها...شكلها...طبعها...حياته� � باللي فيها...
+
تشوف الناس عندها كل شي...و هي ما تملك أي شي...أي شي...
+
حتى لو تحاول تتخيل نفسها غير هالإنسانه اللي هي عليها ما تقدر...تحس إنها انولدت للوحده...للقهر...للعذاب...
+
نزلت دمعه حاره من عيونها...و هي تسمع أم أحمد تطلع من عند عيالها و تدعي لهم...
مسحت دمعتها بسرعه...و بقهر...
من سنين مات قلبها...و لا راح تسمح له يعيش من جديد...ماراح يعيش عشان يعذبها...
هي بتكون قويه...أقوى من اي شي...ممكن يوقف بطريقها...
لين يجي اللي تتمناه...و راح تستسلم له بكل سهوله......موتــــها...
+
قامت تجر رجلينها...و دخلت...و طلعت لغرفتها...
سكرت النور...و نامت...
+
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
+