اخر الروايات

رواية فرحة مكسورة الفصل الثاني 2 بقلم سلوي عليبه

رواية فرحة مكسورة الفصل الثاني 2 بقلم سلوي عليبه 


                                    
الفصل الثانى ...
نوفيلا فرحة مكسورة...
سلوى عليبه......
ياليت حياتنا تمضى كذكرى نقدر على محو مانريد منها ونبتعد عما نريد ولكن حتى الذكريات تحفر بداخلنا أنهارا من الوجع ولا نستطيع محوها مع مرور الأيام .بل تأتى مجرد كلمة فتحرك المياه الراكدة للذكرى فتؤلمنا كما لو كانت اليوم .
أفاقت فرحة من ذكرياتها وهى تمسح دموعها التى نزلت ليس ندما على تضحيتها ولكن أسفا على اخت لم ينالهم منها غير الألم ولا تذكرهم إلا عند المصلحة وفقط .
نادت خورية على فرحة وهى تقول بإمتعاض: وهى بقه ست أمل عايزه الفلوس ليه المرة دى؟ 
أجابتها فرحة بخفوت: بتقول إن مصاريف ولادها زادت خاصة ان الولدين فى الجامعه والبنت فى ثانوى .
اممممممم وعايزه كام المرة دى ؟ 
إبتشمت فرحة بتهكم وقالت: عشرتلاف جنيه.
صاحت حورية وهو تقول بإستنكار: نعععععم لييه هى مش عارفه انك بتجهزي فاتن اللى فرحها كمان شهرين ،ده بدل ماتساعدك فى جهازها .هى ناسية انها من أنانيتها خدت جهازك مع جهازها واتجوزت بيه.
تكلمت فرحة بتهكم وقالت: دانا لما قولتلها فى مرة انى مزنوقة فى جهاز فاتن خاصة انى مش راضية اخد حاجه من زياد حتى عماد حاول يدينى فلوس وانا مرضتش قالتلى اعتبرى انك جبتيلى طقم ولا اتنين من اللى بتجبيهم لفاتن .د بدل ماتطلعيلى مصروف شهرى من المحل ماهو بيكسب وزى الفل.
ردت حوريه بإستنكار: أعوذ بالله د قر ده .أنا مش عارفه هى أختك إزاى دى .
تنهدت فرحة وقالت: يالله ربنا يسهلها .خلينا فى شغلنا عايزاكى تشوفى إيه اللى ناقص عشان نبعت نجيبه لأنى خلاص فصلت .
وقفت حورية وقالت من عيونى بس هدخل الأول أعملك كوباية قهوة إيه معتبره.
إبتسمت فرحة لصديقتها والتى أصبحت أقرب من أختها إليها .
بدأت فى فتح بعض الدفاتر أمامها وهى تحاول حصر ماعليها ومالها من أموال حتى دخلت عليهة فتاة صغيرة فى العاشرة من عمرها جميلة الملامح بوجهها الأبيض الدائرى وعيناها البنية التى تذكرها بشخص واحد فقط وشعرها البنى الجميل والتى ترفعه كذيل حصان .
دق قلبها عند دخول الفتاة فهى تشبهه وبشدة ولكنها نهرت نفسها فكيف ذلك وهو بعد أن فسخت خطبتها منه قد سافر وترك البلد بأكملها و  لم تحاول أن تسأل حتى لا تتعب أكثر من ذلك رغم أن أمل سامحها الله كانت فى كل وقت تنفرد بفرحة تذكره لها وكيف أصبح غنيا بعد أن سافر حتى أنها علمت منها أنه قد تزوج .عندها تفتت قلبها لشظايا تجرح كل أعضاءجسدها ولكن هل سيظل دون زواج وهى من قطعت عليه كل طريق للوصول إليها .
إقتربت منها وهى تقول بإبتسامة رائعة : إيه ياحبيبتى إنت جايه لوحدك ممعكيش حد كبير .
إبتسمت الفتاة فأصبحت أجمل وهى تقول ببراءة: أصل أنا عايزة أشترى هدية لبابا عشان عيد ميلاده النهارده وأنا ماشية شفت تيشرت معروض لونه أزرق وبابا بيحب اللون ده جداااا فعايزه أشتريهوله.
دق قلب فرحة بشدة وذلك لذكرى مرت عليها وهى تبحث عن هدية لماجد يوم مولده فوجدت قميص باللون الأزرق فإبتاعته دون تردد وذلك لعلمها بعشقه لذلك اللون .
نظرت إليها وقالت: طب انت ازاى جايه لوحدك ومامتك فين؟ 
حزنت الفتاة كثيرا وقالت بخفوت: ماما الله يرحمها من سنتين راحت عند ربنا وهى بتجيب أخويا الصغير .
إنزعجت فرحة وحزنت على تلك الفتاة وقالت: طب ياحبيبتى انت نزلتى لوحدك إزاى ؟ 
إبتسمت ببراءه وقالت: لا مانا نزلت مع بابا بس هو كان قاعد مع واحد صاحبه قريب من هنا وأنا شفت التيشرت وسيبته مع صاحبه وجيت أشتريه.
أمسكتها فرحة من وجنتها بحب وقالت: يعنى زمان بابا بيدور عليكى مش كده عيب لما تخضيه عليكى .زمانه قلقان وكمان هو أخوكى الصغير فين؟ 
ردت الفتاة بعفوية: مع واحده قريبة بابا بس أنا معرفهاش .ثم تكلمت بخفوت: ومبحبهاش .
ضحكت فرحة على تلك الفتاة وقالت: إنت مشكله والله .
خرجت حورية على ضحكات فرحة مع تلك الفتاة فقالت: مين دى .
رفعت فرحة كتفيعا وهى تقول معرفش تصدقى مسألتهاش عن إسمها.
نظرت إليها وقالت: إسمك إيه ؟ 
وقبل أن تنطق الفتاة وجدت من يصيح بقوة: يافرح إنت فين بس .فرررررح .
شهقت الفتاة وهى تقول د بابا بينده عليا .
أما فرحة فوقفت مكانها ولم تتحرك وهى تجده أمامها بشحمه ولحمه بعد كل تلك السنوات .ياالله إنه كما هو بوسامته الطاغية لم يزد عليه غير بضع شعيرات فضيه زادته جمالا ووقارا .ماهذا لقد أطلق لحيته فأصبح أكثر وسامة بها .شعرت بقلبها يصرخ من الإشتياق وأيضا من الألم .
شعرت حورية بها خاصة عندما نظرته هى الأخرى فأمسكت يدها بمؤازرة وهى تقف بجوارها حتى تخبرها أنها ليست بمفردها ويجب عليها أن تصمد وألا تظهر ضعفها أمامه .
نظرت إليه هو وإبنته .إبتسمت بألم وهى تقول لنفسها إبنته والتى أنجبها من غيرها .إقترب ولامس غيرها وأنجب منها بدلا من الطفل إثنين .فمازال هناك بقلبها ذلك الجزء الأنانى الذى كان يريده لنفسها هى وفقط رغم أنها من تركته بسبب ظروفها القهرية .
إطمأن على إبنته بعد أن نهرها .رفع عيناه بإبتسامة ليشكر صاحب المكان ولكن إبتسامته سرعان ماخبت عندما وجدها أمامه . فرحة عمرة والتى كسرتها بيديها .عشقه الذى لن ولم يعشق غيره رغم زواجه بأخرى كانت له نعم الزوجه وكان لها نعم الزوج ولكنها أبدا لم تأخذ مكان تلك الفرحة المكسورة بداخلة .أراد أن ينتزعها من قلبه فوجد نفسه رغما عن هذا يسمى إبنته على إسمها رغم كذبه على نفسه عندما أسماها فرح وليس فرحه وكأن هناك فرق بين الإثنين .إذا لما كان يناديها بفرحة بابا .هل ليذكر حبيبة لم ينساها قط أم ليعوض حزن قلبه بقرب فرحته الصغيرة .حتى إبنه أسماه بالإسم الذى كانت تريد أن تسميه هى وهو ساجد .
تكلم بخفوت وقال: شكرا .
لم تتكلم .صمتت وفقط .وهل يوجد كلام تستطيع أن تقوله فى مثل هذا الموقف الغير متوقع .
تنحنحت حورية وقالت: مفيش حاجه حصلت .فرحة لقت البنوته وقعدت تتكلم معاها عشان تعرف هى مين وتدور على أهلها.الحمد لله انها ماخرجتش وتاهت.
خانته عيناه ونظر إليها فوجد عيناها هى الأخرى تنظر إليه وكأنها تحتضنه ،تسأله عن أحواله، شعر بغيرة داخل عيناها وهى تنظر له ولإبنته، حنيييين وإشتياق هو كل ماقرأه داخل عيناها ولم يكن هو مختلف عنها .فدقات قلبه تكاد تصل لمسامعها .قلبه والذى لم يشعر بدقاته منذ أن ذهبت وتركته ،هاهو الآن يرجع لكى ينبض من جديد وكأنه يُذَكِره أنه مازال على قيد الحياة ،ولكن عليه أن يوقفه فهى قد إختارت حياتها ولن يتدخل فى قراراتها مرة أخرى . 
أمسك بيد إبنته وقال بهدوء: شكرا ليكم وأسفين على الإزعاج .
إستدار ليخرج من المحل ولكن سحبته إبنته للداخل مرة أخرى وهى تقول بإعتراض : إستنى يابابا أنا عايزه أشترى التيشرت الأزرق اللى بره ده .
تركت يده وإقتربت من فرحه وهى تقول: ممكن ياطنط تجيبى التيشرت عشان هاخده .
إبتسمت فرحة على مضض وأجلت صوتها وهى تقول: طبعا يا حبيبتى ثانية واحده .خرج صوت فرحه مهزوزا من فرط إنفعالاتها .
نادت عليها فرح وقالت: هو حضرتك إسمك إيه ياطنط .
أجابتها فرحة بخفوت وهى تنظر لماجد : إسمى فرحة .صاحت فرح بسعادة وهى تقول : بجد إسمنا شبه بعض ياطنط فرحة .تعرفى إن بابا بيناديلى دايما بفرحة عمرى أو فرحة بابا.
دق قلبها بشدة ففرحة عمرى هو لقبها الذى يقوله هو .أما هو فشعر بالإشتياق لأيام كانت هى كل ما يتمناه منها " فرحة عمره" الضائعة .
إلتقت عيناهما وهى تحكى الكثير مابين عتاب ولوم وشفقة.
أنزل عيناه وهو يقول: يلا يافرح لازم نمشى دلوقت عشان أخوكى بيعيط .
ذهبت إليه فرح وقالت بخوف على أخيها: بجد طب يلا بينا يابابا لأنى مبحبش ساجد يعيط .بس ممكن بعد مانسكته نيجى هنا ونشترى التيشرت عشان عجبنى وانا عارفه ان حضرتك بتحب اللون ده قوووى .
يا الله لقد سمى إبنه ساجد كما كانت تتمنى هى لإسم إبنها منه هو .
إقتربت منه وهى تقول بوجع: ليه؟ 
نظر إليها دون فهم : ليه إيه؟ 
أغمضت عيناها بألم وقالت: ليه سميته ساجد ،ليه مش أى إسم تانى .عايز تعرفنى إنك خلاص بقى ليك حياة وعيشت وحبيت واتجوزت وأخدت منى إسم إبنى اللى كان نفسى أسميه .أضافت بوجع: دكان إختيارى أنا مش إختيارك .انت كنت موافق عليه بس عشان خاطرى يبقى ليه سميته لإبنك.
نظر إليها وقال دون وعى: حبيت يكون فيه أى ذكرى منك حتى لو كان إسم إنت اللى مختاراه .ثم أضاف بتهكم ناتج عن ألمه : وكمان ياريت متحكميش على حد تانى  من غير ماتعرفى ظروفه .إقترب منها وقال بوجع ملأ صوته: مين قالك إنى عشان إتجوزت أبقى حبيت وعشت حياتى .مانكرش انها كانت ونعم الزوجة وانا على قد ما اقدر كنت ليها زوج كويس براعيها وبتقى ربنا فيها لكن ده .ثم أشار على قلبه : ده من يوم ما اتكسر وهو متصلحش ،حاولت بس معرفتش .لما تحس انك ملكش قيمة مع أكتر حد إنت بتحبه ساعتها بتحس بأن قلبك حد بيشيله من مكانه وبيرميه ويحط بداله ناااااااار وياريتها بتهدا دى بتزيد .
ذرفت عيناها الدموع وهى تقول له: إنت أكتر واحد عارف إنت بالنسبة ليا إيه .بس للأسف ظروفى حكمت عليا بكدة وإنت عارف.
صاح بغضب: والظروف دى مكانتش على اختك ليييه هااه ؟ إشمعنى إنت اللى تضحى وأختك اتجوزت هيثم ابن عمى وعاشت حياتها وولادها اهم فى الجامعة . إشمعنى أنا اللى قلبى يتكسر وغيرى يعيش حياته.وكمان أنا عمرى ماكنت هبعدك عن إخواتك وانت عارفه كده كويس وقلتلك متقلقيش عليهم بس رغم كده صممتى انك تكسرينى .
صاحت به : مش قلبك لوحده اللى إنكسر ،قلبى كمان اتفتت مش إنكسر .على الأقل إنت إتجوزت وخلفت وبقه عندك إمتداد ليك ونس فى حياتك لكن أنا معملتش حاجه فى حياتى غير إنى ربيت إخواتى ومش ندمانه على فكرة.
صرخ بها : مفيش فايدة فيكى هتفضلى طول عمرك تدوسى على نفسك وتاخدى فى الرجلين الناس اللى بيحبوكى عشان تكملى تضحيات . خليكى فى تضحياتك يافرحة وانسى إنك شوفتينى خااالص .
نادى على إبنته فرح بكل ما أوتى من قوة .فلقد أخذتها حورية بجولة فى المحل حتى تترك الفرصة لهم بالحديث.
أخذ إبنته وخرج كالإعصار من المحل .فهو كان بداخله يتمنى أن تكون قد شعرت بالندم ولو قليلا لأنها تركته ولكن كلامها قد جرحه مرة أخرى عندما شعر بأنها لم تندم على بعدها عنه وتحطيم قلبيهما معا.
إرتمت داخل أحضان حورية وهى تقول: إيه اللى جابه دلوقت .أنا كنت حاسه انى عايزه أرمى نفسى فى حضنه وأقوله وحشتنى .كان نفسى أعرفه إنى منستهوش وانى كل يوم مبنامش غير على صورته بس مكنش ينفع أسيب أخواتى ياحوريه مكانش ينفع .
ربتت حوريه على ظهرها وهى تقول: معلش يافرحة إعذريه برضه وكمان متنسيش إنه أيامها قالك انه مستعد يجيب شقه قريبه من اخواتك بس انت اللى مخك حجر .
ردت فرحة بإنكسار: مكنش ينفع يا حورية وانتى عارفه ان مامته جاتنى وقالتلى كلام زى السم وانى هاخد إبنها منها وإنه كده مش هيتحوزنى لوحدى ده هياخد إخواتى فوق البيعة وهى عايزاه يعيش حياته ويفرح مش يشيل مسئولية وهم .
أخرجتها حورية من أحضانها وقالو بغضب: وانت كالعادة دوستى على نفسك ومقولتيش لماجد على كلام مامته وسيبتيه وفهمتيه انك بعتيه وإخترتى إخواتك .
أكملت بحزن: كسرتى قلبك وقلبه معاكى .واهو كده كده ساب البلد كلها ليكى ولأمه ،يعنى لو كان اتجوزك على الأقل كان ق فى نفس البلد مع مامته .بس هو حب يعاقبك فعاقب مامته على كلامها رغم إنه ميعرفوش .
جلست فرحة على كرسيها بشدة وهى شاردة فى نظرات والدة ماجد الكريهة وقالت بألم: أمل أختى طلبت منى مروحش أزورها بسبب مامت ماجد وتلقيح الكلام عليا وقلبان وشها لما تشوفنى .طب كانت عايزانى أعمل إيه مانا سيبته لما لقيتها مش راضية عن وجود إخواتى معايا .أجهشت بالبكاء وقالت: مش ذنبى إنه سافر ياحورية ،أنا والله كنت بتقطع وحسيت بقلبى طلع من مكانه لما سافر وساب البلد ،كنت بمنى نفسى انه حتى لو بعدت عنه بس هشوفه ولو من بعيد ،بس محصلش .
حاولت حورية أن تهدئها فقالت: خلاص يافرحة اللى حصل حصل ومحدش هيقدر يرجع الزمن من تانى .وانت مغلطيش لما قررتى تبعدى عنه عشان إخواتك بس غلطك الوحيد إنك محكتيلوش عن  كلام مامته يمكن ساعتها كان كلمها وغير رأيها .بس هنقول إيه قدر الله وماشاء فعل ولعله خير .
أمسكت يدها وسحبتها معها بإتجاه دورة المياة التى بالمحل وهى تقول بمرح محاولة منها أن تخرجها مما هى فيه: يلا روحى إغسلى وشك ده بدل الزباين ماتطفش لما تشوفك كده .وإذا كان عليا فأنا النهارده هأنسك لغاية آخر اليوم وهسهر معاكى لأن زوجى المحترم هيبات عند أمه ياختى وخد معاه الولاد .
ضحكت فرحة غصبا عنها وقالت: هو إنت لسه برضه مبتكلميهاش .
زفرت حورية وقالت بحزن للذكرى: لا يافرحه ومش قادره أسامحها أبدا.أنا كنت بعاملها زى أمى وأحسن وكله عشان خاطر عادل وده اللى خلاه يحبنى ويقدرنى أكتر ،هاصة إنى نزلت إشتغلت معاكى وبقيت بساعده فى مصروف البيت .لكن إنها تحاول تخرب عليا لمجرد إنها حاسه بحب عادل ليا وإخواته البنات يملوا دماغها بكلام غلط وتصدقهم رغم إنى اللى كنت بلحقها وبناتها كل واحده فى بيتها وكمان تقوم جوزى عليا لولا إنه عارفنى والحمد لله انه سمع أخته وهى بتقومها عليا .
زفرت بغضب وقالت: وكمان أنا ممنعتوش عنها ولا حتى ولادى منعتهم .بيروحوا وبيباتوا هناك بس أنا قلتله إنى عمرى ما هخطى بيتها تانى والصراحه عادل قدر ده ومحاولش يضغط عليا إنى أروح .خاصة بقه لما سمع كلام الشيوخ وعرف إنى أصلا مش المفروض أخدمها بس ده كان فضل منى ،بس مين يفهم ده .
إبتسمت فرحة وقالت: الحمد لله ياحورية إن عادل راجل عاقل وبيحبك بجد ومقدر اللى انت عملتيه وواقف فى ضهرك .صدقينى راجل زى عادل بقه صعب وجوده فى وسط كل المشاكل اللى احنا فيها.
ضحكت حورية وقالت: طب ياختى مين يشهد للعروسه ،مانتوا بتعملوا رباطيه عليا دايما .
ردت عليها فرحة بصدق: عادل ده يبقى أخويا اللى أمى مخلفتوش أنا عمرى ما أنسى وقفتك ووقفته هو كمان معايا .ربنا مايحرمنى منكم أبدا . 
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
عندما تكون الآنانية هى السمة السائدة بحياتنا ،تكون الخسائر هى الشئ الوحيد الذى سنحصل عليه لأننا لن نشبع من أى شئ وسنتمنى الحصول على المزيد حتى لو لم يكن مقدر لنا بالآخير .
كانت تجلس أمل وهى تشعر بالغضب بعد مكالمتها لأختها فرحة .فرغم أن أمل تتبعت أنانيتها ولم تستطع التخلى عن خطيبها ليس حبا به ولكن لأن نفسها عندها هى الأهم .ولمَ تضحى وهناك من سيقوم بهذا الدور .إلا أنها مازالت تشعر بالغيرة من فرحة خاصة بعد نجاح مشروعها وأصبح من أكبر المحلات بمدينتهم وذات صيت ذائع .إذا فلتأخذ ماتستطيع حتى لو لم تكن محتاجة إليه .
دخل هيثم زوجها بعد يوم شاق بعمله .ألقى عليها السلام ثم سأل عن أولاده وبعد أن إطمأن عليهم شعر بتغير ملامح وجهها فسألها مباشرة بنزق: 
مالك يا أم ركان فيه إيه؟ 
زفرت بشدة وقالت بخبث و غضب: تخيل بقول لفرحة إنى محتاجه منها ألفين جنيه ولا تلاته عشان ركان عايز فلوس عشان المشروع بتاع الكلية بتاعته .قعدت تقولى خلى عندك دم وانت مبتحسبش وكلام زى السم . 
نظر إليها بتوجس وعدم تصديق وقال: بقه فرحة اللى زعقت وقالتلك كده.
شعرت بالغيرة من حب الجميع لتلك الفرحة حتى زوجها فهو دائما ما يقف بصف فرحة ويقدر تضحياتها مع الجميع حتى مع أولاده.
صاحت بغيرة: ياسلام هو انت مش مصدقنى ولا إيه .
نظر لعيناها وقال بقوة: أيوه يا أمل مش مصدقك عارفه ليه لأنى عاشرتك وعارف طبعك وكمان عارف فرحة وطبعها وعارف إنك لو طلبتى إيه هتديهولك حتى لو ممعهاش . ثم أكمل بغضب: وكمان إنت أصلا بتطلبى منها لييه ؟ هو ركان كان طلب منى وأنا قلتله معييش .ولا هو الحاجه خسارة ففرحة وخلاص .
تلعثمت وقالت : قققصدك إيه يا هيثم؟ 
صاح بغضب وقال: قصدى إنك إنسانه مش طبيعيه ،بتغيرى من فرحه مع إنك أحلى فى الشكل وكمان إنت إتجوزتى وهى لا ،ربنا رزقك بالولاد يعنى بإختصار شديد المفروض هى اللى تغير منك مش إنت .بس هى عمرها ماغارت بالعكس بتساعدك بحب .أكمل بتأنيب : إنت ناسيه ياهانم إنها هى اللى دفعت قسط الجامعه لركان لما لقتنى مجمعتش المبلغ ولما حاولت أردهولها رفضت .يبقى إيه ياشيخه إرحمى .فعلا أنا دلوقت صدقت إن مش شرط الشكل الخلو يبقى كمان الطبع حلو واهو إنت خير دليل .
صاحت أمل بغيرة وقهر: أنا مش عارفه إنت ليه دايما بتسم بدنى بكلامك عن فرحة هى فيها إيه زيادة عنى عشان كلكم تحبوها كده .ده حتى ولادك لازم يفوتوا عليها وهم رايحين وهم جايين كأنها هى اللى أمهم مش أنا .
ضحك بتهكم وقال: تعرفى الفرق إيه ،الفرق فى ده وأشار على قلبها .قلبها أبيض وبتحب الخير للكل فالكل حبها .تصدقى أنا بقالى فترة بقول ياريت كانت جوازتنا هى اللى باظت وجوازة فرحة وماجد كملت .بس يلا النصيب. .

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close