اخر الروايات

رواية سيد القصر الجنوبي الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم رحاب ابراهيم حسن

رواية سيد القصر الجنوبي الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم رحاب ابراهيم حسن 


الفصل الثامن والعشرون
_ أستني
وقفت سمر محلها والتزمت الصمت لدقائق مع شعور بالأنتصار بدأ يتسرب بداخلها، فأبتسمت برضا وهي تتمهل وتتباطئ في الالتفات إليه وكأنها قررت بالفعل المغادرة بلا راجعة .. وبالدقيقة التالية قررت أن تستدير وترى ما عنده ليقوله، فأستدارت ونظرت له بتعابير جامدة جدية لا مزاح فيها واستفسرت بحدة :
_ نعم .. في حاجة تاني عايزها مني قبل ما أمشي ؟!
أغاظه نبرتها الواثقة ووجد نفسه ينطق ويقول بعصبية مفرطة مبالغ فيها :
_ لو سمحتي أكدي على الممرضة اللي هتيجي مكانك تشوف شغلها كويس وما تبقاش زيك !.
اتسعت عيناها بدهشة وقد صدمها بالفعل بما قاله، وللحظة رمقته بعتاب شديد وحيرة اجتاحت قلبها وبعض الندم في قرارها المتهور هذا، وقالت وعينيها تلتمع بألم :
_ ما تقلقش .. هأكد عليها.
واستدارت مرة أخرى وخرجت تمامًا من الغرفة حيث خطت بضع خطوات بتماسك، وبعد ذلك ركضت باكية لغرفة تستخدمها مع الممرضات لتبديل الملابس ..
بينما صفن أمجد للحظة فيما تفوه به قبل قليل وهذا كان آخر ما يرغبه ويريده!، تنهد بضيق شديد كأنه حجرا ناري قبع على قلبه، ثم أغمض عينيه وتمنى أن تنال منه غفوة وتسرقه من محيط أفكاره الغامضة.
_____________________________
تململت جيهان في فراشها بكسل شديد، عدى الألم الذي يصفعها كلما حركت ساقيها ولو قليلًا، وبتلك اللحظة انتبهت لنقر خفيف على باب غرفتها جعلها تشعر ببعض القلق .. ولكنها قالت بتوتر :
_ مين ؟
أتاها صوت طفولي قائلًا :
_ أحنا يا فوشياكيكة ..
ابتسمت وقد انتبهت لتداخل أصوات الصغار التي اتضحت الآن فقالت وهي تعتدل على الفراش :
_ ادخلوا
وتوافد حشد كبير من الصغار دفعةً واحدة وكان يترأسهم الثنائي المشاغب شامي وشاندو، وتزاحم الصغير عصفور بين الجميع ليتقدم الصفوف حتى استطاع بأعجوبة، وقال بسعادة غامرة :
_ وحشتينا أوي أوي يا هريسة، القصر كان معفن من غيرك.
ضحكت جيهان بقوة وأشارت له ليقترب حتى ضمته بحنان ومحبة حقيقة وقالت لهم جميعا :
_ وأنتوا كلكم وحشتوني أوي أوي.
قال لها شامي مبتسما بمحبة صادقة :
_ لو كنتي شوفتينا بعد ما مشيتي كنا عاملين أزاي كنتي عرفتي غلاوتك عندنا .. ما تمشيش تاني.
ابتسمت له جيهان برقة وهي مقيدة ولا تعرف بأي شيء تجيب، وحينها قال شاندو ببهجة:
_ أنتي بتكملي لمتنا، لما بتبقي موجودة ما بنبقاش حاسين أن في أي حاجة في الدنيا نقصانا ..
نظرت جيهان لجميع الصغار بمحبة حقيقة واعترفت لنفسها أنها حقا افتقدتهم بالأيام الماضية وشعرت بحنين قاتل اليهم .. فقالت :
_ رجلي بس تتحسن شوية وهنجري ونلعب تاني زي الأول ..
ضحك عصفور الصغير وقال :
_ هما يومين وهتبقي زي الفل زي المرة اللي فاتت، يكش أنتي بس ما تهربيش وتسبينا تاني ..
ربتت جيهان على رأس عصفور بابتسامة عريضة ، حتى ظهر العملاق ودخل الغرفة ناظرا للصغار قائلًا :
_ حضرتلكم الغدا تحت .. يلا انزلوا.
وتدخل الصغير عصفور سائلًا بحيرة :
_ طب وفوشياكيكة هتنزل أزاي ورجليها كدهو؟! .. ما تشيلها يا زعامة !
تصبغ وجه جيهان بالحمرة وهربت بعيناها وهي تردد ناطقة بالرفض ، بينما ظهرت بعينان أكرم المكر والتسلية وهو يراقب توترها، ثم قال لعصفور بنصف ابتسامة :
_ اقتراح حلو .. بس مش وقته.
فنظرت له جيهان بحيرة وتعجب ولم تفهم مقصده!، خصيصا مع تلك النظرات الماكرة بعيناه الحادتان، وعاد أكرم قائًلًا بلطف :
_ أنزلوا انتوا اتغدوا تحت، وأنا والبنات وفوشياكيكة هنتغدى هنا.
اتسعت عينان جيهان من نطقه لتلك المزحة الذي يستخدمونها الصغار لتدليلها، وحينها رمقها أكرم بنظرة متسلية مبتسمة وخرج بثقة مستفزة من الغرفة، فقال الصغير عصفور بدهشة وأصبعه الصغير بفمه بعلامة استفهام:
_ هو الزعامة ماله يا عيال؟ .. تحسوا انه متغدي زبادي !
ضحك شامي وقال للصغار :
_ يلا بينا ننزل نتغدى عشان ورانا ماتش ..
وحينما انصرف الصغار واصبحت الغرفة فارغةً إلا منها تسربت ابتسامة عفوية لعيناها وكامل ملامحها، واتسعت ابتسامتها رويدًا رويدًا كلما تذكرت نظراته والتفاتاته الأخيرة لها، والتي وأن اعترفت ستعترف أنها تعشق كامل تفاصيلها.
_______________________________
ختمت فرحة جميع الاعمال المنزلية بشقتها القديمة وتقدمت لغرفتها وهي تجفف يدها المبتلة بالمنشفة، حتى لاحظت أن زايد لازال مستغرقا في النوم بعمق شديد وكأنه بات مستيقظا لأيام كثيرة .. ابتسمت بحنان ثم شعرت بالنعاس وتثاءبت وهي تقترب لفراشها وتمددت بجانبه واستسلمت للنوم بعد عدة دقائق ...
ومر أكثر من ساعتان وهي لا زالت نائمة .. وحينما بدأت تفتح عينيها بكسل شديد لاحظت اتكاء زايد على مرفقه وجهتها وعلى وجهه ابتسامة شديدة الدفء والعاطفة .. ابتسمت وبعدها تثاءبت بكسل ثم قالت :
_ الساعة كام دلوقتي ؟ .. هو حسام رجع ؟
نظر زايد سريعا لساعة معصمه ثم مرر اصبعه على أرنبة أنفها بمشاكسة وقال :
_ لسه بدري ما تقلقيش ، وحسام لسه مرجعش ..
اشتدت ابتسامتها وقالت بثقة :
_ اكيد كنت سرحان في جمالي وأنا نايمة ، عارفة أني قمر.
اتسعت ابتسامته حتى سحبها برفق لصدره وضمها بدفء قائلًا وهو يضع يمرر أصابعه بشعرها:
_ أحلى واحدة في عيني .. بس في حاجة أكبر من كده!
رفعت رأسها قليلًا ناظرة له وتساءلت :
_ حاجة ايه ؟
انخفض زايد بعض الشيء حتى استطاع النظر لعيناها مباشرةً وقال :
_ الست لو عشرتها مكنتش مليانة دفا وأمان يبقى جمالها مالوش لازمة ولا قيمة .. كل مرة كنت بروح معاكي لمكان لوحدنا كنت بقول هو ده المكان اللي محتاجه وحاسس فيه بالأمان .. لكن اكتشفت أن الأمان بيكون فيكي أنتي .. أنتي اللي بتملي أي مكان بتكوني فيه بالفرحة يا فرحة.
ابتسمت فرحة بحياء، ثم قالت وهي تنهض لتخفي ارتباكها :
_ هروح اعملك عصير تشربه.
وحينما نهضت سريعا لتعد كوبين من العصير الطازج، لم يمهلها زايد أن تبتعد أكثر من خطوة وكانت قبضت يداه على معصمها ليقربها إليه مرةً أخرى بنظرة جعلتها ترتجف حياءً.
______________________________________
دخلت الممرضة منى إلى غرفة بعيدة بالمشفى جلست فيها سمر بعدما حدث، وقفت تنظر لعيناها الباكية ذات النظرات المعذبة وقالت :
_ أنتي هنا بتعيطي وهو هناك مش طايق حد يكلمه وبياخد الدوا بصعوبة ! .. على فكرة يا سمر عصبيته دي خطر جدًا على صحته خصوصا في الظروف اللي هو فيها دي! .. ده احنا بنعتبر أن اللي حصله ده معجزة وأن ربنا لطف بيه وبيكي وفاق واتحسن بسرعة الحمد لله رغم صعوبة حالته وقت الحادثة.
قالت سمر بندم واعتراف وهي تبك:
_ أنا عارفة أني غلطانة ومكنش المفروض اعمل كده، بس هو برضو كان بيتعصب عليا على اتفه الأسباب ولبيت طلبه لما طلب ممرضة تانية.
نظرت منى لها بعمق وقالت مباشرة :
_ أنا فهماكي يا سمر ومقدرة اللي بتمري بيه ، وعارفة أنه صعب عليكي أوي أن دكتور أمجد اللي كان مجنون بيكي وحارب عشان ترجعيله وتتجوزوا يبقى بين يوم وليلة مش فاكرك وبيعاملك بالشكل ده كمان ، وعارفة أنك بتحاوليه تخليه يفتكرلك وبتحركي مشاعره ناحيتك من تاني ، بس عايزة أقولك أنك مش محتاجة تعملي كده ..
لم تفهم سمر ما تقصده زميلتها منى فسألتها باهتمام :
_ قصدك ايه ؟!
ابتسمت منى وهي تقترب لها وشرحت بوضوح مقصدها :
_ دكتور أمجد حاسس بحاجة من ناحيتك هو نفسه مش فاهمها ، أنا لاحظت ده كام مرة .. ودي بشرة خير وأمل أنه ممكن في يوم من الأيام يفتكر كل حاجة ..
لم تتفاجئ سمر وقالت بألم :
_ أنا برضه حسيت بكده، لكن إيه النتيجة؟ .. كل حاجة في أمجد اتغيرت بسبب الحادثة، مش ده أمجد اللي أعرفه بحنيته بشخصيته بهدوئه، أنا مقدرة حالته النفسية والمرضية .. لكن خايفة من كل حاجة، خايفة أقوله أني مراته وانا مش عارفة رد فعله ممكن يبقى تأثيره ايه عليه ، وكمان دكتور وجيه بنفسه أكد عليا ما أعرفهوش أي حاجة دلوقتي خوفا على صحته ونفسيته .. أنا بقيت خايفة من بكرا وخايفة منه .. أول مرة في حياتي أبقى خايفة من أمجد !!
واستها منى وقالت :
_ ما تفقديش الأمل بالسرعة دي ، أنتي مراته ومن حقك أي قرار تاخديه ، حتى لو هو رافضه.
نظرت لها سمر بدموع وسألتها بخوف :
_ تفتكري ممكن يقرر يطلقني ويبعدني عنه ؟! .. أنا مقدرش أعيش من غيره يا منى !
تنهدت منى بقلق ثم قالت :
_ عشان كده مكنتش عايزاكي تبعدي عنه ، كنت عايزاكي تعلقيه بيكي من تاني ، مكنش المفروض تسبيه أبدًا.
فهمت سمر ما حاولت منى أن تشير اليه بين الكلمات واعتصر قلبها ندمًا على خطتها الساذجة .. وحينها فكرت منى في شيء ، فانصرفت وذهبت مباشرةً لمكتب الدكتور وجيه .. ولكنها حين فتحت الباب وجدت المكتب فارغاً!!. فقالت بإحباط:
_ هو راح فين ؟! .. دكتور وجيه الوحيد اللي هيقدر يحلها.
______________________________
لاحظت الممرضة " نسمة" أن أمجد ينظر لباب الغرفة الطبية كل دقيقة تقريبًا وكأنه ينتظر وصول أحدهم .. فسألته بتعجب ولم تخفي نظرة الأعجاب من عينيها :
_ هو حضرتك محتاج حاجة يا دكتور ؟
تنفس أمجد بضيق ثم أجاب بعصبية :
_ لأ ..
وجهت له نسمة أرق ابتسامتها وشعرت أن الفرصة اصبحت على طبقا من ذهب لتفت نظره بعدما تحققت الأعجوبة وفقد ذاكرته المهووسة بتلك المدعوة "سمر" .. وجلست بالمقعد القريب لسريره الطبي وقالت ممازحة:
_ طب ايه رأيك نتكلم في اي شيء نضيع بيه الوقت .
أغمض امجد عيناه المرهقة بنفاد صبر ، وتوجه بالنظر اليها وكاد أن يتحدث بعصبية، ولكنه انتبه لظهور سمر وهي تقف خلف النافذة الزجاجية من بعيد وتنظر له بصمت .. وهنا فقط رحب بالمزاح مع تلك الممرضة السمجة نسمة !!
وتجمد الدم بعروق سمر وهي تراقب نظرات نسمة المعترفة بالأعجاب الصريح !! .. وكادت أن تذهب وتدخل الغرفة وهي تستشيط غضبا حتى أوقفتها منى قائلة بتحذير:
_ امسكي أعصابك ماتبقيش متهورة!
نظرت سمر لها بغضب وقالت :
_ يعتي سيبتي كل الممرضات وبعتيله دي بالذات !!
أجابت منى بضيق :
_ مش أنا اللي بعتها يا سمر ده مش شغلي ، دي الريسة هي اللي بعتتها ، ولما عرفت أن نسمة هي اللي راحتله زعلت بس مرضيتش أقولك ، كلنا عارفين أنها من زمان وهي معجبة بيه .. فهمتي بقا أنا كنت أقصد ايه ؟!
كادت سمر أن تبك وتصرخ من الغليان وهي تراه يضحك ويمازح تلك الكريهة نسمة، فنبهتها منى وقالت بتأكيد :
_ سبيلي بس الموضوع ده وأنا هحلهولك النهاردة بأذن الله.
وهتفت بها سمر وقالت بعصبية :
_ والمطلوب مني اعمل ايه دلوقتي ؟!
نظرت لها منى وقالت بأمر :
_ تسكتي وكأنك مش شايفة حاجة ، نسمة بتصطاد في المية العكرة والمفروض انها عارفة أنه متجوز ومراته زميلتها كمان .. لكن انا مش هسيبها .. ما تنطقيش خالص لحد ما أتصرف وأوعدك الموضوع ده يخلص النهاردة.
كتمت سمر غيظها وعينيها تنطق بالشرر وهي تنظر لهما وهما يضحكان عاليٌا داخل الغرفة، وقبل أن تنصرف سمر أتى أحد الأطباء واستفسر عن شيء .. فابتسمت له سمر باستفزاز واختلست النظر جانبا لأمجد الذي توقف عن الضحك ونظر اليها شذرًا ..
وهنا ابتسمت بهدوء للطبيب الذي تحدث معها لبعض الوقت واختلط الحديث ببعض المزاح كعادة ذلك الطبيب مع الجميع.
وهنا تصنعت سمر الضحك ورمقتها منى بغيظ ووكزتها لكي تتوقف ريثما أن أمجد يناظرها من بعيد بغليان تاركا نسمة تحدثه دون أن يجيبها أو يكترث لأمرها من الأثاث .. وعندما أنصرف الطبيب من أمام سمر، عنفتها منى وقالت :
_ شكلك مش ناوية تجبيها لبر !
ابتسمت سمر بنظرة انتصار وقالت بثقة :
_ وهو أنا عملت حاجة ! .. ما هو اللي نفضلها وركز معايا !.
وضحكت عاليًا ثم ذهبت دون أن تعطي أمجد أقل نظرة ، فأخفت منى ابتسامتها وذهبت لاجهة الأخرى وهي تتمتم :
_ والله مجانين !!
وبالغرفة ..
تفاجأت نسمة بعصبية أمجد وهو يهتف :
_ كفاية رغي بقا وسبيني أنام شوية !
دهشت نسمة وشعرت بالغيظ منه، ريثما أنه منذ لحظات قليلة كان يضحك بمرح ومتقبل حديثها تماما فماذا حدث له فجأة !! ..
فقالت بحدة :
_ أسفة يا دكتور .. هخرج وهرجعلك تاني في ميعاد الدوا.
أغمض أمجد عيناه وشعور بألم حاد قد اجتاح رأسه الملفوف بالشاش الأببض ..
_______________________________________
شاهدت جيهان المباراة الكروية بين الصغار والحكم بينهما كان أكرم !.
هتفت وشجعت الجميع وهي جالسةً على مقعد بشرفة غرفتها وبجانبها الفتيات ... كانت تضحك من قلبها وبكل صدق .
والأغرب عندما كان يغمز لها أكرم بابتسامة واسعة كلما هتفت بتشجيع وضحكات عالية وكأنها يشاركها لحظات المرح .
وهنا انتابها فكرة مجنونة . وظلت تسأل نفسها سؤالًا :
_ لمَ لم تقبل عرضه للزواج حتى الآن؟ .
لماذا ترفض أن تسرق ولو بضع ساعات من السعادة ..
ظلت تلك الفكرة تضيء بعقلها حتى انتهت المباراة وأتت ساعات الليل من جديد ..
وحالما خلد الجميع للنوم حاولت أن تسير على قدميها واستطاعت بعض الشيء رغم بعض الوخز بكاحلها ونزلت للطابق الأرضي .. وانتبهت أن الباب مغلقا ولكن يسهل فتحه !.
تعجبت قليلا ولكنها فتحته وخرجت للساحة الخالية حول القصر تحت ظلام الليل .
استنشقت الهواء النقي بالخارج وخصلاتها ملتصقة بجانبي وجهها بنعومة وجاذبية شديدة .. وحينها انتبهت لصوته وهو يقول :
_ المرادي نزلت قبل ما تتهوري تاني.
ابتسمت جيهان رغم ارتباكها وتقبلت مزحته، وخطا أكرم اليها ونظرات عيناه الدافئة تخطف قلبها خطفا .. حتى قال مرةً أخرى بنبرة يائسة :
_ للدرجة دي جو القصر يخنق ! .. أصلك دايمًا بتخرجي وخصوصا في الوقت ده !!
تنهدت جيهان وقالت لتصحح سوء ظنه :
_ لا أبدًا .. الفكرة أن الهدوء على قد ما بحبه بس بقا بيحسسني بالوحدة ، عشان كده بمجرد ما بلاقي حواليا هدوء بتحرك واعمل لنفسي دوشة ، أنا مش عايزة أبقى لوحدي.
نظر أكرم لها نظرة طويلة غامضة، ثم وجه لها ذلك السؤال مرةً أخرى :
_ تتجوزيني ..؟
ارتجفت جيهان من وقع السؤال عليها، ولكنها نظرت له بعتاب قاتل وقالت :
_ طب وخطيبتك اللي أنت بتحبها ؟ هتسيبها ؟!
رد أكرة وأجاب بصدق :
_ كانت خطيبتي ، بس عمرها ما كانت حبيبتي وبعدين أنا سيبتها من زمان ...
نظرت له جيهان وتمنت أن يكون صادقا فسألته :
_ يعني مرجعتلهاش ؟ .. لما جاتلك هنا ؟
ابتسم اكرم بسخرية واجاب :
_ كانت لعبة عشان ارجع فلوسي اللي سرقتها مني ومن اخويا ، لكن دي آخر واحدة ممكن أفكر ارتبط بيها تاني .
ابتلعت جيهان ريقها بارتباك ولم تقاوم سؤال ملأ قلبها بألحاح للإجابة وقالت :
_ واشمعنى أنا اللي عايز تتجوزني ؟
تحولت ابتسامته الساخرة لابتسامة ونظرة عاشقة وقال :
_ هجاوبك بس بشرط .. نكتب الكتاب الأول وساعتها هقدر أجاوبك.
اطرفت جيهان عينيها بتوتر شديد وابعدت عينيها عن عيناه الثابتة عليها !!
____________________________
بمجرد أن عاد وجيه للمشفى ودخل مكتبه أتت اليه منى في الحال وسردت عليه الأمر كاملًا .. فقال وجيه بابتسامة :
_ خلاص يا منى أنا فهمت ... هروحلهم دلوقتي .
شكرته منى بابتسامة وقالت :
_ شكرا جدًا يا دكتور واسفة لو أزعجتك.
ارتدى وجيه معطفه وقال بعجالة :
_ ابعتيلي سمر دلوقتي حالًا.
أطاعت منى الأمر وأسرعت لأخبار سمر،. وبعد دقائق كانت سمر تقف أمام مكتبه ... وحينها وبدون أي نقاش أشار لها وجيه وقال بأمر :
_ تعالي ورايا ونفذي اللي هقولك عليه بدون نقاش.
اومأت سمر بموافقة، وفهمت ما سيفعله وأخفت ابتسامتها وذهبت خلفه حينما خرج من مكتبه وتوجه نحو غرفة أمجد مباشرةً..
وحينما فتح وجيه باب الغرفة صدم عندما وجد أمجد ......؟!!!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close