رواية خلف الظلال الفصل السابع والعشرين 27 بقلم يسرا
الفصل السابع والعشرون....بقلم يسرا
كانت هاله تجلس بمواجهه التلفاز برفقه صديقتها والتى كانت تتابع احدى المسلسلات الدراميه بشغف حتى افاقت من استغراقها التام بالاحداث على مقطع من الاعلانات التجاريه
فالتفت الى هاله وقالت متحسره : كتنا نيله فى حظنا الهباب ...شايفه مهند بيحب نور ازاى ؟
نظرت لها هاله وضحكت وقالت :والله انا مش عارفه جرالك ايه من امتى كونتى بتاعه مسلسلات ... وتركى ...دا انتى ماكنتيش بتطيقى العربى
قالت امانى بنفس النبره المتحسره :ااه.. العربى خنقه ماعدتش زى زمان ..انما بصى الاتراك وعيشتهم ...اوعدنا يارب ...تفتكرى البلد دى امتى هتنضف
هاله بحبور: هتنضف يا امانى ان شاء الله
نظرت لها امانى متعجبه : مين ؟ هاله ؟ هاله اللى بتقول كده ...لاء انا مش مصدقه ودانى
هاله مستنكره: ليه يعنى ؟
نظرت لها امانى متفحصه وقالت بعد برهه : لاء كده انا مش هيهمنى الاعلانات اللى بتقعد بالتلت ساعه... انا ممكن كمان اقفل التلفزيون ..ايه اللى اتغير يا هاله ..انا بقالى كذا يوم سيباكى ومش بحكى معاكى وقلت اخليكى على راحتك ..انما الطريقه اللى انتى بتتكلمى بيها دى مختلفه
تنهدت هاله وقالت لها : عادى ...الكام يوم اللى فاتو اتغيرت جويا حاجات كتير اووى.... بس ما اعرفش صاحيه الصبح وحاسه كأن اللى فات ده كله صفحه مطويه ...وعايزه ابتدى من جديد ...اعتبر نفسى لا قابلت سالم ولا اشتغلت فى المعرض بتاعه ولا اتلطمت عبال مالقيت ولادى ..اقولك ولا حتى اتسجنت ...وارجع هاله بتاعه زمان ...زمان اووى قبل حتى ما اتجوز عادل
اقرت امانى بصدق: والله يابختك... ياريتنى ابقى زيك وامحى اللى فات كله باستيكه
هاله بواقعيه: عمره ما هيتمحى يا امانى ..لانك برضه اتعلمتى منه حاجات كتير
امانى باهتمام : وقررتى هتعملى ايه فى اللى جاى ؟
ابتسمت هاله وقال : النهارده كنت مع حاتم ..اديته كل الورق اللى كان فى خزنه البنك وحكيتله عن كل اللى حصلى مع سالم قبل كده... كمان اديته الاوراق اللى جبتيها من الشركه ..وقررت مافكرش فى اللى جاى وحقى عند ربنا مش هيروح
تهلل وجه امانى : عين العقل يا هاله ..ايوا كده فرحينى بالاخبار الحلوه دى ...واكيد حاتم هيثبت براءتك ويرجعلك حقك
هاله بلامبالاه: تصدقى بجد مابقيتش فارقه معايا ...زى ماتقولى النار اللى جوايا بردت
امانى بصوت خافت شكاك: يعنى اللى اسمه سالم ده ماعودتيش تفكرى فيه ؟
هاله بنبره حزينه: مش هكدب عليكى يا امانى واقولك انى خلاص نسيته ...بس زى ماتقولى وصلت لطريقه بيها مافكرش فيه تانى
امانى : طريقه ايه ؟
هاله : ابص لولادى واتخيلهم بعد 20 سنه وهما شباب واحس ان لسه قدامى كتير اووى عشانهم ...بنسى كل حاجه ساعتها وافتكر مستقبلهم وبس
امانى : ربنا يحفظهملك يارب
وفى محاوله منها لانهاء النقاش قالت هاله : يارب ..يالا على الصوت المسلسل بتاعك اشتغل... وانا هدخل انام بقى عشان اعرف اصحى للولاد الصبح
امانى : طيب تصبحى على خير
قامت هاله واتجهت للطاوله تتفحص هاتفها النقال .ولكنه كان على نفس الحال الذى تركته عليه منذ ساعه تقريبا فنظرت هاله فى الساعه فوجدتها الحاديه عشر فعبست غاضبه ..
لاحظت امانى تغير معالم وجه صديقتها فقالت لها : انتى مستنيه مكالمه ولا حاجه دى رابع مره تبصى فى موبايلك
التفت هاله وحمره الخجل تعلو وجهها وقالت : لاء ابدا ..اصل حاتم قالى انه هيتصل يقولى وصل لايه
رفعت امانى احد حاجبيها ونظرت لهاله نظره ثاقبه ....فقالت لها هاله بأحراج : مالك بتبوصيلى كده ليه ؟
امانى ساخره: الله يسهلو ياعم ...نطلع من سالم ندخل على حاتم ..انا عارفه الرجاله بترمى تحت رجيلكى على ايه ...عشان يعنى ما انتى حلوه شويتين
ابتسمت هاله خجلا وقالت : ايه الكلام الفاضى اللى بتقوليه ده ..لاء طبعا الموضوع مش كده خالص ..وبعدين عايزه واحد ظابط واعزب يبص لواحده مطلقه ومعاها عيلين ورد سجون ..طيب وسالم عشان عارف نفسه والبلاوى اللى فيه
امانى متهكمه: مين قالك انه اعزب ...ده ارمل ياماما بس ماعندوش عيال
جلست هاله مره اخرى الى جوار امانى وقالت باهتمام : وانتى عرفتى منين ؟
ضحكت امانى وقالت : وانتى مالك اتخضيتى كده ليه ..هيا الصناره غمزت ههههههههههه
حملقت بها هاله غاضبه وقالت : تصدقى انك غلسه
وهمت هاله بالمغادره فجذبتها امانى من ذراعها وقالت : طييب طيب ماتتحمقيش اووى كده ...انتى نسيتى انى انا والبت هند فضلنا قاعدين فى السجن بعدك ..هند بقى الله يهديها ما جبتهاش لبر وفضلت تتطقس على اخباره ...اهوه كنا بنتسلى ...بس الصراحه كان موقف سجن النسا كله على رجل ...انا اعتقد انهم نقلوه لانه ماكنش ينفع واحد زيه يقعد وسط الستات المحرومه دى كلها هههههههههههههههههه
ضحكت هاله ونظرت الى صديقتها متعجبه وقالت : وبتقولى عليا انا اللى متغيره ..لاء انتى فيكى حاجه مش طبيعيه ...الكلام ده مش بتاعك خالص ولاده اسلوبك
ردت امانى حالمه : مهند ونور فتحوا نفسى على الحياه ....ياسلاااام ..ياسلام يا هاله لو الاقى الراجل اللى يحبنى كده ده انا اشيله جوا عنيا
هاله : انا بقول افكرك بحلقه الدرس بتاعه الجمعه اللى فاتت ....استنى زوج من رجال الجنه احسن
دفعتها امانى وقالت بغيظ فقد اخرجتها من خضم المشاعر التى اجتاحت نفسها المحرومه: كده ..طيب ادخلى نامى احسن ..ويارب حاتم مايتصل ..وهاتى الموبايل خليه معايا
هاله بلامبالاه : لا على ايه ..وادى الموبايل ..هه ..قفلته وطظ فى حاتم على سالم ..على كل صنف الرجاله ..انا من هنا ورايح هعيش لولادى وبس ..تصبحى على خير
امانى بغيظ: مالكيش دعوه بكل صنف الرجاله ..خليكى فى عيالك ...سيبى الشعب يعيش ..
انصرفت هاله ضاحكه ضاربه كف بالاخر وهى لاتصدق التحول الذى اصاب صديقتها جراء تلك المسلسلات الرومانسيه
ودخلت غرفتها ووضعت الهاتف على الطاوله
وبعند قررت ان تبقيه مغلقا ...ماذا يظن نفسه ليبقيها ساهره الليل فى انتظاره ...الم يعدها بالاتصال بها ...شعرت بالحنق الشديد منه ..ثم غلبها شعور بالشفقه وبالاسف عليه ...انه ارمل ..واخذت الاسئله تجتاح رأسها...ترى كيف كانت زوجته الراحله ...هل كان يحبها ...هل لازال يحبها ...لما لم ينجب اطفالا ؟؟؟ الا يحب الاطفال ؟؟؟؟........
وبقيت على تلك الحاله حتى طرقت امانى باب غرفتها ودخلت وقالت بمكر : حاتم على التليفون
ابتسمت هاله رغما عنها وعندما لاحظت نظرات امانى الماكره فقضبت جبهتها وقالت عابسه: وعايز ايه ..ماقولتيلوش انى نايمه؟
قالت امانى مستنكره : انتى لسه صاحيه اهوه بعدين قالى انه بيتصل بيكى لاقى تليفونك مغلق
هاله متعجبه: وهوا جاب نمره الارضى منين ؟
امانى : ماعرفش... بس فكرك فى حاجه تغيب عنهم ..يالا قومى بقى بلاش مكلعه المسلسل هيفوتنى
قامت وهاله واتجهت الى الصاله الخارجيه وامسكت بسماعه الهاتف واجابت بضيق : الو
جاءها صوت حاتم متلهفا : ايه انتى قافله موبايلك ليه؟ ....مش اتفقنا هكلمك بالليل
هاله ببرود : اصلى دخلت انام وقلت انك خلاص نسيت او وراك حاجه شغلتك
حاتم مستنكرا : انسى ازاى ...انا بس كنت فى اجتماع مع سيادته اللواء والتحقيقات كشفتلنا عن معلومات مهمه جدا وتقريبا عملنا خطه عشان نقبض بيها على سالم والمرشدى كمان
هاله بتمهل: المرشدى ..مش فاكره سمعت الاسم ده قبل كده
حاتم مقاطعا : ده ياستى الراجل اللى اشترى شركه الملاحه
قالت هاله بهدوء: ااه ااه ..جوز نانسى
حاتم متعجبا : نانسى وانتى تعرفيها منين ؟
هاله : هه؟ ..أ أ ..أ .........
احتارت هاله ان كانت تجيبه ام لا ..فقد وعدت رفيق بستره وعدم افشاء سره
حاتم : ايه يا هاله بتهتهى كده ليه ؟ احنا مش اتفقنا ولا ايه
قالت هاله غاضبه : دى حاجه خاصه برفيق
حاتم بضيق: رفيق... سالم ...الاتنين فى مركب واحده
اجابت هاله على مضض : رفيق ونانسى على علاقه بعض
حاتم : علاقه ..علاقه ازاى ؟
هاله حانقه : هوا ايه علاقه ازاى ..علاقه بين اى اتنين
حاتم : طيب وانتى عرفتى منين
هاله باختصار: شفتهم
حاتم ببلاهه: شفتيهم ..ازاى يعنى مش فاهم ؟
هاله وقد علا صوتها بحنق : والله دى بقى ماعرفش افهمهالك ازاى ..افهمها انت لوحدك
ضحك حاتم وقال : ااااااااااااه ....طيب طيب ...فهمت ..طب رفيق عمل معاكى ايه؟ ..
هاله بلامبالاه: ماعملش حاجه ونانسى عشان ما افضحهاش عند جوزها ..جابتلى شغل فى شركه الملاحه ...وقالتلى ان جوزها كاتبها باسمها انا طلبت منها ان امانى تشتغل مطرحى ...وافقت
حاتم وقد اتسعت عيناه دهشه من المعلومات التى اقرت بها هاله : يابنت ال ايه ..دا انتى اهوه طلعتى بتعرفى تلعبى لحسابك
هاله ساخره: وفى الاخر وصلت لايه
حاتم مستنكرا : وصلتى لايه ..دا انتى وصلتينى لاكبر اكتشاف ....عارفه شركه الملاحه دى المرشدى كان بيحرب ليه عشان يستولى عليها
هاله باهتمام : ليه ؟
حاتم : لان عن طريقها بيدخل ممنوعات للبلد ...سلاح ...مخدرات وبيهرب عن طريقها فلوس وآثار ..الورق اللى امانى جابته عن خطوط سير السفن الفعليه مع تحقيقات الانتربول فادنا كتير جدا
هاله غير مصدقه : ياخبر ..معقول اللى بتقوله ده ؟
حاتم : يوضع سره فى اضعف خلقه... دا انتى وامانى حقكم نعملكم تمثال... بالورق اللى اخدناه ده ..هيثبت عليهم التهمه رسمى
ابتسمت هاله وترقرقرت الدموع فى عيناها وقالت بصوت مرتجف : الحمد لله ..انا كنت واثقه ان ربنا هيظهر الحق
حاتم : ونعم بالله ..انا اليومين الجايين هكون مشغول لان التحقيقات دلوقتى اتنقلت لمستوى اعلى ..ان شاء الله تسمعى اخبار كويسه قريب ...
هاله بصدق: ربنا معاك
حاتم بصوت حنون: خدى بالك من نفسك
هاله بصوت مرتجف: ماتخفش ..مع السلامه
حاتم مسرعا : هاله ...
انتبهت هاله قبل ان تضع السماعه فقالت : نعم ؟
حاتم بهدوء: لا اله الا الله
ابتسمت هاله وقالت بصوت خافت : محمد رسول الله
وضعت هاله السماعه والتفت خلفها لتجد عينا امانى مسمره عليها وما ان واجهتها حتى قامت امانى بعزف بأصابعها فى الهواء
وقالت بصوت موسيقى : تيرا ااا...راا...رااا...ارااارااارااااا....
ثم قلدت صوت هاله بصوت رقيق : ماتخفش ..مع السلامه ...محمد رسول الله
عصكت هاله حاجبيها وقالت بصوت حاد : ياسلام انا كنت بعمل كده ؟
ضحكت امانى بشده وقالت : طمنينى وصل لايه
هزت هاله رأسها وقالت : انا هعمل شاى ..واجى احكيلك الموضوع طلع كبير اووى
صباح اليوم التالى اوصلت هاله اطفالها للمدرسه وذهبت من جديد فى رحله البحث عن عمل ...
حتى عثرت على عمل بأحدى مكاتب التصوير بأجر زهيد
فقبلته هاله على مضض ثم انصرفت لاصطحاب ابناءها من المدرسه
وصلت هاله الى حيث المدرسه ووقفت وانتظرت اطفالها حتى يخرجوا ...حتى طال انتظارها و لم تعثر عليهم ..
فشعرت هاله بالقلق الشديد واتجهت للحارس تسأله عن اطفالها ....
فأخبرها انه لم يعد هناك تلاميذ بالداخل ..فطلبت منه التأكد واخبرته انها تنتظر خروج اطفالها منذ وقت طويل
فذهب الحارس ليستطلع الاجواء بالداخل عله يعثر على الاطفال
وقفت هاله تنتظر خروج الحارس وهى تطرق الارض بكعب حذائها المرتفع بقلق والخوف ينهش قلبها بضراوه
حتى رن هاتفها فوجدت هاله رقما غريبا يتصل بها ...فردت بقلق : الو ....
جاءها صوت رجل قائله بهدوء : الحارس مش هيلاقيهم جوه لانهم معايا
شعرت هاله بقلبها يهوى من بين اضلاعها وقالت بصوت مرتجف: انت مين ؟
رد الرجل بصوت قاطع: مش مهم انا مين ..المهم لو عايزه تشوفى ولادك تانى تروحى تركبى العربيه ال بى ام دبليو السودا اللى واقفه على الرصيف التانى من سكات ..حالا ودلوقتى
استدرات هاله لتبحث بعيناها عن السياره فلمحتها بالفعل وقام السائق بأعطائها اشاره ضوئيه لتأكيد ظنها
فاتجهت هاله الى السياره مسرعه وجسدها يرتجف هلعا ...
وما ان وصلت حتى ترجل منها رجل يرتدى بزه سوداء وفتح لها الباب وقال لها بابتسامه عريضه : اتفضلى يا مدام هاله
استقلت هاله السياره وهى تشعر بالخوف وجلس جوارها نفس ذات الرجل ومد لها يده وقال بأدب : الموبايل بعد أذنك يا مدام
هاله بتوتر شديد : انت مين ؟ مين اللى باعتك ..وفين ولادى ..عايزين منى ايه ؟
قال الرجل بنفس الابتسامه الصفراء : هتعرفى كل حاجه بس ادينى الموبايل الاول ..واطمنى انا عندى اوامر مشدده انى ما المسش شعره من راسك ..فمافيش داعى للقلق وياريت تسمعى الكلام عشان تشوفى ولادك تانى
اعطته هاله الهاتف بعين دامعه واقلعت السياره بسرعه فائقه
واخذت هاله تراقب الطريق فوجدت ان السياره قد اتخذت طريقها الى خارج القاهره
فالتفتت الى الرجل جوارها وقالت بخوف : احنا رايحين فين ؟
الرجل باختصار: لولادك
هاله برجاء : مين باعتك ؟
قال الرجل بنفاذ صبر : بعدين بقى ...اما توصلى هتعرفى ...
قالت هاله بهيستريا : انا عايزه اعرف دلوقتى ..حرام عليك ...انتو عايزين منى ايه ....
تنهد الرجل وهز رأسه اسفا واخرج من جيبه " سرنجه رفيعه" وحقنها بدقه فى عنق هاله التى لم تتوقع هجومه عليها بالمحقن...
وماهى الا ثوان معدوده حتى تنرنحت هاله فى جلستها وشعرت بالظلام يقتحم عالمها وتراخت جفونها ومال رأسها باتجاه النافذه
فردد الرجل بلامبالاه : انتى اللى اضطريتينى لكده
اجابه السائق غاضبا بصوت غليظ: الباشا مش هيعجبه عملتك دى.. قالك ماتلمسش شعره منها
رد الرجل حانقا: وانا كان فى ايدى ايه... كانت هتفضل لحد ما نوصل للسخنه تصرخ وتعيط ...كده اريحلها واريحلنا .سوق انتى وخلى بالك من الطريق ..مش عايزين لجنه توقفنا لنروح فى داهيه
وعلى الجانب الاخر ...غادر رفيق المعرض بخطوات مسرعه واستقل سيارته الى خارج حدود القاهره واخرج هاتفهه وقام بمحادثه حاتم
فرد الاخير منزعجا : كنت بقالى كتير مستنى تليفون منك
رفيق بحسم: اسمعنى كويس ...سالم خلاص بيجهز للعمليه الجايه
حاتم بشك : وانت ايش عرفك ؟
رفيق بغلظه: مش مهم عرفت ازاى ...المهم تسمع اللى هقولهولك
قاطعه حاتم وقال: الاول ..انت متأكد انك مش متراقب ؟
رفيق : اطمن انا راكب عربيه مأجرها النهارده.. ومعايا شريحه جديده هرميها بعد ما اخلص..
اطمئن حاتم وقال : طيب كويس ..هاه كنت هتقول ايه ؟
رفيق : سالم شايل البضاعه فى المعرض بقاله اكتر من شهر
حاتم : ايه ..انت متأكد
رفيق بنفاذ صبر : ايوا ..اسمعنى وماتقاطعنيش... شايلها فى..3 عربيات وهيتحرك بيهم للمشترى بكره ..انا طبعا ما اعرفش لسه هيتحرك بيهم لفين وامتى لكن اول ما اعرف هكلمك تانى ...بس هوا احتمال كبير اووى يكون بالليل متأخر
حاتم : خلاص انا هجهز قوه ونيجى نحاصر المعرض
رفيق معترضا : لاء طبعا... قمه الغباء ....لان اولا المعرض حواليه اراضى فاضيه ... واى حركه هتبقى ملحوظه ..ثانيا انت المفروض تقبض عليه متلبس لان فى الغالب رجالته هما اللى هيتحركوا بالبضاعه ومش هيكون موجود معاهم
حاتم بقلق: ااه ..طيب ما ده برضه مش مضمون ...ممكن يتحركوا فى اى وقت ومانعرفش انهم اتحركوا ..فهمنى انت بتعرف ازاى؟
اقر رفيق على مضض: مركب كاميرات مراقبه فى المعرض
حاتم مستبشرا: طيب جميل ننقل بقى المراقبه لمكتبنا هنا فى الداخليه
رفيق : مش هينفع ..سالم كمان مركب كاميرات مراقبه..يعنى هيشوفنا
زفر حاتم بضيق : طيب وبعدين
رفيق ببرود: ولا قابلين تستنى اشاره منى ...اكتر حاجه ممكن تعملها تخلى رجلين اتنين بس يراقبوا المعرض من كشك السجاير اللى على اول الطريق ...لكن قوه ..لاء ..العدد الكبير هيبقى ملحوظ وهيفضحنا
اذعن حاتم لامره وقال :خلاص تمام كده انا هبعت اتنين مخبرين من عندى حالا وخليك على اتصال بيا دايما ...
اغلق حاتم هاتفهه واتجه الى مكتب مرؤسيه يخبرهم بالمعلومات الجديده التى وصل اليها
وبعد مضى ساعه ونصف وصلت السياره التى تحمل هاله الغائبه عن الوعى الى احدى الشاليهات التى تقع على مشارف" العين السخنه"
وترجل السائق من السياره وفتح الباب المجاور لهاله وحملها بخفه وسار تجاه سيده
الذى ما ان رأى هاله فاقده الوعى حتى قال غاضبا :مين فيكم اللى عملها كده ؟
رد السائق : عبده يا باشا مش انا
فالتفت الى المدعو "عبده "ولطمه لطمه قويه اوقعته ارضا ....ثم دخل السائق مهرولا حاملا هاله الى الداخل ووضعها برفق على الاريكه المريحه وانصرف مسرعا
كانت هاله تجلس بمواجهه التلفاز برفقه صديقتها والتى كانت تتابع احدى المسلسلات الدراميه بشغف حتى افاقت من استغراقها التام بالاحداث على مقطع من الاعلانات التجاريه
فالتفت الى هاله وقالت متحسره : كتنا نيله فى حظنا الهباب ...شايفه مهند بيحب نور ازاى ؟
نظرت لها هاله وضحكت وقالت :والله انا مش عارفه جرالك ايه من امتى كونتى بتاعه مسلسلات ... وتركى ...دا انتى ماكنتيش بتطيقى العربى
قالت امانى بنفس النبره المتحسره :ااه.. العربى خنقه ماعدتش زى زمان ..انما بصى الاتراك وعيشتهم ...اوعدنا يارب ...تفتكرى البلد دى امتى هتنضف
هاله بحبور: هتنضف يا امانى ان شاء الله
نظرت لها امانى متعجبه : مين ؟ هاله ؟ هاله اللى بتقول كده ...لاء انا مش مصدقه ودانى
هاله مستنكره: ليه يعنى ؟
نظرت لها امانى متفحصه وقالت بعد برهه : لاء كده انا مش هيهمنى الاعلانات اللى بتقعد بالتلت ساعه... انا ممكن كمان اقفل التلفزيون ..ايه اللى اتغير يا هاله ..انا بقالى كذا يوم سيباكى ومش بحكى معاكى وقلت اخليكى على راحتك ..انما الطريقه اللى انتى بتتكلمى بيها دى مختلفه
تنهدت هاله وقالت لها : عادى ...الكام يوم اللى فاتو اتغيرت جويا حاجات كتير اووى.... بس ما اعرفش صاحيه الصبح وحاسه كأن اللى فات ده كله صفحه مطويه ...وعايزه ابتدى من جديد ...اعتبر نفسى لا قابلت سالم ولا اشتغلت فى المعرض بتاعه ولا اتلطمت عبال مالقيت ولادى ..اقولك ولا حتى اتسجنت ...وارجع هاله بتاعه زمان ...زمان اووى قبل حتى ما اتجوز عادل
اقرت امانى بصدق: والله يابختك... ياريتنى ابقى زيك وامحى اللى فات كله باستيكه
هاله بواقعيه: عمره ما هيتمحى يا امانى ..لانك برضه اتعلمتى منه حاجات كتير
امانى باهتمام : وقررتى هتعملى ايه فى اللى جاى ؟
ابتسمت هاله وقال : النهارده كنت مع حاتم ..اديته كل الورق اللى كان فى خزنه البنك وحكيتله عن كل اللى حصلى مع سالم قبل كده... كمان اديته الاوراق اللى جبتيها من الشركه ..وقررت مافكرش فى اللى جاى وحقى عند ربنا مش هيروح
تهلل وجه امانى : عين العقل يا هاله ..ايوا كده فرحينى بالاخبار الحلوه دى ...واكيد حاتم هيثبت براءتك ويرجعلك حقك
هاله بلامبالاه: تصدقى بجد مابقيتش فارقه معايا ...زى ماتقولى النار اللى جوايا بردت
امانى بصوت خافت شكاك: يعنى اللى اسمه سالم ده ماعودتيش تفكرى فيه ؟
هاله بنبره حزينه: مش هكدب عليكى يا امانى واقولك انى خلاص نسيته ...بس زى ماتقولى وصلت لطريقه بيها مافكرش فيه تانى
امانى : طريقه ايه ؟
هاله : ابص لولادى واتخيلهم بعد 20 سنه وهما شباب واحس ان لسه قدامى كتير اووى عشانهم ...بنسى كل حاجه ساعتها وافتكر مستقبلهم وبس
امانى : ربنا يحفظهملك يارب
وفى محاوله منها لانهاء النقاش قالت هاله : يارب ..يالا على الصوت المسلسل بتاعك اشتغل... وانا هدخل انام بقى عشان اعرف اصحى للولاد الصبح
امانى : طيب تصبحى على خير
قامت هاله واتجهت للطاوله تتفحص هاتفها النقال .ولكنه كان على نفس الحال الذى تركته عليه منذ ساعه تقريبا فنظرت هاله فى الساعه فوجدتها الحاديه عشر فعبست غاضبه ..
لاحظت امانى تغير معالم وجه صديقتها فقالت لها : انتى مستنيه مكالمه ولا حاجه دى رابع مره تبصى فى موبايلك
التفت هاله وحمره الخجل تعلو وجهها وقالت : لاء ابدا ..اصل حاتم قالى انه هيتصل يقولى وصل لايه
رفعت امانى احد حاجبيها ونظرت لهاله نظره ثاقبه ....فقالت لها هاله بأحراج : مالك بتبوصيلى كده ليه ؟
امانى ساخره: الله يسهلو ياعم ...نطلع من سالم ندخل على حاتم ..انا عارفه الرجاله بترمى تحت رجيلكى على ايه ...عشان يعنى ما انتى حلوه شويتين
ابتسمت هاله خجلا وقالت : ايه الكلام الفاضى اللى بتقوليه ده ..لاء طبعا الموضوع مش كده خالص ..وبعدين عايزه واحد ظابط واعزب يبص لواحده مطلقه ومعاها عيلين ورد سجون ..طيب وسالم عشان عارف نفسه والبلاوى اللى فيه
امانى متهكمه: مين قالك انه اعزب ...ده ارمل ياماما بس ماعندوش عيال
جلست هاله مره اخرى الى جوار امانى وقالت باهتمام : وانتى عرفتى منين ؟
ضحكت امانى وقالت : وانتى مالك اتخضيتى كده ليه ..هيا الصناره غمزت ههههههههههه
حملقت بها هاله غاضبه وقالت : تصدقى انك غلسه
وهمت هاله بالمغادره فجذبتها امانى من ذراعها وقالت : طييب طيب ماتتحمقيش اووى كده ...انتى نسيتى انى انا والبت هند فضلنا قاعدين فى السجن بعدك ..هند بقى الله يهديها ما جبتهاش لبر وفضلت تتطقس على اخباره ...اهوه كنا بنتسلى ...بس الصراحه كان موقف سجن النسا كله على رجل ...انا اعتقد انهم نقلوه لانه ماكنش ينفع واحد زيه يقعد وسط الستات المحرومه دى كلها هههههههههههههههههه
ضحكت هاله ونظرت الى صديقتها متعجبه وقالت : وبتقولى عليا انا اللى متغيره ..لاء انتى فيكى حاجه مش طبيعيه ...الكلام ده مش بتاعك خالص ولاده اسلوبك
ردت امانى حالمه : مهند ونور فتحوا نفسى على الحياه ....ياسلاااام ..ياسلام يا هاله لو الاقى الراجل اللى يحبنى كده ده انا اشيله جوا عنيا
هاله : انا بقول افكرك بحلقه الدرس بتاعه الجمعه اللى فاتت ....استنى زوج من رجال الجنه احسن
دفعتها امانى وقالت بغيظ فقد اخرجتها من خضم المشاعر التى اجتاحت نفسها المحرومه: كده ..طيب ادخلى نامى احسن ..ويارب حاتم مايتصل ..وهاتى الموبايل خليه معايا
هاله بلامبالاه : لا على ايه ..وادى الموبايل ..هه ..قفلته وطظ فى حاتم على سالم ..على كل صنف الرجاله ..انا من هنا ورايح هعيش لولادى وبس ..تصبحى على خير
امانى بغيظ: مالكيش دعوه بكل صنف الرجاله ..خليكى فى عيالك ...سيبى الشعب يعيش ..
انصرفت هاله ضاحكه ضاربه كف بالاخر وهى لاتصدق التحول الذى اصاب صديقتها جراء تلك المسلسلات الرومانسيه
ودخلت غرفتها ووضعت الهاتف على الطاوله
وبعند قررت ان تبقيه مغلقا ...ماذا يظن نفسه ليبقيها ساهره الليل فى انتظاره ...الم يعدها بالاتصال بها ...شعرت بالحنق الشديد منه ..ثم غلبها شعور بالشفقه وبالاسف عليه ...انه ارمل ..واخذت الاسئله تجتاح رأسها...ترى كيف كانت زوجته الراحله ...هل كان يحبها ...هل لازال يحبها ...لما لم ينجب اطفالا ؟؟؟ الا يحب الاطفال ؟؟؟؟........
وبقيت على تلك الحاله حتى طرقت امانى باب غرفتها ودخلت وقالت بمكر : حاتم على التليفون
ابتسمت هاله رغما عنها وعندما لاحظت نظرات امانى الماكره فقضبت جبهتها وقالت عابسه: وعايز ايه ..ماقولتيلوش انى نايمه؟
قالت امانى مستنكره : انتى لسه صاحيه اهوه بعدين قالى انه بيتصل بيكى لاقى تليفونك مغلق
هاله متعجبه: وهوا جاب نمره الارضى منين ؟
امانى : ماعرفش... بس فكرك فى حاجه تغيب عنهم ..يالا قومى بقى بلاش مكلعه المسلسل هيفوتنى
قامت وهاله واتجهت الى الصاله الخارجيه وامسكت بسماعه الهاتف واجابت بضيق : الو
جاءها صوت حاتم متلهفا : ايه انتى قافله موبايلك ليه؟ ....مش اتفقنا هكلمك بالليل
هاله ببرود : اصلى دخلت انام وقلت انك خلاص نسيت او وراك حاجه شغلتك
حاتم مستنكرا : انسى ازاى ...انا بس كنت فى اجتماع مع سيادته اللواء والتحقيقات كشفتلنا عن معلومات مهمه جدا وتقريبا عملنا خطه عشان نقبض بيها على سالم والمرشدى كمان
هاله بتمهل: المرشدى ..مش فاكره سمعت الاسم ده قبل كده
حاتم مقاطعا : ده ياستى الراجل اللى اشترى شركه الملاحه
قالت هاله بهدوء: ااه ااه ..جوز نانسى
حاتم متعجبا : نانسى وانتى تعرفيها منين ؟
هاله : هه؟ ..أ أ ..أ .........
احتارت هاله ان كانت تجيبه ام لا ..فقد وعدت رفيق بستره وعدم افشاء سره
حاتم : ايه يا هاله بتهتهى كده ليه ؟ احنا مش اتفقنا ولا ايه
قالت هاله غاضبه : دى حاجه خاصه برفيق
حاتم بضيق: رفيق... سالم ...الاتنين فى مركب واحده
اجابت هاله على مضض : رفيق ونانسى على علاقه بعض
حاتم : علاقه ..علاقه ازاى ؟
هاله حانقه : هوا ايه علاقه ازاى ..علاقه بين اى اتنين
حاتم : طيب وانتى عرفتى منين
هاله باختصار: شفتهم
حاتم ببلاهه: شفتيهم ..ازاى يعنى مش فاهم ؟
هاله وقد علا صوتها بحنق : والله دى بقى ماعرفش افهمهالك ازاى ..افهمها انت لوحدك
ضحك حاتم وقال : ااااااااااااه ....طيب طيب ...فهمت ..طب رفيق عمل معاكى ايه؟ ..
هاله بلامبالاه: ماعملش حاجه ونانسى عشان ما افضحهاش عند جوزها ..جابتلى شغل فى شركه الملاحه ...وقالتلى ان جوزها كاتبها باسمها انا طلبت منها ان امانى تشتغل مطرحى ...وافقت
حاتم وقد اتسعت عيناه دهشه من المعلومات التى اقرت بها هاله : يابنت ال ايه ..دا انتى اهوه طلعتى بتعرفى تلعبى لحسابك
هاله ساخره: وفى الاخر وصلت لايه
حاتم مستنكرا : وصلتى لايه ..دا انتى وصلتينى لاكبر اكتشاف ....عارفه شركه الملاحه دى المرشدى كان بيحرب ليه عشان يستولى عليها
هاله باهتمام : ليه ؟
حاتم : لان عن طريقها بيدخل ممنوعات للبلد ...سلاح ...مخدرات وبيهرب عن طريقها فلوس وآثار ..الورق اللى امانى جابته عن خطوط سير السفن الفعليه مع تحقيقات الانتربول فادنا كتير جدا
هاله غير مصدقه : ياخبر ..معقول اللى بتقوله ده ؟
حاتم : يوضع سره فى اضعف خلقه... دا انتى وامانى حقكم نعملكم تمثال... بالورق اللى اخدناه ده ..هيثبت عليهم التهمه رسمى
ابتسمت هاله وترقرقرت الدموع فى عيناها وقالت بصوت مرتجف : الحمد لله ..انا كنت واثقه ان ربنا هيظهر الحق
حاتم : ونعم بالله ..انا اليومين الجايين هكون مشغول لان التحقيقات دلوقتى اتنقلت لمستوى اعلى ..ان شاء الله تسمعى اخبار كويسه قريب ...
هاله بصدق: ربنا معاك
حاتم بصوت حنون: خدى بالك من نفسك
هاله بصوت مرتجف: ماتخفش ..مع السلامه
حاتم مسرعا : هاله ...
انتبهت هاله قبل ان تضع السماعه فقالت : نعم ؟
حاتم بهدوء: لا اله الا الله
ابتسمت هاله وقالت بصوت خافت : محمد رسول الله
وضعت هاله السماعه والتفت خلفها لتجد عينا امانى مسمره عليها وما ان واجهتها حتى قامت امانى بعزف بأصابعها فى الهواء
وقالت بصوت موسيقى : تيرا ااا...راا...رااا...ارااارااارااااا....
ثم قلدت صوت هاله بصوت رقيق : ماتخفش ..مع السلامه ...محمد رسول الله
عصكت هاله حاجبيها وقالت بصوت حاد : ياسلام انا كنت بعمل كده ؟
ضحكت امانى بشده وقالت : طمنينى وصل لايه
هزت هاله رأسها وقالت : انا هعمل شاى ..واجى احكيلك الموضوع طلع كبير اووى
صباح اليوم التالى اوصلت هاله اطفالها للمدرسه وذهبت من جديد فى رحله البحث عن عمل ...
حتى عثرت على عمل بأحدى مكاتب التصوير بأجر زهيد
فقبلته هاله على مضض ثم انصرفت لاصطحاب ابناءها من المدرسه
وصلت هاله الى حيث المدرسه ووقفت وانتظرت اطفالها حتى يخرجوا ...حتى طال انتظارها و لم تعثر عليهم ..
فشعرت هاله بالقلق الشديد واتجهت للحارس تسأله عن اطفالها ....
فأخبرها انه لم يعد هناك تلاميذ بالداخل ..فطلبت منه التأكد واخبرته انها تنتظر خروج اطفالها منذ وقت طويل
فذهب الحارس ليستطلع الاجواء بالداخل عله يعثر على الاطفال
وقفت هاله تنتظر خروج الحارس وهى تطرق الارض بكعب حذائها المرتفع بقلق والخوف ينهش قلبها بضراوه
حتى رن هاتفها فوجدت هاله رقما غريبا يتصل بها ...فردت بقلق : الو ....
جاءها صوت رجل قائله بهدوء : الحارس مش هيلاقيهم جوه لانهم معايا
شعرت هاله بقلبها يهوى من بين اضلاعها وقالت بصوت مرتجف: انت مين ؟
رد الرجل بصوت قاطع: مش مهم انا مين ..المهم لو عايزه تشوفى ولادك تانى تروحى تركبى العربيه ال بى ام دبليو السودا اللى واقفه على الرصيف التانى من سكات ..حالا ودلوقتى
استدرات هاله لتبحث بعيناها عن السياره فلمحتها بالفعل وقام السائق بأعطائها اشاره ضوئيه لتأكيد ظنها
فاتجهت هاله الى السياره مسرعه وجسدها يرتجف هلعا ...
وما ان وصلت حتى ترجل منها رجل يرتدى بزه سوداء وفتح لها الباب وقال لها بابتسامه عريضه : اتفضلى يا مدام هاله
استقلت هاله السياره وهى تشعر بالخوف وجلس جوارها نفس ذات الرجل ومد لها يده وقال بأدب : الموبايل بعد أذنك يا مدام
هاله بتوتر شديد : انت مين ؟ مين اللى باعتك ..وفين ولادى ..عايزين منى ايه ؟
قال الرجل بنفس الابتسامه الصفراء : هتعرفى كل حاجه بس ادينى الموبايل الاول ..واطمنى انا عندى اوامر مشدده انى ما المسش شعره من راسك ..فمافيش داعى للقلق وياريت تسمعى الكلام عشان تشوفى ولادك تانى
اعطته هاله الهاتف بعين دامعه واقلعت السياره بسرعه فائقه
واخذت هاله تراقب الطريق فوجدت ان السياره قد اتخذت طريقها الى خارج القاهره
فالتفتت الى الرجل جوارها وقالت بخوف : احنا رايحين فين ؟
الرجل باختصار: لولادك
هاله برجاء : مين باعتك ؟
قال الرجل بنفاذ صبر : بعدين بقى ...اما توصلى هتعرفى ...
قالت هاله بهيستريا : انا عايزه اعرف دلوقتى ..حرام عليك ...انتو عايزين منى ايه ....
تنهد الرجل وهز رأسه اسفا واخرج من جيبه " سرنجه رفيعه" وحقنها بدقه فى عنق هاله التى لم تتوقع هجومه عليها بالمحقن...
وماهى الا ثوان معدوده حتى تنرنحت هاله فى جلستها وشعرت بالظلام يقتحم عالمها وتراخت جفونها ومال رأسها باتجاه النافذه
فردد الرجل بلامبالاه : انتى اللى اضطريتينى لكده
اجابه السائق غاضبا بصوت غليظ: الباشا مش هيعجبه عملتك دى.. قالك ماتلمسش شعره منها
رد الرجل حانقا: وانا كان فى ايدى ايه... كانت هتفضل لحد ما نوصل للسخنه تصرخ وتعيط ...كده اريحلها واريحلنا .سوق انتى وخلى بالك من الطريق ..مش عايزين لجنه توقفنا لنروح فى داهيه
وعلى الجانب الاخر ...غادر رفيق المعرض بخطوات مسرعه واستقل سيارته الى خارج حدود القاهره واخرج هاتفهه وقام بمحادثه حاتم
فرد الاخير منزعجا : كنت بقالى كتير مستنى تليفون منك
رفيق بحسم: اسمعنى كويس ...سالم خلاص بيجهز للعمليه الجايه
حاتم بشك : وانت ايش عرفك ؟
رفيق بغلظه: مش مهم عرفت ازاى ...المهم تسمع اللى هقولهولك
قاطعه حاتم وقال: الاول ..انت متأكد انك مش متراقب ؟
رفيق : اطمن انا راكب عربيه مأجرها النهارده.. ومعايا شريحه جديده هرميها بعد ما اخلص..
اطمئن حاتم وقال : طيب كويس ..هاه كنت هتقول ايه ؟
رفيق : سالم شايل البضاعه فى المعرض بقاله اكتر من شهر
حاتم : ايه ..انت متأكد
رفيق بنفاذ صبر : ايوا ..اسمعنى وماتقاطعنيش... شايلها فى..3 عربيات وهيتحرك بيهم للمشترى بكره ..انا طبعا ما اعرفش لسه هيتحرك بيهم لفين وامتى لكن اول ما اعرف هكلمك تانى ...بس هوا احتمال كبير اووى يكون بالليل متأخر
حاتم : خلاص انا هجهز قوه ونيجى نحاصر المعرض
رفيق معترضا : لاء طبعا... قمه الغباء ....لان اولا المعرض حواليه اراضى فاضيه ... واى حركه هتبقى ملحوظه ..ثانيا انت المفروض تقبض عليه متلبس لان فى الغالب رجالته هما اللى هيتحركوا بالبضاعه ومش هيكون موجود معاهم
حاتم بقلق: ااه ..طيب ما ده برضه مش مضمون ...ممكن يتحركوا فى اى وقت ومانعرفش انهم اتحركوا ..فهمنى انت بتعرف ازاى؟
اقر رفيق على مضض: مركب كاميرات مراقبه فى المعرض
حاتم مستبشرا: طيب جميل ننقل بقى المراقبه لمكتبنا هنا فى الداخليه
رفيق : مش هينفع ..سالم كمان مركب كاميرات مراقبه..يعنى هيشوفنا
زفر حاتم بضيق : طيب وبعدين
رفيق ببرود: ولا قابلين تستنى اشاره منى ...اكتر حاجه ممكن تعملها تخلى رجلين اتنين بس يراقبوا المعرض من كشك السجاير اللى على اول الطريق ...لكن قوه ..لاء ..العدد الكبير هيبقى ملحوظ وهيفضحنا
اذعن حاتم لامره وقال :خلاص تمام كده انا هبعت اتنين مخبرين من عندى حالا وخليك على اتصال بيا دايما ...
اغلق حاتم هاتفهه واتجه الى مكتب مرؤسيه يخبرهم بالمعلومات الجديده التى وصل اليها
وبعد مضى ساعه ونصف وصلت السياره التى تحمل هاله الغائبه عن الوعى الى احدى الشاليهات التى تقع على مشارف" العين السخنه"
وترجل السائق من السياره وفتح الباب المجاور لهاله وحملها بخفه وسار تجاه سيده
الذى ما ان رأى هاله فاقده الوعى حتى قال غاضبا :مين فيكم اللى عملها كده ؟
رد السائق : عبده يا باشا مش انا
فالتفت الى المدعو "عبده "ولطمه لطمه قويه اوقعته ارضا ....ثم دخل السائق مهرولا حاملا هاله الى الداخل ووضعها برفق على الاريكه المريحه وانصرف مسرعا