اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل السابع والعشرين 27 بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل السابع والعشرين 27 بقلم اغاني الشتاء


  


•• بـعــد يــوميــن••



دخل أسيف للمستشفى بخطوات سريعه و متوتره...و عند المصعد شاف وافي و راح له بسرعه...


أسيف= وافي! وش صار؟ وش فيه وليد؟

وافي بإستغراب= أنت بعد دق عليك! مادري تعال خلنا نشوف الله يستر


دقوا على وليد...و قال لهم وين يشوفونه...

شافوه بآخر الممر...و راحوا له بسرعه...


وافي بقلق= خير يا وليد وش فيه؟

وليد يتنهد= أم ساره توفت

أسيف بإستغراب= مين أم ساره؟

وليد بحزن= جدة البنات


انصدموا الأثنين...


أسيف صابته ضيقه...و قلبه صار ينبض بقوه و ملامح رجوى تنرسم قدامه...

كيف بتتقبل هالخبر...كيف بيقول لها...

و بسمتها الدائمه...شخصيتها المرحه...ضحكها...و مزحها...

بتقدر تواجه فيه هالشي...أو بينمحي للأبد...

ما تخيل كيف بيشوفها بحال الحزن...و الصدمه...و الصياح...


أما وافي فسيطر عليه برود غريب...ما عرف وش يحس فيه...

يعرف كيف متعلقه حياة بجدتها بقوه...و لا يتخيل كيف بتتقبل هالخبر...


وافي= الله يرحمها

أسيف= كيف توفت؟

وليد= كان عندها فشل كلوي..و حالتها كل يوم تسوأ أكثر لحد ما توفت فجأه

وافي بإستغراب= فشل كلوي! البنات يدرون؟

وليد= لا..الخدامه تقول إنها طلبت منها ما تقول لهم..من شهرين و هي تسوي كل أسبوع غسيل كلى بدون لا يدرون....أكيد ما كانت تبي أحد يتبرع لها منهم

وافي بضيق= قلت لزوجتك؟

وليد= لا..رايح أقول لها..و انتم خبروهم..العزاء أكيد بيكون في بيت جدتهم..بيكونون هناك مع بعض......(بعد صمت تغيرت ملامحه) أنا شفتها بلحظاتها الأخيره..ما لحقت تقول لي إلا كلمه......حسيتها مثل الوصيه و لازم اقولها لكم


سكت شوي و ملامحه غريبه...و هم يطالعونه بترقب...


وليد= قالت اتقوا الله في بناتي..كررتها علي مرتين..(و بضيق بان عليه) أنا رايح أقول لرحيل..أنتم بعد روحوا..و بنصلي عليها مع العصر إن شاء الله


تركهم و راح...وهو يحس بضيق مو قادر يخليه يآخذ أنفاسه...

و كل أفكاره تشده لرحيل...كيف ممكن تتقبل هالخبر...

مهما كان تعلق بنات خالتها بجدتهم...لكن مستحيل يكون مثل تعلق رحيل فيها...

كيف بيقول لها...كيف بيقول لها...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



دخل للبيت بخطوات متردده...مو مصدق اللي سمعه...و لا يدري كيف هي بتصدقه...

و الأكثر...كيف بيقدر يقول لها...توها ما عاشت فرحة حبهم اللي رضت فيه بدون أي ضمان...

ما تهنت لها كم يوم...يجيها خبر مثل هذا بيقلب حالها...


دخل للصاله و ارتاح وهو يشوف مشاعل...

أما هي...فمن ملامح وجهه...حست إن فيه شي...


مشاعل بقلق= أسيف! وش فيك؟

أسيف بضيق= رجوى وين؟

مشاعل= فوق مع العيال..ليه؟؟


دخل أسيف للصاله...وهو يدور فيها بقلق...و بيده يمسح شعره بتوتر...و التفت يطالع مشاعل بضيق...


مشاعل= أسيف وش فيك؟؟

أسيف بتوتر= كيف بأقول لها؟ مو متخيل ردة فعلها

مشاعل جاء في بالها شي واحد= بتطلقها؟

أسيف= لا..جدتها توفت


سمع شهقه عاليه...رفع راسه لمشاعل لكنها ماكانت منها...

و طالع بخوف عيون مشاعل المصدومه...و التفت على المكان اللي تطالعه...

و انصدم وهو يشوف رجوى...اللي واقفه عند الباب...

تطالعه بذهول...و رعب...و وجهها راح الدم منه...

كان يبي يمهد لها الخبر...يختار احسن طريقه يقول لها فيها...

لكنها عرفت فجأه...بأقسى طريقه...


تقدمت منه و هي تتنفس بصوت مسموع...و صدرها يرتفع و يهبط بشكل واضح...

و نظراتها مليانه صدمه...و خوف...

وقفت قدامه تطالعه بنظرات غريبه...بين الحزينه و المصدقه...و الغاضبه الرافضه للي سمعته...

كانت تهز راسها بمعنى لا...و هي تحاول تلقى صوتها...و شفايفها ترتجف بقوه...


رجوى بإرتجاف= وششش كـ ـ نـت تقووول؟ مين..مين اللي؟؟


سكتت و هي تهز راسها...و أنفاسها تعلى...

مو قادره تنطقها...خايفه تنطقها...

كيف بتصدقها...

كيف بتعيشها...


صارت ترسم ملامح جدتها الحبيبه بخيالها...و الغصه داخلها تكبر...و الألم بقلبها يقوى...و الخوف يغزي كل خليه فيها...

ارتجفت كل أطرافها...و تمسكت بثوب أسيف بقوه...تطالعه برجاء...


رجوى تنزل دموعها= مااا سمعت صح..جدتي ما ماتت..ماااا ماتتت...(صارت تضربه بقوه) كيف تموووت؟؟ و حناااا؟؟ كيف تتركنا؟؟


ما عادت رجلينها تقواها أكثر من كذا...و طاحت على الأرض تحته...و صارت تصيح...


رجوى تصيح أكثر= لاااا ما أقدر ما اشوفها...أبي أمـــي..أبيها لااااتروووح


أسيف كان يطالعها مخنوق بأنفاسه اللي مو راضيه تطلع من صدره...وهو يشوفها مثل طفله سرقوها من حضن أمها...

من أمانها...و بيتها...

انعقد لسانه...انعقدت حتى أطرافه...

لكنه غصب اجبر نفسه ينزل لها و يآخذها بين يدينه و يضمها له بقوه...

و هي ضمته بخوف...و حس برجفة عضامها بين يدينه...و دمعها الحار بلل ثوبه...

حاول يخليها تهدأ...لكن هي كل ما يمر الوقت تثور أكثر...

حاول يكلمها...لكن ما كانت تسمع أي شي...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



دخل للفيلا...وهو يطالع كل مكان فيها بضيق...و ندم...

هالمكان اللي جمعه معها أيام...بس عمره ما جمعهم على حب...أو فرح...أو راحه...


من يوم عرفوا بعض...و هم مالهم شغل غير تجريح بعض...

تذكر الأيام القليله اللي بأول زواجهم...ذيك الأيام هي الوحيده اللي عاشوها بفرح...أيام افتتانه فيها و بداية مشاعره اتجاهها...الأيام الأولى اللي تحرك قلبه فيها لأحد...أيام تمثيلها...

اللحين تحبه...يدري إنها تحبه...بس رافضه بكل قوه لهالحب...

قسوتها...و كرهها أكبر...

وهو من عناده...كمل عليها...و رفض يعطيها حنان متأكد إنها تحتاجه...

غره عناده...و كبريائه...لين خلاه يظلمها...


تنهد بتعب...و ضيق...(اللحين راحت الانسانه الوحيده اللي سكنت قلبك...الوحيده اللي تمسكتي فيها و تركتي الكل..و اللحين وش بتسوين بدونها؟ كيف بتعيشين بعدها؟ يا خوفي ما تتحملين الخبر..كيف بأقوله لك؟ كيف ممكن يكون أخف عليك..هالشي مستحيل)


طلع الدرج بخطوات بطيئه...و كأنه ما يبي يوصل...

ما يدري كيف بيقول لها...و لا يتخيل لأي درجه بتنهار...و لا يعرف وش يسوي لها...


وصل للغرفه...دخل وهو يشوفها جالسه على السرير...

و التفتت تطالعه لحظه...قبل تصد عنه...


وليد= مساء الخير

رحيل= ......

وليد= وش أخبارك؟

رحيل بقهر= وليد لا تسوي نفسك مهتم..مو بتروح تعيش حياتك..مو تبي تتزوج و تفرح..يله روح و اتركني..و إلا مستكثر علي اعيش بهدؤ

وليد بعد صمت= فيه شي أبي اقوله لك

رحيل بعناد= ما فيه شي ممكن تقوله يهمني

وليد بحذر= و لا عن جدتك؟

رحيل تلتفت له= وش فيها جدتي؟

وليد= .............

رحيل توقف بنفاذ صبر= وش فيها؟ كلمتك؟ تبي شي؟


وليد يطالعها و مستغرب...

ليه ما جاء في بالها...إنها تكون تعبانه...ليه ما خافت و قلقت من كلامه عنها...


وليد= رحيل أنا عارف إنك قويه و أبي تصبرين على...

رحيل قاطعته بملل= وليد قول اللي عندك بسرعه

وليد يتنهد= جدتك....جدتك توفـت


كان يبي يمهد لها...بس ما عرف بأي طريقه...

هو للحين ما فاق من صدمته...للحين متأثر...و حتى هي بنفاذ صبرها ما ساعدته...


طالعته برعب...تحاول تستوعب الكلمه اللي رماها بوجهها...بكل قسوه...

بصعوبه تحاول تترجم هالحروف و كأنها أول مره تسمعها...

وش يعني توفت...

ليه يقول هالكلام..

كيف يتكلم عن جدتها كذا...

حاولت تتكلم...لكن شفايفها كانت تتحرك بدون ما يطلع صوتها...

و قلبها يدق بقوه و ألم...لين حست إن كل دقه فيه بتقضي عليها...


رحيل بشرود= يعني كيف تتوفى؟ كيف..كيف..لاااااا...(تصرخ) لاااااا...لااااا


حاول يقرب منها...لكنها دفته عنها بقوه و ركضت للبلكونه...

وهو وقف لحظه يطالعها بصدمه...قبل يشهق وهو يستوعب وش ناويه عليه...

ركض وراها بسرعه و شافها متعلقه على الدرابزين...

تقدم بكل سرعه و مسكها بعد ما كانت بترمي نفسها...

كان نصها بين يديه...و نصها متعلق بالهواء...

يبي يسحبها...لكنها ما سعدته بهالشي و هي تتحرك بكل قوتها عشان تفك نفسها من بين يديه...و هي تصرررخ...

كان يحاول يمسكها بكل قوته...لو ارتخت يده عنها لحظه...بتطيح من يديه قدام عينه...


وليد يصرخ عليها= رحييييل اهددددي


شد عليها بكل قوه...عشان يشل حركتها و يحاول يسحبها...

و أول ما هدت للحظه تآخذ أنفاسها...سحبها بكل قوه و رماها في البلكونه...

وهو يطالعها برعب مو مصدق اللي كان بيصير...خوفه عليها خلى قلبه بيطلع من صدره...و للحين مو مستوعب اللي سواه...للحين خايف حتى وهو يشوفها قدامه...


وليد بعصبيه= مجنووونه أنتي؟؟


كانت جالسه قدامه على الأرض بعيون مو شايفه شي من اللي قدامها...نظراتها مفجوعه...ضايعه...

تتنفس بقوه...و بسرعه...قبل تبدأ دموعها تطيح على خدها...


رحيل تصرخ= لاااا..لاااااا...لااااااا


صارت تصيح أكثر...و تصرخ بهستيريه...

و هي جالسه تضرب وجهها بقسوه...


وهو يطالعها بفزع...و دقات قلبه للحين ما هدت...

ما يدري وش يقول لها...كيف يهديها...أو يقرب منها و هي بهالحال...

ما يعرف يتعامل مع مشاعرها البسيطه...كيف بيسوي بمشاعرها الثايره بهالشكل...


يقدر يقرب منها...يضمها...يحاول يحسسها بالأمان اللي فقدته...

لكنه مع كل هذا ما قدر يتحرك...و عيونه تطالعها بصمت...


دخلت أروى للغرفه تركض...كانت في الحديقه و هي تسمع صرخات رحيل...و ما عرفت وش فيها...

خافت يكون فيها شي و ركضت لها بسرعه...

لكنها وقفت تطالعهم بإستغراب...و هي تشوف رحيل مرميه على الأرض بهالحال الهستيري...و وليد واقف بملامح مرعبه يطالعها بذهول...


تقدمت منهم...و لمست يد وليد عشان يحس فيها...و هي ترتجف من خوفها...


أروى بهمس= وليد..وش فيكم؟


طالعها وليد وهو يتنفس بصوت مسموع...


وليد= جدتها توفت..خليك معها


ما صدق يشوف أروى...و تركهم بسرعه و دخل للغرفه...يبي يروح بعيد عنها...

عن دمارها بهالشكل...عن صرخاتها الموجعه...و المنهاره...


شهقت أروى بفزع...و ركضت لرحيل تضمها بين يديها...مع إنها ما كانت حاسه فيها...و لا بالدنيا...

و هي تصرخ...و تصيح...و رافضه تصدق اللي سمعته...

بس الوجع اللي منتشر بعروقها...الدنيا اللي اسودت بعيونها...

تقول لها إن جدتها رااااحت و تركتهاااااا...


وليد كان يدور بالغرفه بضيق...وهو يسمع صياحها...

ما تحمل يجلس أكثر...و طلع من الغرفه...و من البيت كله...

وقف بسيارته لكنه ما تحرك...

يتذكر كلام وليد...وهو بنفسه متأكد من هالشي...جدتها كانت مهمه عندها بالحيل...

هو بنفسه كان يشوف كيف تتبدل ملامحها و ترق نظرتها لمجرد ذكرها...

كيف اللحين يقول لها...إنها ماتت...كذا فجأه...بدون أي مقدمات...

كيف بتتقبل هالخبر منه هو بالذات...


بدأ قلبه يدق بقوه...وهو يتخيل الحاله اللي بتكون فيها...

أكيد بتنهار...

أكيد بتتبدد هالقوه اللي ما فارقتها بلحظه...

وهو خايف من اللي بيصير فيها...

خايف أكثر إنه يشوفها بهالحال...حزينه...و مفجوعه...


ما يتخيلها إلا القويه...العنيده...المغروره.. .

اللي تطالعه بكره و حقد الدنيا كلها...


تنفس بقوه...و حاول يتماسك و نزل من السياره...

لكنه وهو يدخل البيت...و يتقدم للصاله...

كانت القوه تروح منه...شوي شوي...


شاف أهله في الصاله...و ارتاح وهو ما يشوفها معهم...

دخل عندهم و وقف بصمت...و الكل يطالعه بإستغراب...كان باين من ملامحه...الضيق...و التردد...


أم فيصل= خير يمه..وش فيك؟ عسى ما شر؟

وافي يتنهد= جدة حياة توفت


رمى هالكلمه بسرعه عشان يرتاح...وهو يتمنى يقدر يقولها لها حتى هي بنفس السهوله...

سمع شهقة فرح...و صوت هامس من أمه و أبوه يترحمون عليها...


طالعهم وافي بضعف...وهو يشوف دموع فرح تنزل من تأثرها...صد عنها بضيق ما يبي يشوف دموع...

ما يتحمل يشوف هالحزن و الانكسار في عيون أحد...خاصه لو كانت بنت...قلبه ما كان يتحمل هالمنظر...


تركهم و طلع فوق...وهو قابض كفينه بكل قوه...و ملامح حياة المتكبره و نظراتها ما تروح من قدامه...

و كأنه يبي يأكد هالصوره...و ترسخ بعيونه...(بس لو بكت؟ لو انهارت؟ لو بان فيها الضعف و الحزن اللي تمنيت اشوفه؟ وش بأسوي؟؟)


حس إنها لو مره وحده من عرفها...

بكت أو ضعفت...لو ترجته بضعف يتركها...

كان ما قدر يرفض...


وقف عند باب غرفتها...وهو ماسكه بكل قوته...لكن مع كل هذا فتحه بكل هدؤ...

و دخل بصمت لدرجة إنها ما حست فيه...

شافها جالسه على الأريكه...رافعه رجلينها و حاطه اسكتشها على ركبها و ناسيه نفسها و هي ترسم...من الهدؤ اللي هي فيه يسمع صوت تشخيط قلم الرصاص اللي بين يدينها...و عيونها مركزه مع كل حركه ليدها...


سكر الباب و تسند عليه...حست فيه...و رفعت عيونها تطالعه ببرود...

قبل ترجع ترسم و لا كأنه موجود...

وقف يطالعها دقايق...بلع ريقه بصعوبه...وهو يحس بغصه مو مخليته قادر ينطق هالحروف اللي بتخنقه...


وافي= حياااة

حياة ترسم= .......

وافي بتردد حذر= جدتك..جدتك..تعبت..و...


شاف يدها للحظه توقف...و دقات قلبه توقف معها...

لكنه انصدم وهو يشوفها ترجع تكمل رسمها بحركه سريعه...بكل برود...و لا كأنها سمعت شي...

و لا حتى سألت وش فيها...

لكن قبل تنهار...و قبل يفقد شجاعته...قرر يكمل...

هي لازم تعرف...و ما فيه أي طريقه بتخفف عليها الصدمه...


وافي بهدؤ= جدتـك توفـت يا حيــاة


تنفس بقوه أول ما خلص كلامه...و عيونه تطالعها بتركيز...

انتظر ردة فعلها...لكنها كملت رسمها...لدرجة شك إنها سمعته...

لكن فجأه وقفت يدها عن الرسم...طاح قلم الرصاص...و طاحت الاسكتش بعده...

رفعت عيونها تطالعه بنظره جامده...نظره ما فيها أي تعبير...أو إحساس...


حياة بنبره غريبه= كيف توفت؟؟

وافي يطالعها بذهول= آآ كان..كان عندها فشل كلوي..و..


ما كمل كلامه...وهو يشوفها توقف و تصد عنه و لا همها اللي يقوله...

طالعها بتفحص و قلق...وهو يسمعها تلهث و كأنها راكضه مسافه طويله...


ما كانت تدري وش تشوف قدامها...وش تحس باللي سمعته...وين بتروح...وش بتسوي...

تذكرت حلمها أمس...

جدتها كانت تسلم عليهم و هي تضحك...ودعتهم...و طلعت مع باب كبير...كانوا بيلحقونها لكن الباب تسكر و لا قدروا يفتحونه...

و من يوم صحت من هالحلم...و طول اليوم و هي تحس بضيق ما تدري وش سببه...

طول اليوم ما طلعت من غرفتها...و لا أكلت شي...كانت حاسه بس كذبت نفسها...

خافت حتى تتصل تتطمن عليها...

اقنعت نفسها...إن هالحلم بس عشانها أمس تكلمت عنها كثير مع عمها...

لكنه ما كان حلم...صار واقع...

جدتها رااااحت...

جدتها ما عاد لها وجود معهم...

الأم اللي ربتهم...الأم اللي عطتهم عمرها...حبها...و حنانها...

الأم اللي قوتهم...و اغنتهم عن الدنيا...عن اهلهم...

اللي ما قصرت بكل شي قدرت عليه من سنين...

مــــاااااتت...


حست بيد وافي على كتفها...


وافي بقلق= حياة!!


بعدت يده...و التفتت تطالعه بنفس النظرات الجامده...و هي تحاول تهدي الرجفه اللي بشفايفها...و يدينها...

بلعت ريقها...و أخذت نفس بصعوبه...و تنحنحت تدور صوتها...


حياة ببحه= البنات عرفوا؟ رحيل عرفت؟

وافي= راحوا يقولون لهم


هزت راسها بس ما تكلمت...و وقفت مثل الضايعه...


وافي= ما تبين تروحين..للمستشفى..تشوفينها.. قبل..قبل..


خافت حياة...و حست برجفه قويه بكل جسمها...و هي تتخيل جدتها ممدده بدون روح...بدون حركه...رايحه منها كل الحياة...

تذكرت آخر مره شافتها...ملامحها...صوتها...ضح� �تها...

هاذي الصوره اللي تبي تكون في بالها عنها...هاذي جدتها...


حياة= لا...أبي اروح لبيتنا

وافي= على راحتك

حياة تتذكر فجأه..و بلهفه= وين عمي؟...عمي درى..

وافي بشك= أبوي؟

حياة= ايه..عمي في البيت؟

وافي بإستغراب= ايه


مشت بسرعه و هي تتعثر بكل شي بطريقها...و كأنها ما تشوف خطواتها...اخذت عبايتها اللي طاحت منها و رجعت تشيلها مره ثانيه...

و نزلت بسرعه وهو يمشي وراها بذهول...و مصدوم من تماسكها للحين...

لكنه حس إنها للحين بحالة صدمه...مو مستوعبه...و لا فرغت الحزن اللي بداخلها...


دخلت للصاله...و التفتت لها نظرات أهله الشفقانه...لكنها تركتهم كلهم و راحت على طول تجلس جنب عمها...


حياة برجاء= عمي الله يخليك روح معهم..صلي عليها..أبي احس إن واحد فيه خير واقف قريب منها..ما فيه غيرك أأتمنه على هالشي..و اتطمن انها بتودع هالدنيا و تندفن بيدين واحد كله خير..عمي تكفى..أنت ادفنها..عمي...عمي...


سدت فمها بيدها...و هي تحبس شهقاتها لا تفلت...

و وافي يطالعها بذهول...و حزن...هو امتلت عيونه بدموع الحزن و الضيق عليها...

لكن هي كانت للحين متسلحه بهالقوه الغريبه اللي فيها...


أبوفيصل يمسك يدها= تطمني يا بنتي..بأروح معهم..هاذي أم بنتي..بأهتم بكل شي....بس أنتي اذكري الله و اطلبي لها الرحمه..عسى الله يعظم اجرك


وقفت بسرعه...و مشت من عندهم بدون أي كلمه...و سبقته لبرا...و الكل يطالعها بإستغراب...و قلق...

طالع أهله للحظه...قبل يركض وراها...و يركب معها سيارته...


مشى وهو كل لحظه يلتفت يطالعها بقلق...يدينها قابضتها بقوه خلت مفاصلها تبيض...و أنفاسها اللاهثه ما هدت...لكنها كانت ساكنه...و هاديه...


تمناها صاحت...صرخت...سوت أي شي...

مع إنه كان خايف يشوفها بهالحال...بس اريح لها من هالصدمه و الكبت...اللي هي فيه...(أكيد اذا دخلت البيت..أو يمكن لا شافت بنات خالتها تطلع من صدمتها و تنفس عن الحزن اللي فيها.....كذا احسن...هالشي ما يكون قدامي..مابي اشوفها بهالحاله)


وصلها للبيت...و شاف بابه مفتوح و حريم يدخلون...

حس إن الخبر وصل للجيران اللي أكيد هم أخذوها للمستشفى...

نزلت حياة بسرعه...و دخلت للبيت...وهو يطالعها بقلق...و حزن...خاف ما يكونون بنات خالتها للحين فيه...خاف عليها يتركها لحالها...


تنهد بقلق...و رجع للمستشفى...وهو يتذكر ملامحها المصدومه...نظراتها الجامده...كلامها لأبوه و الرجفه اللي بصوتها...

ما قدر يمحي صورتها من عيونه و هي تحاول تتماسك و لا تترك نفسها للحزن...

بس إلى متى...


دق على أحلام...الوحيده اللي يعرف إنها قريبه منها...


أحلام= هلا خالي

وافي= أحلام..بسرعه روحي لبيت جدة حياة اللحين..بأكلم السواق و اعطيه العنوان

أحلام بقلق= ليه؟ صار شي؟

وافي= جدتها توفت

أحلام تشهق= .......

وافي يكمل= بسرعه يا أحلام..و أول ما توصلين دقي طمنيني عليها و خلي جوالك قريب منك مابي أدق ما تردين

أحلام بحزن= ان شاء الله


سكر وهو يتنهد بضيق...و يحس بثقل في قلبه...و مستغرب من تصرفه...و خوفه الكبير عليها...(ليه كل هاللي فيني؟ ليه كل هالاهتمام فيك يا حياة؟.....مستحيل أكون؟....لا....أنتي بالذات لا..شي طبيعي ارحمها بس و هي بهالحال..كنت بأرحم أي وحده بمكانها..حتى لو كنت اكرهها..ايه..اللي بقلبي كره لها..كره..و قهر..و بس)


كانوا في السياره...و هي تسمع صيحة ولاء المكتومه...

و هي مثلها تكتم شهقتها...و دموعها تنزل من عيونها بدون لا توقف...

من أول ما سمعت بخبر وفاة ام ساره... و ملامح حياة ما تغيب عن بالها...حتى بنات خالتها...

كل هالبنات متعلقين فيها كثير...و ما تتخيل تشوف حالهم كيف بعد ما فقدوها...و وش اللي ممكن ينقال...و يسوى عشان يعزونهم فيها...


وقف أبوها السياره قدام هالبيت القديم...و نزلوا بسرعه...لكنها سمعت أبوها قبل تدخل البيت...يكلم أحد و جذب سمعها اسم وافي...التفتت بسرعه تطالعه...

تدور بملامحه على حنان أو طيب...تتمنى يعامل فيهن حياة...

لكن ملامحه الضايقه...و نظراته القويه المتكدره...ما ريحتها...


دخلوا للبيت و دقات قلبها صارت تتسارع... و هي تدور في الصاله الصغيره على ملامح حياة بين هالوجيه...

لكنها انصدمت و هي تشوفها طالعه من المطبخ بملامح جامده و معها صينيه فيها فناجيل قهوه...اخذتها منها وحده من جاراتهم...و هي كانت بترجع...بس شافتهم...


وقفت تطالع أم فايز...اللي نزلت دموعها من جديد و هي تشوف ملامح حياة الجامده...و شحوب وجهها الواضح...حتى عيونها كانت تفضح الحزن...و الخوف...و الضياع اللي تكتمه...و اللي ياما كتمته...


أم فايز تصيح= تعااالي يمه


مدت لها يدينها...و حياة تطالعها بنظره غريبه...فيها اعتذار...و فرح...خلى قلب أم فايز ينكسر و هي تتذكر الأيام اللي قست عليها فيهن...و صدت عنها...

لمتها بحضنها و هي تصيح...

لكن حياة تعلقت فيها بصمت...و سكون...

راحه بسيطه انتشرت داخلها...يمكن تقدر تخفف هالوجع اللي يفتك فيها بصمت...


حياة بشرود= ما بقالي أم غيرك..سامحيني على اللي سويته..لا تتركيني بعد أنتي..لا تخلوني لحالي..أنا والله قويه فيكم بس..(و برجاء و ضعفاا)لا تتركوووني

أم فايز تصيح وهي تمسح على شعرها= معليش يمه قسيت عليك..بس أنتي تدرين إنك بنتي..و زعلي عليك من حبي لك..عظم الله أجرك يمه..ادعيلها بالرحمه..و لا تخافين كلنا حولك


أول ما رجع طاري جدتها...رجع جمودها اللي متسلحه فيه...بعدت عن أم فايز و هي تهز راسها...


حياة= ارتاحي يا عمه


بعدت عنها أم فايز و هي تراقبها بإستغراب...

بعدتها ضمتها وفاء اللي كانت تكتم صياحها...و حياة تعلقت فيها بقوه...

و وفاء ما عرفت وش تقول لها...طول الطريق و هي تجهز كلام يقويها...و يصبرها...لأنها توقعت تشوفها منهاره...

لكن و هي تشوفها بهالجمود...و السيطره ما عرفت وش تقول لها...


وفاء= عظم الله أجرك..الله يرحمها و يسكنها الجنه..ربي يعينكم


تركتها حياة و راحت تضم ولاء اللي وصل لها صوت صياحها...

بعدين تركتهم فجأه و راحت للمطبخ...لحقتها وفاء...و شافتها تآخذ إبريق المويه...رغم اعتراضات جاراتهم اللي يساعدونها...


وفاء= حياة ارتاحي..أنا بأسوي كل شي

حياة برفض قاطع= لا أنا بأسويه..وفاء أنتي روحي شوفي رجوى في غرفة..(و بصعوبه نطقتها)غرفـ ـ ـة أمـي..مابي اتركها لحالها..هي تحبك..خليك معها..هديها


في الصاله...شافت أم فايز أم أحلام و جلست عندها...


أم فايز= وش أخبارهم البنات؟ ما شفتهم؟؟

أم أحلام= الله يعينهم والله حالهم ما يسر..كل وحده جالسه لحالها..و لا وحده قربت من الثانيه كأنهم خايفين يشوفون بعض بعد ما فقدوها..كل وحده فيها حزن كبير لدرجة إنها مو محتمله تشوف حزن الثانيه..حياة رفضت تدخل على وحده فيهم..و الثنتين مو راضين يطلعون لبعض

أم فايز بضيق= الله يصبرهم..بس حياة حالتها غريبه

أم أحلام= ما صاحت يا أم فايز و لا ذرفت دمعه وحده من عرفت و مغرقه نفسها بهالشغل

أم فايز= بس كيف نتركها كذا؟؟

أم أحلام= ما نبي نضغط عليها..خليها تستوعب على شوي شوي..و أكيد بتطلع هالحزن اللي كاتمته..الله يعين


••


••


••


دخلت وفاء عند رجوى...و تقطع قلبها و هي تشوفها بهالحال...

تتذكر الضحكه اللي دائما..و أبدا...مرسومه على ملامحها الطفوليه...

أبدا ما تشبه هالملامح المفجوعه اللي تشيل حزن أكبر من طاقاتها...


تقدمت منها...و أول ما شافتها رجوى رمت نفسها بحضنها و هي تصيح...


رجوى من بين شهقاتها= ماتت أمنا يا وفاء؟؟ خلاص راحت!! ما عاد نشوفها!! كيف راحت كذا فجأه؟ كيف نعيش بعدها؟ كيف ما نشوفها بهالبيت؟ مين لنا بعدها؟ مين لنا؟ مين يجمعنا؟ مين يسأل عنا و يهتم؟ مين يحبنا و يبينا؟ والله بدري يمه!! والله بدري!! تونا محتاجين لك..محتاجين وجودك


وفاء تضمها أكثر...و هي تصيح معها...

كل ما تجي تهدي وحده منهم...دموعها هي تتسابق مع دموعهم...و الغصه تخنف صوتها ما تقدر تواسيهم...

لكنها بالغصب كانت تقوي نفسها عشانهم...


وفاء= اذكري الله يا رجوى..اطلبي لها الرحمه..كانت تعبانه..تعبت كثير و أنتي تعرفين..يمكن اريح لها كذا..ما قصرت معكم أبدا..خلوها تشوفكم بالشكل اللي تمنته..قويات و متماسكات


رجوى بعد صمت= كانت دائما تضحك كل ما أكلمها..تضحك على كل شي اقوله..تقول لي إن ما أحد يضحكها و يوسع خاطرها و ينسيها الدنيا غيري..كانت تقول لي إنها تتمنى لو رحيل و حياة خبلات مثلي..(تضحك) مره تحدتني اخليهم ينخبلون مثلي..و جلسنا نضحك و حنا نتخيلهم خبلات مثلي..كنت أحب اشوفها أول ما اصحى الصبح و هي بجلال صلاتها و تقولي صلي عشان تركد نص شياطينك..احب طعم الشاي و الحليب اللي تسويه لي..احب مسكة يدينها الواهنه..(تهز راسها بصدمه) كيف ما انتبهنا انها تعبانه؟ كيف ما نتبهنا إنها بدت تكبر أكثر و تضعف؟ كيف سمحنا لها تتركنا؟؟

وفاء= هذا قدر ما أحد يقدر يمنعه يا رجوى؟

رجوى تصيح= والله ما أقدر ما اشوفها..هي الأم اللي عرفتها..أمي..أمــي



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



طلع من عند الرجال في المجلس...و دق على أحلام وهو يطالع في البيت...

يتخيل وينها اللحين...و بأي حال...


أحلام= هلا خالي

وافي= وش أخبارها اللحين؟

أحلام تتنهد بحزن= مادري وش أقولك

وافي بضيق= انهارت؟

أحلام= لا..بنات خالتها كل وحده في غرفه حابسه نفسها و ما تبي تشوف أحد..كلهم بحاله صعبه منهارين و تعبانين..لكن حياة ما ذرفت و لا دمعه..و لا حتى دخلت عندهم و شافتهم..جالسه تستقبل الحريم و تقدم القهوه و الشاي..الكل قال لها ترتاح و هم بيسوون كل شي لكن هي رفضت..تشتغل و تستقبل الناس و تروح لكل مكان...و هي جامده لا تتكلم مع أحد و لا ترتاح لحظه..ماندري وش نسوي فيها؟


وافي حس بضيق يخنقه...(حرام عليك يا حياة ارحمي نفسك!!)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



بعد ساعات مرت على الكل طويله...و ثقيله...

انتهى العزاء اليوم...و تأخر الوقت...


طلعت مشاعل و ركبت مع أسيف...


أسيف= ليه ما جلستي معها يا مشاعل؟

مشاعل= انحرجت اجلس و انا ما أعرفهم..خفت اثقل عليهم..مرة عم وحده من بنات خالتها هي و بناتها جلست عندهم..على الأقل يعرفونها كلهم..و عطيت رجوى جوالي عشان نتطمن عليها..ولو تحتاج شي تدق

أسيف بحزن= وش أخبارها اللحين؟

مشاعل= منهاره و تصيح..كل اللي يدخل عليها تجلس تكلمه..و تكلمه عن جدتها و دموعها و شهقاتها ما توقف..الله يصبرهم


أسيف حس بضيقه يزيد...


مشاعل= ماراح تشوفها؟

أسيف= ما أقدر يا مشاعل..والله ما أقدر اشوفها بهالحال

مشاعل= بس هي محتاجه لك هالوقت

أسيف= حاولت اشوفها..بس مو قادر..مادري كيف اتحمل اشوفها بعد ضحكها و خبالها..منهاره بهالشكل..لا لا ما أقدر


سكتت مشاعل...تعرف إن أسيف مو متعود على تبيين مشاعره لأحد...و لا يعرف كيف يتصرف بهالحالات...


أما أسيف فكان ما يفارقه الضيق...وهو يتذكر صياحها...و دموعها...

يتخيل حالها اللحين...حالها كيف بيصير...(ما يكفي اللي سويته فيك أنا؟ و غير فرحتك بهالحياة؟ ليه تخسرينها بعد؟)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



دخل للبيت بملامح متجهمه...بداخله ضيق...و قهر من كل شي...


طلع لفوق و دخل للغرفه...الغرفه اللي تعود كل ما يدخل يشوفها حابسه نفسها فيها...تاركه البيت بكبره...و بس جالسه هنا...

بوحدتها...بجمودها...بكرهها...� �قساها...


جلس على السرير يفكر أول مره بحالها...(وش هالبنت؟ مولوده بس للكره و الأحزان..حتى الحب طاردته من حياتها و مو سامحه لنفسها فيه....و اللحين راحت اللي تعيش عشانها؟ وش بيكون حالك يا رحيل؟ بتلينين؟ أو بتقسين على حالك أكثر؟؟)


حس بضيق وهو يتذكر حالها و هي منهاره...و يتذكر الأيام اللي عاشتها هنا...و كلها قهر...و أسى...(رفضتها الدنيا كلها..حتى أنا رفضتها...ليه خليتينا بهالحال يا رحيل؟ وش اسوي معك؟)


ضحك على نفسه...وهو يشوف الدنيا خاويه بدونها...

كابر على نفسه و قال إنه نساها...إنه ما عاد يفكر فيها...و لا يبيها إلى عشان يقهرها بس...

لكنه كان محتاج لوجوده...يلزمه وجودها حتى لو غصب عليها...

نظراتها الكارهه...كلماتها الحاده...كرهها...و حقدها...يعيش كل هذا بس ما يعيش هالحال اللي يعيشه اللحين بدونها...

و دامها تبي الكره كرهها...بس تبقى جنبه...دام الحب يخوفها و تبعد عنه و لا تبيه...عند استعداد ما يحبها...بس ما يخسر قربها...(وش حلك يا رحيل؟ كيف اكسب قلبك و اعلمك تعيشين براحه بدون لا ترفضيني مره ثانيه..لأني مو ضامن وش اسوي لو ترفضيني؟؟ خايف عليك من قساي..و عنادي.....يكفيك قساك..ليه تجين بطريق أحد بقساي؟ اثنينا غلطه لبعض..كلنا محتاجين لحب و حنان ما عرفنا نعطيه لبعض..حتى مشاعرنا الحلوه قتلناها بيدينا و لا عرفنا قيمتها..و لا ضحينا عشانها)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



راح الكل و ما بقى في البيت إلا البنات الثلاثه...

و أم فايز و بناتها...اللي أصرت على الكل يروح و هي بتهتم فيهم...


طلعت وفاء من غرفة أم ساره بعد ما نامت رجوى بحضنها و هي تصيح...

طلت على رحيل و شافتها نايمه على السرير لكنها صاحيه...و دموعها تنزل من الصبح ما وقفت...عيونها حمراء و متورمه...و حتى كاس الماء اللي جابته لها من ساعه ما شربته...

تقدمت لها بقلق...جلست على طرف سريرها...


وفاء= رحيل تبين شي؟

رحيل تصيح بصمت= ............

وفاء= أنادي لك حياة

رحيل يادوب هزت راسها بلا= ......

وفاء= زين غمضي عيونك..حاولي تنامين شوي


رحيل غمضت عيونها بتعب...ما تدري وفاء هي سمعت كلامها...أو بس عشان تخليها و تطلع...

تنهدت بضيق على حالهم و طلعت...

شافت أمها في الصاله...و ولاء نايمه عندها...


وفاء= يمه وين حياة؟

أم فايز بضيق= والله مادري وش اسوي لهالبنت..في المطبخ تغسل و رفضت اساعدها..مادري اغصبها أو وش اسوي؟؟


راحت لها وفاء و هي تمسح دموعها قبل تدخل المطبخ...

و شافتها كيف تتحرك في المطبخ بشكل آلي...تشيل الأغراض...من مكان و ترجع تحطهن بنفس المكان...و الماء كان مفتوح على آخره و هي شكلها مو حاسه فيه...

حست إنها بدت تشتغل بدون وعي منها...عضت على شفايفها و هي تتخيل إن لحظة انفجارها قربت...لأن البيت صار يعمه السكون...حتى الشغل خلصته كله...

و ما بقى لها غير حزنها اللي طول اليوم تهرب منه...


وفاء= اساعدك بشي؟


سألت مع إنها تعرف إن ما عاد فيه أي شغل...بس كانت بتمشي مع اللي تسويه...


حياة= ايه..شوفي لو بمجلس الرجال باقي فيه شي ما رجعوه هنا


راحت عنها وفاء...(تدورين على الشغل غصب..و بعدين يا حياة لو ما لقيتي شي تسوينه؟)


كانت بتدخل المجلس...لكنها رجعت بسرعه و هي تشوف أحد فيه...

كان جالس على الكنب اللي فيه و مغمض عيونه و شكله نايم...رجعت تطل مره ثانيه و عرفته لأنها شافته اليوم يكلم أبوها يوم وصلوا...(وافي؟؟)


رجعت للمطبخ...


حياة بقهر= ما فيه شي؟

وفاء= لا بس...

حياة= بس وشو؟

وفاء= شفت وافي في المجلس..ماراح


استغربت حياة...كانت كل الوقت ناسيته...و ناسيه كل الحياة اللي تعذبتها معه...

طول اليوم و ما فيه ببالها إلا جدتها...و أيامها معهم...


حياة= فيه أحد من اهله للحين ماراح؟

وفاء= لا الكل راح ما فيه غيرنا


تركتها حياة...و راحت للمجلس...و هناك شافته مسند راسه على الجدار و مغمض عيونه...


وافي ما كان نايم...حس فيها و هي تدخل و تتقدم عنده...

بعد ماراح الكل...ما قدر يروح معهم...ما يدري ليه...

تحجج قدام الكل إنه بيجلس عشان لو يحتاجون شي...يكون فيه رجل قريب منهم...

و رحب أبو فايز بهالاقتراح...

لكنه كان جالس لأنه مقهور منها...و من جمودها اللي للحين متمسكه فيه...و مستكثره على نفسها تروح عن هالحزن اللي داخلها...


حس بيدها تهز كتفه...


حياة= وافي..وافي اصحى


فتح عيونه يطالعها بصمت...

ملامحها باهته...و شحوبها زاد عن الصبح كثير...و عيونها زايغه و تعبانه...

ملامحها تنطق بالوجع اللي تكتمه بس هي للحين تكابر...(كيف تاركينها كذا؟؟)


وقف قبالها...


وافي= عظم الله أجرك


طالعته بقهر و صدت...يدري إنه آخر واحد ممكن تتقبل عزاء لجدتها منه...

بس دامها تكرهه لهالدرجه...بيخلي هالكره يحركها...و يفجر اللي تكتمه داخلها...


راحت عنه بتآخذ الصينيه اللي على الأرض...


حياة= خلاص روح حنا مو محتاجين شي


لكنه وقف بوجهها...و مسك الصينيه اللي معها...حاولت تسحبها لكنه تمسك فيها زياده...سحبتها بكل قوتها...لكنه ما رضى يتركها...

تركتها بقهر...و راحت بتجمع علب المويه...لكنه وقف بطريقها طالعته بغيض يهدد بإنفجاره بأي لحظه...حاولت تلف عنه...لكنه رجع يوقف بطريقها...

طالعته بقهر و أنفاسها تعلى...و الدمع يوقف على أهدابها...


شهقت وهو يآخذها بحضنه...و يضمها له...

حاولت تبعده عنها...ضربت أكتافه و ظهره بكل قوه...


حياة تصرخ بغيض= فكنـــــي!! بعد عنــــي!!


صارت تضربه أقوى...و تتحرك تبي تبعد عنه...لكنه شد عليها و ما قدرت تبعد عنه...

حست إنها بدت تختنق...العبره اللي تكتمها طول الوقت صارت غصه قاسيه بحلقها...تحس إنها تخنقها...


حياة برجاء و ضعف= وافي بعد عني


شاف انها بدت تضعف...كلمته بلهجه عمره ما سمعها...

لان قلبه لحالها بس ما كان عنده أي نيه يبعد عنها...

يدري إن قربه منها لهالدرجه يخنقها مثل ما يخنقه...و هالشي اللي بيخليها تنطق بوجعها...


حياة بهمس= اتركني بحالي


بدت دموعها تنزل بغزاره...و كأنها ما صدقت تطلق سراحها...و افلتت منها شهقه...تبعتها شهقات أقوى...

حس فيها و هي ترتجف بين يدينه بقوه...

و بدت تصيح بتعب...و تتكلم بصوتها المبحوح وهو ما يفهم وش تقول...


شد عليها بقوه...وهو مغمض عيونه...

انهارت...الانهيار اللي ياما تمنى يشوفه...

كابرت كثير...قست نفسها أكثر من الصخر...تحملت كثير بكل شي...

و اللحين رفعت راية استسلامها...


حياة تصيح و بصوت رايح= آآآه يمــه..آآآه يمه


حس بدمعه تنزل على خده...و الضيق خنق صدره...

انهيارها اللي كان يبيه...ما توقع يحصل...و هي بين يديه بهالشكل...

ارتخت يدينه شوي...و حس فيها...كيف متعلقه فيه بقوه و تصيح...

هالشي خلى قلبه يرجف بصدره...وهو يشوفها كيف متمسكه فيه بقوه...و رافضه تتركه...

رجع يضمها... و يمسح على شعرها...و ظهرها...


ما يدري كم مر عليه وهم على هالحال...لين حس فيها تطيح من بين يديه...

مسكها بسرعه...و نزلها على الكنب بشويش...حط راسها على رجلينه...و هي متمسكه بثوبه و راسها دفنته بحضنه و دموعها و أنينها ما وقف...


وهو كان يمسح على شعرها و يقرأ عليها...و يده الثانيه على كتفها تهدهدها بشويش...يبيها تنام...و ترتاح...بعد ما طلعت كل اللي بداخلها...لأنه يعرف إنها من ساعات و هي تشتغل...


لكن مرت ساعات طويله وهو يحس بدموعها الحاره ملت ثوبه...و يسمع أنينها الخافت...

و الكلمه الوحيده اللي ترددها بين لحظه و الثانيه...كلمة يمه...


••


••


••


رجعت وفاء للمطبخ...بعد ما تطمنت على حياة..

كانت واقفه تسمع صياحها...و صراخها...و قلبها يتقطع عليها...مع كذا ارتاحت إنها أخيرا طلعت اللي بقلبها...


لكنها صارت تفكر...بحياتها اللي منتظرتها و هي تعيش بذاك الحال...مع زوج يكرهها...و مستحقرها...(أجل ليه هو الوحيد اللي جلس؟ ليه احسه مهتم؟)



•• مـن بكــره ••


من وصل للبيت أمس...راح لغرفته بسرعه و جلس فيها...مايبي يشوف أحد...

حاول ينام...لكنه كان يتقلب بسريره طول الليل وهو يحس إنه مخنوق...و الضيق محاصره من كل جهه...

مو قادر يبعدها عن تفكيره...و خايف عليها...

دائما كانت تعرف تتصرف بكل حال...تمشي بأي وضع...لكن بعد انهيارها امس مو متأكد إنه بيعتمد على قوة رجوى اللي يعرفها...


شاف الصبح يطلع و هو للحين على نفس الحال من يوم جاء...ما قدر يتحمل أكثر...قلبه يآكله عليها...

و مع خوفه من إنه يسمع صوتها مره ثانيه...إلا إنه ما قدر...

جلس على السرير...و أخذ جواله و دق على رقم مشاعل...اللي قالت له إن جوالها مع رجوى...


••


••


••


كانت صاحيه من ساعه...بس مو قادره تتحرك من مكانها...كل حواسها مخدره...و حيلها مهدود...كل شي فيها انتهى...

إلا هالوجع اللي مالي صدرها...كل لحظه يزيد ما ينقص...


شافت أنوار الجوال اللي كانت حاطته صامت...توقعتها مشاعل...لكنها انصدمت و هي تشوف اسم أسيف...ما تدري ليه صاحت أكثر و هي تشوف اسمه...

ذاقت الفقد لأول مره...و اللحين تعرف لو تركها حتى هو...كيف بتحس وقتها...


رجوى ترد= ........

أسيف بقلق= رجوى

رجوى تصيح= ......


غمض عيونه بعجز...و قلبه يذوب من حزنه عليها...هذا اللي كان مخوفه...هذا اللي ما يبي يسمعه...

عودته على ضحكتها...على فرحها...على خبالها بكل وقت...لين ما صار يستوعب إنها ممكن تحزن بهالشكل...


أسيف برجاء= رجوى يكفي..والله ما اتحمل اشوفك بهالحال..احس بالعجز و أنا ما بيدي شي اسويه لك..حتى الكلام مو لاقي كلام اقوله..تكفين لا تصيحين


مسحت رجوى دموعها و كأنه يشوفها...و حاولت تتمالك نفسها بس معه...

ما هان عليها هالحزن...و الرعشه اللي بصوته...

إنه يخاف عليها لهالدرجه شي كبير عندها...شي كبير منه...


رجوى بصوت مبحوح= لا تخاف يا أسيف أنا بخير

أسيف= أكيد؟

رجوى بحسره= اللي فقدته مو سهل..بس عشانها بأتحمل..كانت تبينا نقوى رغم كل شي..و كذا بنكون..ماراح يضيع تعبها فينا..ماراح يضيع اللي ربته فينا

أسيف يبتسم بحزن= ايه خليك رجوى اللي اعرفها..اللي اعتمد عليها حتى على نفسها....نمتي؟

رجوى= ايه

أسيف= زين أكلتي؟

رجوى= لا

أسيف= اوعديني تآكلين اللحين

رجوى= .......

أسيف= رجوى تكفين عشاني

رجوى= اوعدك احاول لأني مو مشتهيه الأكل..(كملت بنفسها) و لا الدنيا بكبرها

أسيف= تبين شي؟ محتاجه شي؟

رجوى= لا

أسيف= خلاص بعد ساعه بأكلمك..و ابيك تقولين لي إنك افطرتي

رجوى= ان شاء الله


سكرت منه...و شافت وفاء تدخل عندها...

رجعن دموعها اللي حبستهن ينزلن...و وفاء جلست جنبها و هي تحط يدها على ظهرها...


وفاء= وش اخبارك اللحين؟

رجوى بضياع= مادري؟ مادري حتى وش احس فيه؟ وش أفكر فيه؟..(تطالع الباب برعب) كيف بأطلع من هالغرفه و اكمل مثل ما كنت!!


طالعتها وفاء بحزن...مو مصدقه إن اللي تتكلم رجوى...

تحس إنها كبرت من أمس سنين...

تغير كل شي فيها...نظرتها...ملامحها...تعا� �يرها...حتى صوتها...


وفاء برجاء= تعالي نفطر مع بعض..حاول تآكلين شي..كلكم من أمس ما أكلتم شي

رجوى بخوف= مو قادره..مابي اطلع من هنا



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



حست حياة بنفسها...و قامت و هي ياله قادره تفتح عيونها...

شافت نفسها و ين نايمه...و قامت عنه بسرعه...

جلست على الكنب...وهو حس فيها و فتح عيونه...

و التفت يطالع بضيق ملامحها المرهقه...و عيونها اللي تورمت من البكاء...و احمر لونها بقوه...و للحين تشيل باقي دمع ما انذرف...


حياة توقف بتعب= روح اللحين..حنا...


لكنها ما قدرت تكمل كلامها...صدت عنه و دموعها تنزل من جديد...


وافي يوقف معها= أنا باروح ابدل ملابسي و ارجع..لازم يكون فيه أحد يستقبل الرجال اللي بيجون مع اللي يعزون


سكتت حياة بألم...تدري إنه معه حق...

و تدري إن ما عندهم هالرجل اللي يعتمدون عليه...

لكنها كرهت إنه هو بالذات اللي يحس بهالشي...و يوقف معهم...


هزت راسها بإيه...و تركته و راحت...

وهو ما قدر يوقفها...ما قدر يقول لها أي كلمه أكثر...و لا حتى يسأل عن إحساسها...و حالها...(حالها واضح..شايله بروحها حزن و انكسار عمري ما شفته فيها)


••


••


••


رجعت للصاله...و وقفت مصدومه و هي تشوف رجوى تطلع مع وفاء من الغرفه...هاذي المره الأولى اللي تشوفها بعد اللي صار...و ياله عرفتها من حالها المقلوب...

حتى رجوى كانت تطالع حياة و الحال اللي هي فيه بخوف...


وقفوا لحظات طويله يطالعون بعض بصمت...و حزن...

كل وحده تبي تتأكد من هالواقع المر اللي من أمس مجبورين يعيشونه...


رجوى بشرود= ماتت يا حياة؟ أمنا ماتت؟؟


هزت حياة راسها بألم...و ركضت لرجوى تضمها بقوه...و هي تعلقت فيها...

و صاروا يصيحون أكثر...


وفاء...و امها...و ولاء شاركوهم بدموع صامته بعد...


مرت لحظات طويله و هم على هالحال...


حياة تبعدها= تعالي نشوف رحيل


و راحوا للغرفه...ادخلوا و شافوها...

مرميه على السرير بعيون مفتوحه...بحال يشبه حال الأموات...

ركضوا بسرعه لها و جلسوا على السرير...رفعتها حياة وضمتها لها...و هي تلوم نفسها و هي تشوفها بهالحال...كيف نستها...كيف من أمس ما شافتها و لا دخلت تتطمن عليها...

كيف تركتها بهالهم الكبير لحالها...و هي متأكده إنه بتكون بحال مأساوي مثل اللي هي فيه...و أكثر...

كانت بين يديها مثل الميته...لا حركه...و لا صوت...

صارت حياة تصيح بصوت عالي...و رجوى تمسك يد رحيل و تشد عليها...و تصيح معها...

لحظات قبل تنفجر رحيل معهم من جديد...و الثلاثه ترتفع شهقاتهم...

فيهم حزن ما أحد بيقدر حجمه غيرهم...

فيهم خوف كبير..أكبر من إن قلوبهم تتحمله...

كل وحده تحس بقهر...وأسى...و ضياع...

أساسهم راح...جذورهم اللي تربطهم بهالبيت انتهت...

كل شي باقي بقلوبهم راح معها...


رحيل بهمس مبحوح= ليييه تروووح؟ كيف تركتنااا؟ أبي أموووت..أبي امووووت معها


ما احد رد عليها...إلا بزيادة الدموع و الشهقات اللي كانت كل اللي لهم...يردون فيها على اللي صار...و يخففون من الوجع اللي داخلهم فيها...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



بعد ساعات...امتلأ البيت من الحريم...بثاني يوم للعزاء من بدري...

حياة الوحيده اللي طلعت تآخذ عزاء جدتها...و تقابل الحريم اللي جايات يعزون...أما رحيل فكانت للحين ما تتحرك من سريرها...و رجوى دافنه نفسها بغرفة جدتها بين ثيابها...و أغراضها...


دخلت عليها وفاء...و جلست جنبها تطالعها بحنان...


وفاء= رجوى..أنا دقيت على أم مشعل و قلت لها..ما أحد عطاهم خبر

رجوى تصيح= لااا..ليه؟ مابيهم يشوفوني بهالحال؟ ليه تدقين؟

وفاء= عارفه إن معك حق..بس ما يصير الكل عرف و هم لا..صدقيني هالشي بيحز بخاطرهم..هم خواتك و أكيد يبون يوقفون جنبك هالوقت

رجوى= آه يا وفاء..قلبي بينفجر من الهم والله مو متحمله أكثر..مو متحمله

ضمتها وفاء= الله يعين..الله يصبركم و يآخذ بيدكم



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



من ساعه وصلوا للعزاء...شافوا وحده بس من بنات خالتها...لكن هي سمعوا إنها في الغرفه و مو راضيه تطلع لأحد...


وداد= لازم ندخل لها

بدور= أخاف تتضايق من شوفتنا..تدرين ما تحبنا..مابي نزيدها و هي بهالحال

مها بعد صمت= وداد معها حق لازم ندخل..ولو تضايقت نطلع على طول

وداد= صح ما يصير نوصل للبيت و ما نعزيها


قاموا ودخلوا عليها...و هم يطالعونها بحذر...و مع كل اللي شافوه منها...و من قسوتها...إلا إنها كسرت خاطرهم و هم يشوفونها بهالحال...

شاحبه مثل الأموات...و نظراتها مفجوعه...و ضايعه...وجهها غرقان بالدمع...و ضامه رجلينها بيدينها...


قربوا منها...و كل وحده تطالع الثانيه تبيها تبدأ...

وداد اللي بدت...


وداد= عظم الله أجرك


انتبهت لوجودهم...و طالعتهم بنظره ما تحمل أي معنى...قبل تمتلي نظراتها بالكره اللي ياما عرفوه...


رحيل= ليه جايين؟ وش تعزوني فيه؟؟ تعرفون اللي راحت هاذي وش تعني لي؟ تعرفون قيمة اللي خسرته؟ جايين تؤدون واجب..أو تمثلون الاهتمام و الطيبه...(تصرخ) حرام عليكم..مليت من تمثيلكم..كل اللي أنا فيه سببكم...اكرهكم..اكرهكم تسمعوون


وداد و بدور كانوا بيطلعون...لكنهم استغربوا و هم يشوفون مها واقفه تطالعها...


مها= حتى بهالوقت رافضه وقفتنا معك؟ مهما حاولنا نقرب منك تبعدينا دائما..تتهمينا بأشياء ما نعرفها! تكرهيننا لأسباب رافضه تقولينها! تلوميننا دائما..ريحينا و قولي..أنتي ليه تكرهيننا كل هالكره؟؟ و حنا ما سوينا شي؟!

رحيل تطالعها بغيض= ما سويتوا شي؟ ما تذكرين!...(تلتفت على بدور و وداد) حتى أنتم ما تتذكرون...(و بإنهيار) ما تذكرون كيف جيتكم طفله كلها فزع...و ضياع..شافت امها و أبوها يحترقون قدامها..تتخيل وحده منكم هالشي..أمك و أبوك و البيت اللي عشتي فيه ينحرق قدام عينك..تتخيلون احساسي و أنا السبب بهالشي؟؟......جيتكم فيني وحده..و خوف..و قهر..و حرمان..وش لقيت عندكم؟ جدتي كانت تكرهني و كل مره تشوفني فيها تثور و تصرخ بوجهي و تسمعني كلام ينحفر بقلبي..و أنتم سمعتوه و انتم تضحكون و ترددونه علي..و تتباهون إنها تحبكم أكثر مني..و لا أحد فيكم فكر يواسيني بعد اللي سمعته..حتى عمي كان يلومني بنظراته..و أمك عمرها ما حسستني إنها تحبني..أو تبي جلستي عندها..كنت هم عليكم......أنتم تهربون عني بكل وقت..تحبون بعض..تهتمون ببعض..تفرحون لبعض..و أنا مثل الغريبه بينكم...واقفه اتفرج عليكم و لا أحد حاس بوجودي...بأيام المطر كنت أخاف أنام لحالي و أنتم نايمين مع بعض و مقفلين عني غرفتكم..اروح لأمك بأنام عندها تقول لي عيب البنت تنام عند الكبار..و من بكره اشوفكم كلكم طالعين من غرفتها..الهدايا اللي كان يجيبها عمي من سفره كنتم تختارون اللي يعجبكم و ترمون علي اللي ما يعجبكم..بنات خوالك..بنات الجيران..صديقاتك..أي وحده كنتي تفضلين تجلسين معها و تتركيني لحالي


الكل كان مصدوم من اللي تقوله...و مها تطالعها بذهول و هي تتذكر اللي تسمعه...اللي مر عليه سنين و نسته...

لكن رحيل حافظه كل لحظه بتفاصيلها...و كل هالوقت تلومهم عليه...

حست بالندم...و الحزن...و لامت نفسها على اللي كانت تسويه...


مها تنزل دموعها= رحيييل أنااا..عارفه إني غلطت..كلنا غلطنا...بس حنا كنا صغار..بذاك العمر ما تفكرين بتصرفاتك..كنت أغار منك لأنك حلوه و تجذبين نظرات الكل..و حبيت أبين لنفسي و لك إني أهم منك و الكل يبيني........آسفه على اللي سويته بس ما كنت أفكر..كنا صغار...بس بعدها حاولت كثير اتقرب منك..كلنا حاولنا

رحيل بقهر= بعد ايش؟ بعد ما ذبحتوني؟؟؟

مها= ليه ما سامحتي و نسيتي..اللي يهم و تآخذين عليه شعورنا و حنا كبار و نفهم تصرفاتنا مو و حنا صغار

رحيل بإستنكار= أسااامح؟!! من وين أجيبه هالتسامح؟ كيف اعرفه؟ انتم علمتوني الكره..و الحقد..و الحزن..و القهر..و جدتي علمتني القسوه..و القوه.....ما أحد علمني هالتسامح و العفو اللي تقولينه........و اللحين ما عاد يفيد شي..اطلعوااا عني..اتركوووني بحااالي..مابي اشوووفكم..ماااابي اشوووفكم


انتهى اليوم الثاني للعزاء...و كل البنات ناموا في غرفة جدتهم...

طلت عليهم وفاء تتطمن عليهم...و طلعت...

مع إن الوقت كان بدري ما تعدى التسع إلا إن الكل كان مرهق و تعبان...و غط في النوم..حتى أمها و ولاء...


بس هي مو راضي يجيها النوم...و الفكره اللي خطرت في بالها تتردد عليها طول اليوم...و تقوى أكثر كل ما تشوف حياة...و الانهيار اللي هي فيه...

و تفكر كيف بتكمل حياتها بعدين...(لازم اتشجع..عمري ما فدتها بشي على كثر ما وقفت معي بكل حزن أمر فيه..ما نفعتها ذيك الأيام و ما قدرت اخليها تتعالج من اللي هي فيه..لكن هذا شي بسيط لازم اسويه لها..لأنها ماراح تسويه لنفسها)


و بتوتر و ربكه...اخذت جوالها...و وصلت لرقم وافي اللي عطته لها أحلام عشان لو احتاجوا لشي...و دقت...


وفاء بإرتجاف= وافي

وافي بضيق= نعم؟

وفاء= أنا بنت عم حياة

وافي بإستغراب= حياة فيها شي؟

وفاء= لا..حياة ما تدري إني دقيت عليك..و الله يخليك لا تدري..و لا تدري باللي اقوله لك..و لا يدري أحد إني كلمتك أو بيذبحني أبوي


وافي استغرب اتصالها...و كلامها...و انتظر يشوف اللي عندها...


وافي= ماراح أقول لأحد عن إتصالك..بس ممكن أعرف وش تبين؟

وفاء= أبي أكلمك عن حياة

وافي بإستغراب= وش فيها حياة؟

وفاء= أنا عارفه كيف تعاملها..و وش اللي تظنه فيها

وافي يقاطعها= تبيني أطلقها؟

وفاء برجاء= لا..لو طلقتها أبوي بيزوجها أي أحد بس ماراح يتركها عنده بعد اللي ظن إنه سوته

وافي بإستهزاء و قهر= اللــي يظن؟!

وفاء= ايه أنا متأكده إن حياة....

وافي يقاطعها= وفري نصايحك..أنا متأكد أكثر من أبوك إنها تكلم

وفاء= يمكن تكلم صدق..بس مو للسبب اللي تعرفه

وافي يضحك بقهر= ليه هو فيه أسباب هادفه؟؟

وفاء ترد بسؤال= أنت تعرف أبوحياة وين اللحين؟

وافي بصدمه= وهو أبوها عايش؟!

وفاء= ايه..و بمصحه نفسيه


وافي استغرب هالمعلومه...لكن ما عرف وش دخلها بكلامهم...و لا قدر يعرف هي وش تبي من هالكلام اللي تقوله...


وافي= يعني؟ تبيني ارحمها بس عشان....

وفاء تقاطعه= تدري وش دخله هناك؟ مسكوه عند وحده..و من ذيك الليله فقد عقله..و أم حياة يوم عرفت اللي صار له ما تحملت و ماتت بين يدين حياة..و من ذاك اليوم و حياة تحقد على الرجال كلهم..و كلهم تشوف فيهم ذنب أبوها


وافي انصدم من اللي سمعه...بس كان فيه شي للحين مايبي يصدق كلامها...و مايبي يلقى لحياة أي عذر...


وافي بعناد= بس بالنهايه طلعت على أبوها و...

وفاء تقاطعه= لا هي مستحيل تسوي هالشي..أنا عشت معها سنين و أعرف كيف تفكر..مره جاها إنهيار عصبي و بالمستشفى شافها دكتور نفسي بس هي رفضت تتكلم معه لأنه رجل..و أبوي بعد رفض تتعالج عند دكتور نفسي..بس أنا كلمته و شرحت له حالتها


كانت تقوله كل اللي قاله لها بسام...وهو يسمع بصمت...يحاول يكذبها بأي شي...لكن كلامها و كلام الدكتور...ينطبق على الأسلوب اللي كانت تكلمه فيه...هو نفسه كان مستغرب...ليه تكلمه و هي مو طايقته...بس توقعها طريقه لجذبه...رجع يركز باللي تقوله...


وفاء= لو كنت مو مصدقني..أعطيك اسم الدكتور و المستشفى و تسأله و...

وافي يقاطعها= معليش اعذريني بس لازم أسكر


طالعت جوالها بقلق...و هي خايفه من نتايج اللي سوته...(حياة ماراح تسامحني لو عرفت إني قلت له هالشي؟؟ وهو اقتنع أو لا..بس صوته تغير..أكيد تأثر باللي قلته...يــــارب يقتنع..نفسي أسوي شي يساعدك يا حياة)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



دخلت أروى مع ندى لغرفتها...بعد ما رجعوا من عند رحيل...


ندى بضيق= رحيل حالتها تعور القلب

أروى تتنهد= كانت متعلقه بجدتها بالحيل..و مو متخيله إنها بتفقدها أبدا..أكيد انصدمت بوفاتها فجأه..الله يصبرهم


دق جوال أروى...


أروى= هذا وليد..(و ردت) هلا وليد

وليد= للحين عند رحيل؟

أروى= لا بعد ما نامت طلعنا..تأخر الوقت و الكل راح

وليد= وش أخبارها؟

أروى= والله حالتها صعبه..دموعها ما توقف و مو راضيه تكلم أحد..بس اللي مطمني عليها إن بنات خالتها معها..و احسهم اليوم متماسكين أكثر

وليد= .....

أروى تطمنه= لا تخاف يا وليد..مع الأيام بيخف وجعها و حزنها إن شاء الله

وليد برجاء= إن شاء الله..يله أروى أكلمك بعدين

أروى= مع السلامه


سكرت و هي تتنهد بضيق...و تلتفت على ندى اللي كانت مركزه مع مكالمتها...


أروى= احسه متضايق على رحيل بالحيل

ندى= و مين يشوف حالها اللي هي فيه و ما يتضايق..شوفي قبل كيف كانت منعزله و ماتهتم لشي..كيف بيكون حالها اللحين

أروى= يارب ترحمها

ندى بعد صمت= وش صار على خطبة وليد من غاده؟

أروى= وليد قال لخالتي تأجل الموضوع و لا تكلمهم اللحين

ندى بإستغراب= غير رأيه بغاده..أو بالزواج؟

أروى= أنا حاسه إنه ماراح يتزوجها..مادري كأنه وافق على هالشي بس عشان يرد لرحيل اللي قالته لخالتي و بعدين غير رأيه

ندى= الحمدلله..هو مع رحيل تعبان و مو مرتاح بعد بيجيب على قلبه غاده

أروى= الظاهر حتى خالتي بعد تفكير مارتاحت لفكرة زواجه من غاده..احسها تنتظر تشوف وش بيسوي مع رحيل أول قبل يبلش نفسه بزواج ثاني..لدرجة إنها حولت على خالد

ندى بإستغراب= خالد بيتزوج!

أروى= لا..قال إنه مو مستعد للزواج اللحين..و طلب منها تصبر عليه سنه بس

ندى= وش معنى سنه؟

أروى بصراحه= يمكن ينتظر تفقدين الأمل من وليد

ندى صدت عنها= ..........

أروى= ندى تكفين...

ندى تقاطعها= أروى الله يخليك ترى مالي خلق..لا تبدين

أروى برجاء= مو المهم عندك تطلعين من هالبيت؟ و تكونين قريبه مني؟؟

ندى تحاول تنسيها الموضوع= اللي يسمعك يقول خطبني

أروى= تدرين لو توافقين بكره اخليه يخطبك

ندى بقهر= أنتي بتفرضيني عليه؟

أروى= تدرين إنه مو فرض..و تدرين إنه يحبك...بعدين يوم اكلم وليد عن نفس الموضوع ما شفتيه فرض

ندى= و هذا هو ما نفع

أروى= بس خالد...

ندى تقاطعها= أروى تكفين اسكتي..قلت لك خالد لا..و لا أبي اتزوج من الأساس


سكتت أروى و هي تطالعها بضيق...(معقوله حتى أنتي تنتظرين وش يصير بهالزواج؟ معقوله عندك أمل للحين فيه)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



كان يدور في سيارته من ساعات...حس إنه يدور على هالشوارع ألف مره...لكنه ما كان يبي يرجع للبيت...و لا يشوف أي شي له صله فيها...

رجع يتذكر كلام بنت عمها...و يقارنه بتصرفات حياة من يوم عرفها...

كان يرجع في باله كل موقف لها...كل كلمه...كل نظره...(ضحيه! معقول تكون ضحيه؟ و الكلام اللي قالته لي بنفسها؟ معقول تتهم نفسها بشي هي أكثر وحده تكرهه؟.......لا مو أكيد كلام بنت عمها؟ يمكن صح..بس يمكن من عقدتها بدت تنحرف و تسوي اشياء تكرهها كإنتقام من ابوها)


سرح وهو يفكر من جديد باللي سمعه...و اللي صار بينهم...

و فجأه طرت في باله أريج...تذكر رقم بيتها اللي كان في جواله...تمنى يكون ما امسحه...و وقف على جنب الطريق...و صار يفتش بجواله...و تنهد براحه وهو يشوفه...و دق عليه...

لحظه و ردت عليه بنت...حس إنها أختها اللي كلمها قبل...


وافي= السلام عليكم

هي= و عليكم السلام..مين معي؟

وافي= انا وافي أبي اكلم أريج ضروري

هي تشهق= مو موجوده

وافي= أنا مابي منها شي..بس ابي اسألها عن شي..خليها تكلمني ضروري..بأرجع ادق لين اكلمها



••


••


••


دق عليها للمره الخامسه...و أخيرا ردت عليه...


أريج= نعم يا وافي..وش تبي؟ خلني في حالي حرام عليك!

وافي= انا ما كذبت على أختك..قلت لك بس بسألك عن شي..مابي منك شي غيره..بس أبي تجاوبين علي بالصدق..ولو كذبتي بأتاكد من هالشي و بأرجعلك

أريج بضيق= وش تبي؟

وافي= تذكرين حياة طبعا؟

أريج= ايه

وافي= من متى تعرفينها؟ من متى و أنتم صديقات؟

أريج= تعرفت عليها بداية هالسنه..و حنا زميلات مو صديقات حتى إني ما أعرف عنها أي شي

وافي= ما تعرفين اهلها و ينهم؟

أريج= لا هي ما تحب تتكلم عنهم و تعصب من طاريهم..بس هي ساكنه عند عمها..اتوقع انهم متوفين

وافي= و علاقاتها..من متى و هي بهالطريق؟

أريج= ما كانت تكلم..حتى يوم عرفت إننا نكلم تهاوشت معنا و تركتنا..لكن من بكره رجعت و قالت تبي تكلم معنا و طلبت نجيب لها جوال و رقم لأن عمها ما يخليها تطلع لحالها

وافي= و كل اللي كانت تكلمهم..كانت بنفس الأسلوب اللي كلمتني فيه؟

أريج= ما كانت تحب تكلم أصلا..ما كانت تكلم إلا المتزوجين و بعد فتره قصيره تتركهم و أغلبهم كانت تسبب لهم مشكله..و احيانا تكلم اللي نكون منزعجين منهم و ما نبيهم عشان تهزأهم و تصرفهم عنا

وافي= مثل ما سويتوا فيني؟

أريج= ايه

وافي بترقب= كانت تطلع؟

أريج بتأكيد= لا

وافي= يمكن تطلع من وراك؟

أريج= أنا متأكده إنها ما تطلع..هي تكلم بس عشان تهزأ لها أحد..و لا قد تحمست معنا للمكالمات..حتى كانت دائما تختلف معي على طلعاتي..و وافقت تكلمك بعد ما وعدتها إني ما اطلع مره ثانيه مع أحد.....أصلا مثل ما قلت لك عمها ما يخليها تطلع أبدا لحالها

وافي يحاول يكذبها= بس هي تروح لجدتها..تقدر تطلع هناك

أريج= هي ما كانت تكلم في بيت جدتها عشان ما تخون ثقتها كيف تبيها تطلع من عندها مره وحده!...وافي حياة مو من هالبنات..أنا مو عارفه هي ليه كانت تكلم و واضح إن هالشي كان يضايقها بس الله يخليك اتركها في حالها..والله البنت ما تستاهل


لكنها كانت على الخط لحالها...لأنه قفل...استغربت من سؤاله بعد كل هالوقت عنها...و تمنت تكون باللي قالته عنها...هالمره دافعت عنها...(يا رب أكون بهالشي عوضتك عن اللي سويته فيك قبل يا حياة)





الثامن والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close