اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل السادس والعشرين 26 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل السادس والعشرين 26 بقلم يسرا

الفصل السادس والعشرون..... بقلم يسرا



وقفت هاله لبرهه تحدق فى وجه حاتم الغاضب ولوهله خيل اليها ان تسير وتتجاهل حقيقه وجوده

الا ان العزم الصارخ بوجهه اجبارها على ركوب سيارته

بعدها انطلق حاتم بسرعه جنونيه فى الطريق الخاوى ...حتى قالت له هاله بتوتر شديد : انت مركبنى معاك عشان تقتلنى فى حادثه ..هدى السرعه شويه

القى حاتم عليها نظره غاضبه وابطأ سرعته قليلا حتى توقفت السياره عن الحركه على احدى جانبى الطريق ...

وظل الصمت هو سيد الموقف الاعظم .... الا ان صوت تنفس حاتم المرتفع.. قد افقده وقاره...

التفت هاله اليه وقالت فى ضيق : نعم ...افندم ياحضرة الظابط ؟

حاتم بضيق بالغ : ازى حبيب القلب ؟

حملقت به هاله غاضبه وصكت اسنانها ثم قالت بحنق شديد : الزم حدودك لو سمحت

قال حاتم بخشونه : كنتى عنده بتعملى ايه يا هاله ؟

رفعت هاله احد حاجبيها والقت عليه نظره جاده وقالت ببرود : مش شغلك

شعر حاتم انه قد اجتمعت الشياطين امامه ونفثت لهبيها الحار فى عروقه ....فقال بنفاذ صبر : هاله ماتنططيش العفاريت فى وشى ...ردى عليا كنتى عنده بتعملى ايه ...ايه العلاقه اللى تجمعك بواحد تاجر مخدرات وقتال قتله

هاله حانقه: ماتقولش عليه كده

اخذ حاتم نفسا طويلا وحاول الهدوء ثم قال بصوت ثابت : يعنى ايه ما اقولش عليه كده ..انتى فكرانى بتبلى عليه ...يا هاله فوقى ..فوقى وبطلى جنان ومقاوحه ...سالم مش الحمل الوديع اللى انتى فكراه ..ده كتله شر متحركه

تنهدت هاله وارتجفت شفتاها واوشكت دموعها على الانهيار ولكنها مع ذلك قالت بصوت مخنوق : عارفه ...خلاص ارتحت ..عارفه

حاتم غير مصدقا : ولما انتى عارفه ..روحتيله المستشفى ليه ؟

هاله قانطه: كنت فاكراه ممكن يتغير

حاتم حانقا متهكما : هه يتغير ...عشم ابليس فى الجنه ...

هاله بنبره حملت اتهاما مريرا : انت بتكرهه

حاتم مؤكدا : ايوا طبعا بكرهه ..مافيهاش ذره شك واحده ...ازاى عايزانى مكرهش واحد بيدمر شباب البلد ..ولاد وبنات وبيدخل سلاح للمجرمين يقتلو بيه الناس ...وبيسرق وبينهب ويمص دم غيره عشان هوه يعيش ..ومش اى عيشه ...

اشاحت هاله برأسها بعيدا عنه خجلا واستياءا

فأردف حاتم : انتى صحيح ساعدك وجابلك عيالك لحد عندك ....بس اقسملك بالله لو حد من عيالك وقف فى مصلحه ليه ...ليمحيه من على وش الارض عشان مصلحته ...ياهاله فكرى بعقلك وماتقوليش جميل عليا والكلام الفارغ ده ..سالم مابيعملش حاجه الا اذا كان قصادها مقابل ...وان مطلبوش دلوقتى منك هيطلبه بعدين ولازم هيدفعك تمنه ..انا عارفه كويس بقالى 4 سنين معاه فى لعبه القط والفار دى ...بس خلاص نهايته قربت واللى حواليه هما اللى هيخلصو منه

نظر حاتم اليها وقال : ساكته يعنى مابترديش ؟ طيب خلينى اسألك سؤال ...ممكن ؟

هاله بصوت ابح : اسأل

حاتم : تعملى ايه لو فى يوم اكتشفتى ان لاقدر الله ولادك ادمنو مخدرات..وشوفتيهم وهما بيضيعوا قدام عينك ؟

شعرت هاله بالفزع الشديد وحملقت به بعقل خاوى من اثر السؤال الصادم ...

فاردف حاتم قائلا : ساعتها ماكنتيش هتتمنى لو يرجع الزمن بيكى وتساعدينى فى القبض على سالم ؟

ظلت هاله تحملق فى الفراغ امامها وفجأه انقشعت الظلمه التى غلفت قلبها وعقلها...

ورأت اضواء الحقيقه ساطعه لا ظلالها ....

لقد حرمت من اطفالها من قبل....ومن اجلهم قد تفعل اى شىء ...

فكيف تتهاون فى الدفاع عنهم ... فى مقابل زيف مشاعر ..مرت بها كعدوى صيفيه حمقاء

قالت بصوت جاف : بس انا دلوقتى سيبت المعرض وقدمت استقالتى لرفيق ..وكنت النهارده نازله ادور على شغل

حاتم باصرار : مش مهم ...احكيلى عن كل حاجه حصلت معاكى مع سالم من ساعه مادخلتى المعرض لحد ماسيبتيه



نظرت له هاله واخذت نفسا عميقا وقالت : طيب ممكن نأجل الكلام لبكره ...انا اتأخرت اووى ..كمان من الصبح وانا بلف على رجلى محتاجه ارجع انام وارتاح

نظر لها حاتم مشفقا وقال لها : خلاص نتكلم بكره ...نتقابل فى اى مكان تحبيه ...

هاله : ماشى ... خلينا على تليفون

حاتم متشككا: دلوقتى انا هوصلك بس ياريت بكره ماتغيريش رأيك ؟

هزت هاله رأسها نافيه وقالت : مش انا اللى ارجع فى كلمتى ...

ادار حاتم محرك السياره مره اخرى واوصل هاله لمنزل صديقتها

وقبل ان تترجل هاله من سيارته اعطاها هاتفه وقال لها آمرا: سجلى نمره موبايلك

نفذت هاله امره واعطته الهاتف مره اخرى فاتصل بها وعندما رن هاتفها قال لها : احفظى النمره عندك ...بكره على عشره هبقى اكلمك اتفقنا ؟

ردت هاله بهدوء : اتفقنا ..مع السلامه

ترجلت هاله من السياره وسارت فى الشارع الضيق وظل حاتم يراقبها وهو ينقر بأصبعه على المقود حتى اختفت داخل مدخل العماره السكنيه المتهالكه

صعدت هاله لتجد امانى قد اخلدت الى النوم باكرا فدخلت غرفتها لتجد ان ابناءها قد فعلو المثل ...اخذت تنظر اليهم مليا وبالخاصه الى ابنها الصغير "عمرو" كان يحمل فى يده دميه بلاستيكه على هيئه جندى !!! ..ابتسمت هاله ابتسامه صغيره واقتربت منه وحملت لعبته بعيدا وداعبت شعره وقبلت جبهته هو واخيه .

ثم خلعت ملابسها وحاولت النوم الا انها لم تستطع ...

فصورته رقيد الفراش فى المشفى لم تفارق خيالها ...

اخذت هاله تتساءل داخلها ان كانت احبته بالفعل ....

شعرت انها قد تكون بالفعل قد وقعت اسيره هواه ....

الا ان احتياج الانثى داخلها لرجل جوارها كان صاحب الفضل الاعظم فى تلك المشاعر المتأججه داخلها ...

فقد مر زمن طويل منذ ان اعارها احدهم اهتماما صادقا مثله ...

نعم احبت اهتمامه .. نظراته المتفحصه....

بل وانها اعترفت داخلها انها احبت تحرشه بها فى المطعم ذاك اليوم ...

كانت لمساته جريئه ..اشعرتها بأنها انثى ...وليست اى انثى بل انثى لاتزال مرغوبه ..على الرغم من سنوات سجنها القحاف ..

لقد اشعل داخلها تلك الاحاسيس التى قد تناستها بحكم العاده ...ولكنها كانت محبوسه داخلها ..وداخل اسوار السجن المرتفعه



وفى صباح اليوم التالى استيقظت هاله مبكرا واوصلت اطفالها الى مدرستهم وما ان اطمأنت عليهم حتى اخرجت هاتفها

وقامت بمحادثه حاتم الذى رد بصوت نشيط:الو ...صباح الخير

فقالت له هاله : كنت فكراك هتكون نايم

حاتم نافيا : لاء نايم ايه... انا على المكتب من ساعه... هاه اخبارك ايه ؟

هاله بصوت خافت: الحمد لله

حاتم : نمتى كويس

هاله : مش اووى ..

حاتم : بتفكرى طبعا

هاله بصدق: افتكرت كلمه قالهالى سالم

حاتم بقلق : كلمه ايه ؟

هاله : الامان...قالى ان هيدورلى على مكان تانى اشتغل فيه يكون امان ..لان فى ناس ممكن تأذينى بسبب عادل ...

حاتم مطمئنا: من الناحيه دى اطمنى خالص ...مش بس من ناحيه عادل ومن ناحيته هوا كمان ...المهم اما نتقابل ابقى احكى معاكى بالتفصيل

هاله : طيب هنتقابل فين ؟

حاتم : فاكره الجنينه اللى كانت وره السجن

هاله ممتعضه : ياساتر

اطلق حاتم ضحكه عاليه وقال : يعنى مكان هادى وامان

هاله متهكمه : هوا ده الامان بتاعك

تجاهل حاتم التهكم المبطن فى نبرتها وقال بصوت قاطع: قابلينى هناك كمان ساعه

اغلقت هاله الهاتف ولوت شفتيها تعجبا وسارت قليلا حتى استقلت الحافله التى اقلتها لارض موعدها

وبعد مضى ساعه زمنيه كانت هاله تجلس على اريكه خشبيه تنظر الى السماء التى سطعت بأشعه الشمس الذهبيه

حتى ترآى لها خياله على الارض القاحله امامها

فاستدارت لتواجه بسمته التى احتلت اركان وجهه وفرضت سيطرتها حتى على مشيته

قال لها حاتم بصوت عميق: صباح الخير

لم تدر هاله لم ضلت كلماتها الطريق وتولت عيناها مهمه الارشاد

فأشاحت بوجهها بعيدا حتى تمالكت انفاسها وقالت بصوت متردد : صباح النور

ثم عبست قليلا وقالت بصوت يحمل الاتهام ضيفا : اتأخرت

جلس حاتم الى جوارها وقال : معلش السكه كانت زحمه ..جيتى بسهوله

هاله : ركبت اتوبيس

حاتم متوددا: طيب فطرتى ولا نروح نشترى فول من العربيه اللى هناك دى

نظرت لها هاله بتقزز وقالت :بتاكل من عربيه فول؟

حاتم مداعبا : ومالك بتبصيلها بأرف كده ؟

هاله بتأفف: دى كارثه متحركه

حاتم بتعجب: امال كنتى بتاكلى اكل السجن ازاى ؟

هاله : عشان ماكنش فيه غيره.. الله لا يعدها ايام

حاتم مخلصا : امين يارب..طيب انا جعان دلوقتى ..اجيبلك نص معايا طيب

نظرت له هاله ممتعضه : نص!!! ....لاء ......شكرا

ضحك حاتم وقال لها : براحتك

غاب حاتم لبعض الوقت حتى عاد محملا بطعامه وشرع فى التهامه بتلذذ

وراقبته هاله بتعجب حتى تعالت ضحكاتها وقالت له : بجد انت انسان متناقض راكب عربيه سبور وظابط وبتاكل من عربيه فول

نظر لها حاتم نظره جانبيه وقال : ماتخليش المظاهر تخدعك ...احنا فى الاخر بشر ..كل واحد فينا ليه نقطه ضعف انتى نقطه ضعفك على سبيل المثال ولادك ...انا نقطه ضعفى

قاطعته هاله متهكمه : عربيه الفول

قال لها حاتم بصوت رصين : الظلم ....بكره الظلم ياهاله ..وحاسس انك اتظلمتى كتير ...وعاوز اساعدك

هاله : وتساعدنى ازاى

حاتم : احكيلى كل حاجه ...من اول ما طلعتى من السجن لحد النهارده ولا اقولك ..من قبل ما تدخلى السجن حتى وانا هسمعك

قالت هاله متشككه : وهتصدقنى ؟

ترك حاتم طعامه ونفض يده وقال مؤكدا : وهصدقك

ظلت هاله تسرد لحاتم ما مرت به من احداث منذ اكثر من ست سنوات منصرمه لثلاث ساعات متتاليه ولم يدع حاتم ملحوظه الا وقد توقف عندها وطلب منها الشرح واعاده ماقالته مرارا وتكرارا ..حتى انتهت هاله من رواياتها

زم حاتم شفتيه وقال مغتاظا : بقى هددك بمسدس عليه بصماتك ...يحط حوالين رقبتك حبل المشنقه ..وحبتيه ..انا مش فاهم الستات بتفكر ازاى..ناقصات عقل ودين فعلا !!!!

نظرت له هاله معاتبه : خلاص بقى ..احنا هنعيده

اخذ حاتم نفسا طويلا وقال : خلاص ..خلاص مش هنعيده ..الحمد لله رجعتى لعقلك ..المهم ..انا عايز اشوف الورق اللى امانى جابتهولك من شركتك القديمه والاهم بقى ...الخزنه اللى عادل كان عاملها باسمك ..معاكى مفتاحها ...

هاله مؤكده: ااه سالم يومها نسى ياخده منى ....ومن يومها وهوا معايا فى سلسله المفاتيح ..اهوه

حاتم بفرح : طيب جميل اووى نطلع دلوقتى على البنك نشوف الخزنه فاضل فيها ايه ..

ثم اضاف بحنق :لكن انتى ماشوفتيش الورق اللى اديته لسالم ده كان محتواه ايه بالظبط ؟

هاله بخبث: لاء ماشوفتش ..بس ...

حاتم متلهفا :بس ايه ؟

ابتسمت هاله وقالت : عادل كان مصور منه 3 نسخ وشابكهم فيه ..انا طبعا اخدتله الاصل وسيبت الصور

فتح حاتم ذراعيه بحركه لا تلقائيه وقال بفرح طفولى : مش عارف احضنك ولا اعمل فيكى ايه ؟

حملقت به هاله دهشه وقالت مستنكره : ودينى البنك وانا افتحلك الخزنه ...وياريت بعدها توصلنى لاقرب مكان عشان ارجع البيت قبل الاولاد يبقى كتر خيرك

استقلت هاله السياره برفقه حاتم وذهبوا سويا لمقر البنك وما ان وصل حاتم حتى قالت له هاله : تخليك هنا احسن ولا تيجى معايا ؟

حاتم : لاء طبعا هاجى معاكى يالا بينا



وفى الغرفه المغلقه الهادئه ذات اللون الرمادى الفاتح ...كانت هاله تقف الى جوار حاتم ريثما ينتهى الموظف من الاجراءات الروتينيه الخاصه بعمله

حتى قال اخيرا : الخزنه تحت امركم يافندم اى خدمه تانيه

شكره حاتم وقال : متشكرين جدا 10... دقايق ونخلص ان شاء الله

انصرف الموظف بهدوء وفتحت هاله الخزنه بالمفتاح واخرجت لحاتم جميع الاوراق التى بداخلها حتى لمح حاتم شيئا يلمع بداخلها

فقال مستفسرا : ايه ده ؟

ردت هاله بلامبالاه : سبايك دهب

فغر حاتم فمه ونظر لها ببلاهه وقال : وبتقوليها عادى كده

نظرت له هاله بتعجب وقالت : والمفروض اعمل بيها ايه يعنى ؟

ضحك حاتم ضحكه متوتره وقال لها : تعملى بيها ايه ...يعنى ايه تعملى بيها ايه ..هيا الناس بتعمل ايه بالدهب والفلوس ؟

قالت له هاله ساخره : ايه قصدك انى ابيعهم يعنى؟

اقترب حاتم من الخزنه وبدأ فى تحريك القطع الذهبيه الثقيله وقال لها فى ذهول : دوول 7 سبايك.. الواحده كيلو ..يعنى 7 كيلو دهب ..انتى عارفه الجرام الواحد وصل كام النهارده ؟

قالت هاله بتهكم : لا والله ...اخر تعاملى مع تجار الدهب يوم مارحت ابيع شبكتى عشان البيه كان عاوز فلوس يدخل مشروع مع واحد

حاتم متشككا : يعنى انتى هتفضلى سيباهم كده فى البنك وتفضلى عايشه مع امانى فى الحاره وتدورى على شغل تاكلى منه عيش انتى وولادك ؟

هاله بحنق : انت عايزنى اعمل ايه بيهم يعنى ..انت نفسك عارف ان عادل كانت فلوسه حرام فى حرام ..عايزنى اربى ولادى بالسحت ؟؟

نظر لها حاتم متمعنا ثم قال خجلا : صح انتى صح ...

ثم اغلق الخزنه بحركه قويه وقال لها : بس ممكن تتبرعى بيهم لاى جمعيه او مستشفى تعملى بيهم عمل خير اهو على الاقل الناس الغلابه ... تستفيد بيهم

هاله : انا مافكرتش فى حاجه يومها ..اخدت الورق ونسيت الخزنه باللى فيها ...بس انت كلامك صح ..فعلا بدال ماهم مركونين كده اهو الغلابه يستفيدوا بيها ...يمكن ..يشفعله عند ربنا ...ويحفظ ولادى من كل شر


نظر لها حاتم وقال : انا عارف ان نظرتى ماتخيبش ..ومن اول ماشوفتك حسيت انك انسانه جواكى نضيف اووى

احمر وجه هاله وقالت بخشونه : طيب يالا بينا العشر دقايق خلصو وزمان الموظف هيجى عشان يقفل الخزنه


خرجت هاله برفقه حاتم واوصلها الى منزل صديقتها امانى وقال لها : هستناكى هنا تطلع تجيبلى الورق اللى امانى جابته وانا اوعدك هسهر النهارده على كل الورق واول ما اوصل لحاجه هكلمك

هزت هاله رأسها بلامبالاه وقالت : ولا ماتوصلش ..عادى يعنى

نظر لها حاتم موبخا : ليه نبره اليأس دى ..حقك هيرجعلك

قالت له هاله : حقى ..اللى هوا ايه ..الخمس سنين اللى اتسجنتهم ظلم هترجعهملى ؟

زفر حاتم بضيق : سجلك هيرجع نضيف ...وفلوس الكفاله والغرامه ..اما سنين السجن فاحتسبيهم عند ربنا يا هاله .وانتى عارفه ان ربنا مابيضيعش اجر حد ...ويكفى انك بتساعدينى فى كشف المجرمين دوول على الاقل تحمى ناس ابرياء من دخول السجن بسببهم

حاولت هاله رسم بسمه على شفتيها وقالت : هطلع اجيب الورق استنى هنا

انصرفت هاله وبعد قليل عادت حامله الاوراق واعطتهم لحاتم وقالت له : هستنى منك تليفون لو وصلت لحاجه

نظر لها حاتم بعمق وقال بصوت اجش : استنى منى تليفون الليله وكل ليله


نظرت له هاله وسارت النشوه بجسدها ولم ترد لما فاستدارت عائده الى منزل صديقتها

وراقبها حاتم حتى اختفت عن ناظريه وانطلق بسيارته عائدا على مقر عمله

وفى غياب رقابه حاتم لمنزل امانى ظل هناك مراقبا اخرا فى ركن بعيد

التقط هاتفه وبحركه سريعه من اصبعه اتاه صوت الطرف الاخر ...فقال بتشدق : ايوا يا سالم باشا لسه نازله حالا من عربيه الظابط ....متأكد يا باشا عيب ...شوفتهم بعينى الاتنين


لمعت عينا سالم بقسوه وتسارعت انفاسه حامله نبض قلبه الى جرحه الغائر

واخذ يجول بأنظاره الى خارج النافذه حيث الاراضى الخضراء الشاسعه التى تزين المدخل الخلفى لقصر المرشدى ...ودارت الاسئله برأسه وتربعت خيبه الامل على عرش قلبه

وافاق من شروده على صوت المرشدى قائلا : خير يا سالم ...مالك

التفت سالم اليه وقال بقسوه : العمليه لازم تننتفذ بكره او بعده بالكتير

المرشدى بشك : انت متأكد ..انا بقول نأجلها ...الهجوم اللى كان عليك اخر مره ده مش مطمنى

قاطعه سالم بشراسه : انت على طول مش مطمن كده ....بالعكس نخلص بقى عشان نفوق للى جاى ..

المرشدى بانزعاج : وهوا ايه اللى جاى ؟

سالم بحذر: الواد بتاع الداخليه اياه ..شكله بينخرب ورانا

المرشدى بهلع : ايه ؟ وعرفت منين ؟

سالم ممتعضا: مش مهم عرفت منين ...المهم انا هجهز كل حاجه واديك الاوكيه ..

المرشدى بتوتر : وبعدين ...بعد ماتخلص ..انا رأيي نبعد انا وانت ..

سالم مؤكدا : هيحصل ...بس الاول اخلص اللى فى دماغى ...

المرشدى : انت لسه ماعرفتش مين اللى ضرب عليك نار

سالم : عيل من عيال حمدان ..وده لسه حسابه معايا ...دبور وزن على خراب عشه

التفت سالم الى المرشدى وقال بحذر : انما المدام فين ؟..مش باينه ....

المرشدى بلامبالاه : قالتلى اعصابها تعبانه ومحتاجه تغير جو ....سافرت لندن امبارح ...احتمال كبير احصلها

قال سالم متهكما : سلامه اعصابها ...المهم انا رايح المعرض دلوقتى اتمم على البضاعه ...لو فيه حاجه كلمنى

المرشدى : انت ضامن المشترى المره دى

سالم : اطمن ...المره دى مش قلقان منه ...عزيز ..لو فاكره ..كنا بنتعامل معاه زمان

المرشدى : ااه ..ااه ..مش ده الجدع الليبى باين

سالم : ايوا هوا ...يومين بالكتير واكون اتفقت معاه على المكان والزمان ...انا ماشى ..سلام

المرشدى : خد بالك من نفسك ..انا مش عارف بتجيب الطاقه دى منين مين يقول انك كنت امبارح راقد فى المستشفى بين الحيا والموت والنهارده بتخلص فى صفقه المخدرات

ابتسم سالم ابتسامته العبثيه وقال : عمر الشقى بقى


انصرف سالم الى الخارج وما ان استقل سيارته واقلع بها سائقه حتى اخرج سالم هاتفه وقام بمحادثه وليد وامره بانتظاره بالمعرض والا يغادر ...

ثم اخذ نفسا عميقا وتراءت له صوره هاله بالافق وردد بداخله ..."حتى انتى طلعتى بتعضى الايد اللى اتمدتلك ...كلكم صنف واحد .زيك زى نانسى ...واكيد هند هتطلع زيكم "


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close