رواية استوطنت روحك الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم اصل الغرور
البارت (24)
أشعر وكأنني أقف في المنتصف بين ضجيج أفكاري وتناقضات مشاعري
وكأن هناك عراك بين عقلي وقلبي
أصرخ بصوت مرتفع لكن دون جدوى
وكأن صوتي لايصدر أي ضجيج
وكأن ضجيجهم كان أقوى من صوتي ...
واقف مع اعمامه بصدر المجلس يستقبل المعازيم والمهنين
دقائق وسمع صوت مراد يقول بصوت عالي :تفظلو على العشاا
ماصدق وقتها يجلس على رجله للحين يعاني من ألم رئته رغم مكابرته
تنهد وهو يطلع جواله اللي رن بأتصال متواصل
رد بهدوء :الوو
الطرف الثاني بصوت ثابت :أميررر
أمير :ايوا من معي
......:معك دانيال
أمير وقف بمجرد سمع الأسم
دانيال ماأستغرب سكوته نطق بسرعه :انا بالحديقه الخلفيه انتظرك
أمير نزل الجوال من يده وطلع يسابق الريح
ماأن خطت رجله الحديقه الخلفيه حتى وقف والصدمه تغزو كل ملامح وجهه
أقترب ورجله ترجف كضربات قلبه التي تكاد ان تنفجر
ناظره وعينه بعينه والاثنين يمرون برحله صمت طويله
قالوا بأنه يخلق من الشبه أربعين
ولكن ايعقل بأن يكون بهذه الصوره
هنا فقط توقفت الحروف وماتت الكلماات
والحوار كان من نبض قلبيهم
ف أمير لايشعر بأنه شخص غريب عنه بل يشعر بأنه شخص قريب يعرفه حق المعرفه
عجز عن التقدم له خطوه اخرى وهو ينظر له بعمق وكأنه يريد معرفة كل مجريات القصه بهذا السكوت الطويل
قطع الصمت الطويل صوت دانيال المخنوق بعبره دفنها داخله بصعوبه :طال الشوق ياخوي وأخيراً شفتك واقف قدامي
ظليت منتظر هذي اللحظه سنين
أمير زادت ربكته مع نبرة دانيال الحزينه ونطق برتياب :ليه انت كنت عارف ان انا موجود من قبل ؟!!
دانيال :من قبل 15 سنه وانا عارف انك موجود وظليت منتظر هاليوم بفارغ الصبر
أمير احتدت ملامحه بعصبيه :وليه اختفيت اربعه اشهر بعد ماطلعت أنا للحين مو فاهم ششي من اللي قاعد يصير ،العائله اللي ساكن عندهم اهلي اولا
من دمي او لاااا؟ ليششش ربيت عند ناس غيركم لييشش بعد هذا العمر كله طلعتو في حياتي؟
دانيال اقترب منه خطوه تراجع امير على اثرها للخلف :يمكن اللي بقوله لك بيقلب حياتك فوق تحت عشان كذا انا كنت متردد كثير من الوصول لكك
الحياه اللي عشتهاا انت افضل بكثير من حياتنا وماكنت حاب اخرب توازن حياتك الا ان الوقت جا بأنك تعرف كل الحقيقه
أمير رص على سنونه بغيض:كل هذا مايشفع لك سكووتك لهذا اليوم
دانيال :كنت متوقع منك ردة الفعل هذي وتوقعت بأنك مستحيل راح تاخذني بالاحضان لكني تمنيت العكس رغم كل هذا
أمير :خلي كل مشاعرك هذي وجاوبني على اسئلتي ليشش تخليتو عني !...ولا اقولكك مالي كلام معك خذني لامك وابوك اتفاهم معهم بنفسي
دانيال :أكيد زوجتك علمتك بأن أمنا كنديه تخلت عنا من الصغر ورجعت لوطنها وانقطعت كل اخبارها وقبل سنتين عرفنا انها توفت بسبب ادمانها على الكحول
أما أبوي عيسى كان متمني هاليوم لكن.......
أمير :لكن شنوو؟؟
--------------------------------------------
بعثر ادراجه وهو يحس ب جسمه ياكله اكل واطرافه تهتز
نطق بقهر :متأكد انهم كانوا هنا وينن راحووا
انتقل يدور بكل ادراج الغرفه وبكل مكان تطيح يده عليه
حتى بعثر المكان فوق تحت
واعصابه تفلت
هنا بس عرف بأن هيا لها يد بالموضوع صررخ فيها وعرق برز بجبينه بقوه :هيااااااااااااا
وقفت بتوتر وهي ترجف بقوه من صراخه اللي افزعها بشكل مخيف لأول مره تشوفه بهذي الحاله
عرفته بارد هادي طول عمره لكن بهذي المره كان وضعه مختلف تمام الاختلاف
وقف مقابلها وعيونه تشتعل باللون الاحمر ونبضات قلبه تتسارع
نطق بحده :طلعيهم بسرعه لااقلب الدنيا عليك
هيا ضغطت على اصابعها بخوف :ايش تقصد ؟
ريان بقلة صبر :عن اللف والدوران انتي عارفة بالضبط شنو اقصد طلعيييييهم احسن لك
هيا غمضت عيونها بخوف أكبر :ماعندي اي شي ماعندي
ريان مسكها من كتوفها وهزها بعنف وهو يحرقها بنظراته :للمره الأخيرره اسألك وين خبيتيهم ووين ؟؟
هيا بللت شفاتها وهي تنطق برعب :تخلصت منهم كلهم في الحمام انت عارف انهم ضارين ومع كذا ت....
انقطع كلامها وهي تشوف نظراته المعلقه عليها تتشتت وبدت عيونه بالزغلله
حتى قبضة ايده اللي على كتفها ارتخت فجأه وطااح مغشي عليه
صرخت بهلع وهي تشوفه مرمي قدامها :رييياااااان
جلست بجنبه وتلمست نبضه بسررعه وهي تناديه بخوف :رياااان رد علي رررد علي ياربي شهالمصيبه اللي طاحت على راسسي
صررخت بصوت عالي :خالتتتتتي خالتيييي لحقي علي خالتييييي
دخلت أم عبد الله بعد ماسمعت صراخ هيااا اللي افزعها
وشافت ريان مرمي بالأرض بجنبها
صاحت بهيا وهي تجلس بالأرض وتشيل رأس ريان بحضنها :جيبي فوطه مبلله بسررعه واي عطر عندك
هياا:خالتي حالته يبي لها مستشفى ريان مدمن لحبوب مهدئه والمفروض مانسكت عن وضعه اكثر
أم عبد الله :سوي اللي قلت لك عليه وبعدين نتحااسب
قامت بسرعه وبللت فوطه مثل ماطلبت خالتها وجابت لها العطر اللي رشوه بمنديل عشان يصحى
وبدت بتمرير الفوطه عليه بكل جسسمه
ام عبد الله :خلينا نرفعه على السرير
هيا :خالتي خل ننادي عمي ولاعلاء ولا اي احد يشيله
أم عبد الله :سمعيني ياهياا مابي اي مخلوق يعرف باللي يدور بهذي الغرفه مفهووم
رفعته معها على السرير وقبل لايوصل رأسه على المخده سمعته يتمتم بكلمات بصوت هامس :أنتي بعمرك ماحبيتيني
سرت القشعريره بكل جسمها وكلماته ترن بأذنها
غطته ام عبد الله وجرتها معها للصالون
وقفت مقابلها :من متى تعرفين بموضوع لحبوب ؟
هيا بصدمه :يعني انتي تعرفين وساكته
أم عبد الله :انا مو ساكته الا لاني مجبوره ولدي ياخذ هالشي من زمااان وكل ماحاولت امنعه يسوي بنفسه ششي كم مره حاول انه ينتحر
بعد مااقطعهم عنه عشان كذا انا سااكته ماقدر اخلي ولدي يروح منييي
هيا :بس هذا مو حل لازم يروح يتعالج بمكان مختص مو انتي اللي تمنعيه في البيت
أم عبد الله :في اشياء في هذا البيت انتي ماتعرفينهاا والافضل انك ماتعرفيها عيشي حياتك مع زوجك بهدوء واتركي كل شي وراك ولاتنبشي بشي
هيا ابتسمت بسخريه وهي تكتف يدينها ببعض :اعيش حياتي مع زوجي بهدوء ! هذا ماصار زوجي اصلا لهذا اليوم كيف تبين اعيش حياتي معه
أم عبد الله :انتي شتقولين ؟
هيا :يعني ياخالتي ولدك مالمسني للحين حنا ننام منفصلين ،ادعى انه لمسني قبل الزواج لكني بعد الزواج عرفت ان ماصار اي شي بينا
وفوق كل هذا مدمن
أم عبد الله :لاتقولين مدمن ولدي يمر باضطرابات نفسيه لاأكثر ويمكن منتظر الوقت المناسب وانه يتهيأ لك أنتي اصبري بس
هيا جلست على الصوفا وهي تحط رجل على رجل :اربعة اشهر وانا صابره على بروده ونفسيته لمتى بتحمل اكثر
أم عبد الله جلست بجنبها ومسكت بيدها :هياا ولدي محتاج حنان محتاج كلمه طيبه منك والله ان ماكو مثل طيبة قلبه حاولي تتقربين منه وتفهميه
وصدقيني راح تكسبيه
--------------------------------------
ألمانيا
10:50م
مدت لها كوب القهوه وهي تشوفها منغمسه بعملها على جهازها
رفعت الاخرى راسها وهي تشكرها ببتسامه :لقد جاء في وقته
جلست فجر مقابلها وهي تبادلها الابتسامه :يبدو بأنها قضية هامه
تريسا تنهدت :اجل كثيراً ..سكرت جهازها وهي تلتفت لفجر :وماذا ستفعلين الآن ف كل لوحاتك تحطمت والمسابقه اقترب موعدها
فجر :سوف اعمل على لوحه خلال هذه الايام لعلي اعوض مافقدت اذا نجحت في المسابقه
تريسا بتأكيد :سوف تنجحين صدقيني
فجر بأمتنان :تريسا حقا انا اشكرك ف لولا مساعدتك ووقوفك بجانبي لما استطعت التماسك لهذا اليوم ،ف انا كل يوم اشكر الله بأني وجدتك في طريقي
تريسا :لاتقولي هكذا انا حقاً فخوره بك وبصبرك بعد كل ماعانيتي في هذه الحياة
---------------------------------------
مرت ساعتين من خروج سيف وهي بحاله من الانهيار
مزقت على اثرها فستان الزفاف وخربطت معالم وجهها وهي تمسح ذلك الروج اللذي يزين شفاتها بعنف وبقهرر ليس له مثيل
بكت وبكت حتى استنزفت روحها كل طاقه تملكها
وغفت الى عالم آخر لعلها تنسى واقعها المر
فجأه حست بجسمها ينتشل من الأرض ويوضع على السرير
ودموعها المنسابه على خدها تلمستهم اطراف اصابع خشنه
خافت تفتح عيونها تلقى نفسها بوسط حلم لاأكثر
رمشت لأكثر من مره تحاول تجبر عيونها ماتفتح
الا انها لمحت طرف ثوبه ناوي يبتعد عنها تشبثت فيه بقووه
وهي تمسك بطرف ثوبه وتنطق بتوسل :لاتخليني بروحي
تعلقت عيونها بعيونه ولمحت بنظراته الشفقه عليهاا
الا انه التزم السكوت وهو يوقف بجنبها مايدري كيف بآخر لحظه ماقدر يتحمل دموعها وانهيارها
ماتحمل يكون قاسي عليهاا وماطاوعه قلبه يتركها بهالحال بروحها
-----------------------------------------
دانيال :أكيد زوجتك علمتك بأن أمنا كنديه تخلت عنا من الصغر ورجعت لوطنها وانقطعت كل اخبارها وقبل سنتين عرفنا انها توفت بسبب ادمانها على الكحول
أما أبوي عيسى كان متمني هاليوم لكن.......
أمير :لكن شنوو؟؟
دانيال :أبونا بالرياض ياأمير بمستشفى (.......)ومو طالب منك شي غير انك تسمعه لو مره وحده بس يبي يشوفك ويقولك بكل شي
أمير :وينه كل هالسنووات ولا الحين لما شاف نفسه بيموت فكر ان عنده ولد تخلى عنه ارجع وقول له امير رفض يسمعك ....ومشى بيتركه
الا أن دانيال نطق بسرعه :أبوك حمد هو اللي كان السبب في كل شي أمك اللي ربيت عندها تأخرت بحملها سنوات ولما حملت الطفل اللي جابته كان مريض
توفى بعد يومين من انجابها له ،أبوي عيسى كان يشتغل عند ابوك بالشركه والصدفه كانت ان امي انجبت بنفس اليوم تؤام أبوي احتار كيف يصرف عليهم وهو اهله نفوه عنهم
بسبب زواجه من الكنديه وحرموه من الميراث ومن كل شي
وقف أمير والصدمه وضحت بملامح وجهه اللي بهت لونه
وأكمل دانيال :أبوك طلب من أبوي واحد فينا بشرط ان مانبقى في هالديره ولادقيقه وحده وهو بيكون الممول لنا طول حياته وماعلم أمك
بأن الطفل اللي انجبته توفى كذب على الكل بأنه عايش وأنت كنت الضحيه
ترنح بوقفته وهو يحس بتوازنه يختل من الصدمات اللي سمعهاا تصبب جبينه بالعرق وهو ينطق وعيونه حائره بالأرض :يعني واحد باعني عشان لفلوس والثاني
كذب على الكل وأولهم أناا
دانيال :أبوي عاش طول عمره بحسره وندم عليك وحاول أكثر من مره يقنع ابوك حمد بأنك ترجع لنا الا انه كان يهدد ابوي بالسجن في كل مره
وتعرف ان يده طويله ويقدر يسوي اي شي أما أبوي كان انسان ضعيف لاحول له ولاقوه
------------------------------------------
مرت ساعات طويله وهي تنتظره
ماتدري ليش تأخر كل هالوقت
صارت تدور في الغرفه بتوتر
حتى قررت انها تنزل تنتظره في الحديقه
لبست الروب فوق بيجامتها وفتحت الباب وحصلته واقف بوجهها بعيون حمراء ووجهه مشتعل
نطقت بخوف وهي تسحب يده لداخل :بسم الله أمير فيك ششي شنو صاير علمني !
أمير زفر وهو يفتح ازارير ثوبه العلويه بضيق ونار تشتعل بصدره :انا انبعت عشان شوية فلوس وعشت بوسط هالبيت بكذبه
ليان بعدم استعياب :أمير شقاعد تقول مو فاهمه شي
أمير ضرب الجدار بقهر :أنا اللي مو فاهم ولاششي ياليان انا اللي مو فاهم ولاااا شششي
ليان جلسته وسكبت له كوب ماي مدته عليه وهي تقول بهدوء :أهدأ الحيين وفهمني شنو صاير بالضبط
أمير شرب المويه دفعه وحده وضغط على الكأس بيده ليتكسر الى اشلاء وصررخ بقهر الدنياا :آآآآآآآآآآآآآه
ليان احتضنته بخوف وهي تمسح على شعره :تكفى لاتسوي بنفسسك كذا تكفى
أمير :لما شاف نفسه على فراش الموت فكر بأن عنده ولد تخلى عنه أنا منو احاسب بالضبط احاسب شخص اندفن بالترااب وكذب
على الكل وحرمني من اهلي ولااحاسب واحد باعني عشان لفلووس وتخلى عن قطعه منه قولي ياليان انا منوو احاسب ولااحاسب امي اللي جابت ولد مريض
توفى واخذتني بداله
أم أمير دخلت بعد ماكانت واقفه ورى الباب وسمعت كل اللي صار
شهقت من بين دموعها :من أول مره خذتك بحضني عرفت بأنك مو ولدي يقولون الأم تعرف ريحة ولدهاا الا اني تقبلت كذبة حمد وصدقتهاا
وخفت ان اي حد ياخذك مني وسويت نفسي مو داريه عن اي ششي، وبعدك بسنه ونصف ولدت جهاد الا اني ماقدرت افرقك عن عيالي
بالعكس كنت اقرب واحد لي منهم
أمير وقف واعصابه تفلت :كيف رضيتي بأني اربى بعيد عن امي وابوي كييف ؟؟؟ كيف تسمين نفسك أم كييييف ؟؟
أم أمير :صدقني بأن عيشتك معنا كانت افضل لك من هذيك العيشه الشخص اللي اسمه عيسى كان راعي مشاكل وانحبس بسبب مشاكله سنوات طويله
أما امك ف انحاشت بعد ماولدتك بكم شهر بس ،كل هذا قاله لي ابوك حمد الله يرحمه بعد ماواجهته واعترف لي بكل شي
أمير أشر بصبعه بعصبيه:ومنوو انتو اللي تقررون شنو الافضل ليي كل هذا مايغفر لكم اللي سويتوه وعمري ماراح اسامحكم
وجهه كلامه لليان :ليان لمي اغراضك واغراض ورد مالنا قعده في هالبيت دقيقه وحده بعد .....وطلع تاركهم
أم أمير كانت بتلحقه لولا يد ليان اللي منعتها :أميييير
ليان :خالتي خليه يهدأ وبعدين تفاهمي معه
مسحت دموعها :ليان تكفين لاتخلينه بروحه وهو بهذا الوضع اخاف يسوي بنفسه شي
هزت رأسها بالايجاب وهي تفتح شنطه تحط فيها ملابسها وملابس لورد
--------------------------------------
فتح عيونه وهو يحس بالصداع راح يقتله من قوته وحصلها نايمه بجنبه ببيجاما بينك عاريه الاكمام وشعرها متناثر حولها بعفويه
كانت فاتنه ماقدر يبعد عيونه عنها
الا أنه فجأه تذكر كل مافعلته من الصغر له وعيونه تنظر لها بدون تركيز
كل ماحاول يفرك عيونه ويبعد تلك الطفله المتمرده عنه وذلك الطفل البريء اللذي كسرته بسبب افعالها
كل مارجعت به الذاكره لكل شي
ماحس بيده الا وهي تلتف حول عنقها ويضغط عليها بقوه
اتسعت عيونها بصدمه وهي تحس بالاختناق وتحاول تفلت يده عن رقبتها بصعوبه
هزت رأسها بعدم تصديق (معقوله ريان بيقتلني معقوله )
نزلوا دموعها جرياان تحاول تتوسله بدموعها بأنه يفكها
وماأن لمست دموعها كفوفه حتى انشلت يده عن الحركه
أبتعد عنها وهو يناظر بأيده بصدمه مو مصدق انه قبل دقائق كان راح يذبحها بنفسسه
كحت بتواصل وهي تشهق ببكيها بقووه
قامت من لفراش بسررعه وهي ناويه تطلع وتتركه
من جهه تدور عباتها ومن جهه ثانيه ملابسهاا
باين عليها الربكه والخوف بكل تحركتها ومن جسمها اللي يهتز
وقفها ريان وهو يمسكها من اكتوفها وينطق بهدوء :على وين ؟
صرخت وهي تحاول تنزع نفسها منه :مستحيل اقعد دقيقه وحده مع انساان قااتل
ريان بأسف حقيقي:انا آسف فجأه ماكنت حاس باللي اسوويه
هيا:وش تنفع كلمة آسسف وش راح تفيدني فيه أنا تعبت وتحملت بما فيه الكفايه ماأقدر اتحمل اكثر بعد
ريان :هياا انتي مالك طلعه من هناا
هيا بعناد :انا مو بس ابي اطلع من هنا ابي اطلع من حياتك كلها طلقني ياريان طلقـ......
انقطع كلامها وهي تحس بأنفاسه اختلطت بأنفاسها بقبله عميقه
وهو يواصل احتضانها بقوه
اتسعت عيونها بدهشه وصدمه وضربات قلبها تصفع بها بقوه
أنتقلت يده لأسفل ركبتيها ليحملها بخفه وينزلها على ذاك السرير .....
---------------------------------------
ألمانيا
9:20ص
ساعده يتمدد على ذاك الفراش الابيض وهو يغطي رجلينه
أبو ناصر :قولي مرتاح كذا ولاأنزل السرير شوي
فيصل تنهد :لاعمي مرتاح سامحني تعبتك معي
أبو ناصر :لاتقول هالكلام أهم شي تقوم لنا بالسلامه وترجع مثل قبل واحسن تراني ماأحب أشوفك بهالحال
فيصل كان فاقد الامل لكنه نطق :أن شاء الله
أبو ناصر جلس بجنبه :فيصل ابي اسألك بلغت الشرطه عنها او لا ؟
فيصل :لاعمي فجر تركت لي رساله انها ماتبيني ادورها وتبي تعيش حياتها براحتها عشان كذا انا خفت اعلم الشرطه قلت ادورها بنفسي واحصلها
لكني ظليت محتجز طول هالفتره بهالمستشفى مثل ماأنت شايف سألت عنها المستشفيات وكلفت اشخاص يبحثون عنها لكني ماحصلت اي معلومه عنها مع الاسف
أبو ناصر :أظن لازم نعلم الشرطه انها مفقوده من أربعة اشهر هذي بنت وبروحها في بلد غريبه شنو يضمن لنا ان ماصابها شي
فيصل :صح كلامك ياعمي انا شلون راح من بالي هالشي
أبو ناصر :أنت أرتاح الحين وانا بروح أشوف الموضوع وأرجع لك
طلع أبو ناصر وفيصل اقتحمته الف فكره وفكره
فيصل (لو شافها عمي الحين وأكيد برز بطنها وكبر بيعرف انها حامل وراح يرجعها لسالم آآآآآه يافجر شسويتي فيني شسويتي مايكفي قلبي اللي انكسر بسببك
لورجعتي لسالم انا راح انتهي راح انتهيييي )
----------------------------------
أنهت صلاة الفجر وهي تجلس على سجادتها مطولاً لتقرأ ورد من القرأن كما اعتادت كل ليلة
وتدعو الله بأن يسخر قلبه لها حتى وأن لم تكن كزوجه له
ف هي ممتنه لسكوته لهذا اليوم عن خطأها
وليس اي خطأ بل جريمه نكرتها ونفتها وابت عدم تصديقها
لازالت ذكريات تلك الليله عالقه بعمق مخيلتها
ولازالت تتلمس آثار صفعته على خدها بتلك الليله
لاتعلم ماللذي اجتاحها خليط من مشاعر الكره والحقد
وخليط آخر من مشاعر الشكر والأمتنان
أنتهت من قرأت أخر آياتها وهي تمسح بقايا دموعها
طوت سجادتها لتدخلها بأحد الأدراج ومشت على أطراف اصابعها متوجهه للصالون مكان تواجده
من بعد مانزلها على السرير تركها متوجهه للصالون ومافكر حتى بأنه يدخل لها
ماكانت منتظره منه اي شي غير تواجده معها
أقتربت وحصلته نايم بوضعية الجلوس لازال بثوبه وشماغه مرمي على كتفه بأهمال والطاقيه برأسه
مع أقترابها حست بالخوف والتوتر يغلبها
الا أنها هزت كتفه بخفه وبصوت ناعم صدر منها بعفويه :سيف ..سيف أذن الفجر
فتح عيونه وقطب حواجبه مستنكر يدها اللي لازالت على كتفه
أنتبهت على نظراته ونزلت يدها بسرعه وبحرج :صلي وأرجع نام ...ومشت بتتركه لكنه استوقفها
وهو ينطق :ريما أنا قبلت بعرضك انك تسافرين معي لكن ياويلك لو فتحتي فمك بشي ياويلك لو تشكيتي من شي سامعه
ريما هزت رأسها بالايجاب وعلى شفتها شبح ابتسامه
سيف تابع :راح أشوف لنا حجز على اقرب موعد جهزي شنطتك
----------------------------------------
حطت يدها على يده اللي ضاغطه ع الدركسون بسرعه جنونيه
ليان :أمير تكفى خفف والله ان ساهر صورنا ثلاث مرات وورد نايمه لاتخليها تصحى مخترعه ولاأرواحنا مو غاليه عندك
ماشافت منه اي ردت فعل غير أنه زفر بضيق وهو يدخل اطراف اصابعه بشعره
لمحت لوحه بالشارع مكتوب عليها الرياض
لفت عليه بسرعه وبتسأول :ليه جينا الرياض ؟
أمير :لازم اقابله ولاماراح ارتااح
......
:بعد الكلام اللي قلته له يادانيال ماأظن اني راح أشوفه
حط السماعه بأذنه الثانيه وهو ينطق بثقه :صدقني من بكره راح يشوف له أول طياره وراح يجيك
......:ان شاء الله يكون كلامك صحيح
دانيال :تطمن انت وارتاح الحين وأنا الظهر بكون عندك بالمستشفى
-------------------------------------
مشت بممرات المستشفى وشعور الفرح مرسوم بملامحها
توزع ابتساماتها بفهاوه وتفكيرها يحتله قطعه صغيره تكونت بأحشائها
منذ الآن وهي تشعر بأنها حبته وملاء عليها الدنيا سعاده ف كيف إذا وضع بحضنها وانجبته
ربما يكبر هذا الحب الى ماله حدود ويصبح بلانهايه
نطقت ببتسامه للممرضه اللي ماسكه قسم المواعيد :السلام عليكم
الممرضه :وعليكم السلام
ميار أعطتها ورقة الموعد :عندي موعد مع الدكتوره رجاء
الممرضه :أيوا الدكتوره رجاء عندها اجازه اسبوع وحولتك لعند الدكتوره ناديه تفظلي بأخر غرفه على أيدك اليسار
ميار :شكراً
مشت متوجهه لغرفة الدكتوره ناديه وقطعها صوت جوالها اللي رن بنغمة الايفون المعتاده
ردت بسرعه واسم علاء ينور الشاشه :هلا علاء
علاء :ها حبيبتي دخلتي على الدكتوره ؟
ميار :لسه مادخلت الدكتوره رجاء طلعت بأجازه اسبوع وحولتني عند دكتوره ثانيه
علاء :أنا آسف اني ماقدرت اجي معك اليوم بس تطلعين من عندها طمنيني وانتبهي على نفسك وعلى طفلنا
ميار :ان شاء الله المواعيد الثانيه راح تكون معي خلص امور الشركه أهم شي وافتحها من جديد وانا وطلفلنا تأكد بنكون بخير
سكرت منه وتوجهت لغرفة الدكتوره
دقت الباب وفتحت لها الممرضه
دخلت وهي تسحب هواء لرئتها وترجع تطلعه
جلست بعد ماأشرت لها الدكتوره وهي تناظر بالملف اللي أمامها
ظلت خمس دقائق من دون ماتنطق بأي حرف وهي تتمعن بالملف اللي أمامها
بعدها قطعته وهي تنطق :آنسه ميار هذا أول حمل لك ؟
ميار :ايوا
د/ناديه :ماصار اي اجهاض قبلها ؟
ميار بتوتر :لا ماصار
د/ناديه شبكت اصابعها ببعض وهي تنطق :من خلال التحاليل اللي عندي وضح أن حملك ضعيف وماراح يستمر الا لو اخذتي ابر لتثبيت الحمل
ف النسبه راح ترتفع من 30إلى 70 بالميه
ميار بلعت ريقها بصعوبه وهي تحس بضيق في تنفسها :كيف يعني ؟
د/ناديه :ماتخافي الموضوع بسيط ومايستاهل توترك هذا أنتي لو موافقه من الحين راح اعطيك الابره
ميار :طيب وهذي الابره لها آثار جانبيه او لا ؟
د/ناديه :أكيد لها بس اشياء بسيطه مثل الاسهال والنعاس يعني تأكدي أنها ماراح تضر
ميار بأقتناع :طيب
د/ناديه :تفضلي على السرير
أنسدحت على السرير وقلبها يدق بضربات سريعه متوتره خائفه
أقتربت منها الممرضه ومسكت ذراعها
نطقت بسرعه قبل لاتغرز الابره بأيدها :ابي اسمع دقات قلبه
شغلت الجهاز لها وهي تحطه على اسفل بطنها
وصلها صوت ضربات قلبه القويه أبتسمت بفرح ماله مثيل
وغمضت عيونها بأستسلام بعد ماأنغرزت الأبره بقوه في ذراعها
فقدت على أثرها الوعي ....
كن في حياتي النقطة الفاصلة مابيني وبين الحزن والخوف
ولاتكن النقطة الفاصلة بيني وبين الحياة
بين ركب المسافرين مسنده رأسها على شباك النافذه وعينها تشخص إلى البعيد
وملايين الأفكار تقتحم عالمها الصغير
وبالأخص تلك الرائحه التي افاقتها من غفوتها
تلك الرائحه التي تخللتها من الأعماق
حتى باتت شي لايمكن نسيانه
ناظرت فيه جالس بالكراسي الأماميه يتعمد عدم الأقتراب منها وكأنها شي مكره ومجبر عليه لا أكثر
ونظرتها تحمل خليط من الكره والحقد عليه وخليط آخر من الشكر والأمتنان
ف هي تحملت خمس سنوات بدفن عار وكبرياء وانوثه ممزقه
وهو تحمل كتمان ذلك السر الثقيل
توقفت الطائره عند مطار لوس انجلوس الدولي
ومعها توقفت علامة ربط الاحزمه
لينزل المسافرين من الطائره على مهل
أنتظرته حتى يوقف والطائره بدت تخلى من المسافرين
أرتبكت مع وقفته وهو ياخذ شنطة الظهر ويلبسها على كتفه
وأشر لها تلحقه
مشت خلفه وهي تاخذ نفس وترجع تطلعه
ماكانت أول زياره لها بامريكا ولاكانت أول سفره لها
لكنها كانت تحس بهذي المره بأنها مثل الطفله اللي خايفه تضيع عن اهلها
تراقبه بكل تحركاته ..تجاريه بكل خطواته بصمت محكم وكأنها ستعاقب لو نطقت بحرف واحد
حتى وصلت رجلهم الى آخر اعتاااب ذلك المطار
فلتت منها شهقه بدون شعور بصدمه قاتله وهي ترى بنت شقراء جميله بقوام طويله وجسم ممشوق وبشره بيضاء
وعيون رماديه ترتمي بحضن سيف بسرعه
تراجعت خطوه للوراء وعيونها تدمع من غير شعور ،تداركتهم بسرعه قبل لاينتبه بأنها تبكي غيره عليه
ضغطت على اصابع يدها ووجهها يشتعل احمرار
نعم اخبرها بأنه متزوج ف لماذا هذه الصدمه اذاً !
اخبرها بأنها غطاء عليه لاأكثر
ومظهر أمام الناس واهله فقط
ف لماذا هذه الغيره عليه أذاً !
----------------------------------
وقفت على رأسها وهي تناظرها كيف تغط بسبات عميق
همست بأذنها :كنت أقولك لاتحطين رأسك براسي ياميار لكنك ماسمعتي كلامي ف تحملي نتيجة عنادك والله لاأحرمك من كل شي ،
ومو أسيل اللي ينداس لها على طرف
د/ناديه :الله يخليكي فكري بالموضوع كويس ولاراح ينخرب بيتي وبعدها ماراح احصل اي مكان اشتغل بيه لو حد عرف
التفتت لها وعيونها تشتعل بحده نطقت وهي ترص على سنونها :سمعيني زين انا اتفقت معك من البدايه على كل شي وفهمتك كل شي
محد راح يعرف قولي ان الجنين ماكان فيه نبض من يومين ولو بقى اكثر راح يسبب لها تسمم عشان كذا اجهضتيه وبس تنهين الموضوع
راح ازيدك اضعاف المبلغ اللي اتفقنا عليه وتشوفين لك اول طياره وتسافرين فيها على ديرتك مفهوووم
----------------------------------
مشى خطوات متردده متخبطه ومبعثره بممرات ذلك المستشفى
يحاول يخبي وجهه عن الناس وكأن الكل عرف بقصته وكأن الكل عارف بحاله
غمض عيونه مااصعبها اهل وعائله تخلو عنه تخلو عن قطعه منهم
وبعد كل هذي السنوات يرجعون يبونه
أي عاقل يتحمل كل هذا
فتح عيونه بستغراب والممرضه توقف بوجهه :أستاذ دانيال تم نقل الوالد على غرفه 201 إذا حاب تروح له
أمير خفق قلبه نطق بهدوء عكس الأعصار اللي بداخله :وين بالضبط ممكن تاخذيني له معي صداع ومو متذكر شي
الممرضه :اي تفضل
مشت ومشى خلفها تائهه لابعد حد
مو مركز بأي شي وكأن كل بوابه وكل ممر يمرون فيه جدرانه راح تطيح وتتهدم على رأسه
ضغط بألم وكلام دانيال يرن بأذنه (أبوي عاش طول عمره بحسره وندم عليك وحاول أكثر من مره يقنع ابوك حمد بأنك ترجع لنا الا انه كان يهدد ابوي بالسجن في كل مره
وتعرف ان يده طويله ويقدر يسوي اي شي أما أبوي كان انسان ضعيف لاحول له ولاقوه )
وقفت الممرضه عند باب له نافذه زجاجيه صغيره
مدت عليه لبس مع قفازات وكمام
ناظر في المكان بستغراب يحاول يستوعب بأي قسم دخل وشنو الحاله اللي فيها ابوه
ولاح بنظر الممرضه الشك والريبه منه
أخذهم منها بسرعه وشكرها وهو يلبس اللبس والكمام والقفازات
مشت تاركته متوجهه لممرضات قسمها
نطقت وهي تشوفهم يرتبون بالملفات ومندمجين بالسوالف :خوله، دانه تخيلو منو شفت وانا راجعه من قسم الاشعه
التفتو لها بسرعه :منوو ؟
وداد :شفت دانيال ولد عيسى ال... المريض بقسمنا
خوله ودانه بنفس الوقت :وجع
دانه :يكرهي له وش جابه صار له شهرين مختفي وارتحنا منه
وداد :ماتدرون كيف زاد حلاوه وهيبه بعد هالشهرين حتى هالمره حلاقته تخرفن ومو كذا بس كلمني بحترام وهدوء وعيونه حتى مارفعها صوبي
واضح انه تغير بعد هالشهرين اللي غابهم
اتاهاا صوت من وراها حاد صارم :سستر رحت على غرفة ابوي ماحصلته وين اخذتوه ؟
التفتو الثلاثه بصدمه وبالاخص وداد اللي حست بقلبها يطيح ببطنها
إذا هذا دانيال واقف امامها الحين
من يكون الشخص اللي اخذته على غرفة 201!!!!!
--------------------------------------
في جناح ريان
11:40ص
لبست روبها ولفت حزامه بشده على خصرها
للحين مو جايه توصل لنقطه تحس بأنها عرفت فيها ريان وفهمته
من بعد اللي صار بينهم انسحب عنها بهدوء وبدون ماينطق بأي كلمه وللحين مارجع
جلست على الصوفا الصفراء الممتده بغرفتهم النوم وغرزت اصابعها الطويله بشعرها المنسدل على أكتافها
وهي تنطق بداخلها (وش تبين ياهياا بعد اكثر ريان وصار لك الحين وريان اللي يعشقك من الصغر لهذا اليوم مايقدر يفرط فيك ليه للحين منتي سعيده ليه ؟!)
التفتت على الخزانه الكبيره اللي وراها وفتحتها بضجر تشوف شنو بداخلها
كانت سديهات لاغاني قديمه مصفوفين بترتيب أكتشفته طبع عند ريان
وتعرف بأنه مايحب احد يتطفل ولايلمس اي غرض له
لكنها بدت تشوف اشياء تجذبها تدريجياً
وقفت وفضولها ينشد اكثر وأكثر وهي تشوف نظاره صغيره مكسوره
تذكرها أول نظاره لبسها بعد ماعرفو بأن نظره ضعيف بس ليه محتفظ فيها للحين وهي مكسوره
قمصانه وتشيرتاته لازال محتفظ فيهم لهذا اليوم
لفتها واحد فيهم كانت عالقه فيه بقع دم
سحبته من الرف وكأن الذاكره ترحل بها إلى الماضي
****
لما كانت بالصف الأول الابتدائي
راجعه من مدرستها ووجهها محمر من حرارة الشمس الحارقه
تحس بثقل من شنطتها ف صارت تجرها بالأرض بطفش
أبتسمت بشقاوه وهي تشوف حمدي مع شلته متجمعين
(حمدي كان مشهور بحيهم بأسم زعيم شلة الغضب ومعروف بشره رغم أنه كان بالصف الرابع بس)
أخذت حصى من الأرض ووقفت متخبيه ورا البقاله الصغيره الموجوده بوسط الحي
وتعمدت ترميها عليه حتى صابت طرف جبينه
صرخ بصووت عالي وعيونه تشتعل بشرار ماله مثيل ارعبها
وقفو على اثرها لعيال يدورن منو اللي تجرأ ورمى بزعيمهم
هربت بسرعه لكنها اصطدمت بكتف ريان اللي ناظرها بصمت
ماعارته اي اهتمام وهي تكمل طريقها للبيت بخوف
لكن استوقفهم حمدي وهو يشير بغضب :انتو اللي رميتوني
هيا هزت رأسها بالنفي :مو أنا
حمدي جمع الشله :ماراح تمشون من هنا ماكو احد غيركم رماني
ريان مسك يدها يحاول يبتعد عنهم:حنا ماسوينا شي
حمدي مسك عصا ووجهها عليهم وهو يوقف بطريقهم يمنعهم من العبور
نطقت هيا بسرعه وبخوف وبكذب وهي تفلت ايد ريان من ايدها :هذا ريان مو أنا
وبالفعل ريان هو اللي اكلها بالنهايه وحصل كفايته من الضرب
*****
صحت من سرحانها وهي لازالت تذكر نظرته المصدومه منها لهذا اليوم
ناظرت بيدها وهي تحس بشعور غريب يتملكها
لتو تحس بأنه كان ماسكها بقوه وبأحكام وكأنه كان خايف عليها من كل شي
ولما فلتت يدها منه لاح بوجهه نظرات الحزن والخيبه
ورغم الضرب اللي ناله لكنه ماذرف دمعه وحده أو حتى انكر وبرر نفسه
كان شهم وشجاع ومحد ينكر هالشي فيهم
سمعت صوت الباب يفتح
وقفت بسرعه وبداخلها شعور غريب لأول مره تحسه
ودها ترتمي بحضنه وكأن قلبها لتو يصحى من سباته الطويل
لكنها انصدمت من وجهه الشاحب وجسمه اللي يتصبب عرق ورجفته الملحوظه بشكل كبير
نطقت بخوف :رياااان
ناظرها بحده وعيونه حمراء بلون الدم وطاح من طوله مغشي عليه......
-----------------------------------
بلعت غصتها بقهر وهي تشوفه يوقف لهاا تاكسي ويعطيه العنوان
(يعني من هنا راح نفترق حتى ماقدرت توصلني للسكن ياسيف جايب زوجتك تستقبلك من المطار عشان تدخلها بعيني يعني )
كتمت غيضها وهي تشوف السايق يسحب شنطتها ويصعدها بالسياره ويفتح لها الباب عشان تصعد
قبل لاتصعد وصلها صوت البنت الشقراء وهي تسأل :من تكون ؟؟
سيف :مجرد شخص من اقاربي اوصوني بتوصيلها معي
ركبت السياره وسكرت الباب بكل قوتها وصدرها يرتفع وينزل من العصبيه اللي اجتاحتها
قرب من عند النافذه وهو يهمس :السايق راح يوصلك السكن أوك
ضغطت على الزر وسكرت الشباك بوجهه من غير ماتناظره حتى
واشرت على السايق يمشي
تمالكت نفسها بصعوبه لاتسأله (وأنت متى راح تجي ؟ ولاراح تنام معها الليله )
زفرت بضيق ودموعها تفلت بتمرد وبقهر وهي تنطق بداخلها (يعني شنو كنتي متوقعه منه ياريما شنو متوقعه ؟!)
---------------------------------------
فتحت عيونها بصعوبه ورجعت تسكرهم بدوخه
حست بشي يضغط على ايدها
ف رجعت تفتح عيونها من جديد وعيونها التقت بعلاء اللي نطق بهمس وهو ماسك يدها:الحمد لله على سلامتك
حاولت تنطق لكنها حست بريقها جاف
طلع صوتها مبحوح وباستغراب ناظرت بأبرة المغذي المغروزه بيدها :ليه انا شفيني؟؟
نزل راسه بحزن ومسح على شعرها بحنان :أهم شي انتي بخير ولاالباقي مو مهم
ميار غمضت عيونها وهي تحس بألم :علاء قول شفيني أنا حاسه بألم فجأه
علاء :فقدنا الجنين ربي يعوضنا ويبدله لنا بالأحسن
ميار شهقت بصدمه وهي تهز رأسها بالنفي غير مصدقه :علاء قول انك تكذب قول انك تكذب مستحيل يكون هذا الكلام صحيح مستحيل
علاء مسك وجهها ودفنه بصدره وهي تبكي بصوت عالي :أهدي أهدي ياميار ولاتسوين بنفسك كذا هذا قضاء الله وقدره وربي ماكتب يكتمل الحين وتعرفين لكل شي حكمه وخيره سبحانه ربي
الحمد الله ان لحقنا عليك ولاكان راح يصيبك تسمم الجنين صار له يومين مافيه نبض
ميار أبعدت رأسها عنه وناظرته بريبه:بس أنا سمعت نبضه اليوم
علاء :أكيد كان يتهيأ لك حبيبتي
ميار صرخت بعصبيه وبصوت مخنوق :أقولك سمعت نبضضه اليوم مستحيل انه كان يتهيأ لي مستحيل
علاء مسكها من جديد يحاول يهديها :أرتاحي الحين بعدين نتكلم انتي تعبانه ماابيك تتعبين أكثر
ميار فلتت نفسها منه بصعوبه وهي تبكي بحرقه:أنت مو مصدقني مو مصدقني اقولك ولدي كان فيه نبض سمعته بأذني اليوم ليه الدكتوره ماقالت لي انها راح تنزله
بأي حق بأي حق انا مايكون عندي علم ابي اشووفها ابي اشووفها ناديها لي ناديها مستحيل يكون كلامها صحيح
علاء :ميار أنتي متأكده ؟
ميار :متأكده مثل ماأنا أشوفك الحين
علاء طلع من الغرفه مسرع متوجهه لغرفتها
مستحيل يكون وقع على قتل ولده
كل الأوراق كانت رسميه قدامه
دق الباب لأكثر من مره بدون مايسمع اي رد
شافته وحده من الممرضات ونطقت بسرعه :الدكتوره صار لها نص ساعه من طلعت انتهى دوامها آمر في شي ؟
علاء :أتصلي عليها بسرعه ابي اكلمها ضروري
الممرضه مشت معه للاستقبال ورفعت التلفون تتصل عليها ثواني ونطقت :مع الأسف جهازها مغلق....
-------------------------------
ضغط على صدره بعد ماحس بخفقات قلبه تزداد وفضوله يشده الى الشخص اللي وراء الباب
بلع ريقه بصعوبه ويده ترجف كل ماحاول يمسك مقبض الباب
نهى نفسه بعنف وهو يتراجع عن عزمه في مقابلته
فصخ الكمام والقفازات واللبس بالأرض بقهر ومشى بيترك كل شي خلفه
لكن وقفه صوت دانيال اللي نطق :أميير !
التفت له بوجهه جامد من اي تعبير وبدون ماينطق بأي حرف
دانيال بصوت متوسل :تكفى اسمع له لو مره وحده بس لاتحرم نفسك ولاتحرم أبوي من هالفرصه
أمير بصوت حاد :مع الأسف انه مايستحق هالفرصه بعد هالعمر هذا كله
دانيال :أمير أبوي مو طالب منك اي شي غير انه يشوفك حتى لو ماسامحته ،تكفى بس ادخل له حتى لو ماكلمته بس اسمع الكلمتين اللي عنده
وبعدها انت حر تقرر شنو بتسوي
أمير بحده:أدخل وقوله أمير ماراح يسامحك لآخر يوم بعمره ساامع ....ومشى بيتركه
لكن دانيال مسك ذراعه بسرعه وعيونه تلمع بشكل غريب اوجع أمير :مستكثر تسمع شخص ماباقي من عمره الا ايام معدوده أبوي صدق خلاك تربى عند هذيك العايله
لكن بعمره مانسااك كل مجله تنزل عنك كل مقابله تطلع فيها كان محتفظ فيهم أبوي كان يراقبك من بعيد لبعيد بس انت مو عارفه بششي
أمير هنا اشتدت ملامحه عصبيه وفلت ايد دانيال بانفعال ومشى تاركه يدخل الى غرفه ابوه باندفااع غاضب
صرخ ووجهه يشتعل احمرار :وش تنفع مراقبتك من بعيد قولي إذا كنت بايع ولدك عشان شويه فلوس أنت....
أنقطع صوته وخفقات قلبه تزيد من التفاته أبوه له بعد ماكان عاطيه ظهره
وعلى طرف عيونه تجمعت الدموع
مسحهم بكبرياء وابتسم
ابتسامته اذهلت امير بل صعقته حد النخاع
وذبل كل الكلام الذي كان سينطقه أمام ذلك الوجه الابيض المملوء بالشيب والتجاعيد التي تجمعت حول عينيه
جسمه مليء بالاجهزه لكنه لم يبدو هزيل كحال باقي المرضى بل وضح عليه القوه بكل عنفوان
والصدمه الاخرى كانت لما لمح صوره له بايطار صغير بجانب رأسه والصوره الثانيه لدانيال
قطع صدمته صوت اخترق أذنيه بحنيه :الحمد لله أن ربي جمعني فيك قبل لاأموت
حط دانيال يده على كتف ابوه وهو يهمس :الله يطول بعمرك يبه لاتقول كذا
عيسى حط يده على ايد دانيال وعيونه معلقه على أمير اللي يراقبهم بصمت قاتل
نطق بضعف :قرب يبه ليه واقف بعيد ترى ذبحني الشوق لك كنت اعد الايام ولشهور ولسنين بس عشان أشوفك واقف قدامي وقريب مني
فتح له ذراعه وهو يتابع :والمكك عندي لو مره وحده قبل ماينقطع النفس مني
أبتسم بسخريه بعكس كل الانفجارات والتخبطات اللي بداخله وهو يتراجع خطوه للوراء :هذا راح يكون باأحلامك بس مستحيل أصدق هذي الاكاذيب كلهاا
مستحيل أصدقك وأكذب الثلاثين سنه اللي عشتها ،أنا أبوي حمد الله يرحمه وامي حصه واخوي جهاد وعندي خوات ثنتين ربي يحفظهم لي
أنا عائلتي وحده أما أنتو مجرد كذبه ومستحيل اصدقها سااامعين ...وطلع تاركهم يشتعل بنار الغضب
----------------------------------------
فتح عيونه على صوت نقاشهم الحاد
وهيا تصرخ منفعله :أنتي لو تخافين عليه كان ماخليتيه يوصل لهذا الحال حررااام عليك ولدك محتاج مستشفى مايصير نسكت على وضعه أكثر
أم عبد الله هزت رجلها بتوتر :وانتي لو تخافين عليه ماكنتي خليتيه يطلع كل ليله زعلان وشايل بقلبه من عندك ولدي ماكانت تصيبه هالحاله كثير
لكنها بدت تزيد من يوم دخلتي حياته قلت لك يايمه اسمعيه افهميه أنتبهي له
هيا :خالتي لاتحطين اغلاطك علي انا مالي ذنب إذا كان ولدك مدمن وحالته وصلت لمرحله خطره وسكوتنا ابداً مو لصالحه الافضل ان عمي يدري واخوانه يعرفون بوضعه
وتشوفون احسن المستشفيات اللي تعالج مثل حالته
قطع نقاشهم صوته وهو ينطق :كلام هيا صح يمه أنا صرت ماأقدر اعيش من غير لحبوب المهدئه جسمي تعود عليهم وصار ياكلني لما اقطعهم
ماعدت اركز بشي ولاعدت اقدر امارس حياتي بشكل طبيعي قمت اتخيل اشياء واشياء قمت اشوف اشياء ماهي موجوده
صرخ فيهم :لاترمين عليها اللوم ولاهي ترميه عليك لأني نفسي السبب بكل اللي يصير لي انا اللي حبست وكبت بداخلي وعجزت اصرخ
أو اطلع اللي بداخلي ........أنا بداخلي تراكمات خلتني عاجز وأخذ هالحبوب وادمن عليها
جر هيا لغرفة الملابس وفتح كبتها ونثر ملابسها على الأرض بانفعال :أنا مدمن وعاجز وأنتي مو مجبوره تعيشين مع شخص مثلي ليه صابره أكثر
كان المفروض انك تطلعين من هالبيت من البدايه كان المفروض ماتوافقين تتزوجين من شخص مايحمل بداخله الا ذاكره سيئه عنك ويبي ينتقم منك طلعي من هالبيت
قبل ماتهتز صورتي بنظرك أكثر
رجفت وعيونها تتسع بصدمه :ريااااان شقاعد تقول؟؟؟
وقفت أم عبد الله بخوف وحاولت تمسكه تهديه لكنه ابعدها عنه بعصبيه :وانتي بععد لاتلمسيني ضعفك وخوفك من أبوي هم اللي وصلوني لهذا الحال
أم عبد الله :رياان يمه أهدأ ولاتسوي بنفسك كذا أنا راضيه بكل اللي تقوله لكن تكفى لاتسوي بنفسك كذا
ريان بعصبيه :ماراح أهدأ الا لما هذي تطلع من حياتي كلها خذي عفشك وطلعععي براااا
هيا هزت رأسها بالنفي والدموع اخذت مجراها :أنت تقول هالكلام بدون ماتحاسب عليه صح انت مو في وعيك صح أنت تحبني مستحيل تبي تتخلى عني بهالطريقه مستحيل
ريان مسك ذراعها بقوه آلمتها :حبي لك مات ودفنته من عشرين سنه وانتي بدلتيه لكره وحقد تراكم طول هذي السنوات وكبر معي ماعدت ابيك في حياتي ماعدت ابي اذكرك
أو أشوفك ،كنت أضن اني برتاح لما انتقم منك واعذبك لكني لقيت اني اعذب نفسي واقتلها بوجودك معي
أم عبد الله :هياا طلعي برا الصالون وخليني اتفاهم معه بروحنا هو الحين مو عارف شنو يقول
ريان :أنتي طلعي منها يمممه أخيراً قدرت اقول اللي بداخلي كلمه كلمه ولو ماتكلمت بعد هاليوم راح انفجر
هيا صارت تشهق ببكيها وكلام ريان هزها بعنف وصدمه :مستحيل اصدقك مستحيل انا عارفتك وعارفه بأنك لازلت تحبني لهذا اليوم
مهما كابرت مهما انكرت وانا مارضيت فيك الا لاني عارفه بحبك لي
ريان :منتي مجبوره تعيشين مع شخص ماتحبينه بس لأنه يحبك مثل ماتقولين ،انا طالع الحين ابي ارجع وماألاقيك هناا ساامعه ....وطلع تاركهم
همست والدموع حفرت وجنتيها الحمراوتين :بس أنا أحبك .....
(فالأنتقام صعب من أنسان كان أقرب الناس إلى قلبك)
-------------------------------------
فتح لها موظف الخدمه الباب بالكرت
لتنصدم بأنه عباره عن سويت يحوي سرير كبير في منتصفه وحمام فقط
دخلت وفتحت النافذه وهي تسحب نفس عميق وتطلعه
(انتي اللي رضيتي تذلين نفسك ياريما انتي اللي تركتي ذاك الجناح وقبلتي تنحكرين هنا )
تنهدت والموظف يدخل شنطتها ويطلع تاركها بعد ماسكر الباب خلفه
فتحتها وسحبت منها روب الحمام تاخذ لها شور يصحيها ويهدي اعصابها المشدوده
دخلت تحت الماي الساخن وصوره وحده تكررت بمخيلتها لاكثر من مره
وتلك الشقراء ترتمي بحضن سيف أمامها
ضربت الجدار بقهر وهي تلوم نفسها :ليه مقهوره على شخص ماصار له يومين من دخل حياتك شيليه من بالك ياريما وانسيه انسسيه
------------------------------------
:أستاذ علاء كل الاوراق رسميه والفحوصات قدامك مافي اي غلط أو شي من الكلام اللي قاعد تقوله يعني ماأضن ان الشكوى اللي بترفعها بتجيب نتيجه
علاء :بس زوجتي قالت بأنها سمعت النبض قبل لايتم الاجهاض والدكتوره قالت بأن صار له يومين ميت في بطنها وكل ماحاولنا نتصل بالدكتوره جهازها مغلق
مدير المستشفى :اكيد راح يكون مسكر لانها خارج وقت الدوام والمدام يمكن كانت تعبانه ومو في وعيها عشان كذا ماتدري ايش صاير بالضبط
طلع من عنده والحزن وضح بملامح وجهه
مو عارف يصدق مين بالضبط الاثباتات اللي قدام عيونه ولا كلام ميار
وصل لعند غرفتها ورسم شبح ابتسامه على شفاته قبل لايدخل
أول ماشافته فزت بسرعه وهي تنطق بتعب :علاء ليه طولت وينها ليه ماجت معك
علاء قرب منها :ماقدرت الحق عليها انتهى دوامها وطلعت
ميار :طيب كان اخذت رقمها واتصلت عليها
علاء :حاولنا لكن جهازها مغلق
ميار بريبه :هذي اكيد تبي تهرب
علاء مسك يدها :مياار ابعدي الشك عنك وارضي بقضاء الله وقدره انا شفت الفحوصات قدامي وشفت ان كلامهم صحيح
يمكن الدكتوره ماحبت تقول لك عشان لاتخافين بس
مسح على شعرها بعد مانزفت دموعها :ربي يعوضنا خيرر
------------------------------------
بعد مرور ستة أيام أنتظرتها فجر بفارغ الصبر
وهي تعمل على لوحتها بكل اجتهاد وطاقه
وقفت بصاله كبيرره للأنتظار لأحد المعارض المشهوره
وتجمع المتسابقين كبير بعكس توقعاتها
ناظرت بالبطاقه اللي عليها ومكتوب عليها رقم (98)
يعني امامها مشوار طويل و(97)متسابق قبلها وبعدها 19 شخص
كيف راح تنجح وتتجاوزهم
مسكت بلوحتها بأمل بسيط وهي تدعي من أعماق قلبها بالنجاح
مرت ثلاث ساعات من الأنتظار وهي بدت تحس بالملل تدريجياً وهي تشوف تعابير المتسابقين
واللي كان بعضهم يطلع بخيبه أمل ملحوظه وبعض اخر يطلع ببتسامه تملى شفاته
وأخيراً طلع شخص ينادي :97،98،99
وقفت بتوتر وهي تشوف البنات الثنتين اللي وقفو ملبين الندأ وناظروها بسخريه
دخلت وهي تبلع ريقها بصعوبه وتعدل بحجابها الأبيض بتوتر
بس رفعت رأسها شهقت بصدمه وهي تشوف الرجل العجوز اللي رسمته من ضمن الحكام الثلاثه
عدل نظارته بتركيز وهو يأمر البنت الأولى بعرض لوحتها
وبالفعل بدت البنت بشرح مضمون لوحتها واثنوا عليها
وبدأ الندأ عليها :المتسابقه رقم 98
أقتربت وهي توضع كل الأمل الموجود بداخلها بخطواتها الثابته
أزاحت الغطاء الموجود على لوحتها لتنثر لهم مشاعرها المدفونه بتلك اللوحه
(يريحني أن الغي وجوديتي في فعل موجود ،لذا مارست التخفي على لوحة )
-----------------------------------------
سانده حتى اجلسه على الصوفا وهو ينطق بخوف :فيصل ياويلك لو تحركت من هنا أنا بصعد الأغراض وبقوم بكل شي انت أرتاح بس
فيصل بتعب :عمي تعب جسمي من كثر النوم والقعده خليني اساعدك كيف بتصعد الاغراض كلها بروحك
أبو ناصر :لاتخاف شفت لي كم واحد يساعدوني وبعدين اغراضي واغراضك مو شي كلهم حاجتين ياولدي أنت ارتاح الحين ....وطلع تاركه
فيصل دار بعيونه بالشقه اللي اضطروا ينقلو لها بسرعه بسبب اعمال الصيانه اللي صارت بالعماره اللي كان ساكن فيها وعمه تكفل بكل الموضوع
وشاف لهم هذا المكان ماكان كبير لكنه كان مريح واشعة الشمس ساطعه فيه
غمض عيونه بتعب وسرعان ماداهمته صورتها
بلغ الشوق مابلغ بل وتعدى كل مراحله
يتمنى يوم لقائه بها بفاررغ الصبر
----------------------------------------
جهزت صينيه للحلا مع دلة قهوه وحطتهم أمامه
تعبت من حاله اللي كل يوم تزيد سوء وبنفس الوقت تعذره
مو سهل يصدق ان له عائله ثانيه بعد كل هالسنوات والادهى والأمر من هذا كله أنه يعرف السبب وراء تخليهم عنه
تنهدت وهي تجلس بجنبه وتمد له بصحن الحلا بعد ماسكبت له فنجان قهوه
أخذهم منها بهدوء وعقله يشرد الى مكان آخر
قطعت الصمت وهي تنطق :أمير شو رايك نسافر على مكان نغير جو ومنها انت تنسى هالهموم اللي بداخلك شوي
أمير :كيف اقدر انسى بس ياليان كيف ؟أنا مو قادر اشيلهم من عقلي لاهو ولاولده ،مو عارف اتخذ قرار يرضيني مو عارف ارجع لأهلي والسبب هم
كيف تبيني انسى ؟
ليان :قلتها لك قبل ياأمير كان المفروض تسمعه يمكن بيشرح لك شي أنت مو عارفه ،عموماً لسه ماأنتهى الوقت وتقدر تروح له مره ثانيه
يمكن بهالمره تقدر تسمع له
رن جهازه بنغمة الايفون المعتاده ورفعه بسرعه :هلا فهد ،علمني عرفت شي ؟
فهد :هلا طال عمرك ،ايوا عرفت بأنهم كانوا ساكنين في جده من قبل ومن خمس سنوات انتقلو للرياض ومرض الوالد بالسنوات الاخيره خلاهم
مايطلعون منها
أمير بغيض مكتوم :لاتقولي الوالد ،علمني شنو مرضه بالضبط ؟وولده وين يشتغل بالضبط ؟
فهد بتوتر :سمعت بأنه محتاج إلى عمليه زرع نقي العظام بس للحين ماحصلو متبرع يطابقه ،بالنسبه لدانيال ماقدرت اعرف عنه شي غير انه
يتردد على امريكا كثير اغلب سفراته هناك وكل اللي سألتهم عنه مايعرفون عنه شي
أمير :طيب بس تعرف اي شي عنهم ارجع كلمني
فهد :تم فمان الله
سكر منه والتفت لليان :يقول انه محتاج عملية زرع نقي عظام شنو يعني بالضبط ؟
ليان :يعني يتم انهاء معمل الدم القديم وتبديله بجديد بواسطة بذور أما انها تكون من المريض من نفسه أو من متبرع آخر
سواء من العائله او من خارجها
------------------------------------
طلعت ترمي بنفسها بشوارع لوس انجلوس اللي صارت تعلم بوحدتها
مرت ستة أيام وهي ماتعرف عنه أي شي
مافكر فيها مافكر كيف حالها ولاكيف عايشه تاكل ولاماتاكل
تنام ولاماتنام مرتاحه ولا لا ؟؟؟
كل هالاسئله كانت تدور في بالها من ستة ايام اللي قطعها فيها
بعد ماأرسلها للفندق مع سايق
حتى مافكر يوصلها بنفسه
سحبت هواء وطلعته وهي تجلس على احد الكراسي بصمت تراقب اللي رايح واللي جاي
حتى مرت ساعات طويله وهي بذاك الحال
حست بالنعاس يغلبها فقررت الرجوع الى سجنها المنفرد
وقبل لاتدخل الهوتيل مرت بالسوبر ماركت تجمع لها كولا وشبسات وحلويات
كانت عايشه عليهم طول هالفتره
مو مهم شنو تاكل المهم شي يسد جوعها وخلاص
صعدت بالاصنصير للطابق الرابع وطلع الكرت من شنطتها
فتحت الباب ودخلت وهي تسكر الباب وراها برجولها من الاكياس اللي حاملتها
انصدمت وهي تشوفه امامها جالس على السرير ويهز رجوله بعصبيه
نطق وهو يوقف بوجهها بحده :واخيراً شرفتي يامدااام
ماكان ودها تضحك الا انها ماقدرت تمنع نفسها من انها تبتسم بسخريه :خير شكلك مضيع بالعنوان !
سيف مسكها من زندها وعصبيته تزيد :لما أكلمك تكلمي معي باحترام وبعدين كيف طالعه بهذا الشكل منو سمح لك اصلاً
(ريما كانت لابسه بلوفر أبيض صوف مع بنطلون جينز أزرق فاتح ممزق من عند الركبه وتحته تايت شبك أسود مع بوت قصير أسود وحجاب أسود )
ريما جرت يدها منه بعصبيه أكبر وهي تنطق بأنفعال :ومنو انت اللي تسمح ولاماتسمح أرجع من المكان اللي جيت منه واتركني في حالي أنا حره بتصرفاتي
وحره باللي اسويه فاااهم
سيف رجع يمسكها بقوه أكبر وبصراخ :لامو بكيفك انا ماجبتك لهنا عشان تهيتين مو عشاني تركت لك هذا الباب مفتوح تقومين تسوين اللي تبينه
بس أنتي الظاهر ماينفع معك الطييب ،وصوتك هذا لو يعلى علي مره ثانيه قصيته لك فاهمه
ريما بلعت ريقها بصعوبه والدموع تجمعت بعيونها نطقت بألم :أتركني أتركني ولاعاد تلمسني تو اطري في بالك تو تذكر بأنك جبتني معك لهنا
ولابس غرضك توصيلي مثل ماأوصوك العائله ،أرجع لهاا ارجع واتركني في حالي مابي منك شي مابي حتى أشوفك
سيف فلتها منه وعلق عيونه بعيونها اللي حاولت تشتتهم قد ماتقدر بعيد عنه تخفي دموعها :قلت لك قبل مابي اي حسابات انا مو مستعد ابرر لك اي شي
وانتي قبلتي تجين معي بعد ماوافقتي على شروطي
ريما ضغطت على شفاتها بقهر وهي تبلع غصتها وتنطق بداخلها (حرام عليك ستة أيام ماحسيت فيني وأنا كل يوم انام بحسرتي وحيده
مليون فكره وفكره تطري ببالي وتعذبني افكر فيك تغذيت ،تعشيت ،نمت ولالسه صاحي ماأصدق الوقت اللي انام فيه بس عشان اشيلك من بالي
ستة ايام مرت وانا اكلم فيها الجدار مثل المجنونه لاني لو ماتكلمت وقتها راح انسى حتى صوتي )
أبتعدت عنه متوجهه للباب فتحته على مشرعيه بهدوء وهي تنطق بصرامه :تفضل
سيف احتدت ملامحه وقرب من الباب وسكره بقوه :انتي أكيد جنيتي صح تبين تطرديني من هناا !
ريما :ماأضن ان لك حاجه هنا عشان تتم جالس
سيف مسك وجهها بتملك بعد مافك حجابها من عليها وينزل شعرها الكستنائي بعفويه على اكتافها :ومنو قال أن مالي حاجه هنا أنتي زوجتي مثل ماأميليا زوجتي......
--------------------------------------
ضربات قلبها تخفق بسررعه مو مصدقه النتيجه اللي طلعت فيها
مو مصدقه بأنها حصلت اعلى نسبه من بين كل المتسابقين
استلمت على اثره شيك بمبلغ وقدرره ......+عرض لوحاتها بمعرض ......المشهور
لأول مره بحياتها تحس بطعم النجاح والانجاز
حمدت الله وشكرته بأنها نالت هذي الفرصه وهي تطير لعمارتهم تبي تبشر تريساا بأسرع وقت مافيها تصبر أكثر وأكثر
لكنها فجأه جمدت في مكانها وماء باارد ينسكب عليها من فووق لتحت ليبللها بالكامل
صدرت منها شهقه بصدمه وعدم استيعاب وهي تناظر بالمكان اللي انسكب منه الماي
زفرت بقهر وهي متوجهه للشقه اللي بجنب شقتهم تكلم اصحابها عن هذا التصرف السيء
متناسيه فرحتها بفوزها بالمسابقه بعد ماخرب كل مزاجها
مشت بالدرج مسسرعه لحتى وصلت لعند باب الشقه وهي تلهث من العصبيه ضغطت على الجرس بقوووه وقهر
تنتظر احد يفتح لها ......
---------
أبو ناصر :ها فيصل شسويت
فيصل وهو يحاول يفك انبوب المغسله :عمي هذي مسدوده يبي لنا نجيب احد يفهم بهالامور
أبو ناصر :أجل وين اختفى الماي المتجمع فيها
فيصل طلع من تحت المغسله وهو يرد :أبد شفت لي طشت جمعت المويه فيه ورميته على الاشجار ينتعشون اكيد محد يسقيهم هنا
الخامس والعشرين من هنا