رواية قبل الوداع ارجوك لا تذكريني الفصل التاسع عشر 19 بقلم الكاتبه البارونه
" الفصل التاسع عشر "
:
يطير الحمام
يحط الحمام
أعدي لي الارض كي أستريح
فأني أحبك حتى التعب
م.ن
:
:
اخذت نوره تفكر في گلام والدتها : الوقت ذا يابنتي ماتنجبر البنت كيف الرجال مسألة انك تقولين سلطان مجبور هذا قمة الغباء
نوره : يمكن مثل ماجد حاولوا يلزقون فيه سمر
سعاد: حاولوا لكن ماقدروا حتى يوم دقت مضاوي تبشر سمر بخطبة ماجد لها عرفت انه ماهيب صايره ..
:
+
:
مرت السيارة من بوابة حديدية كبيرة لتعبر عبر ممرات مزينة بالاشجار والمسطحات الخضراء وملاحق واسعة وتتوقف امام فيلا كبيرة بابواب عملاقه ..!!
كانت غادة متوترة من لقاء عائلة ماجد فـ هو لم يقول ابداً اي شيء يخصهم فقط تحذيره الغريب ..
كيف تتعامل مع اشخاص تم تحذيرها منهم ..
لكن عند دخول المنزل وجدوا هدوء فقط مشى ماجد امامها متجاوزاً امتار من الممرات المغطاه بالرُخام ليقف في صالة داخلية
كانت مضاوي جالسة تضع رجلاً على رجل وتهزها بشكل منافي لمحاولتها الظهور بمظهر اللامبالية بـ ماجد وزوجته الدخيلة .. فهي تعلم وقت وصولهم حيث طلب منها سلطان اعداد استقبال جميل للعروس الجديدة.. " حسناً ستجد الاستقبال اللائق بها "
ماجد : السلام عليكم
غادة بصوت هاديء : مرحبا ..
مضاوي مازالت تجلس باسترخاء : لعبة ماجد الجديدة .؟
محاولة زرع الشك في ذهن غادة
ماجد مخاطباً غادة : حبيبتي اطلعي مع الدرج وروحي يمين وانا جايك ..
طلعت غادة وهي تستغرب من كلام المرأة وعند وصولها اعلى الدرج سمعت ماجد يتحدث بالهاتف : ايوا عمار باقولك بخصوص الحوالات العائلية اي .... مضاوي بندر الغي حوالة الشهر ذا ... ممتاز ... يعطيك العافية ... لا لا حتى اشعار اخر ..!!!
سكر الهاتف وهو ينظر لخالته مبتسماً : جوِّع كلبك يتبعگ !!
واقتربت منه : بتندم ياماجد !! والله لاخليك تعرف من الكلب !!
تركها بدون رد وتبع عروسة .. المذهولة وهي تسمع وترى ماحدث ..
: من هذي !؟
ماجد : زوجة ابوي ..
غادة : صغيرة ..
ماجد : وبتقعد طول عمرها صغيرة ، تعالي اوريك جناحنا
فتح باب لغرفة واسعه بالوان الذهبي والعاجي ..ومعها غرفة جلوس وغرفة مكتب وغرفة ملابس ودورة مياة واسعة وانيقة وشرفة مغلقة بباب زجاجي ..
ماجد : اذا بتغيرين شي منها لك مطلق الحُرية
غادة : لا جميلة وواضح انها جديدة
ماجد بفخر : توني مجددها وحسيت هذا ذوقك ، بس يبيلها ركن قهوة بما انك صاحبة مزاج ..!!
ابتسمت غادة : على الي سمعته تحت اعرف ليه مزاجك حاد
مسك ماجد كتوفها : غادة لايرهبك احد ابداً فعلياً انتي صاحبة البيت حتى الخدم ببلغهم بهالشيء
غادة تقاطعه : لا لاتغير على احد اي نظام انا باعرف اتأقلم لاتشيل همي ..
ابتسم ماجد لفتاته القوية واحتضنها ~
:
:
وجدت غادة اغراضها مرتبة وبدلت لباسها فماجد تركها وذهب للشركة قائلاً: باحاول اجي بدري للاسف هالوقت دائم زحمة صفقات ..لكن بارتب وضعي اسبوعين كذا عشان نسافر ..
+
لاتهتم غادة فعلاً بالسفر كل اهتمامها منصب على ماجد ومزاجه المتقلب وتذكرت ليلة البارح حيث اغدقها حُباً تكلم اثناء احتضانها كما لو كانت هي كل مايتمنى صوته الخاثر عيناه الناعسة كلماته الرقيقة لمساته الساخنة.. كان يتكلم بصوت غريق ابح وهو يمرر يده على جسدها يمتدح نعومتها تارة ويشتكي من قسوتها عليه تارة اخرى يحرقها بجسده الصلب ليسألها لما جسدها ساخن !؟ يلمس اجزائها العارية ويشتكي مما تفعله به .. يطلب منها ان تحبه مردداً احبيني قولي احبگ !! وهولم يقل لها هذه الكلمة ابداً .. يضع اذنه عند شفتها ويطلب ان تردد اسمه ليقول انها لاتعرفه ابداً.. يذكر انه لاشيء بدونها لـ يردف انه سيقتلها ان تركته ...كانت غادة في دوامة احاسيس جديدة جسدياً وعاطفياً ..كلامه كطفل احيان وكعاشق احيان وكمجرم احيان جعلها تنسى انها ليلتها الاولى بين يدي رجل قاسي ..لكنه كان من الحنو ان اعتذر لها ان آلمها ليتمنى الألم لنفسه بدلاً منها .. ليلة البارح وُلد امامها ماجد لاتعرفه لينضم لمجموعة ماجد السابقة ..
طرقات خفيفة على الباب اخرجت غادة من افكارها الساخنة فتحت الباب لتجد الخادمة تطلب منها النزول للالتقاء بوالد السيد ماجد
عادت غادة لترتدي لباس لائق وتضع مكياج خفيف وتأخذ معها عباتها وطرحه وتنزل ..
وجدت رجل كبير عرفت انه والد ماجد ونفس السيدة الغاضبة
: السلام عليكم وتقدمت للسلام عليه واستغربت انه لم يحرك ساكناً بل تلقى قبلتها بدون رد
مدت غادة يدها لمضاوي : مرحبا
ايضاً لارد وجلست صامته ..مستغربة لما تم استدعائها لهذا المجلس الصامت ..!!!
لكن بعد بضع دقائق تكلم الرجل : وين لقاك ماجد !!
الاهانة في طرح السؤال لم تخفى على غادة التي ردت بإدب : لقاني في سنة الله ورسوله ..
لترد المرأة بشكل غاضب وصوت مرتفع : اسمعي صوتك مايرتفع في هالبيت ابداً فاهمه وتحترمين الجميع !! الكبير والصغير ..
لترد غادة بهدوء: لاتنهى عن خُلقًٌ وتأتي بمثله ..!
ووقفت مبتسمه للرجل : عن اذنكم ..
وعادت لغرفتها .. لتقابل اعلى الدرج فتاة برونزية ذات شعر رمادي تبتسم
ابتسمت لها غادة تلقائياً
روان : هلابك انا روان اخت ماجد
غادة : هلاواالله انا غادة ..
روان ماتدري وش تقول : تعالي للصالة هنا نجلس
غادة : اي صالة اذا الي فيها امك وابوك ماعتقد
روان : لا لا هنا فوق تعالي
ومشت امام غادة وهي لاتعلم بماذا تحدثها فـ سمر طلبت منها فقط ان تتودد لزوجة ماجد وتجعلها صديقة !!!!!
غادة : لك اخت ثانية
روان: اميرة بس توها صغيرة
غادة : وماعندك اخوان غير ماجد وسلطان ومحمد
روان : ايه ( وهي تنقل نظرها بين وجه غادة وجسدها وشعرها وتعرف ان لاأمل ابداً لـ سمر بمنافستها ..!! )
غادة : انتي اخت ماجد من ابوه ؟
روان : ايه ماجد اخوي الوحيد من ابوي امه كانت اخت امي توفت واخذ ابوي امي بعدها ..
قاطعهم ماجد : تحقيق !؟
غادة : كنت اسولف مع روان تعال .. ومدت يدها له
لكن ماجد اقترب بهدوء وامسك يدها وبدل ان يجلس وقفها لتذهب معه .. لجناحهك امام نظر روان ..!!
التي فتحت هاتفها لتتصل بسمر وبعد ان اخبرتها بالحوار كاملاً سمر في غضب : ياغبية !!! بدال ماتسحبينها انتي بالكلام رحتي تجاوبين لها بكل بلاهه !!
...
ماجد وهو يفتح ازرة ثوبه : وش سويتي من اليوم !؟
غادة : تعرفت على ابوك ؟ وجلست معه هو وزوجته .. ولاحظت من حركة يد ماجد ارتباكه : لاتحتكين معهم !
غادة : اعرف بس بـ احاول احافظ على علاقة طيبة مع اهل البيت !!
ماجد : لاتحتكين معهم !!!
غادة : ليه احس انك تخاف من كلامي معهم ؟
ماجد بهدوء : لآنك ذكية ..
غادة : طيب ماعلينا ..!!
ماجد يبتسم ويسحبها : طيب تعالي ضميني يااحلى امرأةٍ ..لو صمتت قلبي يسمعها ..
غادة : كاظم الساهر هنا يقصد العراق !!
ماجد : يقصد وطنه وانتي وطني ..!
غادة وهي تحتضنه مبتسمه : احياناً ماعرفك !!
:
:
2
:
:
اخذت نورة رقم سلطان وحاولت الاتصال مره ومرتين لكن شجاعتها تخذلها كل مره ..حتى اغمضت عينيها وضغطت زر الاتصال ..
ليأتي صوته : الووو
نورة : مرحبا سلطان
سلطان ؛ من !؟
نورة : انا نورة بنت خالتك
سلطان بلامبالاة : نعم !؟! امري !!
نورة : امم مدري كيف افتح الموضوع بس ودي اتكلم معك ..
سلطان : مابيننا كلام !!؟
نورة : سلطان .. انا ...
سلطان : انتي ليه متصلة !؟ وش تبين !؟
نورة وشجاعتها بدت تخونها : كنت بـ اقول .. ولا شيء مع السلامة وسكرت ..
اما سلطان بدا مستغرب اتصالها لكن غير كاره ابداً لسماع صوتها واعتبرها جرأه منها ان خطت خطوة بهذا الحجم بعد رفضه .. هل ندمت !! اوستخبره باسبابها للرفض !!
:
+
:
+
كانت غادة مستلقية بتكاسل وشعرها متناثر على المخده صورة وضعها ماجد في مخيلته كثيراً.. ابتسم لها وهو يقف : مادريت انك كسولة..؟
غادة : عطني تحفيز عشان اتحرك !
ماجد بضحكه : بنزور اهلك ..
وقفت غادة بعجل ثم عادت للأغطية بعد ان تذكرت انها عاريه : احلف !
ماجد : بـ أعـد الى ثلاثة والا اغير رأيي ..
غادة : طيب غمض !
ماجد : واحد
لتقف غادة بالغطاء كاملاً وتركض متوجهه للحمام ..
اه يشعر ماجد ان راحة تمر من شرايينه واوردته بدل الدم وان زهرة نبتت في صدره بدل القلب .. هل هذه غرفته الباردة الساكنة !!؟ ماذا فعلت بها غادة ..!
؛
؛
بعد انتهاء غادة من الحمام لاحظ ماجد اختيارها لملابس بسيطة للقاء عائلتها : مشتاقه لهم
غادة : مووووت
ماجد : نمر ناخذ حاجة..
غادة : انت مجنون !! مستحيل ..
ماجد : اول مره نجيهم بعد الزواج ونجي يدنا فاضية
غادة : لاننا اول مره نجيهم بعد الزواج بنخلي لهم فضل الضيافة والحفاوة .. ترى امي فنانة طبخ ..
ماجد : وانتي !؟
غادة تضحك: اسوي مكرونة لذيذة ..
:
كم مكثت غادة في منزل ماجد !؟ مده قصيرة لكن صداماتها مع مضاوي تكاد تكون اكثر من عدد الايام
مضاوي : ماشاء الله تتمشين كأنك صاحبة بيت !!
غادة : يمكن هذا طموحك ! لكن انا طموحي اگبر !!
مضاوي : ماراح توصلين لمكان بطموحك !!
غادة : تتنبئين والا تهددين !؟
مضاوي : الي تحسينه مناسب
غادة بابتسامة بريئة : ليه احس انك تحاولين تملين مكانك غصب !؟
كانت ردودها مستفزه لمضاوي رغم ان غادة لاتحدث ماجد ابداً عما يحدث لها وهو بالخارج فقط تتمنى الحديث معه عن روان فهي تجدها غريبة نوعاً ما رغم انها اكبر سناً من غادة لكن تفتقد الروح والكاريزما تنادي غادة للجلوس وتجلسان صامتتين واذا حاولت غادة فتح حوار ترد بردود مقتضبة ..
سألت غادة وهي تريد معرفة الفتاة المبهرجة : عندكم قريبات بنات عم ؟ خال ؟ محد يزوركم !!
روان : عندنا
غادة : يزورونكم عادة ؟
روان : كانوا
غادة مقلدة اسلوبها : وليه ماصاروا ؟
كانت غادة تشبه مضاوي بالشبح فكلما خرجت غادة من غرفتها وجدتها تطوف في المنزل بـ غضب او تقف لمراقبة غادة واحيان لرمي الكلام عليها ..
مضاوي وهي ترى لباس غادة : صار لنا قيمة ونلبس ماركات
غادة : يمكن انتي قيمتك فقط في لبسك !! مشكلتك !!
2
مرت الايام على غادة وماجد بـ سلاسة فقط لأن غادةسمعت نصيحة ماجد ولم تخرج من غرفتها للقاء عائلته الغريبة وجدت ان وجبات الاكل تأتيها وحدها في الغرفة بشكل بسيط ومتقشف لكن تأتي ببذخ وكمال عند وجود ماجد لاتهتم فعلاً غادة ولاتريد مقابلة احد فـ صراخ مضاوي يصلها في غرفتها وروان متقلبة مره تحادثها بـ حفاوة ومره تتجاهلها كلياً والاطفال اميرة ومحمد شكت غادة بوجودهم فعلاً لدرجة قالت ذات مره لماجد : احس بيتكم بيت رعب
ماجد يضحك : ليه ؟
غادة : اسمع اصوات حوارات وشجارات ماشوف بشر ..تتكلمون عن وجود اطفال ومادري وينهم .. روان بشخصيتين لدرجة اسولف معها ومره ثانيه تتجاهلني لدرجة اشك بالشخص الي كنت اكلمه ..
ماجد : قلت لك حنا عائلة غريبة .. بقى سلطان وش رايك فيه !
غادة بعفوية : احس انه الطبيعي في العائلة قياساً على كلام فيصل !
ماجد : ليه وش قال فيصل ؟
غادة : اذكر مدحه لي..
اخذت غادة ترتب غرفتها دون ملاحظة نظرات ماجد لها بعد مدحها لسلطان ..
:
:
+
إني أضعت العمر معصية
وجئت الآن عندك كي أتوب
وأمام بابك جئت أحمل توبتي
لا حب غيرك .. لا ضلال .. ولا ذنوب
م.ن
+
