رواية خلف الظلال الفصل السادس عشر 16 بقلم يسرا
الفصل السادس عشر..... بقلم يسرا
بعالم زينت اركانه البراءه
وباللهو لونت جدرانه
وظل سقفه مفتوحا امام كل الاحتمالات
لمستقبل لا يعلمه سوى الواحد القهار
وعلى ارض الواقع يعيش الصغيران بكنف والدهم وزوجته لا ينقصهما المال ولا الطعام ولا حتى الملبس
طرح الصغير لعبته الاليكترونيه ارضا ثم
نظر بعينيه الواسعه الكبيره الى اخيه الاكبر وقال بصوت باك : هوا احنا مش هنشوف ماما تانى يا عمر؟
نظر عمر الى اخيه الاصغر وقام وترك لعبته هو الاخر واحتضن كتف اخيه وضمه اليه : وبعدين بقى يا ياسين بابا لو سمعك هيضربك
قال عمر وقد كتف ذراعيه اعتراضا : ماليش دعوه انا عايز ماما وعايز تيته
ياسين : مش بابا قالك انهم راحو عند ربنا
عمربصوت باك: يعنى هما مش هيرجعوا تانى ؟
دخل عادل الغرفه وسمع ابنه الاصغر فقضب جبينه غاضبا : وبعدين معاك ..هوا انت مافيش على لسانك غير السيره دى ...سايب اللعب ليه وقاعد تتكلم الكلام ده ؟
لم يجبه الصغير واتاه صوت زوجته عاليا ....عادل ....عادل
التفت عادل وهم بالخروج ثم توقف لبرهه وقال : خليك حلو يا ياسين انت وعمرو عشان بكره ممكن اوديكم دريم بارك ..اتفقنا
خرج عادل تاركا صغاره وقد عاد الكبير الى اللهو مجددا وظل الصغير محدقا فى الفضاء شاردا وخبر نزهه الغد التى لن تتحقق ربما
لم تحركه قيد انمله ولم تصرف وجدانه عن الاشتياق لوالدته وجدته الحنون
اتجه عادل الى غرفه النوم ليجد زوجته تنظر له متذمره وقالت : اخيرا جيت بقالى ساعه بنده عليك
عادل بخشونه : وانا مش عيل صغير ياست هانم اول ماتندهلى اجري جرى عليكى
ردت الزوجه باستهتار : طيب طيب براحه ليطقلك عرق ...ثم وضعت ذراعها على كتفه وعبثت بأنفه وقالت : مين اللى كان عندك ؟
مط عادل شفتيه قائلا : حذرى فزرى ؟
ردت الزوجه بنفاذ صبر : اتكلم بقى..... الله
عادل : سالم ..ارتحتى ..سالم يامنال هوا اللى كان هنا
ردت منال بحذر : وعاوز ايه سى سالم ؟
عادل بخشونه: شغل مالكيش فيه
منال متبجحه: نعم ....نعم ...نعم ....ماليش فيه ده ايه يا عنيا ..دا احنا دافنينه سوا
عادل بضيق: بقولك ايه اتمسى وقولى يا مسا ....وصله الردح بتاعه كل ليله دى انا مش ناقصك
منال وقد اخفضت صوتها : طيب خلاص ..خلاص ...ماتنرفزش روحك ..بس يعنى مش انا اللى يتقالى الكلام ده يا عادوله احنا برضه شركا فى كل حاجه ..جواز وبيزنس ..هاه سالم جاى عايز ايه ؟بخصوص الورق اللى معاك صح ؟
عادل مؤكدا: صح ..ارتحتى
منال : طيب جميل اتفقتو على كام
عادل باقتضاب : سبعه
منال مستنكره : بس؟؟؟؟...
ثم تابعت بتهديد ....عليا يا عادل ؟؟
عادل : مش هيدفعوا اكتر من كده انا عارف
منال : ماشى ماشى ..اتفقتوا على ميعاد تسلم وتستلم ؟
عادل : لسه بس غالبا هيبقى فى المعرض بتاع جوز اخته
منال : ومايجيش يسلمك هنا ليه ؟
عادل : قالى مشغول ومش كل شويه يسافر
عضت منال شفتها السفلى وقالت بقلق: انا قلبى مش مطمن
عادل : ليه بس ؟
منال: وانت ايش ضمنك مايمكن يغدر بيك وياخد الورق ومايديكش الفلوس
عادل غاضبا : ليه ..عيل صغير اياك ؟
اجلسته منال الى جوارها على طرف الفراش الوثير وقالت بدهاء : اسمع كلامى ..دول عالم *****...خد معاك نص الورق بس عشان يبقى قلبه مطمن يديك نص المبلغ وتتفقوا على مكان تانى بشروطك المره دى وتستلم منه بقيه المبلغ وتديله بقية الورق وخلى معاك نسخ للورق احتياطى تحطهم فى مكان مايعرفوش الجن الازرق مهما ان كان يمكن يوم تحتاجهم لحاجه
حك عادل ذقنه وقال : فكرك هيرضى ولا هيفتكر انى بلاعبه ...وبعدين النسخ ولا ليها اى لازمه ...
منال : وتلاعبه ليه انت وعاوز الفلوس وهو وعاوز الورق بس انت بتأمن نفسك ..الحق حق ...وبالنسبه للنسخ العيار اللى مايصبش يدوش.... بكره ماحدش عارف فيه ايه
رد عادل وقد لمعت عيناه : صح كده ...دا انتى عليكى عقل ...ذرى
رفعت منال اصابعها الخمسه بوجهه وقالت : الله اكبر... المهم نصيبى يجينى لحد عندى انت فاهم 5 مليون ماينقصوش مليم
عادل مستنكرا: 5 ..5 ليه ؟
منال بهدوء: النص بالنص..انت نسيت ولا ايه؟
عادل : ال7 نصهم 3 ونص ..يانصابه
منال : اهوانت اللى نصاب ..انا سمعاك بودانى اللى هياكلهم الدود دوول طلبت منه 10 ولو طول هيبقو 20 ..عيب عليك
قام عادل وقال غاضبا : يابت الايه يعنى انتى من الاول عارفه مين اللى كان هنا والحوار كله ...وفتحالى تحقيق على ايه ان شاء الله
ابتسمت منال ثم ضحكت وقالت : ما انا اصلى عارفاك يا عادوله وعارفه قلبك الابيض وطيبته وسالم ده حاوى خفت لياكلك فى الكلام فقلت خلينى اسمع لحد ما اشوف ميته ايه ...
عادل : طيب انتى ايه رأيك اشيل الورق والنسخ فين ؟عند امى ولا فى الخزنه اللى فى البنك ؟
صرخت منال : عند امك ده ايه!!!!.... لاء طبعا فى الخزنه اللى فى البنك واهو معاك التوكيل بتاع هاله تقدر تفتحها وتروح تجيبه فى اى وقت
عادل مستفهما: ولا اعملى خزنه جديد باسمى ؟
قامت منال واتجهت اليه وقالت : لاء طبعا اوعى تعمل حاجه زى كده ..انت العين بقت كبيره عليك دلوقتى... انما خزنه حتى هاله ماتعرفش انها عندها.. مين هيعرف انها موجوده
عادل : مش بقولك دماغ
منال بمكر : انا نصك التانى ..انا اخطط وادبر وانت تنفذ يا روح قلبى ..وزى ما خلصتك من هاله ...هنخلص انا وانت سوا من المرشدى وسالم ولا حد يبقى ليه فضل علينا
وفى اليوم التالى اتجه سالم الى المعرض وما ان دخله حتى دارت عيناه كالصقر يبحث عن اى تغير كان قد حدث
الا ان شيئا لم يتغير فمازالت السيارات الى تحوى بضاعته المحظوره كما هى لم يمسسها بشر
وقاد قلبه قدماه الى حيث هى لم يدرى لما ولكنه اطاعه
دخل غرفتها ليجدها جالسه ..ساكنه
يحتضن كفها جبهتها وخواء قلبها قد طبع اثره على فكرها فأصبح خاويا هو الاخر على الرغم من تزاحم الافكار والخواطر والاسئله
وقف سالم يتأملها لبرهه وظل يفكر ..هل كانت امه على هذه الحاله يوم ان تركته مرغمه ؟؟؟؟؟؟
وبعند رفض عقله تصديق تلك الاكذوبه فما ان يظهر رجل جديد فى حياتها حتى تنسى اولادها كما فعلت امه
فقال بصوت قاس : خير ..حد مات؟
رفعت هاله عيناها وانتبهت الى وجوده وقامت وقالت متلعثمه : خير يا افندم ؟
نظر لها سالم وقال مقتضبا : مالك؟
هزت هاله رأسها نافيه : مافيش
قال سالم بمكر : عملتى ايه بالملف اللى اديتهولك؟
فرت دمعه من عين هاله وقالت بصوت مخنوق : ملقتهومش
فتح سالم عيناه بدهشه وقال : دورتى عليهم فى كل العناويين
هزت هاله رأسها بأيجاب : كل العنواين ...كلها ...كان فيها وسابها ...بيأجر ويتنقل
سألها سالم : روحتى الفيلا اللى فى القطاميه
اجابت هاله : روحتها ..طلعت برضه متأجره وسابها من سنه
نظر لها سالم باستغراب وقال : روحتيها امتى ؟
هاله : فى نفس اليوم اللى اخدت فيه الملف لفيت على العنواين كلهم
نظر لها سالم غير مصدقا ثم جلس و قال : ماتقلقيش بكره هيبان ...المهم ..ايه اللى حصل امبارح ؟
ردت هاله : ابدا فجأه الكهربا قطعت وسمعنا صوت فرقعه جامده شويه والمهندس وليد لقى التكييف فى اوضتك بيطلع دخان فاتصلو ببتوع الصيانه وجم وطلعنا وقفنا بره بتاع قيمه ساعه الا ربع كده ...لان حضرتك طبعا عارف ان الجو بره ادفى من جوه المعرض
هز سالم رأسه وقال : وشكلهم ايه بتوع الصيانه دوول ؟
هاله متعجبه : نعم ..مش فاهمه ؟ شكلهم هيكون ازاى يعنى ؟
سالم : يعنى يبان انهم بتاوع صيانه فعلا ولاممكن يكونوا حاجه تانيه ؟
اخذت هاله نفسا عميقا : مش عارفه الصراحه ..بس هما كانو بيشتغلو بسرعه اووى وخلصوا ماحسناش بيهم وبعدين رفيق بيه كان معاهم خطوه بخطوه
سالم : ووليد ؟؟
هاله : وليد كان واقف عن العربيات اظن كان قلقان احسن يخربوا حاجه فيهم او يسرقوا حاجه منها
ابتسم سالم على حين غره وقال : لماحه اووى انتى يا هاله
نظرت له هاله بدهشه وقالت : عادى على فكره... حضرتك اللى بتسأل وانا بحاول افتكر اللى حصل مش اكتر
نظر لها سالم بعمق : انا عايز اسألك سؤال وتجاوبينى بمنتهى الصراحه ..ممكن؟
هاله باستغراب : اتفضل
اقترب منها سالم ووقف يواجهها وقال: انتى مافيش احتمال واحد فى المليون انك تكونى جيتى اشتغلتى هنا عن قصد ؟
ابتسمت هاله وقالت بصدق ورفعت رأسها فقد كان يفوقها طولا على الرغم من طول قامتها وقالت : ابدا والله ...بس هيا الدنيا فعلا صغيره ..على الرغم انى مش لاقيه عادل ولا ولادى لحد دلوقتى ..بس قلبى حاسس انى هلاقيهم فى يوم من الايام... ماهو مش ممكن يكون ربنا بيقربنى منهم كده وفى الاخر مالقهومش ..مش كده ؟اظن ان ربنا سبحانه وتعالى بيختبر صبرى ..وانا والله صابره ومحتسبه
ظل سالم صامتا مقضبا جبينه ينظر لها نظره لم تفهمها هاله فقالت بشىء من الخوف : انا فى حاجه فى كلامى دايقت حضرتك
قام سالم وقال بخشونه : انتى كلك على بعضك مدايقانى ...ثم انصرف مسرعا لكأنما كان يهرب
نعم كان يهرب ..يهرب منها . ..من صدقها ..من حبها لاطفالها ..من تعلقها بأمل قريب كان او بعيد ..
واكثر ما كان يهرب منه....... ايمانها
دخل سالم مكتبه غاضبا وتبعته بوسى ما ان لمحته وما ان خطت قدماها داخل غرفته حتى اتاها صوته صارخا : اطلعى بره يا بوسى انا مش فايقلك دلوقتى
خرجت بوسى غاضبه شاعره بمهانه كبيره ولم يبالى بها سالم البته واخذ يفرك جبينه وقال محدثا نفسه : وبعدين معاك .....ايه اللى جرالك ...هتحن وتلين ...تبقى مش سالم بتاع زمان ...اثبت ..اثبت ونفذ اللى فكرت فيه ..خلينا نخلص بقى ونفوق للى جاى
بعالم زينت اركانه البراءه
وباللهو لونت جدرانه
وظل سقفه مفتوحا امام كل الاحتمالات
لمستقبل لا يعلمه سوى الواحد القهار
وعلى ارض الواقع يعيش الصغيران بكنف والدهم وزوجته لا ينقصهما المال ولا الطعام ولا حتى الملبس
طرح الصغير لعبته الاليكترونيه ارضا ثم
نظر بعينيه الواسعه الكبيره الى اخيه الاكبر وقال بصوت باك : هوا احنا مش هنشوف ماما تانى يا عمر؟
نظر عمر الى اخيه الاصغر وقام وترك لعبته هو الاخر واحتضن كتف اخيه وضمه اليه : وبعدين بقى يا ياسين بابا لو سمعك هيضربك
قال عمر وقد كتف ذراعيه اعتراضا : ماليش دعوه انا عايز ماما وعايز تيته
ياسين : مش بابا قالك انهم راحو عند ربنا
عمربصوت باك: يعنى هما مش هيرجعوا تانى ؟
دخل عادل الغرفه وسمع ابنه الاصغر فقضب جبينه غاضبا : وبعدين معاك ..هوا انت مافيش على لسانك غير السيره دى ...سايب اللعب ليه وقاعد تتكلم الكلام ده ؟
لم يجبه الصغير واتاه صوت زوجته عاليا ....عادل ....عادل
التفت عادل وهم بالخروج ثم توقف لبرهه وقال : خليك حلو يا ياسين انت وعمرو عشان بكره ممكن اوديكم دريم بارك ..اتفقنا
خرج عادل تاركا صغاره وقد عاد الكبير الى اللهو مجددا وظل الصغير محدقا فى الفضاء شاردا وخبر نزهه الغد التى لن تتحقق ربما
لم تحركه قيد انمله ولم تصرف وجدانه عن الاشتياق لوالدته وجدته الحنون
اتجه عادل الى غرفه النوم ليجد زوجته تنظر له متذمره وقالت : اخيرا جيت بقالى ساعه بنده عليك
عادل بخشونه : وانا مش عيل صغير ياست هانم اول ماتندهلى اجري جرى عليكى
ردت الزوجه باستهتار : طيب طيب براحه ليطقلك عرق ...ثم وضعت ذراعها على كتفه وعبثت بأنفه وقالت : مين اللى كان عندك ؟
مط عادل شفتيه قائلا : حذرى فزرى ؟
ردت الزوجه بنفاذ صبر : اتكلم بقى..... الله
عادل : سالم ..ارتحتى ..سالم يامنال هوا اللى كان هنا
ردت منال بحذر : وعاوز ايه سى سالم ؟
عادل بخشونه: شغل مالكيش فيه
منال متبجحه: نعم ....نعم ...نعم ....ماليش فيه ده ايه يا عنيا ..دا احنا دافنينه سوا
عادل بضيق: بقولك ايه اتمسى وقولى يا مسا ....وصله الردح بتاعه كل ليله دى انا مش ناقصك
منال وقد اخفضت صوتها : طيب خلاص ..خلاص ...ماتنرفزش روحك ..بس يعنى مش انا اللى يتقالى الكلام ده يا عادوله احنا برضه شركا فى كل حاجه ..جواز وبيزنس ..هاه سالم جاى عايز ايه ؟بخصوص الورق اللى معاك صح ؟
عادل مؤكدا: صح ..ارتحتى
منال : طيب جميل اتفقتو على كام
عادل باقتضاب : سبعه
منال مستنكره : بس؟؟؟؟...
ثم تابعت بتهديد ....عليا يا عادل ؟؟
عادل : مش هيدفعوا اكتر من كده انا عارف
منال : ماشى ماشى ..اتفقتوا على ميعاد تسلم وتستلم ؟
عادل : لسه بس غالبا هيبقى فى المعرض بتاع جوز اخته
منال : ومايجيش يسلمك هنا ليه ؟
عادل : قالى مشغول ومش كل شويه يسافر
عضت منال شفتها السفلى وقالت بقلق: انا قلبى مش مطمن
عادل : ليه بس ؟
منال: وانت ايش ضمنك مايمكن يغدر بيك وياخد الورق ومايديكش الفلوس
عادل غاضبا : ليه ..عيل صغير اياك ؟
اجلسته منال الى جوارها على طرف الفراش الوثير وقالت بدهاء : اسمع كلامى ..دول عالم *****...خد معاك نص الورق بس عشان يبقى قلبه مطمن يديك نص المبلغ وتتفقوا على مكان تانى بشروطك المره دى وتستلم منه بقيه المبلغ وتديله بقية الورق وخلى معاك نسخ للورق احتياطى تحطهم فى مكان مايعرفوش الجن الازرق مهما ان كان يمكن يوم تحتاجهم لحاجه
حك عادل ذقنه وقال : فكرك هيرضى ولا هيفتكر انى بلاعبه ...وبعدين النسخ ولا ليها اى لازمه ...
منال : وتلاعبه ليه انت وعاوز الفلوس وهو وعاوز الورق بس انت بتأمن نفسك ..الحق حق ...وبالنسبه للنسخ العيار اللى مايصبش يدوش.... بكره ماحدش عارف فيه ايه
رد عادل وقد لمعت عيناه : صح كده ...دا انتى عليكى عقل ...ذرى
رفعت منال اصابعها الخمسه بوجهه وقالت : الله اكبر... المهم نصيبى يجينى لحد عندى انت فاهم 5 مليون ماينقصوش مليم
عادل مستنكرا: 5 ..5 ليه ؟
منال بهدوء: النص بالنص..انت نسيت ولا ايه؟
عادل : ال7 نصهم 3 ونص ..يانصابه
منال : اهوانت اللى نصاب ..انا سمعاك بودانى اللى هياكلهم الدود دوول طلبت منه 10 ولو طول هيبقو 20 ..عيب عليك
قام عادل وقال غاضبا : يابت الايه يعنى انتى من الاول عارفه مين اللى كان هنا والحوار كله ...وفتحالى تحقيق على ايه ان شاء الله
ابتسمت منال ثم ضحكت وقالت : ما انا اصلى عارفاك يا عادوله وعارفه قلبك الابيض وطيبته وسالم ده حاوى خفت لياكلك فى الكلام فقلت خلينى اسمع لحد ما اشوف ميته ايه ...
عادل : طيب انتى ايه رأيك اشيل الورق والنسخ فين ؟عند امى ولا فى الخزنه اللى فى البنك ؟
صرخت منال : عند امك ده ايه!!!!.... لاء طبعا فى الخزنه اللى فى البنك واهو معاك التوكيل بتاع هاله تقدر تفتحها وتروح تجيبه فى اى وقت
عادل مستفهما: ولا اعملى خزنه جديد باسمى ؟
قامت منال واتجهت اليه وقالت : لاء طبعا اوعى تعمل حاجه زى كده ..انت العين بقت كبيره عليك دلوقتى... انما خزنه حتى هاله ماتعرفش انها عندها.. مين هيعرف انها موجوده
عادل : مش بقولك دماغ
منال بمكر : انا نصك التانى ..انا اخطط وادبر وانت تنفذ يا روح قلبى ..وزى ما خلصتك من هاله ...هنخلص انا وانت سوا من المرشدى وسالم ولا حد يبقى ليه فضل علينا
وفى اليوم التالى اتجه سالم الى المعرض وما ان دخله حتى دارت عيناه كالصقر يبحث عن اى تغير كان قد حدث
الا ان شيئا لم يتغير فمازالت السيارات الى تحوى بضاعته المحظوره كما هى لم يمسسها بشر
وقاد قلبه قدماه الى حيث هى لم يدرى لما ولكنه اطاعه
دخل غرفتها ليجدها جالسه ..ساكنه
يحتضن كفها جبهتها وخواء قلبها قد طبع اثره على فكرها فأصبح خاويا هو الاخر على الرغم من تزاحم الافكار والخواطر والاسئله
وقف سالم يتأملها لبرهه وظل يفكر ..هل كانت امه على هذه الحاله يوم ان تركته مرغمه ؟؟؟؟؟؟
وبعند رفض عقله تصديق تلك الاكذوبه فما ان يظهر رجل جديد فى حياتها حتى تنسى اولادها كما فعلت امه
فقال بصوت قاس : خير ..حد مات؟
رفعت هاله عيناها وانتبهت الى وجوده وقامت وقالت متلعثمه : خير يا افندم ؟
نظر لها سالم وقال مقتضبا : مالك؟
هزت هاله رأسها نافيه : مافيش
قال سالم بمكر : عملتى ايه بالملف اللى اديتهولك؟
فرت دمعه من عين هاله وقالت بصوت مخنوق : ملقتهومش
فتح سالم عيناه بدهشه وقال : دورتى عليهم فى كل العناويين
هزت هاله رأسها بأيجاب : كل العنواين ...كلها ...كان فيها وسابها ...بيأجر ويتنقل
سألها سالم : روحتى الفيلا اللى فى القطاميه
اجابت هاله : روحتها ..طلعت برضه متأجره وسابها من سنه
نظر لها سالم باستغراب وقال : روحتيها امتى ؟
هاله : فى نفس اليوم اللى اخدت فيه الملف لفيت على العنواين كلهم
نظر لها سالم غير مصدقا ثم جلس و قال : ماتقلقيش بكره هيبان ...المهم ..ايه اللى حصل امبارح ؟
ردت هاله : ابدا فجأه الكهربا قطعت وسمعنا صوت فرقعه جامده شويه والمهندس وليد لقى التكييف فى اوضتك بيطلع دخان فاتصلو ببتوع الصيانه وجم وطلعنا وقفنا بره بتاع قيمه ساعه الا ربع كده ...لان حضرتك طبعا عارف ان الجو بره ادفى من جوه المعرض
هز سالم رأسه وقال : وشكلهم ايه بتوع الصيانه دوول ؟
هاله متعجبه : نعم ..مش فاهمه ؟ شكلهم هيكون ازاى يعنى ؟
سالم : يعنى يبان انهم بتاوع صيانه فعلا ولاممكن يكونوا حاجه تانيه ؟
اخذت هاله نفسا عميقا : مش عارفه الصراحه ..بس هما كانو بيشتغلو بسرعه اووى وخلصوا ماحسناش بيهم وبعدين رفيق بيه كان معاهم خطوه بخطوه
سالم : ووليد ؟؟
هاله : وليد كان واقف عن العربيات اظن كان قلقان احسن يخربوا حاجه فيهم او يسرقوا حاجه منها
ابتسم سالم على حين غره وقال : لماحه اووى انتى يا هاله
نظرت له هاله بدهشه وقالت : عادى على فكره... حضرتك اللى بتسأل وانا بحاول افتكر اللى حصل مش اكتر
نظر لها سالم بعمق : انا عايز اسألك سؤال وتجاوبينى بمنتهى الصراحه ..ممكن؟
هاله باستغراب : اتفضل
اقترب منها سالم ووقف يواجهها وقال: انتى مافيش احتمال واحد فى المليون انك تكونى جيتى اشتغلتى هنا عن قصد ؟
ابتسمت هاله وقالت بصدق ورفعت رأسها فقد كان يفوقها طولا على الرغم من طول قامتها وقالت : ابدا والله ...بس هيا الدنيا فعلا صغيره ..على الرغم انى مش لاقيه عادل ولا ولادى لحد دلوقتى ..بس قلبى حاسس انى هلاقيهم فى يوم من الايام... ماهو مش ممكن يكون ربنا بيقربنى منهم كده وفى الاخر مالقهومش ..مش كده ؟اظن ان ربنا سبحانه وتعالى بيختبر صبرى ..وانا والله صابره ومحتسبه
ظل سالم صامتا مقضبا جبينه ينظر لها نظره لم تفهمها هاله فقالت بشىء من الخوف : انا فى حاجه فى كلامى دايقت حضرتك
قام سالم وقال بخشونه : انتى كلك على بعضك مدايقانى ...ثم انصرف مسرعا لكأنما كان يهرب
نعم كان يهرب ..يهرب منها . ..من صدقها ..من حبها لاطفالها ..من تعلقها بأمل قريب كان او بعيد ..
واكثر ما كان يهرب منه....... ايمانها
دخل سالم مكتبه غاضبا وتبعته بوسى ما ان لمحته وما ان خطت قدماها داخل غرفته حتى اتاها صوته صارخا : اطلعى بره يا بوسى انا مش فايقلك دلوقتى
خرجت بوسى غاضبه شاعره بمهانه كبيره ولم يبالى بها سالم البته واخذ يفرك جبينه وقال محدثا نفسه : وبعدين معاك .....ايه اللى جرالك ...هتحن وتلين ...تبقى مش سالم بتاع زمان ...اثبت ..اثبت ونفذ اللى فكرت فيه ..خلينا نخلص بقى ونفوق للى جاى