اخر الروايات

رواية قلبي وعيناك والايام الفصل السادس عشر 16 بقلم رحاب ابراهيم حسن

رواية قلبي وعيناك والايام الفصل السادس عشر 16 بقلم رحاب ابراهيم حسن  


 اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

~... طريق العودة إليها...~

حول مائدة من خشب الزان المطلي باللون الذهبي .... جلس الجد " رشدي" يتناول طعام إفطاره وعينيه تتنقل بقلق من وجه إبنه "وجيه" الشاردة عينيه للبعيد وتناوله لكوب قهوته في بطء .....وبين وجه زوجته جيهان التي تنظر للأطباق بشرود هي أيضا وتلوك الطعام بفمها في بطء شديد كأنها مرغمة غلى ذلك !!

قال الجد رشدي في قلق :
_ مالك يا وجيه ؟! ...... سرحان وشكلك مش رايق كده ليه ؟!....

خرج وجيه من شروده بتنهيدة ثقيلة وعينيه تطرف ليبدو متظاهرا أن حالته طبيعية ليس أكثر ....وقال:
_ لا أبدًا ...... أنت عارف الشغل واخد كل وقتي وتفكيري .....

رمقته جيهان بنظرة عاتبة وعادت نظرتها للأسفل مرةً أخرى وكأنها تكذبه فيما قاله ......لاحظ إبيه ذلك فبدا القلق يترسم بعينيه واضحا ......ولكنه يعرف أن وجيه لن يقول أكثر مما يريد قوله .....لافائدة ولا طائل من المناقشة إذن ....

أضاءت شاشة هاتفه بجانب فنجان قهوته فنظر إليه وجيه ببطء .....لم يكن يريد أن يجيب حتى تذكر شيء ....رفع الهاتف لإذنه ليتأكد من ظنه وأجاب بنبرة تنم عن انتظاره لشيء هام :
_ الو ....مين معايا ؟

رد صوت أنثوي يشوبه بعض التردد والحرج ....حتى قالت إيمان :
_ السلام عليكم ....

رد عليها وجيه التحية بحيرة فأضافت إيمان وهي تختار ما ستقوله سريعا :
_ هو حضرتك أستاذ وجيه ؟

أجابها سريعا لمعرفة ما بعد ذلك الاستفسار :
_ ايوة .....مين حضرتك ؟!

اطمئنت إيمان من قول الصغيرة وقالت بإيضاح :
_ ريميه طالبة تكلمك ..... أنا .....

لم تضيف إيمان حرف زائد حتى قاطعها وجيه بلهفة شديدة وهو ينهض من مقعده ويبتعد عن المائدة بخطواتٍ سريعة ونظرات زوجته تتابعه بترقب شزرا .....

توجه إلى زاوية بعيدة اتجاه الصالون الخاص بالضيوف ووقف قائلًا بلهفة قوية :
_ هي فين ؟....خليها تكلمني دلوقتي لو سمحتي .....

قارنت لهفته مع لهفة الصغيرة ورأت أن هناك صلة قرابة ورباط قوي بينهما ليصبح كلاهما مشتاقا للآخر هكذا !!

وضعت إيمان سماعة الهاتف على أذن الصغيرة ريميه لتقول الأخرى بابتسامة واسعة :
_ بابا وجيه .....أنا ريميه ....

ابتسم وجيه رغم عن كل شيء يصرخ بقلبه تلك الملاك وقال بمحبة صادقة :
_ أميرتي الصغيرة ......وفيتي بالوعد ومانسيتيش بابا وجيه..... وبابا وجيه عمره ما هينساكِ ......

اتسعت ابتسامة الصغيرة ببراءة وبدا عليها أنها تحتار في إجابتها بقاموس كلماتها الصغير ...قالت ببراءة :
_ هتيجي هنا ؟

فكر أن لابد ليلى تكن بجانبها .... تستمع لكلماته ....ولهفة صوته ....سترنو تلك اللهفة والشوق إلى رؤيتها .... لن تصدق أنه يحب أبنتها حقا ...!
قال وهو يوجه الحديث إلى ليلى بالأساس ولم يكن على علم بأنها ليست بالقرب حتى :
_ مش هينفع أجيلك للأسف .....بس أنا موجود في المستشفى وفي العيادة بتاعتي اغلب الوقت....

صمتت الصغيرة بعبوس ثم قالت بشيء من اللوم :
_ يعني مش عايز تشوفني ؟! .....الشاطر وجيه في القصص بتاعت ماما كان بيحب بنته أوي أوي ومش بيزعلها خالص ....

ابتسم بحنان لتلك الصغيرة التي تلمس بنجاح بقعة الابوة بقلبه وأجاب :
_ لما أشوفك هصالحك .....هحضرلك لعب كتير اكيد هتحبيها ....

التمعت عين الصغيرة بصخب الطفولة وقالت بحماس :
_ هقول لماما ترجعني المستشفى تاني ...هقولها كتير ...كتير ....

ضيقت إيمان عينيها وبدأت تشك بالأمر على ذكر المشفى .....
رافقت الصغيرة حديثها بابتسامة واسعة حتى أخذت إيمان سماعة الهاتف منها برفق وقالت له :
_ هو حضرتك قريبها ؟

تعجب وجيه من السائلة الذي لا يعرف من هي بالتحديد ولماذا اخافت ليلى بالمشهد !
رد على سؤالها بسؤال آخر :
_ وأنتِ مين ؟! .....فين ليلى ؟!

أجابت إيمان لتطمئنه :
_ أنا إيمان صاحبة ليلى ....هي خرجت وسابت البنت معايا لحد ما ترجع .....ريميه صممت تكلمك .....ومافهمتش منها أنت مين !

أطرف وجيه عينيه وتذكر تلك الفتاة التي كانت تدعى إيمان بمحل الزهور فقال متسائلًا :
_ هو أنتِ صاحبتها اللي كنتِ بتشتغلي معاها في ......

ردت إيمان عنه مقاطعه :
_ في محل الزهور ....حضرتك دكتور وجيه ؟ ...... دكتور وجيه اللي كان بيجي زمان المحل ...صح ؟

اكد جيه قولها ولم يتعجب كثيرًا من دهشتها فقال :
_ هو أنا .....

كانت مئات الاسئلة على أطراف لسانها ولكنه قال بجدية :
_ لو سمحتي هطلب منك طلب ....لو تقدري تجيبي ريميه للمستشفى هكون مشكور جدًا ليكِ .....
أنا عايز أشوف ريميه وبس .....مش عايز حد غيرها .....

شعرت إيمان أنه يقصد ليلى بهذا الأمر ....كان تأكيده غريب ....وسؤاله ومعرفته بالصغيرة أغرب !!
وتعجبت أنه وبعد تلك السنوات العشر لا زال على صلة بـ "ليلى" ...!!
وارتباطه بأبنتها لهذا الحد لأمر صادم !!
قالت بحيرة في الإجابة :
_ أنا معنديش مانع أجيبهالك المستشفى تشوفها طالما البنت متعلقة بيك بالشكل ده.....بس الأمر مش في إيدي ...وبعدين ممكن ليلى تـ.....

هتفت وجيه بإعتراض يثير الشكوك :
_ لأ ....... والدتها لأ ....أنا عايز أشوف ريميه وبس ......

فتحت ليلى الغرفة بهذا الوقت ....كان إرهاق الطريق ظاهرا عليها وهي تتنفس بالكاد .....حتى توقفت نظرتها على ايمان التي تنظر لها وبيديها سماعة الهاتف .....قالت إيمان مجيبة عليه وعينيها على ليلى :
_ ما هو عشان أجيبلك ريميه تشوفها لازم ليلى توافق .....!

صدمت ليلى من سماع ما قالته إيمان واعتقدت أن صالح هو من استطاع الوصول لهما مثلما يستطيع كل مرة ....امتقع وجهها بغضب وسحبت السماعة من يد صديقتها بحدة وهتفت :
_ عايز إيه ؟! ....ما تسيبني في حالي بقى حرام عليك ...كفاية اللي عملته فيا ..... أنت أحقر انسان أنا شوفته في حياتي ومكرهتش حد أدك .....

صاحت ريميه ببكاء وظنت أن أمها تعنف وجيه حقا :
_ حرام عليكِ أنا عايزة أشوف بابا وجيه .....

قالت إيمان بدهشة :
_ ده وجيه يا ليلى !!

شحب وجه ليلى من الصدمة وارتجف جسدها ....حتى وجدته يتحدث ويبدو على صوته الألم والغضب معا :
_ أحمدي ربنا أنك مش قدامي دلوقتي ...وإلا كنت ......

نطقت ليلى بدموع سقطت من عينيها وقالت بصوت متهدج ونبرة أسف صادقة:
_ والله العظيم ما كنت أقصدك أنت ....أنا بحسبك طليقي .....هو اللي بيقدر يعرف مكاني ومراقبني في كل حته ....أنا أسفة يا وجيه ...حقيقي أسفة ومش أقصد والله .....

شعرت بموجة شديدة من البكاء فوضعت على الفراش الجالسة عليه صغيرتها وركضت اتجاه شرفة الغرفة تبك ......

أخذت ايمان الهاتف وقالت له :
_ معلش بس حصل سوء تفاهم ....

أخذت لحظات صمت ...كان فيها مأخوذا بأسفها ...بأسفها الحقيقي ....برنة الخوف من ذلك الرجل الذي سرقها منه قديما .....شعر أنها تخاف منه لدرجة الرعب ....!!
وبدأ ينبت الشك بزاوية مختلفة .....بزاوية تقوده لطريق الحقيقة .....

قالت بصوت ثابت وأخفى ارتباكه بقوة :
_ ليلى عارفة مكان المستشفى .....في أي وقت البنت حبت تشوفني هتلاقيني ...وفي أي وقت ممكن تتصل بيا .....
هرد عليها.....

أنهى الأتصال بثورة من الشوق بقلبه ..... كأن هذا الحب يموت ليولد من جديد في كل مرة ..!

ظلت الصغيرة تبكِ وليلى أيضا كذلك .....نظرت لهما إيمان بعطف وقالت وهي تتجه إلى ليلى :
_ طب هسكتك ولا هسكت ريميه ؟! ......أنتِ اندفعتي يا ليلى ....

جلست ليلى على مقعد بقرب باب الشرفة ووضعت رأسها بين يديها في وجع احتد بصوتها الباكي :
_ متخيلتش أنه يكون وجيه ....عرف رقم الفندق منين ؟!
مكنش حد قدامي غير أنه يكون صالح ... اللي معيشني في رعب مع كل نفس بتنفسه ......

جلست إيمان على مقعد قربها وقالت :
_ ريميه كان معاها كارت بالرقم .....معرفش جابته منين ....؟!
يمكن هو اللي ادهولها !....أنا اللي اتصلت بيه لما ريميه
صممت تكلمه ....

رفعت ليلى رأسها لإبنتها التي دفن رأسها الصغير بالوسادة گعادتها وتبك بقوة .....نهضت سريعا ومضت اليها في لهفة لضمها .....
لم تستطع أن ترى أبنتها بهذه الحالة بسببها هي......
رفعت ليلى أبنتها وضمتها بقوة معتذرة وقالت باكية :
_ حقك عليا يا عمري ......أنا مش بحب أشوفك كده عشان خاطري ما تعيطيش .....

ظنت الصغيرة أن امها ربما تقول لها ذلك لتهدأ فقط ثم تحرمها من رؤية بطل الحكايات ...فقالت بتصميم وهي تبكي بقوة :
_ أنا عايزة اشوف بابا وجيه ماليش دعوة .....

قالت ليلى بموافقة وهي تمسح دموع صغيرتها :
_ حاضر هخليكِ تشوفيه ......بطلي عياط بقى ...

ابتلعت ريميه ريقها المبلل بالدموع وقالت وقد بدأت تأخذ أنفاسها من البكاء :
_ خليني اكلمه تاني .....

اغمضت ليلى عينيها بآسى ...وضعتها أبنتها في مأزق لن تستطع الأفلات منه ولا الرفض خاصةً بحالتها هذه......
أشارت لإيمان لتأتي بالهاتف فأخذته ايمان إليها وأجرت الأتصال مرةً أخرى .....

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

دخل وجيه مكتبه مباشرةً عقب إنتهاء الأتصال ....كي ينفرد بنفسه لبعض الوقت .....وضع هاتفه على المكتب ووقف أمام نافذة المكتب في شرود تام حتى ارتفع رنين هاتفه مرةً أخرى ..!

اسرعت عينيه على الهاتف ليجده أنه نفس الرقم !
تنهد بعمق وانتظر للحظات ثم أجاب بصوت أخذه قوة كبيرة ليخرج بكل هذا الثبات :
_ الو ..؟

تحدثت ليلى وقد جاهدت لتجيبه .....وشعور قوي يجعلها ما تفعل سوى أنه تبكِ فقط ولا تتحدث .....قالت بعد لحظات صمت :
_ بتأسفلك مرة تانية .....ياريت تقبل أسفي .....

لم يجيبها مباشرةً......بل احتار فيما يجيب .....لو اظهر قبوله لشعرت بحنينه إليها .....ولا أجاب بالرفض لظهر فظا غليظ القلب !!

تابعت ليلى وهي تكتم دموعها وتعرف أنه بنفس حيرتها :
_ بنتي عمالة تعيط يا وجيه ..... أنا مش بقدر أشوف دموعها ....ارجوك كلمها وطمنها وخليها تبطل عياط .....هي بتصدقك بشكل غريب ... يمكن أكتر ما بتصدقني

قال وجيه وقد ملأه الحنين بالفعل ورن بصوته عتاب غميق :
_ أنتِ اللي علقتيها بيا .....من كتر ما حكيتي عني .....أو يمكن لأني مكدبتش عليها أبدًا ......كنت دايمًا صادق ......

شعرت بلومه...عتابه لها ....طريقته الخاصة بهما...ابعدت سماعة الهاتف عنها ومسحت دموعها ...ثم اجابت عليه وكأنها تخبره براءتها ولكن بشكل متواري :
_ وأنا كمان كنت دايمًا صادقة ....

وصمتت ..!
كأنها بخلت عليه بالمزيد ...!!
بإن تؤكد ظنه وشكوكه...!
قال ليستفزها :
_ علاقتي بيكِ انتهت ....بس علاقتي بريميه محدش يقدر ينهيها ....هي اعتبرتني أبوها ....وأنا راضي بالاعتبار ده ومرحب بيه جدًا .....

تنهدت بعمق وقال شيء جعله يحتار بتلك المرأة بداخلها :
_ وأنا بحمد ربنا أنك ما أخدتهاش بذنبي ....واعتبرتها بنتك وحبيتها ......أنا عارفة أنك حبيتها.....

أجاب بعد لحظات صمت...أجاب بشكل غامض:
_ آه حبيتها ...... بنتي....زي بالضبط ما أتمنيتها .....

وأضاف جديا :
_ كلمة بابا اللي بتقولها بتحفر جوايا مكانتها ...... أو بالأصح ...مكان بعيد حفرته من عشر سنين لحلم كان بينا ... بينا أنا وأنتِ....حتى اسمها أنا اللي اخترته ....!!
شبهك في كل حاجة يا ليلى ....زي ما اتمنيت بالضبط ....إلا قلبها !! ......قلبها شبهي أنا .....

ابتسمت ليلى بحب قوي ودفين لهذا الرجل والدموع لا زالت على وجهها ...فهتفت الصغيرة بقوة وقالت :
_ خليني اكلمه بقى !

خرجت ليلى من شرودها وانتبهت لطلب الصغيرة ومن دون تردد وضعت الهاتف على أذن ريميه ....تمسكت الطفلة بسماعة الهاتف وقالت مبتسمة وعينيها تلتمع من بقايا الدموع :
_ شوفت بقا ......خليت ماما تكلمك تاني .....رورو شاطرة ....

تبدل وجه وجيه من الشرود والحنين إلى الابتسامة والدفء .....فقال :
_ قولي لماما تجيبك المستشفى في أي وقت...... أو اديني العنوان واجيلك ...

يبدو أنه تراجع عن رفضه لرؤية ليلى بعدما شعر أن هناك بالفعل شيء تخفيه ......موقف بسيط ولكنه أوضح له شيء مبهم خطير ......وأصرّ أن يعرفه ....
لم تعرف الصغيرة عنوان الفندق فقالت لأمها الشاردة :
_ ماما ....بابا وجيه عايز العنوان ؟

شعرت ليلى بالخطر في مجيئه للفندق ...وهي لا تعرف إذا كان صالح قد وصل لهنا أم لا.....أخذت السماعة من يد صغيرتها وقالت :
_ أنا مش هقدر اديلك العنوان .....بس اقدر اجيبهالك المستشفى ....ينفع بكرة ؟

رد عليها بحدة وشيء من القسوة :
_ ينفع .... وطلبي كان مجاملة ....أنا ما كنتش عايز أعرف عنوانكم !.......مايهمنيش في شيء طالما هتجبيلي البنت المستشفى ....

هي تعرف أنه يتخفي بتلك الكلمات الغاصبة فلم تضيق ...قالت :
_ يبقى هاجي بكرة بأذن الله ....عشان أشوف بابا كمان ....معلش استحمل شوية لحد ما أقدر الاقي مستشفى تانية انقله فيها ......

قال مختصرا :
_ براحتك

استفزتها كلمته ......فتركت الهاتف للصغيرة تتحدث فيه معه ونهضت اتجاه الشرفة من جديد ....

راقبت إيمان ما حدث في صمت تام حتى تحركت اتجاه الشرفة واقتربت إلى ليلى قائلة :
_ تاني يا ليلى ؟! .......زمان قولتلك ما تتعلقيش بيه عشان لو مافيش نصيب ......دلوقتي الحكاية بتتعاد وأنتِ ما اتعلمتيش من اللي فات .....

قالت ليلى بألم :
_ ما تخافيش يا إيمان.... أنا دلوقتي شبه متأكدة أن مافيش نصيب بينا .....الموضوع مش تعلق .....أنا ماينفعش أقرب منه نهائي .....المشكلة كلها في بنتي !
مقدرش أحرمها من احساسها بالأمان معاه......بس أنا اللي غلطانة ....بعد ما اتطلقت سمحت لنفسي ارجع افكر فيه ....احكي عنه في هيئة قصة وبطل خيالي لبنتي....... لما بنتي ببرائتها اتعلقت بيه ولما لقيته في الواقع اتمسكت بيه بشكل جنوني....زي ما يكون أبوها .!!...ابوها اللي كان مش بيشوفها غير لما يزعقلها أو يضربها !!
عرفتي هي متعلقة بيه ليه ؟!
تطلعت بها ٱيمان بصمت .....لم تعرف بماذا تجيب وهي ترى الصغيرة تبتسم بمرح وهي تتحدث معه عبر الهاتف .....وتأكدت أن ليلى ظلمت بالأمر .....

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

استعد الشباب لبدء العمل بهذا الصباح وبينما كان في طريقهم للخروج من المنـدرة ....تفاجؤوا بدخول الصبي نعناعه وهو يحمل صينية فضية عليها أطباق حافلة بطعام الإفطار ......

وضع الصبي الصينية على الأرض وقال وهو يشير لهم عليها :
_ يلا يا دكاترة بسم الله ....والله ما رضيت أفطر مع سكرة وقولت أنتوا أولى ..... انتوا ضيوفنا ...اومــال .....

كتم يوسف ضحكته ونظر للطعام بشهية عالية قائلًا :
_ جيت في وقتك يا نعناعه ..... كنت مشتاق للفطير أوي ....

قال نعناعه وهو ينظر له بابتسامة عريضة :
_ هو فطير وبس ؟! ....ده فطير وقشطة وعسل أبيض بشمعه ......
والله ما حد واكل الشمع ده بلقمة واحدة غير الدكتور جاسر .....

جلس جاسر وقال بنصف ابتسامة :
_ شكرٌا يا نعناعة .....كلك ذوق ....

قال نعناعة ببهجة:
_ والله يا دكتور كل ما أشوفك بفتكر سكرة وأبنها ..... يا وش الخير والهنا ...... عهد عليا لخلي سكرة ترقص في فرحك...معملتهاش لحد .....بس أنت الغالي علينا .....

رمقه جاسر بغيظ بينما أتى رعد بضحكة ظاهرة وقال :
_ كلك جدعنة وشهامة يا نعناعة ..... كتير على جاسر كده والله ....
انخرطا رعد ويوسف بالضحك كعادتهما .....حتى كان يجلس آسر على الفراش يمسك أحدى الجوارب ويبدو شاردًا عن ارتدائها .....رمقه جاسر وقال له بنظرة ماكرة لشروده الواضح:
_ تعالى افطر يا آسر ..... تعالى افطر يا حبيبي ....

كتم يوسف ضحكته لسخرية جاسر حتى انتبه آسر لهم وارتدى الجورب سريعا ثم توجه لهم بنظرات حادة يخفيه بها لحظات شروده .....جلس بجوار جاسر فهمس له الأخير :
_ حتت حلم يبهدلك كده ؟! اومال لو عرفت بنت من اللي كنت أعرفهم وقالتلك يا أسورتي هتعمل ايه ؟!

زفر آسر بعصبية ورد عليه ساخرا :
_ أكيد اللي بتفكر فيه غلط ....قولتلك كابوس ......!!

قال جاسر بغيظ:
_ صادق يا كداب .... !

قال نعناعه باقتراح :
_ أنا عايز أعرف بقا....مين فيكم دكتور في البطن ...؟

أشار الثلاث شباب على يوسف فقال يوسف معترضا :
_ أنا اسنان يابني انت وهو ....ييقولكم في البطن....يعني باطني....

حدجه الصبي بنظرة متفحصة وقال :
_ حلو .....أمي سنتها وجعانة ....ابقى تعالى شوفها يا دكتور ....

سأله جاسر :
_ وبتسأل على دكتور باطني ليه يابني أنت ؟!

قال نعناعه :
_ البت سما بت عمتي ...... قولونها واخد على خاطره شويتين ....كل ما تزعل تتعب وترقد باليومين .....اديها دوا شالله يخليك ....

قضم آسر ما بفمه في شدة وحدة .....فتمتم بخفوت :
_ هديها سم هاري واخلص من خلقتها ....

قال نعناعه وظن أنه يرحب :
_ تسلم يا دكتور ..... نردهالك يارب ....

وضع يوسف يده على فمه يكتم ضحكته فسأل الصبي نعناعه رعد في اهتمام :
_ وأنت بقى يا هادي يا راسي أنت دكتور في ايه ؟

رد جاسر بضحكة :
_ ده جزمة ولا ليه لازمة معانا ...... جاي كده يعملنا شاي .....

لكمه رعد بغيظ ثم قال رعد موضحا بانفعال:
_ دكتور نفسي ...هتفهم ولا أشرح ؟

قال الصبي بقوة وهو لم يصدق اذنيه :
_ احلف ؟ ...قول والله ؟..... ده أنا متأزم ونفسيتي مهبوشة يا دكتور....عارف أنت لما تبقى حاسس أنك مالكش لازمة كده ؟
زي ما أنت حاسس كده بالضبط !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close