رواية انجبت وما زالت عذراء الفصل السادس عشر 16 بقلم صباح عبدالله
أنجبت وما زالت عذراء.. الفصل السادس عشر.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.
+
على رصيف سيارات عابرة، كان يركض عزيز بكل ما اوتي من قوة تحت شمساً حار***قة في عز النهار؛ وهو يحمل كيس اسود اللون في داخله المال؛ الذي باع أبنته وق***تل جارته لأجله، شعر بالدوار الشديد والغثيان، وقف مكانه ينظر الي السماء واشعة الشمس تلمع في عدسة عيناه؛ كان يري كل شيء حوله يدور ولا شيء ثابت في مكانه، تساقطت من أنفه قطرات غزيرة من الد**ماء على ملابسه، وأخذ يستفرغ الد***ماء من فمه، ولم يمر عليه دقيقة على هذا الحال لا وسقط أرضاً مفارق الحياة وتناثره الأموال حوله، تجمع حوله عدد من المسافرين منهم من اقترب من يحاول اسعافه؛ ومنهم من هاجم على المال كاك**لب جائع وجد كوم عظام مكسي لحماً لا يريد احد أن يقترب منه، تض**رب احد الصالحين الذين اقتربوا من عزيز كفيه معاً، وهو يقول باستعطاف.
+
- لا حول ولاقوه الابالله العلي العظيم ده م***ات أن الله وان اليه راجعون حد يعرف مين ده ولا يعرف حد من أهل؟
+
شخص آخر: اظن ما حدش يعرفه خلينا نخده على اي مستشفى واكيد هم هناك هيتصرفوا ويعرفوا مين أهله.
+
- طب ايدكم معايا نخده ونروح على المستشفى.
+
أقترب ثلاث من الرجال حملوا عزيز من فوق الارض جثة هامده لا حول له ولا قوة، اما المال الذي قت***ل وباع أبنته لأجله، اشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه اخذوا يتمتعون به، وهو لم ينال غير عمله وغضب ربه عليه بسبب ما كان يفعله في حياته، هذا هي حقيقة الدنيا وهذا هي أخرة كل ظالم يركض خلف المال ومتعت الحياة ونسي ان له يوم يرجع فيه الي الله ملك الملك.
+
هذا هي نهاية عزيز الذي ظل يصارع من الآجل المال، وكل شخص مثله لا يهمه غير الحصول علي المال، اعرف انك سوف يأتي يوماً وستم***وت ويأتي شخص غيرك يتمتع به، لذلك احذر ان تغضب الله منك لأنك لن تنال شيء من هذا الحياة غير عملك اذا رضي الله عنك فانت في جنة عرضها السموات والأرض، واذا غضب عليك تأكيد لن ينفعك شيء ولن ينجيك احد مما سوف تريه سوآ في قبرك او يوم الحساب، لا تجعل الحياة تخدعك وتوهمك ان الم**وت نهاية؛ الم***وت ما هو اللي بداية لحياة ابديه، وانت من سوف تجعلها حياة مضيء بضوء الجنة؛ او كحيلة مظلمة بظلام جه**نم.
+
قل اللهم مالك الملك [ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ].
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في حي شعبي.
+
خرج ياسين من منزل صغير يمسك في يداه صبا، وهو لا يصدق ما حدث هل يفرح لأنها اصبحت زوجته الآن؛ اما يحزن على عشقه الجارف الذي لا تشعر به، وخرج من بعضهم عامر الذي يحارب لكي يظل ثابتاً، وهشام الذي يتعجب مما فعله صديقه؛ الذي وكل نفسه وزوج حبيبته لشخص أخر وسلمها له بيداه.
+
ذلك المنزل الصغير الذي خرجوا منه؛ كان منزل المأذون الذي كتب كتابهم بوجود أثنين من جيرانهم كشهود. لم تجد صبا احد توكله؛ لكنه تفاجأت بعامر يوكل نفسه كأخ لها، وهي لم تستطيع الاعتراض، وقف أمامهم وعيناه تتمتع بنظر إليها، وقال بحزن دافين في صوته.
+
عامر: مبروك يا ياسين صبا كنز حافظ عليه.
+
فرت من عيناه دمعه غصباً عنه، نزعها من علي خده بظهر يداه، وابتسم رغماً عنه وهو يقول بمرح لم ينجح في التظاهر به.
+
عامر: وإياك تزعلها يوم علشان لو زعلتها انا اللي هعلقك وافضل انفض فيك زي سوكه العبيطة.
+
شعر ياسين بذلك الألم والحزن الظاهر عليه، ولماذا لا يشعر به؛ وهو يتألم بنفس الطريقة واكثر، هو لم يفز بها هو فاز فقط بجثة بلا قلب وبلا روح، فعلت ذلك وقبلت الزواج منه، لكي تنتقم من ذلك العاشق وتح**رق قلبه في جح**يم العشق، زاد ياسين من قبضه على كفها يعلن له أنها أصبحت ملكه ولن يسمح لأحد ان يأخذها منه، وتفوه قائلاً؛ تلك الكلمات الذي كانت كاخن**جر يطعن بها قلب عامر.
+
ياسين: ما تخفش صبا حبيبتي قبل ما تكون مراتي مستحيل ازعلها في يوم علشان اللي يزعلها يزعلني.
+
حاربت صبا لكي تبتسم لكلمات ياسين التي لمست بهم الصدق، ثم نظرت بعيون غارقة في دموعها تحكي ما في داخلها من شوق وحنين لذلك الذي يقف أمامه يبدلها نظرات حزين خاليه من الحياة، اقترب هشام من عامر وضع يداه على كتفه وهو يقول.
+
هشام: يلا يا عامر خلينا نمشي.
+
ثم نظر الي صبا قائلاً بحزن: مبروك لكي يا صبا انتى وياسين خدي بالك من نفسك.
+
قال كذلك وسحب عامر من يداه؛٠ وذهب به الي سيارتهم، حتي قبل ان يستمع الي رد احد منهم، جلس عامر داخل السيارة وعيناه معلقة عليها، وجلس هشام على مقعد السائق وتحرك بالسيارة.
+
وقف مكانها تنظر إليه وهو يبتعد عنها شيئاً في شيئاً، ودموعها تنهمر على خديها كالشلال لا يتصد لهم أحد، وقلبها يصرخ له ان يعود ولا يتركها، نظر ياسين إليها بتوتر وهو يقول بتردد شديد.
+
ياسين: صبا عاوز اعترف لكي بحاجه؟
+
مسحت دموعها بظهر يديها وتجاهلت كل ما تشعر به، وتفوهت بصوت باكي قائلة.
+
صبا: خير ياسين حاجه اي.
+
ياسين بتردد شديد: اول حاجه لازم تعرفيها اني ما سميش ياسين.
+
نظرت له بذهول قائلة: انت بتهزر صح؟
+
ياسين: انا واحد مجهول يا صبا مش عارف مين أهلي ومين أبوي الحقيقي لحد دلوقتي.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في السيارة
+
جالس عامر في صمت مريب دموعه تنهمر على خده، وهو يتذكرها ويتذكر تفاصيله الذي اصبح مدمن عليها، استيقظ من شروده على صوت هشام يقول بحزن.
+
هشام: ليه عملت كده يا عامر وانت عارف انك اكتر واحد هتنجرح.
+
نظر اليه في صمت مريب واخذ يتذكر ما حدث في قسم الشرطة.
+
ذكريات عامر (رجوع للماضي)
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
أمام قسم الشرطي.
+
كان يقف عامر وهشام على مقرب السيارة، وان انهي عامر حديثه على الهاتف؛ كان سيغادر لكنه راها تخرج من داخل المبنى ممسكه بكف ياسين، تمني لو يرجع به الزمن ولم يفعل ما فعله بها ويكون هو مصدر الأمن لها، أقترب منهم ياسين موجه حديثه الي هشام قائلاً.
+
ياسين: دكتور هشام لو سمحت انا وصبا هنتجوز وزاي ما انت عارف عزيز هربان وهي وكلتك ممكن تجي معنا نكتب كتب الكتاب؟
+
كانت كلماته كاخن**جر يطعن قلب عامر، الذي نظر إليها في صمت للحظات وعيناه تطلب منها المغفرة، لكنها اخفضت رأسها تعلن له انها لم تغفر له ولن تغفر له مهما فعل.
+
وضع هشام يداه على رأسه وكان سيجيب بالرفض خوفاً على مشاعر صديقه؛ لكنه تفاجأ به يقول.
+
عامر: ممكن اكون انا وكيلك؟
+
نظر له الجميع في ذهول، وهي هربت الكلمات منها وظلت صامته تنظر إليه في ذهول، لم تستطيع التخيل حتي أن حبيبه هو من سيسلمها لزوجها، قطع هذا الصمت صوت هشام يقول في دهشة.
+
هشام: انت بتقول ايه؟.
+
تجاهل صديقه ونظر إليها قائلاً برجاء.
+
عامر: لو سمحتي اقبلي ان اكون واكيلك على الاقل اكون قدمت لكي حاجه واحده حلوه في حياتي رجاءً عاوز اكفر عن ذنبي حتي لو بحاجة بسيطة.
+
وقفت حائره لا تعرف ما الذي يجيب عليها فعله، كيف سوف تتحمل ان حبيبها هو من سوف يسلمها لزوجها، نظرت الي ياسين تستنجد به وهي تظن أنه سيرفض؛ لكنها تفاجأت به يمسك كفها وهو يبتسم بود ويهز رأسه كدليل على الموافقة.
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
الحاضر
+
استيقظ من شروده على صوت هشام ويداه تهز كتفه بعنف وهو يقود السيارة.
+
هشام: عامر انت سمعني عامر.
+
تنهد بحزن وهو يقول: معلش سرحت شويه.
+
شعر هشام بالحزن الجارف في عيناه، ارد ان يخرجه من هذا الحالة فتفوه قائلاً.
+
هشام: اي رايك ننزل نشرب قهوة في اي مكان هادي.
+
عامر: لا معلش يا هشام مرة تانيه خدني على البيت علشان أشوف ريم واشوف المص**يبة اللي وقعتني فيها دي.
+
هشام متسأل: ايوه صحيح هتعمل ايه في حكاية ريم دي؟
+
عامر بغضب: عامر لو طلعت حامل فعلاً انا هق**تلها وغسل عا**رها بد**مها.
+
هشام منفعل: تق**تل مين انت اتجننت اهدى كده علشان تعرف تتصرف اختك لسة صغيرة مش فاهمه الدنيا فيها ايه احتويها وافهم منها بالراحه ايه اللي حصل ومين اللي عمل فيها كده وهاتوا وجوزهم وستر عليها ولا من شاف ولا من دري.
+
يضع يداه على رأسه ويقول بصوت دافين في الحزن و التعب الشديد.
+
عامر: وانا مين يحتويني انا تعبت والله العظيم تعبت تعبان اووي وما فيش حد حاسس بيا ومش عارف الاقيها من مين ولا من مين نفسي اختفي من العالم ده نفسي اغمض عيني وافتحهم ملاقيش كل الهم اللي انا فيه ده.
+
هشام ينظر لها بحزن شديد ويضع يداه على كتفه وهو يقول بهدوء.
+
هشام: ان شاء الله حاجه هتتحل بس قول يارب.
+
ينظر له وهو يقول: وفي رايك ربنا هيسامحني بعد كل اللي انا عملته انا عارف ان ده كله ذنبها والله عارف ان ربنا نفسه بينتقم لها وبيرجع لها حقها ان الله يمهل ولا يهمل.
+
لم يعرف هشام ما يقول إليه فصمت، وهو نظر من خلال النافذة يتأمل الطرق والسيارات العابر من حوله.
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في منزل عامر.
+
كان يجلس سعد على مقعده عند البوابه؛ وتجلس على مقربه أم خيري التي لم تتوقف دموعها، خوفاً على ريم وفردوس الفتاة المسكينه التي لا تعرف ما هي حقيقتها، وعلي مقربهم ابراهيم الذي جالس على جم**رة من ن**ار صامتاً ملامحه متوترة، تفوه سعد قائلاً.
+
سعد: اني والله مابقتش فاهم حاجه هي مين البت اللي انت جبتيها دي يا ام خيري وجاسم بيه يعرفها منين.
+
أم خيري بصوت باكي: والله ما عرفه يا سعد انا لاقتها على الرصيف زي ما قولت لك،
+
سعد: طب في رايك جاسم بيه خدها ومشي كده راح بيها فين؟
+
أم خيري: علمي علمك يا خويا والله انا قلبي مش مطمنه من رجوع جاسم المفاجئ ده ومش عارفه سلوي هانم هتعمل ايه لم تعرف أنه رجع؟
+
سعد: والله انا مش خايف غير علي الهانم الصغيرة والأنسة سارة لم تعرف ان جاسم بيه رجع اكيد مش هتسكت وربنا يستر وما ترجعش للحالة اللي كانت فيها دي احنا ما صدقنا طلعت منها.
+
أم خيري: معاك حق والله ياسعد وده اللي مخوفني برضو ربنا يهدي ويعديها علي خير.
+
سعد ينظر الي ابراهيم الذي يبدو من ملامحه أنه في وادي اخر.
+
سعد: واد يا ابراهيم مالك ياض ساكت كده.
+
ابراهيم صامت لا يجب ويبدو أنه لم يسمع مقاله ولده من الاساس، أم خيري تهز كتفه برفق وهي تقول.
+
أم خيري: خير مالك يا ابراهيم ابوك بيكلامك.
+
انتبه إليهم ابراهيم؛ لكنه قبل ان يقول شيء، دلفت سلوي بسيارتها، راي ابراهيم ريم من خلال النافذة تجلس على المقعد الخلفي ودموعها تنهمر على خديها، شعر بالرعب يتسلل إلي قلبه؛ عندما رأي سلوي تهبط من السيارة وتتوجه نحوه وملامحها الغاضبة لا تبشر بالخير، نهض واقفاً بتردد شديد وهو يشعر أن ساقيه لا يستطيعون حمل ثقل جسده، وقف سعد وأم خيري ينظرون بتعجب الي إبراهيم تارة وإلي سلوي التي تتقدم نحوه وتارة وإلي ريم التي تبكي داخل السيارة تارة اخري.
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
حيث توجد صبا وياسين.
+
نظرت صبا إليه في تعجب وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم، وتفوهت قائلة.
+
صبا: انا مش فاهمه حاجه مش انت قولت لي ان ابوك عزمي؟
+
ياسين بحزن: كنت فاكر انه ابوي ومش عاوز يعترف بيا بس طلع مش ابويا هو كمان؟
+
صبا بتسأل وظاهر الخوف والشك في صوتها: أمال مين أنت وابن مين.
+
شعر ياسين بالحزن الشديد عندما لاحظ الخوف منه في عيناه، اجابها بحسرة قائلا ً.
+
ياسين: من حقك تخافي مين اذا انا نفسي خايف من نفسي انا أبن حرام يا صبا؟
+
انهمرت من عيناه دمعه حارقة تحرق قلبه قبل وجه، شعرت صبا بالحزن الشديد عليه، ولم تعرف ما الذي يجيب عليها قوله، فتفوه ياسين قائلاً.
+
ياسين: هتفضلي على ذمتي لحد ما تولدي علشان الناس تعرف انك كنتي متجاوزة وما حدش يقول عليكي كلمة وبعدين ننطلق انا عارف ان ما فيش واحده تأمن على نفسها مع واحد أبن حرام.
+
وقفت صامته تنظر له في حزن وحيره، لم تشعر على نفسها غير وهو يسحبها من يداها وهو يقول.
+
ياسين: تعالي وروحك ترتاحي شويه.
+
سارت خلفه شبه تائها وهي تنظر إليه، وهي لا تصدق كميه الأحزان والهموم الذي يحملها ياسين في قلبه، ورغم كل هذا الذي هو به، لم يتخلى عنها ولم يتركها واحيده في تلك الورطة التي ورطها بها ذاك المجنون عامر، تبا لهذا القلب اللعين الذي عشق ذلك عامر ولم يشعر يوماً بعشق ياسين الجارف إليها.
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
منزل ياسين.
+
بعد وقت دلف ياسين الي منزله البسيط، وقفت صبا على باب المنزل تتجول بعيناه في ذلك المنزل الذي تراه لاول مره، كان المنزل صغير جدا يتكون من غرفة واحده وحمام ومطبخ وصاله صغيره تحتوي على انتري قديم، نظر إليها بخجل وهو يقول بابتسامة كاذبة.
+
ياسين: ادخلي يا صبا حظك حلو الشقة صغيرة ومش هتتعبك في الكنيس.
+
ابتسمت إليه ودلفت وهي تقول بمرح في محاولة تغير هذا الجو الكئيب: معاك حق والله بس ده معناه انك مش هتغسل المواعين برضو؟
+
ضحك ياسين وهو يقول بغرور مصطنع: بقا انا ياسين بيه يغسل المواعين انتى اتجننتي يابنتي.
+
نظرت صبا الي المنزل وضحكت هي أيضاً وهي تقول: ما هو بين انك بيه فعلاً.
+
ياسين: يابنتي ما يغركيش البيت الصغير ده والنتري اللي الفران سكنه في ده انا غاني اووي.
+
صبا بضحك: غاني اووي ما انا عارفه انك غاني غاني بالفران اللي انت بتاجر فيها.
+
وفجأة يخرج فار صغير من أسفل الكنبة، تصرخ صبا وتركض تختبئ داخل أحضان ياسين وهي تصرخ وتقول.
+
صبا: يا خربيتك طلع في فران بصحيح في البيت.
+
أما ياسين كان في عالم اخر لا يصدق انها قريبة منه لهذا الحد تمني لو يأخذ الي عالم اخر لا يوجد به احد غيرهم حتي لو لحظة واحده في حياته.
+
انتبهت على ما فعلته ابتعدت عنه واحمر خديها من شدة الخجل وهي يتقول بتلعثمه.
+
صبا: ا نا ااانا بخاف من الفران اووي.
+
تفوه ياسين قائلاً وقلبه يقرع مثل الطبول: ما تخافيش مش هنفضل هنا كتير هشوف شقة تانيه نقعد فيها؟
+
صبا: دي مالها يا خويا ما عسل اهي هي بس محتاجه صيانه وهتكون فل.
+
وفجأة تشعر بالألم الشديد يحتل جسدها فتضع يديها على معدتها وهي تتألم بشدة.
+
ياسين بقلق: خير مالك يا صبا.
+
صبا بألم: ما فيش بس الجرح شد عليا مرة واحده.
+
يحملها ياسين ويذهب بها الي الغرفة ويضعها برفق على الفراش، تقبلت عيناهم للحظات وهو يضعها على الفراش، شعر برغبه شديدة أن يتذوق طعم شفتيها، أقترب منها دون واعي وعيناه معلقة على شفتيها ويداه لا تزال تحوطها، همس بضعف ورغبه شديدة.
+
ياسين: انتى جميله اوى يا صبا.
+
اخفضت رأسه بخجل وخوف شديد لا تعرف لماذا شعرت بهذا الخوف منه رغم كل ما فعله من أجلها، وتفوهت قائلة.
+
صبا: لو سمحت يا ياسين ابعد وما تخوفنيش منك.
+
شعر ياسين علي نفسه عندما استمع الي كلماتها، فبتعد عنها وهو يقول بخجل ممزوج بالحزن.
+
ياسين: اسف ما خدش بالي بس ما تخافيش مني انا عمري ما هأذيكي ولا هجبرك على حاجه صدقني.
+
لمست الصدق في كلماته فتبسمت إليه ابتسامة مترددة وهي تقول.
+
صبا: حصل خير يا ياسين انا عارفة اني مراتك دلوقتي وده حقك بس انت اكتر واحد عارف اللي انا شوفته في حياتي محتاجه واقت على ما تقبلك كزوج.
+
ياسين: وانا مش هغصبك على حاجه وبواعدك اللي حصل ده مش هيتكرر تاني، ارتاحي انتى وانا هنزل اجيب لكي حاجه من الصيدليه واجب حاجه نكلها.
+
اكتفت بهز راسها وهي تبتسم إليه بدلها الابتسامة وتركها وغادر، وان انهمرت دموعها على خديها وهي تقول بقلق.
+
صبا: ياتارة انت فين دلوقتي يابا؟ يارب تهدي وتخلي ليا وتحنن قلبه عليا.
+
لا تعرف صبا ان ولدها الان أصبح في عالم الام**وات
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في المستشفى
+
خرج طبيب من غرفة، كان في داخله جسد عزيز نائم على الفراش ويغطي جسده بغطاء ابيض، الطبيب موجه حديثه الي الاشخاص الذين احضروا الى المستشفى.
+
الطبيب: حد فيكم يعرفه او يعرف مين أهله، ده مي**ت ومحتاجين حد يجي يستلم الج**ثه.
+
شخص: والله يا دكتور احنا شلينا من علي الرصيف ما حد فينا يعرف التاني حتي ما لقيناش معايا تليفون ولا اي حاجه توصلنا بأهله.
+
الطيب: طيب انا كده مضطر اعمل محضر وهم يتصرفوا عن اذنكم.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في منزل عامر.
+
اقتربت سلوي من ابراهيم؛ ودون قول شيء صف**عته بقوة صف**عه تلو الاخرى، وابراهيم صامتاً مستسلم لتلك الصف**عات، تقدم سعد وقف حاجز بينها وبين ابنه وقال بقلق وخوف شديد.
+
سعد: خير يا هانم هو ابراهيم ابني زعلك في حاجه.
+
صرخت في وجهه بغضب جامح: فعلاً الكلب مش بيعوض غير الايد اللي بتتمد له انت وابنك عايشين من خيري ومالي ده جزأتي بعد 17 سنه سايباك في بيتي واقول بياكل عيش علشان يربي ابنه دخلت ابنك مدرسه ما كنش يحلم بيه أمنته على بنتي وقولت ابراهيم شاب جدع وذكي ومتربي في بيتي مستحيل ها يؤذيها وفي الاخر بنتي تطلع حامل منه في الحرام ده انا لو قت**لته دلوقتي مش هيكون كفاية.
+
نظر سعد وأم خيري الي ابراهيم في ذهول، اخفض ابراهيم رأسه في خجل شديد، صف**عه سعد بقوة عدده صف**عات وهو يقول بغضب.
+
سعد: يا خسارة تربيتي فيك بجد يا خسارة.
+
هبطت ريم من السيارة وهي تنظر الي ابراهيم وتبكي، فهي تعرف أن ما حدث بينهم لا ذنب له، فهي من اجبرته على شرب الخمر معها، كانت تريد تجربة ما تري أمها تفعله، فهي دائمًا كانت تري ولدتها تشرب الخمر سوي في غرفتها او في الحفلات والمناسبات، بدلها ابراهيم النظرة بنظر عتاب وظل صامتاً يتحمل كل اللوم.
+
تفاجأت سلوي بجاسم يعبر البوابة بسيارته ومعه فردوس، حذقت بعيناها الي جاسم وابتسامته المستفز التي تراها من خلال زجاج النافذة، هبط جاسم من السيارة وان رأته ريم صاحت بدهشه قائلة.
+
ريم: ابيه جاسم؟
+
اقترب منها جاسم ودون قول شيء صف**عها بقوة، فقدت ريم توازنها بسبب قوة الصفعة فوقعت ارضاً تبكي وهي تخفض رأسها بخجل وكسر، ركضت إليها ام خيري وقبل ان تقترب منها نظر إليها جاسم بحد فتراجعت للخلف وهي تبكي على طفلتها ريم، صاح جاسم بحد قائلاً.
+
جاسم: المأذون كمان نص ساعة هيكون هنا عاوزه الكل يجهز وكل حاجه تكون طبيعيه.
+
صاحت سلوي بغضب بعد ما استوعبت ما يحدث: انت بتعمل ايه هنا ومين سمح لك ترفع ايدك على بنتي انت اتجننت.
+
وضع جاسم يديه في جيب بنطال وابتسم ببرود وهو يقول بسخرية.
+
جاسم: زوجة أبي العزيزة لكي واحشه والله وبالمناسبة مبروك هتكون تيتة للمرة التاني اول مره من الخدامة والتاني من ابن البواب ويريد في الحلال لاتنين في الحرام، فعلاً صدق المثل اللي قال اللي بيجي من الحرام بيروح في الحرام.
+
صمت للحظات يتأمل ملامحها الشاحبة وهي تحاول فك شفرته، ثم اكمل حديثه بغموض أكبر.
+
جاسم: اما ازاي ارفع ايدي عليه ف ده حقي ما هي متسجله باسم ابويا برضو وانا قدام الناس أخوها الكبير مش كده برضو يا سلوي هانم.
+
شعرت سلوي بقطرات العرق تتسلل على جبهتها فرعت يداها تمسحهم وهي تقول بتوتر شديد.
+
سلوي: اكيد انت اخوها الكبير من الأب.
+
ابتسم جاسم ساخراً من خوفها الظاهر عليها وتفوه قائلاً.
+
جاسم: طيب كويس انك عارفة اني اخوها الكبير جهزي نفسك بقا علشان تحضري فرحها على ابن البواب.
+
نظرت إليه ريم بذهول وهي تقول بدهشة.
+
ريم: مين اللي هتجوز أبن البواب؟
+
نظر إليها بغضب وصرخ في وجهها قائلاً: انتى بذات مش عاوز اسمع صوتك خالص وتحمدي ربنا اني هجوزك له ومش هق**تلك انتى وهو.
+
دلف عامر وهشام بالسيارة، فنظر عامر الي جاسم في دهشة!؟ وهو يقول.
+
عامر: هو ده اللي كان ناقص؟
+
هشام في دهشة: هو جاسم رجع أمتي!؟
+
هبط عامر من السيارة وان رأته ريم نهضت وركضت إليه وعنقته وهي تبكي وتتوسل له.
+
ريم: بالله عليك تسامحني يا أبيه انا عارفة اني غلط بس والله مش كان اصدي ما كنتش في واعي مستعده اعمل ايه حاجه بس مش عاوزه اتجوز أبن البواب انا في النهاية أختك ريم بنوتك حبيبة قلبك.
+
نظر عامر الي إبراهيم الخافض رأسه وفهم كل شيء، ولم ينصدم ولم يتأثر أن اخته الصغيرة تحمل من أبن البواب، فهو اصبح جسد بلا روح متوقع الأسوء دائمًا في الحياة، أبعده عنه وهو يقول بهدوء مم**يت عكس البركان المشتل بداخله.
+
عامر: هتجاوزي من أبن البواب ياريم اذا كان بمزاجك او من غصب عنك انتى غلطي ولازم تتحملي نتيجة غلطك.
+
نظرت إليه في ذهول وهي تبكي وتقول برجاء.
+
ريم: بالله عليك عقبني باي حاجه تانيه غير كده او اق**تلوني ارحم ليا أني اكون مرات ابن البواب.
+
كانت كلماتها كاخن***جر يطعن قلب ابراهيم الذي ظل صامتاً يتواعد لها بالهلاك.
+
جاسم بسخريه: حمدلله على السلامة يا دكتور عامر يا تارة هتحضر فرح اختك المحترمة ولا تحب نقول للمعازيم انك مش فاضي عندك عملية أنجاب بتعملها لواحده عذراء؟
+
نظرت سلوي الي بدهشه وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم وتفوهت قائلة.
+
سلوي: هو اي الهبل اللي انت بتقوله ده؟
+
نظر إليها جاسم وابتسم بسخرية وهو يقول: هي سلوي هانم ما تعرفش ان الخدامة حامل من الدكتور المحترم وهي لسه بنت بنوت.
+
سلوي في ذهول: اي الهبل اللي انت بتقوله ده؟
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
في عياده طبيبة نفسياً
+
كانت تجلس الطبيبة تستمع بهدوء الي المريضة الجالسة أمامه، كانت فتاة جميله، تبدو في الخامس والعشرون من عمرها، كانت تتحدث ودموعها تنهمر على خديها.
+
- مش قادره انسي ان أخويا الكبير من ابوي عشقني وطلب مني اتجاوزه مش قادره انسي نظراته ليا اللي كانت ترعبني بجد مش قادره انسي أنه حاول يعتدي عليا نفسيتي تعبت اوى ومش قادره اكمل ومش قادره اثق في حد حتي اخويا اللي من أمي خايفه منه مش قادره أقرب منه مش قادره اتعامل معاه بشكل طبيعي.
+
الطبيبة: لازم تنسي يا سارة وتعرفي ان مش كل الناس زي بعضهم.
+
سارة: بجد تعبت مش قادره انسي ومش قادره انسيه هو شخصيا.
+
الطبيبة: طيب آنسه سارة انتى قولتي ان اخوكي ده سافر بره مصر بس لو رجع هتعملي ايه؟
+
نهضت سارة واقفه وهي تقول في خوف شديد.
+
سارة: لا مستحيل مستحيل يرجع مستحيل أسمح له أنه يرجع.
+
تقف الطبيبة وهي تقول بهدوء: اهدى يا حبيبتي احنا بس بنتناقش بس لازم توجهي يا سارة هي دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تتخلصي من خوفك والحالة النفسية اللي انت فيها.
+
سارة ببكاء وخوف: صدقني ما قدرش ما قدرش انا لو شفته بس ممكن أم*وت فيها.
+
يتبع
+
