رواية يكفيني يا قلب الفصل الثالث عشر 13
13....((ليالي الفراق))
لم تستفق سمر باكرا كعادتها بل استيقظت عند منتصف النهار...شاعرة بدوخة فظيعة وصداعا قاسيا يكاد يمزق خلايا راسها......
+
جلست ترفع جسدها قليلا وقد تشنج ظهرها بشدة....ترفرف باهدابها وجفونها الثقيلة بالكاد تفتحهما...تحاول النظر بتركيز الى المكان الذي هي متواجدة به.........تدور بعينيها النعستين الثقيلتين عليها وكانها سهرت طوال الليل......
+
تحاول تفسير وفهم ايعازات دماغها حول مكانها......ثواني قليلة استطاعت ان تفهم انها الان في غرفتها.......على سريرها............
+
همست بشهقة لنفسها ترفع كفها دون وعي منها لتضعه على قلبها كأنها تهديه وتطمئنه...وقد تذكرت من فورها همسات احمد لها ليلة امس عندما كانا يرقصان.....
+
اسدلت نظرها حول جسدها....لتجد نفسها مازالت بفستان الحفل لكن بدون السترة ...والسرير خالي منه تماما..خالي من رائحته وعطره التي تميزها عن بعد اميال........
+
توقف عقلها قليلا عن التفكير....تحاول تذكر ماحصل بعد مغادرتهم حفلة الزفاف.......
+
حدقت والفراغ امامها.......تجاهد لنزع احداث الليلة الماضية.وجعلها مرئية امام عينيها.....
+
لكنها. لاتتذكر كيف غادرا وقد كان غاضب منها لعدم اخباره بقرار رجوعها للعمل دون علمه....
+
هاجمتها الدوخة بشدة.....وزاد صداع راسها مما
جعلها تتوقف عن التذكر قليلا....
+
تعلم جيدا انها لاتذكر كيف خرجا..وكيف اوصلها الى غرفتها...........
+
ارادت النهوض إلا انها لم تستطع تشعر بأن عظامها ومفاصلها مكسرة ومتشنجة......
فعاودت الاستلقاء على السرير مجددا تعصر جانبي رأسها باناملها المرتجفة دون وعي منها.......
+
همست لنفسها وقد وقع بصرها على الساعه الجدارية((الواحدة الا ربع ظهرا))....
+
وارادت النهوض مجددا...الاانها فشلت مرة اخرى.......تسائلت بقلق وخوف رهيب......
+
مابها.....ماجرى لها.........
+
ولماذا لم يوقظها احد الى الان........
+
اغمضت عينيها بشدة...تحاول تفسير سريع لما يجري معها........لما تشعر كأنها فقدت الذاكرة الان.........
+
كل ماتتذكره.....انها ظلت تبكي عندما علم احمد بقرار رجوعها للعمل.....وحين غادر الطاولة.....انتابها صداع فظيع...............هذا كل ماتتذكره.......لكن متى غادروا.....ووصلوا للمنزل ومتى نامت....لاتذكرشيئا ابدا..........
+
وحي اجبرت نفسها على النهوض وجر قدميها نحو الحمام لعلها تنشط قليلا......وقفت على طولها بمعجزة وراسها يكاد ينفجر حتى ان المه وصل لعينيها اللوزية........
+
اغتسلت بسرعة وخرجت بوقت قياسي...لترتدي فستان بيتي بسيط ازرق اللون ذو اكمام تصل للمرفق ويغطي ركبتيها.....ملتصق على جزئها العلوي باناقه بينما من الخصر نزولا إلى الركبتين كان عريضا قليلا..........اما الرباط الحريريج المتدلي من ياقة الفستان ليتوسط صدرها كان يخفف من غمق لون فستانها الارزرق بلونه الزهري الفاتح.....جمعت شعرها المبلول. بعد تمشيطه سريعا على شكل ذيل حصان مرتفع يتدلى خلف عنقها......بالكاد يصل اليه...
+
وحين نزلت الى غرفة الجلوس....كانت الكوارث بانتظارها.......
+
حالما وطئت قدميها المرتجفتين بدون اي سبب... تفاجئت باجتماع كل افراد العائلة ومن ضمنهم شقيقة احمد....لكن دون اطفالها...فافزعها الامر وخفق قلبها بخوف....عندما اتجهت عيون الحاضرين كلهم عليها.....نظراتهم....غاضبه..متشككة...حانقة....وفاترة.....
+
استطاعت ان تفتح شفتيها لتلقي عليهم التحية......لكن لم يرد سوى شقيقة احمد...فارتجفت خوفا وقلقا خصوصا انهم صمتوا عند دخولها بعد ان كانوا يتحدثون بشيء ما.....
+
وحين تقدمت اكثر لتجلس شاعرة بالتوتر.....
صرخت بها والدة احمد........بكره وغضب:
+
((لا تجلسي......توقفي عندك.......))
+
اتسعت عينا سمر اندهاشا وقبل ان تفتح فمها لتسال اكملت والدته بقسوة وغضب:
((لااريدك ببيتي بعد الان.....لقد شوهت سمعتنا...........ايتها المخمورة الوقحة))....
+
زاد اندهاش سمر لكنها ظلت ترتجف....تطلب تفسيرا......فسألت بنبرة مهتزة:
((ما....مالذي حصل؟؟؟؟؟))..
+
اكملت والدة احمد السيدة اشواق بكل قسوة ودون اكتراث لمشاعر زوجة ابنها:
+
((لماذا....الاتتذكرين مافعلت....ام انك باختصار ستلعبين امامنا دور المظلومة البريئة))...
+
هتف السيد منصور بزوجته ممتعظ من قسوتها....يطلب منها الصمت...وكذلك ابنتها.......اما احمد...فساكن كتمثال شمع غارق بمقعده وهموم الكون جميعها على راسه دفعة واحدة...حتى انه لم يكلف نفسه وينظر لعينيها الناظرتين له تطلبان منه المساعدة.والتفسير.....
+
وحين قال والده لسمر الواقفة بينهم كمتهم في قاعة المحكمة .....
+
وعينيه العطوفتين تشعران بتأنيب الضمير.......كم يحب سمر ويحترمها وكم كان يدافع عنها امام زوجته الرافضة لها ولاختها قبلا......يشعر انه من اقحمها بهذه الحياة وهذا الزواج....فالفكرة كانت فكرته والرأي رأيه...وبعد ذلك وافقه والدها...........كان يريد الخير للجميع.....تمنى ان تعود السعادة لقلب احمد مثلما كانت قبل وفاة نهى.......
+
لكن احيانا....تجري الامور على عكس ماخطط له....
+
((سمر الا تذكرين ماحدث ليلة البارحة))....
+
هزات راسها..بعدم فهم لتساله بدورها((ومالذي حدث ليلة البارحة؟؟؟))
+
وقبل ان يقول السيد منصور حرفا واحدا....تبرعت زوجته لتجيب بكل قسوة وحقد:
+
'(لاتتظاهري بالغباء.........هاك شاهدي مافعلتيه امس امام الناس))...
+
ورفعت هاتفها نحو سمر.....التي تقدمت بساقيين واهنتين لم تقوى على حملها نهائيا.لتأخذ الهاتف بيد ترتجف ترقبا.........
+
لم تحتج سوى للحظات سريعة.....لتستوعب ان هذه المراءة التي تشاهدها على شاشة الهاتف..
..تشبهها.......
حدقت طويلا....تتامل بعينين متسعتين ذهولا..وشفتين تهتزان بارتجاف غير ارادي......هذه الشبيهه لها....ترقص بجنون وتغني...ترتدي نفس ملابسها.....لها نفس صوتها وتحضر الحفل نفسه.........
+
طالت اللحظات التي تبصر فيها سمر هذه المراءة المجنونة......التي تتمايل دون أن تثبت.....
+
وقلبها يصرخ بعذاب وأنين لا نهاية له.....
+
بينما عيني احمد الباردتين تراقبان ردة فعلها بألم يعصر قلبه يكاد يقتله....وقد مات شعوره الانساني كليا.......كل مايعرفه الان هو الغضب.........براكين من الغضب تثور بداخله تريد الانفجار...........
+
وحين سمعت سمر نفسها تهمس بارتجاف مخنوق بعبرات بكاء لم تتحربعد:
+
(( لست انا.....لست انا.....انها تشبهني فقط.........))....
+
وحين لم يتفوه احدا بحرف....ولم يؤيدها احد....همست بأنين وقهر:
((لااتذكر شيئا.......لااتذكر......متى حدث هذا...))
+
ثم رفعت بصرها تنظر اليهم لتحرك شفتيها بما يشبة الابتسام هامسة بارتجاف وقد ارعبها ازواج العيون المحدقة بها تنتظر تفسيرا منها:
((ارجوكم....ماهذه المزحة السخيفة....من يمزح معي بتلك الطريقة...)).
+
صرخت والدة احمد بها بنفور مما جعل سمر تجفل وتتراجع للوراء قليلا ترتطم ساقيها بالاريكة التي لم تجلس عليها:
((وهل هذا وقت البلاهة والحماقه....من يمزح بهكذا امور....ادخلي على مواقع التواصل الاجتماعي وستعرفين اننا لانمزح))
+
اتسعت عيناها اكثر واكثر حتى كادت حدقتاها تخرجان من راسها لتقول بعدم تصديق:
((نشر هذا الفيديو على على مواقع التواصل الإجتماعي))..
+
اجابتها والدة احمد بخشونه وقسوة وعدم احترام:
('بلى يبدو أن شخص ما قد اعجب بك وبرقصك وغنائك ليصورك ثم ينشر صورك ومقاطع الفيديو ليشاهدك الجميع))...
+
لم تنتظر لتفكر اكثر فصرخت مدافعة عن نفسها:
+
((ليس صحيحا.........ماهذه الأكاذيب.......حتى اني لم اتذكر أي شيء عن هذه الحماقات...انتم تكذبون......))
+
وهنا صاح بها احمد بصوت مدوي مزلزل لتصمت نهائيا تنظر اليه بحزن وعتاب..وقد تدحرجت دمعة حزينة على وجنتها ...دون ان تشعر بها......
+
((اخرسي....ولاتتكلمي.......كيف تجراين على نعت اهلي بالكاذبين....انت الكاذبة الوحيده بيننا............ودليلا على كلامي افتحي حقيبتك...وشاهدي السموم التي ابتلعتيها ليلة امس والتي جعلتك طبعا لاتتذكرين شيئا))...
+
رمشت بعينيها حالما رمى لها حقيبتها........لتقع تحت قدميها......فانحنت تلتقطها وهي تعرف انه هذه الحقيبة نفسها التي اخذتها معها ليلة امس.............
+
وحين فتحتها لترى تلك الاقراص البيضاء......
+
رفعت راسها نحو حبيبها قاس القلب لتسال ببلاهة:
((ماهذا....؟؟؟؟لمن هذه الاقراص))....
+
سمعت والدة احمد تضحك ساخرة فاقدة الصبر والأعصاب........لتقول بلا اي احترام:
(((اسمعوا..وانظروا...ومازالت تصر على اكاذيبها))
+
صرخت سمر بقهر العالم كله.....
((لست اكذب......انا حقا لااعرف ماهذه الاشياء ومادخلها بي))
+
سمعت احمد يقول ببرود وخشونه:
+
((انها حبوبك التي ابتلعتيها ليلة امس في حفل الزفاف لتجعلك كالمجنونه ....كرخيصة فاسقة............منسوبة لاسمي))
+
حدقت مذهولة به.........وكلماته تصيب راسها كطلقات نارية ساخنه تحرق وتقتل في ان واحد..........
+
غير مصدقة نهائيا هذه المحاكمة التي تحياها.....دون ان تعرف ما جرمها.........
+
للحظات مرت عليها...تنظر اليهم فقط......والدة احمد الجالسة على اليمين مع ابنتها....والد احمد يجلس في منتصف الاريكه كأنه قاض يصدر حكم للاعدام بها بعد دقائق...احمد الجالس على يسار والده...وقد توحشت عيناه بشكل مخيف......ورغم قسوته فإن قلبها قد حزن للهالات السوداء تحت عينيه وللارهاق البادي عليهما وعلى وجهه الوسيم........
+
اما رانيا فتجلس صامته دون التفوه بحرف واحد تراقب المشهد بعينين تتوهجان انتصارا..فخورة بنفسها كثيرا.....
+
ظلت شفتي سمر تهتزان بخفوت لتعود نظراتها من كل الوجوه لتقع على وجهه......تنظر اليه بصمت معاتب يحوي الكثير من الكلام........تخبره...وتذكره بما همس لها ليلة امس عندما كان يراقصها ....
+
شعر احمد بنظراتها تخترق روحه لتزيد حزنه ومرارته......لتشعل بداخله فتيل القسوة والغضب اكثر واكثر...فابعد عينيه عنها يهرب من رجاءها الصامت المتوسل.....
+
وحين ادركت سمر انها تخوض هذه المعركه بلا عون او سند.......
+
مسحت دموعها بباطن كفها تستقيم بظهرها تعتدل بوقفتها المنكسرة....تنظر اليهم دفعة واحدة.....لتقول بثقة ووضوح وبنبرة قوية:
((انا بريئة من هذا كله........لابد ان احد ما يكرهني قد خطط لهذا.....مثلما خطط لقفل الباب علي مع حسام في حفلة عيد الميلاد......انا متاكدة بأنكم مستائون وغاضبون جدا.....لكني لست من متعاطي هذه الحبوب...عشت معكم عامين كاملين وبضعة اشهر هل رأيتم مني مايعيب.....او اي تصرف دنيء.......اقسم لكم بأني لم ارى هذه الحبوب في حياتي كلها....))..
+
صرخت والدة احمد بانفعال جنوني لتنفث في وجه سمر كل مشاعرها السلبية تجاهها لتقول بقسوة:
((لاتقولي لنا بأن احدهم ابلعك هذه الحبوب رغما عنك........))
+
فهمت سمر الموقف كله وعرفت من هو الحقير الذي فعل بها هذا.....لذا قالت بإصرار تشرح لهم:
('عندما غادر احمد لينضم لاصدقائه شعرت بصداع فظيع....وشكوت الأمر لرانيا.......لتخرج لي من حقيبتها قرصين قالت انهما مسكن لالام الصداع....فابتلعتهما دون التاكد منهما لثقتي برانيا طبعا..وانا متاكدة من أن رانيا هي المذنبة الفعلية))....
+
،
قفزت رانيا من مكانها لتقف تتصنع القهر والالم تدافع عن نفسها بكل مكر وخداع............
+
لتقول بنبرة معاتبة جعلت سمر تصاب بالتقزز والقشعرية:
+
((ا. تتهمينني ياسمر...........ولم قد افعل هذا انت بمثابة اختي الصغرى.....وهؤلاء....
+
وأشارت بيدها نحو الجالسين....لتكمل بخنوع :
((وهؤلاء بمثابة اهلي..لايمكن ان اكون بمثل هذه الدناءة واشوه سمعتهم وسمعة زوجةابنهم بهذه الطريقة الشنيعة وامام الملأ كله.....لايمكن ان يخطر ببالي هذا....لماذا ياسمر تلقين باللوم غلي لتفر بجلدك من أخطائك....لم انا من دون الناس تتهمينني بهذا الأمر....لم اؤذيك يوما......ولم اكرهك........هل هكذا تجازين محبتي إليك..اتق الله يا سمر.......))...
+
كاد قلب سمر يتوقف من الذهول.....يالها من ماكرة...مخادعة.....تمتلك اسلوبا للاقناع لانظير له.......لكنها لن تضيع حقها ابدا فصرخت تقول بصوت عال وقد اتسعت عيناها غضبا وزاد تنفسها عن حده الطبيعي ليكون لهاثا غاضبا.........للظلم الذي تحياه:
+
((اعرف الله اكثر منك...واخافه اكثر منك.......لم تحبيني يوما..ولم تعتبريني مثل اختك..كنت دوما ندا لك خصمك وعدوك المرئي......طالما شعرت بهذا.....انت الوحيدة التي من صالحك ان تتشوه صورتي وسمعتي امام احمد واهله وجميع الناس.............))
+
قاطعتها رانيا غاضبة بغضب مصطنع:
((وما مصلحتي.....من هذا.....؟؟.:))
+
صرخت سمر وقد احمر وجهها كليا:
'(لانك..تحبينه...تريدين احمد........وانا العقبه الوحيدة في طريقك))....
+
انخرطت رانيا ببكاء درامي....تضع يديها على وجهها...تهمس بخفوت مسموع:
((هذا اتهام خطير...واهانةواضحة....لاارضى بها.....ساسافر حيث يعيش والدي اذا كان هذا يرضي الجميع))...
+
تدخلت والدة احمد تدافع عن ابنة شقيقتها:
((وتهينين ضيفتنا ايضا وتلصقين بها قلة ادبك...انها اشرف منك ايتها.........))
+
قاطعتها سمر صائحة بقهر وغضب:
((اياك....اياك وشتمي..........لن ارضى بهذا))...
1
وهنا جن جنون احمد وتضاعف غضبه...ليصرخ بسمر يطلب ان تخرس..ثم مالبث ان تقدم نحوها.ليقف امامها كعدو لايعرف الرحمة...يرفع كفه الخشنه ليصفعها على خدها صغعة كادت تكسر رقبتها....فتراجعت سمر.....للخلف لا اراديا لهول الصفعة وقبل ان تفتح عينيها اللتان اغمضتا دون وعي منها.......صفعها مجددا...ثم اخرى...واخرى..لتتوالى عليها الصفعات ......لتكسر روحها وتشوهها قبل ان تشوه وجهها.....
+
ظل يصرخ بها هادرا بوحشية وقد اعماه الغضب عن التفكير المنطقي: ((اصعدي لغرفتك الان.....لا اريد سماع قلة ادبك))...
+
لكنها ابت الصعود وتحمل الإهانة امام الجميع...انها بريئة وعليهم تصديق هذا...
+
لذا تمردت على طلب احمد وصارت تصرخ بصوت جنوني غاضب وقد بح صوتها لتجرح حتجرتها...لتهدر هي بهم جميعا:((لن اصعد...قبل أن اثبت برائتي.......ليس لي ذنب بالذي حصل.......))
+
قاطعها والد احمد الذي لم يتكل الا الان:
((لقد كنت ثمله أيضا...والاقراص موجودة في حقيبتك))
+
صرخت سمر بألم تدافع عن نفسها:((حتى لو كان كلامك صحيح....فليس لي ذنب.....رانيا من فعلت بي هذا...اقسم بالله انها رانيا))
+
ظلت رانيا تبكي وتقول بنبرة مهتزة((سامحك الله ياسمر...ألم تجديد غيري لتتهميه))
+
اجابتها سمر بلهاث ساخن ولهجة صوتها ظلت تزدادصراخا وعلوا:
('لانك الفاعلة......انت من قام بهذا الامر.....انا متاكدة..لم يكن سوانا على طاولة الطعام...وحين اعطيتني اقراص مسكنه لآلام الصداع لم اعد اتذكر ماحصل بعدها....انت المذنبة وعليكم تصديقي.......))
+
سالتها شقيقة احمد بصوت متعاطف متالم:
(
(هل لديك دليل على صحة كلامك))
+
نظرت سمر اليها لتهمس اخيرا بتعب وقد أبدا صوتها يختفي تدريجيا للبحة الشديدة التي اصابته لعمق الغضب والقهر المتزايد داخلها:
('اليس كلامي دليلا على مااقوله............لم اعتد الكذب ابدا طالما كنت صريحة مع نفسي ومع الاخرين...ومااقوله الان هو للحقيقة التي عميت ابصاركم عن رؤيتها........الم تسألوا انفسكم..ولم قد افعل هذا..لم قد ابتلع هذه الاشياء...........))
+
أجابت والدة احمد...((اسالي نفسك...لابد من ان لك دوافع....او مجرد انعدام الأخلاق والضمير))
+
لم يعد بمقدورها التحمل اكثر فصرخت بالسيدة اشواق..تلك السيدة المغرورة بالفطرة المتعجرفة...
((انا اشرف منك....ومن ابنة اختك المريضة نفسيا.. ))..
+
وما نطقت كلماتها....حتى شعرت بيد خشنه تشد شعرها من الخلف....وعندما ادارها احمد الية وقد اقتلع خصلات من شعرها لتلتف حول انامله...صرخت متالمة وقد دمعت عيناها بدموع غزيرة........
+
صرخ بها صائحا بصوت هادر مزلزل وقد صار كالمجنون المتوحش:
+
((اخرسي...لاتخاطبي امي بقلة ادب))....
+
وما حدث بعد هذا كان كالكابوس لسمر..........كابوس....راودها في ليلة كئيبة..ككئابة نفسها وروحها الان.....
+
جرها من شعرها الاسود......يسحبها باتجاه السلم.........يمسح الارض بجسدها المنهك الذي طالما رغبه هو فقط دون سائر الرجال.....ليصل بها لدرجات السلم.....يريد اصعادها بهذه الطريقة الوحشية......
+
ببنما هي ظلت تصرخ وتبكي......ممسكة بيده التي يجر بها شعرها بكلتا يديها..........يرفض افلات قبضته المتوحشة عن شعرها الناعم الذي أعترف لها ليلة امس فقط بانه يحب نعومته...........
+
تدخل والد احمد وشقيقته.........فحين ان والدته ورانيا ظلتا تراقبان المشهد بدون الشعور بذرة عطف أو شفقة.......
+
لكن احمد...لم يذعن لطلب ابيه او شقيقته بتركها...وظل يجرها على درجات السلم الطويلة من شعرها..كأنها كومة قش خفيفة وليست انسانة من لحم ودم...ولديها قلب .....قلب يموووت بعشقه......
+
استطاع اخيرا والده ان يحررها من قبضته الحديدية القاسية........لتساعدها شقيقته على النهوض والهروب لغرفتها.........
+
وحين صرخ والده به.....وبقلة احترامه لابيه.........
+
صرخ احمد...غاضبا بجنون ليحطم الصور القليلة المعلقة على الجدار بالقرب من السلم بلكمة واحدة قاضية لتتجرح اصابعه بفعل اطارات الزجاج.......
+
لتصيح امه بقلق.....تقترب منه......لكنه لم يعرها اي اهتمام....وخرج من المنزل كمن فقد عقله نهائيا.....
+
:::::::::::::::::::::::::::::
+
::::::::::::::::::::::::
+
ظلت سمر بغرفتها الى المساء تبكي وتبكي الى ان نضبت دموعها تماما ولم تعد عينيها قادرة على البكاء او تحرير دمعه واحدة......
4
راسها يكاد ينشطر لشطرين...كأن بداخله طبول لاتتوقف ابدا.....عيناها متورمتين........شفاهها ذابلة....وقد تقشرت قليلا....جسدها يرتجف حرقة وألم......
متكورة على سريرها.........تنظر للفراغ الذي امامها بدون ان تفكر بشيء...تعيش هذه الساعات بحالة من التلبد.....
+
توقفت كل احاسيسها...ومشاعرها........وغرقت في سبات عميق......لم تعد تشعر بأي شيء...لاقهر ولاسعا دة ولاظلم..ولامرارة اوالم.....
+
كل الذي تستطيع تذكره الان والاحساس به.انها تنظر لهذا الفراغ الذي امامها.......تجول بعينيها على كل ارجاء الغرفة..تحدق بالستائر....بالمروحة...بالسرير...بالاريكة...بباب الحمام......تحدق فيها...بلا اي تعبير....كأنها تراها للمرة الاولى..كأن هذه الغرفة..غريبة عليها......تجلس فيها للمرة الأولى....انها موحشة مخيفة..........غريبة عنها......لا تحمل بقلبها اي حب او انتماء لها.......
+
ودار عقلها بالاتجاه المعاكس وظلت تسأل نفسها بانين وجفاء....اين انا الان....ماهذا المكان......ماكان علي المجيء الى هنا اساسا....
+
ليست لي حياة او وجود اواي كيان هنا........
+
ماهذه العتمة التي ملات روحها وعينيها..........مالذي تفعله هنا.....
هذا المكان ليس لها......ولن يكون ابدا.........انها غريبة وحيدة في هذا العالم الصغير الذي اقحمت نفسها به عنوة.........عالم لم تستطع التعايش معه ابدا..اوربما....ان اصحاب هذا العالم هم الذين لم يفهموها ابدا...........وهي بين هذا.وذاك...مشتتة التفكير......والقرارات......
+
طال بهاالمكوث.....واشتد بها الجوع...فهي لم تاكل منذ استيقاظها.............
+
حتى ادم لم ياتي لرؤيتها....ولم تسمع صوته اليوم ابدا..ياترى الى اين ابعده والده.....ايخاف عليه....منها....ايخشى عليه من خالته التي لاجله تحملت ما تحملت......كيف امكته أن يكون بهذه القسوة.....كان من المفترض ان يصدقها ...ويقف بجانبها يدعمها..يدافع عنها....كان عليه ان يثق بها. يستمع لكلامها لاان يكون كعدو يتحين اي زله لها ليشهرها بها...... لو كان يحبها حقا لما فعل هذا...لو كان يحبها ولو بمقدار ذرة لاقنع الجميع...حتى نفسه بصحة برائتها...لكان صدقها واستمع لكلامها.....لطالما عرفت ان رحلة الوصول الطويلة لقلبه ما هي الا سراب في سراب.......لكنها رغم يقينها ومعرفتها بهذا الامر اصرت بكل قوة ان تغير الحال وان تقنع نفسها بان الوصول لقلبه مجرد مسألة وقت لا اكثر.....
+
لكنها اليوم.......علمت انها كانت واهمة...مجرد غبية حمقاء لا تعرف التصرف............تعلم وتشعر بأنه يتألم....وانه مصدوم من هذا الأمر المقزز......لكنها لا تعذره ابدا لمعاملتها بتلك القسوة المهينة.....امام عائلته..........
+
تنهدت بعد هذا الصراع الفكري الا متناهي.....وقد تجددت دمعه مالحة وحيده لتسقط من عينيها وتتدحرج على وجنتيها لتصل لزاوية فمها....لتذوق هي طعم دموعها بمرارة وحزن ابدي......همست تسأل نفسها......وقد انحنى راسها اكثر واكثر ليدخل بين ركبتيها...شعرها المشعث....فوضوي زاد من هيئة البؤس الذي تحياه.......جسدها المنهك المتألم يهتز لا اراديا بهدوء خافت وقد شبكت يديهاج حول ساقيها المطويتان تكاد تكسر مفاصلها.......
+
تهمس لنفسها
بقهر وأنين متواصل......الا يكفيني ياقلب.....الا يكفيك ما تفعله بي......توقف عن حبه ارجوك......لا تنبض لاجله.......حاول ان تنساه
..الفظه من بين طياتك ودقاتك....................لاتهتم به لاتحزن لاجله.......لاتحلق عاليا لرؤية ابتسامته.........لانتبض بجنون لسماع صوته......انساه.......فقط انساه.....ولا تهتم لشانه لترتاح وتريحني معك........انساه....ارجوك.....
+
توقفت عن الهمس المشوب بانين وألم لسماعها صوت محرك وفرامل سيارته تدخل للمنزل.......
+
تمنت الا ياتي للغرفة.....الاتسمع صوته الان.....الا تراه........
+
و..........
+
لكن احمد طالما يفعل العكس تماما مما تتمناه هي حتى بدون علمه بامنياتها.........
+
دقائق...مرت ولم يصعد للغرفة ولم تسمع وقع اقدامه الغاضبه في الرواق.........
مما دفعها قلقها الغير مرحب به الان ان تنهض نحو النافذة تزيح الستائر قليلا...تنظر الى حيث سيارته..........
+
ليتوقف قلبها مما تراه....رمشت بعينيها ظنا منها انها تحلم....او تتوهم......لكن بعد لحظة واحدة ايقنت ان هذا المنظر امامها حقيقة مرة كباقي الحقائق التعيسة التي تحياها في هذا البيت....
+
منظر رانيا الواقفة قبالة احمد تماما قريبة منه جدا بملابس نومها الضيقة الخفيفة....تهمس امام عينيه المحدقتين بها بضع كلمات..ثم تحولت هذه الكلمات لعناق غير بريء ابدا...منظر رانيا وهي متعلقة بعنق احمد حبيبها بكل تملك واغراء....في حين انه يسمح لها بهذا وقد اعترفت لهم قبل بضع ساعات ان رانيا هي وراء هذه المصائب ......ليسمح لها بكل برودة اعصاب ان تعانقه......
هذا المشهد فطر قلبها المتصدع من لعنة حبه الابدية....ليجن جنونها....وتنسى جوع معدتها الفارغة...وتنسى كل الامها وامنياتها بعدم رؤيته الان.......تريد النزول اليه وبعثرة غضبها فوق راسيهما....
+
وبالفعل قامت بهذا.......نزلت السلم كالمجنونة....لتقفز الى الباحة الخارجية للمنزل حيث يقفان هناك.....لتجعل الخطوات الطويلة بضع خطوات لاتذكر....
+
لتقف امامهما كالخارجة من مصحة الأمراض العقلية........تصرخ بالقرب منهما باسمه.....
+
ثم تقترب اكثر لترفع يديها...وتدفع رانيا عنه بكل قوتها....لتصرخ بغضب:
((ايتها السالفة سارقة الازواج))...
+
لتهجم عليها باللحظة التاليه تغرز اظافرها الحادة بوجهها وجلدها...لتعود بعد هذا الهجوم الجنوني النسوي المشبع بالغيرة والكره....لتجرها من شعرها الجاف بفعل الاصباغ العديدة التي تلون بها شعرها..لتصرخ رانيا بذهول وصدمة لكن سمر لن تدع هذه الفرصة تفوتها ابدا...فدفعتها بقوة لتسقط ارضا لتنقض عليها تجلس على صدرها تشبعها صفعات متوالية تبث فيها كل الحزن والالم التي تسببت لها فيه...تعاقبها على انعدام ضميرها وحقارتها.........
3
ظل احمد مصدوما للحظات غير مصدق او مستوعب ماتقوم به وتفعله سمر.......
ينظر للمراتين بعدم تصديق..........
+
لكنه حالما سمع صوت رانيا تطلب مساعدته.....هب بخطواته السريعة يحاول ابعاد سمر عن رانيا لكنها لم تبتعد بسهوله بل كانت كالمغناطيس المنجذب لقطعة حديد........
+
ظلت رانيا تصرخ....ترفع يديها تبعد سمر عن جسدها المسجى ارضا وقد تشعث شعرها بصورة رهيبة......لتختم سمر ماتفعله بان اطبقت يدها بقبضتها القوية بفعل القهر.الظلم على رقبة رانيا تمنع حتى صراخها وطلبها المساعدة...ليحمر وجهه رانيا بشدة وكادت تختنق لتموت لولا ان احمد تدارك الموقف الجنوني الذي لم يحياه ابدا ولم يراه الا في التلفاز .....ليبعد سمر اخيرا بقوة جبارة عن جسد رانيالكنها لم تبتعد بسهولة مما اضطره الى حملها ليضعها على كتفه ويصعد بها الى الغرفة....وهي تصرخ وتشتم تريد العوده اليها مجددا واخذ حقها بيديها...وقبل ان يصعد السلم خرجا والداه من غرفتهما وامارات القلق بادية على وجهيهما....ليسالا بشك عما يحصل وما سمعاه.....ليخبرهما احمد بان يذهبا لرانيا .......
+
التي مازالت ممددة ارضا تتنفس بصعوبة وغضب......وقد تقطعت خصلات شعرها المقصوصة بعناية عند ارقى صالون تجميل في المدينه.......وتشوهت خدودها المرتفعه بعمليات تجميل....اما شفتيها فقد جرحتا قليلا لتنزفا دما احمر زاد من صعوبة الامر لنتقلب هذه الحادثة لصالحها وتكون ضد سمر ليتازم موقفها نهائيا......
+
.وحين دخل احمد الى الغرفة رماها على السريرهادرا بوجهها ذو التعابير الشيطانية الان:
((ايتها المجنونة........ماذا فعلت.....اتدركين ماقمت به لتوك؟؟؟؟!!!))....
+
وقفت على السرير بعد ان ترنحت قليلا تصرخ بوجهه وقد غطت بعض خصلات شعرها المشعثة جانبي وجهها ليكون شكلها مرعبا قليلا شيطانيا مخيفا......
+
((انها تستحق هذا.....كيف تعانقها...وهي السبب في فضيحتي وتشويه صورتي و صورتك امام الناس........الم احذرك سابقا بألا تسمح لها بمعانقتك.....الم اخبرك.....الا تفهم الكلام..هل انت غبي لهذه الدرجة))
+
نظر اليها للحظة واحدة ثم مالبث ان تقدم منها يدفعها بيده الخشنه لتقع على السرير لينحني امام عينيها المتسعتين رعبا.....ويغرز اناملة الوحشية حول عنقها...ليهدر بالقرب من تعابيرها المتمردة الغاضبة:
+
((هل نعتيني بالغباء....هل وصلت بك الجراءة لهذا الحد.........بدل من التصرف بحكمة وروية لنعرف مخرجا لهذه الورطة التي اقحمتينا بها تتصرفين بحماقة....مادخل رانيا بالامر لم رانيا من دون سائر الناس..اتغارين منها............اتكرهينها...انها بمثابة اختي...وضيفة في بيتنا........اتهينين ضيوفنا بهذه الطريقة الهمجية .........))
+
تضاعف غضبها الجنوني اضعافا مضاعفة...وقد ادركت الآن بانها لم تعد تملك شيئا لتخسره...فالتحرق اذن الاخضر واليابس قبل رحيلها......
+
لتصيح به صارخة باتهام:
((بل هي التي تغار مني....وهي السبب في كل هذا الكابوس .......هي من خططت ونفذت....وانت تعانقها بكل بساطة بينما تتركني وحيدة بين اربعة جدران..وانا الان بأمس الحاجة اليك.....انا احتاجك الان اكثر من ذي قبل...اريدك ان تكون بقربي...لتخفف علي ماامر به واشعره....لكنك بدل هذا.....تذهب إليها........
+
))
+
هدر هو صارخا بخشونه ولوم:
((وانا من يخفف عني من يمحو البؤوس الذي احياه بسببك....لقد هدرتي قيمتي بين الناس...لم اعد استطيع النظر بوجه احد منهم...اسير في الطرقات شاعرا بالخجل......))
+
وهنا دمعت عيناها....لتهتز شفتيها قهرا ثم قالت مخنوقة بعبرتها التي لم تعد تفارقها ابدا:
+
('انا اواسيك..واخفف عنك......كلانا معا نستطيع التغلب على مشاكلنا))...
1
لكن احمد نظر اليها بجفاء وقسوة ليقول ساخرا هازئ:
+
'(وكيف هذا....وانا لااستطيع النظر لوجهك....كيف اتخذك ملاذي الأمن...ولم انسى بعد انك سبب مشاكلي.لم انسى صورتك وانت ترقصين وتغنين بكل وقاحة امام زملائي واصدقائي......كيف انسى انك من جعلتيني اشعر بالنقص امام الناس...))
1
اعتدلت بجلستها الغير مريحه على السرير لتجلس على ركبتيها ترفع جسدها المنهك نحوه تهمس دامعة العينيين.....ممزقة العواطف.......مقتولة القلب..تهمس بعذاب ومرارة...((
هل انا.... سبب معاناتك.....هل انا هكذا حقا...هل صرت تخجل مني...))
+
همس لها بألم غير مصدق ماالت اليه الامور..وهو الذي عزم اخيرا على توثيق علاقتهما:
('بلى...ياسمر انت هكذا......))
+
صرخت به وقد جن جنونها:
((لست انا.....لست السبب.....اقسم لك بأني بريئة..ولم ابتلع اي شيء بارادتي))
+
تنهد بألم...وقد بانت خطوط التعب والارهاق على تقاسيم وجهه.....بينما الهالات السوداء برزت اكثر واكثر ليهمس بعذاب.....وخشونة :
''اتمنى أن اصدقك......اتمنى ان تكوني صادقة...لان هذا يسقتلني........انا اموت الف ميتة منذ ليلة امس..اتعذب الف عذاب..لااعرف مااقول وكيف اشرح لمن يسألني...لمن يريد معرفة الحقيقة.....انا مشتت ضائع..... لا اعرف ماافعل او اقول))
+
همست له باصرار واهن:
+
((قل الحقيقة...))
+
همس ساخرا يكاد يموت حقا من الغضب والالم:
+
((واين هي الحقيقة؟؟؟))
+
زاد جنونها وغضبها...ويئسها......وتضاعفت خيبة املها فيه.....لكنها قالت بوضوح وقد نفذ صبرها كليا:
''هل لديك شك فيم قلته لك؟؟؟!!))
+
اجفلها صراخه بوجهها وقد اتسعت عيناه المحمرتين من الجهد والتفكير بشكل قطع قلبها وزاد من همومها.....:
('اخرسي ياسمر....ولاتعيدي وتصقلي.......لااعرف بالضبط ان كان لدي شك بكلامك ام لا....كل مااعرفه اني غاضب منك جدا.بل كلمة غضب تعد تافهة ولاشيء بما يعتمل بصدري))
+
فصرخت به هي ايضا وقد قفزت من السرير....تقف امامه بعينيها المشتعلتين قهرا وشفاهها الذابلة التي تشققت من كثر اليكاء و هيجان الاعصاب.......:
((لن اخرس...........انا زوجتك....وعليك الوقوف بجانبي...وتصديقي...))....
+
كلماتها الغاضبه المشوبه بالحزن والرجاء لم تؤثر به ابدا.........
فاستدار يريد الخروج قبل ان يرتكب بها جريمة قتل لامحال......
+
لكنها لم تصمت ابدا وقد جن جنونها وهاجت اوجاعها لعدم تصديقه لها..والوقوف لصفها....
فسألته بمرارة تخفيها تحت نبرة الاستياء والنفور:
((لماذا عانقتها........؟؟؟؟؟))..
صرخت بعد كلماتها هذه بجنون حتى ان راسها اهتز كله ليزيد تشعث شعرهاوتوحش عينيها وتقاسيم وجهها....لتساله بمرارة لامست اوجاعها قلبه:
((هيا اخبرني لما عانقتها......الا ترى انها ترتدي ملابس نوم شفافة....وهذا التصرف غير لائق بك و
بأخلاقك........لم تستسلم بسهولة لاغرائتها المتوالية.......لم تريد ان تجنني؟؟؟؟))..
+
حدق بها مذهولا مصدوما وقد عبست ملامحه الهادئة الانيقه بصورة جعلت وجهه يتجعد كثيرا......ينظر اليها باستياء ووجوم غير مستوعب ضيق تفكيرها...اهذا مايشغل بالها فقط.........لذا قال بفظاظة قاسية:
+
((انظري لنفسك واحكمي...لقد جن جنونك حين رايت رانيا تعانقني..........وعلى فكرة هي من تعانقني دوما وليس انا..........غضبت كثيرا لرؤيتنا معا بوقفة بريئة......اذن فكري قليلا بي ....واشعري بما اعانيه بسببك))
+
فتحت فمها لتهمس بكلمات خافته....لكنه صاح بها هادرا مزلزلا.....صوته اشبه بزئير هز ارجاء المكان وجدرانه........ليحطم الزهرية الفخارية الموضوعة على منضدة السرير...........قائلا امام عينيها الذابلتين:
((اخرسي...ولاكلمة...........لا اريد رؤيتك مجددا........انت سبب معاناتي....))...
+
كم تمنت ان تسقط من عينيها دمعة واحدة فقط..........دمعه وحيده لعلها تخمد قليلا من نيران الالم والحزن المندلعة بصدرها...نظرت اليه بعينيها اللوزية الفاترة...نظرة بلا أي تعبير.... لتهمس بشرود حزين :وقد مال راسها قليلا كأنها استسلمت اخيرا للمصائب الايام.......لتتمرد خصلات من شعرها وتزيد. من حالة البؤس الذي تحياه وتعيشه بكل قسوة:
+
((انت حقير...))
+
اسودت عيناه وقست ملامحه وقال يحذرها بقسوة خشنة:
((اخرسي ياسمر والا اخرستك بيدي))
+
لكنها لم تسمع ماقاله لانها ظلت تحدق فيه دون ان تسمعه...مجرد اهتزاز شفتيه القاسيتين من ينبؤها بأنه يقول شيء ما..لكنها كانت في عالم اخر...ودنيا بعيدة عنه............وكأن الاف الأميال تفصلها عنه....فاكملت شرودها الحزين هامسة بدون اي اهتمام:
+
((وسافل...وشاذ))...
+
اظلمت عيناه بشكل مرعب.....ليتقدم نحوها....يقف على بعد شعرة واحدة منها.........قائلا بتوبيخ غاضب فاقد الصبر والاعصاب:
((اصمتي.....كيف تسمحين لنفسك بقول هذا...))
+
لكنها وياللغرابة ضحكت...ضحكت بصوت عال ساخر مشمئز..........لتهمس امام عينيه الجاحظتين نفورا منها:
((على ماذا اسمح لنفسي..على الحقير أو السافل..او الشاذ..........))
+
لم يحتمل احمد حماقاتها اكثر...فرفع كفه ليصفععا على خدهاصفعة قوية مؤلمة.. ليصيروجهها كله بلون الدم....... ولكنها لم تهتز...ولم تشعر بأي الم....كما كانت تشعر سابقا........بل اكتفت بالتحديق فيه...كأنه تمثال امامها تحاول رسمه.وطبعه في خيالها..........تراجع هو خطوتين غير مرئيتين للخلف ينظر اليها غاضبا بذهول لبرودتها وهدوء اعصابها المزيف.......لكن الحال لم يستمر طويلا لانها همست بقوة جعلته يستشيط غضبا ويزداد جنونا ...:
((اتعلم بانك شاذ.......وربما حتى آدم ليس من صلبك....من المحتمل ان يكون ابنا غير شرعي...........))
+
تجاهلت شهقته المصدومه المتفاجئة لتكمل هي بدون اي ذرة رافة به او تعقل وتفكير سليم:
((طالما شككت بأنك لست رجلا كاملا.....فالرجل الكامل لايترك زوجته..ويقتات على فتات غيره))...
7
صرخ مزلزلا الكون بأسره.......:وقد برزت عروقه النابضة في اعلى رقبته........وامتعظت تقاسيم وجهه لتكون شيطانية لا بشرية.ليقف امامها مباشرة بدون اي
فاصل بينهما حتى ان أنفاسه الغاضبة بلهيب ساخن حارق لفحت وجهها........وامتزجت مع أنفاسها الهائجة لتكون معادلة كيميائية من الغضب والجنون.....و......الالم الحزين.........
+
ليرفع قبضته القاسية ويصفعها مجددا.........لكنها هذه المرة شعرت بألم صفعته...لتصرخ بلوعة وقهر:
+
((هذا ماتجيد استخدامه فقط.............الوحشية لا غير...صدقا لم اعد اهتم....ولا اشعر.......فاصفع وجهي كما تشاء...))
+
هدر بها بفظاظة وغضب وقد استفزته كلماتها كثيرا. لتخرج كلماته من بين شفتيه المتعجرفتين بما يشبه فحيح الافعى ليسمم روحها وقلبها في ان واحد......
+
((انا شاذ....انا ابني ليس من صلبي ....حتى نهى لم تسلم من جنونك...اتتهمين تؤامك ايضا.......))
+
نظرت اليه كأنها تودعه....وكأن هذه هي اللحظات الاخيرة معه...لتهمس بتعب واعياء..وقد اخذ الغضب منعا ماخذا:
(( لا دخل لنهى بحديثنا.....فأنت حقا رجلا ناقصا لولم تكن هكذا...لما تتقبل ما تمن به رانيا عليك...في حين انا انتظرك.....واحترق لقربك......))..
+
لم يحتج لرمشة عين فقط ليفقد عقله تماما.......ليزمجر بها بوحشية وتهديد:
((ساريك اذن من هو الرجل الناقص...لان هذا كل مايهمك..طبعا....))
+
صمت لسانه لكن يديه لم تصمتا ابدا بل فهمت سمر من حركتهما ماينوي فعله....
+
اخذ يخلع بملابسه بهمجية راميا بها ارضا في كل ارجاء الغرفة وعيناه اللتان صارت نظراتهما مرعبة مخيفة تتعلقان بوجهها ذو العينين المتسعتين.....لتحديقها به غير مستوعبه انها حقا جعلته يخرج من جلد الهدوء والرزانة التي كان يفتخر بهما.....
زادت نظراته عتمة..وتوحش حتى صعب عليها تفسيرها جيدا..
بينما تعابيره تغيرت بالكامل لتتحول لتعابير مقتضبة..... واجمة..........ومجنونة...
1
صرخت بشهقة كادت تخنقها...لاقترابه منها تماما...فحاولت الهروب منه..الاانه كان كفهد سريع الحركه..ليمسكها من يدها يديرها اليه بقسوة....وفظاظة.....فارتجفت برعب........لكنها همست ماان استطاعت هذاوقبل ان يغلق فمها تماما:
((لااريدك...لست راغبة فيك ابدا.....))
+
لكنه رعد بصوته الجلف الغاضب امام عينيها الذابلتين....وشفتيها المهتزتين.....:
((ليس للرغبة دور فيم اريد القيام به....انا فقط اثبت لك خطأ كلامك بكوني رجلا ناقصا))...
+
حاولت الافلات منه..لكنه كان اقوى منها.......وبدات رغبته بها منذ ليلة حفل زفاف صديقه تظهر للسطح لتزيد من نبضات قلبيهما معا.....لكن الأمر مختلف الان عما في السابق.....لم تكن راغبة فيه ولا بمقدار انملة.....وهو كذلك بالبداية لم يكن راغبا فيها..بل ان الرغبة فيها اخر ما قد يطرأ على باله الان..لكنه حالما امسكها ليمتص رحيق شفتيها ليس لشيء حميمي بل لانه اراد تأديبها.....لكن مثلما يقولون انقلب السحر على الساحر.....وتوهجت رغباته الصائمة فيها لحد الهذيان......فكان شعوره مزيجا من الغضب...والنقمة..والنفور.والرغبة المتوهجة بشعاع الأمل الميؤوس منه.......
+
ظلت هي تقاوم..وتقاوم وقد كرهته حقا في هذه اللحظات....شعرت باشمئزاز جديد عليها ماان اقتنص شفتيها كصياد بارع........
ظلت تتلوى بين ذراعيه تحاول ابعاد شفتيها عنه...فكانت قبلاته العنيفة السادية.....تطوح على عينيها وانفها وخديها كان كلاعب كرة قدم يضيع ضربات جزاء حاسمة....لكنه بالنهاية يستطيع ايقاف تمردها لثواني يستطيع من خلاله سرقة قبلات مغصوبة من شفتيها العذبتين.......
+
صوتها النافر يصل لاذنيه من كوكب اخر.......صوت رفضها.......وعدم رغبتها.....لكنه اشبه باصم واعمى...لا يسيره الا مشاعره...ويا لها من مشاعر....
+
وحين دفعها على السرير بقسوة لتتكوم فوقه وقد شعرت بألم حاد في ظهرها جراء الدفعة الهمجية الشرسة....انحنى يعلو عليها ضاغطا يديها المدافعتين كسلاحها الوحيد بين قبضتيه القويتين.......لكنها لم تستسلم وقد انتابها خوف رهيب منه...كان كوحش ضاري لايعرف الرحمة ابدا...وليس احمد ذلك الرجل الذي شغفها حبه.......
كان بعيد كل البعد حتى عن غضب احمد المعتادكانت لمساته وقبلاته وحشية بدائية..سادية لحد لا يوصف......لم يكن كمن يقيم علاقة حب مع زوجته لاول مرة..بل كانت لمساته اشبه بمغتصب عديم الانسانية..او نوعا جديدا من التعذيب الجسدي لم تذقه سمر طيلة سنين عمرها.....
+
كان يفشل كل محاولاتها الضروسة للفرار منه حتى انه ضربها على وجهها عدة مرات لتتخلى عن عنادها ورفضها........
+
كانت كلما تصرخ متوسلة ان يتركها كان هو يزداد عنادا هامسا قرب شفتيها المتورمتين.........الجافتين..بكلمات زادت جنونها اكثر..((
ياله من امر عجيب...ألم تكوني قبلا تترجيني لاقامة علاقة حب بيننا....الم تكن عينيك تحكي دائما مايجول بخاطرك. إذن لم الرفض الان...))......
4
همست كادت انفاسها تزهق لعنف قبلته وقسوتها:
(((لكن ليس بهذه الطريقة الهمجية الشرسة.......وليس في هذا الوقت بالذات...انت تغعل هذا.لتعاقبني فقط....لتنتقم مني....))
+
هدر بها راعدا امام عينيها الجاحظتين:((اخرسي ولا تتكلمي اصمتي نهائيا))...
+
لكنها استطاعت ان تقول من بين طوفان القبل العنيفة التي امطرها بها والتي حقا ادمت شفتيها:
((انت....تؤلمني))....
+
لكنه اصبح كالثور الهائج.......لا يثيره شيء الاسماع انينها وتالمها......
+
وحين انهكها التعب اخيرا واستسلمت لكون ان لامفر من قبضته الوحشيةاغمضت عينيها بدموع صامته...تأ ن بنحيب داخلي لايسمعه الا هي.....
+
واخيرا حين تجرأت لمساته اكثر.....عادت للمقاومة مجددا لكنه اخرسها بصفعة قوية كادت تدمي خدها وتؤذي عينيها....كانت اللحظات التالية كتعذيب جسدي لاغير......اشبة باغتصاب حقير........لا يملك ذرة ضمير.......
+
ماتت كل ابتهالاتها عندما وصل اخيرا الى مراده......وحين شعرت بألم قوي لأنها اخيرا بعد عامين وبضعة شهور اصبحت زوجته فعليا....لم يسمح لها بالتعبير حتى عن المها......لأنه اخرسها بقبلة عنيفة.....لم تحرك مشاعرها اطلاقا...بل زادتها نفورا وعصيانا.......لم تشعر بشيء جميل...لم تحس بالذة التي كانت تحلم بها في تلك اللحظات التي ستصبح فيها زوجته حقا ..حطم حتى احلامها الوردية بشأن تلك الثواني التي انتظرتها طويلا.....لقد استخسر عليها حتى الحلم الخيالي..............
2
رسمت....ورسمت في مخيلتها....صور رائعة......ومداعبات رقيقة...وكلمات حب عذبة...............لحظات رومانسية انتظرتها طويلا لتلك الليلة التي ستكون فيها جزء منه.......تلك اللحظات التي يلتحم فيها جسديهما معا ليشكلا ثنائي.يغمره الشوق والهيام......
+
لكن ماحصل الان لم يطرأ حتى في اسوء كوابيسها.........تشعر به غريب عنها تماما......لقد اشمئز جسدها من لمساته الوحشية...وضرباته السادية الهمجية.........
+
اهكذا يكون احمد حين يغضب جدا..........ااذاق نهى مثل هذه العلاقة البدائية المتوحشة...اجعلها تأن ألما.واوجاعا مثلما فعل معها الآن...........
+
دمعت عينيها اخيرا...لتشعر برطوبة دموع القهر والوجع تبلل وجنتيها المتورمتين من اثر صفعاته..........لتشعر به يبتعد عنها...يحرر جسدها من هيمنة وغطرسة جسده.الرجولي.....ليستلقي على السرير بجانبها يلهث بقوة............صوت لهاثه وانفاسه المتسارعة يكاد يخترق راسها وليس اذنيها فقط......
+
ظلت هي جامدة بمكانها.....ممزقت الملابس........تنظر الى السقف......دون ان تفكر بشيء محدد واضح...ظلت افكارها ومشاعرها مشوشة وفي حالة من الضياع التام....
لا تعلم كم مرت من الدقائق وهي على هذه الحالة.....تعيش صدمة فظيعه........تسأل لنفسها بمرارة....أ صبحت زوجته حقا....بهذه الطريقة...بهذه الشراسة والعنف...........لايمكنها التصديق ابدا..
+
لكن الأم جسدها....تخبرها وتجبرها على التصديق.......
+
ومرت الدقائق دون كلام.....صمت مخيف يخيم على جو الغرفة التي تجمعهما معا ربما لاخر مرة..........وحين سمعت صوت انفاسه تهدأ قليلا وتنتظم.....تجرأت وحركة عينيها نحوه لتجده يغط بنوم عميق................
+
حاولت النهوض والذهاب الى الحمام.......انها الآن لاتطيقه.....لاتريد حتى سماع انفاسه الهادرة.......
+
حين رفعت جسدها من على السرير.......كانت عظامها كلها تؤلمها...لكنها استطاعت الوقوف اخيرا على قدميها تسند نفسها الى الجدار الى ان وصلت خطواتها المتعثرة الواهنة الى الحمام.....
+
لتغلق الباب بهدوء......وتنظر لنفسها بالمراة الجديدة التي تختلف عن تلك الصديقة المخلصة التي حطمتها ذات مرة بسببه هو......
+
وهالها ما رأت...وجهها متورم مزرق..شفتيها تماثلان وجهها تورما....عينيها بلا اي حياة نظراتها ميتة....مخيفة........شعرها متساقط على جانبي وجهها بتشعث جعلها تبدو كمن تصور فلما مرعبا.....
والالم الذي في ساقيها يجعلهما غير قادرين على حمل جسدها........
+
مرت ساعات الليل......على سمر... بطيئة حزينة موجعة.......لكنها اتخذت قرارها اخيرا..........
قرارا ليس به رجعة......او التفات للوراء.......
+
..........................
+
طبعا لم تنم ابدا بل بقيت داخل الحمام لساعات طوال وحين قررت ان تغتسل سمعت صوت اذان الفجر.........قد ملأ نصف المنطقة......
+
اغتسلت....وصلت.........ودعت الله ان يساعدها فيما ستفعله.........
+
ظلت تمشي على اطراف اصابعها داخل الغرفة خوفا من ان توقظ احمد الغارق بنوم عميق......وقد ظهر الاجهاد والتعب والارهاق على تعابير وجهه النائمة..........
+
اتجهت لخزانتها.......تأخذ قليلا من الملابس التي تحتاجها لتضعها في حقيبة سفر صغيرة....قسم من اغراضها التي تحتاج اليها.....وحين اكملت اخذ ماتريده.ارتدت حذائها المسطح الذي لايصدر صوتا ابدا......لتحمل حقيبتها الصغيرة على كتفها والكبيرة تجرها بهدوء وحذر...........
+
وحين استطاعت الخروج والوصول الى الطابق الأرضي.....سمعت صوت والد احمد السيد منصور..يصلي........
+
ارادت ان تخرج بلا ان يشعر بها....لكنها قررت بالنهاية بأن تودعه...لانه الوحيد في هذا المنزل الذي طالما دافع عنها.....وشجعها........
+
طبعا السيد منصور لم يتفاجئ......لان صراخهما العالي المسموع وما فعلته سمر لرانيا كان نهايته الرحيل.....رحيل سمر..لا غير.......
+
دار بينهما كلام طويل......وحين اخبرته بأنها تريد الهروب لمكان لايعلم به حتى والديها.....
+
اقترح عليها مكانا.....لا يخطر ببال احمد ابدا........
+
لقد تعاطف معها كثيرا....ووعدها بألا يترك برائتها....تذهب سدى........وخصوصا انه بدأ يشك برانيا بعد التفكير العميق بكلماتها....بإختصار انه متأكد من انها لاتكذب....
+
واخيرا....عندما ودعته...وخطت بخطواتها خارج المنزل طالبة من السيد منصور ان يخفي مكان اقامتها عن الجميع........رفع والد احمد هاتفه ليتصل بابن اخيه يوصيه على سمر التي ستحل ضيفة عليهم بعد ساعة تقريبا...... ...........شعرت بحزن عميق وشوق فظيع لآدم...وتمنت لو كان هنا...لاخذته معها...بلا ريب....
اهتاجت بداخلها مشاعر كئيبة...وقد علمت ان الليال الطوال التي ستقضيها بعيدا عن من تحب..ستكون ليال فراق صعبة..قاسية..على قلبها الذي انهكه التعب ولوعة الانتظار.......
+
••***••••••••••
**********•••••
**•**•••
قراءة ممتعه..صوتوا وابدوا ارائكم..اذا اعجبكم الفصل..
+
