اخر الروايات

رواية انجبت وما زالت عذراء الفصل الحادي عشر 11 بقلم صباح عبدالله

رواية انجبت وما زالت عذراء الفصل الحادي عشر 11 بقلم صباح عبدالله

الاحد عشر من.. أنجبت وما زالت عذراء.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.

في المستشفى

عبرت السيارة الاجاريه البوابة الرئيسية للمستشفى، فتوقف السائق عند المدخل الرئيسي للمبنى، هبط هشام من السيارة حاملها باين ذراعيه كجثه هامده، ركض بها الي الداخل وقلبه كاد يخرج منه بسبب قلقه الشديد على تلك الطفلة المشاكسة.

كانت تسير في روق المستشفى وهي ترتدي معطفها الطبي وتضع السماعات الطبية حول عنقها، وان رأيته يركض هكذا حامل تلك الفتاة؛ التي اصبحت تثير فضولها لتعرف ما الذي تخفي او ما الرابط بينها وبين الطبيب عامر وهشام لكي يهمهم أمرها لهذا الحد الذي اصبح واضح للجميع، طردت كل تلك الأفكار من رأسها عندما رأت الدماء متناثرة على ملابسها، وتذكرت أن هذه الفتاة خضعت لعملية جراحية غامضة لا تعرف سببها، ركضت إليه قائلة بصوت رقيق يظهر فيه القلق.

علياء: هو حصل لها اي تاني.

كان أن يدلف الي غرفة مكتبه ليعالجها لكنه توقف على سماع صوت اصبح يعشق سماعه وينبض قلبه بجنون حين يارا صاحبته، نظر لها وهنا أتلتقط الاعين فغرق في العشق وظل صامتاً لثواني يتأملها وعيناه تحكي ما في قلبه، توترت بشدة فأخذت تفرق في يديها بقوة، وفهمت نظراته بشكل خطأ، وهجمت عليها أفكار السوء وسوء الظن ينهش قلبها الذي كاد يخرج من مكانه، قطع تلك اللحظات صوتها المرتجف تقول.

علياء: دكتور هشام البنت بتنزيف ممكن تدخلها علشان أعرف اعالجها.

استيقظ هشام من دوامة العشق الذي كان يغرق بها على سماع صوتها، فتذكر تلك التي على يداه، فدلف سريعاً الي مكتبه وضعها على سرير الكشف، وأن استدار زفرت بضيق وقالت بصوت لا يسمعه غيرها.

علياء: مش قادره أصدق أن الدكتور هشام بيبص ليا بشكل ده بجد طلع أنسان قذر.

فعلياء لا تستطيع أن ترى عشق هشام الجارف لها، لأنها ببساطة متمسكة بحبل وهمي لا أساس له، وهذا يحدث احيانا عندما نكون متعلقين بأوهام واحلام تجعلنا لا نرى الواقع؛ وإن راينا فنحن نراه بشكل خطأ والصورة الحقيقية لا تتوضح لنا أحياناً الا بعد فوات الأوان، وهذا ما سوف نراها في علاقات علياء الغامض.

دلفت خلفه لتقوم بعملها على اكمل وجهه، لم يستطيع الخروج ويتركها، مما جعل علياء تتوتر بشدة وتنظر له بين الحين والاخر نظرة تحمل الاحتقار، لاحظ هشام تلك النظرة لكنه لم يعلق علي شيء، كل ما كان يشغله هو أمر تلك الفتاة التي اعتبرها شقيقه له، كان الصمت سيد المكان فقطع هذا الصمت دلوف عامر ومن بعد منه ياسين الذي قال بلهفة حقيقة.

ياسين: صبا.

زفرت علياء بهدوء تنعم ببعض الراحة من تلك أفكار السوء؛ عندما رأت عامر وياسين يدلفون الى المكتب، استدارت على سمع صوت تعرفه.

ياسين بقلق: طمنيني عنها حصل لها اي.

علياء: هي كويسه بس الجرح ملتهب شويه ومحتاجه ترتاح، علي العموم انا غيرت لها على الجرح وادتها مسكن شويه وتفوق عن اذنكم.

خرجت علياء من الغرفة ومازال السؤال يشغل عقله من تكون تلك الفتاة، ذلك السؤال الذي حصلت له على جواب هي أول من سوف تحترق في نيران العشق الممنوع.

وقف هشام وتفحص بنظارته خوف ياسين واهتمامه بها الواضح كالشمس، وكتلة الجليد الجالس على المقعد واضعا قدمه فوق الأخرى، ينظر إليها بغموض كأنه يحضر لها مفاجأة من العيار الثقيل، لا يعرف لماذا شعر هشام بالخوف والقلق وعدم الراحة اتجاه صديق عمره لأول مره، كان يظنه شاب متهوراً لكنه لان اصبح يراه شيء خطير او مجرم متخفي في قناع طبيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غطست شمس ذهبية تغمرها أشعتها الدافئة، وكشفت ستائر الليل عن ذلك المنزل الصغير المتهالك من كل جانب، يتسرب من داخله ضوء بسيط، كانت تقف حائرة تنهمر دموعها تحرق بشرتها الداكنة، وهي تنظر الي تلك الفتاة التي ما زلت نائمة بسبب تأثير المخدر الذي وضعت لها في وجبه الغداء لكي تتم تنفيذ أوامر من لا يرحم، لكن اللعنة كيف لأم أن تقتل ابنتها بيدها، حملتها والدموع تغمر وجهها قائلة بصوت يلين له الحديد.

المرأة: سامحيني سامحيني يا فردوس سامحي أمك ما عنديش حل تاني.

حملتها وغادرت بها المنزل بل غادرت المكان الذي تعيش فيه بالكامل، وأخذت تسير بها على طرق شبه مهجورة تحت ستائر لليل كحيل لا ينير طريقة غير ضوء القمر البعيد، توقفت في مكان يبدو أنه موقف لسيارات في المناطق الشعبية، لكن كان الوقت متأخر من الليل لا يوجد فيه أحد، اخذت تنظر حولها لتتأكد أنه لا يراها احد، لكنها نسيت أن عيون الحي القيوم تراقبها وتراها جيداً، وضعتها على الرصيف وقلبها يعتصر حزناً عليها لكن ليسه باليد حيلة فحياتها وحياة اطفالها متعلقة بموت تلك الفتاة، تركتها وتركت معاها ورقه بيضاء مكتوب فيها (انها فتاة يتيمه خرساء من استطاع مراعيتها فليحتفظ بها) ظلت فردوس نائمه لا تعرف متي ستستيقظ لتري اهوال المجهول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومضى الليل مظلماً كحال قلوب البعض، وأشرقت شمس ذهبية أضاءت الأجواء بإشعاعها الدافئ.

في المستشفى.

لم يستطيع اي منهم تركها وحيدة مع الاخر فظلوا بجوارها طول الليل، غفل ياسين على مقعد صغير كان جالس عليه، اما هو لم يستطيع النوم التغلب عليه لحرمه من تلك اللحظات الذي ظل فيها يتأمل فتاته المشاكسة وهي نائمه وملامحها البريئة تشبه الملائكة والتي تسبب هو في ازعاجها ونزف دموعها.

كان كل شيء جيد والهدوء سيد المكان، حتي ازعجتها اشاعة الشمس المتسربة عبر زجاج النافذة، ففتحت عيناها ببطء وحذر شديد وأخذت تغلقهم تارة وتفتحهم تارة اخرها حتي تعداد على الضوء، لكنها عندما رأتهم كأنها رأت شياطين العالم أمامها فصرخت بصوت غاضب قائلة.

صبا: انت وهو بتعملوا ايه هنا اطلعوا بره مش عاوزه اشوف وشي واحد فيكم.

استيقظ ياسين مفزوع من نومه فسقط من علي الكرسي الذي كان جالس عليه، اما هو وقف مبتسم ببرود، فأتي هشام مسرعاً علي صوت صراخها، في حين قال ياسين بخوف متغلف بالغضب.

ياسين: انتى اتهبلتي يابت على الصبح ولا ايه وبعدين الدكتورة قالت أن جرحك ملتهب بلاش تتعصبي علشان ما يزددش عليكي.

صرخت في وجهه بغضب اكثر قائلة: وانت مال أهلك امشي أطلع بره.

أقترب منها بغضب وكاد أن يصفعها على وجهها لكن تصدى هشام له قائلاً بغضب.

هشام: انت اتجننت هتضربها وقدامي كمان.

ياسين بغضب هو الاخر: ابعد عن طريقي البنت دي لسانها طول ومحتاجه تترب من جديد.

دفعه هشام بغضب ليبعده عنها قائلاً: جرب كده تقرب منها وانا هادفنك مكانك.

صمت قليلاً يتفحص ملامحه الساكنة وبسمته الباردة التي تزين وجه، تعجب هشام من هدوء صديقه الملازمة منذ أمس، وتلك البسمة الباردة التي لم تتخلى عنه تثبت له أن هناك أمر ما يحاول إخفائه بها، صاح بصوت دافين فيه الغضب قائلاً.

هشام: اتفضلوا أنتم الاتنين اطلعوا بره عاوزه اشوف شغلي.

نظر لها بحزن دافين في قلبه، وأنسحب في صمت وغادر الغرفة بعد ما راها تتحامي في ذراعه صديقه، تعجب هشام من نظراته فنظر الي ما نظر له وجدتها تتشبث بذراعه وتحتضنه، تعجب كثيرا لماذا لمح الحزن في عيناه، فهشام لا يعرف بعد أن صديقه المجنون وقع أسير في عشق تلك المشاكسة؛ ويتألم كثيرا عندما يراها قريبه منه، فهو يظنها تعشقه لكنه لا يفهم أن تلك العلاقة الحميمة بينهم فهي عبارة عن علاقة اخ باخت لا اكثر.

نظر هشام الي ياسين الواقف مكانه ولم يتحرك فقال بهدوء ما قبل العاصفة.

هشام: اتفضل يا بني ادم بره عاوز اغير لها على الجرح.

شعر ياسين ببعد الغير فتفوه باعتراض قائلاً: وتغير لها انتى ليه ما تشوف دكتورة ولا ممرضة من الموجدين.

شد هشام على شعره بنفذ صبر يحاول ان يحافظ على هدوءه قدر المستطاع قبل أن يفتك بذلك الأحمق، لكنه تفاجأ بعلياء دلف الي الغرفة قائلة.

علياء: الدكتور عامر طلب مني أجي اغير لها على الجرح ممكن تتفضلوا بره علشان أشوف شغلي.

انسحب ياسين وغادر في صمت وهشام الذي نظر لها ببسمه يبعث لها الاطمئنان ثم غادر هو أيضاً، اقترب علياء منها تقوم بعملها لكنها شعرت ببعض الخوف عندما لمحة شرارة الغضب تلمع في عيناها، تفوهت قائلة ببعض من التوتر والخوف.

علياء: ممكن اعرف بتبصي ليا ليه كده؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت عيناها الخضراء على أشاعت الشمس تحرق بشرتها الناعمة، نهضت بزعرة عندما رأت انس كثيرين حولها، تلافتت حولها والخوف ينهش قلبها من هذا المكان الذي تراه لأول مره في حياتها، اقتربت منه امرأة عجوز تملس بحنان على شعرها الحريري الذي يشبه خيوط الذهب قائلة.

المرأة: مين انتى يابنتي واي اللي منيمك هنا.

ظلت صامته دموعها تنهمر على خديها في صمت فكيف ستجيب وهي خرساء، تفوه احد الواقفين قائلاً بعد ما أخذ الورقة من علي جانبها.

الشخص: البت دي خرسه ويتيمة واللي سابها طلب من اللي يلاقيها يخدها يربيها.

نظر لها الجميع بشفقه وانسحبوا في صمت وظلت العجوز تملس على رأسها قائلة بحنان يحمل الحزن.

المرأة: لا حول ولاقوه الابالله قلوب الناس اسودة اووي بس مين هان عليه يسيب الملاك ده في الشارع كده قومي يابنتي تعالي معايا قعدت كده غلط عليك وانتي ما شاء الله الشمس تخاف تبص لك.

سحبتها المرأة وغادرت، ذهبت معها في صمت وهي لا تعرف ما يخبئ لها المجهول.

فردوس تبلغ الخامس عشر من عمرها. فتاة جميله تتميز بالعين الخضراء، وبشرة ناصعة البيض، شعرها يشبه خيوط الذهب.(من تكون فردوس وما هي قصتها سنعرفها في احداث التي مازالت مجهولة 🤗🥲)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مكالمة هاتفه.

في منزل عامر بالأخص في جناح تلك الخبيثة لمياء، كانت تجلس على سريرها بنامتها الحرارية القصيرة تتحدث مع مجهول عبر الهاتف.

لمياء: وصل لك الطلب؟

في الجانب الاخر

في المستشفى. كانت تقف بجانب النافذة تتحدث بصوت منخفض للغاية وهي تتراقب المكان حولها في خوف شديد.

- وصل بس انا خايفه اووي لو الدكتور عامر او هشام عرفوا حاجه انا ممكن اروح فيها؟

لمياء: واي هيعرفهم بس ولكي عليا لو نفذتي اللي طلبته منك هديكي ضعفين اللي اتفقنا عليه.

لمعة شرارة الطمح في عيناها فابتسمت بخبث قائلة.

- حلوه كده اعتبري كل حاجه تنفذت.

لمياء: ايوه كده برافو عليكي تعجبني.

اغلقت الهاتف وابتسمت بشر قائلة: ماشي ياست صبا اصبري بس عليا وشوفي انا هعمل فيكي اي.

ابتسمت بسعادة غمرة وهي تستلقي على الفراش وتضم الهاتف لصدرها ولمعة الأحلام في عيناها.

لمياء: أخيراً هتكون ليا يا عامر عارفه ومتأكدة بعد اللي هيحصل ده هتكرها وترجع ليا انا بحبك اووي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مكالمه هاتفية اخري.

في جناح سلوي هانم، كانت تقف في شرفتها تتمتع بالنظر اللي الزهوة والاشجار الخضراء امامها في حديقة منزلها وهي تشرب قهوتها قبل ان تغادر الي عملها مثل كل يوم، صدع صوت رنين الهاتف الذي غير مزاجها بعد ما رأت من المتصل.

سلوي بنبرة لا تحمل النقاش: اللي طلبته اتنفذ؟

لحظات صمت مضيت مثل الدهر، فوقفت بزعرة، قائلة بغضب جامح.

سلوي: هربت هربت ازاي يا حيوانه انتى؟

لحظة صمت.

سلوي بغضب: كل ده ما يهمنيش كل اللي يهمني البنت دي تكون ميته قبل غروب الشمس والا تقولي على نفسك انت وعيالك يا رحمن يا رحيم.

اغلقت الهاتف بغضب شديد وهي تقول: الحق عليا اني سبتها عايشه لحد دلوقتي.

صمتت قليلاً تلملم شتات أمورها، ثم قالت بهدوء ممزوج بالخوف الشديد.

سلوي: اعمل ايه في المصيبة دي دلوقتي، عامر لو شم خبر عن البت دي هتكون مصيبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الغرفة التي توجد فيها صبا.

صبا بغضب إلى علياء: وعوزاني أعمل إيه يعني؟! أخدك بالحضن وأنت السبب في تدمير حياتي، وإن حقي يضيع مني لو ما كنتيش كذبت اليوم ده كان زماني أخدت حقي من الكلب اللي اسمه عامر.

شعرت علياء بشعور الندم يتسلل إلى قلبها على ما فعلته بغبائها؛ إذ ضيعت حق فتاة مسكينة وهي تجهل السبب.

سحبت كرسي وجلست قبالتها، ابتسمت بخجل وتفوهت قائلة بهدوء.

علياء بصي أنا مش عارفة إيه اللي بينك وبين الدكتور عامر!! بس اللي أنا أعرفه إنك بتشتغلي عنده وأي حاجة يطلبها مني لازم تتنفذ علشان ما اخسرش أكل عيشي، بس أنت ممكن تفهمني إيه حكايتك؟ وأنا بواعدك إني ها حاول أساعدك على قد ما أقدر حتي لو هاخسر شغلي هنا.

لمست الصدق في حديثها والتمست لها العذر أيضاً فهي في النهاية كانت تنفيذ أوامر رب عملها، تفوهت قائله ما شعرت بالأمان اتجاهها.

صبا: الز*فت اللي اسمه عامر دمر حياتي وانتي لو ما كنتيش كذبتي اليوم ده كنت قدرت اخد حقي منه.

عقدت علياء حاجبي وتفوهت قائلة: مش فاهمه دمر حياتك ازاي واي الرابط بينك وبين اصلا.

صبا بحزن دافين في صوتها: ما فيش اي حاجه تربطني بيه غير اني كنت بشتغل عندهم قبل ما يتجنن في عقلها ويعمل اللي عمله ده.

علياء بشك: عمل ايه؟

صبا بنفذ صبر: انتى بنفسك كشفتي عليا وقولتي اني لسه بنت وفي عندي اعراض حمل صح؟

علياء وهي تحاول استيعاب الأمور: ايوه بس الحمل مش واضح وضعيف جداً ممكن يكون حمل كاذب لأنك لسه بنت مستحيل تكوني حامل أصلا.

ابتسمت صبا بسعادة غمرة ولمعة شرارة الأمل في عيناها وهي تقول: بجد انا مش حامل زي ما الزفت ده بيقول.

وضعت علياء يداها على رأسها وهي تقول: بجد مش فاهمه منك حاجه.

نظرت لها قائلة ببسمة: بصي اهدي كده واحكي ليا بالتفاصيل الدكتور عامر عمل فيكي اي واي اللي يخليكي متأكدة انك حامل وانتي عارفة انك لسه بنت وفي الحالة دي مستحيل انك تحملي.

صبا بحزن: ما هو المجنون ده عمل ليا عملية انجاب وقالي اني حامل.

علياء بذهول: انتى بتقولي أي مش معقوله الدكتور عامر يعمل حاجه زي دي.

قطع حديثهم دلوف هشام قائلاً: خير غيبتي ليه كده في حاجه؟

وقفت علياء وهي تنظر الي صبا في ذهول لا تستوعب ما سمعته، اغلقت عيناها تلملم شتات أمورها، أخذت شهيق وزفير بعمق قبل ان يخرج صوتها المتقاطع قائلة.

علياء: بعتذر لسه ما غيرتش لها على الجرح.

هشام متسأل: امال بتعملي اية ده كله.

كانت ستجيب لكن قطعتها صبا قائلة: كنت بحكي لها عن وجع بحس بيه وهي كانت بتكشف عليا لأول.

لم يقتنع هشام بتلك الكذبة لكنه لم يعلق على شيء فتفوه قائلا بأسف وهو يتحرك ليغادر الغرفة.

هشام: طيب تمام أسف علي المقاطعة تقدري تكملي شغله يا دكتورة.

غادر هشام، وقفت علياء غارقة في دوامة افكارها استيقظت على يد صبا تحتضن يدها بتوسل قائلة.

صبا: بالله عليكي لو في حمل خلصيني منه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج الغرفة

كان يقف ياسين ينتظر خروج الطبيبة لكي يدلف يطمئن عليها، اما عامر ذهب الي مكتبه، خرج هشام من الغرفة واغلق الباب خلفه، ان راه ياسين ذهب إليه قائلاً بقلق وخوف حقيقي راه هشام في عيناه.

ياسين: هو في اي الدكتورة مالها غيبت كده صبا حصل لها حاجه.

تعجب هشام كثيراً من أمر ذاك ياسين هل هو يحبها حقا أما يدعي ذلك لكي يفوز بها؛ أقنعه عقله أنه يفعل كل هذا ليحصل عليها لا اكثر، أمسكه بعنف من تالباب قميصه ودفعه بقوة ليجعله يلتصق في الحائط خلفه وهو يقف أمامه كوحش غاضب قائلاً بنبرة لا تبشر بالخير.

هشام: ورحمة أمي وبويا ما سبت البت في حالة لا كون دفنك حي واياك تفكر أن التمثيلية اللي انت بتعملها دي هتمشي عليا لا يابا انا فاهمك كويس، وانا هعلمك ازاي تبيع وتشتري في بنات الناس يأبن الك*لب.

ابتسم له ياسين بسمة تحمل السخرية وقال بهدوء مميت.

ياسين: انت متخيل أن في حد ممكن يبيع روحه.

نظر له هشام في صمت متعجب من هذا الرد الذي لم يتوقعه، في أكمل ياسين حديثه بحزن.

ياسين: صبا دي روحي حب حياتي سبت الدنيا كلها بس علشان اكون معاها متخيل اني ممكن أبيع روحي وحب حياتي لحم رخيص ولمين لأبوي.

ابعت عنه هشام قائلاً بذهول: أبوك!؟

أبتسم ياسين بسخرية: ايوه أبويا عزمي بيكون أبويا بس صحبك الغبي لما ركب الفديوا ما كنش يعرف اني أبن عزمي بيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عواطف.

كانت تقف أمام خزانة الملابس تخرج ملابسها وتطعهم في حقيبة صغيره موجوده أعلى الفراش، وهي تحدث نفسها بغضب وخوف شديد.

عواطف: أحسن حاجه أمشي من هنا أكيد ياسين مش هي رحمني لو عرف إني اللي بعت صبا لأبوه، والمتخلف التاني رايح يعمل فديو انه هو اللي بيبعها الغبي ما يعرفش أن ياسين أبن عزمي.

اغلقت الحقيبة بعنف وهي تقول بغضب جامح.

عواطف: منك الله يا عامر الك*لب ربنا ينتقم منك.

حملت الحقيبة وكانت ان تخرج من الغرفة لكنها تخشبت مكانها حينما رأته يدلف الي الغرفة يمسك في يداه سكين وشرارة الغضب تلمع في عيناه وهو يقول.

- على فين يا عواطف مش عيب تخدي حاجه مش بتاعتك.

نظرت له بزعرة وسقطت الحقيبة من يداها وأخذت تتراجع للخلف بخوف شديد، وهو يقترب منها حامل السكين والغضب حليفه.

عواطف بخوف: اهدي بس يا خويا خد كل الفلوس بس سيب اللي في ايدك ده.

- انطقي قولي فين الفلوس اللي سرقتيه مفكراني نايم علي وداني مش ها حس بيكي.

عواطف برعب: الفلوس كلها في الشنطة خدها وامشي من هنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر.

عبرت العجوز البوابة وهي تسحب فردوس بيدها. نظرت فردوس إلى المكان بذهول من شدة جماله التي لم تراي حتي في احلامها. رآها سعد تقترب منه، تسحب تلك الفتاة الغريبة بين يديها وتقول:

المرأة: بقولك ايه يا ابوا ابراهيم ما تخلي البت دي معاك لحد ما أطمن علي ريم هانم و اخلص شغلي واجي اخدها منك.

نظر سعد الي فردوس باستغراب وهو يقول: هي مين البت دي يا أم خيري.

أم خيري، مربية ريم، تبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عامًا، طيبة القلب، وريم تحبها كثيرًا، لذلك لا تزال مستمرة في العمل..

أم خيري أخبرت سعد بكل ما حدث وهي في طريقها إلى هنا. فنظر سعد إلى فردوس بحزن وهو يقول.

سعد: لا حول ولاقوه الابالله تعالي يابنتي اقعدي مع ابراهيم على ما أم خيري تخلص شغلها.

أم خيري بخوف: بالله عليك تأخد بالك منها وما تخليش حد يشوفها عوزين نأكل عيش.

سعد: في عيني ما تخافيش بس ابقي طمنيني علي الست ريم بقي لها كام يوم كده ما نزلتش وحتى ما بقتش تجي تقعد مع ابراهيم زاي لأول.

تنهدت بحزن وهي تقول: والله يا سعد مش عارفه البت دي مالها حبسه نفسه في الاوضة بتاعتها وكل ما دخل عليه الاقيها بتعيط حاسه ان فيها حاجه مش مضبوطة بس مش راضيه تقولي حاجه.

كان إبراهيم واقفاً على باب الغرفة الصغيرة، يستمع إلى حديث ولده مع أم خيري. كان قلبه ينبض بالحزن على الوضع الذي وصلوا له. لقد كان خطأً غير مقصود، لكنه كان كافياً لتدمير حياتهم.

نظر سعد الي ابراهيم بشك في حين اكملت أم خيري حديثها قائلة وهي تنظر الي فردوس بحزن.

أم خيري: يلا انا هدخل اشوف شغلي وانتي يا حبيبتي اقعدي مع عمك سعد وابراهيم على ما اجي.

نظرت الي سعد متوسلة له: بالله عليك يا سعد تاخد بالك منه وخد بالك الست هانم تشوفها مش ناقصين.

سعد: حاضر يا أم خيري في عيوني والله.

نظرت أم خيري الي فردوس نظره اخيرة ثم تركتها مع سعد وذهبت لتري عملها، ام سعد نظر الي أبنه بشك قائلاً.

سعد: لسه برضو مش عاوز تقولي حصل ايه بينك انت والست ريم.

نظر له ابراهيم وظل صامتاً لبعد الوقت قبل أن يقول بعصبيه مكتومة.

ابراهيم: قولتلك يابا ما حصلش حاجه؟

تركه وقفاً ودلف الي الغرفة، تنهد سعد بيأس ونظر الي فردوس قائلاً.

سعد: تعالي يابنتي اقعدي جوا قبل ما حد يطلع ويشوفك.

في نفس الوقت الذي كان يأخذ سعد فردوس الي الغرفة كانت تخرج سلوي مسرعة الي سيارتها.

يتبع

ما هي حكاية فردوس... وكيف ياسين أبن عزمي ومن يكون عزمي... وهل علياء ستفعل ما طلبته صبا وتساعده في اجهاض الجنين.. وما الذي تخطط له لمياء... هل ستري سلوي فردوس وما العلاقة بينهم ولماذا تخاف ان يراها عامر.. وما هو سبب صمت عامر هل هو حزين لكرهه صبا الشديد له أما هو هدوء ما قبل العاصفة.

أحداث غامضة على وشك الانفجار انتظروني في الحلقة القادمة.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close