رواية اصفاد العشق والهوس الفصل الثامن 8 بقلم سارة احمد
من قال لك..بأن عيناك لن تفارق الدموع.. والابتسامة ستهجر الشفاه..لا تبكي إذا كان عالمك لا يعرف الدموع..
و تبقى أجمل أمانينا فى الحياة..أن نُحب من يستحق ، و يحبنا هو أكثر
و أن ننسى من خذلنا .. دون أن نتألم
و ألاَّ تبرد الأشياء الصادقةُ من القلوبِ ، و لا تغيب أبدا
7
في شقه سامح ..
+
جلست زاد تراقبه .. وهو يدرو حول نفسه بالشرفه بشرود وتفكير عميق .. ظلت تراقبه حتي غفت دون شعور .. تحرك وهو يمسح على شعره ويحاول ترتيب أفكاره وترتيب الأحداث من البدايه ..
جلس وسحب الحاسوب وبدأ بإرسال رسائل مشفره بنظام محدد لأكثر من جهه وشخص ..
ابتسم بجانب فمه بعبث وهو يضغط على شفته وهمس : انت كده جيت ع حجري يا عمرري ..
11
تراجع ف الكرسي ومسح علي شعره وهمس : لعبت ف عداد عمرك يا ابن الو**
تنهد وهو يمسك كوب القهوه ولكنه وجده فارغ نهض مره اخري ، ودلف حتي يحضر فنجانا اخر ...
5
مر من أمامها وتوقف علي اجمل مشهد ممكن أن يرها .. كانت تنام بعمق وشعرها يخبئ نصف وجهها.. وشفتيها منفرجه قليلا بطريقه مثيره دبت قشعريره لذيذه ف جسده ..
تنهد وبلع لعابه بصعوبه واقترب منها ، وجثي ع ركبتيه ومسح ع شعرها برقه ، وحاول أن يرجع شعرها للخلف حتي يستمتع بجمال وجهها الفاتن...
6
تأملها للحظات ثم همس: طلعتلي منين بس انتي ؟!
سحب أنفاسه براحه ثم همس وكأنه يتحدث مع الفراغ أو مع نفسه بصوت متردد لكن مثقل بصراع داخلي: أنا كنت فاكر إني أعرف أتحكم في كل حاجة!! في عقلي ؛ في مشاعري ؛ في الناس اللي حواليه ؛ كنت فاكر إني أقدر أسيطر على حياتي... وعلى قلبي كمان ؛ بس أنتِي ! إنتِي حاجة أنا ما حسبتهاش ؛ حاجة دخلت حياتي من غير إذن، قلبتِ كل حاجة، وكأن وجودك تحدي لكل حاجة كنت مؤمن بيها."
12
نظر إلى وجهها بهدوء ومد يده ببطء ليمسح ع شفتيها لكنه تتوقف في منتصف الطريق واخفض عينيه كأن النظر إليها يؤلمه وهمس : إزاي؟ إزاي عرفتي الطريق لقلبي الطريق اللي كنت بحاول امحي اثاره عشان محدش يعرف يوصله ؛ جيتي انتي زي العاصفه وصلتي ودخلتي قلبي ؛
7
ابتسم بسخرية وهمس ؛ وكمان دمرتي الطريق وراكي عشان محدش يعرف يدخل وراكي يا بلوه حياتي ..
ضغط بيده على رأسه وكأن أفكاره تصرخ داخله وهمس :مش معقول ! مش معقول أحبك ! إزاي أحب واحدة مخطوبة؟ إزاي أحب واحدة متهمة في قضية، واحدة كنت المفروض أكون ضدها، واحدة المفروض إني أحميها عشان الواجب وبس... مش عشان قلبي عايز يحميكي من الدنيا كلها حتي من نفسي ؛
انتي مين عشان تخلي قلبي يخون عقلي ؟!
10
نظر لها مجددًا وهمس بصوت حنون خافت لكنه يمتلئ بألم داخلي : إنتِي مش بس مشكلة... إنتِي سؤال. سؤال ملهوش إجابة. مين إنتِي عشان تخلي حياتي كده؟ إزاي واحدة كانت لازم تكون مجرد قضية... بقت كل قضيتي؟!!
3
ضحك ضحكة قصيرة محمله بمراره الدنيا ثم نظر لها مجددًا هذه المرة نظرة طويلة مليئة بالألم والتساؤل وأكمل :أنا حتى مش عارف ألومك ولا ألوم نفسي. أنتِي ما عملتيش حاجة. أنا اللي وقعت... وقعت في فخ ملامحك، وقعت في صراحتك اللي مش مفهومة
عض ع شفتيه وأكمل : ف لسانك اللي زي المبرد
في قوتك وضعفك مع بعض. وقعت من غير ما أحس. كأنك مرايه لكل حاجة كنت بدفنها جوايا... كل حاجة كنت خايف أشوفها.
7
اقترب منها وقبلها ع شعرها بحنان وتنفس رائحتها بهوس ، ثم جلس ع الأرض وسند رأسه ع الاريكه ورفع يده ومسح على يدها ثم ابعد يدها وكأنها شي مقدس يغشي لمسه ...
وهمس : كنت دايمًا أقول الحب ضعف. كنت دايمًا شايفه كده. مش من حقي أضعف... أنا مش بحب اضعف وكمان مش وأنا في مكان ده لازم أحافظ فيه على كل خطوة، كل كلمة. وفجأة... أنا هنا. ضعيف قدامك. ضعيف لدرجة إني حتى مش عارف أكرهك عشان دخلتِي حياتي بالطريقة دي ضعيف لدرجه بتخليني اخاف من نفسي ..
5
تنهد بعمق وكأن هذا الحديث يستنزف كل قوته واقترب منها ببطء ثم همس بصوت بالكاد يُسمع : يمكن كنت بحاول أحميكي ... بس الحقيقة، أنا اللي كنت محتاج حماية. حماية منكِ... ومني."
واغمض عينيه وسقط دون شعور ف نوم أشبه بهروب مضطرب ...
............................
ف منزل وتين ..
جلست بدريه حتي تقوم بلف المحشي بسرعه وحرفيه عاليه ؛ ثم نظرت إلي ايهم الذي ينظر إلي باب الغرفه التي خرج منها صوت رنين الهاتف بشرود..
وقالت بخبث : اللي وخد عقلك يا ضنايا يتهن به ؟!
نظر لها ايهم وغمز بطرف عينه وقال: بنتك يا خالتي!!
شهقت بدريه بدهشه وردت : كده ع طول يا ولا ؟؟
وضع يده على كتفه المصاب وغمغم : اكدب يعني مبحبش !!
ضحكت بدريه وهتفت : احسن برضو ؛
بلل شفتيه وقال : هااا قولتي ايه؟!
11
نظرت له بخبث واردفت ؛ ف ايه يا دكتور ؟!
أشار بيه وهتف : عاوز بنتك ع سنه الله ورسوله ودخلت من الباب وهاكل محشي عندكم كمان يعني هيبقي بنا عيش ومحشي ؛
ضحكت بدريه بمرح وسعاده وهتفت : يووه جاتك ايه ايهم دمك زي العسل يا ولا ..
- والله انتي اللي مسكره يا خالتي ..
5
نهضت بدريه وهي تمسك حله المحشي وهتفت : إذا كان عليا أنا مش هلاقي زيك يا ولا وقلبي كده ارتاحلك وحبيتك وكمان شكلك واقع علي بوزك فيها وكمان معاك فلوس!!
ضحك ايهم ملأ فاه وهتف : اه معايا فلوس هنعيش حلو متخفيش مش هنجوع ؟؟
6
ضحكت بدريه وقالت : ولو جوعتوا تعالو كلو عندي;
وضع ايهم يده ع جرحه وهو يضحك بمرح وغمغم : ماشي يا خالتي ربنا يجعل بيت المحسنين عمار!!
دلفت بدريه المطبخ وهي تضحك بمرح مخلوط بالسعاده ...
+
مسك ايهم هاتفه وهو يحاول الاتصال برقم وتين مره اخري ؛ ولكنه توقف عندما فتح باب الغرفه وخرجت وتين وهي تفرك عينيها من أثار النوم ..
6
حدق به ايهم وهو حرفيا توقف عن التنفس وهو يشعر بأن الدم ضرب ف دماغه ودرجه حراره جسده وصلت الف ف لحظه ...
حدق بها من اغماس قدماها الحافيتان تبدوان كأنهما منحوتتان من رخام ناصع، أصابعها الصغيرة متناغمة كأنها لؤلؤ منثور على الأرض. بشرتها بيضاء ناصعة، بياضها أشبه بالثلج المتلألئ تحت ضوء الشمس، وكل تفصيلة منها تعكس نعومة لا توصف. شعرها الأحمر الناري ينحدر على كتفيها بحرية، خصلاته متناثرة بشكل عشوائي لكنها ساحرة، وكأن اللهب احتضنها وترك أثره عليها. كل خصلة تبدو وكأنها تروي قصة من الجمال والفتنة.
8
رفع حاجبه بدهشه ومسك كوب الماء وارتشفه دفعه واحده حتي يبلل حلقه الجاف بنار تأكل جسده .. وهو ينظر إلي قميصها القطني البسيط، بحمالات رفيعة يكشف عن كتفيها المثاليين وعن عظمة ترقوتها التي تبدو كلوحة فنية كان القميص يحتضن قوامها بتناسق شديد، يظهر منحنياتها الأنثوية المذهلة، يكشف عن رشاقتها بينما يبرز أنوثتها الطاغية وهمس : ملبن بالمانجه يا جنيتي ..
11
شهقت وتين بفزع عندما أدركت وجوده وتراجعت للخلف بسرعه وهي تحاول الرجوع الي غرفتها تحرك ايهم بسرعه وسحبها من ذراعها وهمس : استني يا وتين !!
تسمرت ف أرضها ونظرت إليه وهي تحاول التملص منه والهرب لغرفتها..
ثبتها ايهم أمامه بقوه وغمغم : اثبتي يا بت متخفيش ..
6
حدق الي وجهها يبدو وكأنه تحفة إلهية. خدودها متوردة، وكأن الصباح مرّ بها أولًا ليترك أثره على وجنتيها. عيناها واسعتان بلون رمادي صافٍي، أشبه بضوء القمر المنعكس على بحر هادئ. تحت جفنيها بقايا من آثار النوم، تضفي على ملامحها براءة لا تتعارض مع فتنتها الطاغية. شفتيها ممتلئتان ورطبتين بلون وردي طبيعي، وكأنها ارتشفت للتو رحيق زهرة،
التهمها ايهم بعينيه وهمس: سبحان من خلق وصور يا جنيتي جمالك مجرم !!
تارجحت عينيها برهبه وخوف من اقترابه منها وهزت راسها بسرعه وقالت: ايه ده كفايه والنبي !
4
كانت عيناه تنبض بشيء أقرب للذهول، كأنه لم يرَ مثل هذا الجمال من قبل
تجمدات في مكانها، وشعرت بحرارة الخجل تجتاح جسدها المرتجف بشده
وهمسة بصوت مرتبك :إيهم !!
10
اقترب منها وهمس بأنفاس لاهثه لكن بصوت هادئ رغم اشتعال جسده : ايوه إيهم يا صغنن لي ساعتين مستنيكي تصحي !
رمشت بعينيها وهمسة : ساعتين ليه ؟!
نظر لها بحنان ورد: كنت بدأت اضايق!! بس لو كنت اعرف انك هتطلعي عليا كده كنت استنيت العمر كله وع قلبي زي العسل طلما هشوف كل ده !
2
قطبت حاجبيها وهمسه: كل ده ؟!
رمقها من أسفل إلى أعلى وعض ع شفتيه وهمس: الفتنه اللي ف الدنيا كلها اتجمعت فيكي يا صغنن !!
نظرت إلي نفسه واخيرا انتبهت الي ما ترتدي اخفضت عينيها بسرعة، وارتفعت يدها تلقائيًا إلى شعرها تحاول ترتيبه، لم تدرك أن فوضويته تزيد من جمالها. ارتبكت أكثر وهي تحاول تعديل قميصها بخجل واضح وهمسه بتلعثم : أنا... ما كنتش أعرف إنك هنا؟!
تحركت بسرعه تحاول الهرب الي غرفتها وهي ع وشك البكاء ..
4
تمسك بها وهتف : رايحه فين يا وتين ؟!
دفعته بقوه وهرولت الي الغرفه وهمسه : لازم اغير !!
ضحك إيهم بصوت عالي وقال : مش محتاجه يا صغنن ده كده توب ؛
.........................
ف مكتب طاهر التهامي ..
11
دلف طاهر بعد رجوعه من رحله عمل وهتف الي السكرتيره بجديه : اطلبي لي اللواء نعمان بسرعه يا هند !
اومات هند وهتفت : تمام حضرتك بس كان في ملف عـ ..
هز رأسه بحسم واردف : اجلي كل حاجه ؛ أنا مفيش دماغ لكل ده ! اتصلي بـ اللواء نعمان وحولي المكالمه فورا ..
2
مسح طاهر ع وجهه بضيق شديد وغمغم : اغيب كام يوم الدنيا تتقلب كده ياتري انت فين يا جلال وايه اللي حصل يا بني انت طول عمرك عاقل وبتحسبها صح ..
رفع الهاتف وهتف بصوت عميق ملئ بالقلق : اهلا سياده اللواء مساء الخير طاهر التهامي معاك !!
هتفت من الطرف الآخر اللواء نعمان برسميه : اهلا طاهر بيه اخبار حضرتك ؟
3
اوما طاهر برأسه وهو يحاول فك رابطة عنقه : الحمد لله يا باشا قولي يا فندم ايه اللي حصل ده مع جلال ؟ وهو فين دلوقتي؟ ومين البت دي ؟!!
تنهد اللواء نعمان بثقل شديد وغمغم : أنا هتجنن يا طاهر بيه !! جلال خد خطوه واحده من غير تفكير دمرت كل حاجه .. البت دي متهمه ف قضيه قتل لمتهم ف قضيه تخص الأمن الوطني ؛ وكل الادله ضدها حرفيا وجلال خدها وهرب قبل ما تترحل ع السجن...
+
نهض طاهر وهتف بنبرة مزيج من الغضب والقلق: جلال ما بيتصرفش بدون سبب .. أنا عارف ابني كويس .. ولو عمل كده يبقى شاف حاجة خطيرة إيه اللي حصل يخليه ياخد خطوة زي دي؟
غمغم اللواء نعمان بتوتر : التحقيقات شغاله يا باشا بس واضح إن جلال حس إن البنت دي حياتها في خطر... أو إنه عرف حاجة عن القضية عشان ضرب النار اللي حصل ع عربيه الترحيلات واضح كده أنه كان بسبب المتهمه دي !!
3
هتف طاهر وهو يحاول التحكم بغضبه : وعرفتم إذا كان لسه في مصر؟ ولا طلع بره؟
هز اللواء نعمان رأسه وتمتم: ما عندناش تأكيد، لكن في احتمال كبير إنه لسه جوه مصر . مفيش معلومات أن ساب البلد من اي جهه رسميه ..
+
جلس طاهر واردف بحسم : اسمعني كويس، يا سيادة اللواء أنا عارفه ابني كويس لو عمل كده يبقى فيه سبب ! لازم نساعده، مش نضغط عليه أكتر ؛أنا مش هسمح إنه يتحول لمجرم في نظر القانون وهو واضح إنه بيحاول يحمي البنت دي ؟!
7
تنهد اللواء نعمان بثقل شديد وهتف : إحنا فاهمين ده يا طاهر بيه !! بس الوضع حساس البنت دي متهمة والأدلة ضدها قوية ؛ وكمان واضح أن توريطهم ف القضيه مخطط ليه كويس اوي ؛ كل حاجه حصلت بسرعه جدا لـ
قاطعه طاهر بحزم : الأدلة ممكن تكون ملفقة. وإنت عارف إن في شغل وسخ بيحصل كتير ف القضايا دي .. أنا عايزك تتابع الموضوع بنفسك شوف مين ورا ضرب النار ده، وإيه اللي بيحصل في القضية ؟!
3
هتف اللواء نعمان صوت جاد : اكيد يا طاهر بيه. هحاول أتابع الوضع وأبلغك بكل جديد جلال مش بس اكفئ ضابط عندي لا أنا بعتبره زي ابني ..
أردف طاهر بتأكيد: جلال مش لازم يتحول لهارب. ساعدوه قبل ما الموقف يتعقد أكتر !
اوما اللواء نعمان وهتف : ده اللي هيحصل اكيد ..
2
اغلق طاهر الهاتف وهو يحاول السيطره على أعصابه والضغط ع رأسه بقوه حتي يسكت هذا الالم الذي يفتك به ..
..................................
ف مكان مجهول
دلف المدعو شاكر وغمغم : فاضل عليك تك واحده !!
هتف هذا المجهول : أنا نفذت كل حاجه بالحرف الواحد مش مشكلتي دي مشكلتكم؟!
ضحك شاكر بغضب وهدر: ازاي وانت مكملتش مهمتك ؟!
اقترب منه وهتف : لا كملت انا كانت مهمتي اقتل خليل وده اللي حصل !!
4
قبض على ياقة قميصه وهدر: بس مجبتش الفلاشه وضاعت معلومات برقبتك !!
قبض ع يده وهتف : المعلومات مضعتش ف نسخه تانيه !!!
نظر له بشك وغمغم: ازاي بقا !!
رفع حاجبه وتمتم بخبث: اه وكمان في مكان الجن الازرق ميقدرش يتخيله !
+
هز رأسه وتمتم: طب احنا عايزين المعلومات كل حاجه وقفه بسبب المعلومات دي ومش عارفين نتحرك؛
تحرك وجلس علي اقرب مقعد ووضع قدم علي آخره وهتف: يبقي انتوا كده اللي عايزين تضيعوا كل التخطيط لازم نصبر وكل حاجه تمشي ع حسب الخطه !!وف اول فرصه هجيب المعلومات دي ؛
6
وضع يده ف جيبه وقال : هفضل وراك ولما اشوف اخرتها ؟!
هز رأسه وتمتم: اخرتها خراب البلد دي زي ما عايزين بالظبط !
......................
ف الحاره ...
12
دلف حمزه بعد يوم طويل ومرهق دار ولف كثير هو وحسام يبحثون عن اي معلومه ترشده الي طريق زاد او حتي يطمن عليه بخبر وحيد ..
ولكن لم يجد أي شي ولا احد يعلم ماذا حدث ؟
ومن أطلق النار ؟ولا اين ذهب الضابط بزاد ؟!
+
وجد والدته تقرا وردها اليومي وهي تنحب بصمت وتمسح دموعها بطرف يدها ؛ وزوجته تنام بجانبها وتضع راسها ع فخذ عنايات بحزن ..
2
اقترب حمزه وقام بتقبيل راس والدته ثم راس زوجته وهتف: عاملين ايه ؟!
نهضت غرام وهي تمسح دموعها بصمت ..
وأغلقت عنايات المصحف الشريف ورفعت عينيها إليه وغمغمت : الحمد لله يا حبيبي عملت ايه يا ضنايا ؟؟
جلس حمزه وزفر بتعب وغمغم: لسه يا امي مفيش جديد ؛
قطبت حاجبيها وصاحت : يعني ايه يا حمزه ليه كل ده واختك في الحبس والايام بتجري وهي بين أربع حطان وبين ولاد الحرام والمجرمين والحراميه؟!
3
بلع لعابه بصعوبه ونظر إلى غرام فهمت غرام معنى نظرته وربتت ع منكب عنايات وقبلتها ع منكبها وقالت : اهدي يا خالتي وان شاء الله ربنا هيحميه من ولاد الحرام زي ما انتي دايما داعيلها ربنا يكفيها شر ولاد الحرام ..
+
رفعت عنايات عيناها بقهر ودموعها تنهمر بعجز وغمغمت : يارب يا زاد يا بت بطني يكفيكي شر كل شر واكحل عيني بشوفتك قبل ما موت يا بنتي
2
نهض حمزه وقبل ع رأسها وغمغم بدموع : اهدي يا امي هو أنا ساكت أنا بحاول بكل الطرق ومش هيغمض لي جفن غير لما ارجع اختي لحضنك يا امي بس اهدي بالله عليكي !!
ضمه لحضنه وهو ينظر إلي زوجته بقلة حيلة وحزن
.................................
عوده الي شقه وتين
وضعت بدريه الطعام علي طاوله السفره وملأت رائحه الطعام الشهيه المنزل وهتفت ؛ يلا بقا يا ايهم يا بني ؛
زفر بحنق وغمغم: هي وتين مش هتتغدا معانا ولا ايه ؟!
نظرت له وردت: هي صحيت يا ابني ؟!
+
هز رأسه بنزق وقال : اه من شويا كده ورجعت دخلت اوضتها تاني!
هزت بدريه راسها وهتفت: يوه هي هترجع تنام تاني اليوم كله ولا ايه ؟؟
قطب حاجبه بدهشه وقال: هي بتنام كتير كده دايما ؟!
تحركت بدريه الي الغرفه وهتفت : اه بيجي عليها ايام تنام بالاسبوع ف السرير كده تنام وتصحي كل حبه كده !!
هز رأسه وتمتم : احنا داخلين ع ايام عسل ولا ايه ؟!
7
دلفت بدريه وهتفت وهي تفتح الشرفه : وتين يا نونو قومي بقا كفايه نوم يا بنتي ,
رفعت وتين الغطاء ع راسها وتمتمت بنعاس وكأنها لم تنم من اشهر : سيبني والنبي يا ماما حاسه اني تعبانه اوي عايزه انام!!
رفعت بدريه الغطاء من ع وجهها وهتفت : يابت قومي وكفايه كسل أنا عملتلك شوية محشي هتاكلي صوابعك وراهم يلا يا نونو ؛
3
نهضت وتين وهمسه: أنا مليش نفس !
- ليه يا وتين يا بنتي طيب دانا عندي ليكي خبر بمليون جنيه !!
تمسكت وتين بوالدتها وهتفت : بجد يا ماما ف اخبار عن زاد ؟!
غيم الحزن علي وجه بدريه وغمغمت : لا يابنتي لسه أنا كنت الصبح عند خالتك قطعت قلبي يا حبة عيني وهي تتشحتف ع زاد , بس معرفش ليه يا وتين قلبي مطمن ومش قلقانه عليها رباني كده !!
7
هزت وتين راسها بيأس وردت: انتي لو كنتي هناك وشوفتي ضرب النار اللي حصل مكنتيش هتقولي كده يا ماما !!
هتفت بدريه وهي تسحب وتين من الفراش : ولو برضو ربنا هيسترها معاها وربنا هيحلها قادر يا كريم !!
+
غمغمت وتين ودموعها تقطر بالم: يارب يا ماما أنا تايهه من غيرها ياماما مش قادره اعيش من غيرها ..
مسحت بدريه دموعها بطرف يدها وهمسة: متخفيش ياضنايا ربك مع الغلابه ومش هيسيبنا يلا بقا غيري وتعالي الاكل هيبرد ..
هزت راسها بالموافقه بشرود ونهضت بكسل ...
5
خرجت بدريه وهتفت. : يلا يا ايهم قوم بقا هو أنا هفضل احايل ف كل واحد شويا ؟؟!
نهض ايهم وغمغم : هي وتين مش عايزه تخرج ولا ايه يمكن مضايقه من وجودي ؟!
جلست بدريه وهتفت بستنكار : لا يا ضنايا هي بس زعلانه ع زاد واللي حصلها !!
هز ايهم رأسه وتمتم: ومين مش زعلان بس !
+
لحظات واشرق وجهه بنور البدر الذي طل عليه وهمس: هو اللي زعلان يبقي بدر منور كده لو كده خليها زعلانها ع طول !
اقتربت وتين من السفره ونهض ايهم وسحب لها الكرسي واردف : اقعدي يا وتين ؛
7
نظرت له بتوتر وخجل وهزت راسها وجلست ع طرف الكرسي وكأنها تستعد للهرب ف اي لحظه..
نظر لها ايهم برفعت حاجب وقال: انتي قاعده كده ليه ؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت: لا أنا قاعده اهو !!
دار ووقف بجانبها وضغط ع منكبيه ارجعه ف الكرسي جيدا كأنها طفله وهمس : اسندي ضهرك يا وتين واقعدي كويس !
هزت راسها وهمسة: حاضر ؛
5
كتمت بدريه ضحكتها وهي تري معامله إيهم لابنتها وكأنها تري عوض الله لابنتها عن والدها الذي تركها وهي طفله ..
جلس إيهم وبدأ ف طعامه وهو يلتهم وتين بعينيه وهي لا ترفع عينيها من طبقها وتاكل بستحياء وخجل وتشعر أنها تذوب من نظراته العميقه ..
5
نظرت بدريه الي إيهم وهتفت وهي تضع الطعام ف طبقه : ما تاكل يا إيهم مش وقت تسبيل يا ضنايا ؟!
ضحك ايهم بمرح وقال: مش عارف حد يبقي قدامه الجمال ده ويعرف يشيل عينه من عليه برضو يا خالتي !!
عضت وتين ع شفتيها بخجل ولكنها جحظت عينيها بعدم تصديق عندما هتفت بدريه : خلاص يا ضنايا شد حيلك وخد الجمال كله بقا!!
+
ماتت الضحكه ع شفتيه عندما هتفت وتين : ماما ايه اللي بتقوله دي ؟!
نظرت لها بدريه وهتفت : بقول ايه يا بنتي إيهم طلب ايدك وانا وفقت ؛
نهضت وتين وهزت راسها بالنفي وغمغمت: لاا لاا أنا مش عايزه اتجوز مستحيل !!!
ووووووووووو
يتبع