اخر الروايات

رواية مذكرات حائر الفصل السابع 7 بقلم هالة الشاعر

رواية مذكرات حائر الفصل السابع 7 بقلم هالة الشاعر 

الحلقه السابعه
" فرحه العيـــــد "
سافر بعدها بعده أيام عبد الرحمن وبدأ في المشروع مباشره , كان يعمل ليل نهار وإذا تبقي له ساعة او اثنين كان يقضيهم في صالة الألعاب الرياضية , يلعب بعنف وعصبيه شديدة , كي يفضي ما بداخله من طاقه وقوة وحنق .... .
بعد عده أشهر بدأ جسده يتغير وأصبح أكثر قوة من ذي قبل وأكثر ضخامة , فكان يجهد نفسه في العمل والرياضة كي يتمكن من النوم ليلا ولا يفكر فيما يحدث معه .
اقترب العيد الكبير ومع إلحاح والدته عليه , اضطر للنزول قبل العيد , أثناء وجوده ب شرم الشيخ حاول ترك المجال لنفسه للتعرف إلي أي فتاه ولكنه لم يكن يخرج معها مره حتى يشعر بالاشمئزاز منها فكلهن متشابهات يركضن وراء الاسم والمال ولا احد يهتم له هو , لشخصه كما انه لم تكن هناك واحده لها دفء عيناها وطيبه قلبها .
ظن خاطئا ان البعد سوف ينسيه ولكن لوجودها معه في نفس العائلة كان الامر اشبه بالمستحيل , فهو أن لم يرها كان يسمع أخبارها يوميا تقريبا دون أي قصد منه , فذات يوم كان يكلم والدته علي الهاتف ليطمئن عليها واذا بها تخبره وهي غارقه من الفرحة ان احمد وسارا يفعلون اشياء غريبه بالحديقة وبعد فتره فطنت الي ان سارا علمت احمد عده اشارات صغيره تتلمس بها اصابعه دون ان تتكلم ليعرف احمد اذا كان امامه شيء ما ام لا ويتحرك الي اليمين او اليسار او يصعد ام ينزل وبالفعل بعد التدريب ليوم جمعه كامل اصبح احمد افضل حالا ويمشي بثقه اكبر واسرع .
عاد عبد الرحمن قبل العيد بيوم وفوجئ الجميع به وكيف اصبح ضخم البنيه وبارز العضلات .
_ يوم الوقفة دلفت سارا مع احمد الي باب الحديقة وهم متعبون للغاية " مش لو كنتي بتعرفي تسوقي كنا ترحمنا شويا " " هحاول والله يا احمد بس مواعيد مدرسه السواقة داخله مع مواعيد الشغل وانا بصراحه بروح تعبانة مش ببقي قادره اروح في حته " .
لم تعد سارا تخبره بأن يحذر او يصعد او ان هناك عائق بل تلمس كل اصبع خاص بإشاراته الخاصة , كان احمد سعيد جدا بتلك اللغة الخاصة بينهم والتي اخترعتها سارا خصيصا له , " بتتخنقوا علي ايه كده ؟! " شهقت سارا عندما رأته ولم تتعرف عليه بسهوله في الضوء الخافت , اتسعت عيناها " معقوله حضرتك شكلك اتغير خالص يا ابيه " " عبد الرحمن " صاح احمد ومد يده في الهواء التقط عبد الرحمن يده واجتذبه في عناق رجولي بحت ملئ بالمشاكسة .
" ازيك يا سارا عامله ايه ؟ " ومد يده يسلم عليها , " الحمد لله يا ابيه , حضرتك اللي عامل ايه وعملت كده ازاي ؟! " ضحك " عادي شويه تدريبات " لاء لازم تقول لأحمد عليها بقي عشان يبقي زي حضرتك " " قصدك ايه انا عندي عضلات بس هي اللي بتطلع لجوا ! " , واخذ يستعرض وكانه لاعب كمال اجسام , ضحكت سارا علي احمد كثيرا " طب بس اعد في جنب كده " " ماشي يا سارا بتعيرني ! " وجلسوا الي المظلة .
رغم كل شيء فهو اشتاق لهم ولمزاحهم معا وضحكهم ..... وضحكها .
جاء محمد وجلس يرتاح الي جانب عبد الرحمن " انسي يا احمد الحلاق زحمه جدا معرفتش ادخله اصلا شكلك هتعيد كده " , قال احمد بغضب مبالغ " انت السبب انا قايلك من بدري انت اللي اعدت تتلكع " , جاء حسام واخذ اصبع موز واخذ يأكل منه ويقول بعدم مبالاة " بطل زعيق بقي يا اخي مفيش غيرك في البيت ولا ايه ؟ " , " محصلش حاجه يا احمد العيد دايما بيبقي زحمه , قالت سارا لتهدئه " محصلش حاجه ايه بس يا سارا مش شايفه منظر دقني عامل ازاي هصلى بكره ازاي كده بس ؟ " , " والله دقنك ناعمه وجميله , وعلي العموم لو معرفتش تحلق هحلق لك انا " , قالتها بمرح وعبث كي يضحك , ابتسم احمد بالفعل " طب بس بدل ما تطلع في دماغي واخليكي تحلقي ليا " .
قال محمد بتهكم " السوبر سارا يا تري في حاجه حضرتك مبتعرفيش تعمليها ؟ " ووضع اصبع موز امامها وكانه مكبر للصوت .
زمت فمها حنقا منه " شايف يا احمد اخوك بيتريق عليا ازاي " " اثبتي لي انك بتعرفي تعملي كل حاجه واحلقي ليا انتي " قال احمد بمكر , " والله انت كمان ماشي , طيب ايه رأيك إن انا اللي هحلق ليك " صاح محمد ينادي علي والدته من أسفل الشرفة " مامــــــــا " , نظرت السيدة نور وقالت بحنق " مش انا منبه عليك متصرخش كده يا محمد " " تعالي بس انزلي في حاجه مهمه سارا هتحلق ل احمد " رفعت الام حاجبها وبعد دقيقه كانت بالحديقة , ضحك عبد الرحمن " في ناس بتتورط " زمت سارا شفتيها بحنق شديد من محمد " وانت مالك انت هتقول للشارع كله " , ودفنت وجهها بكتف احمد " اخوك فضحني خلاص " و ضحك الاربع اخوة عليها .
جاءت السيدة نور " ها يا سارا خلصتوا شرا لقيتو حاجه مناسبه " " اه يا طنط ان شاء الله يعجبك " , واخرجت سارا الكيس الذي يوجد به ملابس جديده لأحمد " اه حلو فعلا تلبسهم بالهنا يا حبيبي " .
قال محمد بمكر " لفي ودوري اوي انا راشق هنا لحد ما تحلقي له " وكرر احمد بطفوليه " اه انا راشق هنا لحد ما تحلقي ليا " " وبعدين فيكوا بقي بطلو تغيظوني , شايفه يا طنط ! "
" بس يا محمد لا أخوك يتعور " , اتسعت عين سارا دهشه " حتي انتي يا طنط !! " , ضحك الاربع اخو بشده علي سارا المهزومة , خبطت سارا علي الطاولة بيدها " عارف بس لو حاجه الحلاقة موجوده كنت حلقت له الوقتي وحالا " قال حسام بتكهن " الوقتي وحالا لااا ده الموضوع كبير , روح يا بني جيب طلبتها لما نشوف عاوزة ايه ؟ " نظرت له شزرا " ماشي يا حسام ليك يوم , عاوزه رغوة حلاقه , وماكنه جديده ومش مفتوحه , وازازه مايه , وطبق , وفوطه , ومناديل " .
قال محمد بتكهن " ماكنه جديده ومش مفتوحه توكيداتك رهيبة " وضحكوا مره اخري عليها .
اتي محمد بالأغراض وهو يصيح متهكم وهو يحمل المياه " يا رب ولد , يا رب ولد " , نظرت سارا علي الاغراض وقالت " عاوزة فوطه " "اهه " واعطاها محمد المنشفة " لا دي صغيره انا عاوزة واحده كبيره " وعقدت ذراعيها رافضه البدء قبل ان تأتي كل طلباتها , قال حسام بتهكم " روح يا بني جيب اما نشوف اخرتها معاها ! " , اتي محمد بالمنشفة ولكنها كانت عملاقه للغاية " بطانيه اهه عشان متطلعيش بأي حجه تانيه " .
" ربنا يسمحكوا كلكوا " قالت سارا بغضب طفولي , اخرج محمد مائه جنيه ووضعها علي الطاولة " رهان علي 100 جنيه انها مش هتعرف تحلق له " اخرج حسام وعبد الرحمن هو الاخر النقود علي انها لن تنجح بتلك المهمة واراد احمد هو الاخر اخراج النقود ولكنها صاحت به " احمد ! " .
وضعت المنشفة العملاقة عليه بينما استكان هو الي كرسيه وغاص به للأسفل ثم قال لها " استني استني " وضم يديه بدراميه " اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله " ثم اردف " تقدري تتفضلي " " بقي كدة ! " قالت له مستنكره , اراد حسام ومحمد ارباكها واخذوا يصدروا اصوات ويطرقون بشده علي الطاولة , نظرت الي السيدة نور " لو عاوزة احمد يعيش يا طنط متخليش حد يلخبطني " " ولااااااد سكوت اخوكوا ممكن يتعور "
وضعت سارا الرغوة علي ذقن احمد كلها ثم مسحت يدها بالمنشفة واشارت الي محمد " تعالي نور ليا بدل ما انت اعد ملكش لازمه كده ! " , اطاعها وبدأت سارا بحلاقه ذقن احمد بحذر شديد ورقه بالغه استسلم احمد لها وبدي وكأنه غارق في النوم كان الجميع يشاهدها ولم يتحدث احد قط . احس عبد الرحمن بشعور غريب وتمني بشده لو انه هو الجالس مكان اخيه , سالت السيدة نور وقد بدت منومه هي الأخرى " حلقتي قبل كده ؟ " هزت راسها نافيه " بس كنت بشوف ماما بتحلق ل بابا ساعات " , قال عبد الرحمن وهو منوم " يا بختك يا عم شاكر " ابتسمت له سارا ابتسامه ساحره ثم اكملت عملها , وبعد عده دقائق مسحت وجهه جيدا وبللت المنشفة بمياه نظيفة ومسحت و جهة مره اخري كي تزيل أي اثر للصابون , واخرجت من حقيبتها كريم مرطب ووضعته برقه علي وجه احمد الذي كان مستمتع الي اقصي درجه بالحلاقة .
بعد ان انتهت امسكت الهاتف من محمد واخذت تتفحص وجه احمد جيدا ثم قالت والسرور يتملكها " ولا شعره ولا خدش " وعقدت ذراعيها منتصرة , تمتم احمد وهو كالنائم " خلاص خلصتي " ضحكوا بشده عليه , جلس واخذ يتحسس ذقنه ثم هتف " اه يا قرده ده انتي عملتيها احسن من الحلاق ! " ابتسمت واغاظتهم جميعا توجهوا كلهم نحو احمد واخذوا يتحسسوا ذقنه " فعلا ناعمه جدااا " خطف حسام المنشفة من اخيه ووضعها عليه ثم قال " انا اللي عليا الدور " ضحكوا كثيرا عليه , " عشان تحرموا تتريقوا عليا الفلوس اللي راهنتوا عليا بيها كل واحد فيكو يطلع ضعفها الوقتي علي الطرابيزة وانت كمان يا استاذ احمد " " ليه بقي انا كنت واثق فيكي من الاول مش كده يا ماما ؟ " ضحكته امه " طلع وانت ساكت " , اخرج كل منهم النقود وهم كارهين خساراتهم امامها .
اخذت المال واخذت حقيبتها وتوجهت نحو البواب الذي فرح كثيرا بهذا المال وعندما عادت كان الأربعة يشعرون بالخجل منها لقد تهكموا عليها كثيرا , قالت لهم بمرح " خلاص هسامحكوا المرة دي بكره العيد كل سنه وانتو طيبين " " وانتى طيبه يا حببتي " قبل احمد رأسها وعيد الاخوة علي بعضهم البعض وقبلوا امهم وهي الأخرى قبلتها " بعد اذنك بقي يا طنط انا همشي " " ليه يا سارا لسه بدري يا حببتي ؟ " " معلش اصلي مسعدتش امل وايه في شغل العيد وكمان لو مروحتش الوقتي مش هلحق العدية بابا بيجيب الفلوس الجديدة دلوقتي " ضحك احمد وقال لها " ولا يهمك يا حببتي انا هديكي احلي عديه " " لا يا سيدي عديه بابا لها طعم تاني وبعدين بقولك دي فلوس جديده محدش لمسها غيرنا !! " , ضحك حسام وقال " والله يا سارا انتو عندكوا حاجات غريبه زي اغنيه الخطوبة والفلوس الجديدة " اتسعت عيناها دهشه " انت مش عارف اغنيه الخطوبة ؟! " قال لها " لا ازاي يا دبله الخطوبة عقبلنا كلنا وقال الاثنين معا " دي اهم من الشبكة نفسها " ضحك كثيرا" مشاء الله كلكوا ماشين علي نفس الطريق " .
وشرح لهم اهميه الأغنية عند امل وضحكوا معا , جاء السيد شهاب وسلم علي الجميع وقال ل احمد " نعيما يا احمد بس مش كنت قصيت شعرك بالمرة " فنظروا كلهم نحو سارا , رفعت يدها مستسلمة " انا تخصص دقن بس " ليضحك الجميع .
قال محمد عابث " ها يا بابا مش هتعيد علينا ؟ " " لا ازاي طبعا هعيد عليكوا " واخرج عده اوراق نقديه جديده تماما واعطاها كلها لسارا " الله يا عمو كلها جديده كل سنه وحضرتك طيب " , سال عبد الرحمن " وعرفت منين بقي يا بابا " ضحك السيد شهاب " من زمان وشاكر يدوخ كل عيد علي فلوس جديده ويقول لي لو مش جديده مش هيخدوها وينكدوا طول العيد " ضحكت سارا وقالت " بابا ده حبيبي " سألها احمد " اشمعني انا معيدتش عليكي لسه " وهم بإخراج النقود ولكنها منعته " متتعبش نفسك لو مش جديده مش هاخدها " ثم اردفت " انا اتأخرت اوي يا احمد لازم امشي " " اممم تزعلي لو خليت عبد الرحمن يوصلك لوحده اصلي بجد تعبان " " لا يا حبيبي مفيش مشكله ارتاح انت " " عبد الرحمن ممكن توصل سارا " " طبعا دقيقه اخرج العربية ".
ودعت سارا الجميع وذهبت الي السيارة وركبت الي جوار عبد الرحمن , " معلش يا ابيه تعباك معايا " نظر لها وهو يبتسم وهي لا تعلم مدي سعادته انها الي جواره " مفيش تعب ولا حاجه انا كنت زهقان وعاوز اخرج بس مش عارف اروح فين " , اخرجت هاتفها بعد ان وضعت حزام الامان واخذت تعبث به قليلا ثم اتصلت بأختها " اها انا في الطريق , طيب ماشي تمام , حاجه تانيه , لا انا كده مش هحفظ ابعتيهم في رساله , خلاص تمام " , وبعدها اخذت تعبث بالهاتف وكأنه ليس موجود , سعل قليلا كي يلفت انتباهها " حضرتك واخد برد ! " امسك بحلقه وهو يعلم بانه بألف خير " يمكن كده " " الف سلامه عليك " ابتسم لها " الله يسلمك " رفعت سارا رأسها وتأملت الخارج والزحام والزينة المعلقة بالخارج وتنهدت واسندت راسها الي الخلف وقالت بما يشبه الهمس " العيد في مصر جميل " , كان عبد الرحمن غير مسرع وساعده زحام العيد علي ذلك " انتي كنتي مسافره برا مش كده ؟ " تجهم وجهها " اها " , " مكنتيش بتحبي العيد هناك ؟ " هزت راسها نافيه " لا خالص " " بس الامارات بلد جميله " اكتسي الآسي والحزن وجهها " هي جميله فعلا ونضيفه ومفيش زحمه بس مفيهاش روح او بمعني اصح انا مش لاقيه نفسي فيها " " معاكي حق وانا في شرم رغم انها في مصر بس محستش بالعيد الا لما رجعت هنا " ابتسمت سارا " عشان العيد العيله والصحاب قبل المكان " , هز راسه موافقا " صح " " زمان اغنيه العيد شغاله ممكن اشغل الراديو ؟ " ضحك كثيرا " زي اغنيه الخطوبة كده " بغضب طفولي " حتي انت يا ابيه ! " " لا يا سيتي اغنيه العيد شغليه طبعا " , ولم يكد ينتهي من انهاء جملته حتي تذكر الأغنية الموضوعة ولكنها كانت سمعتها بالفعل " حضرتك بتحب الأغنية دي ؟ " تنهد وقال بآسي " بقالي فتره مبسمعش إلا هيا " " انا بحبها اوي مع انها بتخلي الواحد زعلان , بس فيها حاجه بتخليني اسمعها علي طول " ضحكت ثم اردفت " الأغنية دي السبب ف اني اتعلم انجليزي " ضحك عبد الرحمن " ازاي؟ " " وانا صغيره في الاعدادي مثلا كانت بتيجي في الراديو و في العادي كنت بقلب لما اغنيه اجنبي تيجي , بس الأغنية دي كنت بسبها واسمعها وانا مش عارفه منها غير كلمه واحده ’ some body ’ ومره في مره عرفت كلماتها واول ما تشتغل اسرح وابلم معرفش ليه " ثم نظرت له " زمانك بتقول عليا عبيطه مش كده ؟ " " لا ابدا انا كنت بسمعها واسرح جامد ولسه لحد الوقتي " وقال بمكر " يبقي انا كمان عبيط ولا ايه ؟ " " اسفه يا ابيه والله مكنش قصدي " واحمر وجهها بشده , ضحك بسخريه " عادي يا سارا انا طبعا عارف انو مش قصدك , انتي بتخافي مني كده ليه ؟ " " لا ابدا بس حضرتك اكبر مني وليك احترامك طبعا " .
تنهد في آسي وقال في نفسه انها تضع بيني وبينها بدل الحد مائه حد " حاول الابتسام والخروج من ذلك الموضوع " ومن ساعه الأغنية دي بقي وانتي بتحبي انريكي " هزت رأسها نافيه " لا انا ساعتها اصلا مكنتش اعرف مين اللي بيغنيها وكان اخري في الاغاني الحب الحقيقي ومكنتش بسمع اصلا اغاني , هي الأغنية دي بس اللي كنت اسرح واسبها غصب عني , وبعدها بسنين كتير سمعت اغنيه اجنبي بردوا وعجبتني اوي اوي ولما عملت سرش عليها عرفت ان اللي بيغنيها واحد اسمه انريكي ايغليسياس ومن ضمن اغانيه كانت موجوده اغنيه some body ’ ضحكت اوي ساعتها وعرفت انا ليه اتعلقت بالأغنية التانيه بدون أي سبب " قال بهدوء " why not me ? " "عرفت منين يا ابيه ؟! " " خمنت " "حضرتك تعرفها ؟ " ادار المشغل عده مرات الي ان وجد الأغنية " فعلا هي دي " ابتسم ونظر لها " عشان انا كمان حبيت الأغنية دي بس مكنتش اعرف مين اللي بيغنيهم إلا من كام شهر بس " .
لم يعد يستطيع فهم أي شيء لقد اثرته الأغنية الأخرى وقد وصفت حاله بشكل دقيق هي الأخرى , لقد كان معجب بكل من الاغنيتين واذا بكل منهم تنطبق كل الانطباق علي حالته هو !! .
ضحكت سارا " يعني ذوقنا طلع واحد " هز راسه موافقا " صدفه غريبه مش كده ؟ " سألها باهتمام , لم تنتبه له ثم قالت " أها ابيه من فضلك ممكن انزل هنا " " لسه بدري علي البيت " " انا عارفه بس عاوزه اجيب شويا حاجات للبيت " اوقف السيارة والتفت لها بكل جسده " ممكن اجي معاكي ولا تضايقي " " لا ابدا مش هضايق بس مش عاوزة اتعب حضرتك معايا " " يا سيتي انا اصلا زهقان مش عاوز اروح " " اطمن علي الاخر علي ما نجيب اللستة اللي امل كتباها مش هتلاقي وقت للزهق خـــــــــــــــالص ! " .
دلفت سارا الي " المول " وبدأت رحلتها ب الصيدلية حيث استأذنت عبد الرحمن بأنها لن تتأخر , وبعدها صعدوا الي حيث البقالة , لقد كان الجو زحام وملئ بالناس واغنيه العيد ابتسمت سارا بشده وهي تنظر للزحام " ايوة كده هو ده العيد " رفع يده علي اذنه وكانه ينصت الي شيء هام وقال لها " اغنيه العيد اهه مش حارمك من حاجه " ضحكت بشده " ربنا يخليك لينا يا ابيه " .
اخرج لها عربه كي تضع فيها مشترياتها وجرها وذهب خلفها واخرجت هي هاتفها واخذت تقرأ محتويات الرسالة وتأتي بالأغراض المكتوبة وعندما لم تستطع الحصول علي احد الاغراض من الرفوف العليا " استني يا أوزعه " واحضر هو الغرض " لسه واخد بالك يا ابيه انا اوزعه من زمـــــــان " " شوفتي لو مكنتيش خدتيني معاكي , الموقف كان بقي ايه الوقتي ؟ " افتعلت سارا الحيرة " فعلا معاك حق " وضحكوا سويا .
استمتع كثيرا معها رغم الزحام الشديد وبينما هو في قمه سعادته معها وقد كان نسي كل شيء تقريبا افاقته كلماتها علي الواقع المرير " السنه الجايه هشتري حاجه العيد مع احمد مش كده يا ابيه ؟ " , ازدرد لعابه فجأة وقد افاق من احلامه وتغيرت ملامح وجهه تماما " أ . أ طبعا . ان شاء الله " .
فهمت تردده بشكل اخر وتركت الاغراض من يدها " ابيه ممكن حضرتك تجوبني بصراحه " ارتبك كثيرا أيعقل ان سارا تشعر به " تلعثم قليلا " ط . طبعا . أتفضلي اسألي " اصبحت انفاسه متلاحقة للغاية , " هي العملية فيها أي خطورة علي احمد ؟ " هدأ روعه للغاية واغمض عينيه بسعادة وشعر براحه كبيره " لا يا سارا معتقدش " " اصل انا قلقانه عليه اوي لو فيها أي خطورة علي حياته بلاش يعملها احسن " " مش أنتى نفسك احمد يشوف ؟ " كان يتكلم بتعب كبير , " اه طبعا بس خايفه اوي وكل ما بفكر فيها بخاف اكتر " " متقلقيش احمد هيعملها عند احسن دكتور في مصر ادعيلوا ربنا يقومه بالسلامة " " يا رب يا ابيه " حملوا الاغراض وهموا بالخروج وعندها تذكرت شيء وعضت شفتيها لإحراجها من عبد الرحمن " انا اسفه بس نسيت حاجه " " لا بدا هنطلع فوق تاني " " لا انا بس هجيب هديه لفارس من محل اللعب هنا " , ابتسم لها " طيب يالا انا كمان عاوز اجبله هديه " عندما دخلوا المحل كان يوجد دميه للأطفال جميله للغاية داعبتها سارا بأصابعها وهي تضحك لها ثم غاصت داخل المحل كي تختار سيارة جديده لفارس الصغير , وعندما انتهت من الشراء خرجت ووجدت عبد الرحمن يحمل الاغراض وكيس لعب كبير توقعت انه لفارس , خرجوا واتجهوا الي السيارة وفتح لها عبد الرحمن الباب وادخل هو الاغراض للكرسي الخلفي للسيارة ثم فتح الباب واعطاها الدميه " الله يا ابيه انت جبت العروسة دي " وداعبتها قليلا لف عبد الرحمن وركب السيارة , سألته بسذاجة " هديه لمين دي يا ابيه ؟ " قال وهو يضحك علي طريقه احتضانها لها " لعروسه قصيره اسمها سارا " اتسعت عيناها دهشه " بجد ! ليا انا بس انا كبرت اوي علي الحاجات دي " ضحك مقهقها " فعلا مهو واضح كده " .
بعد ربع ساعه وصلت السيارة الي عماره سارا وساعدها بالأغراض الي ان وصلت الي باب الشقة " بابا هيفرح اوي لما يعرف انك معايا " " لااا معلش يا سارا اعفيني لازم اروح دلوقتي" " يبقي حضرتك مكنتش زهقان وانا عطلتك " " ابدا كل الحكاية اني عاوز الحق الحلاق الا اذا انتي هتحلقي ليا , هدخل معاكي حالا " ضحكت له " خلاص براحتك يا ابيه " وبعد ان نزل السلم نظرت له من الأعلى صائحة " ابيه " نظر لها سريعا " كل سنه وحضرتك طيب وشكرا علي العروسة " " وانتي طيبه يا سارا " واشار لها مودعا .
عندما دخلت سارا الي المنزل اخذت منها امل وايه الاغراض وفتحوها كلها , واعجبوا بالدمية كثيرا , سالتها امل " احمد اللي جبهالك مش كده ؟ " , قالت سارا باسمه " لاء ده ابيه " ...... .
مر اليوم الاول من العيد ببطيء وملل رهيب علي اولاد السيد شهاب فعبد الرحمن جلس امام التلفاز يقلب فيه بلا هدف ومحمد كل اصدقائه سافروا الي شرم الشيخ او الغردقة واحمد لم يستطع الخروج مع سارا لان عائلتها تجتمع اول يوم العيد , اما حسام فقد حبس نفسه بالغرفة بعد مشادة كلامية بينه وبين والد صافي الذي اتصل به البارحة واخذ يتوعده ويهدد ان لم تحصل ابنته علي الطلاق وكل اغراضها سوف , وسوف , وسوف .... .
الا ان كل ذلك لم يؤثر في شعره من حسام فهو لا يهتم لكل ذلك , بل ما يهمه حقا هو صافي , لقد رن هاتفه البارحة وكان اسمها علي , الشاشة دق قلبه سريعا دقات مجنونه ولم يعرف ما العمل أيعقل انها اتصلت كي تعيد عليه ؟ فهذا هو العيد حيث الكل يتسامح وينسي رد عليها وقد كان في نيته ان يكلمها جيدا وربما فتح صفحه اخري معها , الا ان الصوت لم يكن صوتها ابدا , لقد كان صوت والدها الغضب والحانق علي حقوق ابنته المادية , ويخبره بأن المحامي لن يتركه ولن يسمح له بالعبث بأغراض ابنته وحقوقها .
لقد كانت تللك القشة التي قسمت ظهر البعير مثلما يقال , لقد ثار وغضب وحنق الي ابعد درجه واقسم علي ألا يدعهم يهنئون بشيء حتي لو كان هذا اخر عمل لديه وحنق من نفسه اكثر وشعر بالاشمئزاز من قلبه البالي الذي يعشق انسانه لا تستحق أي من مشاعره الجميلة نحوها .
اما اليوم الاول عند سارا فكان ملئ بالأحداث والاهل الذين اتو منذ صلاه العيد الي اخر اليوم والجميع يتبادل التهاني والمباركات حول عيد الأضحى . في اخر اليوم حوالي الساعة الحاديه عشره والنصف رن هاتف احمد " كده يا سارا كل ده سايباني ؟!! انا موت من الزهق والله ومفيش أي حاجه اعملها او حد اكلمه " " معلش يا حبيبي والله خالو لسه ماشي حالا ويدوب غيرت هدومي واخدت دوش عشان اكلمك طول الليل براحتي " " وحشتيني اوي انا اتعودت اشوفك كل يوم انهارده كان رخم بشكل " " معلش بكره هيبقي جميل جدا اوعدك بكده , بس الاول كلم بابا كان عاوزك " " ايوه يا احمد ازيك يا حبيبي , كل سنه وانت طيب يا ابني , انا كلمت بابا عشان نقضي اليوم سوا بكره بس هو قالي انو مسافر انا مستنيكوا كلكو بكره عشان نقضي اليوم سوا , ماشي يا حبيبي تنورا ان شاء الله , سارا معاك "," ايوة يا احمد تيجي من بدري بقي عشان نلحق نعد مع بعض " حاضر ان شاء الله " " ومتنساش ابيه ومحمد وحسام " " ان شاء الله " " اممم عاوز اقولك حاجه بس متزعلش , واضح ان انا اللي عليا الدور في غسيل الاطباق ربع ساعه نص ساعه بالكتير واكون خلصت وهكلمك علي طول والله " تنهد مطولا " ماشي يا سارا متتأخريش " " احمد " " نعم " " كل سنه وانت طيب " " وانتي طيبه يا حببتي "
***** **** *****
فرحت امل وسارا كثيرا لانهم سوف يمضوا الغد برفقه احمد واخوته بينما ايه لم تعر الأمر أي انتباه .
رن جرس الباب بعد الظهر وفتح السيد شاكر الباب ورحب بكل من احمد ومحمد وعبد الرحمن , رحبت سارا هي الأخرى بهم كثيرا و والدتها , بينما غابت البسمة عن وجه امل عندما علمت ان حسام اعتذر عن الحضور فشعرت بخيبة امل كبير تطرق قلبها .
اجلست سارا احمد ووضعت لهم تحيه العيد وجلسوا يتحدثوا ويضحكوا علي فارس الذي اخرج كل العاب وملابس العيد لعبد الرحمن كي يتفرج عليها ويبدي اعجابه الشديد بها .
همس احمد لسارا " عاوز اعيد علي فارس " " فارس تعالي سلم علي ابيه احمد يالا " , جاء فارس راكضا " ازيك يا ابيه " قبل احمد راسه وقال له " الحمد لله يا فارس كل سنه وانت طيب " واعطاه كيس هدايا كان يحمله محمد , فرح فارس بالهدية ولكنه ركض نحو عبد الرحمن كي يشغلها له , يبدوا ان احمد لاحظ تجنب فارس له وحاول ان يجتذبه الا انه لم يفلح , ربتت سارا علي كتفه بحنان " ربنا يخليك يا حبيبي هديه جميله " ابتسم احمد رغما عنه لها , وبعد فتره اخرج فارس لعبه الورق و الدومينو كي يلعب الجميع جلس محمد وايه وامل ووالده سارا للعب الورق , والسيد شاكر وعبد الرحمن يلعبون الدومينو بينما اكتفي فارس بمشاهده عبد الرحمن , كان الجو جميل والجميع يمرح ويلعب .
كان عبد الرحمن سعيد بهذه العائلة كثيرا وبالجو المرح هذا حتي ولو لم تكن عائلته هو , ولكن لأنه يعلم بان حسام تعيس وحده بالمنزل لم يكن يشعر بالارتياح , استأذن من السيد شاكر واتصل بأخيه " ايوة يا حسام ازيك الوقتي " رد ب اقتضاب " الحمد لله " " ما تلبس وتيجي بقي بلاش رخامه " " لا انا مش عاوز اشوف حد " , نظر عبد الرحمن نحو امل التي راي خيبه الامل في عيناها حالما لم تري حسام وعلمت بانه لن يأتي " تعالي بس ومش هتندم يا حسام " .
كانت السيدة وفاء تعيد بعض الاكواب للمطبخ وحينها سمعته " انت بتكلم حسام قوله اني زعلانه عشان مجاش " " بقوله والله يا طنط كلميه انتي جايز يقتنع بيكي اكتر " " ايوة يا حسام يالا يا حبيبي تعالي انا عمله مشويات انهارده هتاكل صوابعك وراها " " معلش يا طنط مره تانيه مش هقدر انهارده " " كده بردو اول مره اطلب منك حاجه تكسفني ؟ " " خلاص يا طنط تحت امرك " اغلق عبد الرحمن الهاتف وقال للسيدة وفاء وهو يضحك " ايه ده ؟ بس في ثانيه كده انتي طلعتي مش سهله يا طنط لازم تيجي تشتغلي معانا في الشركة هتوفري كتير اووي " , ضحكت السيدة وفاء للإطراء الذي قاله لها عبد الرحمن .
بعد حوالي النصف ساعه طرق الباب و توجهت امل تفتحه الا ان حالها تغير تماما بعدما فتحته .
" ازيك يا امل كل سنه وانتي طيبه " احمر وجهها واطرقت راسها الي الارض " وانت طيب اتفضل " , دخل حسام وقد دهش من المنظر الذي رأي , لقد كان اخوته يضحكون ويمزحون بشده وخلعوا ستراتهم وجلسوا بحريه وراحه مع الفتيات بملابسهم الزاهية الجميلة , سلم علي الجميع وقال لعبد الرحمن الذي شمر عن كميه ويقف امام المشواة بالشرفة ويلوح عليها بورقة كبيرة " الله ينور يا شيف " .
قرر عبد الرحمن انه هو من سوف يقوم بتلك المهمة وسارا كانت تساعده , جلس حسام وقد تغيرت حالته قليلا الي الافضل نظرا لهذا الجو المرح الفرح .
بعد فتره استغل انشغال الجميع وذهب الي نافذه كبيرة في الصالة وظل ينظر للخارج , " حسام " , التفت الي الصوت الخافت الذي نطق اسمه برقه , ليجد امل تحمل كوب عصير له
" شكرا يا امل " وحاول رسم ابتسامه علي وجهه , ظن انها سوف تعطيه العصير وتذهب الا ان وجهها كان يقول انها تود قول شيء ما , نظر لها برهه ثم قال " شكلك عاوز يقول حاجه " , ارتبكت وقالت بسرعه " لا ابداا " ثم عضت شفتها السفلي وقالت بخفوت " بصراحه اه بس خايفه تضايق " " اضايق ازاي مش فاهم ؟ " " يعني تضايق مني " كان صوتها يخرج بالكاد , اراد ان يعرف ما تود امل قوله " لا ابدا اوعدك مش هضايق " زمت شفتيها ونظرت للأرض " بكره هتنسي " اتسعت عيناه دهشه فأكملت بسرعه " انت وعدتني انك مش هتضايق انا والله عرفت بالصدفة و.... حسيت انك مضايق وعشان كده مكنتش عاوز تيجي انهارده " استغرب كثيرا من اهتمامها " انا فعلا كده بس انتي عرفتي ازاي ؟! " , ضمت يدها بشده ونظرت للأرض " عشان انا مريت باللي انت بتمر بيه الوقتي " " مش فاهم ! " وضع الكوب من يده واقترب منها " انتي مطلقه ؟! " كانت عيناه متسعه من الدهشة " لا انفصلت بحاول اتطلق بس مش عارفه لسه " " بس . بس انتي لسه صغيره انتي في الجامعة مش كده ؟ " هزت راسها بآسي " انا اتجوزت 6 شهور وانفصلت من سنه وبحاول اتطلق من ساعتها بس مش عارفه " " ليه ؟ " , هزت كتفيها بآسي " مش راضي يطلقني وبيعند معانا " .
لمح شبح صافي امامه ونظر الي يدها الفارغة من الدبلة وبدل من ان يتفهمها نظر لها نظره احتقار واشمئزاز " طبعا حضرتك مش عاوزة تتنزلي عن حاجه من حجتك او حق من حقوقك وهو مش راضي يطلقك عشان يربيكي " وامسك معصمها الايسر ساحق اياه " انتي حتي مش لابسه الدبلة مع انك لسه علي ذمه راجل تاني , خلاص مدام بقيتي برا بيته تعملي اللي انتي عاوزاه " , كان حنقه غير عادي والشر يقطر من عينه المحمرة .
كانت امل مذهولة ولم تقوي علي التكلم حتي ولكن دموعها كانت اقوي واستطاعت الهرب من عيناها , " اتكلمي مش مكسوفه من نفسك كل اللي همك تاخدي حقك وتدوري علي مقطف تاني يصرف عليكي مش كده ؟ " , " لا مش كده " انتزعت امل يدها من قبضته واخذت تفركها وتكلمت والمرارة تقطر من فمها " انا خرجت بالهدوم اللي عليا وحتي الدبلة هو كان خدها مني وهو بيعند معانا عشان مش عاوز يدلي حتي هدومي وانا مش عاوزة منه حاجه بس مش عاوزة اعرفه تاني , وانا غلطانه اني جيت كلمتك لأني فكرتك متأثر وزعلان علي مراتك بس واضح ان كلكو زي بعض اللي يهمكوا الفلوس وبس " , واستدارت لتركض نحو غرفتها ولكنه وقف امامها بسرعه " انا اسف . انا اسف والله يا امل انا مش عارف انا عملت كده ازاي " نظرت له ببلاهة وتذكرت الرسالة وكلماتها المطبوعة في عقلها , اردف والآسي يقطر منه " انا اتلخبطت وشوفتك قدامي صافي وانا كان نفسي اقول لها الكلام ده , والله انا معرفش حتي انك متجوزة سامحيني من فضلك " كانت امل تبكي وتنظر للأرض وتشعر بإهانة شديده لم يعرف ما الذي يجب عليه فعله " امل انا حيوان انتي جيتي تطمني عليا وانا اهنتك من غير ما اقصد والله , سامحيني أرجوكى " واخرج منديل واراد ان يمسح دموعها الا انها رجعت الي الخلف , ف اعتذر بسرعه " انا اسف انا اسف " وضرب راسه بكفه " انا مش عارف مالي انا منمتش بقالي كام يوم والظاهر اني بخرف خلاص " , تركت يده معلقه بالهواء وجرت نحو غرفتها , ووقف حسام يعض شفتيه من الندم " استغفر الله العظيم , ايه اللي انا هببته ده " .
بعد فتره هدأ حسام وخرج لهم مره اخري حيث بدت السعادة علي الجميع جلس الي جانب محمد الذي كان يشاكس فارس ويخبئ منه احدي العابه , ربت السيد شاكر علي كتفه فجاءه " نورتنا يا حسام " " ربنا يخليك يا عمي " " ايوة كده كلنا اتجمعنا ناقص ابوك والسيدة الوالدة بس " هز راسه يوافق عمه وحدث نفسه بآسي " وبنتك اللي انا زعلتها يا عمي " .
" فارس روح شوف امل راحت فين بقالها شويا مش باينه " قالت السيدة وفاء , ركض فارس ليراها وغاص قلب حسام بداخله وتسال "معقوله لسه بتعيط " عاد فارس وعادت هي الأخرى ممسكه بصينيه عليها بعض المكسرات والمقرمشات قدمت للجميع وهي تبتسم لهم وقال محمد مازحا " انا بحب اللوز اوي " " اللوز كله تحت امرك " وابتسمت له وتجاوزت حسام ثم سالت احمد " بتحب ايه في المكسرات يا احمد ؟ " " اهلا انا دايس معاكي في أي حاجه عيشي حياتك " ضحكت له هو الاخر ووضعت بعض المكسرات في يده .
كانت سارا تساعد عبد الرحمن بالشوي الا انها لاحظت ان امل تجاوزت حسام فهتفت لأختها " امل انتي نسيتي حسام ولا ايه ؟ " , رجعت له علي مضض وقف لها وقال هامسا بصوت معذب " مش هاخد الا لما تسمحيني " , كانت تنظر الي الارض ولكنها ابتسمت رغما عنها , فهمس " عشان البسمة الحلو دي هاخد واحده " وجلس وهو يضحك وضعت الصينية وذهبت سريعا .
انتهي الشواء تقريبا وهتف احمد صائحا " سارا انا جوعت اوي والريحة رهيبة معتش قادر استحمل " " عشر دقايق بالظبط " قالها عبد الرحمن " اعملك سندوتش ؟ " " يا سلام يا ست سارا اشمعني هو بقي هيستني زيه زينا " " حرام يا ابيه سندوتش صغير بس " " لا ولا حته وحده " , صاح محمد " المساواة في الظلم عدل " ونظر نحو ايه التي كانت مشغولة طوال الجلسة بهاتفها ولم تنتبه لأي منهم .
انتهي الشوي اخيرا وعندما بدأ عبد الرحمن بتناول اول قطعه قال متفاخرا " الله عليك يا بودي والله انا خساره في البلد دي " ضحك الجميع عليه لثقته بنفسه وقال احمد معترض " بوصي يا طنط بعد كده عبد الرحمن ملوش دعوي بالشواية انا دوخت من الجوع " " يا حبيبي معلش , بس والله نفسه حلو يا احمد " ضحك الجميع علي عبد الرحمن مجددا , وبعد تناول الطعام حمل الجميع الاطباق الي الداخل وساعدت سارا احمد في تنظيف يده ودخل كل من حسام ومحمد المطبخ , " مش عاوزين أي مساعده ؟ " قال محمد , نظرت ايه نحوه شزرا وخرجت , ضحك حسام علي اخيه خفيه وبعدها دخلت سارا الي المطبخ المليء بالأطباق وقالت " الحمد لله انا اخر وحده عملاهم أمبارح " قالت ايه باقتضاب " امل اللي عليها الدور " جاءت السيدة وفاء هي الأخرى " تعالي يا حسام يا حبيبي متتعبش نفسك هما هيعملوا كل حاجه " " لا ازاي يا طنط , وبعدين ده الرسول عليه افضل الصلاة والسلام كان بيخدم نفسه بنفسه " رفعت سارا حاجبه مستنكرة وهمست له " من امتي الايمان والتقوي دول! " همس هو الاخر بحنق " اتكتمي انتي مالك ؟ " ورفع رأسه " زي ما عبد الرحمن عمل شوي جميل , انا كمان الشاي بتاعي لا يعلي عليه ارتاحي انتي يا طنط واحنا هنعمل كل حاجه " وانحني نحو امل سألا اياها برقه " ممكن تقولي ليا الشاي فين ؟ " أشارت له علي مكانه , وبعد برهه سألها عن السكر واخري عن الملعقة وهكذا الي ان تحدثت معه اخيرا , وبعد ربع ساعه خرج الجميع من المطبخ والعمل منجز علي خير وجه .
اذن العصر واقترح السيد شاكر ان يصلي بهم جماعه , ساعدت سارا احمد الذي بدي محرج للغاية للوضوء بمكان لا يعرفه , وطمأنته بانها سوف تدخل بعده الحمام وترتبه والا يشعر بأي حرج .
صلي السيد شاكر امام بهم وصلت الفتيات كل واحده بغرفتها , وبعدها جلس الجميع يشرب الشاي والهدوء والراحة بادية علي وجوههم .
اخرج احمد من جيب سترته ظرف به اوراق نقديه كلها جديده واعطاها لسارا وقال لها بحب " كل سنه وانتي طيبه " , فتحت سارا الظرف وهتفت " كلها جديده محدش لماسها قبل كده , بس دي كبيرة اوي دي عديه تكفي الشارع كله ! " " مفيش حاجه تغلي عليكي " , " تاعب نفسك كده ليه بس يا احمد ؟ " " ولا تعب ولا حاجه يا طنط بس خليكو شاهدين انا عيدت عليها لعشر سنين قدام عشان متجيش تتكلم بعد كده " ضحك الجميع لمزاحه واخرج عديه لفارس هو الاخر الذي ركض نحو والده ولم يهتم لرقمها " جديد يا بابا " ربت الاب عليه وقال بسخريه " طبعا يا ابني هو حد يقدر يديكو حاجه تانيه !! " وعيد احمد علي كل من امل وايه آلاتي تسألن " واحنا كبار كدة ؟ " ," طبعا هفضل اعيد عليكو علي طول احنا اخوات من هنا ورايح " .
عيد حسام هو الاخر علي الفتيات وفارس , واخرج عبد الرحمن عديه لهم ايضا ولكنه اعطي سارا مغلف صغير به عده اوراق من فئه المائة دولار الجديدة تماما بالطبع .
اخرج محمد عديه واعطاها الي ايه الجالسة الي جواره فنظرت له باحتقار " ايه ده ! " اتسعت عيناه واخذ يهز بالورقة " جديده متلمستش " قال محمد بحنق " والمطلوب ؟ " " كل سنه وانتي طيبه خوديها " " وانت طيب مش وخداها " وذهبت وتركته في دهشته , لما تكرهه الي هذا الحد فهي تتحدث وتتكلم الي الجميع اما هو فلا تطيق النظر له !! .
صاح عبد الرحمن بمرح " ها عاوزين تخرجوا فين ؟ " صاح فارس واخذ يركض بالمكان ويصرخ من فرط حماسته " الملاهي " ضحكوا كثيرا عليه , همست سارا لأحمد " مش مشكله احنا مش بنخرج في العيد الا مع بابا " " معاكي اربع رجاله اهه يا سارا خايفه من ايه ؟! " " مش قصدي بس بلاش نتعبكوا معانا " , ربت علي يدها " لا مفيش تعب ابدا " وسأل احمد " ها يا عمي هتيجي معانا " " لا اعفيني انا بقي سارا معاكوا اهه فيها الف بركه " قاطعه عبد الرحمن " احنا ان شاء الله هناخودهم كلهم لوكشه واحده " ضحك السيد شاكر" تعب عليكوا كده يا عبد الرحمن " " ولا تعب ولا حاجه احنا هنتمشي بالعربية شويا "صاح فارس" ونروح الملاهي " ربت عبد الرحمن علي رأسه وقال مرددا " ونروح الملاهي " 



الثامن من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close