رواية ظلمات آل نعمان الفصل الثالث 3 بقلم لادو غنيم
"بـمساء اليوم التالى'
بضواحى الليل اليأس تـضم جسدها فـوق فراشهُ'
لا تفقه كيفَ و متى أصبحت تحمل كنـيته'جـبالاً من الخـوف تـقتل ما تبقا بها من قوه'فـحين أن سودويتها لم تـفارق مقبض الباب و كأنها على موعد للقاء مـوتها المحتوم'
حـتى أوشك الموت على الأستحواذ عليها حينما فـتح الباب فـرتجف جسدها و همت واقفه فـى خضوعاً تمام بدموعاً تتساقط أسفلها'
أنا-أنا كنت عايزه'!
تعلثمت الكلمات بـفمها ترتجف هلعاً أمام حضوره الطاغى المغيم بـخضروياتً تعكسا ما يـسجنهوا من غضباً'فـحاولت إستكمال ما تنوى:
أنا عارفه-أنك يعنى مش مرتاح لجوزنا أنتَ فين و
أنا فين'بـس يعنى'لو ساعتك عايزنى أمشي همشي و مش هتشوف وشه تانى والله'!
ليس من شيمهوا صب غضبه على المؤنثات مما جعلهُ يتخطاها و يقف بـالتراث يسند بذراعيه علي الحائط متنهداً بحراره التصقت بـالهواء البارد لتدفئه حينما باح بـخشونه تلحمت بـالهدؤ:
نامى مش حابب نتكلم دلوقتى'! بـعدين لما أروق نبقى نتكلم و أخد القرار المناسب'!
لم تـكن تمتلك سوا الصمت و القبول بـالمقسوم فـماذا سـتقول لذلك الرجل الـغاضب بهدؤاً لـم تراه يوماً'فـباحت بسؤلاً يملئه الـضعف و كـسرة النفس:
حاضر أنا هفرشلى عـلى الأرض و هنام'و حـضرتك لو حبيبت إنى أنزل أنام تحت فـى اي حته حتى لو معا الشغالين أنا تحت أمر حضرتك'!؟
التـفتَ لها بعدما لمسَ ضـعف شخصيتها الملوثه بأفعال أخيها القذر'فـصاره إليها واقفاً بـجوارها يـوجه سبابته للـتخت بأمراً ذو مذاق العطف المغطا بـخشونة بـحتهوا الشامخه:
أنا لما أتجوزتك مجبتكيش خدامه حتى لو مكنتيش لايقه بيا و إلا بعائلتى'بـس خلاص جوازى منك أمر واقع و مظنش إن تربيتى تسمحلى أنى أخلى مراتى تنام ع الأرض دا يلا نامى مكانك ع السرير'
طب و أنتَ هتنام فين'؟!
إستفسرت بـقلقاً فـكانت الأجابه واضحه:
أظن أنى متجوزك على سنة الله ورسوله و نومى جانبك مش مُحرم'!!
ظهرت رجفه خافته عـلى جسدها خوفاً من أن يذيد الأمر بينهما و يـقترب منها و يكتشف حقيقتها المخبئه بأنها تزوجت سبعة رجال قبلهوا'فـأدرك بسبب تلك الرجفه أنها تـخفى شيئاً أو تـخشى من أي قرب جسدي'فـسابق بـالحديث ببحتاً جاده:
هتنامى فـى أمان الله ثما أمانى'مـتخفيش كدا'مش ناوى أقرب منك لأنى بختصار شديد بـعتبر جوازنا مـجرد مرحله و مش ناوي أطلعك منها بأي خساير'!! يلا نامى و أنتِ مطمنه'؟
طالت النظر بـجنون تلك الخضرويتان الطاغيه بـالأمان الضائع مـن حياتها الماضـيه التى ودعتها اليوم'أما "خـليل" فـلم يـعطى لجمالا سودويتها الامعتان أهتماماً و تنحى لليسار يشير لها بيده لـتستلقى عـلى الفـراش'فـلبت الأمر فـى خضوعاً تام'
فـتجها و أطفـى الضوء و صاره للـتراث يـجلس على مقعده و عيناه تنظر اليها بـحيره عامره و عقله يتذكر ما حدث اليوم و كيف و متى أصبحت تلك الغريبه زوجته بين ليلة و ضحاها؟
«الذي حدث مساء لليلة البارحه»
بـعد يوماً ملئ بـالمتاعب عـلى "فلك" و بنصف الليل نـهضت من فراشها قاصده المـطبخ لتناول بـعض الماء'و بـعد أن روت عطشها و كادت تـعود لـحجرتها إستمعت إلى مكالمة أخيها معا أحد الفتيات الذى يبوح لها بما ينوى:
يابت يا سنيه بطلى فقر بقا'! يـعنى أنا بـقولك الواد "عبده" علمنى أزى أعمل ڤيديوهات'و ناوى اعمل ڤيديو ساخن من الأخر للراجل المترشح للانتخابات عندنا "خليل النعمان" معا البت "فلك" أختى عشان أهدده بيه و أكسب، من وراه قرشين بدل الدنك اللي الواحد بقا فيه دا'! تـقومى أنتِ تقفليها فـى وشه و تـقوليلي بلاش أنا مش قده ليه يعنى أبن برم ديلو دول نفخه كدابه فـلوس ع الفاضى'المهم عايز أقولك إن إيدى طلعت تتلف فـى حرير دأنا بقالى ساعه و خلصت أول دققتين من الڤيديو إنما إيه حاجه جامده أكسم بالله اللي يشوفه ميقولش عليه تركيب'؟
دأنا لو مش متاكد أن البت فلك مخموده جوه كنت شكيت فيها و قولت بنت الـكـلـــ"ركبتنى قرون و مقضياها معا الواد فى أى لوكانده'؟
خانتها ساقيها و إستلقت إرضاً تذبحها الدموع مـثل السكين البارده على تلك الوجنتين تحرقان ما تبقي له داخلها'! تـرتجف مثل الهامه على ضفاف الموت تحجز صرخاتها المضويه بـكفوفاً تـرتجف خوفاً من ذلك الأخ الضال و هـى تستمع إلى حقارة ما يفكر به:
أنا ناوى أسهر الحد لما أخلص الڤيديو و بعديها هغفلى ساعتين و الصبحيه كدا هـروح على مكتب "خليل" وى أوري هوله و يا اما يدفعلى عشان مفضحوش يا اما أفضحه و يخسر الأنتخابات'!
أنا أطقست الحد لما جبت عنون مكتبه فـى أكتوبر'! و أول بقا ما يقبضنى هاجى و نقضى لليلة عنب يا عنباية قلبى بقولك إيه ما تجيبى بـوسه طياري'؟
لـم تتجاوز تلك الأقويل المهششه لـقلبها المتعب من عذاب قدرها فـنهضت بـصعوبه و صارة بصعوبه أكثر حتى تمالكت فراشها تـرويه بدموعاً ذادة قلبها ضعفاً و عقلها يـفكر بما سيحدث لها أن فشلا أخيها بـما يخطط له و لم ياخذ مالاً من "خليل" فكانت تدرك أنه أن لم يحصل على المال سـينشر هذا المقطع الوضيع حتى أن كان الثمن تلوث شـرفها بعيون الجميع'
"
بـعد مرور بعض الساعات و أذن الفجر و أدركت النهار مكانها على الأرض' عـزمت "فلك" أمرها و بدلة ملابسها بـعبائه سوداء و حجاب بذات الون و صارت حتى فتحت الباب على أخيها النائم مثل الموت أثار ما تناوله من عقاقير مخدره و مشروبات محرمه'
فبحثت بسودويتها الواسعتين الحجره حتى سلطت بريقها عـلى تلك الأغراص المتواجده ع الكومود'
فصارت بخطاً حذره حتى لا تيقظه'و تـمكنت من الحصول عـلى هاتفه وذاك الإب الذى إستاجره ليتمكن من تنفيذ المقطع عليه'و أيضاً ورقة دون عليها مكتب و إسم "خليل"
ــــــــــــــــــــ"
بـعد ساعتين تقريباً كانت السابعه صباحاً وصلت إلى مـقر مكتبه الذى مازالا مغـلقاً فـجلست عـلى الـرصيف بجوار أحد الشجرات تنتظر أن يفتح أحدهم'
و من كثرة بكائها و إلم جسدها غلبها النوم لساعتين تقريباً و لم يقظها سوا فـرملة سيارته بـجوارها فـرتجفت جفونها و فتحتهما لتشرق بـطلته الغنيه بـالرجولة الممزوجه بـخشونة الهيئه رغم جـمال خضرويتاه'فـنهضت واقفه تنظر إلى مكتب لتجده قد تم فتحه فـصارت بـجواره خطوه بخطوه و هـى لا تدرك أنه المقصود بقدومها'
اما هـو فقاله للساعى بجديه:
هاتلى القهوه بالزعفران حالاً يا منعم'
حاضر يا "خليل" باشا"؟
فـور أن سمعت ما قاله الساعى حتى إسرعت بـالقول:
"خليل" باشا أنا جايلك فى حاجه مهمه أوى'
توقف لبرها لينظر خلفهُ فـمسحها من الأعلى للإسفل بـعيناه فـرئها فتاة عاديه لا تمتلك سوا بعض الجمال الهادئ الذي لا يميزها كثيراً عن غيرها'
لو عايزه شغل شوفيها يا كاميليا'؟
التفت ليكمل خطاه فـأسرعت رغم إلمها تقول له:
لاء حاجه تخصك أسمعنى ونبى قبل ما أتفضح و تتفضح معايا من غير سبب'!!
حديثها الـملوث بـغبرة الخوف و البكاء جعله يـسمح لها بـالعبور للداخل دوان أن يتفوه بـحرفاً'
و بـعد خمس دقائق كانت تجلس أمامه بذات الإرتجاف الذي يجعلها مصدراً للحيره خصيصاً عندما وضعت الكيس الإسود البلاستيكى أمامه فـتنهدا بـجموداً و أفرغ محتوياته فلم يعثر سوا على هاتف و لإب' فقطب جبهته بـخشونة:
جايه تبيعى هوملى يعنى و إلا إيه حكايتك :!!
بلعت جوفها و حاولت فك عقدة لسانها لتبوح بما يلغم لسانها المرتجف من هول ما تنوى علي قوله بدموعاً سبقتها للخروج إليه:
لاء دول عليهم ڤيديو مش كويس ليا و ليك أخويا عملوه عشان يهددك بيه يا اما تدفعله فلوس يا اما ينشره و يفضحك و يخسرك الإنتخابات'أأنا أسمى "فلك'و أخويا" عماد'
ملامحها الخائفه و تلك البحه الهاوية التى لمسها بـصوتها جعلتها مصدراً للتاكيد فلا يبدو عليها ممن يتصنعون فـهو خبير بمعرفة البشر من خلال عمله لتلك السنوات الماضيه بـمجال القواضى' مما أثار فضوله ليتاكد من أقولها'و إسرع بـاخراجهم و فحصهم فـتدلى الغضب من مقلتيه حينما رئه ذاته فوق فراشاً ينعم بـجسد من تجلس أمامه فـى خشوع الخوف'تجحظت مقلتيه أكثر و أكثر لما يفعله بذاك المقطع الذي كادا يقسم أنه هو من يراه حقاً'
فـنهضا ممسكاً بهما يلقيهما بـعرض الحائط أمامها'من ثما ضرب مكتبه بـكفتيه تزامناً بقوله الجش:
أخوكى أسموه إيه بالكامل'؟
"فلك" برتباك:
عماد محمد الحسينى'!
أشاره لها بسبابته يامرها إثناء خروجه:
متتحركيش من مكانك الحد لما أرجعلك'
أومأت بـستماع و ظلت جالسه حتى مرت بدل الساعه ساعتين من ثما عاده لها من جديد و جلسا على المقعد المقابل لها يناظرها بـغضباً خبئه خلف هدؤه العجيب:
"عماد محمد الحسينى»" أربعين سنه عيل عوطلى عايش على قفا الناس و مسجل فى قضية تعاطى مخدرات و فـوق كل دا مقضيها محرمات و معندوش مانع يعمل أي حاجة مقابل أن تجيلو فلوس ع الجاهز'يـعنى بختصار شديد كدا كلب فلوس و الكلاب اللى من نوع أخوكى مبتشبعش و أنا يخساره دراعى مبيتلويش'! و فـى نفس الوقت الظروف اللى أنا فيها مش ناقص شوشره و بلاوى تتحدف عليا و لو فكرة أحبسه مش بعيد حد من المتواجدين معايا في الأنتخابات يعرف و يدور وراه و يعرف السبب و كدا الموضوع هيتاكد عليا أكتر'!
أمام حديثه المقنع لم تجد سوا بعض الإعتذارت الباكيه:
والله العظيم أنا مكنت أعرف حاجه عن القرف اللى بيعمله لينا'أنا أول معرفت جاتلك فوراً عشان مش عايزه فضايح و إلا عايزه فـلوس أنا تـعبت والله من عمايله معايا و نفسي أرتاح'أنتَ دلوقتى تقدر تعمل معاه اللى عايزه و أنا كدا ريحت ضميري قدام ربنا و جأت و عـرفتك عشان متتفضحش بسبب طماع "عماد"
فـرك جبهته بـحنقاً يحاول أن يستوعب ما يحدث معه منذ البارحه'من ثما نظرا إليها قائلاً بـقراراً صائباً من نظره:
"عماد" عمل الڤيديو عشان يهددنى و يكسب فلوس'تمام لعبها حلو بس العبه هتتقلب عليه و بـطريقتى'! قـومى معايا'!!
جففت دموعها بـخوفاً:
أنتَ هتاخدنى فين أنا والله العظيم مليش ذنب في حاجه أنا معملتش حاجه والله'
تنهدا بشومخاً يـخفى خلفه حنقه المرير:
هاخدك ع المأذون'؟ أخوكى عمل الڤيديو عشان مصلحته بس لعب معا الشخص الغلط و دلوقتي للأسف ورايا الأهم منه عشان كدا هقلب العبه عليها بطريقة بسيطة جداً'؟ هنتجوز على سنة الله و رسوله و بالشكل دا الڤيديوهات هتبقى مجرد خيط أتقطع و داب ملوش قيمه ولو فكر أنه يعيده هحبسه بكل سهوله بتهمة التشهير بأعراض الناس و مش هخرجها من السجن مهما حصل'
تجحظت مقلتيها بذهولاً مما تسمع خصيصاً عندما كرر طلبه بـحنقاً لغم ملامحه:
'أنا مبعدش كلامى كتير يا "فلك" أخوكى عاوز يدمرنى و أنا مش هسمحله بكدا'و اظن أنك مش هتخسري حاجه لما تتجوزينى بالعكس هتكسبى أقل حاجه هتتحرري عن سجن "عماد" لأنى لو منفذتش المخطط اللي فى دماغى يمين بالله ما هشوف حد و تـخرب الانتخابات على دماغ الكل'!
تراجعت برجفه خافته للوراء شعرا بها ورأها فحاولا كبت حنقه لثوانى ليتلو عليها ما خاطره بـرسميه:
جوزي مش هيتم غصبن عنك لو مش موافقه قولى'؟
مظنش إنى هجبر واحده أنها تعيش معايا بالعافيه'! بس خليكِ فاكره حاجه مهمه أنه مش هيسيبك فـى حالك وزى ما عملك مقطع معايا هيعملك ألف معا غيري و بدل ما هيتم الستر عليكِ هتبقى سلعه رخيصه لعيون كل الشباب'!
إستطاع بـذكائه و هدؤه الإستحواذ على عقلها الذى داره مثل شريط السينما بذكرياتً مليئه بـالحزن و العتاب و الإهانه'فباح فمها قبل أن يحصل عقلها على الـجواب النهائى:
مـوافقه !
ـــــــــــــــــــــــ'
بضواحى الليل اليأس تـضم جسدها فـوق فراشهُ'
لا تفقه كيفَ و متى أصبحت تحمل كنـيته'جـبالاً من الخـوف تـقتل ما تبقا بها من قوه'فـحين أن سودويتها لم تـفارق مقبض الباب و كأنها على موعد للقاء مـوتها المحتوم'
حـتى أوشك الموت على الأستحواذ عليها حينما فـتح الباب فـرتجف جسدها و همت واقفه فـى خضوعاً تمام بدموعاً تتساقط أسفلها'
أنا-أنا كنت عايزه'!
تعلثمت الكلمات بـفمها ترتجف هلعاً أمام حضوره الطاغى المغيم بـخضروياتً تعكسا ما يـسجنهوا من غضباً'فـحاولت إستكمال ما تنوى:
أنا عارفه-أنك يعنى مش مرتاح لجوزنا أنتَ فين و
أنا فين'بـس يعنى'لو ساعتك عايزنى أمشي همشي و مش هتشوف وشه تانى والله'!
ليس من شيمهوا صب غضبه على المؤنثات مما جعلهُ يتخطاها و يقف بـالتراث يسند بذراعيه علي الحائط متنهداً بحراره التصقت بـالهواء البارد لتدفئه حينما باح بـخشونه تلحمت بـالهدؤ:
نامى مش حابب نتكلم دلوقتى'! بـعدين لما أروق نبقى نتكلم و أخد القرار المناسب'!
لم تـكن تمتلك سوا الصمت و القبول بـالمقسوم فـماذا سـتقول لذلك الرجل الـغاضب بهدؤاً لـم تراه يوماً'فـباحت بسؤلاً يملئه الـضعف و كـسرة النفس:
حاضر أنا هفرشلى عـلى الأرض و هنام'و حـضرتك لو حبيبت إنى أنزل أنام تحت فـى اي حته حتى لو معا الشغالين أنا تحت أمر حضرتك'!؟
التـفتَ لها بعدما لمسَ ضـعف شخصيتها الملوثه بأفعال أخيها القذر'فـصاره إليها واقفاً بـجوارها يـوجه سبابته للـتخت بأمراً ذو مذاق العطف المغطا بـخشونة بـحتهوا الشامخه:
أنا لما أتجوزتك مجبتكيش خدامه حتى لو مكنتيش لايقه بيا و إلا بعائلتى'بـس خلاص جوازى منك أمر واقع و مظنش إن تربيتى تسمحلى أنى أخلى مراتى تنام ع الأرض دا يلا نامى مكانك ع السرير'
طب و أنتَ هتنام فين'؟!
إستفسرت بـقلقاً فـكانت الأجابه واضحه:
أظن أنى متجوزك على سنة الله ورسوله و نومى جانبك مش مُحرم'!!
ظهرت رجفه خافته عـلى جسدها خوفاً من أن يذيد الأمر بينهما و يـقترب منها و يكتشف حقيقتها المخبئه بأنها تزوجت سبعة رجال قبلهوا'فـأدرك بسبب تلك الرجفه أنها تـخفى شيئاً أو تـخشى من أي قرب جسدي'فـسابق بـالحديث ببحتاً جاده:
هتنامى فـى أمان الله ثما أمانى'مـتخفيش كدا'مش ناوى أقرب منك لأنى بختصار شديد بـعتبر جوازنا مـجرد مرحله و مش ناوي أطلعك منها بأي خساير'!! يلا نامى و أنتِ مطمنه'؟
طالت النظر بـجنون تلك الخضرويتان الطاغيه بـالأمان الضائع مـن حياتها الماضـيه التى ودعتها اليوم'أما "خـليل" فـلم يـعطى لجمالا سودويتها الامعتان أهتماماً و تنحى لليسار يشير لها بيده لـتستلقى عـلى الفـراش'فـلبت الأمر فـى خضوعاً تام'
فـتجها و أطفـى الضوء و صاره للـتراث يـجلس على مقعده و عيناه تنظر اليها بـحيره عامره و عقله يتذكر ما حدث اليوم و كيف و متى أصبحت تلك الغريبه زوجته بين ليلة و ضحاها؟
«الذي حدث مساء لليلة البارحه»
بـعد يوماً ملئ بـالمتاعب عـلى "فلك" و بنصف الليل نـهضت من فراشها قاصده المـطبخ لتناول بـعض الماء'و بـعد أن روت عطشها و كادت تـعود لـحجرتها إستمعت إلى مكالمة أخيها معا أحد الفتيات الذى يبوح لها بما ينوى:
يابت يا سنيه بطلى فقر بقا'! يـعنى أنا بـقولك الواد "عبده" علمنى أزى أعمل ڤيديوهات'و ناوى اعمل ڤيديو ساخن من الأخر للراجل المترشح للانتخابات عندنا "خليل النعمان" معا البت "فلك" أختى عشان أهدده بيه و أكسب، من وراه قرشين بدل الدنك اللي الواحد بقا فيه دا'! تـقومى أنتِ تقفليها فـى وشه و تـقوليلي بلاش أنا مش قده ليه يعنى أبن برم ديلو دول نفخه كدابه فـلوس ع الفاضى'المهم عايز أقولك إن إيدى طلعت تتلف فـى حرير دأنا بقالى ساعه و خلصت أول دققتين من الڤيديو إنما إيه حاجه جامده أكسم بالله اللي يشوفه ميقولش عليه تركيب'؟
دأنا لو مش متاكد أن البت فلك مخموده جوه كنت شكيت فيها و قولت بنت الـكـلـــ"ركبتنى قرون و مقضياها معا الواد فى أى لوكانده'؟
خانتها ساقيها و إستلقت إرضاً تذبحها الدموع مـثل السكين البارده على تلك الوجنتين تحرقان ما تبقي له داخلها'! تـرتجف مثل الهامه على ضفاف الموت تحجز صرخاتها المضويه بـكفوفاً تـرتجف خوفاً من ذلك الأخ الضال و هـى تستمع إلى حقارة ما يفكر به:
أنا ناوى أسهر الحد لما أخلص الڤيديو و بعديها هغفلى ساعتين و الصبحيه كدا هـروح على مكتب "خليل" وى أوري هوله و يا اما يدفعلى عشان مفضحوش يا اما أفضحه و يخسر الأنتخابات'!
أنا أطقست الحد لما جبت عنون مكتبه فـى أكتوبر'! و أول بقا ما يقبضنى هاجى و نقضى لليلة عنب يا عنباية قلبى بقولك إيه ما تجيبى بـوسه طياري'؟
لـم تتجاوز تلك الأقويل المهششه لـقلبها المتعب من عذاب قدرها فـنهضت بـصعوبه و صارة بصعوبه أكثر حتى تمالكت فراشها تـرويه بدموعاً ذادة قلبها ضعفاً و عقلها يـفكر بما سيحدث لها أن فشلا أخيها بـما يخطط له و لم ياخذ مالاً من "خليل" فكانت تدرك أنه أن لم يحصل على المال سـينشر هذا المقطع الوضيع حتى أن كان الثمن تلوث شـرفها بعيون الجميع'
"
بـعد مرور بعض الساعات و أذن الفجر و أدركت النهار مكانها على الأرض' عـزمت "فلك" أمرها و بدلة ملابسها بـعبائه سوداء و حجاب بذات الون و صارت حتى فتحت الباب على أخيها النائم مثل الموت أثار ما تناوله من عقاقير مخدره و مشروبات محرمه'
فبحثت بسودويتها الواسعتين الحجره حتى سلطت بريقها عـلى تلك الأغراص المتواجده ع الكومود'
فصارت بخطاً حذره حتى لا تيقظه'و تـمكنت من الحصول عـلى هاتفه وذاك الإب الذى إستاجره ليتمكن من تنفيذ المقطع عليه'و أيضاً ورقة دون عليها مكتب و إسم "خليل"
ــــــــــــــــــــ"
بـعد ساعتين تقريباً كانت السابعه صباحاً وصلت إلى مـقر مكتبه الذى مازالا مغـلقاً فـجلست عـلى الـرصيف بجوار أحد الشجرات تنتظر أن يفتح أحدهم'
و من كثرة بكائها و إلم جسدها غلبها النوم لساعتين تقريباً و لم يقظها سوا فـرملة سيارته بـجوارها فـرتجفت جفونها و فتحتهما لتشرق بـطلته الغنيه بـالرجولة الممزوجه بـخشونة الهيئه رغم جـمال خضرويتاه'فـنهضت واقفه تنظر إلى مكتب لتجده قد تم فتحه فـصارت بـجواره خطوه بخطوه و هـى لا تدرك أنه المقصود بقدومها'
اما هـو فقاله للساعى بجديه:
هاتلى القهوه بالزعفران حالاً يا منعم'
حاضر يا "خليل" باشا"؟
فـور أن سمعت ما قاله الساعى حتى إسرعت بـالقول:
"خليل" باشا أنا جايلك فى حاجه مهمه أوى'
توقف لبرها لينظر خلفهُ فـمسحها من الأعلى للإسفل بـعيناه فـرئها فتاة عاديه لا تمتلك سوا بعض الجمال الهادئ الذي لا يميزها كثيراً عن غيرها'
لو عايزه شغل شوفيها يا كاميليا'؟
التفت ليكمل خطاه فـأسرعت رغم إلمها تقول له:
لاء حاجه تخصك أسمعنى ونبى قبل ما أتفضح و تتفضح معايا من غير سبب'!!
حديثها الـملوث بـغبرة الخوف و البكاء جعله يـسمح لها بـالعبور للداخل دوان أن يتفوه بـحرفاً'
و بـعد خمس دقائق كانت تجلس أمامه بذات الإرتجاف الذي يجعلها مصدراً للحيره خصيصاً عندما وضعت الكيس الإسود البلاستيكى أمامه فـتنهدا بـجموداً و أفرغ محتوياته فلم يعثر سوا على هاتف و لإب' فقطب جبهته بـخشونة:
جايه تبيعى هوملى يعنى و إلا إيه حكايتك :!!
بلعت جوفها و حاولت فك عقدة لسانها لتبوح بما يلغم لسانها المرتجف من هول ما تنوى علي قوله بدموعاً سبقتها للخروج إليه:
لاء دول عليهم ڤيديو مش كويس ليا و ليك أخويا عملوه عشان يهددك بيه يا اما تدفعله فلوس يا اما ينشره و يفضحك و يخسرك الإنتخابات'أأنا أسمى "فلك'و أخويا" عماد'
ملامحها الخائفه و تلك البحه الهاوية التى لمسها بـصوتها جعلتها مصدراً للتاكيد فلا يبدو عليها ممن يتصنعون فـهو خبير بمعرفة البشر من خلال عمله لتلك السنوات الماضيه بـمجال القواضى' مما أثار فضوله ليتاكد من أقولها'و إسرع بـاخراجهم و فحصهم فـتدلى الغضب من مقلتيه حينما رئه ذاته فوق فراشاً ينعم بـجسد من تجلس أمامه فـى خشوع الخوف'تجحظت مقلتيه أكثر و أكثر لما يفعله بذاك المقطع الذي كادا يقسم أنه هو من يراه حقاً'
فـنهضا ممسكاً بهما يلقيهما بـعرض الحائط أمامها'من ثما ضرب مكتبه بـكفتيه تزامناً بقوله الجش:
أخوكى أسموه إيه بالكامل'؟
"فلك" برتباك:
عماد محمد الحسينى'!
أشاره لها بسبابته يامرها إثناء خروجه:
متتحركيش من مكانك الحد لما أرجعلك'
أومأت بـستماع و ظلت جالسه حتى مرت بدل الساعه ساعتين من ثما عاده لها من جديد و جلسا على المقعد المقابل لها يناظرها بـغضباً خبئه خلف هدؤه العجيب:
"عماد محمد الحسينى»" أربعين سنه عيل عوطلى عايش على قفا الناس و مسجل فى قضية تعاطى مخدرات و فـوق كل دا مقضيها محرمات و معندوش مانع يعمل أي حاجة مقابل أن تجيلو فلوس ع الجاهز'يـعنى بختصار شديد كدا كلب فلوس و الكلاب اللى من نوع أخوكى مبتشبعش و أنا يخساره دراعى مبيتلويش'! و فـى نفس الوقت الظروف اللى أنا فيها مش ناقص شوشره و بلاوى تتحدف عليا و لو فكرة أحبسه مش بعيد حد من المتواجدين معايا في الأنتخابات يعرف و يدور وراه و يعرف السبب و كدا الموضوع هيتاكد عليا أكتر'!
أمام حديثه المقنع لم تجد سوا بعض الإعتذارت الباكيه:
والله العظيم أنا مكنت أعرف حاجه عن القرف اللى بيعمله لينا'أنا أول معرفت جاتلك فوراً عشان مش عايزه فضايح و إلا عايزه فـلوس أنا تـعبت والله من عمايله معايا و نفسي أرتاح'أنتَ دلوقتى تقدر تعمل معاه اللى عايزه و أنا كدا ريحت ضميري قدام ربنا و جأت و عـرفتك عشان متتفضحش بسبب طماع "عماد"
فـرك جبهته بـحنقاً يحاول أن يستوعب ما يحدث معه منذ البارحه'من ثما نظرا إليها قائلاً بـقراراً صائباً من نظره:
"عماد" عمل الڤيديو عشان يهددنى و يكسب فلوس'تمام لعبها حلو بس العبه هتتقلب عليه و بـطريقتى'! قـومى معايا'!!
جففت دموعها بـخوفاً:
أنتَ هتاخدنى فين أنا والله العظيم مليش ذنب في حاجه أنا معملتش حاجه والله'
تنهدا بشومخاً يـخفى خلفه حنقه المرير:
هاخدك ع المأذون'؟ أخوكى عمل الڤيديو عشان مصلحته بس لعب معا الشخص الغلط و دلوقتي للأسف ورايا الأهم منه عشان كدا هقلب العبه عليها بطريقة بسيطة جداً'؟ هنتجوز على سنة الله و رسوله و بالشكل دا الڤيديوهات هتبقى مجرد خيط أتقطع و داب ملوش قيمه ولو فكر أنه يعيده هحبسه بكل سهوله بتهمة التشهير بأعراض الناس و مش هخرجها من السجن مهما حصل'
تجحظت مقلتيها بذهولاً مما تسمع خصيصاً عندما كرر طلبه بـحنقاً لغم ملامحه:
'أنا مبعدش كلامى كتير يا "فلك" أخوكى عاوز يدمرنى و أنا مش هسمحله بكدا'و اظن أنك مش هتخسري حاجه لما تتجوزينى بالعكس هتكسبى أقل حاجه هتتحرري عن سجن "عماد" لأنى لو منفذتش المخطط اللي فى دماغى يمين بالله ما هشوف حد و تـخرب الانتخابات على دماغ الكل'!
تراجعت برجفه خافته للوراء شعرا بها ورأها فحاولا كبت حنقه لثوانى ليتلو عليها ما خاطره بـرسميه:
جوزي مش هيتم غصبن عنك لو مش موافقه قولى'؟
مظنش إنى هجبر واحده أنها تعيش معايا بالعافيه'! بس خليكِ فاكره حاجه مهمه أنه مش هيسيبك فـى حالك وزى ما عملك مقطع معايا هيعملك ألف معا غيري و بدل ما هيتم الستر عليكِ هتبقى سلعه رخيصه لعيون كل الشباب'!
إستطاع بـذكائه و هدؤه الإستحواذ على عقلها الذى داره مثل شريط السينما بذكرياتً مليئه بـالحزن و العتاب و الإهانه'فباح فمها قبل أن يحصل عقلها على الـجواب النهائى:
مـوافقه !
ـــــــــــــــــــــــ'
الرابع من هنا