رواية لعنة الارث الفصل الثاني 2 بقلم آيه طه
البارت 2
علي وصل لمكان الحاج زكريا بعد ساعة من التفكير والتوتر، المكان كان عبارة عن مزرعة صغيرة في أطراف القرية، هادية ومخفية عن الأنظار. لما دخل علي، لقى الحاج زكريا قاعد في ركن هادي من المزرعة وبيشرب شاي.
+
الحاج زكريا (بابتسامة خفيفة): "أهلاً يا علي. شكلك مجهد، إيه اللي حصل؟"
+
علي (بجديّة): "يا حاج، الموضوع طلع أكبر مما كنت متخيل. أبويا مات مقتول، مش في حادث زي ما كنا فاكرين."
+
الحاج زكريا يرفع حاجبه باستغراب، ويحط كوب الشاي على الترابيزة.
+
الحاج زكريا: "مقتول؟ إزاي عرفت الكلام ده؟"
+
علي: "في تسجيل قديم لأبوي، وكمان شفت واحد اسمه عمر سالم في البيت المهجور اللي تابع لعيلة سليم. الراجل أكدلي إن الصفقة اللي بين أبويا وعيلة سليم كانت السبب، وإنهم هددوا أبويا وقتلوه لما رفض يسكت."
+
الحاج زكريا يسند ظهره على الكرسي ويتنهد بعمق، وكأنه بيراجع ذكريات قديمة.
+
الحاج زكريا: "كنت حاسس إن موت صالح وراه حاجة غلط، بس ما كانش عندي دليل. أبوك كان راجل مستقيم، وعيلة سليم مش من النوع اللي يحبوا حد يوقف قدامهم."
+
علي (بإصرار): "دلوقتي عندنا دليل، وعارفين الحقيقة. بس المشكلة إنهم لسه بيهددوني برسائل. آخر رسالة وصلتلي كانوا بيقولوا فيها إنهم هيوقفوني بأي تمن."
+
الحاج زكريا (بنبرة تحذير): "اسمعني كويس يا علي. عيلة سليم مش ناس سهلة، ومش هيرتاحوا غير لما يخلصوا منك. لازم تكون حذر."
+
علي: "مش هخاف منهم، يا حاج. أبويا مات عشان الحق، وأنا مش هسيبهم يكملوا اللي بدأوه."
+
الحاج زكريا يبص لعلي بنظرة فيها خليط من الإعجاب والخوف، ويقوم يقرب له صندوق صغير كان محطوط على الأرض جنبه.
+
الحاج زكريا: "الصندوق ده كان عند أبوك. قال لي مرة إنه فيه حاجة مهمة، بس ما قاليش إيه هي. يمكن تلاقي فيه إجابة على اللي بتدور عليه."
+
علي يفتح الصندوق ببطء، يلاقي فيه مجموعة أوراق قديمة وصور. أول حاجة تلفت نظره كانت ورقة مكتوب عليها "عقد شراكة". يبدأ يقرأها بسرعة.
+
علي: "ده العقد اللي بينهم وبين أبويا. كل الشروط مكتوبة هنا، بس في شرط غريب..."
+
الحاج زكريا يقرب منه ويمسك العقد.
+
الحاج زكريا: "الشرط ده بيقول إن أي خلاف بين الطرفين لازم يتحل عن طريق حكم محايد. بس واضح إن عيلة سليم ضربوا بكل ده عرض الحيط."
+
علي (بفكرة مفاجئة): "يبقى الحل الوحيد إننا نرجّع القضية دي للقانون. العقد ده دليل كفاية عشان نفتح الموضوع من جديد."
+
الحاج زكريا: "صح، بس ما تنساش إنهم ممكن يستخدموا نفوذهم عشان يطمسوا الأدلة. عيلة سليم عندهم ناس في كل مكان."
+
علي (بحزم): "ما يهمنيش. القانون لازم ياخد مجراه. أنا هبدأ أول خطوة من النيابة."
+
علي ياخذ العقد ويخرج من المزرعة وهو مليان طاقة وإصرار. الطريق كان هادي، لكن داخله كان عاصفة من الأفكار. لما وصل البيت، لقى رسالة جديدة مستنياه على باب البيت.
يفتح الرسالة بسرعة، يلاقي فيها كلمات بسيطة مكتوبة بخط واضح: "آخر مرة نحذرك. لو ما وقفتش، اللي حصل لأبوك هيحصل لك."
+
علي (بغضب وهو يقطع الرسالة): "جربوا! الحرب لسه في أولها."
+
يجلس على مكتبه ويبدأ يكتب شكوى رسمية ويجهز كل الأدلة اللي معاه. الوقت كان بيعدي ببطء، لكن علي كان حاسس إن كل خطوة بتقربه أكتر من الحقيقة. بعد ما خلص الشكوى، قرر يتصل بصديق قديم ليه شغال في النيابة.
+
علي: "يا أحمد، عايزك تساعدني. معايا قضية كبيرة وأدلة قوية، بس محتاج حد أثق فيه."
+
أحمد (على التليفون): "خير يا علي؟ إيه اللي حصل؟"
+
علي: "الموضوع متعلق بموت أبويا وبعيلة سليم. ما أقدرش أشرح كل حاجة دلوقتي، بس هاجي لك بكرة ومعايا كل الأدلة."
+
أحمد: "تمام. هستناك. بس خد بالك، لو الموضوع كبير كده، تأكد إنك ماشي بخطوات مدروسة."
+
علي يقفل التليفون ويقعد لوحده في الظلام، يفكر في الخطوات الجاية. هو عارف إن اللي جاي مش سهل، لكنه مستعد يواجه أي حاجة عشان يحقق العدالة لأبوه. في قلبه كان فيه خوف، لكن كان فيه كمان عزيمة لا تتزعزع.
الليل كان هادي، بس عقل علي كان مليان بأفكار وأسئلة ما بتقفش. كل تفصيلة كان بيحاول يربطها ببعضها، وكل خطوة كان بيحسب حسابها. فجأة، سمع صوت موبايله بيرن. الرقم مجهول. قاعد لحظة يفكر إذا كان يرد ولا لأ، وبعدين قرر يرد.
+
علي (بحذر): "ألو؟ مين معايا؟"
+
صوت مجهول (بهدوء غريب): "علي صالح؟ شكلك ما بتسمعش الكلام. قلنا لك ابعد عن اللي مالكش فيه."
+
علي (بغضب): "ومين اللي قال إني هاخاف؟ لو عندكوا حاجة اعملوها، بدل التهديدات الفاضية دي!"
+
الصوت المجهول (ساخر): "إحنا مش بنهدد، دي وعود. لو فضلت مكمل، مش هتلاقي حد حواليك يساعدك. فكر في الناس اللي بتحبهم."
+
علي يسكت لحظة، لكن الغضب كان ظاهر في صوته لما رد.
+
علي: "الناس اللي بحبهم عمرهم ما هيبقوا وسيلة لتهديدي. وصدقني، اللي زيكوا أنا ما بخافش منهم. الحرب بدأت، وأنا مش ناوي أوقف."
+
الصوت ضحك ضحكة خفيفة قبل ما الخط يتقفل. علي قعد مكانه شوية، قلبه كان بيدق بسرعة، لكن جواه كان مليان إصرار أكتر من أي وقت فات.
في الصباح، علي خد الأدلة اللي معاه وراح يقابل أحمد في مكتبه. لما دخل، لقى أحمد قاعد وبيراجع أوراق على مكتبه.
+
أحمد (بيرفع عينه وبيبتسم): "إيه يا علي، شكلك جايب حاجة تقيلة."
+
علي: "أكتر مما تتخيل. شوف ده."
+
علي طلع العقد والصور والتسجيل الصوتي وحطهم على المكتب. أحمد بدأ يراجع الورق بانتباه.
+
أحمد (بدهشة): "العقد ده لوحده ممكن يقلب الدنيا. والتسجيل كمان دليل قوي. بس إنت متأكد إنك عارف إنت بتواجه مين؟"
+
علي: "عارف يا أحمد. وعارف إنهم مش هيسكتوا، بس أنا مش ناوي أسيب حقي وحق أبويا."
+
أحمد (بجدية): "طيب، هنبدأ نتحرك. بس خلينا نعمل ده بطريقة ذكية. أول خطوة، هنعمل بلاغ رسمي ونأمن الأدلة دي. عيلة سليم عندهم نفوذ كبير، ولازم نكون أسرع منهم."
+
علي هز رأسه بالموافقة، وأحمد بدأ يكتب البلاغ. الجو كان مليان توتر، لكن في نفس الوقت، كان فيه شعور بالأمل.
بعد ما خلصوا تقديم البلاغ، أحمد قال لعلي يروح يرتاح، لكن علي كان عارف إن القصة لسه ما انتهتش. رجع البيت، ولما دخل، لقى الست خيرية، جدته، قاعدة على الكرسي وبتبصله بنظرة مليانة قلق.
+
خيرية: "إيه اللي بتعمله يا علي؟ سمعت إنك بتدور وبتقلب في اللي فات. إنت عارف إنهم ناس خطرين؟"
+
علي (بحزم): "عارف يا تيتة، بس أنا ما ينفعش أسكت. أبويا كان بريء، واتقتل ظلم. أنا لازم أرجّع حقه."
+
خيرية (بتنهيدة): "ربنا يكون معاك يا ولدي. بس خليك حذر، الدنيا ما بترحمش."
+
علي طمنها ووعدها إنه هيكون حريص. الليل جه، وعلي كان قاعد يراجع كل اللي حصل. فجأة، جاتله رسالة على موبايله. فتحها بسرعة، وكانت مكتوب فيها: "الوقت خلص. دورك جه."
علي رفع عينه وبص حواليه، قلبه كان بيدق بسرعة. حس إن الخطر أقرب من أي وقت فات. مسك موبايله واتصل بأحمد.
+
علي: "أحمد، وصلني تهديد تاني. المرة دي واضح إنهم مستعدين يتحركوا."
+
أحمد: "خليك مكانك، ما تتحركش. أنا هاجي لك حالاً."
+
علي قفل المكالمة وقعد يراقب الشارع من الشباك. الجو كان هادي، بس كان فيه إحساس غريب بالخطر. بعد نص ساعة، أحمد وصل ومعاه ظابط شرطة.
+
أحمد: "ما تقلقش، إحنا هنا. الشرطة هتبدأ تحقيق رسمي، ومش هيسيبوا حد يلمسك."
+
علي حس براحة بسيطة، لكنه كان عارف إن المعركة دي طويلة، وإنه محتاج يفضل قوي لحد النهاية.
الليلة مرت بصعوبة على علي. عيونه كانت معلقة على الشباك، وأفكاره مشوشة بين الخوف والإصرار. كان عارف إن كل خطوة بيعملها بتقربه من الحقيقة، لكنها كمان بتزيد من خطورة الموقف. في الصباح، قرر يخرج يشوف أحمد تاني، بس المرة دي مشي بحذر، كأنه حاسس إن حد بيراقبه.
في الطريق، علي لاحظ عربية سودة ماشية وراه. وقف فجأة على جنب، والعربية كملت قدامه، لكنه لاحظ إن السواق كان بيبصله بنظرات غريبة. قرر يتجاهل الموضوع ومشي، لكنه فضل منتبه لكل حركة حواليه.
لما وصل لمكتب أحمد، لقى أحمد قاعد مع الظابط اللي قابله قبل كده. الجو كان مشحون، وعلي حس إن فيه حاجة جديدة حصلت.
+
أحمد: "علي، فيه تطورات. بعد ما قدمنا البلاغ، حاولوا يشتروا ناس من جوة النيابة عشان يوقفوا التحقيق."
+
الظابط: "بس إحنا مسكنا على واحد منهم تسجيلات تثبت إنه كان بيقبل رشاوي. دلوقتي التحقيق هيمشي، بس لازم تكون مستعد لأي رد فعل منهم."
+
علي (بحزم): "أنا مستعد. مش مهم إيه اللي هيحصل، مش هسيب حقي."
+
أحمد ابتسم بإعجاب، لكنه كان قلقان من اللي جاي. فجأة، الباب خبط ودخل واحد من المساعدين.
+
المساعد: "أستاذ أحمد، فيه ظرف جيه ليك بالبريد مكتوب عليه مستعجل."
+
أحمد فتح الظرف بسرعة، ووشه اتغير لما قرأ الرسالة. مدها لعلي، وعلي قرا بصوت عالي.
+
علي: "إبعد عن القضية دي، أو هنكشف سر قديم هيهدم كل حاجة ليك."
+
علي بص لأحمد بغضب.
+
علي: "إيه السر ده؟ فيه حاجة أنا مش عارفها؟"
+
أحمد (بتوتر): "مش عارف يا علي، بس واضح إنهم بيحاولوا يخلونا نشك في نفسنا."
+
الظابط قاطع الحوار.
+
الظابط: "إحنا هنتتبع مصدر الرسالة. المهم دلوقتي إنك تفضل مركز وما تخليش الخوف يأثر عليك."
+
علي هز رأسه، لكنه كان عارف إن الخطر بيقرب. قرر يروح البيت، لكنه حس إن فيه حاجة مش مظبوطة وهو داخل. باب البيت كان مفتوح شويه، رغم إنه متأكد إنه قفله.
دخل بحذر، ومعاه عصاية صغيرة كان شايلها للدفاع عن نفسه. البيت كان ساكت، لكن كان فيه إحساس غريب. فجأة، سمع صوت خفيف جاي من غرفة المكتب. قرب بحذر، ولما فتح الباب، لقى الورق اللي كان مخبيه فوضوي على الارض ، وكأن حد كان بيدور على حاجة.
+
علي (بغضب): "مين هنا؟!"
+
الصمت كان الرد الوحيد. علي بدأ يفتش البيت، لكنه ما لاقاش حد. رجع لغرفة المكتب وجمع الورق بسرعة، لكنه لاحظ إن فيه ورقة ناقصة. الورقة دي كانت جزء مهم من العقد اللي اكتشفه.
قعد على الكرسي، ودماغه بتغلي. الموقف ده كان رسالة واضحة: هما مش بس بيراقبوه، هما كمان قادرين يوصلوا لبيته بسهولة. لكنه بدل ما يخاف، قرر إنه يستخدم الموقف ده لصالحه.
+
علي (لنفسه): "لو فاكرين إنهم هيرهبوني، يبقوا غلطانين. اللعبة بدأت، وأنا هكمل لحد الآخر."
+
في الليل، وهو بيخطط لخطوته الجاية، وصلته رسالة جديدة على موبايله. فتحها بسرعة، وكانت مكتوب فيها: "الورقة اللي ناقصة هتكون سبب نهايتك. استعد للضربة القاضية."
علي ابتسم بسخرية، وقرر إن الرسالة دي هتكون الحافز إنه ما يتراجعش أبدًا. الحرب ابتدت، وهو مستعد يواجه أي حاجة مهما كان الثمن.
+