اخر الروايات

رواية عذرا لكبريائي الفصل الثاني 2 بقلم أنستازيا

رواية عذرا لكبريائي الفصل الثاني 2 بقلم أنستازيا


2- قد افقد عقلي
                                    
توقفت عن الحديث محدقة إلى الهاتف الذي قد رن فجأة !!

27



                    
قفزت نحوه بسرعة كما لو كنتُ أمارس رياضة قفز الحواجز وبكل حماس فلعله يكون إدوارد ولكنه لم يكن سوى ..إيثان !
لا أدري هل اشعر بالسرور أو بخيبة الأمل! 
ابتسمت بهدوء وتحركت من مكاني مجيبة : مرحبا..
أتى صوته المنزعج : أتمنى فقط أن تكوني قد تذكرت بأنني ما زلت على قيد الحياة !
انتابني سرور لمجرد سماع صوته ، من كان يتخيل أن اتصال منه سيكون كفيل بتغيير مزاجي تماما !! 
صحيح أن سام اقرب إلي من إيثان بكثير ولكن إيثان غالبا ما يحترف انتشالي من ضيقي ولو بكلمة واحدة فقط !

272



                    
ربما بسبب ما حدث لي خلال هذه الأيام ، لا .. بل منذ تلك الليلة المشؤومة التي رأيت فيها وجه كريس وأنا أعاني من تعكر مزاجي طيلة الوقت في كل مكان وزمان ! سام لاحظ انزعاجي وفجرت به غيضي وغضبي ففضل ان يلتزم الصمت قليلا حتى ابوح بما يزعجني بنفسي لو أردت ، ولكن .. كما هو الحال الآن فلقد غادرت مدينتي وأوقعت نفسي في شبكة عنكبوت تجبر المشاكل على الالتصاق بي واحدة تلو الأخرى ! بالمناسبة العنكبوت هو مثال على وجه كريس الذي أدركتُ أنه عقاب أٌرسل إلي من السماء نتيجة لكل ذنب اقترفته منذ نعومة أظــ.. 
انتفضت بذعر حين تعالى صراخ من الهاتف : هل أحدث نفسي أيتها الحمقاء ! 
تداركت الأمر بسرعة : أ .. أنا معك لا داعي لتصرخ هكذا!

73



                    
_ ما الذي كنت شاردة الذهن بشأنه ؟ هل تفكرين بحزن كم اشتقت إلي ؟ 
_ ياللثقة ! انت أسوأ من سام في بعض الأحيان حين يتعلق الأمر بحب الذات .. 
_ لا تشبهيني بذلك الأحمق ! اتصل بي قبل يومين وهو ويصرخ بأنك قد هربت من المنزل ، قال شيئا مثل انزعاجك طوال الأسبوع فلربما هربت إلى مكان ما .. ظل خائفا ان يحمله أبي وأمي المسؤولية .. 
انفجرت ضاحكة فأكمل : ولكنه تذكر فيما بعد انك انتقلت إلى المدينة المجاورة .. أي شقيق أحمق هذا !

390



                    
اتجهت للأريكة لأجلس متجاهلة وجود كريس الذي يحدق إلي بصمت يجوبه ملل وهو يتثاءب ، نظرت إلى يدي التي اعبث بها بطرف الأريكة وانا اقول من بين ضحكاتي : يا الهي .. إنه حقاً مجنون ! حسنا دعنا من سام وأخبرني عن آخر أخبارك ؟ كيف هو حالك ! 
أجاب متنهدا : لست بخير ولكنني ما زلت اتنفس على الأقل!
تساءلتُ باستغراب : لماذا ؟ هل حدث مكروه ما ؟
_ لا لم يحدث شيء ، الأمر فقط ..
ظل متردداً حتى تمتم باستسلام : إنها .. كاترين!
ارتفع حاجباي : ما خطبها ! 
أجاب بهدوء : لقد انفصلنا !
تنهدت الصعداء قائلة بفرح : حقا ؟ هذا أفضل يا إيثان صدقني .. لم تكن مناسبة لك أبدا ، ولابد وأنك اكتشفت ذلك أخيرا!
_ لن أنكر هذا ..
أكمل بهدوء : المهم الآن .. هل تحدثت إلى والداي ؟ كيف هما الآن ! إنني أحاول الاتصال ولكن يبدو انهما يتجاهلانني ..
_ بالطبع سيتجاهلا الجميع ولا سيما ثرثرتك انت وسام التي لا معنى لها .. 
_ لا زلت لا أعلم إلى أين ذهبا !! عملي في مدينة بعيدة لا يعني اقصائي من العائلة بحق الإله ..
ابتسمت بسخرية : إنهما يقضيان الاجازة في الجزيرة المعتادة ، ماذا الآن هل غيرت معرفتك بالأمر شيئا ؟

93



                            

                
_ فليكن .. 
_ نسيت أن أخبرك ! لقد حصلت على تقييم امتياز! 
_ لأجل التدريب ؟ 
_ نعم ! 
_ هذا جيد ، لم تذهب جهودك سُدى .. 
_ اخبرني ألا تنوي العودة ؟
_ سأعود قريبا ولكنني لم أجد موعدا محددا بعد ، كما تعلمين أنا الآن أعمل في شركة مناسبة جدا ولا أظن بأنني سأعود قبل أربعة أسابيع على الأقل!
_ تبدو مقتنعا بعملك ! 
_ كثيرا ! 
_ أعتقد بأنها ثالث شركة تعمل بها حتى الآن !كف عن التنقل والترحال سيد كريستوفير كولومبوس واستقر في مكان واحد. 
ضحك بسخرية : سأفعل ، أنا جاد هذه المرة.. 
_ وأخيراً .

192



أطلنا الحديث معا حتى أغلقت الهاتف وودعته ثم تنهدت بارتياح مفكرة بشرود كيف من السهل لبعض الأشخاص جلب السعادة لمجرد أن يتهاوى على مسامعنا نبرة أصواتهم المريحة ، إيثان بعيد جدا عن المدينة ولكن مهما تكن المسافات بيننا فنحن في النهاية تحت سماء واحدة ، وقلوبنا اجتمعت على الحب دائما .. هذا ماكانت تردده أمي دائماً حين كنت أبكي لغياب شخص ما من المنزل ! ، وبشأن ما قاله عن كاترين فأنا لم أتقبل تلك الفتاة يوماً ! من الواضح انها لم تكن تحبه ، إنها مجرد عابثة وحسب ، أنا بالفعل سعيدة لانفصاله عنها ! فهو يستحق فتاة طيبة ومناسبة .. سيبلغ الثامنة والعشرون قريبا وعليه أن ..

214



بتر تفكيري صوت مستغرب : يبدو أنك غارقة بالتفكير به!
_ اهتم بشؤونك الخاصة من فضلك !
رفع كتفيه بملل ووقف متجها لغرفته وهو يدندن لحنا لأغنية ما ، ثم بدى وكأنه القى طرفة وضحك عليها بنفسه ! 
رمقته بلا حيلة محدثة نفسي : أعتقد بأنه يعاني من خطب مافي عقله ! 
مر الوقت سريعا وأصبحت الساعة تشير إلى الثامنة مساءً ،ولأنني جائعة اشتريت بعض الطعام فالمطبخ كان خاليا من كل شيء عدى الأشياء الأساسية فقط ..
وضعت الطعام على الطاولة واحترت في اخباره فربما يكون جائعا ولكن ..
تنهدت باستسلام واتجهت نحو غرفته وطرقت الباب فأتى صوته: من هناك ؟
همست : يا له من سخيف ! ومن غيري سيطرق الباب مثلاً !

254



دخلت وتفاجأت بالغرفة مظلمة فأسرعت ارفع يدي باحثة عن زرالإضاءة حتى أنيرها ، وجدته يستلقي على السرير بوجه متململ ناعس!
اعتدل ليسند نفسه على مرفقيه محدقا إلي بترقب فقلت : لقد اشتريت طعاما و .. تساءلت إن كنت جائعا !
زم شفتيه ووقف مبتعدا عن السرير ثم فتح خزانة الملابس وتمتم مميلا برأسه : حسنا ..
قطبت جبيني وأنا الاحظ الأغراض الكثيرة الموجودة في الخزانة والصناديق والملابس وغيرها !
هو لم يخرج في هاذين اليومين !
وحين التقيته لم يكن معه سوى حقيبة صغيرة بحجم حقيبتي بل ربما اصغر ! فكيف امتلأت هذه الخزانة فجأة ؟!

581



خرجت من غرفته متجهة نحو غرفة الجلوس بحيرة واستنكار شديد !
تلك الأغراض كثيرة ليحملها في يومين دون أن الاحظه..

96



جلس مقابلي فتناولنا العشاء بصمت ، كنت أمضغ الطعام ببطء وشرود ويبدو أنه لاحظ ذلك فقال بهدوء : أيزعجك وجودي ؟ يبدو أنك لا تشعرين بالراحة في تناول الطعام ..
تجاهلت سؤاله وقلت بحيرة : منذ متى .. منذ متى قمت بوضع الأغراض في خزانتك وفي بقية الغرفة ؟ أنت لم تخرج خلال هاذين اليومان صحيح ؟ 
أجاب بإستغراب : الأغراض في خزانتي ؟ منذ أسبوعين تقريباً !
اتسعت عيناي وشعرت بالغصة ، لابد وأنه يمزح!
إن كان قد حصل على الشقة منذ أسبوعين .. فكيف أعطاني المالك المفتاح ولما ؟ والاهم من هذا ..
لقد حصل على الشقة قبلي ، فلما لم يوضح الأمر لي ؟ كان عليه أن يخبرني بذلك مسبقا ، شخص غيره لقام بطردي منذ اول لقاء .. لماذا تركني اقتحم سكنه هكذا ؟

391



        

          

                
انزلقت الملعقة من بين اصابعي وعيناي متسمرة عليه بإنزعاج وتوتر : لماذا لم توضح الأمر منذ البداية وتخبرني بأنها شقتك ؟
أكملت بعدم فهم : لماذا ؟ مكانك لقمت بطرد أي دخيل مثلي!
ابتسم ابتسامة مرحة كعادته : أنا أقوم بطرد فتاة جميلة تبحث عن مكان للعيش فيه ؟؟
أكمل ضاحكا : كفاك سخفا لست وقحا لهذه الدرجة!
_ لم تجبني .. لماذا لم توضح لي الأمر ؟
_ هاه ! ما بالك يا فتاة ؟!
_ أجبني من فضلك فالأمر لا يبدو لي منطقيا حتى الآن!
لوى شفته وحدق بي بتمعن وقال رافعا كتفيه بلامبالاة : لقد أردتها بشدة ولم أعارضك على ذلك ، كما انك لم تعطني ولو فرصة واحدة أتذكرين ؟ قمت بتهديدي ولا زلت تقومين بهذا في كل حين ، ليس هذا وحسب فيبدو انك تكرهين سماع صوتي فكيف لي أن أشرح الأمر برمته ؟

341



توردت وجنتاي بإحراج وانزعاج ، ولكنني أشحت بوجهي قليلا قبل أن أتكتف بعناد : و .. ولكنني لا أفهمك ! لم يكن الأمر صعبا جدا ! فقط لوأخبرتني بأنك قمت بنقل أغراضك قبل أسبوعين لحُلت المشكلة وبحثتُ لي عن مكان آخر !فلماذا إذا ؟
_ لأنني أردت ذلك ..
قالها ببساطة وهو يكمل تناول الطعام بلا اكتراث فتمتمت بعدم فهم : أردت ماذا تحديدا !
زفر واضعا قدمه اليسرى على اليمنى : لا أدري .. ربما لأنني لا أمانع وربما لأنني أردت معرفتك منذ أول لقاء لنا تلك الليلة..
فغرت فاهي قليلا وقلت بعدم اقتناع : ماذا ؟ هل هذه مزحة أخرى ؟ لا بد وأنها إحدى دعاباتك ؟
بعثر شعره مبتسما : من يعلم !
ارتفع حاجباي بإستغراب وصمتنا للحظات حتى كسرت هذا الصمت بنفاذ صبر واستياء : اسمع .. مع انك لا تستحق الاعتذار ولكنني مخطئة لذا أعتذر عما فعلته وعلى اقتحامي لشقتك بطريقتي الفظة ، امهلني فقط مهلة يوم وسأنتقل من الشقة أتمانع ؟
اسرع يعتدل في جلسته باستغراب : أنا لا أمانع بمكوثك هنا يا آنسة ليس الأمر وكأنني منزعج كما تعتقدين فلا بأس لدي ولا مشكلة حتى!
أضاف بنبرة ملحة : يمكنك البقاء !
اسندت مرفقي على الأريكة بامتعاض : قلت لك هذا مستحيل ،أنا ممرضة وتهمني سمعتي كثيرا فهي ما سيمثلني أمام الناس ..
_ هل هذا كل ما يهمك ؟! 
احتدت عيناي : انصت إلي وقم بتنشيط مخيلتك ! لنفترض انك الآن قد تعرضت لحادث ، تعبر الطريق واصطدمت بدراجة هوائية فتم نقلك للمشفى ثم تـ..
_ لن أُنقل للمشفى بسبب دراجة هوائية! 
_ افترض انها دراجة نارية إذاً .. حين تكون في حالة حرجة وتفتح عيناك لترى ممرضة سيئة السمعة تبتسم لك وتعاين حالتك فهل ستشعر بالراحة حقاً! 
_ م .. ما الذي تقولينه ! ربطك للمواضيع أسوأ مما تخيلت!

729



_ هل حقا ستتقبل وجودها أمامك ؟ 
ظل ينظر إلي ببلاهة فزفرت : انسى الأمر .. شخص بأخلاق فاسدة مثلك لن يهتم بشيء كهذا .. 
_ قد أكون بشوشا مرحا ولكنك في المقابل قاسية علي كثيرا! 
ثم غير الموضوع وتمتم متسائلا : هل تملكين مالا كافيا لإيجاد شقة أخرى ؟
نفيت برأسي : لا .. لا أملك سوى القليل الذي سيكفيني لشهر أو أكثر تقريبا ..
ابتسم وهو يرشف من العصير : يمكنك ان تبقي هنا كما أخبرتك ، على الأقل حتى تجدي شقة مناسبة مع انني أشك بتوفر أي شقة الآن بأسعارمعقولة كهذه ، فكري بالأمر نحن نعيش معاً ونستطيع تبادل المنفعة لذا أرى هذا الإحتيال أجمل شيء قد حدث ..

350



        
          

                
لويت شفتي بامتعاض وأنا أفكر بكلامه متجاهلة الجملة الأخيرة .. إنه محق ! سيكون الأمر صعبا جدا ، كما أن نقودي لا تكفي ، ولا أريد إزعاج إيثان فهو بالكاد يصرف على نفسه وعلى نفقة العيش بالخارج ، وكذلك والداي اللذان يستمتعان بوقتهما معا ،وسام الذي لم يتعين في وظيفته بعد وبسببه سيصاب أبي بالجنون لاستهتاره بشأن العمل..
ولكن ..
لا يمكنني الاحتمال أكثر ..
ليس مع هذا الكائن الذي لا يجيد سوى السخرية والدعابات.. !
همست بإحباط : أتساءل إن كان بإمكاني أن أثق بك!
رمقني بسخرية وقال باستنكار هازئ : لست مجرما أو منحرفا أخلاقيا !
تنفست الصعداء وقلت : لا تنظر إلي هكذا!
تساءل بحيرة : كيف ؟
أجبته بامتعاض : هكذا ! أنت .. ترمقني بنظرات ساخرة دائما كما لو كنت شيئا مضحكا ! ما مشكلتك معي ؟
اتسعت عينيه العسليتين بإستغراب : أنا لا أرمقك بهذه الطريقة ! أنا فقط أتعجب من أسلوبك العدائي تجاهي ! تبدين مستعدة لقتلي في أي لحظة! 
زفرت باستياء : انت السبب في هذا ، لا يمكنك لومي!

173



يا الهي إنه محق تماما ، إنني أتصرف بطريقة عدائية وأسلوب حاد جدا ! أنا لست هكذا مع الناس وإنما معه هو فقط ! فأنا دائما ما أمزح وأثرثر مع الجميع !..
بل أن زملائي يدعونني بشارلوت اللطيفة ! متى بحق الإله تحولت هكذا ! 
لا شيء جيد أحصده بعد لقاء هذا الشاب! 
أكملت الطعام مشيحه بوجهي بعيدا عنه ، إلا أنه قال بهدوء: ما زلت أتساءل ، كم عمرك ؟
نظرت إليه بصمت فتمتم مفكراً : في بداية العشرون ؟
همست بتردد واضح : الحادية والعشرون
_ هكذا إذا !
_ ماذا عنك ؟
_ لما لا تخمني ؟
همهمت بتفكير : في الثالثة والعشرون ؟
نفي برأسه فقلت : الرابعة والعشرون إذا!
نفي مجددا فقلت : إما الخامسة والعشرون أو السادسة والعشرون !
قال مبتسما بمرح : أنا في الخامسة والثلاثون يا آنسة شارلوت !
فغرت فاهي بدهشة وعدم استيعاب : مستحيل انت تمزح!
ضحك بخفوت : هذا صحيح ..

1.1K



عاود الضحك فرمقته بإنزعاج وحنق مزمجره : توقف عن هذا!
تساءل بعدم فهم : عن الضحك والسخرية ؟
_ بل عن الكذب !
أكملت بفضول وامتعاض : وكم يكون عمرك إذا أيها السيد الغامض ؟
تنهد : أيفاجئك إن قلت بأنني سأبلغ العشرون قريبا ؟
شهقت بدهشة : ماذا !
احتدت عيناي وزميت شفتي بغضب حين وضعه كفه على فمه وشرع بالضحك مجددا !
فصرخت بغضب : سحقا لك ، أنت سخيف ولا تتوقف عن الكذب!

398



قال بجدية مفاجئة وهو مهدئاً إياي : حسنا سأقول الحقيقة.. أنا في السابعة والعشرون !
رفعت كتفاي بلا مبالاة معلقة : قل ما تشاء وكأنني سأصدقك..
وقف متجها نحو الأريكة التي أجلس عليها وقال : إنها الحقيقة ! إنني في السابعة والعشرون !
حين لم تبذر مني ردة فعل وانا لا ازال اتجاهله أردف بتهكم : إنني جاد ! لقد بلغت السابعة والعشرون قبل شهرين تقريبا..
تمتمت بإنزعاج : على كل حال أنا أكره الكذب ! وأكرهك أنت أيضا !
رفع حاجبيه : نعم استطيع رؤية هذا دون ان تعترفي!
أضاف بحيرة : هل تعاملين الناس بهذه الطريقة عادة ؟
وضعت الكوب على الطاولة : معك أنت فقط .. صدقني سيد كريس !
ثم تجاهلت وجوده وأنا اعيد رأسي للخلف وأسنده على الأريكة أحدق بالسقف فقال بنبرة عميقة : إذا فلتعلمي بأنني هكذا معك أنت فقط..
نظرت إليه دون أن أرفع رأسي ثم عاودت النظر للأمام بحيرة منه ، ولكنني سرعان ما وقفت وقلت حاملة الطعام للمطبخ : علي ان أخلد للنوم..
ثم عدت لغرفة الجلوس لأخذ هاتفي فكان مازال يستلقي على الأريكة ، أخذت الهاتف فابتسم: ليلة سعيدة !
ترددت قليلا حتى قلت بصوت خافت : تصبح على خير..
اتجهت للغرفة واسرعت استحم ثم القيت بجسدي على السرير وغطيت في نوم عميق ..

384



        
          

                
في اليوم التالي ..
القى نظرة على الساعة في معصم يده وقال : إذا لنذهب الآن..
أملت برأسي إيجابا ، فلقد عرض علي أن نذهب لشراء بعض المنتجات والطعام لأن المطبخ فارغ تماما فلم أعارض فكرته ! فهذا أفضل من تبذيرالنقود على شراء الطعام من الخارج .. 
دخلنا إلى المتجر ، واتجه ليأخذ سلة المشتريات ويدفعها ،كنت أشتري الخضار والفواكه واللحوم والدجاج وغيرها من معلبات وأمور أخرى كثيرة ، إلا أنني شعرت بالسخط وحاولت تمالك نفسي بصعوبة لأنني كلما اتجهت لأضع المشتريات في العربة أجد كريس يقف في ركن أخر بعيداً عني ! وليتها كانت أقسام مهمة بل إما قسم للتسالي أو المعجنات وما شابه !

299



رمقته بنفاذ صبر بينما تجاهل نظراتي وقال : أخبريني أيهما أفضل ؟ بنكهة البندق أم اللوز ؟
_ هل قررت اصطحابي لتفقدني صوابي ؟ 
_ هاه ! 
_ لماذا لا تترك العربة هنا إن كنت ستواصل التحرك هناوهناك ؟ 
أمال برأسه : حسنا إذا سأشتري النكهتان ، الم تنتهي بعد؟
قلت محدقة بالعربة بتفكير: لا أدري إن كنت قد نسيت أمرامهما ! ولكن أعتقد بأنني انتهيت !
احدثنا القليل من الضجة عندما أصر كلانا أن يدفع الحساب ولكنه انتصر في النهاية بحجة أن شهامته كرجل لا تسمح له بترك امرأة تدفع المال عوضا عنه !

654



عدنا إلى المنزل حين أشارت الساعة للثالثة ظهرا فقلت له: لا بأس بغداء متأخر ؟؟
أجاب مشيرا لمعدته : أريد ملئها وإلا اختل عقلي ، أرجو فقط ان تكوني طباخة ماهرة ..
ابتسم ساخرا فقلت اضع يدي على خاصرتي بتبرم : إن كنت ستبدأ بانتقاداتك من الان فقم بالطبخ بنفسك ! 
_ كنت فقط أقول بأنه عليك اعداد شيء قابل للاستهلاك البشري .. 
_ أي ملاحظة أخرى سيد كريس ؟ 
_ نعم كنت سأقول بـ..
_ توقف عن الثرثرة والتطلب وكأنك أحد خبراء لجنة التحكيم! يا الهي .. ماذا عن مساعدتي إذاً ؟
جلس أمام التلفاز وقال محدقا بي بطرف عينه : أنا ؟ أنت لا تريدين المبيت بالمشفى تعانين من التسمم صحيح ؟
أطلقت همهمة ساخرة فوقفت انظر إليه لثوان قبل ان استسلم واضحك بخفوت ثم ذهبت أعد الطعام ، وبعد ان تناولنا الغداء شعرت بالرضى حين أبدى إعجابه بما طهيت !

217



مرر يده على معدته بينما قلت : لنتفق..
_ على ماذا ؟
_ على أن أقوم أنا بالطهي بينما تقوم انت بغسل الصحون!
اتسعت عينيه قليلا وبعثر شعره ذو اللون العسلي البني وقال بحيرة : أنا .. حسنا ليس وكأنني أمانع ولكن .. !
قطبت حاجباي باستغراب : ماذا ! 
_ لا شيء .. 
_ بدوت متردداً ! 
_ ربما عليك ان تريني كيفية غسل الأطباق بطريقة صحيحة على الأقل .. 
_ هاه !! الست أعزباً ؟ الا تقوم بهذه الأمور بنفسك عادة؟ 
ابتسم بهدوء : يبدو انني لم أعد عازباً الآن.. 
وجدت نفسي ابتسم بعفوية رغما عني لتلميحه السخيف ذلك فابتسم وهو يحدق بي بتمعن شديد فرمقته بحيرة حتى قال : رائع أن أراك تبتسمين لي بهذه الابتسامة اللطيفة آنسة شارلوت !
قلت بهدوء : هذا وارد جدا فأنا لست حادة الطباع كما تعتقد سيد كريستوبال !

443



        
          

                
لوى شفتيه ثم اعتدل في جلسته وقال : لقد قلت لك نادني كريس ولا داعي لهذه الرسميات بيننا !
_ هذا إن توقفت عن قول آنسة شارلوت !
_ يبدو أن الرد جاهز لديك في جميع الأحول!
قالها ضاحكا ثم أردف : حسنا شارلوت سأغسل الصحون!
توترت قليلا وأنا أسمعه ينطق بإسمي بلفظ غريب قليلا وازدردت ريقي قائلة : لقد قلت للتو بأنك تريدني أن أريك كيفية غسل الأطباق اليس كذلك ؟ لـــ..
ولكنني توقفت عن الحديث حين تجاهلني متجها للمطبخ!
تبعته إلى هناك وأول ما قاله هو : ماذا أفعل ؟
تنهدت ساخرة : انا لن أضيع وقتي في تعلميك لذا اترك الأمر لي واختر مهمة أخرى ، على أي حال أنا لن أبقى هنا طويلا كما تعلم..
قلتها وانا اذهب إلى المغسلة ولكنني توقفت رغما عني عندما أمسك بذراعي يديرني نحوه ببطء !
حدقت به بحيرة وعدم فهم !

326



ظل ينظر إلي فطرفت بعيناي بارتباك إلا أنه أبدى عكس ذلك فلقد كان هادئا وواثقا بطريقة ما !
حدق بعيناي هامسا : إنها المرة الأولى التي أنظر إليك فيها عن قرب !
حبست أنفاسي بإحراج ودهشة ، وحاولت إبعاد يده قليلا إلا أنه قال : لقد قلت لك مسبقا .. بإمكانك البقاء هنا لأنني لا أمانع فلماذا تصرين على الذهاب ؟
كنت مرتبكة كثيرا وأنا أقلب عيناي أتجنب النظر إليه مباشرة ! اجتاحني التوتر بشدة ولكنني قلت محاولة التظاهر بالهدوء : هلا تركتني ؟!

163



ولكن عيناي قد اتسعتا عندما رفع يده ليرفع خصلة متمردة عن وجهي ويعيدها خلف اذني مستمرا بالنظر إلي !

474



ظل دفء أنامله على وجنتي ، بل أن يده قد انزلقت ببطء نحو عنقي ! 
كل ما كنت اتساءل بشأنه في هذه اللحظة .. 
هو ما أكره الاعتراف به الان ..
كيف لا يحمل أي إمرِء مرآة صغيرة معه أينما ذهب ليتأمل اندماج ألوان العسل في مقلتيه .. بدءاً من اللون الاصفر وانتهاءاً بما يشبه لون البُن قبل طحنه .. 
قبل ان يُحتسى وتختفي لمعته المميزة !! 

280



لا أدري كم دام الأمر وأنا اغرق .. 
كما لا ادري متى بدأ الم التوتر يجتاح معدتي ..

49



ولكنني انتفضت بذعر و كذلك أجفل بدوره على صوت جرس المنزل الذي تعالى فجأة في أرجاء الشقة !
ابعدته عني بسرعة واتجهت نحو الباب أكاد أهرول ونبضات قلبي تتسارع أكثر فأكثر ! وكأن تلك الخفقات تعلن اضطرابها ورغبتها الملحة في الاستقرار وتطالبني بتهدئتها فوراً !
فتحت الباب بسرعة دون ان أسأل لشدة ارتباكي وإذا بي أرى امرأة بدينة بعض الشيء و تبدو في العقد الخامس من عمرها ، نظرت إلي بإستغراب وكذلك فعلت أنا ، اضطررت للابتسام لها وقلت بهدوء : م .. مرحبا ؟!
رمقتني بتفحص لوهلة ولكنها سرعان ما ابتسمت بلطف : مرحبا، لم أرك من قبل يا عزيزتي ، أيعقل بأنك صديقة كريس أو زوجته !؟

257



قطبت حاجباي استغرابا من سؤالها ، لماذا ذكرت كلمة" زوجة " ! وحينها راودني السؤال ..
هل كريس متزوجا على عكس ما توقعت !
أردت إيضاح الأمر لها إلا أنني فوجئت بيده تطوقان كتفاي وقال بمرح مخاطبا السيدة : أوه ، مرحبا سيدة أماندا لم اتوقع وصولك قبل الغد ! كيف حالك ؟
حدقت بهما بحيرة واستغراب ، وكدت أزيح يده بعيدا مخفية اضطرابي وانزعاجي ولكن السيدة قالت بنبرة مشابهة لمرحه : أنا بخير عزيزي ، نعم لقد اتيت قبل موعد وصولي .. يبدوا أنها زوجتك إن لم يخب ظني !
نفيت برأسي محاولة نفي ذلك ولكنه ضحك متمتما : لا بدوأنها نالت رضاك !

194



        
          

                
أسرعت أرفع رأسي نحوه وحدقت به بذهول واستغراب ، ما الذي يقوله هذا الأحمق ؟
أصدرت المرأة ضحكة خافتة مميلة برأسها : إنها جميلة جدا! هل كنت تخفيها عنا !
بادلها المزاح وسط دهشتي وعندما أشار لها بالدخول نفيت :لا يا عزيزي فأنا مشغولة بعض الشيء كل ما أردته هو الاطمئنان عليك..
ثم نظرت إلي فارتبكت قليلا ورمقتها بصمت حتى سألتني بلطف: أنا لم أعرف اسمك حتى الآن !
_ إسمي شارلوت ، وبالمناسبة أنا وكريس لسنا زو..
_ لسنا معتادين على هذه الشقة بعد لذا لم أعرفك بها مسبقا سيدة أماندا !

184



قالها بمرح بينما امالت برأسها : أفهم هذا ، حسنا يا بني علي أن أذهب الآن أراك فيما بعد ..
أردفت مبتسمة : اعتني بها جيدا وإن احتجتما لأي شيء فلا تترددا !
حين ذهبت ، أغلق الباب وما أن فعل ذلك حتى دفعت يده بعيدا ونظرت إليه بانفعال وقلت بحزم : هل جننت ؟ لابد وأنك بالفعل جننت!
قوس حاجبيه مستغربا وسأل بحيرة : ما الذي فعلته ؟
حبست أنفاسي بغضب ثم قلت منزعجة : لقد .. لقد قلت بأننا متزوجان ..
رفع كتفيه ببرود وقال : على الإطلاق ! أنا لم أقل ذلك ولا أذكر متى تفوهت بشيء كهذا !
لويت شفتي وكتمت غيضي : حسنا صحيح بأنك لم تقل ذلك ولكنك اوضحته بطريقة غير مباشرة وقاطعتني حين اردت ايضاح سوء الفهم لها ، لذا فأنت السبب في ظنها انني زوجتك !

105



بدى وكأنه غير مكترث لما أقوله ! ودفع جبيني بإصبعه بقوة وضحك ساخرا بخفوت ثم جلس على الأريكة ممسكا بجهاز التحكم بملل!
صرخت أمرر يدي على جبيني بألم : هيه أنت ، اذهب وأصلح الأمر حالا .. أخبرها بأنه سوء فهم حتى لا تعتقد بأنني ..
_ وماذا أقول لها ؟ بأنك تعيشين معي بصفتك من ؟!
قاطعني بجملته تلك فزميت شفتي لبرهة وتوقفت عن الحديث!

99



حين لم أجب ابتسم وعاود ينظر للتلفاز فاقتربت وقلت باندفاع : لا يهم ، قل لها أي شيء آخر ! انا لن اكون هنا في الغد او بعد غد لذا لاداعي لجعلها تسيء الظن .. 
نظر إلي هذه المرة بتمعن وتمتم متسائلا : آنسة شارلوت هل والديك على قيد الحياة ؟
أملت برأسي بحيرة منه فأكمل : إذاَ .. إن كنت قد..
توقف عن الحديث فجأة فتساءلت باستنكار : ما الأمر ؟
حدق بالتلفاز ثم قال ساخرا كعادته : أتساءل ما ردة فعلهما عندما يعلمان بأنك تقطنين مع شاب وسيم أعزب في شقته تحت سقف واحد!

300



انتابني ارتباك من نبرته الماكرة تلك بينما أردف ضاحكا : سيقتلانني بلا شك ، وربما يتهمانني باستغلال ابنتهما الحسناء .. لماذا لا تـ..
قاطعته بهدوء : هذا لن يدوم طويلا .. توقف عن هذا رجاءً!
صمتنا لوهلة ثم قلت بهدوء أكثر وبتفكير : لا داعي لكل هذا فسوف أخرج من شقتك قريبا جدا ، أنت محق فمكوثي معك تحت سقف واحد سيغضب والداي بلاشك ، سأجد مكانا مناسبا بعيدا عنك تماما ..
جمدت ملامحه قليلا : حقا ؟ وأين هذا المكان!
أكمل بنبرة خافتة قليلا : لماذا لا تلجئي لصديقك المدعو.. ما كان اسمه ؟ آه صحيح .. إيثان !
أضاف متململا : لا بد وأنه سيسر بذلك مع فتاته ، التي يبدو أنها تعامل الجميع بلطف .
ثم همس يلوي شفته : باستثناء كريس ..

536



        
          

                
صديقي ؟! ابتسمت ساخرة وضحكت بخفوت رغما عني فنظر إلي باستنكار وحيرة ولكنه عاود يشيح بوجهه ينظر للتلفاز بهدوء ، هل يظنه صديقي ؟ وهلقلت أنا ذلك !
لا يهمني إن كان يظنه أخي هو صديقي فأنا لن أمكث كثيرا ولايحق له بمعرفة أي شيء !
قلت ببرود : من الواضح بأنك تحاول تغيير الموضوع والإفلات منه ! لقد أخبرتك بأنه عليك أن تصحيح خطأك ! انت تخدعها .. هذه وقاحة!
رفع حاجبيه وكأنني قلت شيء غريبا ومضحكا بالنسبة له!
أصدر همهمة ولم أفهم ما يقوله إلا أنني فهمت بأنه يسخرمني ويهزأ بي كعادته ..

71



تقدمت نحوه قليلا ورمقته بحدة : اسمع ، انصحك بأن تتوقف عن التظاهر بالبراءة ! أنت ترتدي قناع ملامحك هذه وتخفي تحتها أخلاق فاسدة وشخص لايحترم الآخرين أو يحسب له أي حساب على الأقل ! أخبرني فقط إن كنت مصابا بمرض ما فأنت لا تبدو طبيعيا لي !
ضحك بخفوت فاستشطت غضبا : اوه هذا صحيح هيا فلتضحك ، نعم اضحك واستمر أرجوك فأنت لا تجيد شيئا آخرا وهذا كل ما تفعله ، أجل تفضل واضحك كماتشاء !
قال من بين ضحكاته بصعوبة : يا الهي ! ولا زلت تنكرين حدة طباعك ؟ ، لا يمكنني أن أشعر بالملل أمامك !
رمقته باشمئزاز شديد فقال : ماذا ؟
أضاف بملل : هل ستستخدمين مخالبك للقضاء علي ؟
_ م .. مخالبي ؟!
_ النظر إليك يشعرني .. حسنا كيف أصف ذلك ؟ وكأنني أنظرإلى قطة صغيرة مستعدة لتنقض على فريستها !
همست بإحباط : آه انت محق هذه المرة ، مستعدة لأنقض على جرذ مثلك ..

252



انفجر ضاحكا فهمست : أنت مريض !
لا أدري هل تخيلت ذلك أم لا ولكن ملامحه قد تغيرت قليلا، بدى منزعجا نوعا ما وسرعان ما وقف مشيحا بوجهه بعيدا فقطبت حاجباي باستغراب : ماالأمر ؟ ماذا !!
استدار بعيدا فلم أرى سوى ظهره !
ما الذي حدث له ؟ هل قلت ما يدعو للانزعاج ؟؟
همست بحيرة وتوتر : هل من خطب ما ..
همس بنبرة جافة : وهل يهمك الأمر ؟ فأنا لست سوى شخص مزعج بالنسبة لك !
ازدردت ريقي واستندت على طرف الأريكة مجيبة : ا .. الأمرعائد إليك ! لقد أردت معرفة ما جعلك تنقلب هكذا ! هل هو بشأن أمر ذكرته ؟ أيكون متعلقا بمرض ما كما قلت للتو ؟!
استدار نحوي بملامح مقتضبة وبدى وكأنه متردد قليلا إلاأنه قال بهدوء : ماذا إن قلت لك نوعه ؟
أكمل بنبرته السابقة : فما الذي قد تفعلينه لي ؟
_ لا أدري ! ولكن ربما يساعدك الحديث ، يبدو أن أمره يضايقك !
حدق بي بصمت لفترة طويلة فشعرت بالقلق حياله ! لمعت عينيه ببريق غريب ثم تمتم : إنه مرض وراثي ، لقد ورثت المرض من والدتي .. إنه مرض الوسامة المفرطة يا آنسة شارلوت و..
ولكنه لم يكمل حديثه بسبب الوسادة التي القيتها على وجهه بقوة وبغضب شديد ! ولكنه التقطها للأسف وابتسم ابتسامة عابثة فقلت بسخط : إياك وأنتتحدث معي مجددا ، اللوم كله يقع علي ما كان علي ان اقوم بإهدار وقتي بالاستماع إلى سخافاتك !
تجاهلته واتجهت للغرفة وصفقت الباب بإنزعاج وكم شعرت بالغضب عندما قال بصوت عالي : لا تنسي إعداد العشاء يا شارلوت ويفضل أن يكون مبكرا!
هل أضع له سما ؟ أو أحرقه بالزيت !

750



        
          

                
انا لم أقابل شخص مثله من قبل ، هل هو بكامل قواه العقلية حتى ؟ القيت بجسدي على السرير أحدق بالسقف بشرود .. إنه في السابعة والعشرون ، شخص مثله ينبغي أن يعمل ويتحمل مسؤولية أسرة .. اتساءل إن كان وحيدا أملا ! وهل لديه مكان غير هذه الشقة !
كان الوقت يمر بسرعة وأنا على وضعيتي ذاتها ، كل ما أفعله هو التحديق بالسقف بشرود تام مفكرة بحيرة بما علي فعله في الأيام القادمة.. هذا أن بقيت على قيد الحياة ، فأنا أشعر بإرتفاع ضغط دمي وبفوران كل أعضائي الداخلية بسبب سخريته التي لا تنتهي .

77



فُتح الباب ببطء فاعتدلت جالسة ، لقد دخل دون ان يطرق الباب حتى !
كان ممسكا بهاتفي الذي يرن بين يديه وقال بهدوء : إيثان يتصل بك ..
أردف بملل : يبدو شخصا ثرثارا !
وقفت متجهة نحوه وانتزعت الهاتف من يده : أنت آخر منيتحدث عن الثرثرة !
توقف هاتفي عن الرنين قبل أن أجيب فبادلته النظرات بهدوء بينما وضع يديه في جيبه متمتما : سيزورني ضيفان ..
وضعت هاتفي على المنضدة واستقمت أنظر إليه بحيرة : اليوم؟
أمال برأسه فقلت مبتسمة ابتسامة صغيرة مضمرة بالكاد ترى :يمكنني أن أعد الطعام وأرتب الشقة ، لا تقلق سأخرج لتأخذ فرصة للاختلاء معهما.. أنا دخيلة هنا على أي حال .. 
نفي برأسه : لا داعي لذلك .. ابقي !
تساءلت مستنكرة : بصفتي من ؟ سيتساءلون عن ذلك بلا شك!
ابتسم بهدوء وهو يجيب : زوجة مؤقتة ؟

304



قلت باندفاع سريع : أحمق ! أنت تحلم .. لا بد وأنك تستمتع مجددا بقول تفاهاتك ..
رفع حاجبيه بسخرية ثم تقدم قليلا : إذاً ؟ ماذا أقول لهم؟
رصيت على شفتي أرمقه بإنزعاج شديد : لا يهم..
_ لا يهم ؟
_ أخبرهم بأننا مجرد أصدقاء ، منذ القدم مثلا .. أوجارتك على سبيل المثال ؟! أو ..
_ إنسي هذا الاقتراح .. 
قالها بتهكم ساخر .. فقلت : لماذا !! 
_ إنهم على علم بكل أصدقائي تقريباً .. لن تنطلي عليهم هذه الكذبة الصغيرة ! 
_ أخبرهم أننا أصدقاء جدد إذاً ! 
_ لن ينفع هذا أيضاً ..
_ ماذا ؟ هل تواجه صعوبة في ابتكار كذبة مناسبة ؟ أنت محترف ومبدع في الكذب ، حسنا فليكن .. انسى الأمر برمته إذا !
لا أدري لما تغيرت نبرت صوته وهو يقول : ابقي ! سأقول لهم بأننا جيران إذا ..
ثم خرج من الغرفة بصمت ، ما هذا الانقلاب الغريب!
تنهدت بعمق إلا أنه دخل مجددا : ارتدي أجمل ما لديك !رجاءً ، ولا تحاولي إغوائي بما سترتدينه ، قد أبدو منحرفاً ولكنني في الواقع شاب منضبط سلوكياً وصعب المنال ..

915



خرج مجددا فحدقت بالفراغ بعدم استيعاب ، حتى وجدت نفسي اضع يدي على فمي و أضحك بخفوت !
لا مجال للشك .. إنه مختل ! ..
كنت أرتب الشقة بينما يساعدني في توضيب بعض الأغراض ، تنهدت بتعب حين انتهيت ونظرت للمكان برضى وسرور!
بدى المكان أفضل ، راقيا ومريحا وجميل..
لم يبقى سوى إعداد الطعام .. 
سألته باهتمام : ما الذي تريده على العشاء ؟
جفف وجهه بالمنشفة بعد أن غسله ، ثم أجاب : لا أعلم !أعدي ما يمكنك طهيه ..
وبذلك أعددت أصنافا لا بأس بها ، وبينما كنت منهمكة في آخر اللمسات رفعت قدماي لأخذ طبقا مميزاً في الأعلى ، لا يمكنني الوصول بعد .. هل أجلب شيئا لأصعد فوقه ؟ 
ولكنني سرعان ما تفاجأت بيده التي امتدت ليحضر لي الطبق! 
استدرت انظر إليه بصمت وهدوء فهمهم قليلا قبل ان يقول بتفكير : يفترض أنه مشهد رومانسي اليس كذلك ؟ 
_ هاه ! 
_ الا تعرفين ما يحدث بعد هذه المواقف ؟ يقوم البطل بالتحديق في وجه البطلة ثم ..
رفع يده اليسرى وهو يشبكها بيده اليمنى : ثم يتبادلان عناقاً مطولاً .. أو قبلة سريعة حتى ! ولكن .. في حالتك هذه فحتى تبادل النظرات يبدو مستحيلاً .. 
_ رائع .. خيالك واسع جداً من الجيد انك التمست الواقع في جملتك الأخيرة !

538



انتزعت الطبق منه بحزم ووضعته على الطاولة ، فتنهد بلا حيلة وخرج من المطبخ ، حينها ابتسمت بشرود وانا أنظر للطبق واعاود النظر إلى المكان الذي كان يقف به ..
عندما أشارت الساعة إلى الثامنة مساءا كنت قد انتهيت تماما ..
ابتسم بمرح : الرائحة شهية ! بالمناسبة ما رأيك ؟
رمقته باستفسار فوجدته يرتدي بدلة أنيقة رائعة ذات لون أسود !
لقد كانت تظهره بشكل مختلف تماما ! من مظهر الشاب العابث والمهمل إلى مظهر شاب أنيق جدا .. بل ان هالة مميزة قد أحاطت به وجعلت الهواء بكل ذرة فيه حوله مختلفا تماماََ .. 
تساءلت بحيرة : هل الضيوف أشخاص مهمين ؟
_ نوعا ما ..
_ هكذا إذا !
_ لا زلت أنتظر رأيك .
_ آه ! أمم .. أعتقد بانها مناسبة ..
بعثر شعره وتمتم بإحباط : مناسبة فقط ؟ على كل حال أعلم.. والآن الن ترتدي ملابسك ؟ لابد وأنهم على وشك الوصول ، ربما سيصلون خلال..
قاطعه صوت جرس المنزل فقلت أتجه إلى الغرفة : لن أتأخر ! 

102



نهـاية البارت الثاني ..

1



من الضيوف المهمين ؟ وهل ستخرج شارلوت من الشقة بالفعل لتغادر ؟

195



ستظهر بعض الشخصيات الجديدة في البارت القادم وفي الأجزاء التالية أيضاً ، ستتصاعد الأحداث وتظهر الحبكة قريباً ..

19



كيف هو طول البارت قصير أو مناسب ؟ رأيكم بالسرد وفضلاً ادعموني بالتعليقات الجميلة والتصويت Vote .

82



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close