اخر الروايات

رواية حصنك الغائب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم دفنا عمر

رواية حصنك الغائب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم دفنا عمر

التاسع والعشرين 


___________


+



روائح الشهر الكريم تهل مع الأيام وتركض يوم بعد يوم وتقترب بنفحات روحانية تمس قلوبنا وتطهر انفسنا..والجميع يستعد بشوق لأستقبال ضيفه..وأكثر ما يميزه بين العامة..هو أغانيه ونغماته الموروثة بيننا..من أصوات شجية تحمل عبق ماضينا

طفولة كانت أو شباب..!


+



أهلا رمضان!


+



تجلس جوري أسفل شجرتها المفضلة تشاهد فيديوهات لتصنيع أحدث زينة لرمضان والأغاني المصاحبة تنبعث وتضفي جو شديد البهجة!


+



كريمة بصياح طفيف: ياجوري وطي صوت تليفونك مش عارفة اكلم ابوكي كلمتين!

_يا ماما انا بعيدة اهو وبتفرج على فيديوهات عمل الفوانيس عشان افوز في المنافسة بتاعة شغل رمضان..واستطردت بدلال: وبعدين عايزة تكلمي الجو بتاعك روحوا مكان تاني الفيلا واسعة يا كيما انا أصلا قاعدة تحت الشجرة بتاعتي.. ( وختمت حديثها بدندنة لأغنيتها المنبعثة من هاتفها وهي تتمايل بشكل أضحك والدها الذي يرمقها بحنان) ..""أهه جه يا ولاد..هيصوا يا ولاد..أهه جيه يا ولاد..زقططوا يا ولاد""


+



فالتفتت كريمة مغمغمة بحنق: شايف بنتك وقلة أدبها يا أدهم؟ أنا تقولي الجو بتاعك

شاكسها أدهم : طب ما أنا الجو يا كيما تنكري؟

حدقت فيه بدهشة وهي تجز أسنانها: جرى ايه يا ابو يزيد البت قاعدة بلاش احراج قصاد المفعوصة


+



جورى بصياح: أنا مش مفعوصة يا ماما..وهقوم واسيبلكم المكان عشان ترتاحي

_أحسن بردو..ده احنا كنا مرتاحين من وجع الدماغ  انتي في القاهرة!

جوري متخصرة: ياسلام؟ امال مين اللي اول ماشافتني عيطت وقالت البيت كان فاضي من غيري


+



_ده من أثر الصدمة اما شوفتك..يلا شوفي رايحة فين عشان بكلم ابوكي كلام مهم

_ماشي ياكيما


1



وقبل أن تتحرك عاجلتها كريمة بسؤال:

هو فين اخوكي عابد؟ مش هتفطروا؟

_عابد بيجيب زمزم ومهند ومحمود.. وعطر كمان جاية بعد شوية وكلنا هنخرج نفطر برة وهنشتري خامات لفوانيس  رمضان اللي هنتنافس فيها..المتسابقين كتروا ياماما..محمود وزمزم هيعملو معانا السنادي!

برقت عين أدهم سعادة: ربنا مايحرمكم من بعض وتفضلو تتسابقوا كل سنة..وطبعا بنتي حبيبتي هي احسن واحدة هتعمل شغل وهتبهرهم

جوري: ياحتة من قلبي يا دومي يا رافع معنوياتي..وحياتك لامسحهم كلهم..انا بتفرج على فيديوهات اهو وباخد أفكار..!

واسطردت وهى تلوح له مبتعدة: هروح انا اتصل بعطر اشوف جاية امتي!

.. ....................

كريمة: مش عارفة رايحين بدري ليه!

_سيبيهم براحتهم مش هتفرق امتي ماهو عابد ومحمود معاهم..ثم ربت على كتفها: كل سنة وانتي طيبة يا غالية

_وانت طيب ياحبيبي وواصلت بحمرة خجل طفيفة:

بس لازم تحرجني قدام الزئردة بنتك

ضحك وقال: معقولة لسه بتتكسفي يا كريمة..ما الولاد عارفين انك الغالية عند ابوهم!

منحته نظرة حانية مع ابتسامتها وهمست:

ربنا مايحرمنى من كلامك وحنانك يا أدهم ويحفظك لينا..بادلها دعائها بالمثل..فتسائلت بعد برهة:

_هو انت ناوي تدبح امتى؟

_انهاردة عشان تاخدي لوازم العزومة بتاعة اول يوم والباقى هيروح لأصحاب نصيبه!

ابتسمت ببشاشة: ربنا مايقطعلك عادة يا ابو يزيد..

_اللهم امين.. صحيح جبتي الياميش ولا اخلى حد يجبهولك؟ متهيئلي كنتي هتخرجي انتي وفدوة مع الولاد تشتروا الحاجات دي!


+





                

_لا ما انا اجلتها وقلت انا وعبير وفدوة نستنى دره تيجي ونروح سوا..لسه الوقت معانا..النهاردة 25 شعبان!

_عندك حق..عاصم يومين وجاي هو وبلقيس ومراته..وانا جبت ناس ينضفوا الفيلا زمانها اتردمت تراب من القفلة!

_والله فرحانة انهم جايين..رمضان هيبقي حلو بلمتهم..

_وماتنسيش محمد وعيلته اكيد أوقاتنا هتكون احلى

_ان شاء الله..ورمضان الجاي  يكونوا اكتر لما عابد ويزيد يتجوزوا ويكون كل واحد مع مراته..وجوري يجيلها ابن حلال ويطمني عليها يارب!

_بإذن الله..

وواصل بنبرة قلق: نفسي اطمن على يزيد بالذات ياكريمة!

_ربما يطمنا عليه..والله قلبي حاسس ان ربنا مخبيله الخير كله!

همس بعد ان تذكر حديث لشقيقه: تعرفي..من فترة محمد لمح بحاجة تخص يزيد..ان قريب هفرح بيه..بس كلام كان غامض ما وضحش قصده

صاحت بفرحة: أحلف!..يعني يزيد ممكن يكون كلموا على بنت مثلا؟؟؟

زوى حاجبيه: طب ومايكلمنيش أنا ليه؟

_ عادي يا أدهم يجوز كلمه لأي سبب المهم يكون ده حصل..ده يوم المنى لما اروح اخطب ليزيد واطمن انه لقى بنت تصونه وتسعده

_أدينا داخلين على ايام مفترجة وبندعى له هو واخواته بالخير..( ونهض متمتما) هسيبك بقى واعدي على المزرعة واشوف محمد..عايزة حاجة قبل ما امشي؟

_سلامتك يا أدهم!

___________________________


+



ظافر: غمضي عنيكي يا ايلي!

قفزت من مقعدها وصاحت ببهجة: حاضر يا آبيه!

وبعد ثوانى أمرها أن تفتح عيناها لتشهق فور رؤيتها فانوس مميز تنبعث منه أغنية رمضانية شهيرة!

_مش ممكن على الجمال شكله تحفففة يا آبيه

وتبعت قولها بقفزة وهي تتعلق بعنقه فتلقفها من خصرها متمتما: كل سنة وانتي طيبة ياحبيبتي..قلت اجيبهولك قبل ما تسافري المنصورة مع ماما والحمد لله انه عجبك..


+



_عجبني بس؟ ده يجنن وكمان فيه الأغنية اللي بحبها..انا هصوره وابعته للكل يشوفوا..ثم قبلت وجنته وهتفت: كل سنة وانت طيب يا أبيه ومايحرمنيش منك

_وانتي طيبة ياحبيبتي ويحفظك يا أحلى دكتورة


+



" يا سلام على الدلع..مافيش حاجة لمامتك ياظافر"


+



استنار وجهه حين أتت والدته واقترب مقبلا جبينها:

ده انتي البركة كلها يا أمي ومقدرش انساكي..والتقط من جيب بنطاله علبة صغيرة تحتوي دلاية بشكل هلال ونجمة


+



تأملتها والدته بإعجاب: الله ياظافر..جميلة جدا جدا

إيلاف وهي تتناولها بتمتمة إعجاب مماثلة:رووعه يا آبيه..وماما بتحب اوي شكل الهلا والنجمة وبتعلقه طول رمضان

_ عشان كده جبتها للسلسلة بتاعتها..كل سنة وانتي طيبة يا ماما

ربتت بكفها علي وجهه وتمتمت برضا:

وانت طيب وبخير ومالي الدنيا علينا يا ابني..ويارب زي الأيام دي السنة الجاية لو ليا عمر اشوفك متهني مع مراتك ياحبيبي..دي فرحة عمري كله ياظافر..!

قبل كفها ورأسها مجيب: اللهم أمين..في حياتك يا أمي

ايلاف بمشاكسة: مش ناسية حاجة واقعة منك كده في الدعوة ياست الحبايب؟ دوري يمكن في بنت واقعة منك هنا ولا هنا

ضحك ظافر ووالدته وهتفت الأخيرة: انتي واخوكي عيوني اللي بشوف بيها وروح قلبي وبدعيلكم سوا يسعدكم ويحفظكم من كل سوء..!

وواصلت: يلا خدي فانوسك على أوضتك اللي عمال يغني من الصبح ..وصوريه وابعتيه لبنت عمك "صبا" واصحابك!

_ده انا هوريه لطوب الأرض

وحملته وذهبت..والتفتت لظافر متسائلة : جبت ايه لبلقيس؟

_جبتلها فانوس بس شكل مختلف عن ايلاف..هو في العربية شوية  هعدي عليها اديهولها.. وأشار على هاتفه وقال: وده صورته ياماما..فنظرت للصورة بإعجاب وهتفت: ماشاء الله شكله جميل اوي..ربنا يسعدكم ياحبيبي ويفرحني بيكم..خلاص روح عشان ماتتأخرش عليها 

_حاضر يا امي..وانتي اجهزي مع ايلاف عشان هرجع اوصلكم المنصورة عند خالي

_والله ماعايزة اروح بدري كده واسيبك..هستني يومين كمان

اعترض هاتفا: ازاي يا ماما؟ انتي كل سنة بتروحي قبلها بأسبوع عشان تتبسطي انتي وايلي مع الكل هناك..وانا اصلا اليوم كل برة..ماتقلقيش وانا يوميا هتصل بيكي

_طب اعمل حسابك فطار اول يوم عند خالك..

_عارف ماتقلقيش ..وتاني يوم هنروح عند عاصم بيه!

_ان شاء الله..ربنا يتقبل منا ويباركلنا في رمضان ويعيده علينا بالخير ..روح بقى لخطيبتك وسلم على الكل

_يوصل ياحبيبتي

___________________________


+




        


          


                

أمونة!

استوقفها صوته مناديا فالتفتت هاتفة: أحمد؟ ايه الصدفة دي..كنت عند واحد صاحبي وشوفتك وانا في العربية!

وحاد بصره لشيء بظهر من حقيبة بلاستيكية فقال: ايه ده؟قماش خيامية؟

_أيوة..قلت اجيب كل لوازم الزينة عشان نسهر عليها انهاردة انا وموني..اصل متعودة كل سنة لازم اعمل زينة رمضان بإيدي..بعمل فوانيس وفروع بالخيامية..هبقي اصورها وابعتهالك..ده غير بنعمل معجنات المقبلات بإيدينا وبنتنافس انا وموني!

واستطردت بضحكة قصيرة: هو اه بيتهد حيلنا بس بنكون فرحانين..رمضان ده شهر في السنة وله طقوس خاصة!


+



_ما شاء الله مجرد كلامك حسسني ببهجة اجواء رمضان بصراحة عمرى ماجربت حكاية الزينة بالأيد

تسائلت:ليه مش بتقول ليك اخ متزوج وعنده ولاد وكمان مامتك..انتو ممكن كلكم تعملوا سوا وتفرحوا الولاد وتتبسطوا معاهم..

_ ماما بتعلق الفوانيس الجاهزة مالهاش في الجو ده..واخويا ومراته نفس الحكاية..وحتي ياستي لو هيعملوا هيكون في بيتهم..!

وواصل: ماعلينا كل سنة وانتي طيبة يا أمونة ورمضان كريم!


+



_ وانت طيب يا احمد..انت جاي الشركة بكرة صح؟

_اكيد..بس انتي واخدة اجازة بكرة مش كده؟

_أيوة ..لأن هطبق للصبح في اللي حكيتهولك ده فاستأذنت في اجازة من يزيد!

_عادي ولا يهمك..يلا بقي عشان اوصلك!

_لالا توصل مين انا لسه هروح لكذا مكان اجيب حاجات وهاخد تاكس بعدها..هسيبك بقى سلام؟

سلام يا امونة.!

________________________


+



عابد هروح هناك اختار قماش الخيامية اللي هنسنخدمه انا وعطر من الناحية التانية..على ما انتوا تشوفوا الحاجات دي!

_طب ماتبعدوش الدنيا هنا زحمة

_لا ده احنا جمبك اهو مش هنبعد!

.............


+



_ممكن افهم بقى مالك ياعطر؟ اللي حكيتيه مافيهوش شيء يضايقك خالص!

_ انتي مش هتفهميني ياجوري..انا حاسة اني اهدرت كرامتي اما بينت غيرتي على يزيد في لحظة غضب وعرف اني سمعت كلامه مع بلقيس وعرف اني اضايقت كمان..انا واثقة انه فهم كل حاجة..انتي ماشوفتيش بصلي ازاي وقتها..

وتابعت وعيناها تترقرق: أنا فضحت نفسي اوي..كأني بقوله والنبي حبني وحس بيا.. كله من قلة عقلي كان لازم امسك نفسي..هيقول عليا ايه؟

_هيقول انك بتغيري عليه يعني هيفهم انك بتحبيه ياعبيطة!

_ايوة وبعدها يبتدي يعطف عليا بشوية مشاعر ومجاملات على بنت خالته من باب الشفقة صح؟

انا مش ممكن اقبل ده ابدا..اسمعي ياجوري انا مش عايزة اتكلم تاني في موضوع يزيد..ارجوكي بلاش نصايحك خليني بكرامتي احسن..وخلي كل شيء للنصيب!

_بس انتي غلطانة في تفكيرك ده..يابنتي لازم ......

قاطعتها: مافيش لازم لو سمحتي خليني براحتي!

واستطردت لتثنيها عن مواصلة الحديث بذات الموضوع:

انتي احكيلي بقى ازاي اخدتي السلاسل اللي عملها عامر؟ انتي قابلتيه؟

_ لا طبعا ولا قابلته ولا عايزة اشوفه..اللي حصل إن..


+



وظلت تسرد لها كل شيء حتى صاحت عطر بذهول: ابن الذكية! بقى بعتلك ابن اخته بيهم؟

هزت اكتافها دون اكتراث: ايوة بس انا حرقت دمه..اخدت الحاجات اللي دفعت تمنها بس..وبعت الباقى مع الولد ومعاهم جوابه متقطع في نفس الظرف..عشان يحترم نفسه ومايحاولش يكلمني تاني!


+




        

          


                

_بصي رغم اني كنت عايزة اخنقه على كدبه بس بصراحة يعني عجبني إصراره انه يوصلك بأي طريقة وندمه اللي واضح جدا يا جوري..شكله هيتجنن ويصالحك!


+



_ ايه يصالحني دي بابت انتي؟ هو انا في بيني وبينه حاجة اصلا..ده واحد كداب..واللي يكدب يعمل حاجات كتير أسوأ من الكدب.. قفلي على السيرة دي وقوليلي..مستعدة لمنافسة رمضان؟ زمزم ومحمود هيكونوا معانا ومعرفش الفريق هيتقسم ازاي..انا عايزة ابقى معاكي في نفس فريقك


+



_ ماهو عابد اخوكي هو اللي هيحدد مين مع مين!

همست بمكر: أنا عارفة السنادي عابد هيكون في فريق مين!

عطر بفضول: مين ها؟ مين؟

_ ماتستعجليش ساعات وهنعرف..تعالي نرجع لهم ونشوف اشتروا ايه!

_____________________


+



محمود: هاتي مهند يازمزم هشتريله حاجات حلوة واجيلكم

_طب خد بالك في الزحمة دي يامحمود احسن الواد يتخطف

_ليه هو مع خاله ولا مع سوسن..امسكي نفسك انتي بس..!

عابد: ماشي يالمض ماتتأخرش عشان تختار معانا

_ماشي!

....................


+



_حاجات رمضان هنا تحفة.. تختار ايه ولا ايه!

_ماهو كل سنة بيعملو افكار جديدة يا زمزم!

_ماشاء الله المكان رغم الزحمة مبهج بشكل رهيب..اغاني رمضان في كل مكان والناس ماشية مبسوطة وبتضحك..وكأن رمضان بيحرر كل الناس من همومها ومشاكلها..!

_يا سيدي على الكلام العميك

_ انت بتتريق؟ والله بتكلم بجد!


+



واستطردت وهي تنظر لما يحمله: صحيح، انت جايب العرايس دي ليه ياعابد مش احنا هنعمل فوانيس عادية وفروع زينة؟

_لا يازمزم في افكار تانية كتير

_بس انا معرفش اعمل غير الاشكال التقليدية..شكلى من اولها هخسر وهبقى الفاشلة رقم واحد

_تفشلي وانا موجود بردو يابنت عمي؟

_ منا معرفش اعمل حاجات زي دي وانتم شطار..انا شوفت الحاجات اللي عملتها جوري وعطر..وربنا من جمالها تتباع..مابلاش انا وخليني اتفرج عليكم احسن


+



_مافيش الكلام ده أنا هعلمك اشكال جديدة في الخباثة من غير ما حد يعرف احسن العيال يفضحونا ويقولوا بتغششها..!

ضحكت هاتفة: بالذات ياسين وجوري..بحسهم مصحصحين اوي..

_منا هحطهم في فريق واحد عشان نخلص.. واما اشوف هيتحفونا بايه..وده اول فريق!

_وتاني فريق هيكون مين؟

_عطر ومحمود!

_غريبة بس عطر مش ليها كلام مع محمود يعني!

_منا اختارتهم عشان لازم يكون في توازن..عطر شاطرة ومحمود لسه مش متمكن يبقي حد يشيل التاني!

_تصدق وجهة نظر بردو؟ طب ماجوري وياسين الاتنين شطار ليه حطيتهم سوا؟

_لا جوري اشطر..ياسين بيعمل بس خلقه ضيق في نص المنافسة هيزهق ويقولك مش لاعب..وجوري تقدر تفوز لوحدها 

زمزم: بردو اقنعتني..طب وانا مين هيساعدني في المنافسة الشرسة دي؟


+



" أنا يا زمزم"


+



لفظها كوعد لذاته قبلها.. انه سيكون لها سندا  ويؤازرها في كل شيء حتى لو كانت منافسة للتسلية والمرح!


+



هتفت : يعني هنكون فريق واحد؟


+



_أيوة...دايما هنكون فريق واحد..!


+




        

          


                

تنحنح معدلا نبرته: قصدي يعني عشان يبقى فيه توازن، وكده كل فريق فيه حد شاطر و

اكملت هي جملته: وحد فاشل!


+



ضحك لقولها وأتت جوري وعطر  وتبعهما محمود ومهند استأنفوا التسوق وشراء كل ما يريدونه لإقامة منافسة ستضاف لقائمة ذكراياتهم الجميلة عن هذا الشهر الكريم!

________________________


+



_كل سنة وحضرتك طيبة!

_وانت طيب يا ظافر..رمضان كريم ياحبيبي وربنا يتقبل منك

_الله أكرم..( ومد لها مغلف هاتفا) اتفضلي ويارب تعجبك هديتي!

رمقت هديته بفضول وشرعت بفتح غلافها لتجده اهداها سجادة صلاة ومصحف فقبلت كتاب الله وهتفت بفرحة: الله ياظافر..دي افضل هدية ممكن تجيلي..السجادة دي هصلي عليها طول رمضان وهدعيلك..وهختم القرآن في المصحف ده بالذت..!


+



_ربنا يتقبل من حضرتك ومنا جميعا..!

_اللهم امين ..ثواني هندهلك بلقيس اصلها عاملالك مفاجأة يا سيدي!

عقد حاجبيه متسائل: مفاجأة ايه؟

ضحكت لتشاكسه: لا لحد هنا وماليش دعوة..اما تجيلك هتعرف!


+



....................


+



وقف ينتظرها بحديقة منزلها ..ولم يمضي الكثير وإلا ووجدها تتهادى نحوه بطلتها المبهرة عيناها تنهل من بريق الشمس وتنافس ضيائها.. وخطوتها تقترب وابتسامتها تزداد تألق ..فتزداد هي فتنة..!

تحتضن بكفيها طبق يحوي شيء لم يتبينه بعد!


+



_صباح الخير ياظافر..!


+



ابتسم وعيناه تتشرب ملامحها وتجول عليها وقد بدت مختلفة..في كل مرة يراها يشعر انها افضل من زي قبل..نظرتها مليئة بالثقة..لم يعد يسكنها الخوف!


+



همس لها: صباح الورد..عاملة ايه؟


+



أشارت بإحدى أناملها لطبقها وقالت بفخر: عاملة بسكوت!


+



وصله عبق نكهة محببة وراقه الشكل..فاستطردت:

عملته مخصوص عشانك..اتعلمته من ماما وشكلته على شكل هلال بما اننا داخلين على رمضان..يلا يدوق بقى ياشيف ياعظيم وقولي رأيك..!


+



التقط إحدى القطع وقضم نصفها ولاكها ببطء وتلذذ وهي تراقبه عن كثب مترقبة بلهفة رأيه..تتمنى ان يروقه اول شيء من صنع يديها..!


+



_تحفة!


+



اتسعا ابتسامتها وقالت: بجد؟ احلف انه عجبك وانك مش بتجاملني وخلاص


+



هتف بعد أن أخذ منها الطبق بأكمله وراح يتذوق واحدة تلو الأخرى..ثم قال: والله مابجاملك! اولا الشكل رائع ويشجع اني اجربه..ثانيا المزيج بين القرفة والكاكاو ده من النكهات المميزة جدا في البسكوت عموما..ونعومة النشا مع الزبدة مخلياه بيدوب وبيجبرك تفضلي تاكلى منه!


+



لم تصدق وصفه لما صنعت فصفقت مهللة: انا مش مصدقة انه عجبك كده.. بس انت عرفت كل مكوناته من غير ما اقولك ازاي؟!

غمز لها بمشاكسة: انتى ناسية أنا مين!!

نكزت جبينها علامة السهو وهتفت: أيوة صح نسيت انك اكبر شيف..والحمد لله تعبي مارحش هدر وبسكوتي عجبك..انا صاحية من بدري بعمله ..وصممت محدش يساعدنى حتى ماما..!


+




        

          


                

اسعده بشكل لا يوصف فرحتها وتلقائية تعبيرها عن سعادتها برأيه..فهمس ثانيا: خدي أول درس في مهنتي..أي حاجة صاحبها يعملها بحب وإخلاص..لازم تطلع حلوة بجمال مشاعره وصدق رغبته انها تطلع حلوة!


+



تأملته برهة ثم همست: وانا حطيت كل مشاعري فيه ياظافر وكنت صادقة!


+



غرق بعسل مقلتيها وهي تتأمله فتأملها هو الأخر وذاب كلا منهما في محيا الأخر حتى قاطعهما صوت هاتفه..فالتقطه وحدث صديقه وعاد يتمتم لها: جايبلك حاجة معايا استنيني لحظة!


+



تابعته بعيناها وهو يغيب عابرا  للساحة الخارحية.. وعاد بعد قليل حاملا شيء كبير مغلف!  


+



_اتفضلي!

_ايه ده؟

_ افتحيه وشوفي!

فعلت لتتفاجأ شاهقة وهي تضع أطراف أناملها فوق شفتيها مغمغمة: فانوس رمضان؟!


+



ابتسم وهو يتمعن لها ويراقب رد فعلها..فاستطردت: الفانوس ده عشاني!

أطلق ضحكة قصيرة خافتة لسؤالها وظل صامتا فواصلت وهي تضغط على ذر تشغيله لتنبعث أغنية رمضان " وحوي يا وحوي".. فصفقت بحماس: الله يجنن وشكله جميل شيك اوي اوي يا ظافر..! 


+



غمرته فرحة جمة لنيل هديته اعجابها بهذا الشكل وتمتم: الحمد لله انه عجبك..ثم همس برقة وهو يطالعها: كل سنة وانتي طيبة يابلقيس!

نظرت له عاجزة عن التعبير عما تشعر به من فرحة بهديته..كيف تحصى عدد المرات التي يسبب لها السعادة كما منحها الأمان من قبل..تريد تمنحه مكافئة ولا تعرف ماهي..فأهدته ارق ابتسامة مع همسة صوتها المحبب: كنت فاكرة ان ماما وبابا بس هما اللي يقدرو يفرحوني لأنهم اكتر اتنين بيحبوني وبحبهم..وساد صمتها برهة تتأمله وتابعت: أنت بقيت من أسباب سعادتي في الدنيا ياظافر..شكرا لكل حاجة بتعملها عشانى.!


+



كثيرا ما تعجز الأفواه عن إيجاد الكلمات المناسبة لقولها..فتأتي لغة العيون نجدة وعون لصاحبها..!


+



وهو منحها نظرة لا تضاهيها الكلمات..وابتسامة ارجفتها من كثرة تأثيرها..وأخجلتها لتفرك كفيها كعهدها كلما خجلت..فحاول بمجهود جبار أن يقاوم التأمل بها وقال: طب انا همشى دلوقت عشان هوصل ايلاف وماما المنصورة..عايزة حاجة؟

_هترجع تاني ولا هتفضل معاهم؟

_لا راجع لأن عندي شغل لازم اظبطه بنفسي عشان اغطي غيابى عن المطعم اول أسبوع وانا في المنصورة عند خالي


+



لاحظ ترددها وكأنها تريد قول شيء لكنها تتراجع!

_في حاجة يابلقيس؟

تمتمت كاذبة: لا مافيش

_لأ في..قولي عايزة..أنا مش مستعجل ماتقلقيش!

صمتت مترددة فشجعها بنظراته..وهمست باستحياء:

_أصل بصراحة كنت عايزة اشتري هدايا لماما وبابا وأعمامي والباقين بمناسبة رمضان..عشان اما نسافر المنصورة بكرة اقدمها ليهم..وواصلت بنبرة حزن: أنا عارفة ان الكل كان زعلان عشانى وده اقل تعويض يفرحهم في مناسبة زي دي..أنا حاسة كأنى أول مرة هشوف أهلي بعد غياب..عايزة الكل يكون فرحان !


+




        

          


                

_بإذن الله تكون زيارة ليها الأثر اللي بتتمنيه..وانا معاكي في اللي عايزة تعمليه!

وواصل بعتاب: وده اللي كنتي مترددة تقوليه؟..

_منا خوفت اعطلك انت لسه بتقول عندك شغل وهتوصل "ايلي" وطنط!

_مافيش عطلة ولا حاجة اليوم لسه طويل..اجهزي بعد المغرب وهعدي عليكي ونروح مول حلو في حاجات متنوعة وممتازة للهدايا

_يعني مش هعطلك عن شغلك؟


+



_ عطليني براحتك هو انا اطول البرنسيسة بلقيس تطلب من حاجة!


+



ضحكت وهو يدللها ثم هتفت بحماس:

طب استنى هديك حاجة قبل ماتمشى!

وهرولت أمامه ليتابعها وابتسامته تزداد وهو يراها تملأ الدنيا بانطلاقها..وعادت بعد دقائق:

اتفضل دي علبة من البسكوت بتاعى عشان طنط وايلي يدوقوا منه..وابقى قولي رأيهم!


+



تناوله منها وشاكسها: طب وانا فين العلبة بتاعتي؟

تلجمت وهي تطالعه بدهشة! فمازالت تشك انه اعجبه لتلك الدرجة..وغمغمت بإحراج: بصراحة ماعملتش غير الكمية دي!

ضحك لخجلها وواصل مشاكستها: خلاص يبقى  العلبة دي هاخدها معايا المطعم واكل منها لحد ما اجيلك بالليل!

ضوى وجهها وتريد تقفز من فرحتها انها فعلت حلوى بسيطة واعجبته هكذا..فاستطرد: بس هخلي ماما وإيلي يدوقوا ماتقلقيش!

همست منتعشة: ماشي..وبألف هنا..!

_الله يهنيكي..يلا هسيبك عشان اكسب وقت واخلص شغلي واجي اخدك بالليل.. وهتصل بعاصم بيه اعرفه بخروجنا وانتي عرفي والدتك!

_حاضر هقولها.. وحملت الفانوس مواصلة: هروح اوريها الفانوس!


+



راقب ابتعادها وهي تحمل الفانوس وابتسم وشعر كأنه شحن روحه بجرعة من السعادة لتلك الدقائق التي قضاها معها..وتنهد وهو يواصل ابتعاده متحمس لإنجاز كل شيء ليعود اليها في المساء!

____________________


+



ثلاثة ايام متواصلة عكف بها عامر لعمل فانوس مميز ليقدمه لها..لا يعرف كيف سيتثنى له مقابلتها وحتى ان حدث ربما لن تقبله..ورغم هذا قام بصنعه ليكون شاهد على مشاعره نحوها..وبيوم ما سيخبرها كيف كان يعتبرها جزء من حياته وتخصه حتى قبل ان يقترن بها..هذا يقينه وامنيته الغالية..جوري أصبحت فتاته التي يتمناها ولن يدخر وسيلة ليصل إليها..مهما عاندت وقست بغضبها وعقابها سيتحمل.. فملاكه تستحق كل الصبر..!


+



_ الله على الابداع!


+



التفت لوالده وابتسم له: بجد يا بابا ابداع؟ يعني شكله حلو

_حلو جدا ما شاء الله ..عامله لأختك؟

_ايه يابابا هو انا كل اما اعمل حاجة تقولي عاملها لأختك؟

والده بمكر: امال عامله لمين ياشقى!

_ لصاحب نصيبه..بتاع سماح عملته من بدري..انما ده..!

_ده ايه؟

صمت عامر ناظرا للفانوس دون ان يجد ردا ..فاقترب ابيه الذي يفطن جيدا لحاله وتغيره وقال: هي تستاهل السرحان والاهتمام ده كله؟

رمقه الأخر بريبه متسائل: هي مين دي؟

_ اللي واخدة عقلك ياحبيب ابوك!

رفع عامر حاجبيه هامسا كأنه يحدث ذاته: يافضحتي! هو انا مكشوف اوي كده؟!

ضحك والده: في حاجات محدش يقدر يخبيها..وبعدين تخبي ليه من أساسه ياعامر؟ ده احنا نفرحلك يا ابني ويوم المنى لما نروح نخطبلك!..يلا قول هي مين؟ امك تعرفها؟


+




        

          


                

تنهد وأومأ برأسه نفيا، فاستطرد ابيه: طب احكي مين هي ولو تحب كلامنا هيكون سر..!

_بجد ياحج؟ ولا هتروح تسيحلي؟

نكزه أبيه على جانب رأسه: احترم نفسك ايه أسيحلك دي..!


+



_ماشي يا كبير هقولك كل حاجة من البداية!

وراح يسرد له المواقف التى حدثت بينهما حتى انتهى بجملة:


+



وطبعا من وقتها وهي زعلانة ورفضت هديتي واخدت عنى فكرة هباب ومش لاقي اي فرصة اصلح الفكرة دي واكلمها..وموضوع اني اخطبها قبل ما اصلح اللي فات مستحيل لأنها هترفضني يا بابا من غير تفكير..حتى أخوها اكد كلامي!

_انت كلمت اخوها؟

_عرفته نيتي بس يا بابا مش أكتر لأن ربنا عالم انا واخد الموضوع جد ومش بهزر..!

ربت على وجنته متمتما بحنان: وجه اليوم اللي قلبك يدق ياعامر..على كل حال متخافش اكيد لو فيها خير ربنا هيطوعها ليك..!

_يارب يا بابا ادعيلي

_هدعيلك يرزقك بالخير يا ابني

_ وهي خير والله يا بابا ..دي قلبها ملاك..وبت بسكوتة كده في نفسها

ضحك ابيه: لا ده انت واقع لشوشتك..ربنا ينولك اللي في بالك ونفرح بيك!

رفع عامر كفيه للأعلى مؤمنا:آآ مييين!

_________________________


+



في المساء في إحدى المولات!


+



_لسه بتخافي وسط الناس يابلقيس؟


+



أجابت وعيناها تتابع المارة حولها: لأ..!

_عشان انا معاكي؟


+



التفت له بعد برهة صمت وهي تطالعه: ده سبب من الأسباب..وجودك معايا بيطمني!

_يعني لو مشيت دلوقت وسبتك مش هتخافي؟!.


+



قبضة اعتصرت قلبها لقوله..مجرد افتراضه لتركها اصابها بغصة مؤلمة وغربة فهتفت وعيناها تعكس خوفها لفقدانه من عالمها: ماتقولش انك هتسيبني تانى!


+



تأملها ولا يدري هل يفرح لتشبثها به؟ أم يخاف عدم قدرتها على مواجهة العالم دونه؟ أحيانا تحيره..وهو يراها واثقة ومنطلقة كما كانت في الصباح..وتارة يسكن شمسيها خوفا كما الآن!


+



_مش هنروح نشوف الهدايا..!


+



اخرجته بصوتها من أفكاره فنفصها من عقله واصطحبها لتبدء جولتهما وتنتقي ماتشاء للأقارب..ومضى الوقت معها سريعا وممتعا لأقصى حد..وحان وقت عودتها للبيت!

______________________


+



الأجواء هادئة بالشركة اليوم، يزيد يتفقد احدي المواقع وياسين لم يأتي..لا يعرف لما يشعر بالملل والضجر يصيبه..منذ حديثه هو وأمونة بالأمس ويشعر بافتقاده شيء..والأغرب انه تمنى أن يمارس مع أحدهم تلك العادات الدفء..والدته شخصية رزينة لحد كبير كل شيء لديها له معاير وأصول..!

تنهد أحمد وعاد لعمله بحماس فاتر وحاول نفض تلك الأفكار الغريبة ومؤكد سيتحسن مزاجه بعد قليل!


+



سمع طرقات على باب مكتبه فدعى الطارق للدخول!


+



_أمونة؟!!!

ايه يابنتي انتي مش أجازة انهاردة؟.


+



تمتمت بمزاح: اعمل ايه واحدة فقرية حتى يوم اجازتي جاية الشركة!

وقارنت قولها وهي تضع بعض الأشياء على سطح مكتبه مغمغمة: بقولك ايه فضيلي المكتب ده عشان نشتغل

احمد بدهشة: نعم؟ مكتب ايه اللي افضيه؟ وبعدين شغل ايه؟

لم تجيبه وهي تلتقط قماش الخيامية ومقص وصمغ وخيط غليظ وتصعهما على سطح مكتبه!

فهمس وعيناه تتفقد ما احضرته: مش فاهم! مش دي الحاجات اللي اشترتيها امبارح؟

_أيوة مش كلها طبعا.. انا عملت زينة كتير في بيتنا ولسه هكمل..بس ....

وصمتت بتوتر قالت بعدها: بصراحة بعد كلامك امبارح حسيت انك اتمنيت تعمل مع حد حاجة زي كدة وتعيش الجو الرمضاني ..فقلت ليه مانعملهاش سوا ونزوق مكاتبنا هنا في الشركة؟ حتى سيرين هتيجي تساعدنا وتزوق معانا بعد مايخلص وقت شغلها..عشان نبقى لمة..وكده ياسيدي تكون عيشت اجواء رمضان على أصولها..ايه رأيك؟


+




        

          


                

برقت عيناه بنظرة اربكتها مع صمته وهو يطالعها..فتمتمت بمزاح لتزيل حرجها الذي قاومته منذ اتتها الفكرة أمس وهي تصنع الزينة..شعورها انه افتقد شيء بسيط كهذا احتل تفكيرها طول الوقت..فتسائلت لما لا تقدم له تلك الفرحة البسيطة..هو بالنهاية زميل عزيز عليها والأمر لا يستدعي الخجل!


1



_بس لعلمك المكتب هيتقلب ويبقي شبه شارع الحسين والسيدة زينب موافق ولا هتقول بهدلتوا الدنيا وبلاش وجع دماغ؟


+



نفض عنه شعور غزاه بشكل مستحدث عليه ولن يقف عنده كثيرا الآن.. وهتف مجاريا مزاحها : وجع دماغ ايه ياباشا..انا خدامك انهاردة وهكون مساعد شاطر..

_اما نشوف لعلمك شغلنا هيتصور وهنحكم يزيد مين زينته احلى يعني اشتغل بضمير!

_بس ده ظلم..انا لسه جديد في الكار وعمري ماعملت زينة..وانتي فيها خبرة!


+



همست برقة :أنا هعلمك يا احمد!


+



صمت مرة أخرى لتضوي عيناه ويغزوه ذات الشعور.. ثم نفضه عنه وبدء معها الغوص بأجواء رمضان وراحت تشرح له كيف يقص الأشكل ويجمع قطع الفانوس ويغلفه بالخيامية

بينما هي تحدثه باندماج ليفهم..كان يتأملها وكأنه يراها للمرة الأولى!

______________________

"الله هالله! 

جنابكم سايبين الشغل وقاعدين تعملو زينة في الشركة يا احمد انت وأمونة؟؟"


+



احمد وهو ينفض عنه بقايا الورق : ياعم الدنيا هادية ومافيش شغل دلوقت..وبعدين تعالى عشان تحكم بيني وبين امونة في الزينة اللي عملناها !


+



هتفت الأخيرة: بس اياك تنحاز لصاحبك وربنا ابوظ شغلك ومعلقش زينة رمضان في مكتبك!!

_ نعم انتي هتعلقى زينة عندي كمان من غير ما اعرف؟


+



هتفت بمزاح: فك كده يا يزيد وخليك فرش ورمضان كريم ياعم العاقل وتعالى اتفرج وقول رأيك!

واستطردت بحماس: بص مش هنقولك ده بتاع مين..قول الاول انهي احلى عشان اضمن انك مش هتغش

يزيد بامتعاض: اغش؟؟ ماشي يا استاذة

أحمد وهو يشير له بغمزة عين خبيثة: ايوة يا يزيد اوعي تغش..ها؟ قول مين احلى؟


+



صاحت أمونة بعد أن فهمت حركته الماكرة بغضب طفولي: انت بتعرفه حاجتك وفاكرني مش هفهم؟ بطل خبث يا احمد بدال ما اقطع الزينة كلها..وربنا انا عيلة واعملها..!


+



ضحك احمد : اوعي تفهميني صح

خلاص والله مش هتكلم..يلا يا يزيد اتفرج واحكم بنا..!


+



تفقد يزيد ما صنعوه ثم قتل بعد برهة: الاتنين وحشين..اخواتي بيعملوا زينة احسن منكم..كاتكم خيبة..مهندسين فشلة في الزينة!


+



أمونة بغيظ: بقى كده؟ طب ورينا يا استاذ شغلك وخلينا نحكم..


+



يزيد بكبرياء باطنه المزاح: طب وسعوا واتعلموا واستفيدوا .. بس لو حد دخل علينا هيبقى شكلنا مسخرة!

أمونة: متخافش سيرو واخدة بالها..يلا ورينا الهمة..ولو طلع شغلك وحش هعملك فضيحة بجلاجل!


+




        

          


                

تابع أحمد وامونة ما يفعله بدهشة..!

متى تعلم رفيقهم العاقل كل هذا الأبداع؟؟؟

____________________


+



_شوفت يابابا الفانوس اللي ظافر جابهولي!


+



تأمله بإعجاب حقيقي وقال:ماشاء الله ذوقه حلو جدا..يا ابن الأيه ياظافر شكل فانوسك احلى من فانوسي!


+



بلقيس بفضول: انت جبتلى فانوس يا بابا؟ هو فين!

وقارنت قولها وهي تتلفت حولها ربما تجده

فضحك لفضولها: بتدوري على ايه استنى غمضى عينك الأول!

فعلت متحمسة لترى هدية أبيها..وبعد لحظات أمرها أن تفتح عيناها..لتجده أمامه فشهقت وهي تضع كفيها على وجنتيها هاتفة: يالهوى..ايه الفانوس ده!

_ايه معجبكيش؟

_معجبنيش ايه يا بابا ده يجنن ..ثم تعلقت بعنقه وانهالت عليه بالقبل وهو يضحك فهتفت دره التي تتابعهم وقلبها يرقص من فرحته:

عيني عليا محدش معبرنى ولا الأب ولا بنته!


+



جذبها عاصم لتقتسم صدره مع بلقيس ولثم جبينها هاتفا: وانا انساكي يا درتي..انتي كمان جبتلك هدية..وبنفس الطريقة امرها ان تغلق عيناها لتفتحها بعد لحظات متفاجئة بفانوس صغير كما تفضل ان تضعه جانب فراشها..فدعت له بدوام وجوده بينهما..! بينما شاكستهم بلقيس: ياجماعة طب استنوا اما امشي عيب كده

ضحكوا وعيناهما تقطر حنان لها فواصلت: المرة دي انتوا اللي هتغمضوا عينيكم..صمتوا ينظران بدهشة..فعادت عليهم طلبها: يلا يا بابا انت وماما غمضوا بقى!


+



اطاعوا فذهبت لتحضر هديتها..وما أن رآوها حتى ترقرقت عيناهما برد فعل وحيد دون كلمة وبصرهما ينتقل بينها وبين هديتها..فهتفت بقلق: انتو هتعيطوا؟ طب ليه انا قصدت افرحكم والله..يعني هديتي وحشة؟


+



تلقفها أبيها واعتصرها بين ذراعيه غير قادر على التفوه بكلمة..لا يصدق انه عاش لتلك اللحظة وابنته تعود كمان كانت بنفس مرحها وشقاوتها ودلالها ورقتها..ابنته عادت لتملأ دنياهم من جديد وكأن شيئا لم يكن..شعر ان كل آلم داخله انمحى وصار سرابا..وحيدته بين جناحيه محمية من كل شيء .."ولى" الحزن و"آتت" الفرحة راكضة إليهم لتعوضهم ما فات..لم تكن دره اقل منه تأثرا وهي تبكي وتتابعهما فضمها بذراعه الأخرى هامسا: أنا دلوقت لو ربنا أخد أمانته مش عايز حاجة من الدنيا خلاص..!


+



هتفا دره وبلقيس بصوت واحد: بعد الشر عليك!


+



ثم أمسكت بكف كلا من والديها ورمقتهما بنظرة تشوشها العبرات ثم قالت:

_ انا عارفة اللي كنتم فيه بسببي وعشاني..عارفة ازاي اتعذبتم وقد ايه بكيتوا..ومهما اعتذرت انى عرضتكم للأزمة دي مش هقدر امسح اللي فات..لكن اللي جاى هعمل حاجات كتير تسعدكم وتفرحكم بيا..أنا ثمرة حياتكم زي ما دايما تقولوا..والثمرة دي هتكبر بحبكم ورضاكم عليها..!


+



وصمتت برهة واستأنفت: اوعدك يا بابا وأوعدك ياماما.. مش هيحصل حاجة تبكيكم تاني..حتى لو حاربت اللي جوايا وسكتت عقلي ولجمت أي مشاعر عايزاني انبش في اللي فات..هسكتها عشانكم لأني متأكدة زي ما ربنا نجاني بدعواتكم..هينتقملي من اللي أذاني لو لسه موجود!

وعايزة منكم وعد انكم ماتبكوش تاني وتنسوا اللي فات كأنه محصلش..!


+




        

          


                

تعانقوا ثلاثتهم وقلوبهم هي من أطلقت الوعود في الصدور..ولا يعلمها إلا الله..!

_________________________


+



_يلا ياعابد علمني بسرعة قبل ما مهند يصحى

_طب وليه نيمتيه يا بنتي..كان عمل معانا زينة

_عمل ايه ده كان هيقطع كل حاجة..هو شوية وهيصحي وماما هتجيبه مش بيطول في نومه

_طب ومحمود فين مش قال هيقعد يتعلم معانا كام شكل؟

_بيتكلم في التليفون مع اصحابه..يعني انسى يخلص دلوقت..خلينا نبتدى احنا..!

_ماشي ركزي معايا هعلمك حاجات جديدة عشان تكسبي(تحمست قائلة: مركزة اهو..!)


+



وراح يعلمها كيف تفعل عربة الفول وشكل مدفع رمضان وعدة اشكال أخرى بالعرائس..وهي منبهرة بما يفعل!

_مين علمك الحاجات دي يا عابد؟

_النت مع لمستي الخاصة وتطويري لكل فكرة..!

_كل سنة بتعملوا المنافسة دي

_ ايوة..ويزيد كان بيكون الحكم لأن مالوش فيها بس كان بيتبسط اوي من نقارنا مع بعض.. وبابا وماما وخالتي واستاذ ناجى كان بيكونو معانا.. يعني في النهاية كلنا بنستمتع سوا..!

_دي أحلى متعة في الدنيا..ماما كانت بتعملنا الزينة التقليدية وكنا بنفرح اوي..بس بصراحة هنا الدنيا مختلفة معاكم..

_ولسه هتنبسطى اكتر لما ننزل القاهرة نقضي اخر اسبوع عند عمي عاصم ..هوديكي السيدة زينب ونتسحر هناك..هتنبهري على حق!

_يااااه شوقتني من دلوقت..! انا كنت بجيب فيديوهات على النت واتابع اجوائها..ونفسى اروح هناك انا ومهند


+



ابتسم بحنان هامسا: أى حاحة نفسك فيها اطلبيها منى وهعملهالك..!

ابتسمت شاكرة له.. ومن ثم بدأ يشرح لها صنع الأشكال بطريقة مبسطة..وهي تطبق خلفه حتى انتهت من إحداها هاتفة: شوف بقى عملت شكل عربية الفول اهو..طلع صح؟

_الفنش مش مظبوط..جربي تاني وهيطلع افضل!


+



مضى الوقت وهما يثرثران بذكرايات طفولتهما عن هذا الشهر وهي تعيد صنع ما علمها حتى اتقنته ورأت الرضا بعيناه عن ماصنعت! وانتابتها سعادة جمة وشعرت كأنها تحى طفولتها بتلك الأجواء..!


+



ومن بعيد تتوارى عبير تراقبهما بعين ثاقبة وقاب يتمنى الكثير لهما..عابد يفرض وجوده حول ابنتها بطريقة لا تغفل عنها..ترى حب زمزم ينضح من عيناه وابنتها غافلة او تتظاهر بالغفلة، هذا ظنها..فغير معقول ألا تكون مدركة اهتمامه..ولكن هل ستظل متجاهلة الأمر؟ أم سيحدث ما يحرك قلبها الساكن؟

رمقت الصغير فوق كتفها وغمغمت: أنا وانت بس اللي فاهمين ياهوندا وماما عاملة عبيطة صح؟

ابتسم الصغير دون إدراك لما تقوله الجدة..فاحتضنته وتوجهت إليهما تشاركهما ما يفعلاه..!

.............

_عايزة اعمل زينة معاكم يا ولاد

_تعالي يا ماما شوفي عابد عملني ازاي اعمل عربية الفول..ومدفع رمضان..قولي رأيك!

_يجننوا طبعا..يلا ياعبودي علمني انا كمان..!

_طب هاتي مهند طنط وحشنى اوي


+



والتقطه والصغير عيناه تزوغ على ما يفعلانه بفضول وانبهار محبب حتى التقطت يداه الصغيرة بغتة العربة التى صنعتها زمزم وتمزقت بين يديه.. فشهقت وهى ترى مجهودها يضيع هاتفة شبه باكية: ياخسارة تعبي فيها..شوفت مش قولتلك مهند مش هيخلى حاجة في مكانها. !

ضحك عابد واجابها: خسارة في ابنك يعنى..اعملى غيرها واعتبريه تدريب!


+




        

          


                

وأعطى مهند بعض قطع الزينة الملونة وقال له:

اعمل انت دول ياهوندا وسيب بتوع ماما اتفقنا؟


+



الصغير وهو يقلد كلمته بطاعة: "فقنا"..!


+



ضحكوا لطريقه نطقه المحببة وقبلته عبير قبلة مطولة هاتفة: روح تيتة وقلب تيتا يا ناس..طب قول عبير ياهوندا..!


+



الصغير ملبيا: "بير" 


+



ضحكوا جميعهم لتعيد الجدة تلقينه: قول محمد!


+



الصغير: "ممد"..!


+



وبعد مزيد من ضحكهم لقنته عبير بمكر: برافو عليك يا قلب تيتة..طب قول "زمزم وعابد"


+



الصغير: "مم".." آبد"..!


+



_________________________


+



_عشان خاطري يا ظافر تعالي افطر معانا اول يوم 

_يا بلقيس خالي عازمنا اول يوم وانا هاجيلك تاني يوم عند باباكي انا وماما وإيلاف!

نفسي تفطر معايا عند عمو أدهم اول يوم..حاول طيب!

_مش هينفع ومش هتفرق اول من تانى يوم..

صمت برهة ثم همست بحزن: ماشي براحتك

_انتي زعلني؟

_لا عادي!


+



اقتحمت درة الغرف بعد طرقة قصيرة وهتفت: بتكلمي مين ياحبيبتي

_ بكلم ظافر يا ماما

_طب سلمي عليه

حدثته عبر الهاتف بصوت فاقد الحماس: ماما بتسلم عليك

_ الله يسلمها هاتيها اسلم عليها

بلقيس: ماما اتفضلي ظافر هيسلم عليكي

ثم همست لها بخفوت: ماما الله يخليكي قولي لظافر يجي يفطر معانا أول يوم بقوله ومش راضي وانا زعلانة اوي

ابتسمت وهي تربت على وجنتها وطمأنتها بنظرة سريعة و

التقطت الهاتف وقالت: ازيك ياحبيبي كل سنة وانت طيب

_وحضرتك طيبة

_ايه مش هنشوفك اول يوم؟

_منا هكون عند خالي هو عازمنا وهيزعل لو مافطرتش معاهم ..وبلقيس زعلانة وانا مش عايزها تزعل..ياريت تفهميها

_هي شكلها زعلان فعلا..طب انا عندي اقتراح وسط

_ايه هو؟

_ليلة اول سحور هتكون عندنا كله هيكون موجود..ايه رايك تيجي انت ومامتك وايلاف تسهروا معانا؟ لعلمك سهرة هتعجبك وهنتسحر سوا والفطار عند خالك زي ماهو. وتكون كده رضيت الكل.. 

_ والله هي فكرة كويسة

_خلاص انا هتصل بوالدتك اعرفها واعزمها..واحنا بكرة بإذن الله مسافرين المنصورة!

ثم ضحكت وهي تحدثه:

لو  تشوف بلقيس ازاي وشها نور والابتسامة من الودن للودن عكس تكشيرتها من دقايق بس لمجرد انك هتسهر معانا اول ليلة!

ابتسم بحنان وسعادة لاهتمامها لوجوده الدائم حولها

وتمنى ان يراها بذات اللحظة..!


+



دره: خد اهى معاك!

........ ..

همس بصوت حاني: مبسوطة دلوقت ومش زعلانة؟

هتفت بحماس: مبسوطة اوي اوي 

ضحك بخفوت: ماشي يا ستى..كويس ان مامتك انقذتنى من الموقف ده..يلا نامى بقى عشان هتسافري بدري..تصبحى على خير!

همست: وانت من أهل الخير يا ظافر..!

________________


+



ايه ده يا رودي بردو قومتي؟ مش قولتلك ارتاحي وانا هعمل كل حاجة وفين رحمة؟

_ متخافش ياحبيبى انا كويسة وابتديت اتحسن..ورحمة رضعتها ونامت ثم اقتربت منه وقالت..بصراحة وحشتني من يوم ولادتي مش عارفة اهتم بيك وقلت اعمل العصير اللي بتحبوا من ايدي ونشربه سوا ونرغي شوية فرصة قبل ما بنتنا تصحي

_ طب ارتاحى وانا هعمله.

لأ سيبني اعمله انا وروح غير هدومك وتعالى

..............

تسلم ايدك ياحبى..تعرفي انا فعلا ادمنت العصير بتاعك مهما دوقت غيره بحسه احلى

_ لأني بعمله لحبيبي لازم يطلع حلو

ضمها مداعبا شعرها وغمغم وعيناه شاخصة: تعرفي يارودي بقالى كام يوم بحلم احلام غريبة اوي..رتوش مش مفهومة وناس بتظهر وتختفي في خيالى معرفش ليه..مع انى كنت بقالي فترة مستقر نفسيا ومش بشوف كوابيس

_ نهضت من فوق صدره ونظرت اليه نظرة مبهمة ثم قالت:

حسيت بيك يا رائد..امبارح صحيتك وانت مفزوع..

وواصلت وهي تعود لصدره: عشان كده قلت نسهر سوا اكيد بعدي عنك وانشغالي برحمة خلى عندك فراغ ورجعت الافكار والكوابيس تضايقك تاني!

ضمها وهو بتشممها هامسا بصوت رجولي مؤثر: يعني انهاردة هتنامي في حضني ومش هشوف كوابيس؟

_ لأ..هتشوف رودي جمبك ورحمة بنتك بتضحك وتلاعبك بإيدها وتنونو زي القطط..

ضحك بسعادة: مش قادر اوصف احساسي لحد دلوقت..الضنا ده غالي اوي ونعمة كبيرة..انا مجرد اسم رحمة بقي يسببلي سعادة يارودي

_ طبعا ياحبيبي مش بنتك اللي هتبقى حبيبة ابوها وتاخد مكانى في قلبك

_ لا ياعمري انتي حاجة تانية

وهم بتقبيلها فصدح صراخ الصغيرة..فهتف رائد بإحباط: مش بقولك البت دي قاصدة في اللحظة اللي هى تعيط..كأنها بتغير


+




        

          


                

ضحكت وجذبته ليروا الصغيرة..فحملها رائد وراح يهدهدها ويقول: حبيبة بابا سكتت عشان شايلها؟ يعنى انتى عارفانى يا روحي؟  كل سنة وانتي طيبة يا جتة من قلبي..بابا هيجيبلك فانوس رمضان ..وكل سنة هجيبه لحد ماتكبري وتلعبي بيه وتحفظي الأغانى بتاعته وتغنيها معايا..!


+



_طب وانا..عايزة فانوس ماليش دعوة!

_من عيونى ياحبيبتي..بكرة  لو قادرة تخرجي هنروح نجيب اللي انتى عايزاة.. أيهم اخويا قالى في واحد مصري هنا بيعملهم للمصريين..هنروح ونشتري!

لثمت وجنته هاتفة: كل سنة وانت طيب ومايحرمناش منك انا ورحمة يا حبيبى!

_ولا منكم ياقلبي!

_______________________


+



في الهاتف!


+



عابد: اوعي تتأخر  على أول سحور عند عمك عاصم..انا عاملكم قبلها سهرة ايه جامدة وهتحلفو بيها ..لازم تيجي! كله هيكون موجود حتى ظافر وعيلته جايين!

_يابني جاى والله متخافش..أنا وحشنى سهراتك..وعلى فكرة جبتلك النضارة اللي طلبتها مني!

عابد: تسلملي يا كبير

وتردد برهة ثم حسم أمره قائلا: 

بقولك ايه يا يزيد..لسه عندك حساسية من ظافر ؟


+



صمت بضع ثوانى ثم قال بهدوء:

بص ياعابد أنا وبلقيس  مش اول اتنين مايحصلش بينهم نصيب..والخير ربنا بس اللي عارفة لينا..انا نفسي صافية من ناحية بنت عمى وبتمنالها السعادة..وظافر شاب محترم و هيبقي واحد من عيلتنا واخ لينا وبلقيس زي جوري..ماتقلقش اخوك تجاوز كل ده الحمد لله كل حاجة تحت السيطرة!

تنفس عابد الصعداء:

_يااااه طمنتني بصراحة كنت قلقان عليك..ربنا يسعدك يارب ويريح قلبك الأبيض..! بس تعرف كان نفسي تكون موجود واحنا بنعمل الزينة كنت هتتبسط اوي

_ منا ليا نصيب اعملها هنا

عابد باستغراب: ازاي؟ 

شاركت أحمد وأمون ومسحتهم يا ابني..هبعتلك صور اللي عملناه في مكاتبنا الخاصة


+



ضحك عابد: يعنى تعليمي ليم وتعبي مارحش هدر ياكبير

يزيد ضاحكا: لا رفعت راسك كنت بشوفكم وادكن الطريقة في مخى ( وواصل) يلا هسيبك بقى  عشان عندي شغل ..في رعاية الله!

_ ماشي ياكبير مع السلامة!

________________


+



كريمة: اظن انتي مشتاقة لرمضان في مصر ياعبير

_يااااه مشتاقة بس؟..ده انا عاملة زي العيال الصغيرة خليت محمد جابلي فانوس من ابو شمعة بتاع زمان وحطيته في أوضتي وصدعت دماغه بأغانى رمضان ..وطبعا مش سالمة من لسان ابني محمود..كل شوية يقول لأبوه..تجيب لمزتك فانوس وولادك لأ 

ضحكت كريمة: والله الواد حودة ده عسل..!

فدوى متسائلة: طب كنتي بتعملي ايه هناك في رمضان؟

_كنت بلم الولاد قبلها بأسبوع ونفضل نقص في ورق ملون ونقص فوانيس ونعمل فروع كتير..قد ما قدرت كنت بحاول اعيشهم طقوسنا..! معادا حاجة واحدة مقدرتش الاقي بديلها

كريمة: ايه هي؟


+



_المسحراتي وهو بيلف على البيوت ينده أسامينا  وأسامى ولادنا وحبايبنا..رنة طبلته اللي كانت كلها فرحة للكبير والصغير..الغربة غربة بردو..واكتر واحدة كان نفسها في المسحراتي زيي هى زمزم..!


+




        

          


                

"أصحى يا نايم وحد الدايم ورمضاااااااان كريييييم"


+



تباغتوا ثلاثتهم بصوت عابد يقلد المسحراتي وهو يدق على طاولة خشبية جوارهم فضحكوا وبرقت عين كريمة لرؤيته ومرحه الذي يضفي دائما بهجة لمن حوله.. وهتفت فدوة: كل سنة  وأنت طيب ياقلب خالتك يافاكهة العيلة كلها..

_حبيبتي يافدوة وانتي طيبة ياغالية..ولثم رأسها كما فعل مع والدته وزوجة العم..ثم قال:

أنا لقيتكم مختفيين وجيت وسمعت اخر كلام طنط عبير فقلت احققلها امنيتها..ثم قال باستعراض كوميدي:


+



"زورونا تجدوا ما يسركم!"


+



ضحكت عبير: ربنا يسعد قلبك ياحبيبي..قولى في مسحراتي هيعدي هنا كل يوم صح؟

احابت كريمة: أيوة عم صالح هو مسحراتي منطقتنا..هو اصلا عنده محل بسيط بس في رمضان بيشتغل مسحراتي..حابب المهنة دي ووارثها عن أبوه!

عابد: وبيقول كل اسامينا كل ليلة..وفعلا ياطنط رمضان من غير  المسحراتي ناقص كتير..!


+



_ بتقولوا مسحراتي؟؟؟


+



قالتها زمزم بفضول وبجوارها جوري وعطر ..فأجابتها عبير: ايوة ياقلبي اخيرا هتشوفي المسحراتي!

تمتمت بحماس: وهينده على مهند؟

جوري: طبعا عمو صالح ده راجل سكرة..انا هروح اقوله على الأسامي الجديدة الي هيقولها ..وهعرفه بيتكم عشان يقف عندك وينادي يا هوندا..!

عابد: منا عديت عليه خلاص عرفته

زمزم: بجد ياعابد؟ امتي ماجبتليش سيرة!

_قلت اعملها مفاجأة بس خلاص كل شيء انكشف وبان

عطر: عمو صالح بيقف ينده علينا كلنا..وساعات انا وجوري بننزل نتمشى حواليه ونتفرج على الولاد الصغيرة وهما وراه بفوانيسهم

فدوة: رغم ان في حاجات كتير انقرضت في عادتنا بس الحمد لله هنا لسه محتفظين بيها وبنعيشها..ربنا يبلغنا جميعا رمضان على خير..!


+



آمنوا جميعهم على دعائها. وهتفت عطر لتشاكس جوري:


+



_عابد خليه يقول باشمهندسة عطر

نكزتها جوري: ياشيخة اتلهي مش لما تتخرجي الأول

عطر بمكايدة: ماشي ياتجارة

_ يابنتي انا دخلت تجارة بمزاجي..اصل طموحي اتجوز واقعد في البيت!

قهقه الجميع لقولها ومازحتها عبير: جبتى من الأخر يا جوجو

_مش كده يا طنط..قوليلهم يجوزوني بقى

_______________________


+



كيف سيكون لقاء بلقيس بأعمامها  واستقبالهم لهداياها؟

وماهى السهرة المميزة التى ينظمها عابد للجميع؟

وكيف ييتعامل يزيد وظافر

انتظروا الكثير من أجواء رمضان في البارت الاخير من الجزء الاول لحصنك الغائب!

كل عام وانتم بخير..!


+



الثلاثون والاخير من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close