رواية رجفة من نوع خاص الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم بسملة محمد
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة الرابعة والعشرون_ملاك الرحمة"
3
"____"
+
نظرت لوالدتها، لتحدقها بنظرات تـرجي للقبول، لتهـز رأسها بأستياء وأمام وجهـها تتخيل أبشع السيناريوهات لفضيحتها!! فَسر هزة رأسها المُستاءة تلك على إنها خجل!!، لكنها حسمت الأمر ستجعله يكره فكرة الزواج منها والآن، أردفت بنبرة جادة"أنا عايزة أتكلم معاك لوحدنا".
+
حرك رأسهُ بالموافقة لـتنهض هي تسير أمامه دالفة إلى شرفتها، دلف خلفها بعدما تحدث إلى خالتـهُ والدت تيم"خلي عينك علينا"، سمعت ساجية جملته لتعلم فورًا إنه يقصد بِـخُلوتهم، تنهدت بقلة حيلة، شخصٍ مثله أي فتاة تتمنى أن يَكُن من نصيبها،جلس أمامها لـتتلاشى كل ما يدور بـبالها، متحدثة بنبرة جادة حادة للغاية_:
_أنا مش موافقة أتجوزك، ودا كان رأيي من الأول.
1
"تمام دي حريتك طبعًا، مش موافقة على كتب الكتاب حاليًا ولا مش عايزة تتحوزيني خالص؟"
كان ردهُ متفهم لين للغاية، سألها بمنتهى اللين، لتـهز رأسها رافضة_:
_فكرة الجواز عامةً مش موافقة عليها، مش عايزة اتجوز أنا".
1
قالتها بنفاذ صبر واضح على تقاسيم وجهها، ليعرض عليها سؤالًا أخر"مني أنا ولا عامةً؟"
+
_واللهِ عامةً، مش عايزة اتجوز خالص، أنا معرفكش وولا أنت تعرفني أصلًا.
+
سمع رأيها، ليتنهد بقلة حيلة، وضع يدهُ في شعرهُ يحكه بضيقٍ، أردف بـ"بس الجواز سُنة الحياة ونص دينك، والفطرة بتاعتنا إننا نتجوز ناس منعرفهمش، مع الوقت هتعرفيني وأنا هعرفك، وبعدين إنتِ مش صغيرة على فكرة الجواز، وعارفة إن الجواز لا عيب ولا حرام طلاما كبرتِ وفهمتِ ووصلتِ لسن الرُشد، وبعدين ربنا بيجعل بين الزوجين مودة ورحمة، لـو مش موافقة على فكرة كتب الكتاب تمام براحتك خالص واللهِ وعمري ما أقدر أعترض، لإن لازم الجواز يتبني على موافقة الطرفين، فـقوليلي موافقة عليا كـخطوبة ولا لاء، وصدقيني لو مش موافقة عليا عادي جدًا دي راحتك".
5
تحدث بعقلانية كبيرة، كلما تستمع إلى رزانته وحكمته تريد أن تضرب حالها ألف مرة، تضيع من بين يديها شخصٍ مثله بسبب مراهقتها وغباءها، لا تريد ان تشعره إن العيب به هو، هي المذنبة إنما هو لا يُرفض، هي التي تُرفض هو لا، أي فتاة تتمنى شخصٌ مثله، أكمل هو بجدية"بعدين يا آنسة ساجية لو الكل فكر نفس تفكيرك يبقا محدش هيتجوز"
+
اغمضت عيونها بقلة حيلة، مغلوبة على أمرها، لتـردف بعد وقتٍ من صمتها بإندفاع"بس أنا مش هوقف العالم عادي جدًا لو فكرت كدا ومتجوزتش، أنت روح اتجوز أي بنت تانية، أنت الف بنت تتمناك".
+
توسعت عيونه بصدمة مصطنعة، يحدثها بمرحٍ"إنتِ إزاي تقوليها؟؟"
+
عقدت حاجبيها باستغراب تسأله"أقول إيه!"
+
_إنتِ مش بتغيري عليا!، إزاي قادرة تقولي أروح اتجوز حد غيرك!، جرحتِ مشاعري.
قالها بطريقة آسية مزيفة، واضع كفه فوق جبهته بقلة حيلة، يحؤك رأسه باستياء مُغمض العنين، توسعت عيونها بعدم تصديق، هل يمزح بعد كل حديثها هذا!!، تفوهت من بين شفتيها بـبـلاهة"أنا معرفكش أصلًا!"
1
_بردو بتجرحي مشاعري تاني؟؟
سألها بغيظٍ، يضرب كف على أخر منها، ضحكت عليه بـخفوت، لكن ثوانٍ وعادت ملامحها إلى العبوس مرة أخرى، متمتمة بنبرة منخفضة آسفة_:
_بس أنا وأنت مننفعش لبعض، إنت أحسن مني بكتير واللهِ.
+
حمحم بطريقة جادة يستعيد شخصيته الجادة العملية بعيدًا عن شخصيته المرحة، يستفسر منها بنبرة هادئة دافئة_:
_سيبك من مين أحسن من مين، إنتِ بتحبي حد صح؟، قوليلي مين ولو هو ظروفه مش سمحاله يجي يتقدم أنا هبعد خالص ومش هفاتحك في موضوع الجواز تاني، وربنا يجمعكم مع بعض بإذن الله في الحلال.
+
تشتت، زاغت نظراتها بطريقة غريبة، سرت رجفة في جسدها إعتادت عليها، ضغطت على فستانها بقوة، لا تعلم بماذا تخبرهُ، تخبرهُ إن حبيبها كاذب؟، سلب منها كل شيء، حرمها من أبسط حقوقها، استغل سذاجتها وعدم خبرتها في الحياة، استغل غياب رقيب رَجُل عليها، استغل غباءها وضعفها، حبيبها كان وغدًا مُفترسًا يُجيد التلاعب بفريستهُ، يُشكلها بين يديه كما يريد وفريسته موافقة كالمغيبة، تُريد رضاءه بأي ثمن، الغريب إنها كانت لا تُلاحظ، كانت تحبه كالعمياء، تتلاشى عن عيوبه، لا ترى به خطأ، تحبه وهو جلادها!، حتى بعدما فعل فعلته معها ومراوغته وملاوعته عن طلب يدها من والدتها كانت تحبه وتثق به ثقة عمياء إنه سيأتي، سيتزوجها، كانت تعطيه أموالًا!!، كيف لم تلاحظ إنه وغد حقير وهو يستبيحها ويستبيح مالها؟؟
لمـاذا فعل بها كل هذا؟! لماذا؟؟، كانت تحبه ولا تستطيع العيش بدونه، لماذا كل هذا!، حقًا مرآة الحُب عمياء…!
4
نفضت كل تلك الاضطرابات عن رأسها بعدما انتبهت عن تأخرها في الرد، أخيرًا تفرقت شفتيها عن بعضها تُجيبه بـ"أنــا…"مطت كلمتها بصمتٍ، تريد أخباره وترك لهُ الحرية الكاملة، لكن تخشى فضيحتها، هي لا تثق بهُ، لن تثق بأي رَجُل بعد الآن حتى إذا كان لـهُ جناحان، توتر من صمتها، ماذا لو كانت تحب فعلًا؟؛ سيبتعد لكنه سينجرح جرحٍ عميقٍ، ساجية أول فتاة جذبته بدون مجهود منها وبدون انتباه منهُ!، أول فتاة تمنى الوصول إليها، أول لقاء بينهم جعلته يشعر إنه رَجُل مُسن وهي فتاة في العاشرة من عمرها، تفوهت أخيرًا بجملة كاملة تُريح قلبه_:
_لاء لاء انا مش بحب حد، أنا بس متوترة لإن دا جواز مش مجرد خطوبة وكدا، حضرتك فاهم كتب كتاب يعني إيه؟
3
سألته بـاستعجاب، لتجيب على نفسها بـ"يعني اسمي هيتكتب جنب اسمك ومش هنعرف نسيب بعض، وهنبقا عايزين نحضر الشقة وأنا معرفش حاجة عنك، وولا أعرف حتى أنت مين، أنت متخيل انا بقولك إيه؟، أنت حتى متعرفش عني أي حاجة، مجرد جيلي صالونات مش اكتر فاهم؟"تفوهت باشياء كثيرة تحرك يديها بلا توقف، قابل توترها واضطرابها هذا بـهدوءه المعتاد، مع بسمة صافية تزين وجه_:
+
_نتعرف طب، أنا "عبد الرحمن صادق"والدتي ووالدي متوفين زي ما قولتلك، حالتي المادية كويسة الحمدلله، العمارة إللي أنا عايش فيها دي، تبقا بتاعتي أنا ويوسف، بـابـا كان بـانيها وكدا قبل ما أمي تموت لأن البيت أصلًا كان بتاعنا فـهدُه وبنى عمارة، تحسي إنه كان بيأمن لينا مستقبلنا، الشقة إللي أنا ويوسف عايشين فيها هي شقة أمي وأبويا، العمارة كنت معتمد على دخلها لأنه كويس جدًا لحد ما الحمدلله اتخرجت واشتغلت في مكتب مُحاماه كبير ودا كان أصلًا بتاع أبويا ولما مات صاحبه بقا يديره، والمُحامين إللي فيه كبار، وأنا أشتغلت فيه وبقيت أكسب الفلوس بمجهودي، مش هقرفك بقا في عمايل البيت والأكل لإني هساعدك فيه أما أجي؛لإني أنا روحي في الطبخ وهساعدك، مش بحب الدوشة، بحب الضحك والهزار، دايرة معرفتي صحاب الشغل وتيم وأهله وأخويا، بحبه جدًا، وأكلتي المفضلة مكرونة بشاميل، وفي الحلويات بسبوسة أو بطاطا بالبن عشان بحبها، أنا خلصت دورك بقا".
21
وكإن هكذا تعرفت عليه!!، حركت رأسها بعدم تصديق يمينًا ويسارًا تُخبره بـ"دا مش قصدي، أنا أقصد طِباعك، شخصيتك كل دا، إفرض أنت معجبتكش شخصيتي بعد كتب الكتاب تطلقني؟"
+
تجعدت ملامحه من جملتها الأخيرة يردف بـيأس"بلاش بس قَر من أولها بإذن الله مفيش حاجة من دي هتحصل، بعدين على فكرة يا"ساجية"انا جديًا كنت ناوي أعمل فترة خطوبة لمدة خمس ست شهور بس عمامك هما إللي صمموا على كتب الكتاب علطول".
+
اذبهلت ملامحها، تفتح فمها بعدم تصديق، استنكرت بجملتها"عمامي!، هما شافوك فين؟"
1
_جُم المكتب عندي، وقبل ما تسألي عرفوا مكاني إزاي فأنا إللي قولت ليهم على المكان، وقبل ما تسألي جابوا رقمي منين فأنا إللي اديت عمك الكارت بتاعي يوم ما كنت عندهم.
أجابها بكل شيء لـيُريحها من طرح الاسئلة، على عكس العادة وجنتيها تحولوا إلى اللون الأحمر، تستهجن بـانفعال_:
_هما عايزين مني إيه ما أنا سبتلهم كل حاجة، كمان هيتحكموا في حياتي!!، أنا بكرهم بكرهم بجد.
+
استنكر بكلمته"بس دول بيحبوكي، وبيخافوا عليكِ".
+
_لاء لاء دول كل هدفهم وبالأخص عمي "سعد"إنهم يتدخلوا في حياتي، إنهم يفرضوا سيطرتهم عليا، من وأنا صغيرة وهما كدا، بيحبوا يقرروا كل حاجة عني، ومقدرش أرفض، أنا عارفة، قاعدين يقولوا إني أمانة أمانة وهما مصانوش الفلوس إللي أبويا كان شايلها ليا، لاء وكمان خدوا شقتنا.
قالت جملتها سريعًا، وجهها محتقن، تتحدث باحتداد واضح، أكملت حديثها بـ_:
_عارف هما ليه جولك إنت مش إحنا؟، لإن لو ماما رفضت كتب الكتاب هما يتدخلوا ويقولوا ما أنت إللي طالب وأنا وماما بندلع وعايزين نلف وندور على حل شعرنا، فأكيد مش هنعرف نرفض.
+
قلب عيونه بقلة حيلة، خرب كل شيء، وفضح أمر عائلتها، زفر متحدث بـ"وإنتِ هترفضي ليه؟، هما أكيد عايزين ليكِ الخير، بس على العموم لو رافضة تقدري تقولي ليا وأنا هتفهم ومحدش يقدر يقولك نص كلمة، في الأول والأخر دي حريتك وحقك".
+
أرسلت له نظرات مُمتنة شاكرة، متحدثة بـبسمة"شـكرًا يا"عبد الرحمن"أنت بجد كويس أوي، بس أنا واللهِ واللهِ ما هعرف أكتب الكتاب غير لما أخد عليك واتأقلم، بس أنا موافقة على الخطوبة".
+
بادلها البسمة بـِبشاشة، استفهم منها بجدية"نخرج ولا محتاجة تقولي حاجة تانية؟"
+
_لاء شكرًا بس أنت زعلت إني موافقتش على كتب الكتاب؟
سألته بحذر مضيقة عيونها، نفى برأسه يخبرها بهدوء صادق"لاء طبعًا دا حقك ومقدرش أعترض، بس حاولي متطوليش الخطوبة وكدا لإن إنتِ عارفة إن الخطوبة بتبقا ليها ضوابط وأنا خايف أكون بغضب ربنا وكدا بسببها من غير قصد".
قال آخر جملته ببطء، يحك فروة رأسهُ بحرجٍ، تطلعت بهُ باستعجاب، مُستحيل يكون شقيق"يوسف"فرق كبير بينهم، عبد الرحمن من الأقلاء، إذا كانت في وضع غير ذلك لـكانت وافقت وهي مَن أسرعت بتقديم كتب كتابهم، لكن الآن تعض على يديها، تفوهت من بين شفتيها بعفوية_:
+
_أنا مشوفتش زيك بجد، ربنا يعمر بيتك واللهِ.
لوهلة فتحت عيونها بعدم استيعاب عن ما تفوهت به، قال جملة وهي أجابته بجملة شاذة عنها تمامًا، سيظنها أما مختلة، أم مُعجبة به مختلة أيضًا، لعنت فنون ردها، ولعنت نفسها!
3
مازال على نفس وضعيته المحرجة، لا يعلم أهو محرج منها أم حديثها يحرجه، أم رفض طلبه أحرجه، تبسم بهدوء ولم يـردف بشيء، نهضت سريعًا تحاول لملمة شتاتها، مردفة بنبرة محرجة_:
_طب يلا نخرج.
+
حرك رأسه بـبساطة يـُغادر أمامها وهي تسير خلفه بـِبُطء تخشى أن تغضب والدتها بعد رفضها لـكتب كتابهم، تمنت ألا تحرجها أمامهم، سمعت والد "تيم"يسأله بمرحٍ"اقنعك بكتب الكتاب صح؟، أنا حافظُه بيطلع ثغرات من كل حتة مُحامي بقا".
+
_لاء لاء هي إللي اقنعتني بتأجيل كتب الكتاب.
نطق بها مع ضحكاته سريعًا، رمقها الأخر بتعجب مصطنع، يحدثها بـفخرٍ"حرفيًا جت إللي هتطلع كل ثغراتك عليك، جدعة".
1
ضحكت بحرج، تعبث بفستانها بحرجٍ من حديثه، سمعت والدت تيم تسألها بـهدوء"بس مش موافقة ليه، يعني إنتِ مخلصة تعليم وبتشتغلي وهو ماشاء الله يعرف يفتح بيت وراجل يُعتمد عليه، وبصي مش هقولك بقا دا زي ابني وبتاع واضمنلك إنك هتتفقي معاه وبتاع، لاء لاء عبد الرحمن دا أحسن من ابني"تيم"نفسه، يعني "تيم"بتاع لعب شوية لكن دا هيبقا من الشغل للبيت للمسجد للشغل للبيت".
6
"خلاص ياخالتي دا إنتِ تيم لو سمعك هيطير فيها رقابي"أردف بها بنبرة منخفضة مازحة، أشاحت بيدها توبخه بـ"شش أسكت أنت، قوليلي بقا وجهة نظرك".
1
حكت أنفها بـتلجلج ترمق والدتها أن تُنقذ الموقف لكن والدتها لم تُزيد الأمر إلا تعقيدًا بجملتها الجادة"أنا بالنسبة ليا عادي دا مجرد كتب كتاب مش جواز يعني إنها تخاف بس براحتها".
2
"أنـا واللهِ…"تفوهت بكلمتان وصمتت، وجهت انظارها تجاهُ، ليشعر هو بها، رفع عيونه يبدلها النظرات بتفهم يردف بـلين شديد مع هزات رأسه المُطمئنة لها"هي خايفة ودا حقها، أصل مستحيل في يوم وليلة يتربط اسمها باسم حد متعرفوش غير من بعيد، ومقعدتش معاه غير مرتين ولا تلاتة بالعدد، يعني بلاش نضغط عليها، هنعمل الخطوبة كام شهر كدا وبعدها كتب الكتاب".
3
"دا حقك فعلًا يابنتي بس أنا هفهمك كانت وجهة نظره إيه، إن لما يبقا مكتوب كتابكم هيعرف يخرج معاكِ براحتكم وهيعرف يكلمك وكدا من غير بقا ما يبقا بيغضب ربنا لأن إنتِ عارفة إن الخطوبة مجرد وعد بالجواز بس، وبالنسبة ليا كتب الكتاب أحسن من الخطوبة على الأقل هيبان إن إللي متقدم راجل فعلًا مش مجرد رايح يقعد مع البنت وخلاص".
أقنعها والد تيم وهي بالأساس كانت مقتنعة، الرفض ليس بسبب كل هذا الرفض ينبع منها هي، وجهت انظارها لهُ تستفهم منهُ بعيونها"وهي بنت حضرتك"شهد"هتعمل معاها كدا؟"
+
هز رأسه بالموافقة فورًا بدون حتى عرض سؤالها على عقله لمدة ثانية، يخبرها مع ضحكاته"يعني شهد بنتي وإنتِ لاء؟، هرضى ليكِ حاجة في مصلحتك ومش هرضاها لبنتي؟، دا أنا شرط أساسي إن يكون إللي هيتجوزها نسخة من عبد الرحمن، بس هي لسة صغيرة دلوقتي على فكرة الجواز، دي لسة في تاني سنة ليها في الجامعة، بس لو جه ابن الحلال مش هتردد إني أفتحله الباب"
2
حديثه حكيم، بدأ يدخل قلبها بدون مجهود، هل ياترى عائلة عبد الرحمن كانت بنفس حكمتهم وبساطتهم؟، بالتأكيد أحسن بكثير، فـعبد الرحمن تربى تربية دينية ساوية ليس أي عائلة تستطيع فعلها، كانت ستبقا قليلة زوق معهم إذا رفضت، لـترسم بسمة على محياها مُرتعشة، تعلم إنها ألقت نفسها بداخل الجحيم من قبل والأن تفعل"خلاص طلاما اتفقتوا يبقا موافقة".
1
قالت جملتها وهي متيقنة إنها كانت ستوافق عنوة أما والدتها كانت ستجبرها أم عمومها، بالنهاية ستوافق، لكـنها لم تُتـمم الزيجة، سيكتب كتابهم لكن لن تـدخل منزله كـعروس، لكن الأن الجميع يضغط عليها، حتى والدتها التي من المفترض هي الداعم لها، تبًا!!
+
تهللت وجوه الجميع، مع زغـرودة عالية دوت في أرجاء المنزل من والدت تيم، نهضت تضُمها بسعادة، مُهللة بـ"مبروك ياحبيبتي، واللهِ كسبنا أجمل البنات".
+
بادلتها العناق، وتـلقت منهم التهنئات وبسمة مصطنعة فوق شفتيها، كل هذا وهي معلقة عيونها على والدتها، ترمقها بنظرات متحسرة، والدتها بعـمرها لم تُشعر بها، لا تتسائل عن شعورها، لا تـأخذ رأيها في أي شيء حتى…حتى حياتها!!، ابتعدت عن الجميع متحدثة بنبرة مهزوزة، متجه تجاه مطبخها_:
_هحضر الأكل عن إذنكم.
1
شوشت والدتها على نبرتها بجملتها الضاحكة بتصنع لوالدة تيم"مكسوفة ومتوترة، هروح أشوفها".
+
نهت جملتها تلحقها إلى الداخل، أغلقت الستائر خلفهم، لتـقترب منها تسألها بغيظٍ من بين أسنانها"دي طريقة تعاملي بيها حد؟"
+
بتهور سحبت ساجية الـسكين من فوق رُخامة المطبخ، تحركها بتـهور مقصود صوب وجهها"واللهِ يا أمي لو مسبتنيش دلوقتي في حالي لا هصوت وألم الناس إللي برا دول وأقتلكم نفسي، وأنا مجنونة وأعملها، سبيني في حالي بقا مش عملتِ إللي في دماغك؟، عايزة تخلصي مني بأي طريقة معرفش ليه، فـسبيني بقا".
8
وضعت يدها تكتم شهقتها من جنون ابنتها، تسحب منها السكين بحدة، تسألها بنبرة منخفضة مصدومة"ينهار أسود إنتِ مخك طار كدا!، ربنا يهديكِ يا"ساجية"يارب، إللي مش عاجبك دا ابن حلال ولو مهما مر عليكِ ما هتلاقي زيه".
+
قالت بقلة صبر ممتزجة بإحتداد طفيف_:
_أيوة صح أنا مخي طار، سبيني بقا بدل ما أخرج أطردهم، بس إنتِ عارفة هما ملهمش ذنب، عبد الرحمن كان موافق يأجل كتب الزفت لكن إنتِ إزاي متعمليش إللي في دماغي، بس أقولك بقا إنتِ معملتيش إللي في دماغك لاء
نهت جملتها بـبُطء وهي ترمقها بعيونها بتحدٍ، أخبرتها من بين اسنانها بـبرودٍ، تلقي قنبلتها بمنتها الشماتة"عملتِ إللي في دماغ عمامي، هما إللي طلبوا من عبد الرحمن يكتب الكتاب، عشان يعرف يحكمنا".
1
رمت جملتها تضحك ضحكة باردة، ساحبة الأطباق الموضوع عليها الطعام مصدرة صوتٍ عالٍ نسبيًا، غادرت من المطبخ متجه تجاه طاولة الطعام تضع الطعام فوقها بهدوء مزيف، وبداخلها تشتعل، تعلم إن والدتها لا تُطيق عائلة أبيها، دلفت للمرة الثانية تـأخذ الأطباق لتـوقفها والدتها قبل مغادرتها بسؤالها"إنتِ عرفتِ منين إنهم هما إللي قالوا ليه".
+
_هو إللي حكالي وإحنا في البلكونة.
+
اجابتها إجابة مختصرة ومِن ثم رحلت، وضعت جميع الطعام فوق الطاولة، لتخرج والدتها متحدثة ببسمة"ساجية بقا من الصبح وهي واقفة بتعمل الأكل، قولوا رأيكم بقا بصراحة".
+
ختمت جملتها لتسمع حديث"عبد الرحمن"المرح_:
_أنا الأكل نقطة ضعفي الوحيدة، يعني أنا أصلًا بحب أي حد من الأكل بتاعه.
4
جلسوا جميعًا فوق الطاولة، أخذوا يتحدثوا، ليردف الأخر باستمتاع شديد"دي تاني مرة أدوق أكلك بس حقيقي تسلم إيدك كل مرة بتبهريني، الأكل كل حاجة فيه مظبوطة".
+
مصمصة والدة تيم بـفمها، تغمز والدة ساجية بمراوغة خبيثة"يعني كدا خلاص ياسوسو، عبد الرحمن عشقك".
5
صمـت بحرج ولم يجيب، تتعمد خالته دائمًا إحراجه، بينما سَعلت الأخرى بـخجل متسرب إلى وجنتيها، استعادت بعد برهة من الزمن جديتها تردف بـنبرة خالية من التعابير"ليل ساعدتني في الأكل، وهي إللي عملت الحمام".
+
_كويس إنك مصاحبة"ليل"هي غلبانة أوي.
قالها والد تيم بآسى على حالها، لتـرفع"ساجية"وجهها لـه تخبره بـنبرة حزينة"حاتم كل يوم بيضربها، هو قُصي هيرجع إمتى عشان يخلصها من كل دا؟"سألته بنبرة مغتمة، لتسمع حديث عبد الرحمن الموجه لها"حتى لو رجع حاتم مش هيطلق وياريت متعلقيهاش في حبال دايبة".
2
_مش بعلقها هي متعلقة لوحدها.
+
"ملكيش دعوة بردو، ميخصكيش ومتدخليش في علاقتها بجوزها".
نطق بها بضيقٍ واضح، مصوب نظراته تجاهها، قبل أن ترد عليه ساجية ردًا حاد، كانت والدتها ملطفة حدة الأجواء بجملتها"خلاص يـاولاد محصلش حاجة، كُلي يا"ساجية"تسلم إيدها وتُشكر إنها ساعدتك".
2
بـلعت جملتها بغصبانية، مِن قبل زواجهم وينفعل عليها، يريد إلغاء رأيها، أي صديق هذا!، اللعنة على أصدقاء مثله، لـم يخبر صديقه حتى إن حبيبة عمره تزوجت، صديقٍ بحق وحقيقي، يالـلسخرية!، قلبت عيونها بغضبٍ، تصنعت الأكل حتى انتهوا من الطعام، وهو شعر بهذا، لوى فمه بضيقٍ، ازعجها بحديثه، مـر عليهم دقائق لـيستغل فرصة إن الجميع منشغل بالحديث مع بعضهم إلا سواهم، ليردف معتذرًا"آسفة لو اضايقتِ من كلامي، يس صدقيني الموضوع بقا أكبر من قُصي، أنا عارف لو قصي رِجع مش هيبقا فيها طلاق لاء؛ هيبقا ياقاتل يا مقتول".
2
ارعبتها جملته، ليل وقعت في شخصٍ لا يمتلك قلب، سألت بنبرة متلجلجة"وهو مُمكن لـيل يـقتلها؟"
+
_أكيد مش هتوصل لكدا، يمكن يموت ياستي بكرة.
ضحك في النهاية يحاول تخفيف رُعبها، عقدت حاجبيها رافعة يديها للأعلى تـردف بنبرة منخفضة"يارب يارب".
+
_مضايقة مني؟
سألها بـلُطف وطريقة مهذبة، نفت برأسها تُحدثه بـبساطة"لاء عادي".
+
مـر الوقت عليهم سـريعًا وجاء وقت المغادرة، تحدث"عـبد الرحمن"ببسمة تزين وجه، بنبرة مهذبة هادئة"انا بإذن الله هاجي بعدين يومين نتفق على كل حاجة".
+
_بيتك يابني ومـترحك، وبإذن الله مش هنختلف في حاجة.
قالتها والدتها بـتفهم وهي تودعهم، ودعهتهم ساجية ببسمتها المزيفة حتى رحلوا، خـلعـت خمارها بعنفٍ تلـقيه على الأرضية بلا مبالاة، هاتفة بـ"مبروك عليكِ لاقيتِ عريس وهتخلصي مني وفي أقرب وقت، حتى مستنتيش نعمل خطوبة".
2
رمشت بأهدابها لعدة مرات بصدمة، تستفسر منها بانفعال"إنتِ بتقولي كدا ليه!، دا جزاتي إني عيزاكِ تعيشي مع راجل ابن حلال محترم!".
+
_المرة دي مش من دماغك دا بدماغ عمامي.
قالتها بسخرية دالفة غرفتها، لتدلف الأخرى وراءها تحدثها بغيظٍ"وهو مين إللي دخلهم فينا تاني بعد ما كنا بعدنا عنهم!، مش إنتِ؟؛ اشربي بقا ومتعيطيش".
+
رمقتها بعيونٍ مغتاظة دون التحدث، هدأت والدتها من روعها، لتقترب منها تضمها بحنان، مردفة بـنبرة لينة"ساجية إنتِ بنتي وأي ام بتتمنى اليوم إللي بنتها يتقدملها راجل ابن حلال، أنا وافقت على عبد الرحمن بسرعة ليه؟؛ عشان ابن حلال محترم، من زمان وأنا بشوفه، من المسجد للبيت للشغل، عارفة دا هو إللي بيبقا الإمام يوم الجمعة في المسجد إللي عند عمارته، باين أوي إنه مستحيل يجي عليكِ، أنا أكيد مش هرميكِ لأي حد، وسألت عنه والله بدل المرة ألف، بس أنا عيزاكِ تتجوزي انا مش هعيش كتير، أهل أبوكِ مش هيسبوكِ في حالك، لازم يبقا معاكِ ومعانا راجل سند، أنا مستحيل أوافق عليه غير أما يبقا فعلًا كويس وابن حلال، وبعدين دا يتيم يعني هيبقا ليكِ لوحدك، هتبقي كل دنيته وحياته، ياعبيطة افهمي".
7
اغمضت عيونها، تستقبل حضن والدتها بـفتور تام، والدتها ليس لها ذنب، لكنها لا تـشعر بها إطلاقًا، وأيضًا المسكين"عبدالرحمن"ليس له ذنب في كل هذا، هي المذنبة الوحيدة، لماذا فعلت بنفسها كل هذا لماذا!!
3
"______"
+
_وأنت بقا يا"تيم"عايز من"دانية"إيه؟
سألـه بـنبرة هادئة رازنة للغاية، يضع ذراعه فـوق منكبيه بارتياح وكإنه صديقه!، دفع الآخر ذراعه بـعنف، يرمقه من أعلاه لأسفله بسخرية، رد عليه بدهاء مع غمزة منه ماكرة_:
_أتجوزها، وإنت بقا؟
2
سمع كلمته لـيحك ذقنـه بـبُطء، مُهمهم بكلمته بسخرية"تتجوزها؟؟، طب قولي مين الغبي إللي صورلك إنك هتطول ضُفرها حتى؟!"
+
_هطولها كلها وقريب جدًا أطلع إنت منها.
أكد حديثه بمنتهى الثقة، بسمته لا تفارق وجه، حتى بعدما نطق الآخر بجملته النـرجسية بقدر كبير، مصححها لـه، مع إشارة من سبابتهُ محذرة"طب فوق بقا أصل الأميرات مش بيتجوزا غير الملوك، مش هيجي عليهم اليوم واللي يتجوزها فيه سواق أبدًا".
4
قهقه بنبرة عالية، يسأله بتهكم واضح"وأنت بقا مَلِك!، ربنا يهديك بجد، دانية أصلًا مش شيفاك".
+
_وأنت أهلها كلهم مش شايفينك، خد بالك متحلمش حلم كبير عشان متفوقش على كابوس.
حذره في النهاية بنبرة ماكرة للغاية، قلدهُ بالنهاية مع غمزته، أكمل تيم ضحكاته، أبتعد عنه بـرزانة شديدة بعدما توقف عن الضحك، اتجه تجاه دانية الواقفة مع شقيقتها والصغير بجانبها، اقترب منهم يـحمل الصغير بين يديه بمـرح يـسأل والدته بـمراوغة"عيزاه ولا أخده أروح بيه؟"
+
_حبيب قلب مامي مقدرش استغنى عنه.
أجابته بـنبرة ناعمة رقيقة كطبيعتها، رقيقة للغاية كشقيقتها بالضبط، لـيشير على "دانية"يُعيد سؤاله عليها لكن تلك المرة بنبرة خبيثة مزينها بـخفة دمه"طب وأختك دي بقا عيزاها ولا؟"
1
نظرت له"رزان" نظرة مطولة، قطعتها بنظرتها لـ"حسن"الواقف بعيد عنهم لكن عيونه عليهم، مُغتاظ، مُشتعل من تقرب تيم لـشقيقتها، مِن خبرتها الطويلة فـالاثنين عاشقين لـشقيقتها، الاثنين يتمتعوا بوسامة شديدة، يكفي "حسن"بـبذلته السوداء وعـيونه الـرُمادية، وبـشرته البيضاء، وشعرهُ الكـثيف، وطـولهُ!، جسدهُ الرياضي!، قلبـهُ!، كل هذا تيم يتمتع بهُ أيضًا لـكنه سائقها!!، الحياة ليست عادلة مع الجميع، إذا طالها"حسن"فـ"تيم"سَيكُن الخاسر، وإذا طالها تيم فـحسن سيتألم للغاية، تعلم بمشاعره تجاهه منذ العامين، هو من أعترف لها، الجميع يـحبه، لكن السؤال هنا دانية تحب من؟!
6
وجهت نظراتها تجاهها لتجدها مندمجة للغاية معه، تضحك وتدفعه في ذراعه بخفة، تتذمر، تتفاعل معه دائمًا، وهي بعادتها لم تكن متفاعلة مع الرجال إطلاقًا، عكسها تمًاما فهي منذ صغرها تـتفاعل مع"حسن"وزوجها"محمد"وأولاد عائلة أبيها، وعائلة والدتها، لطـلاما دانية لا تحب معملتها مع الأولاد، حتى بعدما كبرت كانت متحفظة للغاية، إلا هو!، وهذا لا يُليق عليها، ولا يعجب أحد من عائلتها، شقيقتها مُتيمة بـه للأسف!، تكفي نظراتها لـهُ، تذكرها بنظراتها لزوجها الحبيب، لكن دانية أخطأت عندما وقعت بحبه؛ علاقة مثل تلك لن تدوم، مُحكم عليها بالفشل الذريع قبل حدوثها، فـهانم وسائق لا تليق إطلاقًا!
10
هُناك كان "حسن"مستشيط وهو يراها تضحك معه بتلك الطريقة، لماذا لا تفعل معه نص ما تفعله مع"تيم"!، هو صديقها منذ الطفولة، صديقها حتى بنفس المجال، وصديق أخيها، دائمًا معهم كـظلهم، لماذا لا تضحك معه وهو يفعل كل مافي وسعه حتى يضحكها ويرسم البسمة على وجهها؟!!، ما المُميز بـذاك السائق!
6
بينما يقف"تيم"بدون أي مجهود منه تضحك معه دانية، لاحظ استشاطة الآخر، ليبتسم بـثـقة شديدة، أوصل له المعلومة، دانية تخـصه هو، وهو يخصها…!
9
"______"
+
تـلـفتت يمينًا ويسارًا وهي تُعد الأموال كاللصة!، وكإنها ليست أموالها؟، انتفضت بفزع تُلقيهم بالخزانة، مستديرة للخلف تلقائي، دلف عليها يحدثها ساخرًا منها"طلعي الفلوس ومتبقيش عاملة زي الحرامين كدا".
1
استعادت شجاعتها، لاوية فمها بـقرفٍ، متحدثة بشراسة"دي فلوسي مش بتاعتك".
+
_عارف، وعارف إنك كل يوم بتدي منهم لأخوكي، لو كنت عايز أخدهم منك زي ما إنتِ فاكرة كنت خدتهم من زمان، لكن لاء أنا ازودهم ليكِ.
نطق بها بنبرة خاشنة وبالنهاية ختمها بحنان!، أعطت له ظهرها مردفة باستهزاء"هتزودهم من الفلوس الحرام؟، فلوس المخدرات"
2
لـم يُجيبها لكنه أشتعل منها، اتجه صوب فراشه يسحب السيجار الخاص بـه المـملؤ يشعله، مقترب منها يـنفث دخانـه في وجهها بـفظاظة، يحدثها بقسوة من بين شفتيه"فلوس المخدرات إللي بتاكلي كل يوم بيها وبتشربي منها".
2
ابتعدت بوجهها بتقزز، مدافعة عن نفسها بـتصميم"ربنا عارف إني عايشة هنا مقهورة غصب عني".
+
_بس أخوكِ بكـيفه.
رمى بجملته الغريبة واتجه ينام فوق الفراش بمنتهى البرود، تاركها بدوامتها لا تفهم شيء، استفسرت بعدم فهم"أخويا مالوا؟"
1
_مهندس قد الدنيا، مش عايز أسمع صوتك.
رد عليها بـصرامة ناهي النقاش الدائر بنظرة حادة منه، صمتت ولـم تتحدث، بداخلها يحترق خوفًا على أخيها، تتمنى ألا يُصيبه مكروه، لكن كيف لا يصيبه وأخيها في الوحل يـغترق؟؟
3
"______"
+
حـل الصباح عـليهم، لتـستيقظ بنـشاطٍ على وقت معاد مدرسة شقيقتها، وضعت الأموال في حقيبتها الخروج، ارتدت عباءتها وطرحتها منتظرة شقيقتها حتى تأتي، أتت بعد وقتٍ قصير لـتذهب معها لمدرستها، وقفت لـيل عند أكثر مِن مـحل هداية لتـنتقي لـمديرتها ومعلمها هدايا كـإعتذار، بعدما انتهت من الشراء دلفت به إلي المدرسة متوجه تجاه مكتب مديرة المدرسة، مر نصف واعتذرات ومُحايلات "ليل"لا تنتهي، وافقت المديرة على مضض أن تأخذ الهدية العُبارة عن"آية قرآنية مُبروزة"بحجم كبير، و برفيوم من أغلى المـاركات، تحدثت بـنبرة صارمة للغاية_:
2
_انا لولا إنك جيتِ مكنتش دخلت المدرسة أبدًا، عشان خاطرك بس قعدت معاكِ بس لازم المستر إللي اتخانقت معاه يجي وهو يقرر ترجع ولا لاء.
+
هزت رأسها بتأكيد مردفة بـ"حقكم حضرتك، اتفضلي خليه يجي وأنا هعتذرله".
+
_لاء لاء أنا مش هعتذرله.
قالتها بتصميم، ثابتة على مبدأها، نهرتها المديرة بجملتها المنفعلة"إنتِ قليلة الأدب كمان مش عايزة تعتذرلي؟، يعني أختك تعبان معاكِ وبردو إللي في دماغك في دماغك؟"
+
"سيبك منه حضرتك، خليه يجي وهتعتذرله ورجلها فوق رقبتها".
+
قالت بأمر لها وستنفذه، جاء المعلم بعد دقائق، ما أن رأها حتى تحدث بفظاظة"البت الـزبالة دي جت هنا ليه؟"
+
انفلت زمام غضبها، مطلقة عليه لسانها"أنا مش زبالة، أنا عشان بقول الحق مش عاجبك".
1
_منة اخرسي أختك لسة معتذرة متخلنيش أرفض اعتذارها وأسلمها ورقك، أنا مش فاهمة إنتِ إزاي مش متربية كدا!
استنكرت المديرة بـاشمئزاز منها.
1
رمقتها"ليل"بخزى، منة لا تُراعي حتى إنها أتت مخصوص لأجلها!، شعرت بها وبحزنها لـتردف بآسف"أنا آسفة يا مستر".
+
اقتربت منه ليل تمد يديها بحقيبة هدايا كبيرة كلفتها أموالًا كثيرة، مردفة ببسمة متكلفة"أقبل حضىتك آسفها والهدية البسيطة دي وصدقني هتلاقي منة جديدة خالص".
2
_بنتك ولا أختك دي قليلة الأدب، بتبجح فيا، دي حلال فيها يتقدم شكوى تقعدها من التعليم خالص، أنا بس عشان مرضاش أضر حد فمش عايز اضرها.
+
هزت رأسها تؤكد حديثه، تتآسف له بدون توقف، حتى مَن عليها أخيرًا ووافق، لكنه اشترط بجملته"بس البنت دي متجيش غير على الإمتحانات بس، يبقا زيها زي المفصولة لكن تحضر الإمتحانات بس".
+
اغمضت عيونها بانهاك، تسأله بحزنٍ"ليه بس كدا يامستر ما إحنا بنتأسفلك أهو، حقك عليا".
+
بداخل منة يرقص من شدة السعادة، كانت لا تأتي إلى المدرسة إلا قليل للغاية، حتى ارسلوا لها عدة جوابات تحذير، والآن هما قدموا لها طبقٍ من فضة، المُعلم رفض حضورها لأيام الدراسة العادية لكنه قَبل أن تأتي إلى الإمتحانات، على أساس إذا رفض كانوا سيمنعوها من حقها الطبيعي!، يالـلضحك حقًا!!
1
سبتهم جميعًا بداخلها، أهانوا شقيقتها للغاية، توسلتهم للمرة التي لا تعلم عددها، ستجعلهم يعضوا على أناملهم من الندم، فقط ينتظروا لإنتهاء صفها الثالث وستريهم ماذا ستفعل بهم، وتلك المديرة التي لا تظهر ملامحها من أدوات التجميل ستجعل وجهها المُجعد مشوه، لتضع أدوات تجميل إذًا!
+
رحلوا مم المدرسة وليل نظراتها تملؤها العتاب، زفرت"منة"بضيق مردفة بـ"متبصيش كدا، أنا بكره المدرسة دي أصلًا، وإنتِ قللتِ من نفسك أوي قدامهم".
+
_قللت من نفسي عشانك، وإنتِ معملتيش ليا أي حساب، بس براحتك يامنة، يلا قدامي عشان أنا هحجزلك في سنتر تاخدي كل الدروس مراجعات.
+
_مش لازم أنا ناوية أعيد أصلًا، او أغش من التليجرام أي حاجة بقا.
قالتها بلا مبالاة، هي أكثر أحد معترف بنفسهُ، دفعتها شقيقتها بعنف تحدثها بحدة "لا هتغشي ولا هتسقطي إنتِ تروحي الدروس وترجعي تذاكري وبطلي فشالة بقا، صحابك بياخدوا في أنهي سنتر؟"
+
تأففت بضيق، مُخبراها عن السنتر وطريقه، وصلوا له بعد دقائق معدودة لقربه من مدرستها، صعدت معها إلى السنتر تسأل عن أسماء المُعلمين وسعر الحصة، أخذتها منة بعيد عنهم متحدثة بـ"فاصلي معاهم يختي بلا خيابة محسساني إنك معاكِ ثروة".
3
_ملكيش دعوة زي ما بدي"سيف"هديكِ.
+
قالت جملة عادية للغاية، لكن سألتها منة بصدمة"بتديلوا إيه؟"
+
أجابتها مختصرة وهي ترجع مرة أخرى إلى المُساعدين"فلوس؛ عشان يزود على فلوس الدروس".
1
نزلت الجملة على منة كالصاعقة، أخيها يأخذ الأموال منها!، اللعنة يأخذها ويأخذ من والده!، تمادى كثيرًا، تحدثت بغليلٍ من بين أسنانها"يابن الحرام ياسيف، ماشي نشوف أخرك فين".
1
اتجهت لشقيقتها لتجدخا مندمجة مع شاب ما وتضحك معه!، وقعت عيونها على منة، لتأخذها من يدها مردفة بتعريفٍ"دي منة أختي الصغيرة، أنت عارفها هي بس طولت حبتين، دا"حمزة"يامنة ابن طنط"سلوى"بنت خالة ماما، كنا بنلعب كلنا وإحنا صغيرين، عارفة دا هو إللي بياخد الفلوس ومساعد المدرسين مع صحابه دول".
+
لا تتذكر إطلاقًا ابن بنت خالة والدتها هذا إطلاقًا، لـكنها أعجبت بمنظرهُ، شياكته، أناقته، وسامته، سألت باستغراب"هو إحنا كان عندنا قرايب نضاف كدا؟"
8
ضـربتها فورًا في منتصف معدتها متصنعة الضحك"بتهزر، منة عسولة بتحب الهزار أوي، بص يا"حمزة"منة بتاعت مشاكل لأقصى درجة حط عينك عليها وأنا بقولك أهو لو غابت أو عملت أي مشكلة أتصل على الرقم دا، دا رقم جارتي وكدا عشان أنا تليفوني بايظ فـإتصل عليها هي وهي هتبلغني".
قالت جملتها تدون رقم"ساجية"سريعًا على ورقة صغيرة أمامه، أخذ الرقم منها، متحدث بهدوء_:
_بإذن الله مش هيبقا في أي مشاكل، وأنا هتابع معاكِ، ومواعيد الدروس هكتبها لـمنة دلوقتي، وهاتي رقمك يامنة عشان أدخلك جروبات الواتس.
4
هـزت رأسها تُملي عليه رقم هاتفها، لتأخذها شقيقتها وتـرحل، وصلوا عند منزل والدتهم لـتردف ليل بجدية وهي تعطيها مبلغ من المال كبير في يدها"دا حق الشهر بتاعت الحصص، عشان مش هتجيلي كتير عشان المخفي، لما يخلصوا الشهر الجي تعالي خدي الباقي، وفهمي أمك بقا وكدا إللي حصل وإبقي سلمي عليها".
+
_ما تطلعي معايا يابنتي.
+
رفضت بجملتها وهي تحتضنها وترحل عنها"مش عايزة أشوف بابا خالص، كفاية إنه رميني رمية الكلاب دي، يلا باي".
6
"_____"
+
الـساعة الاثنين العصر، يجلسوا عـلى الكافيه سويًا يتمازحوا، تحدث "عبد الرحمن"بعدم تصديق وصوت ضحكاتة يتعالى"إنت بجد قولت كدا ليه عادي!، ياجبروتك دا أنا امبارح كنت قاعد في بيت ساجية زي الكتكوت المبلول وأمك بتكسفني، وأنت رايح تقوله هتتجوزها!"
4
_مُشكلتك إنك محترم زيادة عن اللزوم، أنا فاهم دماغ حسن كويس جدًا، هو شخص كويس وكل حاجة بـس دا ابن ناس أغنيا أوي كل حاجة هو عايزها مُجابة وتجيله، فهو مضايق إن دانية الحاجة إللي هو عايزها كرفاله فعايز يرسم نفسه عليا عشان أحس إنه أحسن مني ويبعد، بس مشكلته إنه وقع مع واحد مش بيستسلم وبيعافر إنه يكسب الحاجة حتى لو الكل بيقوله هتفشل، يعني تخيل عزمي فاكر إنه عَلُم عليا ميعرفش إني أنا بعلم عليه كل يوم بعد ما أخد معلومات من عنده وأصورله فيديوهات وهو بيعمل عملياته الـ****، ميعرفش إن الكل معايا أنا والأدلة معايا أنا، فاكر إني مُستسلم، لاء وهو عارف إني شغال سواق عند دانية، وأنا سايبه يطمن من نحيتي خالص، عشان أما أعلم عليه يعرف إني معلم.
3
حديثه واثق للغاية، تجمعت بـ"تيم"كل الصفات، الثقة، الكبرياء، الغرور، خفة الدم، الشهامة، المكر، الخبث، الدهاء، الغضب، الطيبة، الهدوء، الجدية كل صفة وعكسها تجمعت به، يعلم كيف وأين يخرج كل صفة منهم، قلب عيونه يخـبره بـنبرة خافتة بطيئة_:
_بس استعد لإني قررت أوريك الأدلة إللي جمعتها عشان تعرف تـفكر ليها على روقان، عشان إحنا في الجحيم سوا.
غمزه في النهاية مع نبرته المُبطنة بالخبث، على عكس الآخر، شعر بالخوف عليه، هو بالنهاية محامي لكن صديقه يلقي بنفسه هو بالجحيم، غير مجرى الحديث يسأله بعناية_:
3
_وناوي على إيه مع دانية؟
+
تنهدت بقلة حيلة، يـغمض عيونه بـألم متحدث"أنا حاسس إنها بتبادلني نفس الشعور، بس الخوف مش منها؛ الخوف من أهلها، إنت مشوفتش مامتها لما كنت واقف معاها عملت إيه، أنا كنت بتمنى الأرض تنشق وتبلعني، ولا أبوها، عارف المسلسلات لما بتطلعلك ناس كبار كدا معاهم فلوس زي الرز وهيبة وقيمة وسيما؟، هو فـالأكيد هيختار لبنته حد زيه، أنا بس لو أعرف أشتغل شغلانة غير دانية كنت سبتها من زمان أوي واتقدمتلها وانا حاجة تانية، بس أعمل إيه؟"
+
_سيب الشغل، طول ما أنت معاها بتعد عليكم ذنوب، نسبة قربكم من بعض في الحلال قليلة أوي، لكن يمكن لو بعظت وسبتها على ربنا ربنا يعوضك بشغل أحسن من دا بألف مرة، يمكن تطولها قريب أوي، ياتيم إنت عمرك ما كنت كدا، ليه بقيت معاها كدا؟
1
كان حديثه لائم وفي ذات الوقت عاقل للغاية، لكن الأخر متملكه شيطانه، قلب عيونه بغضب متحدث بـ"أم الوصلة الحمضانة، عبد الرحمن أنا مش هسيب دانية، أنت بتقول كدا لإن أيدك في التلج، عارف ليه؟، كل حاجة متوفرة ليك حتى البنت إللي بتحبها روحت اتقدمت ليها من هنا وهتتجوزها من هنا، إنما أنا إللي في النار".
9
صدمه حديثه، ليست المرة الأولى التي يتحدث تيم معه هكذا، لماذا دائمًا يخبره هكذا وهو لا يريد إلا مصلحته!، سأله بنبرة عاتبة"أنا كل دا ياتيم؟".
+
هز رأسه بضيق يتحدث بـ"لاء يا عبد الرحمن أنا إللي كدا، ربنا يهديني".
2
_دا إنت شكلك ناوي تـقلبها خناقة بجد، أوعدك لو شوفتك بتعمل إيه مش هقولك دا صح ودا غلط طلاما بيزعلك أوي كدا، بس لو إنت مش خايف على نفسك من الحساب خاف عليها وأنت مشيلها الذنوب دي كلها.
2
ضحك الآخر بسخرية يضرب كف على الآخر، هاتف بـ"إنت بتحسسني إني باخدها شقتي، وبعدين دانية جد أوي وملهاش في أي حاجة في دماغك".
4
أكد على حديثه بـهدوء"وإنت كمان ملكش في أي حاجة، وقلبك ملوش سلطان وكل الكلام دا، بس أنا كل إللي طلبته منك تقلل الهزار وكل دا عشان ربنا يوفقكم، ومش قصدي أضرك، دا عشان خاطرك، وبعدين انا طلبت أكتب كتابي على ساجية لإني مش مستعد أشيلها أي ذنب ولو صغير وميتحسبش، عايز نبدأ بداية صح عشان ربنا يبارك لينا".
3
شعر الآخر بالضيق من حاله للغاية، دائمًا ينفعل عليه والآخر رد فعله يكون هادئ حنون للغاية، زفر بعنفٍ، متحدث بآسف"أنا آسف عن طريقتي، حقك عليا أنت معاك حق، مبروك ياصحبي ربنا يتمملك على خير".
1
"الله يبارك فيك، عقبالك إنت ودانية يارب".
+
"______"
+
أي وقحـة تلك!!، تعلم إنه يعلم بفعلتها ومع ذلك وافقت على عرض زواج أخيه، لعنك الله يا"ساجية"جالبة المصائب، ضغط على شفتيه السُفلى بغليل مُردف:_
_انتِ عارفة إني عارف بقرفك ومع ذلك وافقتي؟، إنتِ إيه يابت مش بتخافي!، مش بيهمك حد!، يعني من وسط المنطقة كلها ملقتيش غير اخويا!!
1
دافعت عن نفسها بنبرة شرسـة"أخوك هو اللي مش مديني فرصة، قولت ألف مرة لاء ومع ذلك بيطلع بحلـول، أنا مليش دعوة، روح فَركِش الجوازة أنت".
+
"يابت انتِ مش بتحسي، بأي وش بتكلميني كدا!، آه هفركش أم الجوازة دي من غير رأيك، ما أنا مش على أخر الزمن أخويا يتجوز واحدة زيك"رمى عليها بنظرات اشمئزاز، حديثه مُهين للغاية، لتـبتلع إهانته لهـا، لتتـحدث بخزى بعد ثوانٍ، مُرجياه بعيونها الدامعة"عارفة إنك شايفني مُقرفة، لكن مُمكن متحكيش ليه عن اللي حصل".
+
سخر منها بضحكاته، ليردف وهو يحاول التحكم في ضحكاته"محكيش ليه!!، ده أنا هشهيصك".
1
ليكمل ببـسمة ماكرة تلاعبت على محياه"ده غير بقا مامتك لما تعرف، ده أنا هفضحك"هددها بفضحها مع غمزة ماكرة منهُ!!
4
أرتجفت بِرُعبٍ، حاولت التحكُم بنفسها العالٍ، لتـترجاه بـخـوفٍ_:
_أنا عارفة واللهِ إني غلطانة وأستـاهل ضـرب الجـزم، بس أرجوك بـلاش تعمل كدا.
+
بـَكـت بـنـبرة عالـية عـقب إنتهـاء تـوسُـلـها لـه، وضـعت كـفيـها الاثنيـن على فمـها مُحاولـة منع شهـقاتهـا مـِن التعـالي، ارتـجـفـت بـِفـَزع عـندمـا استمعت إلى حديثـه الـمُتلاعب بـأعصابهـا_:
_إيـه رأيك نحـكي ليهـا ونحكـيله هو كمان عن وشك اللي محدش يعرفـه غيري أنـا، ونعـرفهم إنتِ إيه وبتعملي قدامهـم إيه؟
2
صـمت يُتابـع تعابير وجـهـها إلى الذعر، لـيُتابع حديثُه مُستهـزاء بهـا بـنبرة مُـشاكسة"إنتِ ملاك الرحمة!، إنتِ "ساجية"إللي أخويا مُتيم بيـها!، ليه كدا ياملاك الرحمة بس!!!
3
"إنتِ عارفة الأحسن من إني أنا إللي أحكي لعبدو إيه؟، الأحلى إن حبيب القلب باسم هو إللي يحكيله وبأدق التفاصيل"غمـزها في النهاية، لـتـتهاوى أرضًا بـعدم تصديق، أخذ جسدها يرتجف بـشدة، سيفضحوها بتلك الطريقة…!
7
"_____"
+
حرفيًا منتظمة انتظام🤩🤩
+
حرفيًا معنديش متابعين يسألوا عني بختفي ليه😔
2
اكتبوا كومنتات واعملوا النجمة وإلا كدا مش هنزل البارت إلا بعد سنة هه.
+
ويجماعة توقعاتكم للكابل وحياتهم بقا🤩🤩
4