اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم بسملة محمد 


                                    
|رَجفَة مِن نوع خاص|
"الحلقة الثالثة والعشرون_كتب كتاب"

1


"_______"

+


_عمرك ما فكرت إني ممكن أعملك في الأكل سم؟

+


تـرك الملعقة من يدهُ، يرمقها بنظرات غير مصدقة، متحدث سريعًا"لاء طبعًا مش أنتِ".

+


_لاء أنا، وأعمل أكتر من كدا كمان.
قالتها بطريقة خافتة ماكرة مقتربة من جانب أذنه تهمس بـ"كُتر البُكا بيعلم القسى، وبعدين يعني لو سَميتك هيحصل إيه؟؛ هتعدم؟، عادي ما أنا كل يوم بموت وأنا معاك، موتة بموتة".

+


بالنهاية أخرجت القطرة من بين ملابسها تضعها فوق الطاولة أمامهُ، ابتعدت عنه تقابل نظراته المنصدمة بنظراتٍ شامتةٍ، سممـتهُ!

1


زاغت نظراته المنصدمة، يسألها بغير تصديق"إنتِ بتعملي كدا ليه!، عشان قُصي؟؟"

1


_لاء، عشان إنت إللي دمرتني، وأنا مش بكره في حياتي قدك.
صرخت بها بنبرة عالية، تهاجمه في النهاية بضربها لهُ في ذراعيه، ظلت تتحدث كثيرًا، تصرخ عليه، تعانفه، تبكي بهستريا_:
_أنا عمري ما كنت كدا حتى أما بابا كان بيضربني، أنت السبب، أنا بكرهك أوي، مش بحبك مش بطيق وجودك، طلقني بالله عليك وأنا أقسم بالله لو قصي رجع مش هتجوزه هو خلاص إتجوز، وأنا رضيت بالأمر الواقع بس والله ما هستحمل كدا، والله مش عايزة منك أي حاجة غير إنك تطلقني.

4


كانت تظن إنه سيضربها، يصفها لكنهُ سحبها لأحضانة، يمسد على شعرها بحنان، يحاول تهدِئتها، أحاطها بين ذراعيه ومازالت تبكي، تفوهت من بين حديثها"أنا مقدرش أقتل نملة والله بس أنت هتوصلني يا أقتل نفسي يا أقتلك، دا مش سم قوي دا بس بيتعب المعدة والجسم لمدة يومين، عشان بس تخاف مني وتطلقني، بس أنا مكنتش أقدر أموتك عشان بخاف من ربنا لكن إذا كان على الموت فأنا كدا كدا بموت مش فارقة، أبوس أيدك يا"حاتم"طلقني".

7


ليس مِن الساهل تركها، ليل وقعت ضمن مُمتلكاته، دَون عليها اسمهُ، أبعدها عن أحضانه ينظر لعِبراتها، ونظراتها المتوسلة، ووجهها الأحمر بالكامل، امتدت يدهُ تُزيل عباراتها بهدوء يتحدث بنبرة هادئة"هطلقك؛ أما تخلفي ليا الولد".

10


كانت ستبتسم لكنها تلاشت بسمتها فورًا تخبره سريعًا بنبرة مرتعشة"لاء لاء مينفعش أنا ابني مش هيتربى معاك، أنت تاجر مخدرات فاهم!، أنا مستحيل أخلف منك لاء".

+


"براحتك ياليل بس طلاق مش هطلق"قالها محرك ذراعيه بلا مبالاة، لتجفف دموعها بيدها سريعًا تتحدث بنبرة منفعلة"روح خلف مِن حد موافق عليك وهات منه الولد لكن أنا بكرهك ليه رابط الولد بيا!"

2


_عشان أنتِ الوحيدة إللي عايزك ام لعيالي الباقي دول تسالي.
أجابها مُمسك بوجهها بطريقة مَرحة، ثوانٍ وأمسك معدته يتألم منها، رمقها بنظراتٍ حادة"المفعول اشتغل إحمدي ربنا إني بدأت أتغير معاكِ كان زمانك مدفونة مكانك على الحركة الـ"نهى جلمته بكلمة وقحة.

1



                
نهضت من مقعدها بغضبٍ تتشدق بنبرة عالية وقحة"الحركات دي أنت إللي بتعملها، ياريتني يا أخي كنت حطتلك سم حقيقي لكن دا حتى الدوا مأثرش عليك، بس معلش الأيام بينا كتير ومتكلش مني بعد كدا عشان إعرف إنك هتموت على أيدي".

1


كان سيصفعها لكنه تمالك أعصابه، وقف بمنتهى الهدوء يُصدمها بفعلته، سحبها من ذراعها يضغط عليه بعنف مُديره خلف ظهرها يحدثها بنبرة حادة متوعدة"صوتك بقا عالي وأنا بحاول اتحكم في أعصابي، عايزة تسمِّيني أوي أوي معنديش مانع، بس اعرفي إنك إنتِ إللي مش عايزاني أبقا كويس معاكِ، هتتعوجي مش هعدلك لاء هكسرك فاهمة ولا لاء؟"

+


تلوت بين يديه تلعنهُ بصوتٍ عالٍ، بالفعل انفلت زمام غضبه ليدفعها تسقط على المقعد الخشبي أمامه، ليـلقي في وجهها الصحون يحدثها بعصبية مفرطة"إنتِ فكراني مش قادر عليكِ!، دا انا أقدر أموتك ومحدش يقولي ليه، إنتِ إللي زيك بدوس عليهم، اصبري عليا من هنا ورايح هعاملك زي القرف".

9


تركها وذهب مِن أمامها يدلف غرفته، خرج بعد دقائق معدودة يلقي نظرة عليها ليجدها في مكانها ولم تتحرك، تمتم ببعض الكلمات البذيئة ليغادر المنزل مغلق بابه بقوة خلفه، لم تهتز لها شعرة حتى، نهضت بـبرود تجفف دموعها بمنتهى الأريحية، وكإنها ليست من دقائق معدودة كانت منهارة!، إرتدت عباءتها السوداء، تضع فوق شعرها طرحتها بعناية، غادرت منزلها تصعد لمـنزل ساجية تدق بابها لتفتح لها بعد برهة واضعة خِمارها البيتي فوق رأسها، ابتسمت لها بترحيب، تفسح لها الطريق للدلوف، دلفت متحدثة بـنبرة مرحة_:
_بتعملي بسبوسة؟، الله الله بجد.

+


_ماما قالتلي أعملها عشان عبد الرحمن جيلنا إنهاردة على الساعة ستة كدا.
أخبرتها باختصار متجهة صوب المطبخ، لتلحقها الأخرى متحدثة بنبرة لا مبالية"حطتله الدوا وياريت أثر يختي، قولتله وجالي إنهيار معرفش إزاي".

+


ألقت "ساجية"من يدها المنشفة الصغيرة، تسألها بصدمة"قولتيله إزاي!!، ينهار أسود أوعي تكوني قولتِ إن أنا إللي قولتلك عليه، أنا مش قده ومش ناقصة كمان".

3


دفعتها بخفة في ذراعها الأيمن مردفة بحنقٍ"شيفاني عيلة صغيرة عشان أقوله!، وبعدين محسساني إنه سم بجد".

+


_أكيد يعني مش هتقتليه!
استنكرت بجملتها، لتضحك الثانية بخبثٍ، رافعة حاجبيها بمرحٍ"تؤ مش هموته، هفرسه بس، هشله، هجلطه كدا يعني".

+


ابتسمت شبه بسمة ساخرة تسألها باستعجاب_:
_هو إنتِ إزاي كدا؟، يعني معظم الوقت أما بتطلعي ليا بتقعدي تضحكي وتهزري وأنا عارفة ومتأكدة إنك من جواكِ بتتقطعي.

+


صدرت منها تنهيدة على مهلٍ، تلوي فمها بتهكم من حالها، لتطرح هي عليها سؤالًا"طب ولما أقعد أعيطلك هستفاد إيه؟، هشيلك هم فوق همك، وبعدين أنا مش بحب أبقا ضعيفة، أنا إنهاردة يمكن تالت مرة أعيط في حياتي قدام حاتم، بس معلش مش هتتكرر تاني".

+



        

          

                
"يابختك بجد"كلمة عفوية خرجت من بين شفتيها، لتكمل بنبرة حزينة مخفضة رأسها"أنا لا قوية ولا حتى بعرف أسيطر على دموعي، أنا بعيط بسبب أي حد وأي حاجة، عيطت قدام باسم كتير ويوسف وخالد، حتى عبد الرحمن، حتى في الشارع، والمستشفى، عمري ما كنت قوية".

+


_بالعكس واللهِ إنتِ قوية أوي.
نطقت بها سريعًا، لتعترض الأخرى بكلمتها"لاء، لاء".
_صدقيني يا"ساجية"إنتِ قوية، نسيتِ ساعة حاتم لما كنتِ عندي؟، نسيتِ أما يوسف وصاحبه وقفوكِ في نص الشارع وإنتِ ضربتيه وعرفتيهم إن الله حق، ولا ساعة الأتوبيس، ولا ساعة ما باسم وقفك في العمارة غصب عنك، ومواقف كتير ياساجية، طبيعي إنك تعيطي لإنك شايفة إن الكل بيجي عليكِ، لكن في أي وقت بتتحطي في موقف صعب بتثبتِ إنك قوية، سيبك من كل دا فاكرة أما حاتم كان هيموتني وأنتِ إللي لحقتيني لما خبطتي على تيم عشان ينزل يلحقني، وسرقتي المفتاح ودخلتي لحقتيني، كل دا ومش قوية ؟

9


"المواقف دي بتبقا لا إرادية، بتبقا رد فعل بسبب خوفي".
وضحت لها بهدوء وهي تُعد الحلوى، استدارت تخبرها بمرحٍ"نويت أستغلك وتعملي معايا الحمام عشان ماما دبستني في الأكل دا كله لوحدي".

+


_إنتِ بتعملي أكل إيه؟
سألتها بفضولٍ تستنشق الرائحة باستمتاع، لتجيبها الأخرى بحماسٍ، مشيرة على الأواني"دا رز بسمـتي، ودي حلة بطاطس بالطماطم بالبصل، وهصبع الكفتة والحمام ناقص تساعديني فيه بس عشان صعب عليا، ماما عزمته وسابتني تعبت بجد"قالت جملتها الأخيرة حانقة على والدتها، ضحكت عليها تنكزها في ذراعها مردفة بتشجيعٍ"طب واللهِ تسلم إيدك ريحة الأكل جامدة أوي، ولا البسبوسة تجنن، يابخته عبد الرحمن محظوظ بيكِ واللهِ".

2


اختفت بسمة"ساجية"تلقائي، تركت ما كانت تفعله بيدها لـتردف بنبرة مضطربة"محظوظ!، دا أكتر حد مخدوع، فاكرني حاجة وأنا حاجة تانية خالص".

+


حاوطتها بيدها تـضمها إلى صدرها، تبث بها بعض الثقة"إنتِ كويسة يا"ساجية"كفاية إنك توبتِ عن ذنب عملتيه".

+


_عبد الرحمن لو عِرف أنا هروح فيها، المصيبة إني مش عارفة لا اقوله ولا أرفض.
قالتها بقلة حيلة، تشعر بالاختناق، غلطتها تُقتلها كل يوم بـِبُطء، وزاد عليها"عبد الرحمن"يتحدث عنها وكإنها ملاك لا تُخطيء، ستخلف جميع توقعاته، اللعنة لماذا فعلت بحالها هذا!!

4


أبتعدت عنها تُمسك بوجنتيها تُحدثها بـحنانٍ متوقع منها"سبيها على ربنا، وبعدين عبد الرحمن حتى لو عِرف مستحيل يفضحك، دا من حظك إنك وقعتي مع حد زي عبد الرحمن، بس نصيحة من أختك عبد الرحمن لو عرف من أخوه قبلك هتبقي في ورطة".

+


ضمتها "ساجية"وكإنها طفلة صغيرة تختبئ بداخل أحضان والدتها الحنونة، بادلتها العناق بـشفقة، ممسدة على شعرها برفق شديد، تحدثت"ساجية"بنبرة مترجية"متسبنيش يا"ليل"لوحدي، أنا أول مرة يبقا عندي صاحبة تحبني، أنا حكيتلك حاجات أنا كنت عمري ما أتخيل إني هحكيها لحد، بالله عليكِ متبعديش عني، أنا من غيرك أموت".

3



        
          

                
_بس بس واللهِ ما هبعد عنك، اهدي كدا ومتخافيش خالص، أنا جنبك علطول وفي أي وقت أوعدك.
وعدتها بصدق، وعدتها بعدم تركها وكإنها طفلتها وليست جارتها!، لن تـبتعد عنها هي أخبرتها!

6


"______"

+


الساعة الرابعة عصرًا، الهاتف لم يتوقف عن الدق لثانية واحدة منذ نصف ساعة و"تيم"لم يتحرك من مكانه حتى، لم يكلف نفسه ويرى مَن يتصل به حتى!، فتح عيونه بضجر بعدما دلفت شقيقته غرفته تصرخ باسمه بتذمر_:

+


_يابني قوم"دانية"موتت نفسها اتصالات.

+


"اقفلي التليفون وسيبك منها"قالها بطريقة منفعلة ناعسة، ضربت كف على أخر تردف من جديد"يابني عيب كدا دا شغل مش لعب عيال".

1


كان رده عليها وضعه للغطاء فوق رأسه ولم يجيبها، زفرت بضيقٍ لترد هي على هاتفه تتلقي صراخ"دانية"بالكامل عليه"ما تعبرني شوية على فكرة أنت بتشتغل عندي وبدفعلك فلوس عشان تيجي وقت ما أنا عايزة، أنا عمري ما شوفت حد زيك كدا".

+


_استهدي بالله بس يا ست الكل مش كدا، عيل وغلط.

+


استقبلها صوت أنثوي مرح، استغربت مضيقة عيونها، تستفسر بجملتها"أنتِ مين؟"

+


_أنا أخت"تيم"، و"تيم"الوقت إللي كنتِ بتتصلي بيه كان في الحمام وقالي أرد عليكِ هو أصلًا كان فاكر عبد الرحمن إللي بيرن عشان كدا مردش، مش قاصده يتجاهلك خالص.

1


كذبت بطريقة دبلوماسية ونبرة جادة للغاية، لم يرف لها جفن حتى،  والأخرى صدقتها، حمحمت بخجلٍ مردفة"مكنش قصدي اتعصب عليه بس هو دايمًا مش بيرد على اتصالاتي قصد".

1


استمع "تيم"لكذبة شقيقته، مضيق عيونه من تمثيلها عليها، أعتدل في نومته يسحب منها الهاتف، دافع وجهها بهمجية، يكتم الصوت محدثها"يكدابة، يكدابة هتروحي من ربنا فين؟"

+


اغتاظت منه لتهجم عليه تخدش وجه بأظافرها، تتحدث بنبرة غاضبة"أتصدق أنا غلطانة إني بكدب عليها عشان اساعدك، دي كانت مشحونة عليك، هات دا كدا".
نهت جملتها تسحب الهاتف من يدهُ تفتح الصوت تخبرها بنفس نبرتها ولكن سريعًا"على فكرة تيم كان صاحي ومش عايز يكلمك وبيقول عنك صداع وبيتجاهلك قصد وأنتِ معاكِ حق".

3


نهت حديثها تلقي الهاتف فوق الفراش مرتسم على وجهها بسمة منتصرة، قبل أن يوضح تيم موقفه لـ"دانية"أغلقت الهاتف سريعًا، انتفض من فوق الفراش يركض خلف شقيقته يـلعنها بصوتٍ عالٍ، رأته بتلك الحالة لتركض تختبئ خلف والدتها بالمطبخ متحدثة بثرثرة ونبرة عالية"ماما بالله عليكِ حوشي تيم عني".

+


"مش هكلمك بس عشان أمك واقفة بس اصبري كلها ربع ساعة وهتنسي وهفرمك"توعدها بجملته يرجع مرة أخرى لغرفته يجري أتصالًا مع"دانية"أجابته بعد وقتٍ تردف بنبرة حزينة"نعم، في حاجة؟"

1


هل جَنت! هي التي لم تتوقف عن الاتصال به لمدة ثانية حتى!، وبالأخير تسألهُ هو"يابنتي هو إنتِ إللي كنتِ بتتصلي ولا أنا؟؟"

+



        
          

                
_لاء أنا، كنت متصلة أفكرك إن عيد ميلاد"أنس"إنهاردة وهو كان عازمك من أسبوع.
قالتها بطريقة لم يحبها، كانت عملية للغاية، استفسر منها بسؤاله"إنتِ صدقتِ كلام شهد؟، دي بتهزر".

1


وكإنها كانت منتظرة سؤاله لتنفجر بهُ لكن كان إنفجارها حزين"أنا مش صداع يا"تيم"، وعلى العموم هبطل أتصل بيك تاني ولما أعوزك تيجي هبعتلك على الواتس أقولك، وآسفة مش هتصل تاني".

6


ضغط على عيونه بقوة، شقيقته الحمقاء أفسدت كل شيء، بـرر موقفه بـنبرة محروجة، يحك فروة رأسه بتذمر"صدقيني دي كدابة واللهِ، أنا آه كنت نايم ومش عايز أرد بس صحيت لما ردت عليكِ وزعقتلها فعشان كدا قالت الكلام دا".

+


_خلاص مش مهم، تعالى خدني يلا.

+


أغلقت الهاتف معه، لينهض راكض للخارج، دلف غرفة شقيقته ولم يجدها ليعلم فورًا إنها تختبئ، وجد أدوات العناية بالبشرة وبعض الميك أب موضوع على تسريحتها، ليرمقهم بدهاء متجه إليهم، نطق اسم شقيقته بنبرة عالية وهو يمسك أشياءها في يدهُ، يعلم أسعارهم غالية للغاية، سيحصرها عليهم، أكمل بنبرة عالية متشفية_:

+


_متطلعيش ياشهد، بس أنا معايا الاسكين كير بتاعك.
قبل أن ينهي جملته خرجت من تحت سريرها تقترب منه تصرخ بإنفعالٍ"لاء أبعد عنهم، دا بـ300جنيه، أبوس أيدك سيبه دا أنا قعدت اسبوعين أعمل الشقة لوحدي عشان ماما تجيبه، طب سيبه وخد أي حاجة تانية"

3


ضحك عليها يبتعد وبسمة منتصرة مرتسمة على شفتيه، أردف متصنع الذكاء"فكراني غبي؟، كل دول مش بيتكسروا دا البتاع الوحيد إللي بيتكسر، هكسره حالًا"رفع يده ليـكسره لكنه قبل أن يتركه يتهشم صرخته فيه بهسترية وعيونها معلقة بالجوهرة الثمينة التي في يده

+


_لاء بالله عليك، واللهِ هموت وراه، والله هتصل أعتذر لدانية بس سيبه 

+


"تعالي هنا طب عشان مكسروش"أشار بجانبه وهو يهددها بتهشيمه، اقتربت تقف بجانبه، وضعه أخيرًا فوق تسريحتها مجددًا ليستريح قلبها، لكنه امسكها من شعرها يهزها به بعنف"بقا أنا بقول كدا على دانية".

1


أجابته متذمرة من بين صراخها"والله آه بتعمل كدا، كل يوم على الحال دا".

+


_وحتى لو كدا متقوليش ليها أنتِ عيزاها تطردني؟؟

+


سألها وشرارات الغضب تطاير من عينه وهو مازال يهزها، صاحت بنبرة عالية متعبة"دوختني الله يدوخك سيبني بدل ما أضربك أنا كل دا سكتالك".

+


تركها يدفعها بعنف لتسقط فوق الفراش، يحدثها باستهوان"وريني هتعملي إيه".

+


ركض من جانبه تصرخ باسم والدتها تغادر الغرفة سريعًا"يمــامــا ابنك بيضربني وبيستقوى عليا عشان بس كل دا بقوله روح لدانية وبطل تعذبها".

1


والآن ستتخذ دور الضحية وتبكي، خرج بالفعل وجدها تختبئ في أحضان والدتها تدمع عيونها، سخر منها بجملته، مع تصفيقاته لها الحارة والدرامية"قــاط هايل هايل يفنانة، كل يوم تمثيلك بيعجبني وبتتقدمي فيه، بيعجبني الناس إللي بتراعي ربنا في شغلها".

2



        
          

                
ضحكت والدته وشاركتها شقيقته، تحدثت والدته له ومازالت تضحك"خلاص بقا ياحبيبي كبر مخك وروح شغلك".

+


_عشان خاطرك أنتِ بس، أنما بتاعت الچل أبو 300جنيه دي حسابها معايا بعدين.
استحلفها بجملته ونظراته، متجه صوب غرفته يغلق بابها خلفه، استغلت هي الفرصة تصرخ بنبرة عالية تصحح كلمته"اسمه اسكين كير يجاهل".

+


"_____"

+


هبطت بعد وقتٍ مِن منزل "ساجية"لتقع عيونها على شقيقتها الصغرى تجلس على أحد الأدراج، مستندة برأسها على الحائط، دموعها متجمدة على وجهها، مغلقة عيونها باستسلام شديد، وقع قلب الأخرى خوفًا عليها، هبطت سريعًا تجلس أمامها تُهزها برعب مسيطر عليها، فتحت الأخرى عيونها ببُطء، ابتسمت لها بحنين تخبرها بنبرة خائفة"ليل إنتِ كويسة؟"

+


طرحت عليها السؤال لتسحبها إلى أحضانها مكملة بـنبرة باكية"خوفت يكون حصلك حاجة جوة، بخبط على الباب بقالي ساعة ومحدش بيفتح، جت في دماغي أبشع السيناريوهات".

6


شعرت"منة"بالراحة والاسترخاء عندما ضمتها، كانت تحتاج لعناقٍ طويل بينهم، عناقٍ تخبرها به عن مدى احتياجها لها، عن مدى بشاعة المجتمع، عن كم الأذى النفسي التي تتعرض لهُ، عن ما أصابها، وما أصاب شقيقهم، ما حل فوق رأسهم، شددت"ليل"من ضمها، تحاول التهدئة من روعها، تزيل دموعها من فوق وجهها المُحبب، بكت معها وهي ترى رعبها بعيونها، لم ترى شقيقتها من قبل بتلك الحالة!، بذلك الضعف!!_:
_بس يعيوني بس، محصليش حاجة أهو أنا بخير، كفاية عياط ياحبيبتي وفهميني براحة إيه إللي حصل.

+


استعادت رزانتها من جديد، مبتعدة عنها لتنهض من مكانها متحدثة بسخرية مريرة"كالعادة اتخانقت في البيت والمرة دي مش مع ابوكي بس، لاء دا مع البيت كله".

+


_ليه اتخانقتِ مع ماما وسيف!
استفهمت منها مستغربة بعدما دلفوا إلى المنزل، لتتحدث الأخرى بغليلٍ واضح"متجبليش سيرة "سيف"دا تاني أبدًا، مش عايزة أسمع سيرته".

+


تجعدت ملامحها، أصبحت واضحة للغاية معالم الصدمة عليها، أردفت بعدم تصديق"للدرجاتي زعلانين مع بعض ؟؟، اتصلي بيه يجي أصالحكم".

+


_ونبي اسكتِ بقا، سيف مش فضيلي خليه في نفسه، ومش عايزة أتكلم عنه عشان مش طيقاه.
تأفأفت بعدما نهت جملتها، مقلبة عيونها بانفعالٍ واضح، هزت"ليل"رأسها بغير رضا تردف بعتاب"كدا مينفعش يامنة، قوليلي زعلانين ليه عشان أحل الموضوع".

3


_فاكس أنا كدا كدا جاية أطمن عليكِ وهغور.

+


قالت جملتها بلا مبالاة، تلقي بجسدها فوق الأريكة، تذكرت أمر طردها من مدرستها، لتتحدث فورًا بضحكة متهكمة وكإنها لا تُبالي"آه يا"ليل"مش أنا اتطردت من المدرسة؟، وخدت قبلها من المستر والمديرة علقة موت".

+


ختمت جملتها، لتشهق الأخرى بفزع ضاربة صدرها بعنفٍ، قائلة"ينهار أسود لييه!!، عملتِ إيه يامصيبة؟؟"

+



        
          

                
رمشت بعيونها لعدة مرات متصنعة البراءة، مع جملتها البريئة"ولا حاجة أنا طول عمري مظلومة، هو بس شتمت المستر وخليته المسخرة بتاع الفصل، وبجحت فيه؛فضربني وراح اشتكى للمديرة فبجحت فيها فعملتلي جواب طرد ومنتظرة ولي أمري يجي بكرة يستلم ملفي خالص".

1


لا تتحمل كل هذا واللهِ، في يوم ستنهار من الجميع، كل شيء ضاغط عليها، زوجها، عائلتها، حبيب عمرها، مشاكل جارتها، تعبت!!، اللعنة لماذا المصائب تُلاحقها دائمًا!

+


"حرام عليكِ يا"منة"عمرك ما جبتِ ليا خبر عِدل"!

+


ضحكت عليها، تخبرها بمنتهى البرود"فكك روحي بس إنتِ بكرة استلمي ملفي عشان لو قولت لأمك هترقعلي بالصوت".

+


احتقن وجهها، لتمسك شعرها بعنفٍ تهزها به مع جملتها"عيزاني أروح استلم جواب طردك!، يجبلة يامستفزة"!

+


_ما خلاص اطردت أعمل إيه!!
سالتها باستنكار ورأسها تتحرك بعنفٍ، مكملة بنبرة مرحة"روحي إلاهي تنستري استلمي الملف ريحيني من أم المدرسة المقرفة دي".

1


تركت رأسها بقلة حيلة منها، لن يجدي معها جدوى، تتحدث كإنها لا تتحدث، أردفت بنبرة جادة"لاء طبعًا كملي السنة دي هي وتالتة وابقي اقعدي، أنا بكرة الصبح هنزل أجيب هدية للمديرة وللمستر وهحاول اخليهم يرجعوكي المدرسة، إن شاللة أبوس إيدهم".

+


شهقت لها بطريقة رديئة مع حركات يدها المتعجبة"نعم يختي!، بطلي هبل بقا شوية أنا ام المدرسة دي مكنتش بروحها أصلًا يعني كدا كدا عليا غرامات كتير فـفكك".

+


_إنتِ تعباني يا"منة"بجد، بالله عليكِ عشان خطري عدي السنتين دول بالطول والعرض، وأنا هروح اتحايل على المديرة عشان ترجعك بكرة، وإنتِ بطلي مشاكل بقا".

+


_روحي إتحايلي بقا وقللي من نفسك وفي الآخر مش هيوافقوا براحتك.
مازالت نبرتها مستفزة باردة، دفعت وجهها بضيقٍ تنهض من جانبها تدلف غرفتها تغلق بابها خلفها، هزت "منة"ذراعيها بعدم اهتمام، تقلب في هاتفها بلا مبالاة شديدة، تركت الهاتف بعد دقائق من يدها عندما سمعت صوت باب المنزل يفتح بمفرده، كان حاتم، دخل بهدوء شديد، رحب بها بنبرة عادية وتركها ودلف غرفته!!، مستحيل بالنسبة لها، كيف لم يـتشاجر معها، يردد على مسامعها حديثه المقرف!!، كيف لم يفعل هذا؟؟، خرجت شقيقتها من غرفتها فورًا تتحدث بتلبك_:

1


_منة يلا قومي إمشي حاتم جه، روحي على البيت.

+


هزت رأسها ببساطة، تمسك بهاتفها وسماعتها ومِن ثم غادرت المنزل، دلفت"ليل"لغرفتها، تسأل"حاتم"بتوتر_:

+


_جيت بدري ليه؟

+


"أصل بعيد عنك مراتي حطالي سم في الأكل؛ فبطني بتتقطع منه".
أجابها بسخرية لاذعة، كانت تود أن تشمت به بنبرة عالية لكن اكتفت بفرحتها من الداخل، ليكمل هو عندما رأى تعبير وجهها غير مفهومة"بس متخافيش جبت بـرشام وخدت أعشاب كلها بالليل وهفوقلك".

1



        
          

                
ابتسمت بسمة صفراء، تحدثه بـبرود"براحتك كدا كدا قولتلك إنه بيوجع البطن بس".

+


حك ذقنه بعنفٍ، يسألها بحدة:_
_جبتيه منين؟؛ من البت الممرضة صح؟، أنا عارف إنك مش بتفهمي في الحاجات دي، بس لو فاكرة إني غبي معرفش إنك كل يوم عند البت إللي فوق دي واكلة شاربة قاعدة معاها تبقي إنتِ الغبية، أنا بس سايبك تقعدي معاها لإني اتغيرت زي ما قولتلك.

1


زاغت نظراتها بخوفٍ، تنفي برأسها لعدة مرات"لاء لاء مش ساجية صدقني، أنا عرفته لوحدي".

+


"ما يا الممرضة يا أختك الصايعة إللي قالتلك عليه وجبته ليكِ، ما إنتِ مش بتنزلي".
نطق بجملته الحادة، تختبر صبره كثيرًا وهو سريع الانفعال، مازالت على رأيها"لاء محدش قالي ولا جبلي حاجة أنا إللي عملت كل حاجة بنفسي".

+


_براحتك، بس ابعدي الممرضة عن علاقتنا ببعض لإني أقسم بالله يا"ليل"لو حطيتها في دماغي هخليها تموت نفسها، وإنتِ عارفة إني أقدر، فـلا تروحي ليها ولا هي تيجي عندنا لأن أقسم بالله هندمها وهخليها تعيط دم، فـلو إنتِ بقا بجحة ومفيش حاجة بتخوفك فـالتانية دي بتترعب، فاحذري بقا.

1


أقسم!!، ساجية لا تحتاج مصائب أكثر من مصائبها!!، تنهدت بقلة حيلة تهز رأسها سريعًا، ترجته بحديثها"حاضر واللهِ هبعد عنها ومش هدخلها في علاقتنا يس متعملهاش حاجة".

+


نهى النقاش بأمره لها"تقطعي علاقتك بيها خالص يا"ليل"وعلى فكرة أنا ببقا في الشارع وعارف إنتِ وهي قاعدين بتعملوا إيه فبلاش تتذاكي عليا.

+


وافقت بدون تردد أن تقطع علاقتها بها، ستبتعد عنها حتى الأخر لا يؤذيها، صمتت للحظات حتى أردفت بتردد"ممكن أطلب منك طلب؟"

+


ضحك بتهكم وهو يجلس على الفراش، يسألها بنفس سخريته"وياترى إيه الطلب"؟

+


_منة المديرة فصلتها وطالبة ولي أمرها ممكن أروح بكرة المدرسة، ووأقسم بالله هرجع علطول واللهِ ولو مش مصدقني مشي حد يراقبني، بس بالله عليك متقولش لاء.

+


_مع إن أختك بتاعت مشاكل ومتستاهلش أي حاجة حلوة مني بس روحي معاها المدرسة، أهي عيلة بردو.

11


شكرته بـبسمة صغيرة متكلفة، وعقلها شارد بـالمسكينة ساجية، في منزلها وعدتها اللا تتركها والآن ستبتعد عنها بدون أي سبب!

+


"_______"

+


كسب"عبد الرحمن"قضية كانت من أهم القضايا بالنسبة له، وكعادته عندما يكسب قضية يذهب يشكر ربه على فضله وعونه له، ومِن ثم يجري إتصالًا مع والدت"تيم"يخبرها بنجاحة، إنتهى من كل الأشياء تلك ليجد هاتفه يصدح بـرقمٍ غريبٍ، ظـهر الاسم من فوق بـبرنامج"التـليكولر"، كان المتـصل"سعد"أجاب بـنبرة جادة_:

+


_السلام عليكم، أيوة أنا المُحامي"عبد الرحمن".

+


صمت لثوانٍ حتى علم هوية المتصل، عم ساجية!!، يُريد معرفة عنوان مكتبه لـيأتي لهُ هو وشقيقه، أملاءه عنوانه مستغرب سبب الزيارة!

+



        
          

                
"أصل إحنا جينا القاهرة عشان شغل وقولنا طلاما إحنا معانا رقمك وموجودين يبقا نيجي نقعد معاك شوية، ما أنت هتبقا جوز بنتنا بعدين".

4


_طبعًا تنوروا المكتب، منتظركم إن شاء الله.

+


"________"
انتظرها أمام بوابة منزلها، لتـأتي بعد وقتٍ قصير للغاية، تجاهلته تمامًا تجلس في مقعدها الخلفي بهدوء شديد، انطلق بالسيارة ولم يعلق في الأول، رمقها من المرآة يسألها بمرح"طب زعلانة مني ليـه واللهِ ما عملت حاجة ياستي".

+


رمقته بُبرود، ليهتف هو باقتراح جاد"طب إيه رأيك أغني ليكِ"؟

+


_بتعرف أصلًا؟، صوتك حلو؟
سألته بانتباه ونجح هو في لفت انتباهها، ضحك يخبرها بمشاكسة"لاء مش حلو بس إحساسي حلو".

+


رسمت بسمة باردة على وجهها، تخبره بـسماجة"خليه لنفسك يعم الحساس".

+


لم يصغى إليها حتى وبدأ في الـتصفيق فوق السيارة بيد وباليد الأخرى يقود بها، بدأ في الغناء مع حركات يدهُ المتقنة فوق السيارة_:

+


_أول ما عرفت إنك عاوزني جيت قوام… ما اقدرش استغنى عنك يا معلمني التمام

5


ضحكت بنبرة عالية تضع يدها فوق فمها، بـدل الكلمة الأخيرة، صوته ليس سيء، حسه الفُكاهي طغى على كل شيء، أكمل بمرح عندما وجدها تضحك، مدير رأسه لها، يغمزها بمشاكسة مع جملته_:
_وهقولك بردو عيني يا وحشني الف عيني

5


_كله كله كوم وزعلك إنت كوم… أنا عندي الدنيا تزعل ولا تزعل انت يوم.

+


انتهى من الغناء لتصفق له بحرارة، ابتسم لها بحنين يحدثها بنبرة لطيفة"زعلانة دلوقتي؟"

+


تهلل وجهها وهي تخبره بـنبرة لطيفة مثله متحمسة"لاء خالص، كمان اتبسطت".

+


"دانية" لطيفة لدرجة إنها لا تحمل مثقال ذرة كره لأحد لدقيقة واحدة فقط!، ترجع لطبيعتها بكلمة صغيرة للغاية!، عفوية لأقصى درجة!، بادلها البسمة بـبسمة سعيدة، أوقف سيارتها مرة واحدة، لتسأله باستغراب"وقفت ليه؟"

2


_هجيب لأنس هدية، دا حبيبي.
اخبرها ببسمة، لتهبط من سيارتها معه تقترح عليه"هاجي أنقي معاك الهدية".

+


دلفوا مع بعضهم الـمكان الخاص بهدايا الأطفال، لتبدأ"دانية"بإختيار الهدية معه، اشترى الهدية بالأخير لـيرجعوا إلى السيارة منطلق بها، سألته دانية باستغراب من هديته_:

+


_ليه جبت كل دا؟

+


اجابها ببساطة مع بسمة حنين ارتسمت على وجه"الهدية إللي اختارتيها كانت أطفالي، أنا جبتله هدية معها تنفعه عشان يفتكرني بيها بردو".

+


_إنت كويس أوي يا"تيم"بجد.

+


اكتفى ببسمة كرد عليها، ليضع كامل انتباهه في القيادة، حتى وصلوا بعد وقتٍ أمام ڤيلا شقيقتها، هبطت دانية تحمل هديتها لحبيب عيونها كما تقول، وركضت تدلف للداخل كطفلة صغيرة، بينما هو سار وراءها برزانة، يسير بكامل أناقته، يحمل حقيبتان هدايا في يدهُ للصغير، بينما في الداخل كان يجلس الصغير"أنس"على قدم عمـهُ حسن يلاعبهُ، وقعت عيونه على"تيم"الدالف ووالدته ووالدهُ يرحبوا بهُ، نطق بفرحة عارمة"تيم جه تيم جه".

+



        
          

                
عقد حسن حاجبيه باستغراب يسأله"جه ليه؟"

+


_أنا عزمته بقالي كتير وماما كمان، جه هو وخالتو دانية.
قال جملته ينزل من فوق قدميه يركض تجاههم، وقعت عيونه على دانية مع تيم!!، لماذا لم تأتي مع عائلتها وأتت مع سائقها؟؟

3


ركض "أنس"عليهم بهتف باسم تيم، ليستقبله "تيم"بحمله لهُ بمرحٍ، مردف ببسمة وهو يقبله"حبيب قلبي كل سنة وهو طيب".

+


_أنا فرحت أوي ياتيم إنك جيت، كنت هزعل منك.

+


"أنس أنا قولتلك إيه؟، اسمه أونكل تيم، عيب دا أكبر منك لازم تحترمه".
قال هذه الجملة والدهُ بتنبيه، تحدث "تيم"ببساطة_:
_لاء بلاش الرسمية دي، أنا بحبه يقولي كدا عشان هو صحبي، مش أنت صحبي؟

+


سأله ببسمة، ليهز رأسه متحدث بحماسٍ"أيوة أنت صحبي وأنا بحبك".

+


_لاء يا"تيم"بس أنت مش صغير ولازم يحترمك.
قالها"محمد"والد أنس بـهدوء، ليردف تيم بمشاكسة وهو يدغدغ"أنس"_:

+


_ما أنس مش صغير، دا راجل وعثل كمان أهو، سيبه يقول إللي يقوله على حد علمي هو مش بيقول ألقاب خالص لعمه وخاله فأعتبرني زيهم.

5


أكمل جملته وهو يترك "أنس"من يدهُ على الأرضية، ومن ثم مد يدهُ لهُ بحقيبة الهدية، يخبرهُ بمزحٍ"دي هديتك ياسيدي، هدية الأطفال دي خالتك هي إللي اختارتها ليك، إنما المصلية والمسبحة الخاتم دي على ذوقي، عارف ليه؟، عشان أنت كبرت ولازم تصلي دايمًا وتسلح عشان ربنا يحبك".

2


أخذ الهدايا منه بفرحة عارمة، يقبله من وجه بشدة، متحدث بنبرة سعيدة"دي احسن هدية جتلي".

5


_شكرًا بجد يا"تيم"دايمًا بيجي يحكيلي هو رزان إنك بتقعد تعلمه حاجات حلوة.

+


شكره ببسمة ممتنة، ليرد عليه تيم بهدوء"أنس دا حبيبي بحب أعلمه كل حاجة لما أبقا موجود، وهو محترم ومؤدب أوي بجد، ربنا يديمه ليك يا"محمد"بيه.

+


مزح معه بجملته"محمد بيه!!، لو أنس كبير فأنا بقا صغير وزي ما بقولك "تيم"قولي يا"محمد".

14


ليست أول مرة يتعامل تيم معه، دائمًا كان شخص ودود العائلة جميعها ودودة لطيفة إلا الاثنين"عمار وحسن"، هز رأسه بهدوء يتحدث بـ"من عيني حاضر" .

+


"________"

+


_أتفضل يا فندم أقعد، حضراتكم نورتوا المكتب واللهِ.
نطق بجملته بترحيب شديد وهو يصافحهم، جلس على مقعد مكتبه والاثنين أمامه يتبادلوا الترحيب وبعد وقتٍ صغير سأل باستفهام_:
_في حاجة حصلت ولا إيه؟

+


"لاء الحمدلله مفيش حاجة بس أنا جي أنا وأخويا نطمن إن بنتنا هتبقا في أمان، أنت عارف دي وصية لولا بس أمها خدتها مننل كان زمانها معانا"هتف بها عم"ساجية"الكبير بطريقة هادئة للغاية.

+


حمحم"عبد الرحمن"يسأله بعدم فهم"تطمنوا عليها إزاي؟"

+


دخل في الموضوع فورًا يحدثه بـطريقة صارمة"يعني كتب كتابكم أمتى وهتقعدها فين وهتعملوا إيه".

+



        
          

                
_لاء لاء حضرتك فهمت غلط لسة شوية على كتب الكتاب أنا حتى لسة مخطبتهاش انا يادوب قرات فتحتي عليها حتى ملبستهاش خاتم لسة.
أجابه باندفاع واضح، ليبادر عمها الأصغر بطريقة هادئة"ومالوا ياحبيبي دا كدا أحسن بدل ما حد يتكلم عليها وأنت عارف إنهم معهمش راجل".

+


وضع ذراعيه فوق مكتبه ومعالم الدهشة ظهرت على وجه، متحدث باستنكار"الكلام دا حضرتك لو أنا مش هخطبها وبعدين انا أكيد مش هروح وأجي عليها عمال على بطال انا بردو فاهم في كل الحوارات دي، لكن اكيد مش هتجوز ساجية دلوقتي، إحنا منعرفش بعض وحتى لو انا أعرفها فهي محتاجة تعرفني فهمت حضرتك ؟"

+


_لاء جو خطوبة والكلام بتاع الخُطاب دا مش عندنا إحنا عندنا البت عشان تتعرف على الراجل إللي هتتجوزه تروح تتعرف عليه في بيته، لكن دلع بقا ومُماطلة وجو بنتعرف على بعض وفي الآخر تسيبها دا مش عندنا، إحنا دمنا حامي.

10


كان حديثه حاد منفعل، لم يستصيغ نبرته المنفعلة، لترتسم فورًا على وجه معالم الضيق، يبادله هو الآخر نبرته المنفعلة"حضرتك أنا لو كنت عايز أماطل وأدلع مكنتش جيت دخلت البيت من بابه، وبعدين أنا فاهم كويس أوي في الأصول والصح والغلط وأكيد مش هجيب عيلتي تقعد مع عيلتها عشان أدلع وفي الاخر أسيبها".

3


هدأ الثاني من حدة الجو وهو يرمق أخيه الأكبر بنظرات الآخر فهمها، متحدث بحديثٍ مُزوق غير حديث أخيه الحاد"فاهم ياحبيبي ودي حركات ولاد الأصول وسُمعتك وسيرتك سبقاك بس كل الحوار إننا عايزين نطمن عليها ونطمن إن محدش هيضايقها بنص كلمة، وبعدين أنا عايز موضوع كتب الكتاب دا يجي منك أصل لو إحنا إللي عرضنا على أمها هترفض بقا وتدخلنا في حوارات".

+


تنهد بعمق، يفكر جديًا في الأمر، كان مِن الأساس سيلتزم بضوابط الخطبة وكان سيتعامل معها بحذر للغاية، لكن أمر كتب كتابهم هذا سيسهل عليه الحديث معها وكل شيء، وهو يعلم إنه لا يستطيع الإلتزام الكامل بالضوابط، إذا كان عندما يراها يصبح كفتى مراهق يتشوق إلى سماع صوتها!، طرح عليه سؤالًا مستفهم بحيرة_:
_طب ما ممكن يرفضوا ودا حقهم وخصوصًا إن الآنسة"ساجية"كانت رافضة فكرة الجواز حاليًا؟

+


_هتوافق إن شاء الله ولو رفضوا إحنا هنتدخل.

+


أنتظر لينهي جملته، ليتحدث بنبرة جادة"لاء طبعًا إزاي تدخلوا تجبروها على حاجة من حقها أصلًا، المواضيع دي مش بتتاخد كدا أصلًا دي مواضيع مصيرية، يعني من حقها تختار مدة الخطوبة وإنها تتعرف على الشخص إللي هيتجوزها ما مستحيل تتجوز شخص وهي مش عرفاه!"

+


_واللهِ إنتو مكبرين الموضوع ما إحنا بنجوز بناتنا وعادي وبيعيشوا مع بعض، إحنا بنصونهم.

+


قالها بتبرم شديد، يعلق على جملته بتصحيحٍ"ماشي حضرتك أنا فاهمك بس الكلام دا لو أنا مش داخل البيت من بابه وناوي جد".

+



        
          

                
ابتسم عم ساجية الأكبر يخبره بـ"صدقني دا الأحسن، وأنت شكلك متدين وعارف ربنا، وعارف إن فترة الخطوبة بتبقا مليانة فتن كتير، ولو أنت حاليًا مش في إمكانياتك تطيب شقة وفرش فمتـقلقش إحنا هنساعدك وأقعد أنت وهي في كتب الكتاب أي فترة تحبوها عشان تتعرفوا على بعض".

+


_أنا الحمدلله حالتي المادية كويسة جدًا، وعندي بظل الشقة عمارة، كانت عمارة أبويا الله يرحمه، والحمدلله أعرف أفرش الشقة من بكرة لو حابب، أنا إنهاردة إن شاء الله رايح أنا وعيلتي وهقعد أتناقش معاهم.

+


هزوا رأسهم برضا، ليتحدث عمها الأكبر بـبسمة واسعة مجاملة"وإنت ماشاء الله شخص كويس وإحنا مأمنين على بنتنا معاك، أينعم مكنش حلو منك الموقف إللي عملته في بتنا وأنت بتعدل علينا بس معلش أنت متعرفش عاداتنا وتقاليدنا".

+


_أنا بعتذر لو كان حصل مني موقف وحش بس حقيقي أنتو بتظلموا بناتكم بجوازهم بدري، وبتضيعوا طفولتهم كمان.
هتف بنبرة جادة منزعجة من تصرفاتهم، تنهدوا ولـم يجيبوا، ماذا سيقولوا!!، هذا ما وجدوا عليه أباءهم وكـبروا على هذا الوضع، الفتاة ليس لها إلا منزل زوجها!!

5


"_____"

+


مر الوقت سريعًا، أعدت ساجية الطعام بكامله وتجهزت لمـقابلة "عبد الرحمن"وعائلته من جديد، ستكون مقابلة مرهقة تعلم، تتمنى أن لا يأتي "يوسف"معهم سيزيد من ارتباكها أكثر، دلفت والدتها غرفتها وقبل أن تردف جملتها، صاحت عليها باستنكار"أنا مش قولتلك حطي مكياچ!، إنتِ ناوية تجلطيني؟؟؟"

+


هزت رأسها بقلة، لتغير مجرى الحديث بسؤالها"ماما دوقتِ الأكل ؟، ناقصه ملح ولا حاجة؟"

+


_لاء حلو، بس عشان خاطري حطي مكياچ، أو روچ حتى بس.
طلبت منها باستياء، لتوافق بصمت مُمسكة بِـأحمر الشفاه  تضعه فوق شفتيها بهدوء، لا تريد التشاجر مع والدتها، ملت حقيقي.

+


خرجت والدتها من الغرفة، لتستمع بعد دقائق دق على بابهم، أخذت نفسٍ طويل تخرجه على مراحل، سيطرت على توترها وهندمت خمارها، ملقية نظرة أخيرة على شكلها برضاء، ومن ثم غادرت غرفتها، القت التحية عليهم، ليرد الجميع خلفها، جلست بجانب والدتها، تبحث بعيونها عن يوسف، حمدت ربها إنه لم يأتي، فقط والد ووالدت تيم وهو، تأملت ملامحه لبضع ثوانٍ، وسيم، ملامحه هادئة أيضًا، أكثر ما يميزه إنه لهُ _هـيبة_كما يقولوا_عيونه بني غامق لـلغاية، بشرته بيضاء، أبيض منها بكثير، شعرهُ أسود نـاعم يُرجعه للخلف، لديه لحية مهندمة مرتبة ليست كبيرة ولا كثيفة، طويل…

5


إذا قارنت بينه وبين باسم فـ"باسم"يزداد عنه جمال لكِن أقل منه في الرجولة بكثير، إذا أمتلكها!، عبد الرحمن ملامحه هادئة ومريحة للعين، سحرتها!!

1


أخذ بـالهُ إنها تطلع عليه بطـرف عيونها، ليحـمحم يبدأ في الحديث لـلفت انتباهها_:
_حضرتك طبعًا عارفة ياطنط إننا جاين إنهاردة نتفق على مواعيد الخطوبة وكل الحاجات دي بس أنا هكون طماع وهطلب نكتب كتابنا علطول.
ضحك في النهاية لـيتفاجأ الجميع من طلبه، أي كتب كتاب وهو لم يجلس معها سوى مرتان فقط!؟

4



        
          

                
"إزاي يعني يابني وأنتم لسة بتتعرفوا على بعض، وبعدين أفرض مـا اتفقتوش مع بعض تبقا البت اسمها مطلقة وهي متجوزتش!، لاء طبعًا مينفعش، وبعدين أنا عايزة أفرح بـبنتي مرة واتنين وتلاتة كمان".
اعترضت والدتها بجملتها، غير مصدقة سرعة زواجهم!

+


رد على جملتها والد تيم متحدث بجملة عقلانية هادئة"بإذن الله مش هيسيبوا بعض ولا حاجة، إحنا هنعتبر كتب الكتاب هو الخطوبة ويقعدوا سنة سنتين براحتهم بس ميبقوش متقيدين، يعني يعرف يتعامل معاها وهي كذلك، أصل انا هقولك أنا ممكن ابني تيم يعرف ياخد ويتعامل مع البنات وكدا وبيتكلم معاهم عادي إنما عبد الرحمن ابني التاني دا حاجة تانية خالص، كل حاجة بحدودها، وميعرفش يرفع عينه في بنتك أصلًا، فـهيبقا في الخطوبة متقيد جدًا وهيخاف يعمل أي حاجة بالغلط تغضب ربنا، فـالأحسن كتب الكتاب، وعشان يجي ويروح عليكم براحته ومحدش يقول حاجة".

1


_مش عارفة واللهِ، بس خايفة دي خطوة مش سهلة، انا مقتنعة واللهِ بكلامكم بس..

+


_مش بس ياطنط، احسبيها كدا، عشان أعرف أتعامل معاها، بتمنى إنك توافقي.

+


قابلت والدتها طـلبه المُهذب بطريقة حنونة تُزينها نبرة سعيدة ترمق أبنتها تارة وهو تارة أخرى، ومُردفو بعقـلانية_:
_واللهِ باحبيبي لو"ساجية"موافقة يبقا نكتب الكتاب وأهو عشان محدش في الحارة يتكلم علينا لو روحت وجيت علينا في أي وقت.

+


ابتسم"عبدالرحمن"بموافقة والدتها، لكن إنتفضت"ساجية"مُردفة برفض سريع"لاء أنا مش موافقة".

+


تجعدت ملامحه بصدمة، ليتساءل بـآسى_:
_ليـه يا أنسة"ساجية"؟

+


"انا عايزة يتعملي خطوبة ونقعد نتعرف على بعض سنة ولا اتنين عشان نعرف نعيش مع بعض".
كانت حِجتهـا، وخطتها أيضًا!، خطتها تتـشكل في خُطبة تدوم لشهرين أو ثلاثة ومِن ثم تَتركه مُتحجـجة بإنها لَم تتـفاهم معه، أو يُمكنها تكرِيهـه فيها لينهي هو الخُطبة متحجج بِـ لا يوجد نصيب، لكن الآن!!، الآن هو يُهدم كل شيء فوق رأسها!!، كيف يُكتب كتابهم!!، كيف!

+


أجابها بأبتسامة"كتب الكتاب يحل محل الخطوبة، اقعدي سنة أو سنتين براحتك، لكن لازم نعمل كتب كتاب عشان أعرف أتعامل معاكي وأكلمك، لكن الخطوبة لازم ليها ضوابط وشروط وأحنا أكيد مش هنلتزم بيها لأن لازم نتعرف على شخصيات بعض زي ما حضرتك قولتي في الأول، لو وافقتي أنا هكتب الكتاب بعد اسبوعين بأذن الله، نكون بقا اتفقنا على كل حاجة، ووعد مني ليكي قدام والدتك وربنا هعملك كتب كتاب الحتة كلها تحضره تعويضًا عن الخطوبة".

2


أقنع والدتها للأسف!!، لا تستطيع الرفض، لا يوجد خطأ به!!، اللعنـة، أستمعت إلى حديث والدتها الموافق"عداك العيب طبعًا، أحنا موافقين"موافقين!!وماذا عن رأيها!!، اللعنة هل ليس لها رأي!!، فاقت على سؤاله المُهذب وبسمته تزين ثغره"نسأل العروسة بردو، موافقة؟"

+


نظرت لوالدتها، لتحدقها بنظرات تـرجي للقبول، لتهـز رأسها بأستياء وأمام وجهـها تتخيل أبشع السيناريوهات لفضيحتها!! فَسر هزة رأسها المُستاءة تلك على إنها خجل!!، لكنها حسمت الأمر ستجعله يكره فكرة الزواج منها والآن، أردفت بنبرة جادة"أنا عايزة أتكلم معاك لوحدنا".
"______"

+


اتأخرت في التنزيل كتير أوي أوي وواجب عليا أعتذر، فحقيقي آسفة إني بتأخر بس حقيقي أنا واللهِ المدرسة ملغبطة يومي كله وكدا فـاعذروني على تأخيري😔

3


المهم

+


ساجية هتعمل إيه؟

1


رأيكم في ليل

+


وحاتم 

+


تيم ودانية

+


عمام ساجية وهما طيبين ولا زي ما أم ساجية بتقول عليهم؟

+


ليل هتبعد عن ساجية فعلًا ولا هتعمل إيه؟

+


آه اعملوا الفوت😔

+


بسكدا خلاص 😔

4




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close