اخر الروايات

رواية رجفة من نوع خاص الفصل العشرين 20 بقلم بسملة محمد

رواية رجفة من نوع خاص الفصل العشرين 20 بقلم بسملة محمد 


                                    
"رَجفَة مِن نوع خاص"
"الحلقة العِـشرون_تيم لا"

2


"_____"

+


لـم تبعد كفهُ المُمسك بيدها معنى ذلك إنها موافقة؟، رسمتهم، تهتم لامرهُ، أشياء كثيرة تفعلها تدل على حُبها لهُ، أخذ نفسٍ عميق يُخرجهُ على مراحل، نطق باسمها بطريقة بطيئة لترفع عيونها تُقابل عيونهُ المُتيمة بها، لم تجد تفسيرات لنظراتهُ لكنها توترت شعرت بالإضطراب، قبل أن تبعد يدهُ عنها استمعت إلى جُملتهُ مع نظراتهُ_:

+


_دانية أنا بحبك.

2


توسعت عيونها بصدمة، شعرت بالتوجس، أفلتت يدها سريعًا تبتعد بارتباك عنهُ، حتى هو صُدم من اعترافه، اعترف بحُبهُ!!!

+


وعى لـما تفوه بهُ منذ ثوانٍ، ليس الآن هو بالنسبة لها ولعائلتها صِفرٌ على الشِمال، ابتعد هو الآخر مُصلح جملتهُ سريعًا"لما بترسمي، بيبقا رسمك جميل أوي بجد".

13


قالها بنبرة واثقة لـم يرمش حتى، اختفت المسافة بين حاجبيها تسألهُ باستغراب"يعني إيه؟، مش فاهمة".

+


"أنا بحبك لما بترسمي، بحسك بترسمي بشغف وحب كدا".

5


الجُملة لا تليق نهائي ولَم تدخل عقلها، لكنها تلاشت الأمر مؤقتًا، استمعت إلى جُملتهُ السريعة وهو يرحل من أمامها"أنا لازم أمشي حالًا".

+


لحـقت بهُ تمسك بمـعصمهُ تستفهم منهُ بتعجب من تغيرهُ المُفاجِئ"مالك؟"

+


أبعدها عنهُ بطريقة جادة مُردف بتنهيدة آسفة"دانية بلاش تلامس، وأنا آسف لو كنت تطاولت معاكِ ومسكت أيدك".

4


_أنا مش فاهمة بتقول كدا ليه أنا مضايقتش.
قالتها باستنكار مع تغير ملامحها إلى العبوس، أجابها بطريقة هادئة"مش حكاية كدا؛ حكاية إنه حرام وأنا تطاولت ودي لا تربيتي ولا تربيتك".

7


بدون شعور منها عرفت البسمة طريق وجهها، هتفت بطريقة مبهورة بهُ هو لا يعلم سببها"أنت طيب أوي يا"تيم"وكـويس جدًا".

+


ضحك هو الآخر، مُستعجب من انبهارها بهُ 
_أنا مش عارف إيه الانبهار دا، بس بجد انا مش كويس زي ما أنتِ فاكرة للدرجة.

+


"لاء متقولش كدا أنت كويس أوي، قولي بقا البنت إللي صاحبك راح يتقدم ليها حلوة؟"سألتهُ بنبرة مُغلفها الحماس، هز رأسه ببساطة مُردف بطريقة عادية_:
_مش عارف صراحة، بس عادية، "عبد الرحمن"بيحبها من أول مرة شافها عندنا.

+


_ثواني كدا يعني إيه شافها عندكم!، هي قرابتكم ولا إيه؟
ثرثر معها بجملة واحدة فقط، وكل ما شد انتباهها هو ذاك الأمر!، نفى برأسهُ مُصلح جملتهُ"جارتنا".

2


سخرت منهُ بحديثها"وأنت وصحابك بقا كنتو بتقعدوا تبصوا على جيرانكم!، لاء ونعمة تدين "عبد الرحمن" وأخلاق"تيم" بجد".
ضحكت بطريقة متهكمة مع حديثها اللاذع، تغيرت هو الآخر ملامحهُ إلى الغضب مُحدثها بطريقة حادة محذرة_:

1



                
_متتكلميش كدا تاني عشان هنزعل من بعض، أولًا أحنا مكناش بـنبص على حد نهائي لأننا متربين وعارفين الصح من الغلط، ثانيًا آه "عبدالرحمن"متدين وعارف كويس حدوده كل الحكاية إنه حبها من أول مرة والقلب ملوش سلطان، بس عمره في حياتهُ ما كلمها حتى ولو كان بيكلمها فكان بيكلمها بحدود دا للضرورة القسوة".

14


هزت منكبيها بلا مُبالاة، مُردفة بعدم اكتراث"آه فهمت".

+


لا تعلم لماذا انزعجت من كون جارتهم تلك كان يراها "تيم"دائمًا لتسألهُ بنبرة ماكرة لكنها ساخرة"وأنت بقا حبيت مين وقلبك ملوش سلطان عليه؟"

4


_أمي، و اسكتي بقا عشان بجد هضايق، أنا ماشي.
قالها بطريقة منفعلة للغاية وبالفعل انطلق ليذهب من أمامها لكنهُ توقف بعد ثوانٍ يستفسر منها بحنقٍ"مش هتديني اللوحة احتفظ بيها؟"

5


_لاء رسمتها ليا.
قالتها ببسمة مستفزة ليرد عليها بسخط"أحسن مش عايزها".

+


_تيم ولا أقولك خُدها أحسن"عمار"ولا بابا يشفوها.
قالتها بطريقة متوترة مُحرجة، حك أنفهُ يمنع ضحكتهُ مع حديثه"عندي فكرة أحسن، خلي عمار يشوفها قصد وبعدين يتخانق معاكِ ويجي يتخانق معايا ويقولي أبعد عن أختي وإلا مش هتشوف خير، فأنا أقوله أختك هي إللي بتجري ورايا بعدين نتخانق ونضرب بعض فيطردني باباكِ من الشغل ويبعدني عنك بقا فأنا أجي اخطفك بقا واتجوزك غصب وأحطهم قدام الأمر الواقع"رسم بسمة منتصرة خبيثة على وجهُ وهو يحك يديه الاثنين ببعضهم بتسلية.

20


كانت ضحكاتها الرقيقة تتعالى في المكان، تحاول السيطرة على ضحكتها لكنها تفشل، يتسأل ما الذي يقولهُ لتضحك إلى ذلك الحد، تضحك كُلما يتفوه بكلمة حتى حديثهُ العادي تضحك عليه!، لوى شفتيه يسألها بغيظٍ_:
_إيه إللي بيضحك أوي كدا؟!

+


_أنتَ بجد كُتر الروايات قصرت عليك أوي يا"تيم"، عيش الواقع يابابا، مُستحيل الكلام دا يحصل.
قالتها مستكملة وصلة ضحكاتها العالية، تذمر بقولهُ_:
_على فكرة أنتِ مغرورة، وكمان مش من مستوايا إني أتجوزك.

1


رمشت بعيونها لمرات تسألهُ بطريقة ناعمة مُصطنعة"أومال مُستواك إيه بقا!"

+


قـبل أن يُجيب عن سؤالها الساخر، استمع إلى صوت خلفهُ انثوي حاد"مش كفاية كلام بقا يا"دانية"!

1


انعقد لِسانها عن التحدث، ليعتدل"تيم"في وقفتهُ يحمحم بحرج، مستدير لها"مساء الخير يا مدام"نجلاء".

+


_مساء النور يا"تيم"كنتوا واقفين كل دا ليه؟، محتاج حاجة؟
سألتهُ بطريقة جادة مُخيفة، ملامحها منعقدة، تحدثت أخيرًا "دانية"تردف سريعًا_:
_هو أنا أتصلت بيه عشان نسيت في العربية الهند فري وهو جابها ليا، أهي.
قالتها مشيرة بيديها على سماعة ٱذنيها بارتباك من نظرات عيونها المحتدة، تمتم"تيم"بنبرة خافتة مُهذبة_:
_طب عن إذنكم أنا.

2



        

          

                
حركت رأسها بهدوء مُبتعدة عن طريقه ببضع خطوات، رحل يسرع في خطواتهُ بحرج، اللعنة إذا كانت تقف قبل دقائق تستمع لُقصتهُ الحمقاء؟!

3


_كنتوا واقفين بتعملوا إيه كل دا؟
سألتها بنظرات مُراقبة ونبرة بها حدة طفيفة، فسرت لها ببساطة"كنا بنتكلم عادي".

+


أشارت بعيونها على اللوحة تردف بسخرية"آه كنتوا بتتكلموا على اللوحة ونظراتكم لبعض صح!"

+


_ماما في إيه!
هدرت بها بنبرة غاضبة تستفسر منها، أجابتها والدتهت بطريقة باردة"في إنك تقللي كلامك معاه، في إن نظراتكم وكلامكم وصُحبيتكم متنفعش".

+


رفعت حاجبيها باستهجان تسألها"وحسن هو إللي عادي؟"

+


_أولًا حسن وتيم واحد متقفيش تدلعي كدا تاني مع أي حد منهم، ثانيًا إحنا سايبين ليكِ الحرية كاملة، قولتِ مش موافقة حسن يتقدم دلوقتي قولنا عادي، ولو قولتِ مش موافقة على حسن هنرفض بمنتهى التحضر عادي جدًا وعمرنا ما نجبرك على حاجة، لكن حطي في بالك إن مش هيكون "تيم"هو إللي بدل حسن".
حذرتها بجملتها بصوتٍ محتد، رمقتها الأخرى بتعجب، تطرح عليها سؤالًا مستنكر من جديد_:

6


_وليه"تيم"لاء!، أعرف تيم ناقصه إيه يا ماما؟؟

+


ردت عليها بطريقة عمالية للغاية"لأنه بكل بساطة مش هتبقا أختك متجوزة "محمد"بيه وأنتِ تتجوزي السواق بتاعك".

14


"مقولتش هتجوزه بس من أمتى بقينا ساطحين كدا؟؟"
توسعت عيونها للغاية، تشع عيونها غضبًا، وضعت والدتها كفها على ذراعها تُحدثها بلـين_:
"هفهمك يا"دانية، "تيم"مش وحش نهائي واللهِ، راجل مُحترم، كويس، مفيهوش حاجة وحشة نهائي بجد، بس كل الحوار إنك لو حبتيه وهو كذلك هتعيشوا في جحيم؛ لأنه هيشوف نفسه أقل منك، تعليم، وكمان مستوى، وأنتِ كمان هتحسي أنك أعلى، مش هتتفاهموا، هو هيحس إنك أحسن منه في كل حاجة، الراجل والست يبقوا في نفس مستوى بعض أو الراجل أعلى شوية عادي يتجوزا، لكن لو الست إللي أعلى هيبقا في مشاكل ملهاش أخر بسبب المستوى، وبعدين يا "دودي"أنتِ مش هتبقي سعيدة أما "محمد"يبقا أعلى من جوزك صح؟"
حدثتها بطريقة متفهمة حنونة للغاية، زفرت الأخرى بيأس تردف_:

22


_كبرتِ الموضوع واللهِ يا ماما، بس لو عيزاني أبعد عن"تيم" حاضر.

+


_مفيش حاجة اسمها تبعدي، هو سواقك وأنتِ صاحبة العربية يعني الكلام يكون بحدود.
للمرة الثانية تسمع ذاك الحديث من والديها الاثنين، حركت رأسها بتشوش مع جُملتهُ المكررة في ٱذنيها بلا توقف"دانية أنا بحبك" تيم يحبها لكنهُ تسرع في اعترافه هي شعرت بصدق جملتهُ، قلبها تقافز عندما سمعتها، مشاعرها اضطربت، ستحزن للغاية إذا انكسر قلبهُ بسببها، لن تُسامح حالها إطلاقًا.

2


  "__________"

+


يصيح بانفعال، عيونه يتطاير منها الشرار، عِرق ظهر فـي منتصف رأسهُ أثر غضبهُ، اقترب منها يمسك ذراعيها يضاط عليهم بغيظ، يصرخ عليها بـ"بطلي طريقتك دي بدل في مرة هموتك واللهِ".

4



        
          

                
هزت ذراعيها ببـرود بين يديه، متحدثة ببساطة"موت عادي".

+


_آه أنتِ عيزاني أفقد وعي عليكِ صح؟
سألها بنبرة منفعلة حادة، حركت رأسها بنفس بساطتها مُثيرة غيظهُ، ثوانٍ وكفهُ سقط على وجهها بقوة، ليستدير وجهها للناحية الأخرى، متساقط من أنفها أثر الصفعة بعض قطرات الدماء، ارجعت وجهها لهُ تلقائي مُبتسمة بلا مُبالاة، أشارت بيدها على خدها الأيمن مردفة بتهكم"ودا كمان عشان ميزعلش إنه مضربش".

8


سيفقد عقلهُ بسببها، هي مَن تدفعهُ لقتلها، إذا قتلها سيكون معهُ كامل الحق ولن يندم، أصبحت عديمة مشاعر، لا تتأثر بالـضرب، اعتادت على الأمر، دفعها بعنف، لترجع لبضع خطوات ومازالت مُبتسمة، أشار لها بيدهُ تجاه المطبخ مُحدثها بأمر_:
_روحي حطي الأكل عايز أغور.

+


"بالسم الهاري ياحبيبي".
هتفت بتلك الجملة الكائدة بنبرة عالية، ناظرة لهُ بتحدٍ، اتجهت إلى المطبخ تـتغنج في مشيتها بـبرودٍ.

6


أصبحت لا يؤثر بها شيءٍ، مهما فعل، هذا ما تظهرهُ هي لهُ، لكنها كانت تتألم من داخلها، دلفت المطبخ تسمح لدموعها المُحتبسة بالهطول، مسحت أنفها النازف، أعدت لهُ الطعام سريعًا، خرجت بعد وقتٍ تحمل الأطباق تضعها أمامهُ، بدأ في الأكل وهي دلفت غرفتها تصفع الباب خلفها، لم يُبالي وأكمل الطعام بتمـزُج شديد، أنتهى أخيرًا بعد وقتٍ، ليدلف الغُرفة رامي بجُملتهُ ومُغادر"تعالي شيلي الأكل أنا نازل، نفسي أجي يا"ليل"أشوف البت جارتنا دي عندنا".
توعدها بجملتهُ ونظراتهُ بالنهاية، أشاحت بيدها بعدم اكتراث مُديرة لهُ ظهرها.

2


"______"

+


صعدت الأدراج مُسرعة تُرجع شعرِها المُجعد عن قصد خلف ٱذنها، توقفت عندما وجدتهُ يهبط أمامها؛ لتـتأفأف باشمئزاز ترمي عليه بنظرات مُستحقرة، ضحك بنبرة عالية هابط درجتين مُقترب منها، يُحدثها بطريقة ساخرة_:
_زعيمة حِسب الستات المُطلقة عندنا!، وفي عُمارتنا؟، وشوية شوية هتنورنا في بيتنا!، عجايب!!

2


رفعت حاجبها الأيسر، راسمة ملامح سَخِرة منهُ، مع ضحكتها الـرنانة عن قصد، تهتف بـ:
_زعيم حِسب المُخدرات قُدامي!، يا أهلًا بالأشكال الـ****.
نهت جملتها مع ضحكتها المُستفزة، تصعد مِن جانبهُ بعدم اهتمام، ليصعد بضع درجات يلحق بها يمنعها مِن الصعـود بوقـوفه أمامها مع بسمة صفراء مرتسمة على ثغرهُ، اطلقت لسـانها عليه بنـعتهُ بالفاظ غير لائقة تمام لكـونها فتاة، أكملت بطريقة مُثيرة للاشمئزاز_:
_ابعد بقا عن خلقتِ عشان مش طايقة نفسي.

2


"تعرفي أكتر حاجة عجباني فيكِ إيه؟؛ طريقتك، أينعم أختك ليل لسانها مَبرد بردو بس أنتِ غير؛ عشان كدا داخلة مزاجي".

8


شهقت لهُ بطريقة رديئة للغاية مُستنكرة، واضعة يدها فوق جبهتها تُحركها سريعًا"داخلة مزاجك!، داخلة مزاجك دا إيه ياعنيا!؟، أنت صدقت نفسك!، يا أخي وسامتك مقوية قلبك أوي"نهت جملتها بـسخرية لاذعة، لَم يهتم بحديثها، امتدت يدهُ تُمسك بخُصلات شعرها، يرد لها هو الآخر سخريتها باستهزاءهُ بها"لاء وأنتِ إللي شعرك الأكرت دا مقوي قلبك، على الأقل أنا مال وجمال، إنما أنتِ إيه!"

8



        
          

                
زفرت بمـلل، متحدثة ببرود، تبعد يدهُ عن شعرها"مش فاضية لـلعب العيال انزل زي الشاطر كدا وريني جمال خطوتك".

+


_بتستفزيني عشان أمد أيدي عليكِ بس بردو مش هعمل كدا دلوقتي، أطلعي لأختك لسة ضاربها علقة موت حطيلها مرهم.

4


رمقتهُ باحتقار ولـم تشعر بحالها إلا وهي تدفعهُ بعنف على الحائط بجانبهُ، تصعد سريعًا إلى منزل شقيقتها، تلعنهُ وتسبهُ بعدم استحياء بصوتٍ عالٍ، ابتسم هو باستمتاع رامق أثرها، لن يستريح إلا عندما يُدمرهم جميعًا، "ليل"دمرها هو بيدهُ بقهرها وزواجه لها عنوة ومعاملته لها، و"سيف"دمرهُ أيضًا وقريبًا سيأتي يُقبل قدمه يترجاه أن يعفو عنهُ ويعطي لهُ ذاك المُخدر، أما تلك فهـو سيدمرها أيضًا بطريقة مُهينة، سيجعلها تـتمنى الموت ولن تطولهُ، سـ يكسر شوكتها بنفسهُ.

6


دقت على منزل شقيقتها، لتـفتح لها الأخرى بعد ثوانٍ معدودة، تعجبت منها، لتسألها بخوفٍ"ماما جرا ليها حاجة!، جاية ليه؟"

+


_إهدي يا"ليل"ماما بخير الحمدلله، أنا جاية أقعد معاكِ.
قالت جملتها بهدوء تطمئنها.

+


راقبت الأخرى المكان بعيونها بخوفٍ ظاهر، تنهدت بارتياح تُخبرها بـ"كويس إنك مجتيش من خمس دقايق كان "حاتم"موجود، الحمدلله إنه مشافكيش".

+


مسكينة"ليل"لا تعلم إنه قابلها وتحدث معها أيضًا، أكدت على جملتها بـبساطة وهي تبعدها عن باب المنزل"آه الحمدلله، أبعدي عايزة أدخل".

+


_لاء أمشي يا"منة"أحسن يرجع يلاقيكِ.
نطقت بها بتوتر ظاهر، تفرك يديها ببعضهم، وكأن الثانية لـم تستمع لها، تجلس فوق الأريكة واضعة قدم فوق الأخرى، تُحدثها بنبرة باردة"عاملة إيه"؟

+


اغتاظت منها لكنها أردفت بـنبرة سريعة"الحمدلله، قومي أمشي بقا".

+


_جرا إيه يا"ليل"!، مالك ياما خايفة كدا ليه!؟، خايفة من دا؟
سألتها بطريقة هجومية منفعلة للغاية، هزت الثانية رأسها تنفي، مُجيبة بـ"لاء يا"منة"بس خايفة عليكِ؛ البني أدم دا وحش جدًا، وحقيقي مش قادرة عليه، محدش قادر عليه غير ربنا".

6


ضحكت تسخر من حديثها تتشدق ساخرة"خايفة عليا!، يعيني تصدقي زعلت".
قالتها متصنعة التاثر، ثوانٍ وتغيرت ملامحها تُكمل بـ_:
_دا المفروض تخافي عليه مني واللهِ.

+


"لا حول ولا قوة إلا بالله، يابنتي بالله عليكِ أبعدي عنه وعني بقا، مش هتستريحي غير لما يحطك في دماغه؟"

+


سألتها حانقة، لتُجيبها الأخرى بمنتهى البرود"آه، وكمان هطلقك منه وهجوزك قُصي ".

2


صفقت بيدها بطريقة حزينة ساخرة، تُخبرها ببسمة حزينة مقهورة"مفيش قُصي خلاص، اتجوز، الله يهنيه في حياته وربنا يجعلها خير زوجة، أنا هنا أبوكِ حكم عليا بالإعدام الله يسامحه، إنما قُصي مش ذنبه هو بردو عايز يعيش حياته".

+



        
          

                
ما أن سمعت الخبر الاخرى وقفزت وكإنها لدغتها حية، تصيح بها بتساؤل"مين دا!، قُصي؟؟"

+


أكدت على جملتها، لتقترب منها "منة"تحتضنها بحزنٍ ممزق قلبها"أحسن ميستاهلش ضُفرك، بردو هطلقك من المخفي دا ومش هجوزك هحنطك جمبي عشان أتأمل في عيونها الغريبة دي".
ضحكت في نهاية جملتها تُغمزها بكتفها، تحدثت الأخرى بنبرة مختنق بها البُكاء_:
_مش هطلق، هو عمره ما هيسبني، يا بموتِ يا بموته.

+


"يبقا هو إللي هيموت بإذن الله"قالتها بطريقة غاضبة للغاية، دقائق وتحدثت بهدوء"أنا هروح بقا يا"ليل"، أمك لوحدها وخايفة أبوكِ يجي يضربها".

+


عقدت حاجبيها باستغراب متحدثة"فين سيف طب؟"

+


أصدرت صوتًا ساخر من فمها متحدثة"يختي سيف اتغير أوي وبقا يسهر كتير أوي، مش فاهمة ماله اليومين دول".

5


_ليه ماله؟

+


استفهمت بتوجس، لتقص عليها الأخرى بضع من صفاتهُ الجديدة"يختي سيف إللي كان بيهتم بشكله ولبسه أكتر من أي حاجة بقا مهمل أوي في لبسه وشكله وبقا مش هو سيف بتاع زمان الشياكة والأناقة والجمال، بقا باهت أوي ووشه خس جدًا، وكمان عيونه علطول حمرا، وعلطول نايم، مبقاش يذاكر كمان، ولما أنا وأمي بنقوله بيزعق، ولما بيصحى بينزل ويجي بالليل خالص ويقول في دروس، وأمك تعبت خالص".

7


ملامحها رسمت عليهم معالم القلق، تبتلع حلقها الجاف بتوتر ملحوظ، غريبة تصرفاتهُ، أردفت بتـلجلج"يمكن من ضغط الثانوي".

3


_ثانوي مين!، ما محمد صاحبه يختي في ثانوي وشكله متغيرش.
استنكرت بقولها، لينهش القلق قلبها متحدثة بشفاه مرتعشة"خير بإذن الله، كل واحد وقُدراته".

+


رحلت بعد وقتٍ شقيقتها وتركتها المسكينة الذعر يتملك منها، قررت أخيرًا الصعود إلى"ساجية"، بالفعل صعدت ودقت على باب منزلها لكنها استمعت أصوات شِجارها مع والدتها، فتحت لها بعد وقتٍ والدتها تتحدث بقلة صبر_:

+


_مش دي صحبتك أقنعيها بقا يابنتي إن عبد الرحمن كويس أحسن جبت أخري.

1


دلفت بملامح مندهشة، تسأل"ساجية"الواقفة بعيد عنهم بعيونها عن ما حدث، لتُجيبها الأخرى بعدما فهمت نظراتها_:

+


_أمي قرأت فتحتي معاهم من غير ما تاخد موافقتي، كنت في موقف وحش أوي ومكنش ينفع أرفض.

+


حدثتها بذهول من نبرتها الحادة"مش كدا يا"ساجية"وطي صوتك".

+


نطقت بقلة حيلة مُشيحة بيديها"أنا تعبت نفسي تحس بيا بس هي كل همها تجوزني وأنا مش عايزة".

+


_لـيــه بقـــا؟؟

+


_كدا، مش عايزة اتجوزه ينـاس، مش عايزة !
أردفت بها بقلة حيلة، لتردف والدتها بحدة"ليه يابت!، الراجل أبن حلال وشاريكي، ليه بقا مش عايزة تتجوزيه!

+



        
          

                
_مش عايزة أتجوز وخلاص، أنا حُرة. قالتها بضيق لتنهرها والدتها"لاء مش حُرة، لازم تتجوزي وأنا مش هعيشلك العمر كله، بعدين معرفش بتقولي كدا ليه!، ده أنتِ تتمني حد زيه!، قاعدة بس تتأمري، وكأنك آخر بنت في العالم.

2


صدمت من حديث والدتها الأخير لتردف بعيون دامعة"لاء مش آخر واحدة في العالم".

+


نطقت فورًا"ليل"تُصلح جملتها"ساجية أجمل بنت ياطنط، بس مش من العدل إنك تجبريها على شخص مش عيزاه، أنتِ بتقولي مش هتعيشي ليها العمر كله طب فكري بعدين لو حضرتك سبتيها وكدا وعبد الرحمن مطلعش الزوج المناسب ليها وسود أيامها هترتاحي كدا؟، بالله عليكِ فكري بالعقل، وهي رافضة".

+


_الراجل ميترفضش، الراجل حافظ كتاب ربنا عايزين أكتر من كدا إيه!
صرخت بهم بقلة حيلة، تحدثت ساجية بنبرة حادة مع دمعة هاربة من عيونها"عيزاني أتجوز صح؟، طب تمام".

+


نطقت بها تغلق باب غرفتها بعدما دلفتها، هزت"ليل"رأسها بحزنٍ، لتدلف وراءها، وجدتها تجلس على الفراش نصف جلسة ضاغطة على الغطاء بعنف، اقتربت منها تجلس بجانبها تضمها بحنان صادق، سألتها بنبرة هادئة_:

+


_قوليلي ليه رافضة"عبد الرحمن"؟

+


رفعت عيونها لها، ترد السؤال بسؤال خائف"ليل أنا عمر ما كان عندي صحاب، بس أنتِ فجاءة بقيتِ صحبتي ينفع احكيلك حاجة؟"

4


_طبعًا قولي.

+


مسحت على شعرها بتوجس، مردفة بـ"خايفة متكلمنيش تاني".

+


ضيقت عيونها باستغراب، تحسها على التحدث باطمئنان"قولي متخافيش مش هيحصل حاجة".

+


بدأت تقص عليها ما حدث بينها وبين"باسم"وجسدها ينتفض في أحضانها، تبكي بقهر وتحسر كلما تتذكر ما حدث_:
_حبيته وفي يوم أتصل بيا وهو صوته تعبان ومكنش قادر يتكلم نهائي وقالي أجيب علاج من الصيدلية، أنا كنت خايفة عليه وخصوصًا إن قاله أهله في البلد ومحدش معاه ينزل يجبله، أقسم بالله ما كان في نيتي حاجة، نزلت وجبت العلاج وروحت أديلوا العلاج وامشي واللهِ بس مكنتش عارفة إنه كان مرتب كل حاجة كدا.

2


بدأت تقص لها ما حدث وهي ترجع بذاكرتها لذاك اليوم المنحـوس..

+


نظرت هنا وهناك بتوتر بالغ، طرقت عدة طرقات خفيفة، تُمسك بالحقيبة الطبية البلاستيكية بيدها اليمُنى وبيدها اليُسرى تُبرز أظافرها بها كعادتها عندما تـتلبك، فتح لها بعد ثوانٍ، لتمد يدها لهُ بالحقيبة أمام عيونه فورًا، أخذها من يدها مُتعمد لمسها لـترتجف بخوف مُتحدثة بسرعة"ألف سلامة، هنزل".

+


قبل أن تستدير حتى أمسك بيدها مُتحدث بـنبرة مُتعبة"إهدي طب وفهميني دول أخد منهم إيه وقد إيه".

+


تحسست وجهها بيدها الثانية بخجل، لتسحب كفها من كفه بـاستحياء، مُردفة بنبرة منخفضة بالكاد وصلت لمسامعه"هبقا أقولك في الموبايل".

+



        
          

                
_الموبايل فاصل، قولي دلوقتي.
قالها بتصميم، لتنظر بتوتر خلفها، متحدثة باضطراب"لو حد شافني هيحصل مشكلة، لازم أنزل دلوقتي".

+


_إدخلي طب مش هنقضيها على السلم، حرام عليكِ مش شيفاني مش قادر أقف!
استهجن في نهاية جملته، لتهز رأسها بالرفض متحدثة"باسم أنا لازم أنزل".

+


بالفعل تركته واتجهت لهبوط الأدراج لكنها توقفت عندما استمعت إلى تأوه يصدر منه، لتُحرك رأسها تجاهُ مُتساءلة بـقلق"مالك"؟

+


"دايخ أوي"قالها وهو يمسك برأسه بطريقة درامية أوڤر!، ابتلعت لُعابها ومزالت تُراقب الطريق لتردف بخوفٍ عليه"أعملك طب حاجة مسكرة تشربها".

+


_روحي يا"ساجية"وأنا هتصرف.
بدأ يتظاهر حقًا بالإعياء، وكانت نبرته حنونة للغاية!، ادمعت عيونها بخوفٍ عليه، لتقترب منه وهي تردف بحذر"أنت ممكن يكون عندك الضغط عالي ولا حاجة، أنت كلت؟، أوعا متكونش أكلت حرام عليك أنت تعبان من الصبح"

+


أيد جملتها بآسى"للأسف مكلتش".
نطق بها ليجلس على أحد المقاعد أمام باب منزله، لتدلف هي بعقل مُغيب ناطقة بـ"قولي طب فين المطبخ أدخل أعملك ماية بسكر وتاخد العلاج وهبقا أتصلك بدليڤري".

+


أشار لها تجاه المطبخ بارهاق حقيقي_بالنسبة لها_بينما هي دلفت المطبخ وهو ابتسم بخبث، غالق باب منزلهُ خلفها بـبُطءٍ، سينالها أخيرًا، خرجت من المطبخ بعد دقائق معدودة مُمسكة بكوب_ماء بسكر_مثلما قالت، لتردف بنبرة مرتجفة كعادتها"اتفضل".

1


أخذها من يدها، لتبدأ هي في أعطاءه الدواء اللازم، أنهت مُهمتها، مسحت يديها بطريقة عفوية في فستانها متحدثة ببسمة"انا كدا اطمنت أنك خدت العلاج، همشي بقا".

+


نهض فورًا مُمسك بيدها بطريقة عاطفية للغاية، جُملته حتى عاطفية تركت أثر فيها"أنا بحبك جدًا يا"ساجية"بجد أنتِ متعرفيش أنتِ بالنسبة ليا أيه، أنتِ النفس إللي بتنفسه".

3


لا تعلم لماذا يخبرها بذلك الحديث الآن لكنها سيطر عليها خجلها، وجنتيها مِن كثرة الخجل تشعر أنهم سينفجروا، حاولت تلاشي النظر في عيونه لكنه حتى في تلك تغلب عليها واقترب منها، وعت لحالها، لتشهق مردفة بطريقة نادبة"ينهار أسود، أنا لازم أمشي، لاء أبعد شوية كدا مينفعش".


1


_حاضر، حاضر أنتِ خايفة مني ولا إيه؟
أبتعد عنها متحدث بتلك الجملة بنبرة مُعاتبة للغاية، يُزينها بنظراته الحزينة المُتعبة، توترت أكثر من نظراتهُ، "باسم"أول حُب لها، أول مَن تحدثت معهُ، أول مَن أعطاها ثقة بحالها، أول مَن أشعرها إنها إنسانة وتمتلك مشاعر، منحها كل شعور رائع، ثقة بالنفس، مدح بها وبجمالها، مدح بذكاءها، حُب، أهتمام، عشق، سعادة، وبعد كل هذا تخشى منهُ!

2


_عمري ما أخاف منك، بس مينفعش وقفتنا دي، لازم أمشي
بدأت حديثها بصدق وعيناها تلمعان بـحُب ظاهر، اللعنة لماذا العين تفضح صاحبها!!

+



        
          

                
زفر بهدوء، جالس على الأريكة بتعب رسمهُ بمهارة، بادر بنبرة أذابتها"وطول ما أنتِ معاية متخافيش ياحبيبة عيني وحبيبة قلبي".

+


"طب مالك دلوقتي"؟
سألته بقلق ظاهر على تقاسيم وجهها، نطق عقب إنتهاء سؤالها"حاسس إني هموت، لو موت هتبقا أحلى موتة لأني شوفت عيونك".

+


أدمعت عيونها، تهتف سريعًا"بعد الشر عليك إن شالله أنا وأنت لاء".

+


تحامل على كفيه يـنهض لها خاطفها داخل أحضانه، يد تُطوقها بتملك، ويد أخرى تمسح عباراتها المُتساقطة بخوف عليهِ، المسكينة خائفة عليه، تنهد بحرارة، ناطق بحنين مُمتزج بعاطفة حركت مشاعرها، شتـتها، جعلت كيانها ينقلب، يُزلزل، مع تطويقه لها"بعد الشر علينا إحنا الاتنين، بأذن الله مش هنموت غير لما نجوز أحفادنا كمان".

+


ضحك في نهاية جملتها، يبـادر بقبلة سريعة فوق طرحتها، مجرد لمس شفتاه لـرأسها ارتجفت، لكن كانت إرتجافة مُميزة، جميلة بالنسبة لها، عناقه لها يُساوي عمرها بكاملهُ، أرتفعت يدهُ من فوق عيونها إلى طرحتها ينزعها بهدوء شديد، وجد غطاء رأس صغير للغاية يخفي شعرها أيضًا!، لا يظهر مِنها شعرة واحدة أسفلهُ!، أبعدهُ هو الآخر ليظهر لهُ؟، شعر أسود للغاية ومِقَصف!!، تعقده على هيئة كعكة، اللعنة هل هذا الشعر ما تخفيه خلف قماشتها!، لا وتخشى عليه مِن نظرات الجميع، بالتأكيد من يرى شعرها سينفُر منهُ، عكرت مَزاجهُ لكنه مُقرر إنه سينالها اليوم، اليوم بالأخص وليس يوم آخر

7


وعت هي لحالها، لتـردف بـتوتر"لاء "باسم"أما نتجوز".

+


_ما أحنا هنتجوز ياحبيبتي، وهنتجوز قريب جدًا، أنا أطول أصحى كل يوم على بسمتك؟، ولا شعرك، ولا عيونك، ولا...

+


نظر في نهاية جملتهُ إلى شفتيها، نظرات مليئة بالعشق بالنسبة لها، طال شفتيها ومِن ثم طالها هيَّ أيضًا كالمغيبة، اللعنة تظن بعد حـصُوله عليها سيتزوج بها، مسكينة يافتاة، مسكينة وساذجة!!!

11


فاقت لحالها بعد ساعة، تبكي، تنوح، إنهيار شديد، صوت بُكاءها عالٍ، الآن وعت لنفسها!، كيف فعلتها!، اللعنة على الحُب، حاول تهدئتها لأكثر من مرة لكنهُ فشل، وعدها إنه سيتزوجها، أقسم لها أمام الله، لن أتركك!، لـن أتخلى عنكِ حبيبتي، لـن لـن لن!!، بالنهاية رحلت من منزله وحالة انهيارها متملكة منها.

2


قصت عليها كل ما حدث بعد ذلك اليوم، والأخرى عيونها متوسعة بصدمة لم تكن متوقعة شيء منها كهذا، زادت حُزنها أكثر، انتهت من سردها لتلطم الأخرى وجنتيها بصدمة تردف باستنكار_:

+


_إزاي يا"ساجية"تعملي كدا؟!!، دا أنتِ كدا، كدا...
لم تستطيع تكملة جملتها لكنها اجهشت في البُكاء معها، أردفت بعقل غير مصدق_:

+


_إزاي صدقتِ إزاي؟؟، هو الحب بالشكل دا؟، أنا وقصي من يوم ما عنينا فتحت وإحنا مع بعض وبنحب بعض بس عمره ما فكر يستغل حبي، عمره ما فكر يلمس شعرة مني، لما للست الطرحة حذرني مقلعهاش قدامه لإن حرام وكان لسة عيل صغير، مفكرتيش إزاي إنه بيضحك عليكِ؟؟، ليه كنتِ عامية كدا؟

+



        
          

                
_بس بس وطي صوتك ماما هتسمع.
وضعت يدها تمنعها من التحدث بذعر وهي تراقب باب غرفتها، صمتت الأخرى تأخذ نفسها ودموعها تتساقط، استمعت إلى حديث الأخرى_:

+


_أنا هروح أبوس أيده عشان يجي يكتب الكتاب وبعدها يطلقني، أنا زاد خوفي أصلًا بعد ما عرفت إن عبد الرحمن حافظ القرآن دا ممكن يقتلني.

11


هزت الأخرى رأسها تنفي"لاء مستحيل يعمل كدا بس الأكيد إن هيحصل مشاكل جامدة أوي، وبعدين أنتِ فاكرة إنك لما تروحي تترجي الراجل دا هيوافق؟، بتحلمي يا"ساجية".

+


_كفاية بقا يا"ليل"أنا كفاية عليا ذنبي، كفاية أوي إللي أنا فيه، أنا مش مستحملة نهائي واللهِ.
نطقت بها بنبرة باكية تتعالى مع شهقاتها، أخذتها في أحضانها تضمها بتحسر عليها، متساقطة دموعها عليها.

+


لم تـتركها إلا عندما ذهبت في نومٍ عميقٍ، عدلتها في فراشها تضع عليها الغطاء جيدًا، مسحت بقايا دموعها، تغادر غرفتها، قابلتها والدتها في وجهها تسألها بأمل"وافقت صح؟"

+


رحلت من أمامها بعقل مشوش، زادت ساجية من حزنها، من أين ستُلاحق، مِن أشقائها، أم مِن زوجها، أم من حبيب عمرها، أم من ساجية صديقتها الجديدة؟؟


2


"_______"

+


جاء الصباح عليهم وكانت تقف أمامهُ تترجاه بجُملتها_باسم بالله عليك مش طالبة منك غير أنك تكتب كتابك عليا وبس، بالله عليك، كتب كتاب ومش عايزة حاجة تاني.

+


توسلته بدموعها، ولسانها، ويدها، قلبها ينزف على حالها، قبل عيونها التي تبكي بدل الدموع دماء، استمعت إلى قهقهاته المتهكمة، ليردف ساخرًا، مُلقي عليها بنظرات أقل ما يقال عنها استحقارية_:

+


_لاء مفيش كتب كتاب، اسمك مش هيتكتب جمب اسمي حتى، وبعدين عيزاني اتستر عليكِ؟، المسألة دي محتاجة راجل يستر عليكِ، وأنتِ مش شيفاني راجل.

15


شحب لون وجهها، جسدها لا يتوقف عن الارتجافة بفزع، رمقته بعيونها الحمراء من كثرة البُكاء، ليكمل هو بلا مبالاة، وبطريقة جاحدة"ده لو راجل فعلًا إللي هيتجوزك يقتلك، انا لو مكان إللي هيضرب على قفاه ويفكر يتجوزك أفضحك، آه واللهِ عشان راجل مش هقبل على نفسي حاجة زي دي".

11


"حرام عليك، حرام عليك ليه بتعمل كدا؟، أنت عارف أنا إيه ومحترمة قد إيه، عارف إن كل حاجة حصلت بينا كانت مش بأيدي، أنت عارف إني متربية كويس ومش فضيحة، أنت عارف ده كويس، عارف إني مستحيل كنت أعمل كدا، عارف إنك أنت السبب، مش عارفة ليه بتعمل فيا كدا بس على العموم انا مش مسمحاك، بإذن الله هاخد حقي منك في يوم، بإذن الله".

3


هتفت بجملتها بقهرٍ ودموعها على وجهها تسيل بلا توقف، تُكاد تفقد عقلها بسببه، كل شيء جربت فعله ولم تنجح، قلبه كالحجر، عقله كالأفاعي، استغلها واستغل ضعفها، استغل عدم خبرتها بالحياة، واستغل يُتمها، استغلها في كل شيء حتى مالها...!

+


لـم تُشعر بجسدها إلا وهو يُدفع خارج ورشتهُ يُصيح بها بانفعال!، سيفضحها الآن...!!!


4


"____"

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close