اخر الروايات

رواية عذرا لكبريائي الفصل الثامن عشر 18 بقلم أنستازيا

رواية عذرا لكبريائي الفصل الثامن عشر 18 بقلم أنستازيا



18. ضريبة صداقة هشة ؛


                    

بحث في الأكياس عما يريده وعندما جمع الأغراض احتضنها بين ذراعيه ليجمعها قائلا بحب : أوه أعزائي الصغار ! لم أكلكم منذ زمن .. 


25




                    

ابتسمت بهدوء ثم اشرت إليه : ساعدني لأنتهي من ترتيب الأغراض وكن ذو فائدة .. 


+




                    

_ لن أفعل ! إنها مهنة الفتيات .. 


1




                    

قالها مبتعدا وهو يأخذ أغراضه فامتعضت بشدة وقبل أن يصل إلى الأريكة في غرفة الجلوس تعالى رنين جرس المنزل فأسرع يضع الأشياء على الطاولة ويتجه إلى الباب ليفتحه .. رأيته يفتحه قليلا وسرعان ما فتحه على مصراعيه ضاحكا بخفوت : ها قد عاد العاشقان ! 


+




                    

اتسعت عيناي هامسة : أمي وأبي ! 


71




                    

في هذه اللحظة لم أشعر بنفسي وانا اترك الأغراض واخرج من المطبخ بسرعة ، شعرت بالفعل وكأن الهواء بات أخف بكثير وأصبحتا قدماي أكثر سرعة وخفة ، بل وأنني استرجعت شيئا قد افتقدته !! 


7




                    

دخلت أمي وخلفها أبي الذي ضرب سام على كتفه بخفة وقال مبتسما بمرح يجوبه إمتعاض : هذا بدلاً من الترحيب بنا أيها الأهوج ! 


18




                    

ابتسمت أمي وكادت تقترب من سام كذلك ولكنها وقفت بحيرة عندما انتبهت إلي ! 


+




                    

لابد وأنها تعتقد بأنني في التدريب .. !! ستسألني بلا شك ولكن .. هل سأستمر في الكذب حتى على أمي وأبي ؟ 


24




                    

لا لن أفعل !! كل شيء مع كريس سينتهي وعلي أن أنهي سلسلة الأكاذيب أيضاً وإلا ندمت لاحقاً .. مع أنني لا أعلم كيف سأبرر الموضوع ولكنني سأتجنب الكذب .. ربما سأجعل الموضوع يمر الآن ولاحقا سأخبرهما بالحقيقة وانسحب بهدوء من هذا الأداء الدرامي السخيف الذي أوقعني فيه كريس . 


31




                    

_ أوه ! عزيزتي شارلوت ..! 


1




                    

قالتها وهي تنظر إلي بعينيها الخضراوان الواسعتان وتقترب نحوي واضعة يديها على كتفاي مردفة بسعادة يجوبها استغراب : ها أنتِ ذا ! ظننتك مشغولة بالوظيفة تتلقين التدريب ؟! 


65




                    

ابتسمت وعانقتها بقوة أريح رأسي على كتفها أستنشق رائحتها التي افتقدتها كثيراً .. بل وأشعر بدفء أحضانها التي لطالما ولازلت أعشقها .. عجبا !! لمجرد معانقتها أصبحت أشعر بأن لي جناحان أحلق فيهما .. أنعم وسادة قد ارخي رأسي عليها هي أحضان أمي ، وأجمل لحن قد أسمعه هو خفقات قلبها بلا شك .. 


491




                    

دافئة بشكل لا يصدق .. بل وبث في نفسي شعور الطمأنينة والقوة .. 


+




                    

عناق أمي له لذة خاصة مختلفة تماما ، صوتها فقط جعلني أشعر بالإسترخاء وبأن كل شيء سيكون بخير .. كل شيء سيسير بشكل جيد بوجودها فقط .. بل وأن الوقت ينحني احتراما لها سامحا لي بجعلي أستمتع بين يديها .. 


105




                    

همستُ والإبتسامة لا تفارق شفتاي : لماذا يسألني الجميع عن سر تواجدي .. هل من المزعج أن أعود إلى المنزل ! 


7




بادلتني العناق ممررة يدها على شعري متمتمة : لستِ سام لأنزعج من وجودك ! ولكن هذا غريب هل أخذت إجازة من الـ... 


418




قاطعها سام بألم : ألا يوجد ذرة تقدير ولو ضئيلة لمشاعري بحق الإله ! 


216




أضاف بإمتعاض وهو يسند ذراعه على كتف أبي : لم تتغيرا .. ظننت بأنكما ستعودان أكثر نضجاً وستقدران وجودي في حياتكما .. أنا خائب الأمل .


28




ابتعدت أمي عني بحزم : وأنتَ لا زلت وقحاً .. 


10




ابعد أبي ذراع سام عنه بقوة وقال مقتربا مني ليعانقني : ابتعد عني أيها الطائش لم أعانق صغيرتي الجميلة بعد .. 


193




ضحكتُ بخفوت وسرعان ما رأيت سام الذي غمز لي بهدوء فرمقته بإمتنان لتغييره الموضوع حتى قال أبي بعد ان ابتعد من عناق سريع وبعثر شعري بقوة : كيف كان التدريب معكِ ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ 


90




ها أنا ذا مجددا أمام عقبة أخرى .. أنا حقا لا أريد الكذب عليهما ! 


+




نظرت إلى أبي أخفي ترددي وعيناي قد استقرتا على ملامحه التي تشرق دائما بمرحه المعتاد ، فلمعت عيناه الداكنتان باستغراب وهمس مبتعداً للخلف بحذر : ستيفاني أنظري إليها كيف تحدق إلي! 


108




ضيقت أمي عينيها واقتربت لتشير إلي باصبعها السبابة مهددة : ما هذه النظرات ! أبعدي عينيك عن زوجي ! 


401




جاريتها وقد رفعت حاجباي بثقة متكتفة : ولما لا ! إنه أبي أيضاً ! لقد ازداد وسامة وبات أصغر سناً .. 


+




تنهد أبي مستندا على سام بإستياء : يحدث هذا كثيراً .. الجميع يتشاجر علي ! 


477




رمقه سام بطرف عينه بشفة مرفوعة ثم ابعد أبي متمتما : انظرا إليكما .. وتنتظران مني التعقل ؟! ثم لا تقم بلومي يا أبي فأنا وأنت متشابهان مظهراً وشخصيةً .. 


54




ابتعد عنه أبي بإزدراء : فلتتجرأ على قول هذا مجدداً .. 


31




ابتسمت أمي للحظات قبل ان تعاود التحديق إلي فتساءلت بحيرة : ما الأمر ! 


+




مدت يدها اليمنى تمررها على وجنتي بنبرة قلقة : لماذا تبدين أنحف مما سبق ، هل اهملتِ نفسك أم ماذا ، ألم تكوني تتناولين طعامك !!


23




ابتسمت لها مطمئنة : كانت شهيتي ضعيفة في الآونة الأخيرة لا تفكري بالأمر كثيراً .. 


12




عقدت حاجبيها وهي تبعد يدها ثم نظرت إلى أخي : سام أحضر الحقائب من السيارة رجاءً ..


+




بعثر سام شعره بملل :فيما بعد يا أمي فـ..


2




_ هل قلتَ شيئا ؟


+




قالتها بحدة فزفر بإمتعاض وهو يخرج : حسنا ..


92




عندما خرج اتجهت أمي للأريكة لتريح جسدها وهي تأخذ شهيقا عميقاً بينما اسرع أبي ليخرج قارورة ماء من ثلاجة المطبخ ويجلس بجانبها .. 


11




        


          


                

تقدمت نحوهما لأجلس مقابلهما متسائلة : كيف كانت الأجواء هناك ! 


1




مررت أمي يدها في شعرها القصير البني الذي لا يكاد يجتاز ترقوتها وأجابت بحماس : 


46




لقد قضينا وقتا ممتعا جدا هذه المرة ! استمتعت بالفعل .. ليتك رأيتِ المكان هناك يا شارلوت إنه بالفعل رائع وخلاب ! ولم يكن مكتظا مما جعله هادئاً ومريحا للأعصاب .. سأعاود الكرة بلا شك في وقت لاحق .. 


17




_ في المرة القادمة يجب أن تقوما بأخذنا معكما . 


+




علق أبي وقد اراح ذراعيه على مسند الأريكة : هذا ما قلته لوالدتك ، علينا أن نذهب جميعنا لاحقاً ، ربما سنذهب في فصل الصيف فالأجواء باردة جدا هذا الموسم ومع ذلك كان قضاء الوقت هناك أفضل فكرة أتى بها إيثان بعد ان اقترح المكان لنا .. 


12




ابتسمت بحماس : جيد .. سأنتظر فصل الصيف إذاً ! 


+




ثوان فقط حتى سمعنا صوت ضجة لم يكن مصدرها سوى الحقائب التي يحملها سام ويدخلها 


+




ثم ارتمى فوقها متذمرا بتعب : ما الذي تضعانه في الحقيبة بحق الإله ! أثقال ؟؟ أشعر بأن أنفاسي تتقطع ..


28




علقتُ بملل : لماذا أحضرتها جميعها بوقت واحد سيد هرقل ؟ 


112




أجاب بأنفاس متقطعة : حتى لا أضطر للخروج مرة أخرى .. 


488




زفر أبي متمتما بصوت منخفض بعض الشيء : والدتك لم تكف عن شراء الملابس والأحذية .. ناهيك عن العُلب التي اشترت منها ما يزيد عن العشرة .. 


8




احتضنتُ الوسادة مبتسمة : أمي كفي عن شراء العلب ! انت تقومين بجمعها وحسب ..


74




تمتمت وهي تسند رأسها على كتف أبي بتعب : إنها عادتي ولا استطيع التخلص منها ! 


17




أضافت بإنزعاج : ثم أنتَ لم تكف عن شراء عدة الصيد والمعاطف يا مارك ! 


1




أعقبت باستيعاب : مهلاً ! ألم يعد الرأس الأكبر بعد ؟ ألا يفترض بأنه سيكون هنا ؟


3




نظرت إلى سام باستغراب وكذلك بادلني النظرات ليقف مبتعدا عن الحقائب : لماذا من المفترض أن يكون هنا الآن ؟ ألم يقل بأنه سيتأخر ما يقارب الشهر أو أكثر ؟ 


+




نفي أبي : لقد اتصل بنا وأخبرنا بأنه سيعود خلال أيام .. كان هذا قبل ليلتان من الآن .. 


5




ابتسم سام ابتسامة جانبية ساخرة : ذلك اللعين لم يخبرنا بذلك مع أن آخر مرة راسلنا فيها كانت في الأمس . 


+




رمقته أمي بطرف عينها : هل قلت اللعين ؟ 


50




_ قلتُ النبيل .. 


362




أردف بملل وقد جلس على طرف الأريكة بجانب أمي : ما الذ أحضرتماه لي ؟ 


+




أجاب كلاهما : لا شيء .. 


346




انفجرتُ ضاحكة فنظر إلي بإنزعاج : لا شيء مضحك ! 


42




        

          


                

ثم عاود ينظر إليهما بغيض شديد : ولما لا !! أنتما تمزحان بلا شك ، لا بد وأنكما احضرتما لي شيئاً ولو قطعة قماش رديئة في حقائب الهجرة هذه ! 


49




أجابته أمي ببرود وهي تقلب عينيها بإستفزاز : كنت سأطلعك على ما جلبته ولكن ظرافتك هذه حرمتك من فرصتك ! 


+




_ لقد أحضرت لي شيء بالفعل إذاَ ! 


17




قالها بحماس وسعادة فتجاهلته أمي وطرفت بعينيها بلا مبالاة ثم وجهت اهتمامها نحوي : أخبريني يا شارلوت هل فعل لك هذا المتوحش أي شيء ؟ هل أزعجك ؟ حرمك من الطعام ؟! 


172




ابتسمتُ مؤيدة : ربما حرم المنزل من الحاجيات الأساسية ولكن لا تقلقي لقد كان خير رفيق . 


5




سخر سام بملل وهو يقلدني بتهكم فضحكتُ هازئة : على رسلك حتى لا تنفجر بغيضك . 


16




مدد أبي جسده بإرهاق ثم حرك رأسه يمينا وشمالا بتعب: أظنني بحاجة إلى الاستحمام ..


3




أضاف مشيرا بيده : سام ، املأ حوض الحمام بماء دافئ .. أوه لا بل ساخن .. سيكون أفضل لأرخي جسدي .. 


187




بعد جملة أبي ساد صمت في غرفة الجلوس فتوجهت انظارنا نحو سام الذي يحدق إلى أبي بملل وصمت . 


+




_ ألم تسمع ما قلته ! 


+




تساءل أبي باستغراب فأجاب سام : لقد سمعت .. ولكنني أتساءل فقط لماذا على سام المسكين أن يقوم بكل الأعباء وحده بحق الإله ! لديك شارلوت أيضاً إنها الابنة المطيعة اليس كذلك ! لقد احضرت هذه الحقائب للتو ولست قادرا على استهلاك المزيد من الطاقة ! 


184




امتعض أبي بشدة بينما كتمت ضحكتي بصعوبة ، أما أمي فرشفت من قارورة الماء التي كتمن معها منذ البداية ولم تكترث فهذا هو الحوار المعتاد ، والمشهد الذي يتكرر دائماً .. 


13




بعد جدال طويل مع سام المعترض انتهى الأمر بتفويضي هذه المهمة فصعدت للأعلى متجهة إلى غرفة والداي ، فتحت الباب والإضاءة ثم اسرعت للنافذة لأفتحها وأسمح للغرفة بالتنفس قليلا ولأترك أيضا أشعة الشمس تتنزه في أرجائها .. 


54




قمت بتشغيل جهاز تسخين الماء وأخرجت بعض المناشف لأجهزها وتركتها على السرير ، واستدرت لأخرج من الغرفة ولكنني شهقت بذعر وانا أرى أمي خلفي مباشرة بل وشهقت هي أيضا مرتاعة قليلا بسبب ردة فعلي ، ثم سرعان ما ابتسمت وضربت كتفي بخفة : تبعتك لأنظر إليكِ عن قرب .. 


63




_ هاه ؟ 


+




نظرت إليها بعدم فهم فضحت متكتفة وهي تعقد حاجبيها بعدم رضى : أتعتقدين بأنني لم ألاحظك حقاً ؟ كيف سأسمي نفسي أماً إذاً ؟ لا تبدين على طبيعتك ، هل حدث شيء ما أثناء غيابنا ؟؟ أنتِ وسام تختلسان النظر إلى بعضكما وكأنني امرأة كفيفة أمامكا ! ..


183




لم استطع منع الإبتسامة من شق طريقها نحو ثغري وأنا أجلس على طرف السرير متمتمة بصراحة ووضوح : أمي لن أكذب وأقول بأن كل شيء على ما يرام .. انني فقط انتظر ان تحظي أنتِ وأبي بالراحة بعد هذا السفر وبعدها سأبوح لكما ببعض الأحداث المهمة لذا لا تقلقي .. 


9




        

          


                

زمت شفتيها للحظة واتجهتْ إلى الطاولة التي وضع عليها العطور وادوات التزيين ، فتحت احد الادراج واخرجت منها مشبك شعر لترفع فيه شعرها البني القصير وهي تقول مبتسمة : من سيسمح للتعب بالتغلب علي أمام ما ترغب ابنتي في البوح به ؟ كُلي أذان صاغية .. تعلمين بأنكِ لن تتخلصي مني .. 


104




_ نعم أعلم ، ولكنني أدرك أيضاً بأنه ليس الوقت المناسب .. امي أريدكِ ان تأخذي قسطا من الراحة ، ليسترخي جسدك على الأقل ، لقد كان الطريق طويلا ومتعبا .. 


+




_ هل هو شيء ذو أهمية كبيرة ؟ 


50




نظرت للأرض أسمع صدى سؤالها في عقلي .. 


+




أنا حقاً لا أدري حتى إن كان علي إخبارهما بهذه السرعة ! 


+




كيف ستكون ردة فعلهما ؟ لا بد وأنها ستجسد المعنى الحقيقي للخيبة والقنوط .. سيكون الأمر صعباً جداً لا سيما وأنهما وضعا آمالهما بي وهما يعتقدان بأنني كنت في التدريب طوال هذا الوقت .. 


6




استنشقت الهواء بعمق قبل أن أقول : إنه أمر مهم كما أنني قلقة بشأن ردة فعلكِ أنت وأبي .. 


+




طُبِع التحير على ملامحها وهي تقترب نحوي لتجلس بجانبي وتمسك يدي لتهمس بنبرة قلقة مهتمة وفي عينيها وميض تركيز : كيف لي أن لا أقلق وأطالبك بالتفسير الآن ؟ شارلوت .. ألا زلتِ تذكرين علاقتنا نحن الاثنتان ؟ 


1




أومأت مجيبة : نحن صديقتان مقربتان .. أعلم يا أمي ولكنني تحت تأثير ضغط ومشتتة كثيراً وأحاول جاهدة ألا أتسبب بإقلاقكما او اخافتكما ، ولهذا أخبرك بأنني أنوي تأجيل الموضوع حتى تسترخي أنتِ وأبي .. كما أنني لا زلت أفكر في طريقة مناسبة أسرد لكما فيها الأمر دون تضخيم المسألة .. 


58




ظلت تنظر إلي بملامحها تلك حتى تنهدت وهي تنظر إلي يدي التي أمسكتها بحنان : ما رأيك إذاً بهذا الإقتراح ..


+




أردفت مبتسمة : سنرتاح كما ترغبين ، ثم نخرج في المساء لنتناول العشاء في أحد المطاعم المناسبة ونتحدث كيفما نشاء وننصت إليكِ ولا تقلقي بشأن ردود أفعالنا أبداً واتركي الكلمات تخرج من فاهك بكل راحة وطمأنينة ، هذا كل ما أريده .. 


185




بادلتها ابتسامة مضمرة : اقتراح لا بأس به .. ولكن سام مدعو إلى حفلة الليلة ! 


9




_ لا بأس سنخرج باكراً وسيكون له باقي الوقت .. 


3




_ حسناً إذاً . 


+




تركت يدي ووقفت لتقول رافعة كلتا يديها وتمدد جسدها : سأسبق والدك في الإستحمام لن استطيع الإنتظار أكثر ..


2




ضحكت بخفوت وانا اقف : سيغضب بلا شك .. 


+




أخرجت لسانها بعبث ومكر فغمزت لها هامسة : سأتستر عليكِ إذاً . 


57




خرجتُ من الغرفة لأنزل حيث يجلسان أبي وسام وما ان رآني سام حتى تقدم نحوي بينما ابي لا يزال يسترخي على الأريكة .. 


+




        

          


                

وصل إلي وتساءل هامساً بصوت منخفض جداً ممسكاً بأحد أكياس التسالي : لقد كنت قلقا منذ أن صعدت أمي خلفك ، هل قالت شيئاً ؟ 


9




أجبته وانا أمد يدي لأدخلها في ما يتناول منه : لقد اقترحت ان نخرج للعشاء وأخبرها بما أحاول إخفاؤه.


1




اتسعت عيناه فأكملت : سنخرج مبكرا لتستطيع المجيء معنا قبل الذهاب للحفل .. 


+




نفي برأسه مبتسما بخبث : دعكِ من الحفل ، من سيفوت الحفل الحقيقي الصاخب في المطعم .. 


320




ضربت كتفه بغيض فأردف ضاحكا : سأجهز آلة التصوير لألتقط مقطعا يوضح اللكمات والركلات الموجهة إلى وجهك .. 


148




ابتسمت ساخرة وانا ابتعد : افعلها لترى آلة التصوير مبعثرة في الهواء لتتحول إلى جزيئات دقيقة أيها النذل .. 


4




بعدها بلحظات فقط كان جرس المنزل قد على صوته في المنزل وفوراً فكرت بأنه جوردن ، وجدت نفسي أصعد الدرج مشيرة لسام بأن يتولى أمر فتح الباب فاستغرب الأمر ولم يعلق .. 


8




كما أن أبي أيضا نظر إليه بحيرة ليقول : ماذا تنتظر افتح الباب ! 


1




حسنا إنه أبي الذي نعامله كالملك ، فنحن كالعبيد أمام طلباته .. الأمر لا يقتصر على سام بل أنا أيضا وفي المرتبة الأخيرة إيثان .. 


177




كنت قد صعدت للأعلى حتى التقطت اذناي صوت جوردن بالفعل ، وصوت أبي الذي يرحب به بسعادة ومرح .. 


11




دخلت إلى غرفتي واغلقت الباب لأتسلى بالهاتف والحاسوب .. أعلم بأن ما أفعله لؤم ولكن .. 


+




لا أريد لجوردن أن يستمر في توجيه نظرة الإعجاب نحوي ! لقد لمحت إليه قبل أيام أنه لا يختلف عن سام وإيثان في نظري ولكنه يتجاهل كل هذه التلمحيات .. 


+




جوردن شخص لطيف بصدق ، وسيم ومثالي وجاد في العمل او الدراسة ولكنني .. 


252




عاجزة عن تغيير نظرة الأخوة نحوه ولن أستطيع طالما يوجد برغوث عالق في عقلي يُدعى كريس . 


291




كما لا أريد استغلال مشاعره لأنسى خيبتي وما شابه ! سأكون فتاة مستغلة عابثة ولئيمة لو تجرأت على التفكير بفعل هذا !


55




عقلي يحتاج إلى عملية تطهير من ذلك البرغوث ، وقلبي يحتاج إلى فترة نقاهة ليخرج من هذا الظلام الدامس الذي يعيشه ، ولهذا قررت ترك كل شيء للوقت .. 


26




عندما أشارت الساعة إلى السادسة كنت ووالداي وسام نجلس في المطعم نتناول العشاء ونتحدث في أمور عادية لم تخلو من حديثهما عن سفرهما ولا من حديث سام عن المعرض بينما كنت أتجنب الحديث عن نفسي بصعوبة .. 


51




ولكن لا مهرب من عقارب الساعة التي نظرت إليها أمي في معصم يدها لتبتسم وتقول : ينقصنا فقط ان نرتشف القهوة ونغير الطاولة لنجلس على تلك المطلة على مخرج المطعم لنتنفس هواءً أعمق وأخف وزناً .. 


+




        

          


                

بالفعل جلسنا على الطاولات الموضوعة أمام المطعم والمطلة على ممشى مقابلاً لإحدى الحدائق ، كان في المكان ذاته ثلاث طاولات عليها أشخاص معدودين والباقي كانت طاولات فارغة ولهذا كانت المساحة هادئة على عكس المطعم في الداخل .. 


6




كنت أجلس بجانب سام مقابل والداي ، رشفت من كوب القهوة وكذلك والداي على عكس سام الذي يشرب كأس عصير طازج بارد مما دفع أبي ليقول بإمتعاض : الجو بارد ، لماذا تشرب عصيرا مثلجا بحق الإله ! 


95




أجابه سام بملل : إنني في الرابعة والعشرون الآن ، وسأبلغ الخامسة والعشرون قريباً ، ولازلت تسألني هذا السؤال في كل شتاء ، أي أنك سألتني هذا السؤال أكثر من عشرون مرة طوال حياتي ! انت تعلم بأنني أحب شرب الأشياء الباردة ولو كانت في ليلة ممطرة رعدية .. 


100




رمقته أمي بحزم : إياك وأن تمرض إذاً أيها الشاب الخارق .. 


12




رمقها بغيض ثم اشاح بوجهه هامساً : توقفي عن معاملتي كالأطفال يا أمي .. سأشتكيكم لاحقاً إلى شخص ينجدني ويتفهمني .. 


64




قالها واتبع جملته بابتسامة منزعجة وهو يعبث بهاتفه .. 


2




وللحظة تذكرت ستيف !! 


20




صحيح ، لاحظت هذا .. ستيف وسام متشابهان بطريقة ما ، في الأسلوب والشخصية وردود الأفعال ! 


256




كنت ابتسم مفكرة في اللحظات التي قضيتها مع ستيف والآخرون وشردتُ بذهني حتى تساءل أبي بحيرة : ما الذي تريدين التحدث بشأنه يا شارلوت ؟ 


93




رفعت عيناي عن الكوب أنظر إليه بتردد قد سيطر علي فجأة بعد الإتزان والثبات اللذان كنت أتنفسهما للتو ! بل وأنني في مخيلتي كنت قد رسمت مشهدا لي وأنا أخبرهما بما حدث بكل هدوء ثم ينتهي الأمر ويسير على ما يرام .. 


7




إلا أنني الآن مترددة وقلقة كثيراً ! 


3




ضممت كوب القهوة نحوي عاجزة عن السيطرة على القلق والتردد اللذان تمكنا مني ، ولكنهما ظلا ينظران إلي بتشجيع محاولان بث الطمأنينة بي ..


2




لا مهرب .. نعم ، لا يوجد مهرب فالطريق مسدود وعلي أن أعترف بما يحدث وراء ظهورهما .. 


5




سأتحدث وليحدث ما يحدث فكريس هو الوحيد الملام هنا وليس أنا .. 


1




زميت شفتاي بقوة قبل ان ابعد الكوب وأضعه على الطاولة وارفع رأسي محاولة التظاهر بالثقة ، كانت أمي تسند وجنتها على كفها محدقة إلي بإهتمام بينما أبي يشرب من القهوة ويترقب حتى فجرت الكارثة لأقول بوضوح : أمي ، أبي .. لقد تزوجت قبل فترة قصيرة .. 


542




توقف الزمن للحظة عندما طرف كلاً منهما بعينه وكأنهما يحاولان استيعاب الأمر ، ولكنني تفاجأت بهما يضحكان بخفوت ليقول أبي : ظريفة جداً .. 


221




أيدته أمي : مقدمة شيقة لإستراق كل الحواس ! 


27




_ أنا جادة .. لقد تزوجت من شاب في المدينة المجاورة .. أتحدث عن زواج رسمي حقيقي ! 


29




        

          


                

تلى جملتي اختفاء تدريجي للإبتسامة من على ملامحهما ، حتى تفاجأتُ بالكوب ينزلق من يد أبي لينكسر فهرع النادل لينظفه ويمسح ما تركته القهوة من أثر ، ظل أبي ينظر إلي متجاهلا ما حدث حتى همس بحذر وكأنه يريد تكذيب أذنيه : هل قلتِ بأنك تزوجتِ حقاً ؟ 


147




أومأت برأسي أخفي خوفي وقلقي ، بدى وكأن الزمن عاد ليتحرك بصورة طبيعية عندما عقدت أمي حاجبيها لتقول بعدم تصديق : ت .. تزوجتِ يا شارلوت ! 


5




علق سام بهدوء : أخبريهما بالتفاصيل .. 


7




نظرت إليه بتردد فرمقني بنظرة مشجعة ومحفزة فما كان مني إلا أن أقول مطأطأة الرأس كمذنب يخجل من الإعتراف بجريمة اقترفها : لم أكن في المشفى طوال هذه الفترة .. لم أتلقى التدريب كما تعتقدان ، لقد تزوجت بالفعل ولكنني سأخبركما بتفاصيل ما حدث منذ البداية .. 


+




هذا ما آلت إليه الأمور في النهاية .. أخبرتهما بكل ما حدث .. زواجي بكريس وما يتعلق بإيثان والسيد ماكس وكل شيء .. عدى أمر واحد فقط .. 


17




مشاعري .. 


153




التي طلبت منها الصمت المؤقت ريثما انتهي من سرد التفاصيل وقد وافقت بلا حيلة والتزمت الصمت.


2




عندما انتهيت من السرد قائلة : وهكذا انتهى الأمر بي هنا بعد ما حدث . 


+




واجهتُ وميضا من الذهول والدهشة في أعينهما بل وظلت أمي فارغة الفاه حتى همست نافية رافضة تصديق ما سمعته : هذه مزحة ثقيلة .. أنتِ تمزحين يا شارلوت ! 


3




أسرعت أقول بأسى : أمي أعلم أن زواجي فعلة متهورة جدا ولكنني أقسم لكِ بأن .. 


+




قاطعتني هامسة بارتياع : كريستوبال ماكس .. ! 


189




ثم نظرتْ إلى أبي الذي بادلها النظرات بتوجس ..


+




عقدت حاجباي بإستياء شديد فهمس لي سام : توقعت ردة فعل أقوى .. ! 


165




تنهدت بضيق حتى سمعت صوت أبي المحشرج : شارلوت .. زوجكِ هو ابن ماكس إفليك ؟ إيثان الأحمق كان يعمل معه في الشركة ذاتها ؟!! 


41




_ نعم يا أبي .. 


+




مرر يده على جبينه مغمضا عينيه ليقول على وضعيته : لماذا كريستوبال من بين الجميع يا شارلوت. 


50




استنكرت سؤاله كثيراً : لماذا هذه الخصخصة يا أبي ؟ لو كان شخصا غير كريس ستكون ردة فعلك مختلفة مثلاً ؟! 


5




_ بالطبع ستكون مختلفة !! 


10




قالها بشيء من الغضب فاجفلت قليلاً متسمرة في مكاني .. 


1




أسرعت أمي تمرر يدها على كتفه مهدئة : رويدك يا مارك .. اهدأ .. 


4




رمقها أبي بغضبه السابق : كيف سأهدأ يا ستيفاني ! زوجها يكون ابن باتريشيا وماكس فكيف لي أن أتجاوز الأمر بحق الإله ؟ تعلمين بأننا أغلقنا تلك الصفحات تماماً ولكنها فُتحت من جديد وهذه المرة مع ابنهما ..! 


95




        

          


                

حدقت إلى سام بريبة وكذلك استغرب كثيرا ليتساءل بحذر : ما الي يحدث ! أبي نريد توضيحا لسبب كلماتك هذه ؟ من يكون كريس تحديداً ؟ وما علاقتكما بوالديه ؟ 


8




أضاف بهدوء : أنا وشارلوت نعلم مسبقاً بأننا زرنا منزلهم عندما كنا لا نزال أطفالاً .. لماذا كنا هناك ؟ 


1




ازدردت أمي ريقها بصعوبة واضحة وهي تنظر للمطعم حتى قالت مستسلمة : سام .. أنا بحاجة لكوب قهوة آخر .. تملكني الصداع وسينفجر رأسي .. 


+




همستُ بقلق : أمي ..! 


7




ولكن سام طلب لها كوب قهوة آخر بالفعل وأحضره ليضعه على الطاولة أمامها محدقا إليها بتمعن .. 


+




زفر أبي متكتفاً : الآن وبعد مرور كل هذه السنوات .. أكبر أبنائنا يبلغ الثامنة والعشرون من عمره ولازال الماضي يلقي التحية علينا .. 


40




لم أعلق وإنما قالت أمي تنظر إلي وإلى سام : أنصتا إلي .. 


84




ثم رشفت من القهوة واسترسلت واضعة يدها على جانب رأسها بسبب الصداع : ماكس وباتريشيا ، أنا ومارك ، كنا نحن الأربعة أصدقاء منذ المرحلة المتوسطة والثانوية وحتى لما بعد التخرج أثناء دراستنا الجامعية .. 


172




اتسعت عيناي بدهشة : أ .. أصدقاء ! 


1




ولكنها بادرت تكمل بكلمات سريعة : إنها صداقة قديمة جداً ولم نعتقد أنها ستترك ضريبة ستمتد لما يلي عشرون سنة أو أكثر .. هي في الحقيقة لم تكن صداقة عميقة .. أقصد كانت صداقة عميقة ولكنها تضمنت بعض الأخطاء .. بل الكثير من الأخطاء و .. 


16




ظلت تتلعثم ولم نفهم شيئا فوضع أبي يده على يدها لينظر إليها مهدئاً ، فرمقته بدورها بأسى حتى قال : لا بأس ستيفاني .. سأتحدث أنا .. 


11




علقتُ بعدم فهم : أبي .. أنا قلقة جداً لا يمكنني السيطرة على نفسي ! أخبرني رجاءً بما يحدث ! 


2




ظلت يده فوق يد أمي التي تنظر إلى كوب القهوة بشرود ، انتظرنا لهنينة إلى أن قال بهدوء : صحيح .. نحن الأربعة كنا أصدقاء جمعتنا علاقة معقدة بعض الشيء .. باتريشيا وستيفاني كانتا صديقتان مقربتان ، ماكس كان الطالب الثري والوسيم الذي يخطف الأنظار من حوله والذي كان مقربا من باتريشيا نظرا لعلاقة عائلتيهما ، أما أنا فكنت الطالب الذي اشتهر بنشاطه ومرحه في الأرجاء ، شاء القدر ان نُكوِن مجموعة تحتوينا .. ولكن هذه المجموعة كانت هشة جداً من الداخل أكثر مما تتصوران ! 


50




ثم بدى وكأنه يعود بذاكرته إلى تلك الأوقات ويشاهد تفاصيلها مردفاً : لقد أحببت والدتك منذ زمن بعيد جداً .. منذ ثاني عام في المرحلة المتوسطة وحتى آخر عام في الثانوية ، كتمت عواطفي سنوات طويلة وحاولت قمعها جاهدا ولكنني لم أستطع ، أدركت بأنني واقع في حبها لا محالة وعلي الإعتراف بهذا وإلا أقدمت على خطوة مضحكة أو محرجة .. وبالفعل نويت الإعتراف لها ولكن كأي فتى في ذلك العمر كنت بحاجة إلى دفعة تحفيز فقط .. وحصلت عليها من ماكس الذي كنت صديقه آنذاك . 


31




        

          


                

همستُ بإندماج وأسى يجوبه اندهاش : السيد ماكس وانت صديقان بالفعل .. ! 


+




ولكنه أكمل حديثه وقد زفر بعمق : أخبرني أن أتشجع واعترف لها قبل التخرج وقبل ان يلتحق كل منا في جامعة مختلفة وأخسر فرصتي ثم اندم عليها .. وبالفعل تشجعت لنصيحته وقررت الإعتراف لستيفاني . 


+




صمت وهو ينظر إلى أمي التي ابتسمت بدورها وبدى وكأنها استعادت هدوءها لتكمل عوضا عنه : كما قال تماما .. وللعلم لقد كنت انا وباتريشيا صديقتان مقربتان وهذا ما دفعني لإخبارها أنا أيضا بمشاعري تجاه الشخص الذي أحبه سراً .. والذي لم يكن سوى مارك والدكما .. لم أكن أعلم بما يكنه نحوي من مشاعر وكذلك هو .. تملكنا التوتر والتردد طوال هذه السنوات بشأن الإعتراف لبعضنا البعض ولكننا لم نفعل .. أخبرت باتريشيا بحقيقة مشاعري أنا أيضا ولكنني ما ان فعلت حتى وجدت ردة فعل مختلفة .. لم تكن باتريشيا مثل ماكس الذي قدم النصائح لمارك .. وإنما أصبحت تتصرف معي بغرابة شديدة ! تغير أسلوبها معي وكذلك شخصيتها التي لن أنسى كيف باتت صعبة الفهم ومعقدة جداً ! تساءلت في نفسي مرارا وتكرارا إن كنت قد ارتكبت خطأً ما وقادها للتغير هكذا .. صارحتها بالأمر ولكنني لم أجد إجابة صريحة أو واضحة .. لم أكن أعلم إطلاقا ان سبب تغيرها آنذاك هو شغفها وحبها بمارك .. هي لم تخبرني بشيء متعلق بمشاعرها نحوه ! ولم تبح إلي أو تلمح بكونها واقعة في حب شخص ما .. وهذا ما دفعها للتصرفات الجافة معي حينها .. 


233




أردفت بأسى : وبعد أيام فقط أتت باتريشيا إلي لتخبرني أنها واقعة في حب شخص ما .. سررت كثيرا وبشكل طبيعي سألتها عن هوية هذا الشخص لتجيبني بابتسامة لطيفة " مارك في الفصل المجاور " ثم أضافت لتخبرني بنبرة حزن " ولكن صديقتي أيضا واقعة في حبه وربما سأكون مضطرة للتخلي عنه والتضحية لأجلها ، أو ربما ستهتم صديقتي الوحيدة والمقربة لمشاعري وتتخذ خطوتها " .. لم أكن قادرة على تفسير ما أشعر به في تلك اللحظة أبداً .. كان مزيج من الخيبة والأسى والخوف ودفعني لأسألها عن السبب الذي أجبرها على الصمت طوال الوقت فأجابتني بكل بساطة قائلة " حافظي على الصداقة التي تجمعنا يا ستيفاني .. لا داع لنخسرها بسبب طرف آخر ". لم أفهم ما تعنيه حتى رأيتها في اليوم التالي تعترف لمارك بمشاعرها أمام المدرسة .. 


329




تنهد أبي وهو يمرر يده في شعره : تفاجأت بالأمر بالطبع ، وتساءلتُ كيف تغيرت الأحداث هكذا لتعترف لي صديقة الفتاة التي أحببتها .. أجبتها بـ " آسف .. " ، وياللقدر لقد رأى ماكس ما حدث وشهد تلك اللحظة وادركت أنه استاء كثيراً .. ستسألانني لماذا ؟ لقد كنا صديقان بحق ومقربان واعلم جيداً بأنه كان يكن مشاعر خاصة جدا لباتريشيا منذ صغره عندما ترعرعا معاً .. ولكن ماكس ذو قلب لطيف وصادق وأخبرني حينها بأنه يعلم جيداً بالطريقة التي تنظر باتريشيا فيها إليه .. قال لي هو لا شيء بالنسبة إليها سوى ابن عائلة ذات علاقة قوية بعائلتها .. وسألني عما سأفعله الآن مع حبي نحو ستيفاني مقابل اعتراف باتريشيا فأخبرته بكل بساطة بأنني أنوي الإعتراف لستيفاني بعد ان رفضتُ باتريشيا بوضوح . 


143




        

          


                

تمتمت أمي : ولكن باتريشيا في الليلة ذاتها أخبرتني بأنها باحت لمارك بحقيقة عواطفها ، وفاجأتني قائلة بأنه أجابها بـ " نعم .. " ، لن أنسى شعوري بالحزن وبكائي تلك الليلة والذي انتهى باستسلامي لأترك المجال مفتوحا لها طالما أقدمت على تلك الخطوة .. وفكرت حينها بأنني سأكون مثيرة للسخرية لو اعترفت لمارك حتى قبل اعتراف باتريشيا ، أقنعت نفسي بأنني سأضع نفسي في موقف محرج .. وايقنت بأنه قبل بمشاعرها ، كيف لا وهي فتاة فائقة الجمال وثرية وملفتة للأنظار .. ولكنني كنت الطوال مخدوعة وأجهل الحقيقة ! 


155




استرسلت بخيبة : أخبرتني بأنهما بدءا يتواعدان بالفعل فانتزعت نفسي تماما من الموضوع ووجدت نفسي بقلب مقبوض أشجعها وأتمنى لها الخير .. لقد جعلتني أعيش في كذب ووهم لأخرجه من عقلي تماما وتقنعني بأنه لها وهي له .. ولكنني في إحدى المرات تغيبت عن المدرسة لإصابتي بالمرض واعتكفت المنزل يومان .. لم تزرني باتريشيا أو تكلف نفسها عناء الإتصال بالمنزل والإطمئنان على حالتي مما أدهشني كثيراً وأوقعني في بحر داكن وأغرقني في اليأس التام .. ولكن الدهشة الحقيقية آنذاك هي زيارة مارك لي .. سألته بكل جرأة كيف لصديق باتريشيا الحميم ان يزورني في منزلي وبصفته من ! فأتى جوابه المحتار " عن أي صديق حميم تتحدثين ! " .. 


143




أكمل أبي نيابة عنها : بعد جملتي تلك بدأنا ندرك ما حدث والخدعة التي انطلت على ستيفاني طوال الوقت .. وعندما تصارحت والدتك معها اتضح انها فعلت هذا لتبعدها عني فقط وتمحي من رأسها أي نية للإقتراب وأنا الذي كنت جاهلا عن كل هذا آنذاك .. أخبرت ماكس وسألته عما يجب فعله فأخبرني بأنه سيتحدث معها .. وبالفعل تحدث ماكس معها ولا أدري ما كانت عليه التفاصيل حينها ولكن انتهى الأمر بإخبار ماكس لباتريشيا أنني وستيفاني سنتواعد عاجلا أم آجلاً .. أعتقد أن ماكس في تلك اللحظة تملكته بعض الغيرة عليها ورغبته في إيضاح عواطفه التي يكبتها منذ طفولته ولو قليلاً .. 


84




نظر إلي وإلى سام نافيا برأسه بعدم تصديق : لكما أن تتخيلا ما حدث بعد ذلك .. حلت كارثة ثقيلة العيار على ستيفاني وتحول عامها الأخير في الثانوية إلى جحيم حقيقي .. 


3




عقد سام حاجبيه : ما الذي تقصده ؟ كيف هذا ! 


+




_ لقد اتضحت المعالم الحقيقية لشخصية باتريشيا ، الأمر أقرب إلى .. التعامل مع فتاة متملكة أو تعاني من اضطراب ما ! أقسم بأنني عاجز عن وصف الطريقة التي كانت تتعامل بها مع ستيفاني ، من صديقة إلى عدوة شرسة ! عانت ستيفاني من الإهانات المتكررة على الملأ ، بل وواجهت التنمرات المختلفة من الزملاء والطلاب وهذا ما كان سيحدث عندما تنقلب عليها فتاة ثرية محبوبة مثل باتريشيا .. بل وأن ستيفاني كانت تضطر أحياناً إلى التغيب عن المدرسة عندما يصل اليأس إلى ذروته في قلبها .. وهذا ما كان يدفعني في الكثير من الأحيان إلى المرور عليها صباحا وإقناعها لارتداء ملابسها والذهاب برفقتي إلى المدرسة .. لن أبالغ لو قلت بأنني كنت ألعب دوراً جدياً كالحارس الشخصي حينها .. وهذا ما جعلني أقع أكثر في حبها فلقد عملت الظروف على تقريبنا إلى بعضنا البعض وتوطيد العلاقة وبالطبع اعترفت لها وبادلتني الاعتراف .. أما بالنسبة لماكس .. فلقد كان هو الآخر متورطا في حرب مع باتريشيا وهو يحاول ان يعيد عقلها إلى مكانه ويطلب منها ترك ستيفاني وشأنها ولكن هيهات .. ربما المنقذ الحقيقي في ذلك الوقت كان التخرج فقط .. نعم فما ان تخرجنا من الثانوية حتى التحقنا انا وستيفاني بالجامعة ذاتها .. أما ماكس وباتريشيا فالتحقا بجامعة مرموقة خاصة .. 


214




        

          


                

علقتُ وكأنني أعيش اللحظات الصعبة متأثرة : وما الذي حدث بعدها ؟ تزوجت باتريشيا من السيد ماكس بينما انت وأمي انتهى الامر بكما هنا متزوجان أيضاً ؟ ماذا عن ما قيل عن ما حدث لإختفاء الزوج من حفل زفاف باتريشيا !! 


2




نظر أمي وأبي إلى بعضهما نظرات عميقة جداً ، وكأن كلُ منهما يواسي الآخر بصمت !! 


+




ليأتي صوت أمي هامسة بنبرة مرتجفة ضعيفة : ذلك الزوج هو مارك .. 


374




شهقت بدهشة وكذلك سام الذي صاح بعدم تصديق : كان أبي سيكون زوجها ؟ ما الذي حدث تحديداً ! كيف تزوجت بأمي إذاً ! 


1




نفيت أمي برأسها معترضة : انصتا إلى باقي القصة .. ما حدث لاحقا هو السبب في تفكك علاقة ماكس ومارك من صديقان على تواصل دائم إلى صديقان يخشيان المرور في الطريق ذاته ولو صدفة .. 


22




خفق قلبي بخوف وقلق ، مترددة لسماع التكملة ! 


+




قلبي وعقلي لم يكونا جاهزان ولكنني لم أهرب من صوت أمي وهي تكمل بلوعة وحرقة : ظننا بأن كل شيء يسير على ما يرام بعد التخرج .. ولكن الهدنة قد انقضت وعادت باتريشيا لتلتحق بجامعتنا بل وأنها عادت لتخبرني بأنه من الضروري ان ننسى ما مررنا به ونتجاهل المشاكل التي حدثت .. طلبت مني التغاضي عن كل ما حدث لي في العام الأخير وأن اتجاهل كل ما واجهته !! ولكن ذلك لم يكن طلباً وإنما تهديداً صريحاً .. وبالفعل بدأتْ في الدراسة في الجامعة نفسها ظننا منها بأنه من السهل لي تجاوز ما حدث ببساطة وكأن شيئاً لم يكن .. وحينها التحق ماكس ايضا بالجامعة فاينما تتواجد باتريشيا يتواجد هو .. مارك وماكس صديقان وعادت علاقتهما كما كانت بل باتت أقوى ، أما أنا فكنت مجبرة على مجاراة الوضع مع باتريشيا ولكن بوضع حدود متينة بيني وبينها ولكنها لم تكن أسهل من البقاء خلف هذه الحدود .. بل أنها لم تعد لأجلي وإنما لملاحقة مارك مرة أخرى .. 


84




أكمل أبي بصوت هادئ : ثم العودة إلى نفس الإتجاه ، فلقد عاودت باتريشيا إيذاء ستيفاني بمختلف الطرق ولكن بنعومة وخفية على عكس شراستها السابقة .. بالفعل كانت والدتكما مرغمة على قبول تدخل باتريشيا مرة أخرى حتى حانت السنة الأخيرة في الجامعة .. وفي الأيام التي تلت التخرج كنت أنوي الزواج بستيفاني وأخبرت ماكس بهذا الأمر .. وكعادته كصديقي المقرب ظل يشجعني ويخبرني بأنها الطريقة الوحيدة أيضا للتخلص من التصاق باتريشيا بنا طوال الوقت فأقدمت بكل شجاعة على التقدم طلبا ليد والدتكما للزواج .. ولكن ما ان فعلت هذا حتى ساءت حالة باتريشيا بل وحاولت الإنتحار ذات مرة ..


67




اتسعت عيناي بدهشة : ماذا ! 


+




_ ولكنها فشلت في ذلك أو ربما تعمدت الفشل في هذا الانتحار لتعطيني انذارا مبدئيا فقط ، وبهذا تحدث معي والديها وشقيقتها لمحاولة اقناعي على الانتظار قليلا قبل الزواج بستيفاني حتى تعود باتريشيا لطبيعتها و وجدت نفسي مجبرا على تأجيل الزواج بالفعل .. ولكن ما حدث لاحقا هو انعطاف الأحداث لمسار مختلف تماما عما توقعته ، فبعد ان خرجت من المشفى أتى والديها إلي مجدداً واقترحوا أمرا لم يكن ليخطر على بالي يوماً .. 


39




        

          


                

انهى جملته بنظرة جانبية للفراغ وهو يلوي شفته منزعجاً وكأنه يسمع هذا الإقتراح الآن ومباشرةً ! 


+




تساءلتُ بإندماج : وما هو ؟؟ 


9




لم ينظر نحوي بل تدخلت أمي وهي تنظر إلى أبي : ان يتخلى عني ويتدارك الخطر الذي تعرض باتريشيا نفسها له .. أي الزواج بها ..


148




ثم ابتسمت امي بشيء من المرارة وأكملت : حدث هذا بالفعل .. تخلى مارك عني ووافق على ذلك الإقتراح .. ولكن الحب الذي نتبادله لم يكن هشاً إلى هذه الدرجة ، تقابلت مع ماكس ومارك في أحد المطاعم واتفقنا نحن الثلاثة على أمر سيأتي بنتيجة مرضية لكل الأطراف كما ظننا .. 


37




وجدتُ نفسي أقول بأسى : ان يأخذ السيد ماكس مكان أبي في الزفاف .. اليس كذلك ؟ 


37




اتسعت عينا سام : لا يمكن ! 


2




أردف بدهشة : هذا لؤم منكم ! لماذا فعلتم هذا ! بل لماذا وافق أبي على ذلك الإقتراح أصلاً ؟ 


172




عقدت أمي حاجبيها بحزن : اعلم بأنه لؤم منا .. ولكن نحن الثلاثة لم نستطع التحكم بأنفسنا حينها ! ماكس لم يكن قادرا على رؤية الفتاة التي أحبها منذ صغره تتزوج بشخص آخر ! ومارك لم يستطع تخيل نفسه يعيش مع باتريشيا ويتركني ، وأنا لم أقبل بذلك الإقتراح وأرى نفسي أُنبذ وأُترك مرتين بعد ان كان مارك يعني لي كل شيء ! تشابك العلاقات بهذه الطريقة ليس ذنبنا ! ولكننا لن ننكر بأن ما فعلناه كان لؤما وحيلة سيئة .. 


287




عندما تغيرت نبرتها للبكاء اسرع أبي يقربها إليه ليحيطها بذراعه قائلا وعيناه تحدقان إلينا بهدوء : انصتا .. نحن لن نتجاوز حقيقة ان فعلتنا تلك كان بالإمكان استبدالها بحل آخر .. ولكن عندما يضعك القدر أمام الأمر الواقع لن تكون قادراً على الإختباء منه ، ستكون عاجزا تماما عن القفز فوق العقبات وستلجأ لأغبى الحلول وأكثرها ابتذالاً .. ولكننا اليوم نعيش معاً ! أنجبنا إيثان الذي كان طفلنا الأول وجعلنا ننسى كل الهموم ونلقي بها خلف ظهرنا ! ثم انت يا سام واخيرا انتِ يا شارلوت ! وجودكم في حياتنا يعني لنا كل شيء الآن! صداقتي مع ماكس لازالت مستمرة ولكنني لم أراه سوى مرات معدودة بعد زواجه بباتريشيا التي تحولت إلى امرأة أخرى بعد الزواج .. وعندما علمنا بأنها انجبت كنا ننوي زيارتها ولكن ماكس حذرنا من ذلك فهو الأدرى بما قد يحدث لو التقينا جميعنا في مكان واحد بعد هذه السنوات .. 


128




تساءلتُ بصوت محشرج : وما الذي سيحدث لو التقيتم انتم الثلاثة الآن بعد موت باتريشيا ! لماذا لم تعد العلاقة بينكم بعد وفاتها !! ما المشكلة ؟! 


+




أجابني أبي بنبرة عالية : اليس الأمر واضحاً كفاية ؟ 


17




أكمل بحزم : وفاة باتريشيا لا تعني نهاية أخطائنا جميعنا .. ابن ماكس لن ينسى شيئا مما حدث ، أعلم جيداً كم يمقتنا ولن ألومه على هذا ، ولذلك أفضل أن نترك مسافة بيننا وبينهم .. 


23




        

          


                

جادلته بعدم فهم : ولكن !! .. لا شأن لي أو لكريس أو غيرنا بصداقتكم تلك ! هل حقاً لا بأس بكل هذا؟ لقد كان وجود باتريشيا يمنعكم من لقاء السيد ماكس ولكنكم الآن عاجزين عن استغلال الفرصة ! بدلاً من التفكير بالماضي والقاء اللوم على أنفسكم حاولوا تجاوز ما حدث ! الم تقل بأنكما لازلتما صديقان ! السيد ماكس كان طريحا للفراش ووحيداً دائما ولا أحد بجانبه ! هل سيبقى وحيداً دائماً ! أنتما معاً ولكنه في المقابل خسر باتريشيا ويعيش على ذكراها فقط ! لقد علمتُ بأنه كان ولايزال يحبها !


75




_ أقول لك يا شارلوت بأن الأمر ليس سهلاً .. كريس يكرهنا ولن يتقبل مـ..


+




_ إذاً لا بأس لديكما بالإستمرار على هذا الوضع ! أبي .. أنا لم أسمع باسم السيد ماكس منك يوماً ، ولم أسمع باسم عائلتهما أبداً .. ألا يعني هذا بأنكما اعتدتما الحياة دونه ! لماذا لا تعود علاقتكما به كما كانت ! دعك من كريس لا أحد سيقوم بلومه ولكن لا يجب ان نسمح له بالتدخل في علاقتكم أيضاً ! 


61




أردفت بحزم : كما أن زواجي به سينتهي عاجلا أم آجلاً وبشكل رسمي .. ولن يكون هناك ما يربطنا به بعدها .. 


36




_ أعترف بأننا مقصران بحق ماكس ولكنها كانت رغبته .. أرادنا ان نضع حدودا حتى لا تنقلب الأوضاع رأسا على عقب . 


1




_ ولكنها انقلبت بالفعل .. ويجب ان تتصرفا ! 


+




نظر والداي إلى بعضهما بتردد واضح فتدخل سام بهدوء : أقترح أن تقوما بزيارته وشراء باقة أزهار لطيفة ثم تجلسان معه وتمضيان بعض الوقت لتغيير حالته ، الم تسمعا ما قالته ؟ لقد خرج من المشفى مؤخراً فقط .. بل وأنه كان ينادي شارلوت باسمك يا أمي هذا يعني بأنه يحن إلى تلك الأيام ولكنه يمنع نفسه لأجل ابنه .. 


197




زمت أمي شفتيها هامسة بأسى : لا أمانع زيارته ولكنني خائفة من ردة فعل ابنه كثيراً .. واخشى ان يؤثر هذا على صحة ماكس ! 


+




نفيت برأسي : كريس ليس في منزل العائلة ، إنه في منزله على الشاطئ لذا لا داع للقلق .. 


18




نظر إلي أبي بإهتمام : ماذا عنكِ ؟ 


+




أجبته مباشرة : لن أذهب .. لا يوجد ما أفعله هناك .. 


35




ولكنه ظل مستمرا في التحديق إلي حتى استنكرت الأمر وبادر سام يتساءل بحيرة : ما الأمر يا أبي ؟ 


+




تنهد وقال مفكراً : لا أدري .. أفكر فقط فيما كان يفكر به عندما تزوج بشارلوت ! 


191




أيدته وقد عقدت حاجباي باستغراب : أنا أيضا لم أفهم حتى الآن ما الفائدة التي قد يجنيها من الزواج بي ! هو لم ينتقم مني كما يزعم منذ البداية .. ما الذي كان يريده تحديداً ! بل وانتهى الأمر بي بالمغادرة بكل بساطة ! 


52




مضت اللحظات ونحن نفكر بالأمر وكل منا يضع استنتاجاً مختلفاً .. 


6




في النهاية اقتنع امي وأبي بضرورة زيارة ماكس طالما أن كريس لن يكون في منزل العائلة .. 


4




        

          


                

ولكن أبي أشار بيده ليقول بإرهاق : لن أقدر على قيادة السيارة ، صحيح بأن المدينة ليست ببعيدة ولكنني أفضل ان توصلنا يا سام .. 


+




لم يعترض سام ولكنني أسرعت اقول له بحيرة : ماذا عن الحفلة الخاصة التي دُعوت إليها ؟ 


3




قلب عينيه بلا اكتراث : لا بأس لم أكن أنوي الذهاب إليها منذ البداية .. كنت سأبحث عن عذر لأبقى في المنزل ولكن ها قد وجدت عذرا مناسباً الآن .. 


14




أومأت بفهم ثم همستُ مبتسمة بهدوء : أبي ، أبلغ سلامي للسيد ماكس أرجوك ، وجيمي أيضاً ، والسيد جوش وكذلك كلوديا وأولين ! 


28




تساءل سام بسخرية : ماذا عن جيران الحي ؟ 


410




_ أصمت انت .. انا حقا مشتاقة إليهم كثيراً .. ولكنني لن أذهب لذا أوصلوا سلامي وحسب وسأكون ممتنة .. 


6




بعد ساعة من الآن كنت أجلس في المنزل وحدي بينما ذهبوا إلى منزل السيد ماكس .. 


47




كنت أستحم بماء ساخن سامحة لجسدي بالإسترخاء ولعقلي بالتفكير الحر أسفل الماء .. 


2




وبينما أنا كذلك تهاوى على مسامعي صوتاً ما ! لم أكن قادرة على تمييز الصوت بسبب صوت ماء الإستحمام فأغلقته لثواني ليعم الصمت المطبق .. 


154




ولكنني لم أسمع شيئا فعاودت أفتح الماء مجددا لأكمل استحمامي .. 


6




انتهيت وارتديت ملابسي ثم جففت شعري الطويل وتركته منسدلاً .. 


+




كنت قد نزلت إلى المطبخ لأشرب بعض الماء حين صدر صوتا عاليا أجفلني ! 


1




إنه الصوت ذاته ! في الواقع لم يكن سوى سوت الرعد في الخارج .. 


273




اسرعت نحو النافذة المطلة على الشارع أرفع رأسي أنظر للسماء الداكنة الملبدة بالغيوم ..


10




لقد كان الطقس صافيا ولكنه ها هو ذا ينذر بليلة رعدية ممطرة .. 


6




يا تُرى هل سيصل والداي وسام قبل هطول المطر ! لا داع للقلق ربما هذه المدينة فقط ستكون ممطرة أما الأخرى فلا .. 


155




اعددت لي كوب حليب ساخن بالشوكولا وجلست على الأريكة في غرفة الجلوس أمام حاسوبي لأتسلى .. وحينها لمحت ضوء البرق من النافذة على يميني والذي أنار السماء بأكملها للحظة .. 


29




سيكون مطراً غزيراً بلا شك .. 


2




نظرت إلى الحاسوب مجددا وومع ذلك لم أستطع ان امنع نفسي من التفكير متخيلة الماضي الذي جمع والداي مع السيد ماكس وباتريشيا .. 


+




لم أملك ادنى فكرة ان امي قد تعرضت للتنمر ، او ان ابي قد يفعل امرا كهذا في ليلة زفاف باتريشيا . 


16




لا عجب في ان كريس يكرههما كثيراً .. لا أستطيع العتب او ابداء اللوم تجاهه فلقد ساءت حالة باتريشيا بعد ما حدث .. 


36




        

          


                

السؤال الأهم هو .. 


+




ما الذي واجهه كريس عندما أنجبته باتريشيا ، وعلى وجه الدقة ما الذي حدث له في طفولته تحديداً ! ما هي تفاصيل حياته ! لن أنسى تلك الندوب على ظهره .. من تسبب بها ؟ أتكون والدته مثلاً ! 


74




لماذا لا زلت أفكر به بحق الإله .. هذا الزواج سينتهي وسأقطع أي شكل للعلاقة بيني وبينه وسأنسى كل شيء حتى لو اضطررت إلى وضع رأسي أسفل عجلة سيارة أبي . 


84




انتفضت بذعر لصوت جرس المنزل حتى ان بعض حليب الشوكولا الساخن قد انسكب على ملابسي فتأوهت متألمة واسرعت امسحه بالمنديل وقلت بصوت عال : قادمة .. 


23




اتجهت للباب وتساءلت : من هناك ؟ 


+




أتى صوت عميق : إنه أنا .. جوردن . 


339




كل أحد عدى جوردن يا الهي .. لا أحد هنا وسأكون مضطرة لمجاراة حديثه او تلميحاته ! 


38




ما الذي علي فعله الآن ؟ 


1




زميت شفتاي بقوة محاولة ان ابدو متزنة وفتحت الباب لأبتسم بهدوء : مرحباً .. 


+




بادلني الإبتسامة محدقاً إلي بتمعن مطولاً فتوترت وبحركة تلقائية رفعت يدي امررها في شعري المنسدل متسائلة : هل .. تبحث عن سام ؟ 


3




طرف بعينه مستوعبا وأسرع ينفي : آه .. لا ! أتيت فقط لأطمئن والقي نظرة خاطفة ما ان كنت بحاجة إلى شيء ما و .. حسنا بصراحة لقد ذهب أبي لزيارة عمتي ونسيت ان اخذ معي مفتاحا اثناء خروجي وهاتفي قد نفذ شحنه وتساءلت لو كان بإمكاني استعارة الـ..


109




قاطعته ضاحكة : حسنا كف عن الثرثرة لا بأس تفضل ريثما يعود السيد أورتن .. 


+




رفع يده يحك وجنته بتوتر : لا داع لهذا أريد فقط شحن هاتفي .. 


+




أضاف بصوت منخفض محتار : بالمناسبة .. من يكون ؟ 


183




قالها مشيرا بإبهامه للخلف فارتفع حاجباي باستغراب : إلى من تشير ؟! 


+




تحركت قليلا انظر إلى ما يقصده خلفه وحينها تسمرت في مكاني وفغرت فاهي .. 


53




كان يقف أمام السيارة السوداء التي يبدو انه اوقفها الآن فقط !! 


635




أضاء البرق المفاجئ المكان بأكمله ليتضح انه هو بالفعل بلا شك أو خطأ ، فاتسعت عيناي بدهشة وعدم تصديق ! 


231




سأل جوردن وهو يلقي نظرة للخلف : هل تعرفينه ! 


26




ما الذي يفعله هنا !! ما الذي أتى به ! لماذا ؟ لماذا الآن !! 


52




قلبي في هيجان تام ويكاد يخرج منتزعا نفسه من جسدي ومخترقا كل ما يحيط به ! بل وعيناي ترفضان الإبتعاد عنه ولو لثانية ! 


33




بل أن صوتا في داخلي قد صرخ راجيا أن أركض نحوه واقفز بين ذراعيه بقوة !


272




كادت عيناي تدمعان وهذا ما اعادني للواقع ، لقد كان واقفا ينظر إلينا على بُعد مسافة قصير عند الرصيف امام المنزل ومستندا على السيارة مرتديا معطفا ووشاحا يلفه ويخفي أنفه وفمه . 


143




        

          


                

حينها لا أدري لماذا ولكنني رمقته بحقد وحزم وجذبت جوردن من ذراعه قائلة ببرود : ربما أعرفه .. ولكن لا يهم .. 


329




أدخلته وأغلقت الباب بقوة وكأنني أفشي غضبي وغلي فيه .. 


54




ظهرت تقطيبة بين حاجبا جوردن وبدى بأنه سيبادر بالسؤال فأسرعت أتحرك بقدم مرتجفة محاولة بجهد ان ابدو طبيعية وقلت : سأحضر جهاز الشحن انتظرني رجاءً .. 


2




_ سأجلس إذاً .. 


72




قالها وهو يتجه للأريكة فصعدت وقدماي تطلبان مني الرحمة لأعود وافتح الباب واذهب إليه ولكنني أخرستها بسحبها بقوة نحو غرفتي .. 


67




وحينها سمحت لدموعي بالخروج مستندة على باب غرفتي وانزلق جسدي لأجلس على الأرض باكية بصمت وبوجه متورد .. 


93




يظهر نفسه الآن .. ما الذي يظن نفسه فاعل ! 


1




الآن فقط ؟ الآن وقد كنت أتمزق بداخلي كل يوم ! وكل جزء مني يصرخ بإسمه ! 


26




ويجرؤ على الظهور وكأن شيئاً لم يكن ! 


22




شعرت بحرارة دموعي التي تتدافع فرحة بفتح زنزانتها ووجدت نفسي أهمس بصوت ضعيف : لا يا شارلوت إياكِ وأن تبكي لأجله .. عليكِ أن تقفي بثبات وتلقي بكل شيء خلف ظهرك وتزيحي الهم عن عاتقيك .. كريس ليس إنساناً يستحق أن تقعي في حبه .. لا تجعلي الضعف يستحوذك ! ستجدين الشخص المناسب الذي يحبك أكثر مما تحبيه .. 


146




وجدت نفسي أغلق الإضاءة وازحف على ركبتاي بحذر نحو النافذة وازيح الستارة ارفع رأسي بحذر لأراقب ، فوجدته لا يزال يستند على سيارته مخفضاً رأسه ومتكتفاً ..


131




أشعر بأن المجنونة المقيدة في داخلي ستفتح النافذة وتلقي بنفسها راكضة نحوه .. 


273




زفرت بيأس شديد واستمريت بالتحديق إليه وكأن عيناي لازالتا تتعطشان لرؤيته وترفض ابعاد وجهتها. ولكنه عندما رفع رأسه نحو النافذة أسرعت أخفض رأسي بخوف ..


65




لم يلحظني .. بالطبع فالإنارة مغلقة ! ربما رفع رأسه فقط وظننته ينظر نحو نافذتي .. 


+




أقنعت نفسي بهذا وجلست على الأرض مستاءة من ضعفي والذي قيدني وحركني لأراقبه وكأنه أبسط ما يمكنني القيام به وارغب به .. 


9




صدر صوت رنين قريب مني فأسرعت اتلفت باحثة عن مصدر الصوت والذي لم يكن سوى هاتفي على السرير ! 


+




وقفت متجهة نحوه لأرى على الشاشة رقما غريباً غير مسجل مسبقاً .. 


216




عقدت حاجباي مفكرة بمن يكون ولكنني سرعان ما تجاهلت الأمر ونفيت برأسي بقوة بل وصفعت وجنتاي لأقول مشجعة : هيا يا شارلوت .. هيا أيتها القوية ذات الكبرياء المنيع .. دعي ذلك البرغوث يختفي مع أول قطرة من الغيث .. 


6




اسرعت بأخذ الجهاز لأجل جوردن وخرجت من الغرفة ونزلت حيث يجلس لأمده إليه فتناوله مبتسما : شكراً جزيلاً .. 


+




        

          


                

جلست مقابله فأردف : الا بأس بترك ذلك الشاب في الخارج ؟ من يكون ؟ هل هو أحد معارفكم ! لم أره مسبقا و..


39




_ لا داع للتفكير بشأنه ، هل أحضر لك شيئا لتشربه ؟ 


2




نفي براسه : لا أريد لا تتعبي نفسك .. أين سام إذاً ! 


+




_ لقد خرج برفقة والداي .. ربما سيعودون بعد ساعات معدودة . 


+




أومأ بفهم ثم نظر كل منا للأرض بصمت .. 


+




لم يكسر هذا الصمت المطبق سوى صوت الرعد الذي مُزج مع ضوء البرق القوي وسرعان ما تهاوى على مسامعنا صوت هطول المطر ! 


8




نظرت للنافذة بحاجبين مرفوعان احدق إلى زخات المطر على النافذة وضرباتها التي اصدرت صوتا لطيفا على مسامعي لأبتسم دون شعور .. ولكن ابتسامتي سرعان ما تلاشت لأشهق متذكرة: علي أن أطمئن على الجميع ! 


13




اسرعت إلى هاتف المنزل واتصلت على أبي الذي أتى صوته : ما الأمر يا شارلوت ؟ 


+




_ أبي .. ألم تصلو بعد ؟ 


+




_ نحن على بعد عشرة دقائق تقريباً .. لماذا ؟ هل انت بحاجة إلى شيء ما ! هل أطلب من سام ايصالنا والعودة إليك ؟ 


+




_ لا يا أبي أردت الإطمئنان فقط ، المطر يهطل هنا وقلقت ان تكون طريقكم وعرة ! هل كل شيء على ما يرام .؟ 


+




_ آه ! هكذا إذاً .. يوجد غيوم هنا أيضاً ولا أدري إن كانت السماء ستمطر ..


13




في النهاية اطمئننت عليهم وأغلقت الهاتف لأعود إلى الاريكة ، ولكن في طريقي لمحت من النافذة سيارة كريس التي لا تزال هنا .. ولكنني لم أراه فوجدت نفسي انظر عبر النافذة بتمعن أكبر .. 


+




وحينها تفاجأت به يجلس بداخلها خلف المقود ولم أستطع رؤية التفاصيل أكثر نظرا للمسافة !! 


38




لماذا لا يزال هنا ! 


3




ما الذي يريده ؟! 


8




رفعت يدي نحو صدري أهدِئُ من اضطراب قلبي الذي ينبض لمن سكنه ومن حطمه .. يا الهي .. بدأت أشك في كوني قادرة على الإستمرار في التظاهر أكثر ! 


15




مع أنني في هذه اللحظة عاجزة عن إيجاد لحظة سعيدة مررت بها إلى جانب كريس ولكنني مع ذلك لا أشعر سوى بالسعادة لرؤيته الآن ! 


36




ما الحل مع ما أمر به ؟ ما الذي علي فعله ! 


3




_ شارلوت ؟ 


3




كان جوردن المتسائل وهو ينظر إلي بينما يجلس على الأريكة فأسرعت ارتدي قناع الهدوء واقترب من النافذة لأغلق الستائر بإحكام وابتسمتُ قائلة : لقد كنتُ أطمئن على والداي وسام .. الست جائعاً ؟ 


2




وقف مبتسماً : كنت أفكر للتو بالأمر ولكن دعيني أعد الطعام بنفسي .. 


80




_ هاه ! 


1




أردفت معترضة : لا بأس سأعده أنا .. 


+




اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه الزرقاوان بالمرح : لا بأس يمكنك مساعدتي فقط .. انا ماهر في الطهي كما تعلمين لذا لا تخافي ! 


228




        

          


                

استسلمت مبتسمة وقد تكتفت بعد ان وقفت في المطبخ برفقته : لنرى ما ستعده إذاً .. بالمناسبة لن اكون قادرة على تناول اي شيء فلقد سبق وان تناولت عشائي مع عائلتي قبل ساعة او أكثر في المطعم . 


11




أضفت مشيرة بيدي بألا يقلق : ولكنني سأجربه لأقيمك فقط .. لذا أعِد كمية مناسبة حتى لا تهدره .. 


4




بدأ بالفعل يعد الطعام بعد ان اخرجت له ما يحتاجه وجلست على طاولة الطعام لنتحدث ونضحك بشأن أمور مختلفة ، وكم كنت ماهرة في التملص من المواضيع التي يستغلها جوردن في التلميح بشأن مشاعره أو المواعدة ! 


49




أستحق جائزة على صمودي إلى هذه اللحظة !


59




كما أنني أعترف بأن عقلي قد انقسم إلى قسمان ، الأول يتحدث ويضحك بل ويستمتع بوقته ، بينما الآخر في الخارج ! 


36




يفكر بأمر كريس اللعين طوال الوقت ! كل ثانية وكل دقيقة ! 


10




حتى أنني بت أشعر بالصداع ! 


+




ولكن كل ما كنت أقوله لنفسي هو بضع جمل تشجعني على محاولة تحريري وفك هذه القيود عني ! 


1




لا بد وأنه هنا ليحاول إهانتي بشتى الطرق ، أو ربما قد وجد طريقة أخرى لينتقم فيها ! أو عاد ليوضح لي كم يكرهني كما كان يطربني .. 


107




مررت يدي على رأسي بإنزعاج فنظر إلي جوردن بحيرة ولكنه لم يعلق .. 


+




جلسنا مقابل بعضنا على طاولة الطعام وقد أحضرت ملعقة لأجرب فيها ما قام بطهيه ، ظل ينظر إلي بترقب ينتظر رأيي مبتسماً بشيء من الثقة فابتسمت وانا أمضغ الطعام بصمت ورفعت يدي لأشير بإبهامي له بمعنى أنه حاز على إعجابي .. 


9




_ أرأيتِ ؟ أخبرتك بأنه سيعجبك .. هل حقا سأتناول الطعام وحدي ؟ 


2




أومأت برأسي وقلت بعد ثوان : لا يمكنني تناول اي شيء .. أنا ممتلئة !


1




_ حسنا لا بأس ..


+




الحديث بيننا لم ينتهي حتى بعد ان تناول الطعام وعدنا لغرفة الجلوس أمضينا وقتنا في الحديث وبعدها تلقيت محادثة من أبي كان مفادها " من الصعب العودة الليلة فالمطر ينهمر بغزارة هنا أيضاً ، هل ستكونين بخير وحدك يا ابنتي ؟! " 


254




وبالطبع أجبته بألا يقلق بشأني وبأنني معتادة على الأمر . 


1




هذا أفضل من عودتهم في طريق وعرة خطرة ! بل وأن سام المتهور يقود السيارة فلا أدري أي ردة فعل طائشة قد تبذر منه .. 


41




إن الساعة تشير إلى الحادية عشر والنصف وهذا ما دفع جوردن للوقوف ليقول وهو ينتزع هاتفه من جهاز الشحن : لقد تأخر الوقت ، سأتصل بأبي لعله قد وصل ولم أنتبه .. 


54




أومأت بصمت فاتصل ووضع الهاتف على اذنه منتظرا حتى قال : أبي .. ألا زلت في منزل عمتي ؟ 


+




ظل صامتا قليلا حتى اتسعت عيناه الزرقاوان : أنت تمزح ! ولكنك لم تخبرني بهذا ! 


111




لحظات نفي برأسه ووضع يده اليمنى على خصره : وما الذي سأفعله الآن ؟ لا تخبرني بأنك أغلقت النوافذ أيضاً يا أبي ؟! 


201




        

          


                

ارتفع حاجباي باستغراب فتنهد منهيا المكالمة : حسنا .. سأتصرف ، اعتن بنفسك .. 


+




أغلق الهاتف فأسرعت أسأله بإهتمام : ما الأمر ؟ 


+




نظر للسقف وقال بنبرة ساخرة : لن يستطيع أبي المجيء الآن بسبب اجواء الطقس السيئة ، ولم يترك النوافذ مفتوحة على الأقل .. لقد فكرت بالدخول من خلالها ..


74




_ وما الذي ستفعله الآن ؟ 


+




رفع كتفيه مجيبا : سأتصل بأحد أصدقائي ، سأذهب إلى منزله ..


25




_ في هذه الأجوء ! من الخطر القيادة الآن انظر إلى غزارة المطر ! 


109




_ ما الذي سأفعله إذاً ! 


+




_ لما لا تبقى هنا حتى يهدأ الطقس ثم اتصل بصديقك واذهب إليه ! 


90




ظهر التردد الواضح على وجهه فتنهدت مبتسمة : نحن جيران .. مساعدتنا لبعضنا البعض واجبة ..


36




ثم أضفت اشدد على كلماتي : كما أنك بمثابة أخي يا جوردن ولن أمانع تواجدك أبداً ! 


379




طرف بعينه ببطء محدقا إلي بهدوء شديد .. 


47




من الواضح ان استخدام كلمة " أخي " لم يعجبه البتة .. 


13




حتى رسم ابتسامة مضمرة : حسنا إذاً .. آمل ان يتوقف المطر خلال وقت قصير .. 


32




أملت برأسي ثم اخبرته بأنني سأحضر له بعض الأغطية من الأعلى .. 


2




صعدت بالفعل لأحضر أغطية من الخزانة لكلانا فربما نشاهد التلفاز او نطيل السهر والإنتظار .. 


9




عدت لأعطيه الغطاء فتناوله مني ، فتحت التلفاز وجلسنا نشاهده معاً ونعلق أحياناً على أحداث الفيلم أو نسخر أحياناً أخرى .. 


33




ولا أدري كيف .. لكن المدهش في الأمر أن كلانا قد غط في النوم بالفعل !!


98




لم أعد اسمع صوت التلفاز .. وحينها تذكرت أنني اغلقته ولكنني لا أتذكر متى تحديداً .. 


+




جسدي يؤلمني قليلاً أيضاً ! 


1




تهاوى على مسامعي صوت العصافير التي تُغرد وقد مُزج صوتها بصوت بعض السيارات وأصوات أطفال مألوفة .. انهم أطفال الحي ! 


83




فتحت عيناي ببطء لأرى نفسي أستلقي على الأريكة المجاورة لجوردن .. 


2




هو أيضاً ينام مندسا تحت الغطاء ويثني قدميه نظرا لقامته ، اعتدلت امرر يدي في شعري وأتثاءب ووقعت عيناي على النافذة الأخيرة القريبة من المطبخ والتي لم أكن قد أغلقت ستارتها لأرى ان الصباح قد حل .. 


10




القيت نظرة على الساعة فوجدتها تشير إلى الثامنة والنصف .. 


9




حينها تحرك جوردن وبدأ يستيقظ ..


+




تركته وذهبت إلى الحمام لأغسل وجهي واستعيد نشاطي ، ثم نحو المطبخ لأعد فطورا سريعاً وكوبان من الشاي ، عدت لغرفة الجلوس ووجدته يرتب الغطاء بوجه ناعس وشعره الأشقر مبعثر فابتسمت : صباح الخير ، الفطور جاهز .. 


193




        

          


                

نظر إلي بشيء من الكسل وهو يميل برأسه ثم أشار بيده نحو الحمام فأومأت برأسي بصمت ..


+




غسل وجهه واتى للمطبخ حيث انتظره وتناولنا الفطور حتى قلت : لم أشعر بنفسي وانا اغط في النوم ! آخر ما اذكره هو مشهد البطل وهو يقفز من فوق القطار وبعدها غبت عن الوعي تماما ..


97




انهيت جملتي ضاحكة فقال متذكرا بابتسامة حيوية : آخر ما أذكره هو اختطاف البطلة على يد صديقه الخائن ! وعندما رأيتك نائمة تملكني النعاس انا ايضا ونمت فوراً ! لقد كان فيلما ممتعاً سأعاود مشاهدة ما فاتني منه ..


51




_ وأنا أيضاً .. 


+




نظر لهاتفه ثم قال مفكرا : من المفترض أن أبي قد عاد للمنزل .. علي الذهاب يا شارلوت ، لا يجب أن أثقل زيارتي أكثر ..


25




أسرعت أنفي : لم تكن زيارة ثقيلة أبداً أيها الاحمق ! لقد استمتعت بوقتي وكما ترى أنا أيضا في انتظار عودة والداي وسام .. 


44




_ أبلغي سام بأنني سألت عنه ، فلقد اتصلت به ولكن الخط كان مشغول بالأمس .. 


+




_ حسنا سأفعل ..


+




وقف واستعد للمغادرة واتجه للباب ليفتحه فتبعته وقبل ان يخرج ابتسم : شكرا جزيلاً على الفطور . 


2




_ لا تكن رسميا هكذا ! ما خطبك ! 


+




ضحك بخفوت : لا أدري ! ربما لأن المبيت هنا كان تجربة جديدة منذ ان انتقلت للحي قبل خمسة سنوات ! 


29




ابتسمت : هكذا إذاً .. 


+




رفع يده مشيرا : حسنا .. سأرحل ..


+




_ إلى اللقاء .. إنني أرى سيارة والدك ، إنه في المنزل بلا شك ..


3




_ آه .. نعم صحيح ..


+




ظل يرمقني بنظرات سريعة ويحول عينيه بيني وبين منزله وشعرت به يترقب مني قول شيء ما !!


20




ولكنه في النهاية ابتعد ونزل الدرجات ليتجه للمنزل ، نظرت بدوري إلى حيث كانت سيارة كريس السوداء بالأمس والتي بات مكانها خاليا اليوم .. 


203




ارتخت ملامحي بتلقائية شاعرة بإفتقاده الشديد .. 


14




ولكن الشعور الأقوى في هذه اللحظة هو الإحباط والخيبة التي تكاد تلتهمني ! 


9




هو لم يتبعني ولم يكلف نفسه بقول أي شيء .. ما معنى هذا ؟ حسنا هذا يعني شيء واحد فقط ..


10




كريس لا يهتم بي ..


239




لا يؤثر به ولو قليلا رؤيتي مع شاب آخر ..


62




لا أدري لماذا توقعت أن أراه ينزل من سيارته ويتبعني ! هل أحلامي بعيدة إلى هذه الدرجة ؟! لا أصدق إلى أي مدى انا مثيرة للشفقة ! 


5




وقبل ان اسمح لنفسي بالتمادي بالتفكير به أكثر أغلقت الباب ودخلت أرتب المكان .. 


3




رتبت غرفة الجلوس والمطبخ .. وعندما كنت منهمكة في غسل الأطباق بدى لي وكأنني أسمع صوتا خافتا من مكان ما !


126




        

          


                

وهذا ما جعلني أغلق صنبور المياه وجهاز التكييف واي شيء قد يصدر صوتا لأحاول التركيز ! 


8




إنه صوت قادم من الأعلى ، صعدت الدرج وما ان وصلت لنصفه حتى اتضح انه صوت هاتفي .. 


175




أسرعت لغرفتي ودخلت لأتجه فورا للهاتف الذي رأيت على شاشته رقما غير مسجلاً ..


+




اليس هذا هو الرقم نفسه من الأمس ؟ إنه رقم مميز !! 


51




استغربت قليلا ولكنني وضعت الهاتف على اذني بعد ان ضغطت زر الاجابة دون ان اتحدث .. 


+




اريد سماع الطرف الاخر اولا ..


19




طال الصمت حتى اتى صوت اخيرا : هذا غريب .. 


288




هـ .. هذا الصوت الساخر !! 


37




خفق قلبي فوراً وبشكل متسارع بل واسرعت أقف لأستقيم وقد انعكست صورتي على المرآة أمامي .. 


+




إنه هو !! لقد كان من يتصل بي في الأمس كذلك ! 


+




لا ادري كيف رسمت ابتسامة حمقاء على ثغري كمراهقة بلهاء واقعة في الحب ، ولكن تلك الإبتسامة تلاشت عندما أضاف بنبرة استخفاف : ظننتك مشغولة قليلا مع الجار الأشقر اللطيف منذ الأمس ! يبدو أنك تفرغت الآن أخيراً لتجيبي على الهاتف .. هل قاطعتُ شيئا يا ترى ؟ 


568




اتسعت عيناي بعدم تصديق لتلميحاته ! 


4




ك .. كيف يجرؤ ؟! 


2




كيف له أن يسيء الفهم إلى هذه الدرجة ! انه يتمادى كثيرا في انتقاء كلماته الوقحة ! وما الذي قد أفعله مع جوردن بحق الإله ! هل يفكر بي بتلك الطريقة !! 


67




_ ماذا ؟ اتكون حركة درامية الآن مثل الأفلام على التلفاز ؟ يجيب البطل بصمت ليُصدم برجل على الهاتف ثم يغضب من حبيبته ؟ يتشاجرا .. ثم يتطور الأمر .. ينفصلا وبعدها يـ.. 


127




_ أيها القذر ! 


5




قلتها بصراخ وغضب دون أن أشعر بنفسي وبمدى علو صوتي فاستفزتني ضحكاته الخافتة كثيراً ! 


47




_ ما المضحك بحق الإله ؟! ما الذي يضحكك إلى هذه الدرجة ! هل اتصلت بي لأسمع هذا الهراء وتطربني بضحكاتك فقط ؟! 


31




علق بملل واستغراب : رويدك لقد كنت أتساءل فقط ! هل كنت مخطئاً في تحليل الأحداث ؟ 


8




صرخت بضيق شديد : أنت بالفعل .... ! أكرهك وأكره الطريقة التي يعمل بها عقلك الذي وُضع في رأسك للزينة ! وما الذي تريده مني الآن ؟ هل من أي اعتراض على قضاء ليلة الأمس مع جاري ؟ 


61




أكملت بإنفعال : لماذا اتصلت بي ؟ هل اكتفيت من اهاناتك أم لازلت متعطشا وتطمح للمزيد ؟! 


+




_ لماذا أتصل ؟ صحيح ! لماذا اتصلت يا تُرى ؟ 


122




قالها متظاهرا بالبراءة والتفكير فزميت شفتي بقوة محاولة عدم الصراخ مجددا حتى تمتم بنبرة مستفزة جدا : أردت فقط أن أفهم إن كان جارك يخشى الخروج في المطر أم أنكِ من طلبتِ منه البقاء معك ؟ أوه لا ! لا يجب ان افكر كثيرا فلقد كان الجواب واضحا بالنظر إلى الشخص الذي سحب الآخر من ذراعه واجبره على دخول المنزل بسرعة . 


286




        

          


                

_ لقد طفح الكيل ! أنت لم ولن تتغير ، ستبقى مجرد متغطرس ذو تفكير سطحي .. ليكن في علمك أنني أفعل ما يحلو لي لذا لا تتدخل أيها الزير .. هذه حياتي وأنا حرة ولو أردت أن ألقي بنفسي إلى الجحيم فأنت أخر شخص يُسمح له بالتدخل .. 


56




_ أردتُ فقط أن أذكركِ بأنه لا حق لكِ في فعل ما تشائين بالسهر مع جارك وحدكما في المنزل .. 


176




قالها بهدوء بعيدا عن الاستخفاف فابتسمت بتهكم : أوه حقاً ؟ وبأي حق تملي علي ما يجب فعله أو ما يجب تجنبه ؟ 


+




_ لازلتِ زوجتي .. 


627




_ لن يطول الأمر .. هذا الزواج السخيف سينتهي . 


3




_ لن ينتهي إلا بموافقة الطرفين . 


23




_ ما الذي تريده مني يا كريس ؟ أخر صوت تمنيت سماعه هو صوتك ، لذا اختصر ما اتصلت لأجله وأرحني وإلا أغلقت الهاتف حالاً .. 


150




_ لماذا لم تأتِ إلي بالأمس ؟ راهنتُ على انك كنت ستركضين نحوي دون تفكير ولكن يبدو انك عزمت على تمالك نفسك .. 


468




غضبت بشدة لنبرته الواثقة والمتعجرفة ووجدت نفسي أهمس بسخط : ولماذا سأذهب إليك ؟! لماذا أتيت إلى هذه المدينة أصلاً ! ما الذي كنت تفعله أمام منزلنا وفي حينا ؟ هاه ؟! 


+




_ كان من المفترض أنك افتقدتني أيتها اللعينة ! 


876




أجابني بنبرة جافة تميل للإنزعاج فقلت بتهكم وازدراء : افتقدك أنت ؟ أرجوك انتظر إنني احاول كتم ضحكتي .. فلتذهب للجحيم وكأنني سأفعل ! لقد خرجت من الحياة البائسة التي عشتها معك فلماذا سأفتقدك بحق السماء ؟ 


113




_ لا تحاولي انكار هذا .. لقد لاحظتكِ في الفترة الأخيرة .. انتِ تغارين علي يا شارلوت .. 


183




انفجرت ضاحكة وطالت ضحكاتي حتى قلت بصعوبة : أوه .. أرجوك ! انا واثقة بأن رأسك اصطدم بالحائط وزاد من جرعة النرجسية التي تعاني منها ! أغار عليك يا كريس ؟ أنتَ من بين الجميع !! نكتة الموسم وتستحق النشر .. 


94




أردفت هازئة بحدة : لا أريد سماع كلمات واثقة كهذه من جبان هرب من منزل العائلة عندما عاد والده ليتفادى لقاؤه .. 


208




لم يعلق وإنما التزم الصمت مما دفعني لأكمل بنبرتي السابقة : مهما زيَفت هذه القوة فأنت بنظري مجرد كيان مهزوز .. أنتَ تعشق الإدعاءات والظهور بمظهر ذلك الشاب ذو الطباع الحادة ، كل هذا تبخر تماما أمام عيناي أيها الأحمق عندما كنتَ ثملاً وبدوت كفتى قاصر قد تعدى القانون .. 


194




_ لا تحاولي خوض حرب الكلمات .. لستِ نداً لها صدقيني .. 


38




_ انظر إليك .. انت لم تهرب من والدك وحسب بل وتخليت عن ابنك اسبوعان كاملان ! انصحك بألا تسمي نفسك ابناً أو أباً ، ثق بي كِلا اللقبين لن يناسبانك بعد ما فعلت .. اخبر من حولك بأنك وُجدت هكذا معلقا في الهواء بلا نسب فأنت لا تستحق أن يكون رجلا لطيفا مثل السيد ماكس والدك ، ارجوك تأمل نفسك قليلا تستيقظ صباحا وتذهب للعمل ثم تعود إلى وكرك للإختباء به .. ألا تعتقد ان حالك مثير للشفقة ! 


361




        

          


                

_ عجباً .. أنتِ من تتحدث هكذا يا شارلوت هاه ؟ 


+




_ ولما لا ! 


+




_ أبداً .. تذكرتُ فقط كم بدوت كهرة صغيرة لطيفة وخائفة من كل تهديد سمعتِه .. 


44




_ تهديداتك تلك لم تكن سوى كلام فارغ ، واخبرتك سابقا انها لم تكن حرباً شريفة .. 


1




سمعته يتنهد : تنسى الفراشة غالبا أنها كانت شرنقة .. أهنئك على بلوغ مراحل النضوج ! 


98




_ ما الجديد ؟


+




اطلق ضحكة خافتة ثم همس : لنعد إلى موضوعنا .. بدوتِ منفعلة بالأمس ما ان رأيتني .. 


18




_ أنتَ تهدر وقتي .. 


+




_ رأيتكِ تراقبينني من النافذة .. 


406




_ ربما كان شبحاً .. تُرك منزلنا خاليا لفترة طويلة كما تعلم .. 


170




قلتها باستخفاف واردفت بجمود : سأغلق .. 


+




_ لماذا تهربين من مشاعرك ؟ 


249




تساءل بهدوء فتسمرت في مكاني أنظر إلى انعكاسي في المرآة ..


+




والذي لم يظهر سوى فتاة تمسك الهاتف وبالرغم من نبرتها القوية فملامحها لا تظهر سوى اليأس وقد توردت وجنتاها لسؤال بسيط كهذا ! 


3




أكمل بصوت غريب : أخبرتكِ فيما سبق ، أنتِ شفافة .. لا يقتصر هذا على مظهرك فقط .. فصوتك يفضحك بإستمرار .. 


153




_ ما الذي تحاول الوصول إليه بثرثرتك ! ارحمني رجاءً لقد مللت هذه المكالمة يا محلل الشخصيات الشهير ! لو كان بيد الأمر شركة الإتصالات لقطعتْ هذا الإتصال الغبي الفارغ منذ فترة ! 


36




شعرت به يبتسم وهو يتمتم : انتِ مراوغة ممتازة ..


25




زفرت بغيض وقلتُ بسخط : وأنتَ واهم ! افق وانظر إلى نفسك جيداً ! هل تعتقد حقاً بأنني سأكن لك يوما مشاعراً عاطفية ؟ الهذه الدرجة أنتَ بائس ؟ لا بد وانك كذلك بعد تجربتك الفاشلة مع كلارا التي اكتشفت مؤخرا كم كنت أحمقا مغفلا أمامها ..


263




_ أيتها اللعينة ، ألا ترين أنكِ تتجاوزين حدودك يا ذات اللسان السليط ! 


188




قالها بغضب ولكنني تجاهلته لأكمل : لم تكن في الواقع مخدوعا فقط ، بل كنتَ مجرد وسيلة استخدمتها كلارا ونجحت في تحريكك كقطعة لا حيلة لها على لوح شطرنج .. لقد كنتَ سببا في بلوغها لأهدافها قبل ان تكتشف صدفة فقط ما حدث خلف ظهرك ثم قررت معاقبتها قانونيا .. لو كانت كلارا في السجن الآن فأنت تستحق أن يُزجُ بك في مركز للتأهيل لأخذ دروسا في كيفية إدارة الحياة والتخلص من لقب المغفل الساذج .. 


342




_ كيف تجرؤين بحق الجحيم !! ستندمين يا شارلوت على كل حرف تفوه به فمك اللعين ! ستجثين على ركبتيك راجية السماح والمغفرة ! ستعتذرين باكية ، تفوهي بهذه الكلمات أمامي إن كنتِ تجرؤين ، أقسم بأنك ستدفعين الثمن ، هل تسمعين أيتها الـ.. 


217




        

          


                

أغلقت الهاتف في وجهه وهو يصرخ بغضب واضح ! بل كان ساخطا ولو كان بمقدوره الخروج من الهاتف لخرج حالاً ! 


387




وضعت يدي على صدري الذي يعلو ويهبط بخوف ! 


+




نعم !! أنا خائفة ! لقد كان يصرخ بإنفعال شديد !! بدى جاداً في تهديده ومتحابقاً علي . 


14




هل تجاوزت حدي فيما قلته ! ولكن .. ولكنه يستحق هذا ! بأي حق ينظر إلي نظرة رخيصة كتلك ! 


83




ومن سمح له بأن يكون مغرورا إلى هذه الدرجة ليجزم بأنني واقعة في حبه !! 


77




أي سخف هذا !! 


+




أشتاق إليه طوال هذه الفترة لأجازى بمكالمة كهذه ! 


59




أستحق هذا .. فأنا الحمقاء التي رسمت أحلاما غبية ، وأنا الساذجة التي أوقعت نفسها في شباكه منذ البداية .. أنا كغبية تاهت في الغابة وخُيرت بين طريقين ، إما السباحة وعبور النهر أو المرور بعش عناكب فاخترت الطريق الثاني بسبب عقلي الصغير .. أكره نفسي كثيرا كلما تذكرت أنني أحببته ! هذا بحد ذاته تلويث لنفسي وظلم لي ! 


41




ذُعرت منتفضة حين تعالى رنين هاتفي وكم تفاجأت لرؤية رقمه الغير مسجل مرة أخرى!! 


123




انتابني الخوف ولم أجد سوى ان اغلق في وجهه مجدداً ! 


20




لهثت كمن صعدت فوق أعلى قمة جبلية !! وسرعان ما اتسعت عيناي عندما رن الهاتف مرة أخرى ! 


23




سحقا لن يكف عن الإتصال بي .. 


+




هذه المرة اسرعت اضع الهاتف أسفل وسادتي وحاولت التقاط انفاسي بصعوبة وبينما انا كذلك توقف الهاتف عن الرنين فأغمضت عيناي بقوة .. 


15




لقد استهلك هذا الحوار كل طاقتي !! 


3




جعلني مشتتة ! ، في البداية سررت لسماع صوته ولكنني في نهاية الأمر تمنيت لو لم أجب ! 


+




عقدت حاجباي عندما سمعت صوتا يعلن عن وصول رسالة ! 


+




اخرجت الهاتف من تحت الوسادة والقيت نظرة .. 


+




" لن تنالي فائدة تجاهلي أيتها الجبانة ، ستتمنين العودة بالزمن لسحب كلماتك .. سنرى إلى أي مدى ستتظاهرين بالقوة "


232




اتسعت عيناي الخضراوان لهذا التهديد وأقسم بأنني في هذه اللحظة كدت اتصل على الشرطة وأقدم بلاغا عنه واعطيهم دليلا بهذه الرسالة ! 


105




ارتجفت شفتي لثوان قبل ان اهدء نفسي هامسة : لا داع للقلق يا شارلوت .. لن يجرؤ على فعل شيء ! وما الذي قد يفعله أصلاً ؟ 


3




لم استطع منع نفسي من التوتر وانا أقف لأسجل اسمه في هاتفي بـ " لص متغطرس "


122




نعم إنه لص .. 


+




بل ولص بارع جداً ! سرق مشاعري وقلبي وكياني وكل شيء دون استئذان .. لا يمكنني تقبل الأمر حتى الآن .. سرق قلبي بطريقة غير مشروعة أبداً ! 


10




تركت هاتفي في الغرفة وخرجت منها وكأنني هاربة من مطارد مجنون ! 


1




هاه ! جرس المنزل ؟ 


49




لا بد وأنهم عادوا .. أخيراً سأجد ما يخرجني من هذا المزاج الغريب الذي سببه لي كريس .. 


150




نزلت الدرج بقفزات واسعة متجاهلة بعض الدرجات لأنزل بسرعة ، وصلت إلى الباب لأفتحه مبتسمة فوراً ..


3




ولكن ابتسامتي تلك قد بهُتت كثيرا وأنا أحدق إلى الطارق ! 


+




حتى فغرت فاهي بدهشة : أ .. أنتِ !! 


423




نهـــاية البارت 


2




حسنا بدأت الأمور تتضح أخيرا بشأن علاقة والدا كريس وشارلوت 


10




ما رأيكم بباتريشيا أو على وجه الدقة الأصدقاء الأربعة ؟ 


33




هل تعتقدون أن هذه هي الحكاية كاملة بشأن الماضي ؟


265




عاد بطلنا مجددا ما رأيكم وما توقعاتكم 


25



التاسع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close