اخر الروايات

رواية حصنك الغائب الفصل السادس عشر 16 بقلم دفنا عمر

رواية حصنك الغائب الفصل السادس عشر 16 بقلم دفنا عمر



                                    
الفصل السادس عشر! 
-----------------
لم يترك أحدا من عائلته إلا وهاتفه وحدثه بمشاعر جياشة أن ابنته بدأت تستجيب لهما.. ولم تقل سعادة
شقيقاه أدهم ومحمد وأبنائهما بما علموا.. الجميع كثف دعواته بفرجٍ قريب، حينما تعود لها عافيتها كاملة، فكم اشتاقوها.. ويتمنون عودتها إليهم! 

+


أما يزيد.. فكان رد فعله أكثر تشتتًا وعقلة يربط استجابة بلقيس بعد ماحدث في المطعم.. بتلك الطفرة لحالتها الآن؟!.. هل لظافر علاقة بالأمر؟ وهل هو نفسه من وجد أسمه بالمعطف؟ كيف التقيا أذًا وهو هنا وهي هناك.. معقول هو من أنقذ ابنة العم؟! كيف له أن يتحقق من صحة ظنونه.. لا يجوز سؤاله مباشرًا.. يجب ان يحتاط فربما يكون الإسم مجرد مصادفة لا أكثر وليس لظافر علاقة بها! 

+


طرأ بعقله فكرةٍ تساعده بكشف اللثام عن الحقيقة! وإما أن يُنفي هذا الأمر.. أو يُؤكد. وبعدها سيعلم خطوته القادمة! 
___________________

+


في عيادة الطبيب! 

+


تسائل باهتمام واضح: 
_ احكي بالظبط حصل إيه يوم ما روحتوا المطعم ياسيد عاصم.. عشان افهم السبب اللي خلاها تتصرف كده وتستجيب ليكم وتخرج من عزلتها..! 

+


_ هو فجأة وقع شوية اطباق واتكسرت فبلقيس خافت من الصوت وانكمشت زي عوايدها وفضلت تصرخ.. بس فجأة سكتت! 
الطبيب: إيه سكتها؟! ركز معايا في التفاصيل لأنها هتفرق جدا في أسلوب علاجها..! 

+


شرد عاصم وهو يعيد الموقف بمخيلته وقال بتردد: 
_ أنا مش عارف دي ملحوظة مهمة وليها علاقة أو لأ.. بس اللي لاحظته أنها أول ماجه صاحب المطعم وزعق في الشاب اللي وقع الأطباق واتسبب في الصخب اللي حصل، لقيت بلقيس سكتت فجأة وبعدين فتحت عينها وهي بتبصله أوي كأنها عارفاه يا دكتور.. واللي ادهشني تصرفها بعدها اما جريت ناحيته واستخبت وراه هو بالذات! لدرجة اني حسيت بحرج كبير منه ومابقيتش عارف اقول إيه

+


وزي ما قلت لحضرتك دي أول مرة تروح المطعم ده او تشوف الشخص ده.. كان المفروض لو خافت تستخبى فيا أنا أو حتى في ابن عمها.. لكن استاذ ظافر؟! انا فعلا مستغرب ومش فاهم حاجة! 

+


الطبيب وهو يحلل ما يتفوه به عاصم بتركيز جم: 
طب وصاحب المطعم ده كان رد فعله ايه؟ ويعرفها مثلا؟ يعني قالك انه شافها قبل كده؟

+


_ الحقيقة يادكتور كان مستغرب اكتر مننا.. وحسيته اتحرج من تصرف بنتي.. وهو كمان مافهمش حصل ليه! وأكيد مايعرفهاش.. حضرتك بنتي طول عمرها عايشة في المنصورة.. وهو في القاهرة..هيقابلها فين؟

+


هز رأسه بملامح شاردة، ثم قال: 
في حاجة غلط وغامضة في اللي حكيته.. وفي رابط ما بين ظافر وتحسن بلقيس.. بس على كلامك هما ما اتقابلوش.. لكن ده اللي احنا عارفينه..بس هل ده كل اللي الحقيقة ولا في خبايا نجهلها ؟! 

+


عقد حاجبيه بحيرة: 
بتلمح لأيه حضرتك.. أنا بنتي عمرها ما راحت مكان معرفوش ولا قابلت حد من ورايا.. هتعرفوا منين؟ حتى الحادث حصلها في المنصورة.. وظافر ده من القاهرة وعايش فيها..! 

+



                
الطبيب: طيب أنا عايز اقابل ظافر! ممكن تطلب منه يزورني في العيادة أو اي مكان تاني! 
عاصم: أيوة يا دكتور اقوله إيه يعني.. انا مش حابب اكلم حد غريب في أمور خاصة ببنتي.. وانا شايفها مجرد صدفة وهي ماتعرفوش! 

+


صمت برهة أخرى وقال: طيب عندي اقتراح.. إيه رأيك تروح بيها المطعم ده تاني؟

+


عاصم وقد وصله غرض الطبيب: عشان نختبر رد فعلها تاني هناك؟
_ بالظبط.. وقتها هنعرف.. هل صاحب المطعم تحديدا هو سبب تحسن بلقيس.. أو هننفي الأفتراض ده تماما..! 
____________________

+


يزيد: يعني الدكتور بتاع بلقيس طلب تروح بيها المطعم تاني؟! 
_أيوة يا ابني، بعد ماحكيتله كل شيء قال احتمال يكون لصاحب المطعم علاقة، ورغم اني نفيت انهم يكونوا اتقابلوا.. قال لازم نتأكد! وواصل: 
إنت إيه رأيك في الكلام ده يا يزيد؟

+


تمتم بنظرة غامضة: مش غلط اننا نتأكد ونفهم.. وانا هروح معاك لو مش ممانع ياعمي! 
_ همانع ليه ياحبيبي انا بس مش حابب اعطلك عن شغلك! 

+


_ مافيش حاجة عندي اهم من الموضوع ده! 

+


أومأ العم برأسه والأفكار تتقاذفه وسؤال يجول بخاطره منذ ان تتحدث مع طبيب ابنته.. هل رآت بلقيس ظافر قبلًا؟؟؟؟؟
_____________________

+


العبق..آنة الخوف بصوتها المستغيث.. ارتجافة أناملها وهي تتوسد ظهر قميصه..ورجفته هو عند احتمائها الذي أثار داخله الكثير من المشاعر.. وأحلامه بأخرى ذكرته هي بها ولا سببًا لذلك.. ! 

+


جميعا طلاسم أجتمعت بعقله لتسلب سلامه وتُحرم عليه لذة النوم طيلة ليلته الفائتة! ما هو سبب حالتها وتشبثها به دون غيره وگأنها تعرفه! رغم أنها لم تراه حين لمحها في المنصورة أثناء تريضه العابر قربها..! 

+


أمسك هاتفه وراح يطالع تلك الفتاة الشاردة بزاوية الصورة التي التقطها قدرًا وتعجب تلك المصادفة ولم يفهمها..! أخترق أجواءه رنين الهاتف، فوجدها والدته گعادتها تهاتفه بهذا التوقيت لتطمئن عليه! 

+


_ عليكم السلام يا ست الكل، أخبارك إيه وأخبار أيلي، أحسن دلوقت؟
جائه صوتها الحاني: بخير ياحبيبي الحمد لله اتحسنت عن الأول! وواصلت: حبيت اعرفك إن عمك ومراته وبنته جايين الليلة يطمنوا على "إيلاف" بعد عملية الزايدة، وأنا طبعا هصمم يتعشوا معانا، ابقي تعالى بدري شوية! ما يصحش تكون مش موجود! 

+


هتف بطاعة: حاضر يا أمي.. أنا هتصل بعمي ارحب بزيارته، وهكون عندك بدري! 
_ تيجي بالسلامة، سلم على عامر"
_ الله يسلمك، من عنية! 
_ اسيبك في رعاية الله! 
_وانتي كمان ياحبيبتي!

+


أغلق معها وعاد لغز الفتاة يحتل ذهنه من جديد!أستنتاجاته تميل لشيء لن يفصح عنه الآن، فليترك الأيام القادمة تجيبه عن تساؤلاته، مادام اقدرهما رتبت تلك المصادفات الغريبة، ربما مازال في جعبتها الكثير والكثير.. وهو سينتظر ما ستجود عليه الأقدار! 

+



        

          

                
_ في زبون عايز يكلم حضرتك يا ظافر بيه! 

+


استدار لإحدى العاملين: ليه؟ في مشكلة حصلت؟
العامل: معرفش، هو شاف الفاتورة ولقيته بيقولي فين صاحب المطاعم! 

+


هتف بإيماءة: تمام، أنا جاي! 
__________________ 

+


_ حضرتك صاحب المطعم؟!
_ أيوة.. تحت أمرك! 

+


ابتسم الرجل أشيب الرأس وتمتم: 
أولا حبيت أشكرك وابدي إعجاب شديد بأصناف الأكل والنظافة والأهتمام الواضح هنا.. حقيقي شيء يشرف.. وتاني حاجة لقيت في الفاتورة ملحوظة إن

+


أسرع ظافر بمقاطعته: دي أختياري حضرتك، لو مش حابب عادي براحتك! 
ابتسم ببشاشة مرة أخرى وقال: مين قال مش عايز يا ابني، ماتتصورش ازاي فخور بالفكرة، وإنك گ صاحب مشروع تفكر في المحتاجين وتعطي فرصة لزباينك يشاركه في الثواب..!
تمتم ظافر: بس الكلام ده يستحقه كمان عامر صاحبي وشريكي، كل حاجة بنقررها سوا..! 
العجوز بإعجاب: ما شاء الله ربنا يريدكم يا ابني، عموما أنا مش هكتفي بالمبلغ الزهيد اللي انت كاتبه كمساهمة من الزباين لوجبات إضافية تتقدم للي مايقدروش على الفاتورة! لأ! 
ثم أخرج من جيبه رزمة من النقود وقال: 
دي حاجة بسيطة لأن للأسف مش معايا دفتر شيكاتي، لكن هاجي مرة تانية وهساهم معاك في مبلغ كويس لأن الحمد لله مرتاح ماديا.. وهكون مبسوط جدا لو ساعدتني في توصيل المبلغ ده لأصحاب الحاجة! 

+


ظافر بسعادة: حقيقي بشكرك على المساعدة، وثقتك فيا إنك تستأمني على فلوسك دي مسؤلية كبيرة! 

+


_ وأنت قدها.. صحيح أنا معرفكش.. بس الشاب اللي يمارس عمله بضمير ويكون أمين على صحة الناس، وكمان يشركهم في ثواب زي ده، لازم أثق فيه.. بكرة هاجي وربنا يجعلنا فاعلين خير يا ابني، ده اللي هناخده من الدنيا، وخصوصا واحد زيي على مشارف الموت! 
انفبض قلبه لذكر الأخير للموت فهتف بصدق: 
ربنا يبارك في عمر حضرتك ويديم عليك الصحة! 

+


منحه العجوز ابتسامة بدت حزينة: الصحة راحت والعمر كمان رايح، الحمد لله على كل حال! 

+


وجد نفسه يسأله دون تفكير: حضرتك عندك ولاد؟

+


عصفت حدقتي العجوز الذابلة المحاطة بتجاعيد كثيرة بحزن واضح وأردف: عندي وكانوا بيسألو ويزروني كل اسبوع مرتين بعد ما مراتي ماتت من سنتين، بس خدتهم الدنيا بعد كده وبقوا يسئلوا عني كل اما يفتكروني، شهر ولا أكتر..! واسترسل وكأنه يروي عطشه للحديث مع أحدهم: تعرف يا ابني، أنا كان عمري ما اكل في مطاعم ابدا، كنت واخد على أكل مراتي ومحبش غيره، ومتأخذنيش، كنت بقرف من أكل برة..بس اما بقيت خلاص أكل كل يوم لوحدي، قلت اجرب اجي هنا.. وكنت محظوظ بالتجربة، عشان كده لما لقيت مستوى النضافة هنا والإهتمام شامل كل حاجة والأكل باين انه حاجة معمولة بضمير مرضيتش امشي إلا أما اشكرك..!
وتنهد وهو يتمتم: معلش صدعتك وعطلتك عن شغلك بكلامي، عموما انا ماشي وأكيد هاجي تاني! 

+



        
          

                
شعر بالضيق لأجله وتمتم بحرج: أولا انا اللي محظوظ بكلام حضرتك معايا وبمساعدتك المادية، وثانيا ممكن اطلب حاجة لو مش يضايقك؟! 
_اتفضل يا ابني!
( عايز رقمك) فابتسم العجوز لطلب ظافر وقال: بالعكس ده يشرفني تاخد رقمي اتفضل.. وتبادلا الأرقام سويًا وسجله ظافر بأسم" العم أكرم" و استأذنه بالاطمئنان عليه كل حين! فتبعه بشفقة لوحدته رغم اقامة أبنائه بنفس المدينة.. وشعر بالأسف لأجلهم.. فلن يعوضا هذا الأب بعد يرحل عن عالمهما.. وسيقتلهما الندم حين يدركوا كم أهملوه..!
____________________

+


ليلتهما الأولى! 

+


لم تكن البداية. گ عهد كل عروسين.. الرجل متلهف يترقب أول لحظات الخلوة، والعروس خجول تفرك أصابعها بتوتر منتظرة بادرته الأولى.. مع رائد ورودي أختلفت طبيعة الأشياء وهي تجتاح برودته بلهيب عشقها وتخترق حصونه بسهام أنوثتها التي أبرزتها بشراسة وهي ترتدي قميص أحمر ناري گ لونه بخيوط متشابكة عجز عن ستر شيئًا من جسدها، وكلما اقتربت كلما ازدادت وتيرة أنفاسه صخبًا ورجولته تآن لنيلها.. تحولت رودي لفتاة ليل له وحده وهي تستعرض كل أسلحتها أمامه..هي زوجته ووالدته وصديقته وغانيته.. ستغدو له بكل ألوان الأنوثة حتى لا يشتهي غيرها وهي تعلم كيف كانت حياته العابسه في الماضي القريب..! 
_ تعرف إني طول عمري كنت بحلم اكون معاك؟.. ليك لوحدك.. كل مشاعري ليك أنت لوحدك..!

+


استقبل همسها وهي تعانقه بدفء سرى في عروقه وهي تداعب خصلاته.. وعادت تهمس: 

+


عارفة انك يمكن مش حاسس بيا.. ولا بتحبني يا رائد.. لكن انا مش هستسلم "لحصنك المنيع" اللي انت بانيه لنفسك وحابس روحك فيه..هخليك انت اللي تفتحلي أبوابه بأيدك! 

+


تجرع ريقة وإثارته تزداد وفضوله يعلوا لمراقبتها وهي تتمادا لتذيب جموده وتصهر روحه ليشعر انه ما عادت تحملهما أرضًا أو تظللهما سماء.. وكأنهما أضحوا طائران محلقان في فضاء شاسع لا يحوي سواهم! 

+


ألتحما بلقاء عاصف مابين عشقها الجارف له واحتياجه القاسي گ رجل فقد هويته لكن لم يفقد طبيعته الماجنة وهو ينغمس معها بلذة ليلتهما الأولى لينتهي الأمر وكلًا منهما غرق بسلطان نوم احتواهما معًا لينتهي لقاءهم الأول بين زوجة تعرف كيف تملك زوجها.. ورجل يعلم كيف يقضي لحظاته الخاصة..!
___________________

+


أيهم: أنا مبسوط أوي يا أمي انك وافقتي تيجي تقضي معايا فترة أنا والولاد، ماتتصوريش كمان مراتي فرحانة ازاي بوجودك! 

+


تبسمت والدته بحنان: وانا كمان ياحبيبي مرتاحة وسطيكم، أهو. اشبع منكم شوية وبعدين اروح اعمل عمرة وارجع لأخوك رائد.. يكون أخد راحته مع مراته في أول جوزهم بدون عزول زيي! 

+


_ خير ما عملتي يا أمي.. وكده قسمة العدل تبقي مع كل واحد فينا شوية، يعني انا مش هسيبك لرائد، لازم توعديني بزيارة تاني! 

+



        
          

                
غامت عيناها بغموض: إذا كان في عمر يا ابني! 

+


لم ينتبه لنبرتها الحزينة وهو يقطع لها بعض الفواكهة: ربنا يحفظك ويطول عمرك ياحبيبتي، يلا كلي طبق الفاكهة ده وانا هسيبك مع الولاد وهرجع بعد شغلي! 

+


تمتمت ببعض الدعوات وهي تودعه برضا.. ثم انتقلت أفكارها لرائد وكيف حاله هو وعروسه! تُرى هل استطاعت رودي كسب وده وترويضه؟!
____________________

+


منذ زواجهما ورودي تغرقه بعاصفة مشاعرها التي ادخرتها له.. لم تخجل بكونها هي من تعبر دائمًا عن مكنونها حتى وإن لم يكسر جدار عزلته معها، بل تفرض وجودها وتحاصره بكل الطرق حتى يعتادها.. تزرع بكل لحظة لهما ذكرى لتُثري أيامهما بأكبر قدر من الذكرايات، وتدرك يقينًا أنها ستذيب جليده وتصهره بقطرات عشقها وتصل علاقتهما لعمق لن تؤثر به تقلبات الأيام فيما بعد.. هذا يقينها..!

+


الآن حان موعد استيقاظه، فلتعد له افطار مميز وشهي وترتدي شيئًا يليق بعروس تسعى لإسعاد زوجها وتوقظه بطريقتها وتعلم ان أفعالها تروقه گ رجل لم تُطمس طبيعته الشرهة حتى وإن كان معها شحيح الكلمات! 
............ 
عبرت غرفته حاملة صينية كبيرة تحوي أطباق الطعام ووصعتها جانبًا، ثم صعدت جواره وراحت تمرر أناملها بنعومة على وجه، فبدأ بإفاقته وهو يرمش عدة مرات مستقبلًا وجها المضيء هاتفًا بنعاس مازال يتملكه: صباح الخير! 
لثمت خده وهي تتمتم: صباح العسل ياحبيبي! 
يلا حضرتلك فطار جميل قوم نفطر سوا..! 

+


نهض بنصف جلسة ثم مسح على وجهه يزيل أثر نومه: مش جعان دلوقت يا رودي! 

+


أمسكت كفه وجذبته بمشاكسة محببة: 
بطل كسل نمت كتير أوي.. قوم خد حمام وتعالى نفطر وبعدين نخرج نتفسح.. عازماك على مكان جميل هتحبه! 
لم يكن متجاوبًا مع حماسها فهتف بهدوء: 
رودي مش لازم كل يوم خروج، خلينا في البيت انهاردة.. انا حاسس اني تعبان! 

+


هتفت بإلحاح: ياحبيبي ده كسل مش تعب.. أنا عاملالك برنامج حلو اوي هيبسطك.. هنزور مكان جميل جدا وهنتغدا وبعدين هنروح سينما ونتعشى واخر اليوم نرجع البيت ننام.. وقتها بقي انا كمان هكون تعبانة وهننام سوا..! 

+


أدرك استماتتها بإسعاده، وصبرها لتحملها موده الكئيب اغلب الوقت..أصبح داخله يمتن لها.. وربما تولد بقلبه شيء أكبر من الأمتنان تجاهها! هز رأسه بإيماءة موافقة راضخًا بأخر الأمر لها، ونهض يشاركها يومها المرح الذي اعددته لأجله! 

+


_ خلاص ياستي سيبيني اخد حمام يفوقني ونبتدي البرنامج بتاعك! 
صفقت مثل الأطفال مهللة: أيوة كده ياحبيبي.. بسرعة بقي مش عايزين نضيع دقيقة! 
............ ..

+


لم تبالغ حين اخبرته بتنظيمها هذه النزهة الرائعة
، والتي تركت به أثر شديد الدفء والبهجة وهو يراقب ضحكاتها وحماسها وسعادتها الجلية معه..تلك الفتاة تعشقه حقًا منذ زمن..! وتريد أن تبني معه تاريخ جديد بمذاق مختلف كما وعدته قبلًا..فصارت تلتقط الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة وكأنها توثق لحظاتهما الجميلة لتدفن داخله أثار أخرى تؤرقه.. گ كوابيسه التي حتمًا تصلها بآناته حين تزور نومه وهو بين ذراعيها.. يشعر بها كل ليلة تمسح حبات عرقه وتهدهده گ أمه.. وتغني له بنبرة هامسة. فيغفو بسلام! 

+



        
          

                
استطاعت إذابة تلك القشرة الصلبة من جموده.. أصبح يتجاوب معها ويضحك متناسي كل شيء..ولم يعد يريد إحزانها..بل يود لو يجعلها سعيدة ويعطيها مشاعر كما تجود عليه بما لديها بسخاء..! 

+


ماذا لو بدأ صفحة جديدة بحروف أكثر دفئًا وثراء وعلاقة يستمد منها قوة يحتاجها وهو بهذا الضعف؟! صدق أخيه حين أخبره أن العمر سيمضي، والأفضل أن يحيا أيامه مهما كانت وهو سعيد..أحيانًا تكون سعادتنا قرار.. نحن من نتخذه ونعمل علي تنفيذه! وسيتخذه لأجلها.. سينسى ما لم يتذكره إلى أن يأتيه طواعيةٍ عل أنفاسه اللاهثة تهدأ داخل صدره.. وإن زارته الكوابيس.. سيختبيء بين ذراعيها وينهل من حنانها ليففو گ طفل بين أحضانها..! 

+


أكملا نزهتهما ثم توقفت عيناه بغتة على شيئًا جذب انتباهه فاقترب ليتبينه وهي جواره تضوي مقلتاها من شدة سعادتها..! 
____________________

+


_أنت هتنام من دلوقت يا رائد؟

+


تأمل هيئتها الكارثية المستندة بقامتها على أعتاب باب غرفته تنظر له بإغراء وجسدها متألق بقميص نوم نبيذي أظهر مفاتنها بسخاء ما عاد بقادر علي مقاومته! 

+


فاقتربت هي لتعزز هجومها الأنثوي بالتصاقها جواره هاتفة برعشة لمسته بها: أنا بردانة أوي..ثم اشتعلت عيناها بحب وهي تهمس بأذنه: بس قلت لازم اجرب القميص اللي انت اشتريته..دي أول حاجة تجيبهالي على ذوقك يا رائد! 

+


_معرفش ليه لما شوفته حسيته اتعمل عشانك! 

+


همس لها وعيناه تلتهم تفاصيلها بجراءة وهو يُقرن همسه بلمسات خبيرة اصهرتها لينغمسا بمعركة عاطفية أخرى لا يتضح أيًا منهما كان أكثر قوة.. حنانها وعشقها؟ أم عطشه الفطري الذي يرويه من رحيق أنوثتها القاتلة..!

+


ألقى ظهره ليستريح وظلال النوم تثقل جفيه، فتنهدت وهي تتوسد برأسها صدره: مبسوط معايا يا رائد؟

+


داعب خصلات شعرها المتناثرة بعشوائية: عارفة شعوري إيه بالظبط؟
رفعت وجهها قليلا لتسأله وهي تشمل وجهه بنطرة هائمة: إيه يا حبيبي؟

+


_ حاسس إنك زي المخدر اللي بيقضي على كل أوجاعي.. بس مجرد ما مفعوله بيروح.. بيرجع ألمي تاني.. برجع تايه.. برجع اسأل أنا مين واحتار واتعذب.. انا كنت ازاي.. وأذيت مين! 
التفت إليها تلك المرة وهو يحدثها بهمهمة كأنه يحدث ذاته: 
جوايا إحساس قوي إني أذيت حد.. حد بيزوني في أحلامي بيخنقني.. كل مرة بفتكر اني مش هصحى وهموت من كتر مابحس بقرب الموت مني.. أنا بخاف انام يا رودي.. ثم اعتصرها بين ذراعيه كأنه يحتمي بها بعناقه القاسي: 
أوعي تسيبني نايم كتير.. انقذيني من عذابي ورجعيني تاني لجنتك.. مش عايز سحرك يروح.. عايز افضل متخدر بيكي عشان انسى نفسي.. دلوقت بس عايز انساها.. خلاص مش عايز افتكر حاجة.. كلام أخويا صح.. يمكن ربنا بيعطيني فرصة تانية وانا لازم استغلها..! 

+



        
          

                
اشتدت بضمه وهي ثلثم جبينه بأمومه غلبت عاطفتها تلك المرة وهي تحاول تهدئة ثورته التي استشعرتها بلمساته القاسية: أهدى يا حبيبي أوعدك مش هخليك تفتكر غير إنك في حضني.. أوعدك ابدل كوابيسك لأحلام حلوة.. مش هخليك. تفوق من جنتي ابدا..! 

+


صاحب همسها الأخير لمسات ناعمة رودت خوفه وأشعلت رغبته لينجرف معها بعاصفة أخرى أخمدت باقي قوتهما معًا ليستسلما لغفوة متعانقين!
______________________

+


كان يناقش بعض الأمور الإدارية مع صديقه " عامر"..وبغتة وقع بصره عليها تتوسط والدها وابن العم بنظرات تائهة مشتتة.. كأنها تبحث عن شيء ما.. تذكر دموعها المستغيثة به وهي تطالعه من خلف زجاج النافذة.. لا يعرف لما شعر أنها تناجيه هو دون غيره.. كما لا يفهم لما ربط عقله بينها وبين الفتاة التي تزوره بأحلامه وتستغيث بصوتها دائما..لم يحيره شخص في كل حياته سوى تلك الفاتنة الصامتة الخائفة..!

1


هم لاستقبالهم ثم توقف فجأة وتراجع! شيء من التوتر اعتراه وجعله يعدل عن فكرة ترحيبه بهم! 

+


_ إيه ياظافر واقف كده ليه؟

+


نظر لصديقه وغمغم: 
ابدا ياعامر.. كنت هروح ارحب باستاذ عاصم وبشمهندس يزيد.. بس افتكرت ان عندي حاجة اعملها.. عموما انا هغيب شوية وارجع عشان لو حد سأل عليا..! 
_ خلاص تمام.. وانا هبص كده على المطبخ واشوف الشيفات، عايز اقولهم كام ملحوظة تخص قايمة الأصناف الجديدة! 
_ ماشي.. سلام! 
_____________________

1


أصبحت تعلم بوجوده.. هو هنا.. تشم عبقه.. تترقب وجوه جميع الرواد لأول مرة دون خوف.. بعد أن أدرك عقلها أن حاميها يقطن هذا المكان..وكأنها استمدت منه قوةٍ ما جعلتها على تلك الحالة العجيبة..لكن هل يعرفها؟ يذكرها؟ 

+


بينما هي توزع النظرات حولها بشرود وصمت. يراقبها يزيد عن كثب.. لا يفلت شاردة ولا واردة تصدر منها..لاحظ لأول مرة تفحصها الوجوه بعد أن كانت تخاف الجميع.. هل يعقل ان تكون مدركة لوجوده هنا وتبحث عنه؟ تجرع ريقه بألم إن صحت ظنونه.. هل وجدت ابنة العم ملاذًا مع سواه؟!!!
رغم تظاهره أمام الجميع بانغماسه بعمله وتشيد مستقبله.. إلا أنه كان ينتظرها تعود إليه بطريقةٍ ما.. حتى حين عدل مظهره وهيئته.. كانت حافزه الخفي الذي لا يدركه أحدًا..مازالت گ الوشم داخله.. موصوم قلبه بها وموصد عليها..مازالت ملكته.. ومازال هو مجرد عاشق يطوف حول قصرها عله يجد بابًا يوصله لطريق لقلبها..! 

+


_ يزيد.. اطلب ظافر كده! 

+


نفض شروده وهو يجيب العم: حاضر ياعمي! 
ثم أشار لأحد العاملين مرسلًا في طلب صاحب المطعم دون ذكر اسمه تحديدا..! وظل منتظرًا وهو يتقلب على جمر..! وبعد قليل أتى إلهم " عامر" صائحًا بترحيب: يا أهلا بالباشمهندس يزيد.. وعاصم بيه اللي شرفنا بوجوده! وصاحب المنتجات المميزة! 

+


خيبة أمل أصابت يزيد حين حضر صديقه..لما لم يأتي ظافر بدلاً منه؟! حادت عيناه تجاهها، فوجد ملامحها يشوبها الضيق والإحباط.. هل كانت تنتظر مثله؟ 

+



        
          

                
اما عاصم فتمتم بابتسامة ودودة: 

+


_ أهلا بيك يا استاذ عامر.. والشرف لينا.. والحمد لله ان شغل شركتنا نال اعجابكم.. وكفاية يكون لينا بصمة بسيطة في المشروع العظيم ده، حقيقي انتوا عاملين حاجة مميزة ومريحة للأعصاب! 

+


_ شكرا ياعاصم بيه.. الحمد لله.. كان حلمنا أنا وظافر 
من وقت الجامعة.. وربنا وفقنا..وواصل: اتمني اصناف اليوم تعجبك..!

+


عاصم: أكيد طبعا.. ثم تسائل بعد تردد طفيف: 
أمال فين استاذ ظافر مش شايفه؟
عامر ببساطة: مش موجود حاليا. راح مشوار مهم..!
غيمة إحباط طغت على تقاسيم عاصم وهو يهز رأسه: الله يعينه.. كنت حابب اسلم عليه! 
ثم نظر ليزيد فوجده على نفس حالته ويصاحبه مسحة شرود، فهتف: طيب هنشوف كده menu "المنيو" ونختار حاجة.. مشتاق اجرب ابتكارتكم! 

+


_ بإذن الله تعجبك.. عموما لو احتاجتكم حاجة انا موجود! 
وغادرهما، فهتف عاصم: حظنا سيء.. شكل هنضطر نيجي تاني.. خلاص هنطلب خاحة خفيفة ناكلها ونمشي ونيجي بعدين! 

+


وافقه يزيد بنفس أيماءته الشادرة.. والأفكار لا تهدأ بعقله.. مختلسًا النطرات لتلك الساكنة.. التائهة بدروب لا يعرف أين ستأخذها.. وكيف سيكون حاله هو حينها
______________________

+


لم تراه..لما لم يأتيها؟!
ظلت عيناها تتحرك على تفاصيل المكان وهي تغادر خلف ابيها الذي يحتضن يدها.. ويحدثها بحنان، أدخلها لمقعدها الخلفي وربط لها حزام الآمان.. ويزيد يجاوره بمقعد القيادة وأبيها يمتم: أرجع انت على شغلك يا يزيد وانا هرجع ببلقيس على البيت عشان دُرة مش هترتاح طول ما بلقيس بعيدة عنها.. وتتعوض بزيارة تانية.. وواصل بحماس: بس لاحظت يا يزيد ازاي بلقيس كانت مش خايفة زي كل مرة؟ ثم حدج ابنته في مرآة السيارة أمامه وهو يغمغم: نفسي تتكلم معايا..!

+


ربت يزيد على كفه: هتتكلم إن شاء الله وقريب اوي.. انا حاسس بكد! 

+


انطلق العم سائرًا..ويزيد يرمقها بين لحظةٍ وأخرى، ليجدها بحالة من الشرود والصمت..مراقبته لها اكسبته قدرة على تحليل نظراتها المختلفة.. أحيانًا خائفة.. وأحيانٍ أخرى شاردة مثل الآن.. أما المرة التي حيرته بتفسيرها.. حين منحته نظرة يشوبها خجل من نوع غريب لا يشبه الخجل المعروف بمعناه! ..وكأنها توصل إليه شيء تريد قوله ولا تستطيع التصريح به! وكم كان محقًا بتفسيره.. ويومًا ما.. ستخبره بالكثير والكثير! 
______________________

+


عامر: أول مرة اشوف بنت عاصم بيه.. بس كان شكلها غريب.. ومعرفنيش عليها.. وانا اتكسفت طبعا اكلمها
ظافر: عادي هتلاقيه ما انتبهش..! وليه بتقول شكلها غريب.. وحشة مثلا؟

+


عامر بعفوية ودون نية سوء: وحشة؟ دي كتلة فتنة! 
رمقه ظافر بعبوس لظنه أنه يجاهر بمعاكسة الفتاة! وهذا سلوك لا يحبه فتمتم: جرى إيه يا عامر! أنت كنت بتبص على البنت بصة مش كويسة.. أظن مايصحش الجرآة دي! 
_ لأ طبعا.. انت فهمت غلط، والله وما بعاكس.. انا اقصد. إن البنت جميلة أوي بس خسارة.. شكلها مش طبيعي.. عينها كانت زايغة وتايهة.. حسيت فيها حاجة.. كأنها مريضة! 

+



        
          

                
لم يعقب ظافر كما لم يخبره بما حدث المرة الماضية، ولا يعرف لما لم يريد ذكرها معه! 
_ ظافر؟.. مش سامعني؟. بقولك البنت شكلها مش طبيعي.. انت معايا في الملحوظة دي؟ 

+


_ مش واخد بالي ياعامر.. وسيبك من الكلام ده.. وركز في شغلنا..!
_________________

1


كما وعد تماما نطم عابد تجمع لعائلته هو وعمه "محمد" في النادي، كي يقضوا وقت ممتع سويا
عابد: بقولكم إيه تيجوا نلعب حاجة بدال قعدتنا دي.
جوري وهي تطرق الطاولة بحماس: نلعب الشايب يا بودي. 
حذرها بمرح: موافق بس اللي هيخسر هبهدله بأحكامي! 
أدهم: ولو أنا خسرت يا ولاد هتحكموا على ابوكم بأيه؟
اتجهت له جوري نحوه وقبلت وجنته: هحكم عليك تاخدني في حضنك وانام جنبك بدال ماما يا دومي.
لكزتها كريمة: يا سلام يا اختي لسه نونو حضرتك عشان تنامي جنبه!
عابد بمزاح: إيه يا كيما انتي بتغيري ولا ايه وفيها إيه دي زي بنته مش غريبة ولا انتي ماتقدريش علي بعد دومي
لطمه أدهم علي كتفه برفق: أختسي يا ولد ومالكش دعوة بوالدتك. 
ضحك شقيقه محمد: خليه ياخد راحته يا دومي بودي ابن اخويا بيتكلم صح وانا گعمه متضامن معاه
هلل عابد ملوحا بذراعه بحماس: يعيش عمي محمد، صحيح العم الفرفوش رزق ياجدعان! 
حدج أدهم أخيه بدهشة: إيه جرالك يامحمد؟ هو وجودك مع الواد عابد الكام يوم اللي فاتو خلوه بهت عليك ولا ايه؟ 
قهقهت عبير زوجة أخيه: لا على فكرة يا أبو يزيد، محمد جوزي أصلا فرفوس وعابز ابنك اللي طالعله، هو وابني محمود ياما جننوني انا وزوما وكنا بنتجنن من مقالبهم فينا.. مش كده يا زمزم؟
غمغمت الأخيرة بشيء من الوقار: فعلا، وبالذات محمود أخويا داهية هو كمان! 
عابد باعتراض: قصدك أيه بقى هو كمان ياست زمزم؟ يعني انا كمان داهية؟
هتفت بثقة ومرح: أين هو كده! 
أخبرها بتوعد: ماشي يازمزم، نلعب الشايب ويا ويلك لو وقعتي تحت إيدي في أحكام اللعبة، هنتقم منك! 
قالت بتحدي: أكيد مش هخسر قصادك وانا اللي هنتقم في الأحكام يا ابن عمي! 
حذرها: متنسيش يا بنت عمي أنا عابد من آل ابو المجد ومبخسرش تحدي ابدا. 
صاحت بغرور: وانا كمان من عيلة ابو المجد يا أستاذ ولا نسيت. 
عبير وهي تتابع تحديهم بكثير من السعادة، وابنتها تستعيد رويدا روحها المرحة التي كانت عليها بسرعة لم تتوقعها، وترى بعين فطنتها أن لعابد تأثير ما عليها، وكم ترحب بهذا التأثير مادامت ستعود زمزم كمان كانت، سريعا ما استعادت عبير روحها المرحة وقالت بمتعة: طب يلا نبدأ ياعبودي ونشوف مين هيخسر أو يكسب فيكم! 
محمود ساخرا: عبودك؟ وواصل وهو يحدث عابد: أمي خدت عليك أوي يا ابن عمي.. ده أنا ذات نفسي دلعتني في الإعدادية! 
ضحكت كريمة: والله انت واد فقري ياحودة! 
محمود: كمان حودة؟ ماشاء الله واضح ان هيبتنا گ أبناء ضايعة وسط العيلة دي يا جماعة! 
لكز أبيه محمد رأسه:  ياعم بلا نيلة هيبة ايه يالا. 
تدخلت جوري بلمستها المرحة هي الأخرى: مافيش أصلا حاجة اسمها هيبة عشان تضيع يا محمود، إحنا بلا فخر شعارنا "خليك فرفوش متبقاش أفوش"
قهقه جميعهم لجملة جوري وتمتم محمد: وربنا انتي واخوكي مصايب بس عسل. 
" عسل اسود يا عمو محمد"
التفتوا لياسين الذي أقدم عليهم بتدخله المرح كعادته، فتبادلو معه التحية، وتسائل عابد بفظاظة زائفة: 
أنت إيه اللي جابك النادي، حد عزمك؟؟؟؟
زمزم بإحراج: إيه اللي بتقوله لأبن خالتك ده يا ابني، انت مش طبيعي على فكرة! عيب كده

+



        
          

                
ياسين وهو يلتقط مقعد فارغ وجلس عليه: لا ماتحطيش في بالك يا أخت زمزم.. وحياتك ولا أكنه قال حاجة ولا هعبره أصلا 

+


ضحكت كريمة: هما كده مع بعض من صغرهم يازمزم.. متعودين يهزأو بعض عادي ومحدش بيزعل م التاني! 

+


عابد باستنكار: إيه يهزؤا بعض دي ياكيما.. الملافظ سعد يا أمي محدش يقدر يدوسلي على طرف
جوري بضجر : كفاية رغي بقا عايزين نبدأ لعب عشان نشوف مين هيخسر ويتحكم عليه  ثم حادت لوالدتها مع قولها الراجي بطفولة: ادعيلي اكسب يامامتي! 
استجابت كريمة: يارب تكسبي انتي وزوما بنت عمك.

+


ياسين: واحنا كفار قريش ياخالتو؟ محدش هيدعلنا..!
مازحه أدهم: وانتوا محتاجين، انت وابن خالتك نصابين في لعب الكوتشينة.. بس انا وعمكم مصحصحين.. إياك حد فيكم يتلصص على ورق البنات! 

+


عابد بعد أن أحضر "ورق لعبة الكوتشينة" :

+


يلا تعالوا نبدأ، وبدأ توزيع الأوراق عليهم بالتساوي، والأباء يتابعوا لعبهم بحماس مع بعض العبارات الساخرة بين لحظة وأخرى

+


وأول من خسر كان ياسين وصار لازامًا عليه تنفيذ أحكام الجميع عليه! وأولهم كانت زمزم التي هتفت: أنا ماليش في الأحكام.. وأعفيت عنك! 
ياسين مهللًا: الله أكبرررررر. أوقسم بالله انتي أحسن واحدة في العيلة.. بنت أصول صحيح.. إلهي تنستري ياشيخة! 

+


عابد بغضب زائف لزمزم: يعني إيه. عفويتي.. إحنا بنهزر؟

+


ياسين بتهكم: أه بنهزر أمال أحنا عاقدين جلسة في مجلس الشعب 

+


عابد مسترسلا: زمزم أحكمي عليه لو سمحت خلي اللعبة تحلى.. أغاظت: لأ 
_ مااااشي خليكي فاكراها
وحان دور حكم جوري فقالت: بص بقى يا ابن خالتي انا ليا 3 أحكام بس هخليهم واحد بس عشان غلاوتك عندي.. وواصلت : عارف الطفل الصغير اللي هناك بياكل شيبسي ده؟
التفت ياسين وهتف براحة: اه ياستي.. عايزة اشتريلك شيبسي والله انتي محترمة وأميرة وهروح اجيبلك واحد عائلي حالا يا جوجو.. 

+


جوري: لأ رايح فين؟ أنا عايزاك تروح تاخد كيس الشيبسي اللي مع الولد ده وتجيبهولي
ياسين مزبهلا: نعم ياختي اخده منه ازاي، ده هيقول عليا حرامي ويفضحني ويجرسني في النادي كله

+


انفجرت ضحكات الجميع خاصتًا مع تصميم جوري، فانصاع ياسين للتنفيذ علي مضض، وكانت النتيجة هي صراخ الطفل ومناداته لأبيه والذي كاد أن يتعارك مع ياسين لولا تدخل عابد وحل الأمر تحت أنظار عائلته التي تتابع بقهقهة صاخبة رافقها سعالهم! 

+


وحان دور حكم عابد على ياسين، فقبل الأخير رأسه باستجداء مضحك: أبوس ايدك ياعابد ماتتغابي في أحكامك.. كفاية الزئردة اختك كانت هتخلي الوحش أبو الواد بتاع الشيبسي يطحني من الضرب..!

+


عابد بود مريب: عيب عليك ده انت اخويا وصاحبي
ياسين: أستر يارب ياريتني ماجيت
عابد: عارف الحيط ده؟ أرسملي عليه نخلة بس كبيرة! 
ياسين باندهاش: نعم؟ ( عابد: أرسم نخلة في أسهل من كده؟) تمتم. ياسين بقلق: ماشي.. وبالفعل انتهي من رسم نخلة كبيرة علي الحائط، ولم يسلم من دهشة المارة الذي تابعوا بفضول ما يفعل هذا المعتوه بنظرهم.. فهتف عابد ببساطة: أطلع هاتلي منها بلح عشان نفسي فيه! 

+



        
          

                
لم يعد هناك سيطرة على ضحكات محمد وعبير ومحمود وأدهم وكريمة لدرجة أصابت أغلبهم بالسعال الشديد.. أما جوري فراحت تحيي أخيها بفخر: حبيبي ياعبودي هي دي الأحكام ولا بلاش.. أما زمزم فمن كثرة ضحكها أخفت وجهها بين كفيها تحاول التحكم بصوتها.. يشاركها الصغير مهند بضحكه دون أن يفهم شيء! 

+


ياسين: أقسم بالله أنا غلطان اني لعبت مع مجنون زيك انت واختك.. العيلة دي مافيهاش إلا زمزم ومهند

+


عابد ببرود: أنا مستني البلح على فكرة! 

+


فضحكت زمزم: هاتله بلح يا ياسين شكله جعان 
ياسين: هما هيبهتوا عليكي ياعاقلة.. أنا لسه بشكر فيكي

+


عابد بشهامة أوجست ياسين أكثر: 
طب ماتزعلش خلينا في الحكم التاني يمكن يعجبك
دورلي على نملة حامل وتحديدا جمب ترابيزة الراجل اللي كان هيضربك. من شوية

+


نقل ياسين بصره بينه وبين الرجل الذي نظر له قدرًا بعدوانية وكأنه ينتظر منه أي احتكاك لينال منه وهتف: 

+


أنا همشي وابقي دور انت على النملة مع اختك المعتوهة
صاح عابد وهو يضحك: خلاص يالا تعالي عفيت عنك.

+


تزامن مع صياحه حضور عطر وأبويها وما أن علمت ما حدث حتى هتفت بتوعد: بقى بتستفردو باخويا وتحكموا احكام غبية؟ طب لاعبوني بداله واللي هيخسر فيكم هعرفه الأحكام على حق.
صفق ياسين بحماس: أيوة بقى أموت أنا في تصميم المهندسين وتخطيطهم اللولبي

+


عابد بسخرية: ماشي ياقردة ورينا نفسك
............ 
خسر عابد وأصبح مجبرا على تنفيذ أحكام الجميع، فقالت جوري: أنا بعفيك من أحكامي ياعبودي
عابد: أوختشي حبيبتي

+


زمزم بمشاكسة: أنا بقى حكمي تروح تجيب النملة الحامل اللي طلبتها من ياسين من شوية
عابد بحنق: بقى كده يا بنت عمي تعفي عن ياسين وتحاكميني انا... طب خليكي فاكرة

+


ذهب عابد للرجل وهتف بتهذيب: أسف لإزعاج حضرتك.. بس ابن خالتي اللي شوفته من شوية ده مريض نفسي للأسف بيطلب طلبات غريبة وعقلة تعبان ولو مش اتنفذت أوامره بتجيلوا حالة استبحس خطيرة.. فبعد أذنك هدور على نملة هنا عشان ده طلبه.. ثم هتف بتأثر زائف: أدعيله حضرتك يخف.. ده لسه في عز شبابه الرجل بشفقة: الله يشفيه ليكم.. اتفضل خد راحتك..وبعد برهة عثر على نملة فالتقطها وعاد ووضعها على الطاولة رامقا زمزم بغيظ: اتفضلي ياهانم

+


استفزته: حامل؟
_ والله اكشفي عليها لو عايزة
ضحكت وسط الجميع، وجاء دور عطر التي هتفت ببساطة: 
عارف الظابط اللي واقف في لجنة المرور جمب النادي؟ أجابها عابد بأيماءة فواصلت: روح قول للظابط وريني بطاقتك وإذا رفض اضربه قلم

+


ضحك ياسين متهكما: أيوة عشان يسكعك على قفاك ويرميك في القسم والمساجين يحفلوا عليك ونرتاح منك اسبوع
عطر بنفس المزاح: واما تطلع من السجن ان شاء الله ابقى اكمل الأحكام عليك 
......... .
واصلو لعبتهم إلى أن خسرت زمزم فأعفاها الجميع من العقاب إلا عابد الذي هتف متشفيا: جيتي تحت ايدي ومحدش سمى عليكي يابنت العم
محمد محذرًا: واد ياعابد.. إياك تضايقها وإلا هعلقك فوق الشجرة اللي وراك 

+


عابد: لا إكسكيوزمي بقى ياعمي.. دي قوانين لعبة ومحدش يدخل.. ليا عليها حكمين ومش هتنازل عنهم

+


زمزم وعقدت ذراعيها بتحدي: سيبه يابابا انا مستعدة

+


عابد: أول حكم عايزك ترسميني وانا شايل مهند في عشر دقايق، لو رسمك عجبني هعفيكي من حكمي التاني، لو مش عجبني يبقي ليا حكم! 

+


تعجبت من معرفته بإتقانها للرسم، لكن لم تنشغل كثيرا، ربما علم صدفة من أبويها، وشرعت ترسمه مع طفلها وهي تختلس النظرات له تلقائيًا بين متابعة الجميع بشغف.. أما عابد فكان داخله سعيد بحصوله علي تلك المنحة واقتنائه رسمه تجمعه بالصغير الذي صار يعشقه.. كما علم مصادفة انها كانت تهوى الرسم وتوقفت عنه منذ وفاة زوجها، وأراد أن يعيدها لبعض طقوسها المحببة بهذا الحكم الذي في ظاهره عقاب، أما في فحواه مكافأة لها وله معها..! 

+


ولم يدرك أنه قدرًا ودون ترتيب منه، صنع معها أول ذكرى ستترسخ في نفوسهما گ بذرة خبأتها يد القدر بأرض مستقبلهما ويومًا ما ستنبت وتشرق عليهما ألوان الحياة وبهجتها.. لينمحي ذاك اللون الرمادي گ لون قلمها الرصاص! 

+


رغم أن الصورة أبهرته واستشعر دفئها، إلا أنه تظاهر بعدم. رضاه عنها، وحكم عليها أن تصنع لهما في الغد وليمة الغداء ليري كيف ستنجح متصورًا عجزها عن صنع شيء يرضي الجميع.. فهل ستبهره أيضًا بمذاق طعامها كما أبهرته برسمتها.. أم ستفشل بهذا الأختبار؟
________________________

+


عامر: مين يصدق ياظافر بقالنا سنتين بس فاتحين المطعم والكافيه والحمد لله بقى لينا رواد بيفضلوا يجوا هنا وأردارات حفلات واسمنا بقى مميز

+


_الحمد لله كله بمجهودنا.. 
عامر: عشان كده عايز يكون اليوم ده مميز.. وانا في فكرة في دماغي

+


ظافر: فكرة إيه؟
_ هقولك.. وراح يقص افكاره بحماس شاركه إياه ظافر وقال: خلاص موافق وعاجبني الفكرة! 

+


_ وطبعا لو عايز تعزم حد معين، كلمه من دلوقت! 

+


أومأ بشرود طفيف وهو يغمغم: في خد فعلا محتاج اشوفه في اليوم ده.. ودي فرصة مش هتتكرر

+


ترى ماهو اقتراح عامر بشأن احتفالهم؟
ومن الشخص الذي سيدعوه ظافر؟
____________________

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close