رواية مذكرات حائر الفصل الثالث عشر 13 بقلم هالة الشاعر
الحلقه الثالثه عشر
" خائنـــــــــــــــــــة "
" علي " كان صوت بكاء هند واضح للغاية " مالك يا هند في ايه ؟ " سألها بلهفه .
" انا اتخنقت مع جوزى وسبت البيت ومش عارفه اعمل ايه او اروح فين ؟ انا مليش حد هنا خالص " " طيب اهدي بس شويا انتي فين ؟ " " انا في المول اللي اتقبلنا فيه قبل كده " " طيب ربع ساعه واكون عندك متتحركيش " .
دخل سريعا الي المول يبحث عنها عرفها من عربه طفلتها شذي كانت تبكي ووجهها محمر للغاية , اردت ان اضمها الي بشدة " مالك يا هند ايه اللي حصل ؟ " " معتش قادرة خلاص سنين وانا مستحمله قرفه فاض بيا يا " علي " مش طايقة أشوفه او المسه واو اسمع صوته حتي , انا خلاص مش هرجع تاني لو ايه اللي حصل انا هطلق " نظرت حولها جيدا " امال فين وليد " " ماخدتوش معايا لأني معرفش هعد فين او هعمل ايه ! عاوزة احجز فندق او اشوف شقه بس مش قادره اتحرك بشذي " " طيب حاولي بس تهدي " .
بدأت الطفلة في البكاء " مالها يا هند ؟ " " عاوزة تغير وتاكل وتنام وانا مش عارفه اعمل أي حاجه ليها " , وبكت هند مرة اخري " طيب اهدي بس اهدي " , ترددت في طلبي هذا " طيب ممكن تيجي تريحي عندي شويا لحد ما اشوف سكن ليكي " , مسحت هند دموعها وقالت لي " انا متشكرة اوي يا علي مش عارفه اقولك ايه , بس انت الوحيد اللي ممكن الجأ له وانا مطمئنه علي نفسي معاه " .
ساعدها بحمل حقيبتها وجر عربه الطفلة وانطلق بها الي الاستوديو , حمد الله وهو يفتح الباب لأنه قام بتوظيف عامل يأتي كل اسبوع كي ينظف الشقة فهي نوعا ما تبدو جيدة , ادخل اغراضها واشار لها ناحيه الحمام كي تغسل وجهها وتحمم الصغيرة , لم يكن هناك شيء يذكر بالثلاجة ولكنه حمد الله علي وجود عصير بها .
حممت الصغيرة الباكيه , كان علي معجب كثيرا بها فهي تشبه والدتها ولكنها انقي واطهر كان ينظر للطفلة بمحبه واضحة , جففتها ونظرت له وعلمت بحبه لتلك الصغيرة وقررت اللعب علي ذلك الوتر " علي ممكن تشلها ؟ عاوزة اسخن ليها مايه " , حملها " علي "وشعر بشيء غريب تجاه هذه الطفلة يبدو انه وقع في غرامها هي الأخرى هل أحبها لأنها تشبه هند ؟ ام لأنه مشتاق لان يكون اب ؟ ! , لم يعلم هو نفسه السبب .
كانت الصغيرة ملفوفه جيدا بمنشفه صغيرة وحضرت لها هند وجبتها واعطت زجاجه الحليب الي علي " تحب تأكلها انت ؟ " جلس مدهوش من المشاعر التي تجتاحه وهو يطعم الصغيرة التي كانت جائعه للغاية فلم تهتم لذلك الغريب الذي يطعمها وتناولت رضعتها بنهم وفي اخرها غلبها النعاس , لتستكين الي ذراعه وتنام بحضنه وتقضي علي أي قوه تحفظ لديه لقد هام عشقا بها وتمني لو انها ابنته هو لا ذلك " اللطخ " الذي لا يعرف قيمه ما لديه .
ازاح الزجاجة بهدوء من فمها وراقب صوت تنفسها الهادئ الناعم واحيانا كانت تصدر منها شهقات صغيرة من كثرة بكاؤها اليوم كانت تفعل به الأفاعيل .
نظرت له هند بحب " ياااه يا علي طول عمرك حنين اوي " , نظر الي هند وابتسم لها ووضع كفه علي خدها يربت عليه " متقلقيش من أي حاجه يا هند طول ما انتوا معايا " , اسندت رأسها الي كفه وهي سعيدة وتنظر له بحب واضح .
ترك الطفلة علي مضض ليأتي لهم ببعض الاغراض , خرج للتسوق اتي بأغراض الثلاجة كامله وتوقف امام قسم الاطفال لطالما تمني ان يشتري منه شيء , اتي ببعض الالعاب للصغيرة وبعد ذلك مر سريعا علي مطعم للوجبات السريعة , لابد وان هند متعبه ولن تستطيع تحضير طعام اليوم .
عاد الي المنزل وطرق الباب وانتظر حتي تفتح هي له , كانت قد اخذت حمام وتركت شعرها المبلول مسدول علي كتفيها وقابلته بابتسامتها العذبة , لأول مره يدخل المنزل وهو سعيد هكذا حدث نفسه " لقد فوت علي الكثير" .
تناولت معها الطعام وشربنا العصير ورتبنا اغراض الثلاجة سويا , كانت هذه اول مرة افعل بها أي شيء من هذا ولا اعلم لما لمحت شبح سارا بالمكان وهي ترتب وتنظف , فانا لم افعل أي من هذا معها , نفضتها سريعا من راسي ومالي بها الآن انا سعيد ومعي حبيبتي ولا شيء اخر يهم .
تركتها علي مضض واخذت حقيبة صغيره بها عده أطقم لي والقيت نظر علي الملاك الصغير الذي يتوسط سريري ونظرت الي هند التي تنظر لي بامتنان واضح " خلاص هتمشي " صوتها يقطر عذوبه يفعل بي الأفاعيل قبلت رأسها وتركتها هي والصغيرة و انا مكره . اصبح المنزل جنه اخيرا كنت اجلس بمكتبي علي مضض وحين ينتهي دوامي اركض نحو المنزل كي احمل الصغيرة واداعبها واجلس انا وهند نضحك ونتحدث بالساعات ونحضر الطعام سويا واهتم معها بالطفلة , شعرت بأنني حي مره اخري , شعرت بأن الحياه حلوه تستحق ان اعيشها بعد ان كنت اراها مقبرة وارغب في الخلاص منها .
تركتهم وانا كاره مرغم علي امري ولكن قبله الراس التي كنت اعطيها الي هند كل مساء , لم تعد ترضيني او تكفيها وبدي من الجلي ان المشاعر المحمومة اشتعلت بيننا مرة اخري وكأننا ايام المراهقة .
ذهبت الي هشام في الحادية عشرة , هو لا يعلم ان هند موجوده بمنزلي وانا لم اجرؤ علي إخباره فقط تحججت بأنني لا استطيع النوم بالأستوديو .
اغلقت عيني علي وجه الصغيرة ووجهها الحبيب كي احلم بهم , كان الحلم سعيد كنا نتضاحك انا وهند والصغيرة علي الارض تلعب وفجأة بكت الصغيرة فذهبت لأحملها كانت هند تغسل الاطباق وظهرها لي , سالتها " هند سيبي الاطباق وغيري ليها وانا هكمل " التفتت إلي هند ولكنها لم تكن هند .... كانت سارا قالت والمرارة تقطر من كل ذره بها وبسمه مخيفه علي وجهها " زي ما كنت بتعاملني بالظبط يا علي " .
فزعت من نومي وكنت اتصبب عرقا ظللت انهج بشده , لما شعرت بكل هذا الخوف والرعب لما !! .
استيقظ هشام واشعل النور وقال وهو يحاول ان يفتح عينه " مالك يا علي في ايه ؟ "
" حلمت بسارا " كنت انهج بشده " تقوم تتفزع كده ! انت كنت بتكرها اوي كده "
" لاعادي يعني مش بحبها ومش بكرهها " زم هشام شفتيه " جايز تانيب ضمير "
" ليه يعني انا عملتلها ايه !! " كان يتكلم بسخط , اعتدل هشام في جلسته " إلا من الحق انت مقولتليش طلقتها ازاي ؟ " " هتفرق معاك " " يا اخي اروي فضولي يعني ايه المشكلة اللي حصل قمت قولتلها روحي وانتي طالق " نظرت له نظره مبهمة " من الاخر القشة التي قسمت ظهر البعير " زفرت الهواء بعنف " مفيش قشه ولا نيله هي نزلت مصر اجازة وبعدها بأسبوع اتصلت بيها قولتلها احنا مش هينفع نكمل مع بعض انتي طالق يا سارا وورقتك هتوصلك في اسرع وقت وبس " .
كان فم هشام مفتوح " يخرب عقلك ! الله يحرقك يا شيخ , وعادي يعني انت عملتله ايه ! " واستنفر من جلسته " انت معندكش دم ياض انت ولا ايه ؟ مفكرتش في اهلها هيقولوا ايه , مفكرتش انك دمرت مستقبلها وحكمت عليها تبقي مطلقه خلاص ويا عالم هتتجوز تاني ولا لاء , وطبعا لو حبت تتجوز هيبقي مطلق او ارمل او قدها مرتين , عشان حضرتك بتسال وانا عملتلها ايه يعني ؟ ده غير البؤس اللي كانت عايشه معاك فيه " " حيلك يا هشام في ايه ؟ انت عرفت منين الحاجات دي كلها " " استغفر الله العظيم يا رب " فرك هشام وجهه بيده وازدرد لعابه بعصبيه , اثار هجوم هشام حفيظة علي وانتفض هو الاخر " وانت عارف ازاي الحاجات دي كلها يا استاذ هشام ؟ " , غطي هشام وجهه بكفيه " عارف وخلاص " " انطق بقولك " ونزع " علي " يد هشام من علي وجهه بعنف وفوجئ بما راه لقد كانت عيني هشام محمره للغاية وكأنه يريد البكاء ووجهه حزين للغاية .
" مالك يا صحبي ؟ " سال " علي " برقه , وكأن هشام وجد فرصه كي يفضي بما في داخله , قال هامسا " مي " ونظر وابتسم ل " علي " " بنت عمي طول عمري وانا معجب بيها ولما كبرت كنت فاكر اني هلاقي شقه واتجوز وهعيش معاها , هاديه ورقيقه بصراحه متتخيرش عن سارا , طبعا بعد الجامعة ملقتش شغل ولا زفت ولا عندي شقه مقدرتش اكلم عمي , وبابا كان موجه كل جهده لجواز اخويا الكبير , لقيت عقد العمل ده بالعافية وجيت عشان اشتغل واحوش واجيب شقه وشبكه ومهر ليها , كانت يا علي قدامي في كل حاجه , بس هي متعرفش اللي جوايا هي بتعتبرني اخوها الكبير وخلاص وبعد ما سافرت بسنه اتخطبت هي واتجوزت .
منزلتش اجازة مكنتش طايق مصر ولا طايق الدنيا كلها , فضلت هنا اشتغل وخلاص واهي عيشه والسلام بعد جوازها بسنه اتطلقت راماها وطردها وبهدلها وطلقها من غير سبب واضح زي ساعتك كده وفي نفس الوقت امي كانت وحشاني وبتزن عليا عشان انزل ونزلت ويارتني ما نزلت , كانت واحده تانيه وشها اتغير والحزن كل من سنها بقت عجوزة مدمرة ومش عارفه ترفع عينها في وش حد وكله كوم وكلام الناس اللي مبيرحمش كوم كانت حابسه نفسها مقدرتش اشوفها كده , فضلت افكر وقولت ميهمش هي لسه مي وانا اقدر ارجعها زي ما كانت تاني وفتحت ابويا في الموضوع عارف قالي ايه " نظر هشام لي والاسي يقطر من عينه " وايه اللي يجبرك انك تاخد واحده مطلقه يا بني , رغم انها من لحمه ودمه مرضاش ولا امي رضيت ولا اخواتي ولا حد خالص وهي طبعا متعرفش حتي لما كنت بزورها مرفعتش عينها في عيني سبت مصر وجيت ومنزلتش بقالي سنتين ونص ومش عاوز انزل ومش قادر افهم هي ذنبها ايه وليه محدش راضي اني اتجوزها وانا كمان ذنبي ايه اني اعيش كده فيها ايه لو ننسي ونسامح , عرفت بقي انت عملت ايه في سارا يا علي انت زيك زي طليق مي " التفت هشام واطفئ النور وادعي النوم وتركني في حيرتي ...
لن انكر ان المرارة في صوت هشام طعنتني في قلبي بسكين بارد وجعلتني افكر بسارا رغما عني .
لم استطع النوم خشيت ان احلم بها مره اخري , اخذت ملابسي ولم اعد للنوم عند هشام مره اخري .
ذهبت للمنزل بعد العمل لأجد الصغيرة تصرخ فرحا لدي دخولي انستني همي كله وانستني أي مرارة واستمتعت معها ولعبت كطفل صغير , وضعت هند الطعام لي وهدأت اعصابي قليلا فانا اكون سعيد معهم دائما , " مفيش جديد يا هند مرضيش يطلق بردو " هزت رأسها نافيه , يجب العمل علي تلك المشكلة .
حوالي الساعة الثامنة مساءا نمت علي الأريكة من التعب ولم ترغب هند في ايقاظي فأخذت الفتاه الي الغرفة , ظللت علي الأريكة ولم استيقظ سوي الساعة الواحدة عندما رأيت الساعة في يدي انتفضت من علي الأريكة , فزعت هند " ايه يا علي مالك ؟ " فركت عيني ووجهي " انا اسف , مصحتنيش ليه يا هند عشان امشي " ابتسمت بعذوبه " مقدرتش شكلك كان تعبان خالص وبعدين انا فضلت اتفرج عليك وانت نايم شبه الملايكه " , كانت هند جميله جدا تلك الليلة بالبيجاما الوردي الرقيقة التي ترتديها وشعرها مسدول علي كتفيها ووجهها الذي يشع بياضا مجرد رؤيتها كانت تهدئ لي اعصابي وتجعلني انسان اخر .
" تحب تاكل " " ماشي " احضرت لي شطيره وجلست الي جواري تتأملني وانا اتناولها , قلت لها بمرح " انتي عينك فيها ولا ايه خدي حته احسن ما بطني توجعني " ابتسمت لي واغمضت عيناها وفتحت فمها برقه كي اطعمها , ولكني لم افعل , لم اطعمها , فانا في النهاية رجل لي دماء حارة تسير في عروقي لا مياه , لم استطع ان اسيطر علي نفسي اكثر من هذا فتملكتها استقي من رحيقها الذي حرمت منه سنوات طوال وهي استسلمت لي دون أي مقاومه .....
لم افق الي فداحة ما فعلته إلا بعد فوات الاوان نهضت سريعا عنها رغم انني منذ لحظات كنت اطير بين السحب , احلق عاليا بين طيور الحب ولكني الان اشعر بذنب رهيب يجتاحني صحيح انني لست ملتزم ولست مواظب علي الصلاة ولكني اعلم ان ما فعلته هو زنا , زنا فاحش صريح وليس هذا فقط بل وهتكت عرض رجل اخر .
غطيت وجهي وكنت انهج بشده غير مصدق انني لم استطع السيطرة علي نفسي , ارتدت هي ملابسها بسرعه وجلست متوترة , صحت بها " انتي لازم تطلقي وحالا " ثم ذهبت واوقفتها رغما عنها " احنا لازم نتجوز فاهمه ولا لاء " هزت راسها بخفوت وتركتها من يدي لبكاء الصغيرة .
كنت مشوش للغاية وظللت هكذا لأيام لم انم في الاستوديو مره اخري وجدت سكن اخر لي مع الشباب كي لا اظل وحيدا وحصلت هي علي الطلاق بشق الانفس , كنت اذهب لأرها كل يوم كالعادة , واثناء ذلك لم استطع منع نفسي عن الخطأ عده مرات ولكن بعدها كنت اشعر بذنب رهيب وكأن واحد اخر هو من فعلها وكنت استغرب لما لا استطيع السيطرة علي نفسي معها ألهذه الدرجة احبها واهيم بها عشقا اخيرا انتهت فتره العدة وعقدت عليها في اليوم الذي يليه مباشرة وذهبت معها هي والصغيرة لبدء حياه جديدة جميله ساحرة ملئ بالسعادة والاطفال , لم اكن اعلم ان كل شيء سوف ينتهي في ومضه عين اجل ومضه عين هههههه سخريه اليس كذلك ؟! .
كل العذاب الذي عشته طوال سنوات وسنوات الحلم الذي حلمت به اربع سنوات في الجامعة وسته سنوات عازب بدونها وثلاثة سنوات مع سارا افكر فيها وكل ما حصلت عليه معها هم اربعة اشهر , اجل اربعة اشهر واستحال بعدها العيش بنا وفرت هي مني الي زوجها القديم الذي رحب بها بالطبع ، وتركتني لأتجرع من نفس الكأس الذي اشربته " للطخ " دون أي قصد مني .
لم احتمل زينتها ولبسها وخروجها كنت اصيح بها غاضبا كلما خرجنا معا " يا دخلي شعرك تحت الطرحة يا تقلعيها اصلا والفرح اللي في وشك ده امسحيه حالا " .
كنت اشك بها لأتفه الاسباب والغيرة تنهش في رجولتي نهشا كوحش نهم يأكل فريسته وهي حيه دون أي شفقه او رحمه واتخيل دائما وابدا انها سوف تتركني واعود الي الظلام الذي كنت اعيش فيه , وبالفعل رحلت لم تستطع تحملي وتحمل شكي وعادت الي زوجها القديم وتركتني خالي من الحب والامل والحياه والمشاعر
ومن المال ... اجل لقد نفذ مني المال , حتي انني بعت ثلاث سبائك ذهبيه صغيره كانت سارا اقتصدت دون علم مني واهدتني اياهم في احدي اعياد ميلادي .
بعد ان اصبح المنزل فارغ منها ومن فرح الطفلة التي عشقتها وتمنيت بشدة ان اكون والدها , لم يتبقي لي سوي شيء واحد شبح سارا , اجل انه في كل مكان يطاردني ليل نهار توجهت لا اراديا نحو الكتاب الوردي الذي كنت اخفيه عن هند وبدأت اقرأ وكلما قرأت كلما بكيت , كلما ندمت وندمت وندمت .
اكتشفت انني عشت كالأعمى والاصم طوال عامين مع انسانه لم تستحق أي مما نالته مني علي الاطلاق .
بعد ما قرأت ما قرأت قررت النزول الي مصر في الحال كي استرد اغلي ما فقدت في يوم من الايام , اجل قررت انني اود ان ادفع أي ثمن مقابل استعادتها و استعادة الصفاء والنقاء وراحة البال التي لا تقدر بثمن .
وها انا امامها الان اراها تدخل اغراضها بالسيارة كم كانت مشعه هل اصبحت احلي ؟ ام إنها عيني التي صارت تقدرها بعدما عرفت ما بداخلها .
*** *** ***
لما جمدت مكاني هكذا ولم استطع الحراك ولما عاد الان بعدما فعله بي , ازدادت ضربات قلبي حده لكنها رعب لا شوق , لما انا مرتعبة منه هكذا ؟ .
حاولت اغلاق السيارة بعنف اللعنة كل ما اردته عده دقائق بالسيارة وحدي علقت حقيبتي بالسيارة من فرط عصبيتي , اخرجها لي وهو يبتسم بعذوبة وقال بصوت هادئ " ازيك يا سارا عامله ايه ؟ " , كان يضع العطر المفضل لي ويرتدي بذله انيقة ويسرح شعرة بالطريقة التي احب .
لم اجبه فانا اشعر نحوه بحنق كبير حنق لا نهاية له , " انا عرفت من الفيس انك بتشتغلي هنا ولسه واصل حالا مصر وجتلك علي طول علشان عاوز اشوفك يا ريت تيجي معايا في أي مكان هادي عشان نتكلم شويا " وابتسم برقه " ممكن ؟ " .
اشحت بوجهي بعيدا عنه , فهو لم يحرك بي ذرة واحده وكل تلك المحاولات فاشلة , ولكن لدي فضول رهيب لمعرفه سبب عودته الان , حاولت اغلاق السيارة وتحركت لأصعد , لن اتنظر هنا معه ثانيه واحده اخري لا لن افعل .
امسك بيدي وجذبني نحوه لم يفعل هذه الحركة مره واحده وانا زوجته وها هو الان يفعلها في الشارع " سارا لازم تسمعيني من فضلك " صحت به " ازاي تمسك ايدي انت اتجننت ؟!! " رأيت الصدمة في عينيه هذه ليست سارا بالتأكيد " سارا انا ... " قاطعته " انت ايه ؟ خاين " سمع عبد الرحمن صراخي ب " علي " وسمعت صوته من خلفي يزمجر بحدة " انت مين ؟ " نجحت في تحرير يدي عندما تشتت انتباه علي , فركت معصمي ورجعت للخلف احتمي بعبد الرحمن " يالا يا ابيه نطلع ل احمد " " مين ده يا سارا ؟ " كان عبد الرحمن غاضب بشدة , صاح علي " سارا انا مش همشي الا لما تسمعيني " " مفيش بنا كلام امشي من هنا " حاول جذب ذراعي إلا أن عبد الرحمن وقف له بالمرصاد " انت اتجننت في عقلك !" " ارجوك يا ابيه خلينا نطلع " صاح عبد الرحمن بي " مين ده يا سارا ؟ " رد علي بسرعة " انا جوزها " نظرت له شزرا " طليقي فاهم طليقي وامشي مش مكفيك اللي عملته فيا جاي تدمر حياتي تاني , انت ايه ؟ معندكش دم ! " " سارا انا جاي اصلح غلطتي جاي ارجعك ومش همشي إلا بيكي " , لم يكن ينقصني الا سماع رد الفعل هذا " جوزها ازاي ؟ امال انا ابقي ايه ! " , غاص قلبي بصدري لقد سمع احمد الحوار الدائر .
لم ينتبه علي ل احمد او الي ما قاله " سارا انا عرفت كل حاجه وعرفت انتي بتحبيني قد ايه , صدقيني انا غلطان وجاي اصلح غلطي الوقتي تعالي معايا خلينا نرجع لبعض وانا والله هعوضك عن كل حاجه عملتها فيكي قبل كده " صرخت به بهستيرية ووضعت يدي علي اذني " كفاية , كفاية حرام عليك سبني في حالي " وركضت نحو السيارة غير عابئة بأي احد وانطلقت انهب الطرقات بالسيارة , لم ينتبه احد الي "علي" اثناء ركضهم خلفي فحسام واحمد المشتعل غيظا ركبوا السيارة , وكان عبد الرحمن اول من ركب سيارته وركض خلفي هو الاخر وسط دهشه علي بعد ان استوعب ما قاله احمد اخيرا " جوزها ازاي ؟ امال انا ابقي ايه ! " .
التفت علي غير مصدق ان هذا هو زوج سارا او انها تزوجت اصلا لقد تابع حالتها علي" الفيس بوك " فهي لم تغيرها من متزوجه الي عازبه بعد الطلاق بل ظلت كما هي الي هذا الصباح , حسنا هي لم تغيرها وتزوجت ورنت كلمات هشام برأسه " مطلق او ارمل او قدها مرتين " هل اضطرت سارا الي الزواج من ضرير كي تتزوج مره اخري ؟ لم يكن عقله البسيط يستوعب ان ما بين احمد وسارا اكبر من أي شيء ...... .
طاردني عبد الرحمن بالسيارة واستطاع اللحاق بي ووقف بسيارته امام سيارتي وسد علي الطريق , انزلني رغما عني لأركب معه بسيارته ونزل محمد هو الاخر من سيارة حسام فالقي له عبد الرحمن مفاتيح السيارة كي يعيدها الي المنزل , كنت ابكي بحرقه شديده ولم استمع الي أي شيء مما قاله عبد الرحمن الذي بدي غاضبا للغاية .
لما؟ ولما الان بالذات ؟!! قرر العودة والاعتذار مني , لقد كنت نسيته اجل كنت بدأت انسي انني تزوجت يوما وبدأت اندمج مع حياتي الجديدة , ازداد حنقي علي " علي " اكثر من زي قبل ولم يفلح غضب عبد الرحمن في اسكاتي او حتي شفقته علي بعد ذلك .
انزلني من السيارة كنت اعلم انه يتكلم معي بخصوص شيء ولكن لم اكن اسمعه كنت سارحة بعالمي الخاص اتذكر بمرارة كل ما مر علي مع " علي " , وكم كانت ايام صعبة كم كنت اكرهها , كم اكره تلك البلد لمجرد انها جمعتني بة , اكره أي شيء يربطني به , اكره الهواء الذي يتنفس اكره أي شيء يتعلق به .
أي ذكري بيننا , أي لمسه تنميت ان يحنو علي بها , أي كلمه الححت عليه كي يخبرني بها ليروي عطشي لأي حنان كان حتي لو كان زائف .
هل هو جدي ؟ هل هو حقا نادم ويرد اصلاح ما افسده , ولكن لا اعتقد فإن كسر الزجاج لا يستطيع احد جمع أجزاءه مرة اخري .
كان احمد يصيح بالسيارة ويضرب أي شيء يستطيع ضربة " ليه جاي دلوقتي ؟
ليييييييه اشمعني دلوقتي قبل فرحنا بأسبوعين بس افتكرها ؟ ليه انا بالذات بيحصل معايا كده ليه ؟ مفيش حاجه بتكمل ليا ليه ؟ كل حاجه بتروح مني انا عمري ما اذيت حد ليه ؟ انا ليه !! " .
مبدئيا انكسرت العصا وتحطمت النظارة واي شيء طالته يده تهشم الي ذرات كان حسام يجاهد كي يستطيع القيادة والإمساك بأخوة الغاضب , " استغفر ربنا يا احمد حرام كده واهدي بس اهدي سارا بتحبك والله اكيد مفيش حاجه وحشه هتحصل " " هو انا حرام افرح ! هو انا مش زي الناس دي كلها ليه بيحصل معايا انا كده بس ليه كده ؟ طول عمري مفيش حاجه بتكمل ليا , أي حاجه بحبها بتروح مني ولما قولت مش مشكله المهم اني بصحتي هقدر اكمل من جديد نظري راح مني وبقيت عاجز ليه انا ليه ؟!!! " .
كان احمد بحاله هستيرية وليس غضب عادي , دلفت السيارات الواحدة تلوي الأخرى وهتفت ايه من الشرفة " اهم جم " , كان عبد الرحمن ممسك بسارا التي بدت من عالم اخر ولم تسمع أي شيء مما قاله لها فقط تنظر الي الفراغ لا شيء محدد , نزل حسام وكذلك احمد وهو يصيح بغضب بالغ جعل الجميع يخرج الي الشرفة ومن ثم نزلوا سريعا .
هجم احمد علي سارا واخذ يهزها ويصيح بها بشده " من امتي وانتي بتكلميه ؟ وجالك الشغل ليه ؟ وليه عاوز يرجعك ؟ انطقي مبتتكلميش ليه ردي عليا " لم يكن احمد يري ان سارا ليست في حاله طبيعية وانها لا تستطيع الكلام مطلقا , حاول اخوته ان ينزعوها من بين أيديه إلا انه ازاحهم جميعا بغضب بالغ " محدش يدخل والا هموتها واموته , انطقي ردي عليا مبتكلميش ليه كلكوا زي بعض كلكوا خاينين " , صاحت ايه برعب " سيبها حرام عليك سيبها " كانت تبكي بشدة هي وامل .
افاقت سارا علي صراخ احمد وهو يهزها بعنف شديد كرهت نفسها وكرهت العالم كله تمنت لو تفني من علي الارض كلها فلم يكن ينقصها الآن غضب وشك احمد بها , هجمت ايه عليه ولم تحتمل عنفه مع اختها واخذت تضرب ظهره وسط بكاء امها والسيدة نور , حملها محمد عنه بشق الانفس واخذت تصيح بهستيريا هي الأخرى وهجم حسام علي احمد من الخلف ولكنه لم يستطع كتم صراخه بسارا " هترجعيله ساكته ليه ؟ مكسوفه من عملتك " كان احمد يظن ان سكوتها وصمتها خجلا من انها سوف تتركه ولم يعلم بانها لم تكن في حالتها الطبيعية .
" انا هريحك من سكوتك ده انا مش عاوز شفقه من حد انتي..." وترك محمد ايه وهجم علي فم اخيه وكتمه بشدة قبل ان ينطق الكلمة اللعينة .
اخذ احمد يتلوى من بين ايديهم الثلاثة ونجح في تحرير فمه بعد ان عض محمد وعبد الرحمن " روحيله انا مش عاوز شفقه منك , انا مش عاوزك روحيله " , لم تستطع سارا تحمل كل ما يحدث وكل ما تراه لتصرخ صرخة مدوية باعلي صوت لديها ليسكت الجميع وبعدها تسقط في الظلام وسط هذا الصمت الرهيب .
نهاية الفصل
الموت
احيانا يكون هو افضل الحلول لمشاكلنا ونشعر برغبه كبيرة فيه ,
بل ونشتهيه بشدة ظنا منا انه الراحة الابدية .
ولكن هل ما يوجد في العالم الاخر لن يحتاج منا جهد , لن يحتاج
منا مشقه ؟
حسنا اذا لما كل ذلك الفراغ .....
لما كل ذلك البكاء ..... بعد فقد حبيب او قريب ما لنا .
رغم ان كل المشاكل سوف تحل , صحيح انه سوف يواجه عالم اخر
وهذه المرة سوف يوجهه وحده دون أي مساعده من احد .
حسنا اذا ما هي الإجابة هل الموت خير ؟ ام شر ؟
برأي الاقدام علي الموت شر لأننا لا نملك من انفسنا شيء انما هي لله وحده
وانما مجيء الموت وحده : فهو خير فهذا العالم البالي لا يستحق منا
ان نتمسك به كل هذا التمسك
تكمله الحلقه الثالثه عشر
خرجنا عادي يوم الجمعة ولقيت البنات كلها مشغولة بولدها ولو واحده فيهم لمحتني ببوص علي طفل او طفله من ولادها يا اما تقولي " معلش بكره ربنا هيكرمك " , او تشيل ابنها من قدامي وتقرا المعوذتين بصوت خفيض " كأن انا طارشه مثلا !
او عاميه ! مش عارفه بالظبط !! " .
يا رب حتي الخروجه اللي كنت بتكلم فيها مع حد بقت تقيله علي قلبي , قمت ودينا سألتني " راحه فين يا سارا " " هتمشي شويا " , مقولتش لحد اني حامل ملوش لزوم وهو يا عالم جاي ولا ماشي زي اخواته .
فضلت أتمشى مليش نفس اجيب حاجه اصلا بس اهه بتفرج علي الناس والحاجه , حسيت بمغص جامد اوي قولت ارجع واقول ل علي نمشي الأعدة كلها ملهاش لازمه اصلا .
ملحقتش اوصل للمكان اللي هما فيه وسكاكين بتقطع في بطني وضرب جامد في ضهري , لقيت حامد واقف بيشرب سيجاره بره ندهت عليه " حامد انده علي ابوس ايدك " جري عليا " الحق يا هشام شوف علي فين ؟ "
سندت راسي علي واجهه محل وشوفت علي وهو بيجري عليا وشوفت كمان نظرات الاسي بتاعه هشام وعلي وهما بيبوصوا عليا كأن حد ضربني بسكينه بصيت علي البنطلون الابيض الي كنت لابساه هو .... كان ابيض الوقتي لونه لون الدم
كل حاااااجه في حياتي بقت دم .... دم ..دم..دم
وقعت بس مسكت نفسي وعلي شالني وهشام جري فتح العربية وبس ..عادي .. مزعلتش .. معيطتش .. وكمان عملت حاجه جديده متكلمتش ايوه فعلا
متكلمتش فضلت شهر مفتحتش بوقي وهو محولش يخليني اتكلم .
وبعد شهر كان هشام وحامد ودينا عندنا ومعاهم ابنهم هو اللي خلاني اتكلم وهما فرحوا بيا اوي وعلي ولا كأنه هنا ابتسم كأني قولت نكته ظريفه عن الاطفال .
علي العموم مبقاش في حاجه في الدنيا دي كلها تهمني خلاص .
كله رااااح
كله عاااااادي
كله طظظظظظ
كلما قرا عبد الرحمن كلما ازدادت مراره سارا واظهرت لا مبالاة مصطنعة , وكأنها تحاول اقناع نفسها بأن لا شيء يهم .
قلب الصفحات الي ان وصل الي النهاية ...
ههههههههههه
عارفه بضحك ليه ؟
عشان انا غبيه ايوة غبيه ومصحبه واحده غبيه زيك , ايوة انتي!!
مفيش عندي عقل او عندي بس ركنته ع الرف سنتين وانا معاه وانا اغبي مخلوقه علي الارض وبقنع في نفسي انو هيتغير او هيبقي احسن او انه هيحبني لكن ده مستحييييييل .
عارفه لما كنت بحكيلك زمان , فاكره لما كنت بقولك " انا مش بلوم علي علي حاجه " عشان علي ملوش ذنب , ربنا هو اللي بيحط المحبة في قلوبنا وعلي ربنا محطش محبتي في قلبه لسه , وكنت بدعي ربنا كل صلاه عشان يحبني لأنه مش بأيده , وعلي طول كنت بسامحة عشان كده عشان هو ملوش ذنب اكيد هو عاوز يحب مراته بس مش عارف كنت بلاقي الحجه المناسبة ليه علي طول .
عشان غبييييه عارفه انو طلع خاين , ايوة خاين لسه عارفه امبارح بالليل من ساعتها وانا مش طايقاه , مش قادرة اسامحه , ليه عمل فيا كده ؟ عارفه لو كان صارحني بس من الخطوبة مكنش ده حصل مكنش ظلمني وظلم نفسه معايا , ده مش بس بيخوني لوحدي ده كمان بيخون واحد تاني مع مراته , ايوة علي بيحب واحده متجوزة .
كان في الحمام وتليفوني فاصل شحن قولت اتسلي في الفيس بتاعه شويا , طبعا هو عامل باسورد بس انا اعارفه عمري ما لعبت في موبايله ابدا او فكرت حتي ادور وراه اصلا ..
لقيت رسايل مني مش مفتوحه كالعادة فدخلت فتحتها كنت عاوزاه يجيب لبن وعيش ومكلفش خاطرة يفتحها ولقيت اول حد في الدردشة عنده واحده اسمها " هند العالي " وحاطه صورتها كانت احلي مني مش هقدر اقول غير كده ولقيته بيتكلم معاها طول الوقت تقريبا , في الشغل , في الراحة , في الغدا بالليل كل الوقت .
وانا مكنش بيقولي كلمه واحده بس كلمه تريحني , عشان بيقول لها هي كل الكلام , وعرفت هو اتجوزني ليه مامته هي اللي اجبرته علي كده .
قفلت التليفون وانهارت مش قادرة كل ده وانا نايمه عمري ما تخيلت انو خاين واللي قاهرني اني مش هعرف اعمل حاجه , عارفه ليه !
عشان خاطر امل وبابا , امل هتطلق بقلها فتره عند بابا وجوزها بشع ايه مسمياه " الحيوان الانوي " بخيل وبيضربها وسيء جدا معاها ولو انا طلبت الطلاق بابا ضهره هيتكسر اوي اذا كان هو مدمر عشان امل مبالك لو انا كمان !! .
لا لا لاااا مقدرش اعمل فيه كده ابدا مقدرش .
وامل اولي مني بالطلاق مهما كان علي مش بيضربني يمكن كام مره شدني وزقني بس مش زي ضرب الحيوان وكمان علي مش بخيل , امل بتعاني وساعات بتنام وهي جعانه من بخله , انا اقدر استحمل لكن هي لاء , حرام هي لسه صغيره .
ومقدرش اخلي حد يتكلم علي بابا ويقول بنات شاكر عبد الحليم اتطلقوا , بابا ممكن يروح فيها .
انا هصبر لازم اصبر بس مش قادرة اشوفوه, عاوزة انزل مصر هطلب منه ينزلني مصر .
لما انزل مصر هقوله اني مش راجعه تاني وهو ممكن ينزل شهر في السنه , انا هبقي مرتاحة وسط اهلي وهو .... هو... هو حر مليش دعوة بيه .
سلمت عليهم كلهم أنهاره في المول بعد بكرة خلاص ماشيه , يا رب ما ارجع تاني هنا ابدا يا رب يوافق , اكيد هيوافق هو اصلا مش طايقني هنا ده ما هيصدق اكيد , قلبي مقهور ومجروح نفسي اوجهه بس مش قادرة يمكن يطلقني لو عرف اني عارفه , وبابا المسكين ده ذنبه ايه بس و ماما لا لا مقدرش اعمل كده فيهم .
يا رب انا راضيه والله باللي قسمته ليا
بس بسالك الصبر صبرني يا رب ارزقني الصبر
وسامحني علي أي حاجه وحشه عملتها وانا راضيه بقضائك .
كانت الكلمات مشوشه للغاية من كثرة بكاؤها ونزلت دموع عبد الرحمن هو الاخر .
بس زعلانه لأني عملت هشام وحش وهو معملش ليا غير كل خير , جه وقالي " خلاص هتسيبينا " " اها " هزيت راسي ببروده " مالك يا سارا "" عادي " " لا انتي متخنقه مع علي تاني شكلك كده "بصيت ليه بحده كبيره هو اكيد عارف , اسرار علي كلها معاه , بس هشام محترم ومواظب علي الصلاة مش زي علي بيصلي لما ازن عليه , ازاي يوافق ان صحبه يعمل كده ؟
ويتكلم مع واحده متجوزة ويخون مراته , بس مسألتوش كبريائي منعتني اني اساله . " ردي يا سارا في ايه ؟ " " مفيش يا هشام " , مردتش ابوص ليه تاني وبعدين جه هو وشال الحاجه مني لما علي معبرنيش كالعادة , اعتذرت منه " معلش انا بس متوتره شويا " " عادي ولايهمك " .
بس انا متأكدة انو هو زعلان هو عمرة ما عملي حاجه وحشه مكنش لازم ازعله بس خلاص هعمله صنيه مكرونه عشان يسامحني لان دي اخر مره هشوفو فيها .
اما انتي بقي يا كتكوته فحقك عليا سنتين وانا حبساكي في ضلفه الدولاب الخشب عشان علي مش يلاقيكي , مش عاوزة اجازف انا هرجعك ليها وهحطك في الشنط اخر حاجه عشان تيجي معايا , اخيرا هتشوفي مصر, مصر ام الدنيا وانا كمان هشوفها مصر وحشتني اوي واهلي وحشوني واصحابي وشوارعها والنيل والزحمة وريحتها كلها بعشقها .
يا رب ما نرجع هنا تاني ابدا .... .
غطي عبد الرحمن وجهه وهو يبكي بمراره لما قرأه من حياه سارا التعيسة مع ذلك الوغد الذي اتي اليوم وبكل جرأه كي يردها اليه .
لم يستطع السيطرة علي الغضب بداخله وقام بتكسير زجاج احدي النوافذ بقبضه يده يلعنها ببعض الشتائم
غير عابئ بما حدث ليده ...