اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الحادي عشر 11

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الحادي عشر 11 





اليوم الثاني
قضت يومها كله بغرفتها تتابع حلقات مسلسلها بعد تراكمه عليها ، طلعت بتالي الليل تسمع صوت التلفزيون لفت روبها تربطه على جسدها تنزل من الدرج تشوفه جالس بيده دخانه يتفرج نفس قناته المعتاده وهالمرة عن الاسد وحياته ، ابتسمت بضحكه ماتعرف ليه يحب هالقناة ومشت بهدوء نحوه رفعت يدينها تحاوط صدره من خلف الكنبه تنتظره يفز بفزع لكنه هادئ ومستكن وكانه عارف بجيتها من قبل لا توصل ، استشعر يدينها بصدره الصلب ورأسها عند اذنه قربت ثغرها : أسد مقابل أسد ؟
ابتعدت بضحكة تمشي تجلس بجنبه تسمعه بسخرية : كانت من قوانينك ما تقرب مني ؟
هزت رأسها بالإيجاب : انت ما تقرب انا عادي الا اذا تبي تحط نفس قانوني عاد
هز رأسه برفض ينفث دخانه يردف بنبرته : ابدًا مستمتع
ابتسمت بتعابير وجه وحركات جسديه : اي كيف الحال؟
ناظر لها مطولًا وهنا بذات لازم يعترف انها تمالك لغة جسد مدهشة لا توصف حركاتها ثغرها ، حواجبها ، تعابيرها ماينسى ضحكاتها بوسط المجزرة مع عقاب وطريقتها بالكلام وتصرفاتها وغمزاتها عندها لغة جسد مُدهشة تعطي انطباع بثقتها وجنونها وعدم خوّفها وقدرتها الساحرة ..
نطق يسايرها : بأحسن حال يا بنت سالم وانتِ ؟
ابتسمت تبان صفوف اسنانها : ماشي الحال الحمدلله 
واكملت تغمز بعيونها : ماقلت لي كيف بنقتله؟
اطفأ سجارته يحدثها : كيف ؟
ثُريا بنبرة حماس : انا اقول نعزمه ونحط سم بالاكل وقبل يموت نعلقه بحبل ونشعل تحت نار ثم نطيحه بالمسبح يموت مسموم مخنوق محروق غارق
هز رأسه يتفق معها يسايرها : واطلق عليه رصاصه يصير مغدور بعد 
ضحكت باتساع : تعجبني بدينا نتكلم نفس اللغة
رفع ذراعه يرخيها على ذراع الكنبة يناظر لها : وبعدها فكرتي وش يصير ؟
هزت رأسها بالإيجاب : طبعًا ندق على الشايب حقك يسجنا وتيجي مجيدة تطلب كم فلس عاد تعبد الفلوس ذي والله ماتبكي عليه وفلوسك انت واجد نعطيها دية ونطلع
عقد حجاجه بأستغراب : مجيدة !
هزت رأسها بالإيجاب : زوجته وحده ماعندها كرامه مو مهمه معليك 
سكت بتفكير نطق بنبرة تساؤل : كيفه عقاب ؟
ناظرت له باستغراب : كيفه من اي ناحية؟
مُهاب : مع زوجته اولاده وغيرها
ابتسمت تعدل بجلستها : اوه يا سته وستين تبينا نحش ؟ جوي  هذا الله يسلمك اب فاشل مايعرف يربي اولاده شفت راشد؟ ماعنده شخصية بسبب ابوه ماغير يسفل فيه بين الخلق ويشتمه وجهاد مسكين بعد مظلوم 
سكت بأستغراب : ليه ؟
هزت اكتافها بجهل : مدري مريض مايبي يسبقونه بشيء ويستقون عليه يبيهم ضعاف من بعد ماجد جاء رهاب منهم
هز رأسه بتذكر : ماجد اللي مات بحادث؟
ضحكت تهز رأسها برفض : نقيب انت اذكى من كذا صدقت انه حادث ؟ قتله قتله !
ناظر لها بصدمه وعدم استيعاب : قتله !
هزت رأسها : قتله كان يبي يبلغ عليه مدري وش شاف على ابوه وسمعت انه دفعه وطاح ومات ماعرف كيف مات بضبط ودفنوه على اساس حادث مسكين كان كويس والله بس عقاب مايهمه الا الريال 
رفع حاجبه مازال عقاب يصدمه ببشاعه افعاله ونطق يكمل تساؤلاته : وبناته ؟
كشرت تحرك يدها بطريقه تبهره بشرح طوال كلامها يحاول قدر المستطاع يتمالك ضحكته مايذكر متى جته رغبه يضحك كذا : يوهه سبيكة و رقية عاد الصدق يحب بناته صح مايظهر حنان وعطف وكلام بس وين مدلعهم كل ماودهم يوصل مدرسهم الكلب ومنعني ادرس رجعوا مزعجيني حنا درسنا بامريكا !
قالت لفظ " امريكا " بنفس طريقتهم تسخر منهم ولا قدر يقاوم يردف : وين درسوا ؟
لترجع تعيد بحركات يدها وسخريتها : امريكا !
ماقدر يمنع ابتسامته هالمرة من الظهور لانه حبس ضحكته لين هنا ولا قدر تبان نواجذه وانيابه من عرض ابتسامته اللي اول مره تشوفها بالوضوح ذا وناظرت له ترمش بهدوء : عندك انياب !
تبادل معها النظرات واقتربت منه تصغر عيونها : انا اقول نفترسه بأنيابك ..
اقترب منها بنبرة تلاعب : انتِ ولا هو ؟
ابتسمت باتساع : انت افترس عقاب وانا اللي بفترسك 
ابتسم بخفوت يهز رأسه : بعد موت عقاب وش ناويه عليه؟
ارخت جسدها على الكنبه تناظر له : اقتلك 
هز رأسه بفهم : وتهربين ؟
هزت رأسها برفض : لا بسلم نفسي وتعرف يحسبوني مجنونة اكمل حياتي بشهار اقرأ عن النباتات بسلام 
هز رأسه يسحب كوب قهوته السوداء يشرب : حلوة الفكرة ادعمك فيها

45
             
ابتسمت بأتساع ؛ حلوة صح ؟ تنفع رواية عاد تصدق يوم كنت بشهار في ممرضة عسوله قالت انها تكتب بحكي لها قصتنا تكتب رواية عنا
سكتت تعض شفايفها بتفكير ورفعت يدها بالهواء تحركها : العنوان المجنونان 
هز رأسه برفض يسايرها : لا مبتذل نبي احلى
سكتت بتفكير تعض شفايفها : النور والديجور ؟
هز رأسها برفض وسحب سجارته يضعها بثغره يشعلها ونفخ الدخان يردف : ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم ، جذاب اكثر
ابتسمت تهز رأسها : جاز لي يجي منك والله
اكمل مسايرته يردف : غير دور البطولة ما اقبل !
ابتسمت باتساع تقترب منه وميلت رأسها على ذراعه بالكنبه تتبادل معه النظرات ترفع يدها لشعره هذي حركتها المفضلة معه وبسكون تردف : لا تشيل هم الاسمر الساحر سارق قلوب كل البنات 
اقترب بهدوء منها يشوف رأسها على بداية ذراعه ملمس شعرها على اسمرار جسده يحسه ويستشعره نطق بنبرته الآخاذ : كل البنات ؟
هزت رأسها تآكد له : كلهم ..
رفع يده يبعد خصلة طاحت على وجهها بسبب انها مميله رأسها على ذراعه وليكمل ومازال يناظر لها بمظاليله : حتى انتِ ؟
ناظرت له مطولًا ورمشت تطلع صوت بمعنى الرفض مع حركة شفايفها : ابدًا ، احب الشقر اكثر 
رغم معرفتها بجاذبيته وتفضيلها لسُمر لكنها انكرت هالمرة وابعدت رأسها تشوف ابتسامته الخافته اثناء سحبه لكوب قهوته وبين انامله سجارته نطقت : قهوة و دخان مستعجل على موتك ؟
ناظر لها مطولًا بسخريه : ليه تخافين علي ؟
وقفت تتبادل معه النظرات : لا بس خساير قولي اخنقك اسهل و اكثر توفير
مارد يناظر لها وضربت تحية كعادتها بنهاية كل نقاش لهم يتبعه قولها : تعيش الحكومة
هز رأسه ومشت تتركه تطلع والتفت لتلفزيون بشرود وبال بعيد ..

72


قصر متعب
طلعت من الحمام يضم جسدها بجامتها الوردية تجفف شعرها القصير وتنثر غرتها وتتنهد من فرط الحاله النفسيه السيئة اللي تعيشها والخوف المترقب ومشاعر ماتقدر تترجمها الا انها تحس نفسها ضايعه ومالها احد وطريقها مسدود وفي اي لحظة تنفضح وتعيش بوهم ، رفعت نظرها على اشعار رسالة من رقم جديد واغمضت عيونها : يالله مريض والله مريض
قفلت جوالها تسمع دقات الباب : ادخلي 
دخلت مودة بابتسامة : رانسي زعلانه منك
ابتسمت سمر بتعب : جيبيها جيبيها
شالتها بابتسامة وجلست مودة معها بسرير : فيك شيء سموره تعرفين اني دايم اسمعك 
ابتسمت سمر : مافيني شيء بس نفسيتي مو زينه ومالي خلق شيء هالفتره
تنهدت مودة ماتبي تضغط عليها تشوفها تلاعب رانسي وتضحك معها تحاول تبين نفسها طبيعي وتخفي ماتعيشه بالفترة ذي ..
اليوم الثاني
المربط 

4


وقف سيارته يطفيها ونزل يجر خطواته ساكن يشوف شدّاد جالس بالجلسة الخارجية شارد يناظر للخيول ، تقدم يجلس بهدوء يصب له شاي بالكوب الفارغ ونطق شدّاد : رديته حي لو ذابحه احسن 
هز رأسه مايرد يدري انه يقصد حسن واستمر بصمته لين نطق : كنت تدري انها خطة ؟
ناظر له شدّاد بسكون : وانا بعد لي اسلوبي 
مارد يطلع سجارته امام شدّاد الهادئ امامه مثل عادته متلبس قسوته امام اكثر من يرق قلبه له وش حيلة القاسي اللي هقوته ان الحنّية خُدعة ؟ 
وقف مُهاب يشوف اتصال راجس والتفت لشدّاد : للقسم؟
هز رأسه مُهاب يمشي وتوقفت خطواته يسمع شدّاد يردف طالع من صمت ندمه : يزعل الولد من ابوه !
رمشّ بهدوء يلتفت له يناظر له بهدوء : مايزعل ..
ومشى يدري انه مايقدر يخطي بحق شدّاد ابدًا يعطيه روحه وكل دنياه يحترمه ويقدره ولا ينسى فضله شدّاد علمه هالدنيا وامواجها علمه كيف يبحر ويجدف بيدينه صحيح كان قاسي وحيل معه لكنه يدري كثر ايش هالقسوة تخبي من حنّية ..

13



        

          

                
بيت مُهاب
طلعت تمشي بعجلة تغطيها عبايتها بسرية تطلع من الباب الخارجي ، ضحكت تشوف سيارة جهاد وتقدمت تركب : حرك حرك
ضحك جهاد يحرك : لو خاطفك كان اسهل
ثُريا : عنده حارس راعي الشجر مصطفى لو يطير طير فوق بيته دق يعلمه
جهاد بمزاح : والله اشك ان الطير نفسه يدق يعتذر له
ضحكت بشدة تلتفت تضرب كتفه ؛ أف وحشتني مرة
جهاد : اكثر البيت هاجد وين ايام الفعاليات ماغير ابوي يصفق براشد 
رمشت تلتفت امامها : عقبال موته 
سكت جهاد يتنهد وسمعت تنهيدته تلتفت له : جهاد اعذرني ما اقدر ما اشتمهم انا قهري وحرتي ماقدر اخفف منها الا بالكلام انت اكثر من يعرف وش عشت انا 
جهاد : ماقلت شيء ما الومك 
سكتت بشرود وابتسم يغير الموضوع : كيفه النقيب عسى طاح الحطب بينكم ؟
ثُريا : والله تفجر بركان 
ناظر لشرودها ونطق بمرحه : والله انه رجال وكفو اكسبيه ثُريا ماتلقين زوج واب لاولادك احسن منه يمكن العوض فيه وتنبسطين !
ضحكت بآسف ضحكتها الساخرة المعتادة في كل مواضيع الجد : تتوقع يحبني ويشوفني زوجة طبيعيه وام لاولاده ؟
عقد حجاجه يلتفت لها : ليه وش ناقصك!

1


ابتسم بخفوت تناظر له : ماينقصني شيء بالعكس كان المفروض انا بنت في اتم صحتها النفسية وتوها طالعه من شغلها مصممه مثلًا ومستقره وواثقه وتحب نفسها والدنيا بعيونها وردية ماتنذل ولا تعرف كيف ترفع سلاح تخدشها نسمة وتضحكها دعابة تحب وتنحب جهاد ..
التفتت امامها بعد ماوقف يناظر لها تهز اكتافها تلمع عيونها بدموعها العالقة تأبى تنزل : بس قدامك بنت بشهادة ثانوية وشهادة نفسية على جنونها بنت عاشت حياتها في ذل وإهانة لين حسّت ان الحب والفرح بحقها حرام وعمره محد يحبها ويبيها ويفهمها ..!
ضحكت بغصة في بحة صوتها : تعرف امك من كثر ماكانت تعيب فيني بصغري كنت احسب اني شينة ومقرفه ولا احد يشوفني الا بنظرة ذي وابوك من كثر ما ذلني حسبت اني ماقدر اكسب الاحترام الا بذل والطاعة ..
رفعت يدينها تمسح دموعها : مُهاب تستاهله بنت كتكوته تحب الحياة وتحلم معه انا مابي من هالدنيا شيء ولا احبها صراحة باخذ حقي وارتاح بس مابي غير ذا 
شد على كفوفه يفهمها مايقدر يلومها هو وحده شهد سنواتها وشاف وش عاشت وكيف حاربت حقيقة الامر مبهور منها خروجها صاحية وبكل هذي القوة رغم محاولات عقاب لزعزعة ثقتها وذلها والسيطرة عليها الا ان غصنها قوي بأس وشديد وشخصيتها ماقدروا عليها وقفتهم على رجل وحده وهي ماتملك شيء كيف بعد ماصار بصفها رجل مثل مُهاب !
جهاد : و مُهاب عنده علم بنيتك؟
ثُريا هزت راسها : عنده عنده رايق الاخ لو تقول له نفتح الاندلس قال قدام يسايرني 
ابتسم جهاد يحرك : طنجرة ولقيت غطاها
ثُريا : ودني بيتكم
عقد حجاجه : ليه ؟ ثُريا يرحم والدينك مو ناقصين مشاكل طلعتك ننبسط ونتقهوى ولفه على الماليه بروقان 
ثُريا بتملل : اشفيك انت ماراح اسوي شيء نسيت دفتر لي هناك وباخذه فيه صوره امي 
جهاد : تدرين ماراح يدخلونك
ثُريا : معليك ندخل من الباب الخلفي لمكتب ابوك تبع ذاعر 
تنهد يهز رأسه بالإيجاب وناظر لساعه : اظن نام الحين
ثُريا : نوم اهل الكهف وصلني بس 
هز رأسه يقود حتى وصل وفتحت الشباك تطلع ناظور من شنطتها وضحك جهاد : بنت مب صاحيه وربي
ثُريا وهي تناظر من الناظور : ذاعر عدو اكثر من ابوك 
ضحك يهز رأسه ونزلت تعض شفايفها بحماس : من زمان عن هالاجواء 
ابتسم جهاد : ويلكم كوين !
ضحكت تمشي معه بحذر من الخلف توقف امام الباب وهمست : تتوقع مفتوح؟
رفع مفاتيح بيده وضحكت تستوعب عنده نسخه بسبب انه يرجع دائم متاخر وهذي طريقته للهروب ، فتح الباب بهدوء من غير يطلع صوت وكان في صاله صغيره ومن ثم باب المكتب الخارج المردود ، مشت ماتسمع صوت والهدوء مستحوذ على المكان رفعت يدها تفتح الباب بجانبها جهاد ودخلت تتوقف خطواتها بصدمه ترمش 
تتسع حدقة عيناها ولا كان جهاد اقل منها صدمه يهمس بعدم إستيعاب : يبه !
مشهد أمامهم شكت فيه ثُريا من سنتين بس المرة ذي شافته واقع ولا طلعت تتخيل وشافه جهاد بوسع عيونه وصدقها ، عقاب بين احضانه سرياتي بلبسها العاري بقربه المحرم منها بيدينه تحاوطها ، وكأن صدمه وحده لا تكفي انفتح الباب الاساسي الموصل لصالة تدخل مجيدة بيدها طرح به فناجين طاحت وتهشمت تناظر للمنظر امامها منظر تجاهلته سنين تتحاشى تتآكد من ظنونها ، منظر بينهم لا يستوعبه انسان من بشاعته وعدم خجله وقرفه ، صمت مستمر في تبادل نظرات مابين ابن مخذول وزوجة تمت خيانتها وضحكت شماته طلعت من ثُريا بعدم استيعاب ، ضحكت بشدة ماتستوعب تنهي هذا الصمت ترفع يدها بشماته : يالعيب يا سفير ظهر الحق وزهق الباطل طلع شعر بلساني ها يا مجود صدقتيني ؟ 
ابتعد عقاب عن سرياتي يناظر لجهاد بنظرات غضب مكبوته ونبرة يعرفها حيل : جهاد!
ضحكت ثُريا : وش جهاد ها اعذرنا والله دخلنا غرفة نومك بالغلط
التفتت بصدمه لصوت ركض ماتشوف جهاد حولها وناظرت خلفها تشوفه يركض : ياورع!
ركضت تلحقه تسمع صراخ عقاب ومناداته باسم ذاعر ، ركضت تتبعه تشوفه يركب السيارة يصرخ : بسرعه!
ركضت تركب : ياغبي ليه هربت !
جهاد : بيذبحني اقسم بالله الحق ماجد 
اخذ نفس بصدمه يلتفت لها : ابوي يخون امي !
رفعت حاجبها : اي ومصدوم ؟ لي سنتين اكلم مين ؟
هز اكتافه بجهل : مدري ثُريا ماتوقعت ابدًا بيوم اشوف ابوي بالمنظر ذا 
رفع يدينه يمسح وجهه يحاول يجمع افكاره رفعت نظرها للخلف : ذاعر جاء ابوك راكب !
فز بفزع يحرك السيارة بسرعه وتمسكت تناظر خلفها يتبعهم : وين بتروح !!
سكت يرجف بتنفس يسوق بسرعه : القسم عند النقيب 
صرخت بفزع تلتفت له : الوو وش تقول انت ابوك يذبحك والنقيب يذبحني انا
صرخ بفزع : وين نروح ويين !!
سكتت برعب تناظر خلفها ومن ثم الامام تدري ان وراها نار وقدامها نار وتدري ان عقاب غضبه من وجودها والا ماهمه مين شافه ، سبق جهاد ذاعر بمسافة حتى وصل للقسم ونزل يركض ونزلت معه تسبقه تركض لداخل القسم بعجلة امام نظرات العسكر وفزعهم ومحاولتهم لايقافهم لكنها سبقت العسكري اللي ردد : وين اختي وين
وفتحت الباب تدخل بقوة التفت مُهاب بصدمه لطريقه الدخول واتسعت عيونه بصدمه : ثُريا ..!
زادت صدمته من دخول جهاد بعدها يركض يتوسط المكتب : ابوي بيقتلني ابوي
عقد حجاجه يوقف يمشي لهم انظاره نحوها مو فاهم شيء ونطقت وهي تتنفس بعلو : عقاب يخون زوجته!
رمش يلتفت لجهاد اللي ناظر لثُريا : وش فضح اسرار العائلة ذي !

69



        
          

                
ثُريا بسخرية : الله والعائلة بس
التفتوا لصوت مُهاب بعلو وحدة : اسكتوا !
تبادلوا النظرات واكمل : واحد بس يتكلم ومب انتِ يا ثُريا
كشرت تمشي تجلس للكرسي : على اساس ميته اسولف معك
التفت لجهاد اللي بلع ريقه : رحنا انا وثُريا بيتنا كانت تبي غرض وشافنا ابوي ولحقنا
أغمض عيونه يلتفت لها بغضب يكبته : دخلتي بيت عقاب !
وقفت بجنون منه وترك كل شيء ومركز على طلوعها ودخولها لعقاب : نقيب حنا وين وانت وين اقولك عقاب يخون زوجته الحين يجي حاسبه اسجنه !
تقدم لها بحدته وعلو نبرته : احاسبه لانه خان زوجته ؟ وين داخله انتِ قانون مين ذا !
عقدت حجاجها بصدمه توقف امامه : ماتحاسب الخاين ! ماتطلع سلاحك تفجره برأسه !
مُهاب بغضبه : ما نحاسب !
تقدمت تقلص المسافه بينهم تسبقه بغضبها : افرغ السلاح برأسك لو تخون هذا هو قانوني ..!
رفع حجاجه بدهشة منها والتفتوا لجهاد اللي نطق بتوتر : معليش على المقاطعه بس اسمع صوت ابوي بيذبحني 
رفع مُهاب يدينه تتوسط كتف ثُريا يمشي معها طالع ونطقت بنبرة تملل : يالليل والكتف ذا اعرف امشي يا ادمي !
دخلها غرفة تحقيق والتفت يرفع يدينه بنبرة تهديد : اقسم بالله لو تطلعين من هنا قبل اجيك ما تلومين الا نفسك !
طلع بغضب وكشرت تتقدم تجلس تحط رجل على رجل : يهدد ! حبيبي انا مابي اطلع مب انت ماتبي 

46


طلع مُهاب يصادف وصول عقاب وتنهد يشير لمكتبه وتقدم عقاب يدخل يناظر لوقوف جهاد متوهق وخايف ونطق مُهاب : اجلس جهاد ما يصيبك اذى
جلس وجلس عقاب امام جلوس مُهاب : الظاهر زوجتك ماتبي تكف شرها 
ميل ثغره بسخرية : مب على اساس انك عمها واهلها ؟ تزورك صلة رحم ماتعرفها ؟
عقاب : صلة رحم من ابواب خلفيه ؟
ابتسم مُهاب بخفوت بنبرة سخرية: اللي بيته طاهر ماتخوفه شبابيك مفتوحه ولا يا سفير  ؟
رمش عقاب بهدوء : وصلك علم خيانه وهرج مراهقين انت اكبر من كذا يا نقيب
هز أكتافه بعدم اهتمام : امور عائلية ماتهمني انا هنا علشان جهاد عطني امان له
التفت عقاب يناظر لجهاد : ولدي مايصيبه شر مني 
التفت مُهاب لجهاد يعرف نظرات الخوف هذي ويعز عليه ان عقاب زعزع شخصيتهم لدرجة ذي : بعتبره وعد رجال يا سفير 
هز رأسه عقاب ووقف جهاد يمشي قدامه والتفت عقاب لمُهاب : كانت بتكون مصالحنا مشتركة لو ما اخترت تعاديني

9


هز رأسه برفض بتكرار : قلتها لك يا عقاب كف شرك عن زوجتي ماتفهم !
عقاب : زوجتك مب صاحية مجنونة تصد..
قاطعه مُهاب بحدة : حشم نفسك وثمن كلامك زوجتي ماتذكرها بشينه عندي !
ناظر له عقاب مطولًا هز رأسه : بتعرف انك بصف الخطأ قريب تآكلك حسايف الندم وقتها
ابتسم مُهاب بخفوت مايرد عليه ومشى يطلع يتركه وتنهد يغمض عيونه من كمية القصص اللي دخلها من دخولها حياته ، هي قالت له بتعيش معي اشياء جديدة وماكذبت ابدًا ، حياته الساكنه الهادئة انتفضت من جنونها وحياتها وقوتها من عنادها وتحديها وعدم خوفها دخلت تشعل بديجوره نيران نورها تقلب موازينه تزيد غضبه وجنونه يكتشف معها شخصيات ماكان يعرفها ابدًا ..
مشى يطلع يدخل غرفة التحقيق ووقفت مجرد ماشافته : وينه جهاد ؟
نطق بهدوء نبرته وسكونها : بمكانه عند ابوه
عقدت حجاجها تتقدم نحوه : هذا مريض بيقتله ليه خليته يروح !
مشى نحوها يكبت غضبه بسكونه وحدة صوته : لان كل حد بنهاية يرجع لمكانه فاهمه ! وانتِ بترجعين بيتنا !
رمشت ترفع حجاجها ويدها تحركها مع تعابير ملامحها : خير ان شاءالله وش شخصية المتملك ذا متى طلعت !
وبنفس وضعه وهدوءه نطق : الآن !
اغمضت عيونها تسمعه يكمل بغضبه : كيف تطلعين من غير علمي ! وفين بيت عقاب انعدمت الاماكن يعني ؟
شدت على اسنانها تشاركه الغضب : قلت لك في غرض رحت ابي اجيبه ماتفهم انت !
اغمض عيونه يمتص غضبه بتكراره لعبارته المعتاده "صبر إيوب يارب " وقفت امامه تتكتف تناظر له تتبادل معه النظرات مردفه : عصب بسرعه خلصنا نبي نرجع البيت 
تبادل معها النظرات بسكون تام همس : امشي قدامي
ابتسمت ابتسامتها المعتاده تمشي وتطلع وتبعها بهدوء طالعين من القسم ركب وركبت يحرك بهدوء وسكون بينهم استغربته كانت تنتظر عصبيه اقوى منه وعلى مايبدو ماصار فيه طاقه لصراخ ، وقف عند بيتهم نزلت ونزل يقفل السيارة تمشي وهو خلفها تدخل البيت تستشعر الهدوء اللي انقطع من صوته خلفها بنبرة تجهلها ونظراته المعتاده : تفرغين السلاح برأسي اجل ؟
ابتسمت بخفوت تلتفت له تبعد طرحتها ترميها على الكنبه : تخونني ؟ افرغه 
وعقدت حجاجها تكمل : بعدين وش ناقصك لاجل تخون ؟
ميل ثغره بسخرية يمشي نحوها : كثير ناقص وفهمك كفاية ..
تبادلت مع النظرات تفهم مقصده وغايته : ماله لزوم تاخذ ذنوب انا اخطب لك وارقص بعرسك بعد بنص القصر 

8



        
          

                
مشى لها يقلص المسافة بينهم يطلع صوت الرفض من ثغره بنظراته المعتاده : ليه المشوار ؟ ارقصي بنص غرفتي اقرب لنا 
ابتسمت باتساع تعض شفايفها تمشي نحوه تبهره بردود فعلها تنافسه بحركاته وكلامه ومغزاه : ودك صح ؟ 
ابتسم بخفوت يرفع يدينه بحركته المعتاده بلمس فكها يرفعه بين كفه محاوطه : متشفق والله ..!
ابتسمت بخفوت : باحلامك يا نقيب 
ميل ثغره بهدوء ومشت تبعد كفه تتركه تطلع بهدوء ..

73


نرجع للورى 
طلع عقاب بسكون ولا قال شي غير عبارة وحدة لجهاد "الحقني البيت " وركب مع ذاعر يحرك للبيت مجرد ماوصل لقي جهاد ينتظره بجلوسه بصاله بعد وصوله قبله ببضع دقايق ، مشى له عقاب ووقف جهاد وقبل ان يستوعب حتى انطبعت يدين عقاب بخده بقوه يضربه كف من قوته لف رأسه للجهة الاخرى واستشعر رنين قوي بإذنه يرمش بهدوء من غير اي رد يسمعه : دفنت واحد ماترتاحون حتى ادفنكم كلكم ؟ ليه خلفت اعداء لي ليه! وش جاك مني لاجل توقف مع هالمجنونة ضدي وتحطني بهالموقف قدام النقيب!
مارد يلتفت له بسكون واكمل عقاب بغضب : اذلف عن وجهي لا تشوفك عيوني
هز رأسه بالإيجاب يمشي طالع ماعمره لقى من ابوه غير القساوة، ابوه حي قدامه وعلى رجوله وبصحته ورغم ذا ماعمره حسّ بوجوده كره ظلمه وجبروته وسلطته يدري ان ابوه يعبد المال عباده ويفضله عنهم ومستعد يرميهم بنار لاجل مصالحه وحياته ابوه مارس معه كل أنواع الشخصيات الا انه يكون اب له ، مو بس له حتى لراشد اللي كانت حالته الان ووقوفه يناظر للمشهد عاجز يدافع عن اخوه يحس برجفة يدينه من شدة خوفهم منه ..
طلع عقاب يدخل غرفته يشوف مجيدة بعيون منتفخه من شدة البكي توقف امامه : تخون! بعد كل هالعشرة والصبر اللي صبرته تخونني ؟ 
اغمض عيونه بتعب منها يسمع غضبها : وش سويت لك غير تم وحاضر وابشر وش !
تقدم بغضبه نحوها : ما خنتك هذي زوجتي !
رمشت بصدمه تناظر له بعدم إستيعاب اكمل : متزوجها على سنة الله و رسوله ورغم ذا تركتها خادمه عندك ولا اعترفت فيها لاجل ماتورث ولا يكون لها نصيب في شيء اذا ماوقفتي البكي ذا وحركات الورعان والله لاخليها تتشارك معك حتى ثيابك فاهمه !
ماكانت قادره تستوعب صدمتها الخيانة اهون من انه متزوج عليها بنظرها بعد صبرها عليه وكتمها لاسراره يقابلها بالسيئة ويفرط فيها نطقت : تتزوج علي خدامة!
مارد يبعد ثوبه ويمشي للحمام وبكت بقهر وحرقة مالها مخرج من هنا لان مالها احد ومستحيل تترك عرش المال هذا وتقبل بحياة اقل ..
جلس جهاد بالخارج يناظر لغصن بيده يحركه بالارض ، التفت لجلوس راشد معه بسكون ولا قال شيء حتى نطق راشد : ودك؟
التفت له يشوف البودره بيده نوع من انواع المخدرات وعبس بملامحه بقرف : راشد يرحم والديك وخر عني
اخذ راشد يستنشقها مردف ؛ تصدق جربت كل الأنواع والاشكال ورغم ذا ولا نوع قادر ينسيك سوء ابونا 
ضحك بسخرية جهاد : ابونا ! قصدك جلادنا 
ابتسم راشد بسكون : اهرب جهاد 
التفت له جهاد بعدم فهم : وين؟
راشد : قدم بعثه اي شيء واهرب من هنا
جهاد بسخرية: الظاهر ناسي ان ابوك سفير يطلعني لو رايح المريخ  
تنهد راشد والتفت له جهاد : اصحى انت على نفسك لا تدمرها اكثر من هذا الدمار اترك السم ذا وخذ زوجتك و اولادك واطلع من هالبيت 
ضحك راشد بسخرية : وين اروح ؟ انا النفس اللي اتنفسه استأذن من ابوي قبل يدخل رئتي 
تنهد جهاد يناظر له بآسف يحبه رغم سوءه و ندوبه وكل جروحه مايقدر يكره اخوه ابدًا ، ربت على اكتافه يوقف يختم هالحديث البائس : روح نام لا يشوفك ابوي 
ومشى تاركه يدخل لغرفته بتعب ..

28



        
          

                
اليوم الثاني
رفعت يدها تعض اظافرها بتوتر تدور بالغرفة وبيدها جوالها : يالله جهاد تكفى رد!
عادت الاتصال للمرة العاشرة ولا رد رفعت نظرها لدخول مُهاب كعادته مايدق وعقد حجاجه يلمح توترها اقتربت منه : مايرد جهاد!
مُهاب بهدوء : يمكن نايم
هزت رأسها برفض : مدري والله عقاب مايرحمه !
عقد حجاجه مستغرب : رجال عمره ٢٥ سنة وش يسوي به !
ضحكت بسخرية : ماتعرفه مريض ذا يضربه ويحبسه تقول انه ورع بالإبتدائي 
رفع حاجبه من تعامل عقاب مع اولاده ونطق : دام انه ماذبحه هين الباقي
مشى طالع ولا قال ليه دخل لانها كانت قلقه ونسى الموضوع رفع جواله يتصل على جهاد ولا رد يدري ان عقاب خبيث ولكنه وعده ولاجل يظهر عقاب انه كفو متأكد ماراح يأذيه ..

4


قصر عقاب
صحى جهاد على امه تلم ملابسه بغرفته : الله يهديك قلت لك طلع السلة قبل تنام تبي الخدامه تدخل عليك نايم ؟
ضحك بسخرية بنعاس يتمطط ويردف : دخلت على ابوي جت علي ؟
تنهدت مجيدة تمشي تجلس عنده : يمه جهاد لا تدخل بسالفة ذي فكنا من ابوك

2


اعتدل بجلسته بغضب : امي ليه صابره عليه لييه ؟ اتركيه تكفين اخلعيه وانا اساعدك هذا مايتعاشر يمه هذا مجرم!
رفعت يدينها تضرب كتفه بخفه : اسكت ! اسكت ولا اسمع منك هالكلام مرة ثانية هذا ابوك تحترمه وتطيعه لو ياخذ روحك
جهاد بنبرة سخرية : اخذ روح الكبير ماتصعب عليه روح الصغير 
بكت مجيدة بتعب رغم من سوء اختياراتها وظلمها وخبث روحها الا ان وجعها على ابنها قساها وكان اشد جروحها نزفًا : تكفى ياوليدي لا تختبر صبري فيكم طيعوه هذا ابوك مالي بالدنيا غيركم
تنهد بتعب يحضنها يطيب خاطرها : ابشري ولا تزعلين
ابتعدت عنه تربت على اكتافه : انزل يمه الفطور جاهز لا تكلم احد على اللي شفته اتركهم سرياتي تبقى خدامه عندي 
هز رأسه بفقدان امل منها يعرف امه ويعرف انها تقبل الذل والاهانة ولا تترك حياة الثراء هذي ، طلعت ورفع جواله يشوف اتصالات ثريا ما انتبه عليها لان جواله
صامت وشاف اتصال واحد لمُهاب وخاف لو صار شيء ودق عليه ينتظر حتى سمع صوته : حي ؟
ابتسم جهاد بضحكة : نص نص
مُهاب : تحتريك دق عليها
جهاد : ابش..
قاطع كلامه يبعد الجوال يشوفه قفل بوجهه وهز رأسه باسف يدق عليها يسمعها : ياورع انت ليه ماترد علي!
جهاد : نايم يساتر جوالي صامت 
تنهدت بتعب وراحة : حسبته ذبحك 
جهاد : ليته وافتكيت منه
تنهدت تستلقي : افا وتخليني ؟ تفوت لحظة انتصاري؟
ابتسم جهاد : هذا سبب اني مازلت هنا انتظر هاللحظة
ابتسمت باتساع تسمعه : زوجك ماعنده لباقة جلف يقفل بوجهي وانا اتكلم 
ضحكت بشدة : هذا ولاشيء ماشفته يدخل من غير مايدق الباب ويسمع الكلام ومايرد
جهاد بنبرة تضحكها حيل : اشك انك متزوجة شايب ماكبر شيكي على سنة مولده هقوتي بعمر ابوي 
ضحكت باتساع : اذا شيبان حلوين كذا ؟ كنسلنا الشباب
ضحك بصدمه منها : له له ثُريا وش اللي سمعته!
ابتسمت باتساع : اترك كل شيء على جنب اسألك بالله كيف!
ابتسم جهاد ؛ الحق ينقال والله مزيون حيل
ضحكت ماتنكر ابدًا واخذت تعطي معه حتى قفلت ينشغل كل واحد منهما بحياته..
الميدان

20



        
          

                
طلع بيده سجارته يسمع صوت شدّاد خلفه : ماتبي تتركه هالسم ؟
هز رأسه برفض هو بعد مايحبه ويكره بس الموضوع عنده اشبه بمحاولة نفث روحه مع دخانه ، كل ما عاشه جحيم وبداخل هالجحيم كان نعيمه الوحيد السجائر تشاركه حزنه وغضبه وفوضى مشاعره ، تشاركه سكونه و ركوده و ديجور ايامه لين صارت ملاذه الوحيد في دياره المرتعبه ، فكان رده الوحيد على شدّاد : ما اتركه ..
ليسمعه يعاتبه بحرص اب يخفيه في شدة كلامه : تاخذ من عمرك وصحتك لو اقوم اعدي وانا بالخمسين سبقتك وانت ثلاثين
اخفى مبسمه يرفع حاجبه يناظر له : قدها ؟
هز رأسه شدّاد واعتدل بوقفته مُهاب بجانبه شدّاد هذا ببدلته كنقيب مرصعه بالنجوم وهذا ببدلته كفريق تاج ونجمتين  وسيفين ، ركضوا على طول الميدان ركض عسكري ومن غير حاجة للقول ان الشبل سبق الاسد هذي المرة ورغم ذا كانت لياقة الأسد عجيبه تحت انظار الفرقة الثانية نطق أيمن : لا اله الا الله هذا عمره خمسين!
أيهم : ابشرك ٥٢ بعد 
حميد : اذكر الله انت واياه
ضحك أيمن : لا تخاف عيني بارده بينهم شبه ولا انا من كثر ما اشوفهم سوا صرت مشبه
فراس : لا انت احول
ضحك أيمن يسمع حميد : وينه راجس ؟
أيهم : تلقى يدور شجرة ينوم تحتها 
أيمن وانظاره عليهم : لياقة تبارك الرحمن الان اصدق فعلًا انه دربه 
توقف مُهاب عند وصوله للعلم يلتفت لشدّاد بعده : يا شايب بغيت تموت
ضحك شدّاد يلتقط انفاسه : الله يالدنيا امس وانا اسحب فيك هنا 
ابتسم بخفوت يرفع نظره للفرقه يستأذنونه بالانصراف وسمح لهم بقوله : الكل الا فراس
بلع ريقه فراس يمشي نحوه يضرب له تحية وقف مُهاب وقفة عسكرية يدينه خلفه يناظر له : تبي اجازة ؟
هز رأسه برفض : مايحتاج ما اترك موقعي 
مُهاب يعرف فراس ويعرف انه يتحاشى يناظر بعيونه فراس طبعه صادق ينكشف اذا كذب من طُهره مايقدر يخبي ورغم ذا فهم مُهاب انه مايبي يتكلم ونطق : روح
هز رأسه يضرب تحية ويطلع تاركه يعدل سلاحه وقبعته برأسه ويتقدم لسيارته السوداء ..

7


الليل

+


كانت بين فوضوية غرفتها بعدّ طلبها لأقمشة عديدة ورسمها لفستان كان في مخيلتها ورغبت فيه بشدة اختارت الحرير وجهزت المكينة تمسك الورقه بطرف اناملها بحيرة وتفكير تقدمت تبعد روبها ومن ثم ما بداخلها لتبقى ببضع قطع تغطي مفاتنها ، 

10


اخذت القماس الاسود تثقب به فتحه لاجل تضبطه وادخلت الفتحة برأسها وانتشر القماش يُغطيها بالكامل وبسبب شفافيته يظهر جسدها برونق قاس وجمال آخذ وفتنة النساء المعتادة ، ابتسمت تناظر لنفسها بالمرايا تكفكف الحرير بيدها تحاول ضبطه كما ترغب ، فزت بفزع من الباب اللي انفتح دون طرقات ونطقت بغضب تلم القماش على جسدها : يا ادمي !
رفع نظره نحوها وارتخت عقدت حاجبيه تلقائيًا من منظر يُزلزل أرجل الشجعان ويفتنه ، بلعت ريقها ماتقدر تكون في موضوع الهجوم هذي المرة يدينها تلم القماش اي حركة قوية تطيح شراع السفينة ويسقط الؤلؤ والياقوت ويغرق البحار ، مشى نحوها بطوله وعرضه وبدلته العسكرية واغمضت عيونها تفتحهم بتعب : اطلع وش تناظر انت!
ميل ثغره بسخرية : تعالي اطردينيّ
اعادة تقفيل عيونها تعرف مقصده وسخريته وعدم مقدرتها على التقدم، رفع نظره على الرسمة يفهم انها تبي تخيط لنفسها ، سحب المقص بهدوء يمشي نحوها يقترب يقلص المسافة تتنفس عطره ودخانه العالق بثيابه وانتشر حولها يرى ما لا بشرًا يقوى عليه ويتحمله ، عقدت حجاجها بغرابة من المقص بيدينه يرفعه مسك حافة الحرير من نحرها وقصه بخفه بعض الشيء حتى بداية صدرها يبّان ، تبادلت معه النظرات بخفوت تستقوي رغم انه ملاحظ من نظراته لصدرها ارتفاعه وهبوطه من شدة ضربات قلبها الخائفه و رغم ذا تناظر بقوة واستقوى بتكون هلاكه هذي النظرات المتمردة ، سحب من التسريحة بجانبه ربطة شعر مهملة وتقدم يحاوط خصرها يشد الحرير بقوة يبان انحنى الهلاك وربط الحرير بربطة من الخلف في ظهرها حتى يرسم جسدها القماش وهو يتبادل معها النظرات بهدوء مُريب ، انحنى بعدها منزل ركبة ورافع الأخرى يرفع طرف الحرير تسمع صوت القص السريع يكشف عن ساقيها و الركبتين ، انزلت رأسها اندثر شعرها تناظر له من الاسفل وارتفع يقف امامها يبلل شفايفه يناظر لها مطولًا: خيطيه كذا ..
رفعت حاجبها رغم إدراكها من البداية لرغبته ورغم ذا نطقت : ليه ؟
سكت يناظر لها بهدوء اكمل : احلى ..
اكتفى بكلمة واحدة خلفها ستين بيتًا من الأعجاب وهزت رأسها تضحك بخفوت : وش كنت تبي داخل؟
سكت ينسى ! هو فعلًا نسى ليه جاء وايش كان وده انفصل عقله عن وعيه لمقدار من الوقت ونسى : ماعادت قضية مهمة 
انهى الامر لان نسيانه حتمي وذكر انها قضية غير مهمة لاجل ذا نطقت بغرابة وسخرية : وش قضاياك المهمة يا نقيب ؟
ناظر لها من من الرأس الى أخمص القدم يتسأل من يعلم مستريح الريح عن فوضى شعرها ؟وكيف كسى الحرير هاك المتون العسجدية ؟ وكيف بان النور من عتمة الحرير ؟ وماكان منه الا القول بثغر ماكر : ما خلَف الحرير ..!

109



        
          

                
رد منه متلاعب شاهد على ان كل قضاياه مهمله الان لقى قضية اهم واحلى ومشى يطلع يقفل الباب خلفه وتنهدت ترخي اكتافها من هول ضربات قلبها رغم عن طباعها الحادة وغضبها وجنونها ماتدري ليه تقيدت هالمره وكانه كبل يدينها وشلّ حركتها صحيح الحرير عائق بس تعرف ان خوفها المخفيّ عائق اكثر ، تقدمت للمرايا تناظر لشكلها وللحرير بعد تعديله تتذكر صوته الهادئ الرجولي ولمست يدينه على خصرها اسمراره وعروقه ونظراته الغريبة عمرها ماقدرت تفهمها وتحللها كانه يناظر للفراغ ، عقدت حواجبه اللي ارتخت بهدوء وتلاعبه الماهر فيها تدري إنه يعاندها ويقلد نفس حركاتها به وضحكت بخوف تعرف انه يتلاعب بمهارة ونطقت بهمس : تبي نلعب يا نقيب؟ نلعب
وضحكت بمكر لذيذ عليها تنثر شعرها وتكمل ما بدأته..

39


بيت متعب ..

1


انتكست حالتها لدرجة غريبة من بين مشاعر الفقد والخوف تعلقها فيه لسنين طويلة وضعفها لاجل علاقه اخذت منها ليالي ثمينة وسلبت منها مشاعر متدفقة وهي الآن وحدها تدفع ثمن كل أغلاطها وذنوبها تحاول تصرخ وتبكي تحتاج تشكي وتعجز ماعندها احد او بمعنى اصح تخجل من فرط غلطها انها تبوح فيه لعمتها مثلًا او بنات عمها ، تخاف من عواقبه ومن الضابط اللي ماتذكر منه سوا اسمه لمحته مكتوب في زيه ، تخاف لحظة دخول مُهاب عليها اعصار ينهي كل شيء وتخاف من نظرة الخايب بعيون جدها واعمامها وكل ذا كوم وحسرة جيهان بتكون لعنتها وانهيارها ولا تقدر تستحمل كل هذي المشاعر المضطربة مع كرهها لاكثر شخص حبته وشوقها المتعب لليالي السهيرة ..
اعتدلت بوقفتها تزيح شعرها تحس بتعبها وارتفاع حرارتها بعيون محمره منتفخه من كثر البكاء وملامح ذابلة زائفه للفرحة ، ماقدرت تستحمل رغبتها للاستفراغ وركضت للحمام تتمسك بالجدار بتعب تسمع دقات الباب وصوت جيهان : يمه سمر افتحي الباب
ماردت تجلس على ارض الحمام تبكي بتعب ، وقفت تمسح وجهها تحاول تعدل شكلها وطلعت تفتح الباب تتقدم منها جيهان بخوف : سمر وشبلاك !
رفعت يدها بتعب : معرف يمكن زكمة
تقدمت جيهان تقيس حراراتها بباطن كفها : ياويلي حرارتك مرتفعه ! تعالي تعالي انسدحي 
مشت معها تنسدح تسمعها : نروح المستشفى؟
سمر : لا عمتي تكفين ماودي ولا فيني حيل حرارة شوي وتروح
تنهدت تهز رأسها بخوف : اجل اجيب لك كماده ودواء وجايتك انتظريني
هزت رأسها بتعب تغمض عيونها بثقل في ايسر صدرها متعبها ورفعت نظراتها على اشعار رسائل ورفعت الجوال تقرأ ترجيه ومحاولاته رمته تبكي بصمت وتعب بين قلب يبيه وعقل مايرضى الرذيلة ..

9


الاستراحة ..

+


ضحك حميد بعد ماخسر أيمن بلعبهم فيفا : يا ورع 
رمى أيمن الدبل بقهر : غشاش ياخي 
ضحك حميد على وقوف أيهم بيطلع ونطق باستغراب : وين رايح؟
ابتسم أيهم يبي يحارشه نفس عادته : زوجتك تبيني كم مشوار 
وقبل مايرد حميد دخل مُهاب اللي سمع اخر كلام ويدري انها اخته ورغم ذا نطق بنبرة غضب : ارفع علومك 
فز أيهم يناظر له خلفه : اسلم ابشر 
كتم حميد ضحكته وعدل أيمن جلسته مايدري ليه للان مو قادر يمون عليه مثلهم ، مشى مُهاب يجلس عند رأس راجس النايم كعادته وانظاره لفراس كان على الجوال وقام يطلع يتحاشى يجلس معه وبدأ يشك وينتبه ولا تروح عليه امور مثل ذي ، هز رأسه يدري ان مرده بيعرف وناظر لأيمن : كيفه ابوك وجدك ؟
شبك كفوفه أيمن يناظر له : ابد باحسن حال يسلمون عليك
هز رأسه بهدوء يلتفت لراجس اللي صحى وضحك أيمن : طلع صدق مايصحيه الا صوتك
ضحك حميد وابتسم مُهاب بخفوت يناظر لراجس اللي اعتدل بجلسته : يا عسى هالصوت ماتغيب سواليفه 
رفع مُهاب يدينه على كتفه يسولف معه : وش هي علومك  يابو الزير ؟
ابتسم راجس من كلمة " الزير " قالها يعرف حبه الابدي لزيز سالم وكم مرة اعاد المسلسل حتى حفظ كل تفاصيله المهمله والمهمه : يطيّب من شافك اي بالله يطيّب 
هز رأسه مُهاب يربت على اكتافه قبل يشيل يدينه وابتسم حميد يناظر لأيمن نظرة بمعناها " قلت لك راجس يعشق ارضًا بها مُهاب " وضحك أيمن يفهم مقصده ويتأكد من كلامهم ..
——
دخل البيت يستشعر السكون وتوه راجع من شغله بزيه العسكري ابعد قبعته العسكرية يتأمل الجلسة الحنونه امام التلفزيون ومسلسل موقف دلايل انها كانت هنا من وشاحها المتروك على الكنبة وسمع فوضى بالمطبخ يدرك انها فيه ، جلس بالكنبه يطلع بكت سجائرة ويسحب واحده يشعل دخانها وتبادلت نظراته لباب المطبخ وخروجها منه بابتسامة وسيعه : اوه النقيب سهران اليوم ؟
وجاءها صوته الساكن : دائم سهران 
ابتسمت تحط الصحن فيه فنجانين من القهوة تُركية مكملة : اشوه سويت فنجانين 
وباستغراب من عادتها بوضع اثنين: ليه اثنين؟
ابتسمت بخفوت : واحد لي واحد لاحزاني
هز رأسه مايستغرب اي حركة منها تبهره دائم خارجه عن المعقول بمخيلته ويسمعها تكمل : أشوف مسلسل وشفتها تسوي قهوة تركية اشتهيتها وقلت اجربها
ناولته فنجان بعيونها نظرة حماس وتشفق : قيمها؟
اعتدل بجلسته ياخذ الفنجان ويطفي سجارته بيده الاخرة رفعه لثغره يتذوقها بهدوء هز رأسه : جيدة
كشرت تاخذ فنجانها : جيدة ! وش رد الفعل البارده ذي انبهر ياخي حمسنيّ 

3



        
          

                
شربت وهزت رأسها لانها جازت لها وضعت الفنجان مازال حار واعتدلت بجلستها امامه بنفس الكنبه الطويلة وقبل ان تنطق بشيء طاحت نظراتها على قبعته العسكرية واخذتها بخفه تلبسها بعد ما نثرت شعرها كل ذا تحت نظراته وهو يشعل سجارته الثآنيه نطقت تميل رأسها تبتسم ابتسامتها المعتادة : نقيب ولا مب نقيب ؟
ناظر لها مطولًا لشعرها المنسدل والقبعة بأعلاها ملامحها عذوبتها حتى وان لم يدخل جوفه للآن اليقين بهواه الهالك الا انه مُحال ينكر عقله انه أمام اجمل من ناظر لها ومثل ماهو يشهد ان صوت عبادي بعدها هو الافضل يعترف ايضًا انها هي الأجمل رغمًا من سكون ملامحه الغير مدله على اي شيء في مخيلته نطق : فريق اول 
ضحكت باتساع لانه اعطاها اعلى رتبة عسكرية واعتدلت توقف على ركبتها فوق الكنبه تبدأ لعب مسرحيتها حين ميلت جسدها العلوي مثل الغصن الخضر نحوه تتوسط يدينها اكتافه الاثنين وجهها امام وجهه على مقربة منه ، مقربة طاغية تهلك الحاكم بنص امبراطوريته ترفع أعلام بيضاء الخسارة الوحيدة المقبولة رفعت رأسها تتبادل نظراتها معه ومازالت القبعه برأسها : ما تخاف اخذ رتبة اعلى منك واسحب البسّاط من تحتك ؟
كان ثابت ماتحرك معطيها راحتها بلعبة اللي هو عارفها وفاهم مقصدها لانها ترد حركته امس بالحرير : ماتحتي بسّاط ادعس على الشوك والسكاكين تقوين يابنت سالم ؟
ابتسمت بخفوت ابتسامتها اللعوب : دعست على جمر ، مايشكي المحروق من طعون السيوف تعود ..!
ابتسم بخفوت من ردها وتلاعبها ورفعت القبعة بخفه تضعها برأسه ومازالت على وضعها تردف بنبرة مزح : اي قالوا ما يذبح البنت الا غرام العسكري ؟
ماقدر هالمرة يمنع انيابه تبّان من ضحكته ماتفشل انها تضحكه مايذكر بعمره ابتسم ابتسامات عريضة لدرجة ذي الا مع كلامها وبنفس اللحظة اللي ضحك فيها ضحكت لانها فشلت تكمل خطتها حاوط خصرها يعتدل بجلسته يعدلها معه يردد بعد ماضرب جبينه بجبينها بخفة ويرفع يده محاوط فكها حركته المعتاده : ايش لعوب ! ايش لعوب !
ضحكت بشدة ماتقاوم وتعرف ان " ايش لعوب " تنقال لشخص المتلاعب بالكلام والحركات والمشاعر كصفة لمهاراته ابتعدت ترخي جسدها على ذراع الكنبة : اجل تبي تلعب انت وحدك ؟
هز رأسه بهدوء : ما قدرتي عليّ صابك الخوف 
وكان يقصد لحظة مادخل عليها تبي تخيط وانها خافت لدرجة بان خوفها بتلاعبه عكسه الان سوت كل شيء ولا بان فيه ذرة خوف ابدًا ، سكتت بهدوء تعرف ان لخوفها اسباب وذكريات بشعة وانتبه انها تشتت نظراتها وترفع يدها لرقبتها وتتنفس بزيادة تحاول تهدأ ويدري ان وراها مليون سر وباب مغلق يجهله لكن صبره طويل وينتظر كل شيء يبان ، ناظرت له تهدأ ونطقت : دام مشينا انا وانت هدرب سوا ماودي نحارب بعض فيه
استمر يناظر لها تكمل : نعيش طبيعي لين نوصل لغايتنا وكل واحد منا له طريق بعدها
ناظر لها مطولًا : مب على اساس بتقتليني ؟
هزت رأسها بالإيجاب ترفع قهوتها : معليك باخذك غدر ان شاء الله 

38


هز رأسه بفقدان آمل منها وشافت السجائر ونطقت تدرك متأخر كثرت تدخينه : تحب تدخن!
لكنه هز رأسه برفض ينفي معتقدها : ابدًا 
وباستغراب من رده المنافي لتصرفاته ؛ وليه تدخن اجل؟
ابعد قبعته اللي وضعتها ينثر شعره القصير بانامله : عادة ..
اجابته دائمًا قصيرة وهذا يعطيها طابع انه قليل كلامو هي طول فترة زواجها به تحاول تحلله وتفهمه وللان ماتملك الا معلومات بسيطة عنه وعن اطباعه ، اعتدلت بجلستها بنظرات حماس : ابي اجرب 
تبادل معها النظرات بخفوت لاكثر عيون حزينة جريئة شافها بحياته ، تقدم لها بين اصابعه السجارة يقربها من ثغرها تستشعر ملمسها بين شفايفها وطرف اطبعه بشفاهها السفلية وأخذ الولاعة يشعلها وهي بثغرها تلمس يدينه تتحكم بزاوية النار تسمعه : سحبه خفيفه
وكان يقصد تاخذ منها بكمية قليلة واستجابت له وابعد السجارة يشوفها تطلع الدخان من ثغرها يصنع هاله من الدخان بينه وبينها وضحكت بخفوت من نشوة شعور فعل اشياء جديدة ، وضع نفس السجارة بثغره يكملها وانتبهت على هذا تسمعه : أصحّك تقربين منه ثاني 
رفعت حاجبها بدهشة : على كيفك!
هز رأسه بهدوء : في وجودي مسموح 
كشرت تهز رأسها : ضيف قانون باتفاقنا مو مسموح لك تتحكم فيني يا الرجل الشرقي
مارد يشوفها تشغّل التلفزيون على المسلسل تكمله تشاهد احداثه وبقى جالس لانه يدري ان النوم عدوه ومحروم منه ومضى الوقت وابتسمت بعد احد المشاهد واللي قالت فيها البطله محدثه البطل " أغمرَني " بمقصد " عانقني " وماقدرت تمنع دهشتها من لذة الكلمة : غمرَه عندهم حضن ! 
واكملت بتساؤل تناظر له : وش معنى غمرَه ؟
التفت لها بهدوء مُجيب : تنقال لشيء فارغ ثم امتلاء حتى فاض 
بانت على ملامحها أعجابها الشديد بالمعنى : حنونه الكلمة لو يقولها عقاب احتمال اغ...
قطعت حديثها باستيعاب: يخسي
ابتسم بخفوت يهز رأسه وابتسمت تكمل تتفرج بسكون حتى تعبت ورفعت جسدها تبي تقول له انها بتقفله لكنها عقدت حجاجها بصدمه ماتشوفه ، كيف قام وطلع ولا انتبهت ! ماتدري بسبب تركيزها او خفته وحركته الدائمه بعدم اصدار اي صوت تفوز ! 
تنهدت تقفله وتقوم طالعه لغرفتها ..

54



        
          

                
اليوم الثاني 
ابتسمت باتساع تنزل من الدرج بعجلة اثناء وجوده بمنتصف الصاله رفع نظره لها بعبايتها وزينتها وعقد حجاجه : على وين ؟
ثُريا : بطلع مع جهاد 
سكت يستمر بنظراته تعرف ان خلفها سؤال " فين ؟ " وتنهدت بتملل ترد من غير تسمع سؤاله : معرف قال نطلع نتمشى 

+


هز رأسه برفض ورفعت حاجبها تضحك : خير ان شاءالله تمنعني؟
هز رأسه برفض بهدوء : مالك لوا يوديك راجس 
تقدمت له باستغراب : وليه ما اركب مع جهاد؟
مُهاب : ما اضمن من يمشي بنحره دم عقاب 
ضحكت تتقدم له اكثر : فيني دمه اذا ناسي 
ناظر لها بهدوء يقطع صمته اللحظي : حشاك ما نجس النور رَدِيء ..!
سكتت ماترد تناظر له ومشى يردف معطيها قفاه : يوصل راجس اركبوا معه كلكم 
وطلع تاركها تتنهد وتتصل على جهاد : جوجو تعال وقف سيارتك هنا بنطلع مع  البوديقارد شغال النقيب اوامر
قاطعها جهاد وهو يسوق لها : خلينا من ذا وش جوجو ذي ! جيبي شباصه بعد حطيها بشعري 
ضحكت باتساع : تلوق عليك 
ابتسم يوقف امام البيت : انا برا 
ثُريا : انزل تعال عندي حتى يوصل 

20


قصر متعب

+


انتكست حالتها انتكاس مُريب ولا قدرت ترفع جسدها من السرير من شدة سخونتها وتعبها ضببت عيونها ماتسمع الا صوت عمتها الخايف وجدها المستعجل تحسّ فيهم يطلعونها لسيارة متجهين للمستشفى ومن قوة التعب فيها غير مدركة لاي عوامل خارجية ترتجف من البرد حتى استلقت على السرير الآبيض تغمض عيونها بتعب في احد مستشفيات العاصمة تستشعر الابرة تنغرز في وريدها يتبعها تدفق المحلول الوريدي وكلام الدكتور بانها حمى وتعب منتشر بالاونه الاخيرة وهي وحدها تدرك علّتها وسبب مرضها خوفها من الفقد الدائم ومحاولتها للهرب من الماضي ، سمر مثل اخوها فقدت اهلها ولانها عاشت في بيئة صحية تعالجت وتجاوزت صدمات كثيرة عكسه هو ، عاشت في كنف الدلال والحب ولقيت عوض ام وبدل الاب ثلاث ، جدها واعمامها اللي عمرهم ماحسسوها الا انها بنت لهم ، لكنها تعلقت في خيوط من الوهم وقصص من الخيال وعادت تجمع بعض الاحلام المكسورة وهذا جدد لها الذكرى والحزن وتعلقها المتعب ..
مسحت على رأسها جيهان بخوف وقلق ام والتفتت لمتعب يناديها وطلعت تناظر له : وش نكس حالتها !
هزت أكتافها بجهل : ذكرتني بطفولتها لو تذكر
تنهد يهز رأسه بتعب : دقي على مُهاب
جيهان : لا تقلق الولد
متعب بامر صارم : دقي قلت !
هزت رأسها تاخذ جوال ابوها هو وحده عنده رقمه تتصل 
عليه ..

5


ابتسمت ثُريا تمشي مع جهاد خارجين لسيارة راجس اللي واقف عند الباب بعد ماطلب منه مُهاب ولا قدر يقول له غير حاضر وابشر ، ابتسمت تناظر له : اوه البوديقارد 
هز راجس رأسه بفقدان امل وضحك جهاد يسمعه : المجنونه ؟
ضحكت تمشي : ماودي اكتب اسمك بعد اعتدل اعتدل
ركبت وضحك جهاد يكلمه : انتبه لو ينكتب اسمك عداوه مابعدها صلح
راجس ؛ انا ودي اعادي قوم ولا اعاديها ذي 
ضحك يركب وركب راجس يحرك يسمع جهاد : يازين الشعور وانت ماتسوق 
ثُريا : مايجوز لي بتعلم السواقه
جهاد : تكفين لا الحوادث كذا كذا زادت ماودنا 
سكتت بتفكير : والله جتني فكرة اسوق واصدم ابوك منها نطيره شوي بالهواء
عقد حجاجه راجس انها تتكلم كذا امام جهاد اللي هز رأسه بفقدان امل منها ، توقف عند كوفي ونزلوا ورغم محاولتها مع راجس رفض ينزل لانه فعلًا مايحب هالاماكن ومشت تدخل يدها بذراع جهاد : هذول كلهم علشان قهوة ؟ والله العقل زينة 
ابتسم يسحب لها الكرسي لاجل تجلس : مولاتي
ضحكت بشدة تجلس وتقدم يجلس بجنبها : وش ودك؟
هزت اكتافها بجهل : اي شيء مثلك
هز رأسه وطلب لهم والتفتت تناظر حولها وعقدت حجاجها باستغراب : جهاد هذي مب ندى ؟
التفت باستغراب : اي والله ذي
ثُريا : واللي معها زوجها ؟
هز رأسه بالإيجاب وضحكت ثُريا بشدة : سناباتها كلها اللهم احفظ لي سندي هذا سند ! طوله ١٤٠ زين يسند نفسه ذا
ضحك جهاد غصب عنه : بنت ! لو ادري ماعطيتك سنابها
رفعت يدها تناديها : سبيكة
التفتت ندى باستغراب ورفعت حجاجها : ثُريا!
مشت نحوها وابتسمت ثُريا : هذا زوجك ؟ ياحلوكم ابدًا مب لايقين الله يسعدكم 
جلست ندى بعد مانطق جهاد : اجلسي اجلسي
ندى بسخرية : على اساس اخذتي فارس زمانه ؟ 
ابتسمت ثُريا : والله فارسه الاسمر
وسرعان ماغيرت الحديث : معلينا اي اخبار مجوده وفرعون ان شاء الله مافي بعدي حد يخرب جوكم ؟
ندى ؛ مبسوطين والله حياتنا من دونك جنة جنة
ابتسمت ثُريا : من دوني ؟ انا ماطلعت من حياتكم تونا بلشنا ، اي شاف زوجك حرقك ؟ يوه ان شاء الله مازعل
ابتسمت ندى : زوجي يشوف عيوبي محاسن مايزعل لا تخافين مايبي غيري
ابتسمت ثُريا تضحك تهز رأسها : اكيد مايبي غيرك لان مافي غيرك اصلًا قبل فيه ياحلوه لو اشوته طار لايقين على بعض
اغمضت عيونها ندى تلتفت لجهاد : انت ليه معها ؟ مجنونة ذي بعلم ابوي عليك
رفعت حاجبها ثُريا : هذي وش قالت جهاد ؟
بلع ريقه جهاد يوقف : ماقالت شيء ماقالت

34



        
          

                
ومشى يبعد ندى : يرحم والدينك روحي عند زوجك
ندى : والله لاعلم ابوي عليك 
جهاد : علميه علميه بس اذلفي الحين
رجعت ندى عند زوجها ورجع جهاد يشوف الطلب وصل يجلس يسمعها : والله العظيم لولاك لامسح الحلا برأسها
جهاد : تكفين طلعنا ننبسط لا تعكرين جونا خليك منهم وش تبين ؟
ثُريا بغضب : حقي اللي اخذوه ابي عمري المسروق بسترده !
تنفست بغضب تهدي نفسها ماتبي تزعل جهاد بذات ماترضى عليه ولا تبيه يبقى بينهم متوهق وابتسمت بهدوء : الحلا مجربه من اول؟
ابتسم لانها غيرت الموضوع : اي رهيب مره جربيه اشوف
ابتسمت باتساع تجربه وتمدحه امامه ..

6


المستشفى 

+


نزل بخطوات عجلة بعد اتصال عمته المستعجل ما اخذ منها الا قولها " سمر تعبانه تعال المستشفى " وكأن جروحه مابرد نيرانها ورجعت تشب من حديثها ، اخته اللي بُني بينهما مليون باب وجدار من آثار الفراق ، تخلى عن كل شيء وقدمه لها تركها تعيش بين اهله اميرة زمانها ولا اخذها معه تتشرد بتعبها وحاجتها والبعد هذا قلل قربهم ماصار يعرفها او يفهمها ماحضر مناسباتها ماكان معها بالاعياد والميلاد والتخرج بعيد عنها مثل ذكرى قاسية كل ماشافها كل ماتذكر ماضيه و وعده لها باخذ حقهم ، دلعها وحساسيتها ورقتها منافي جدًا له ورغم ذا مايبيها الا تبقى بخير وهذا يكفيه ..
مشى لجده بخطوات عجله : وش بها ؟
ابتسم متعب بسخرية : طلعت تخاف عليها وتحسب حسابها اخر مرة دقيت عليك علشانها ماجيت
مشى له بهدوء مضاد لخوفه عليها : اخر مرة قلت لي تخرجت ومبسوطه وسعيده ماله لزوم جيتي هالمرة قلت تعبانه وانت خابر الفرق بينهم 
تدخل جيهان بينهم : خلاص يبه بالمستشفى حنا ادخل عندها قبل يجون اعمامك
مشى يستغفر يدخل وتنهدت جيهان : يبه علامك عليه؟
متعب : نار بكبدي نار عليه 
تنهدت جيهان تعرف علّه ابوها وقهره انه مخبيه عن العالم ولا قادر يصرخ بفخره فيه ولا قادر حتى يضمه ياخذ ريحة سعود منه ..

3


دخل مُهاب عندها بزيه العسكري وفزت ، فزت خوف ملازمها تنتظر صراخه عليها تنتظر " ليه " يرميها عليها ترسم كل السيناريوهات السيئة بمخيلتها وكل الرعب متمكن منها والخوف التام منه من سكون ملامحه تعجز تبكي عنده وتشكي له عن قلب استآمنته عند غريب ورده مكسور وتعرف ان مليون عائلة بالدنيا ماتسّد فراغ احتياجها لاخوها ابدًا ، وكل هالخوف تبدد وانتهى بعد ماسمعت نبرته الهادئة الساكنة " كيفك ؟ " 

+


ماكان قادر يبوح باكثر من هالسؤال لاجل ذا بكت بتعب كانها ماتبي مواساة بالعالم الا مواساته ، تنهد يمشي لها يجلس بجانبها وشد على كفوفه يرفعها غصب عنه يعاند قسوته لشعرها وتقدمت تبكي تحضنه ماتقدر تبوح وتقول شيء ماغير يده يمررها بخفه على ظهرها يتركها تبكي براحة حتى ابتعدت تمسح دموعها وضحكت بين دموعها : ماقدر امسك دموعي 
ابتسم بخفوت يردف : ودك تيجين عندي ؟
عقدت حجاجها بأستغراب من الموضوع المختلف : فين؟
مُهاب : بيتي منها تتعرفين على زوجتي 
ماقدرت تمنع فرحتها لأول مرة يرضى ويطلب منها تكون عنده : صادق!
هز رأسه بالإيجاب وضحكت بفرح تهز رأسه بالموافقة، رفع نظره لعمته تدخل ووقف : باخذها عندي
جيهان باستغراب : وين ؟
مُهاب : بيتي
جيهان ؛ وين تاخذها انهبلت وش اقول لاعمامها!
فزت سمر من مكانها : عمه تكفين ابي اروح كم يوم بس وعادي قولي لهم عند صديقتها مثل كل مرة ،مرة ودي 
سكتت جيهان ومشى مُهاب بعد مانطق : في السيارة انتظرك
التفتت جيهان لها ونطقت بترجي : عميمه والله ودي مرة منها اتعرف على زوجته
تنهدت جيهان تمسح على رأسها : امري لله كم يوم ها ماقدر اعيش ببيت خالي منك
ضحكت تحضنها بفرح : بوصي لاغراضي بعدين
هزت رأسها جيهان تحضنها وتقبلها ..

18


بيت مُهاب

+


بعد اتصال مُهاب المستعجل بخديجة وامره بقوله " انقلي كل أغراض ثُريا لغرفتي وفضي غرفه ونظفيها " ماقدرت الا انها تطبق اوامره كلها بحذافيرها من غير رفض ابدًا ولا تنكر ملامح الصدمه وقت دخل معه بنت ثانيه لانها ظنته تزوجها ، جلست سمر بالكنبه تضم كفوفها تناظر للبيت بغرابة ودهشة من جماله وجلس مُهاب بالكنبه الثانيه يبعد قبعته يخلخل يده بشعره : خذي راحتك منتي ببيت غريب 
هزت رأسها تبعد عبايتها : فين زوجتك ؟
وقبل مايرد انفتح الباب ودخلت ثُريا مبتسمه من حلاوة اليوم وسروره وتبدلت ابتسامتها واختفت باستغراب تشوف البنت اللي جالسه امامها وناظرت لمُهاب ومشت نحوهم تضع شنطتها : شدعوه يا نقيب امداك تتزوج ؟
بلعت ريقها سمر تسمع سخرية مُهاب : ليه مايجوز؟
ابتسمت باتساع تناظر لسمر : يجوز يجوز بس عاد ذويق والله عجبتني 
نطقت سمر بتوتر منهم : لا انا اخته
رفعت حاجبها بصدمه ؛ اخته !
ناظرت له يوقف يتركها ويطلع لفوق واستغربت تحسب ماعنده اخوات واخوان ابعدت عبايتها تمشي تجلس بجنبها : الحلاوة ذي وراثه شكلها ؟

24


ضحكت سمر يتبدد خجلها : والله انتِ الحلوة ماينلام يوم خذاك بسرعه
ضحكت ثُريا وانتبهت على لصقه بيدها : بك شيء ؟
هزت رأسها برفض : كنت تعبانه شوي بس
أبتسمت تهز رأسها : اجل تعالي ارتاحي ونسولف بعدين 
وقفت تنادي خديجة : جهزتي لها غرفه؟
هزت رأسها ومشت خديجة توصل سمر وطلعت ثُريا تسمع كلام خديجة اللي رجعت لها : نقلت اغراضك غرفته
رفعت حاجبها : مين سمح لك !
بلعت خديجه ريقها : مُهاب قال
اغمضت عيونها تمشي بعجلة تدخل من غير ماتدق الباب كعادته والتفت لها توه طالع من الحمام لافّ منشفته على خصره يسمعها : مين سمح لك تنقل اغراضي عندك!
ناظر لها والتفت خلفه ورجع ناظر لها : هذا الاسلوب موجه لي ؟
ابتسمت تمشي نحوه : اي لك !
مشى نحوها تتجاهل عُري صدره والماء يقطر من شعره المبعثر حول جبينه تسمع حدته : اختي عندنا اعتدلي يا بنت اعتدلي !
رفعت حاجبها تناظر له : واذا ما اعتدلت وش بيصير يعني؟
ناظر لها مطولًا وحرك رأسه امامها يبللها بماء من شعره : ما يعجبك اللي يصير
مشى ومسحت وجهها بغضب : مابي انام معك 
مارد يسحب ملابسه من دولابه ونطقت بصدمه : تلبس عندي؟
التفت لها بيده ثيابه : البس
وقبل ماتكذبه تذكرت المربط وخرجت بسرعه وابتسم بخفوت يبدل ثيابه ويرفع المنشفه على شعره بصوت عالي: تعالي
دخلت بغضب ترمي اغراضها : معتوه اقسم بالله 
مارد يجفف شعره يسمعها : بس لان اختك هنا وحرام واضح حليله 
التفتت تدور بانظارها : وين اغراضي؟
مُهاب : بالدولاب 
تقدمت تسحب بجامتها الحرير ودخلت الحمام تبدل وتبعد المكياج ترطب وجهها وجسدها وفكت شعرها تطلع تشوفه مستلقي بيده جواله يتصل ماتسمع الا اوامر ماتدري شيء عنها وتقدمت لطرف الثاني تبعّد البطانية واستلقت تعدل شعرها وسحبت البطانية اكثر نحوها تغيضه قفل من اتصاله واعتدل بسدحته يلتف نحوها وهمس بصوت ناعس : تعبان ابي انام اعقلي 
ناظرت له بهدوء تتبادل معه النظرات بسكون ملامحه وتنهدت تشوف التعب فيه قفلت الابجورة وعدّلت سدحتها تغمض عيونها وماهي ثواني قليله حتى غفت من تعبها ..



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close