اخر الروايات

رواية سلوان الفجر الفصل الرابع 4

رواية سلوان الفجر الفصل الرابع 4


                           
كانت جراحها سيفًا، ونفورها قيدًا، ومع ذلك أحبها، رأى في ألمها سببًا ليكون لها درعًا، وفي استغلالها فرصة ليبقى بقربها، مهما كان الثمن.

8


_______________________

+


بعد يومين 

3


مطر خفيف يذرف بهدوء يرشق سطح البحر الواضح من الشرفة من بعيد، ضباب يغطي أفقه صانعا لوحة من الغموض 

9


تفرقت بعض الغيوم لترمي الشمس بدفئها وتلاعب ستائر الغرفة بأشعة ذهبية تخلل بعضها لزوايا الغرفة 

+


سكون مهيب كسره صوت الرياح الشرقية، وهي تصنع لحنا بتصادمها مع الجوامد 

+


ليس بفصل الشتاء لأن الجو دافئ ييدو أنها تقلبات جوية 

+


استيقظ تليد من الأريكة المقابلة للسرير ليلمحها تغط في نوم عميق 

6


ابتسم بملء شدقية لتظهر حفرته الفاتنه في خده الأيمن ويهمس 

3


"أجمل منظر يستيقظ عليه المرء" 

15


استقام يتوجه للحمام يمشي على أطراف أصابعه بعدما أخرج ملابسه من الخزانة 

11


خرج بعد مدة مرتديا قميص بولو أبيض يكمل تفاصيله البسيطة، ألقى على أكتافه سترة حمراء معقودة أسفل العنق، أضاف عليه سروالًا أبيض واسعًا ينم عن ذوق كلاسيكي، زينه بحزام بني مضفر يضفي توازنًا لونيًا،  رفع يده يحاوط معصمه بساعة يد سوداء ليرفعها يحدق بها 

6


اتجه ليفرق بين الستائر حيث وصل نور الشمس لأعين تلك المستلقية على السرير 

1


فتحت أجفانها بصعوبة ترمش ببطئ، حدقت بالسقف لوقت قصير ثم نهضت بحركة سريعة تصرخ 

+


"هل نمت اليوم أيضا" 

17


أحنت رأسها مشغولة الذهن بينما تحدق بسرير وهمست داخلها 

+


" نمت دون شرب الدواء! "

12


وقف أمامها رافعا حاجبيه بإستغراب ورد

+


"طبيعة البشر أنهم ينامون هل هذا شيئ غريب؟" 

6


وسعت حدقتيها والتفت نحوه بتعجب 

+


" لم أنم بسهولة، وبدون شرب شيئ منذ بدأت أكبر " 

+


أمسك ذقنه ورد ساخرا 

+


"صحيح كيف تنامين بعمق ومعك رجل لا تريدينه، ألا تخافين؟" 

18


نظرت إليه بقلق تحرك مقلتيها بتوتر وهمست 

+

                
"قلت أنك رجل تخاف ربك، مر يومين ولم تفعل شيئا" 

1


"هل تصدقين الكلام بهذه السهولة؟" 

18


تسارعت نبضات قلبها وتلعثمت في الكلام، وعندما لاحظ ذلك أفصح عن ضحكة عالية 

+


"أمزح معك فقط، لا يوجد رجل في العالم لا يريد زوجته، لكنني أتفهم قرارك، لذا كوني واثقة أنه لم يمسك سوء مادمت حيا" 

6


حركت ناظرها في أرجاء الغرفة متهربة من كلامه 

+


"هل يوجد سحر في هذا المنزل؟" 

12


ابتسم بجانبية وجلس على طرف السرير 

+


"يمكن يوجد أمان؟" 

10


أطالت التحديق به غير مصدقة بينما تفكر بما قاله، أما هو استقام بثبات غير مبالي 

+


"هيا جهزي نفسك سنسافر؟" 

6


راح هو يمشي متجه للمرآة وهي تحرك ناظره خلفه 

+


"نسافر إلى أين؟" 

6


انحنى صوب المرآة وراح يرجع خصلات شعره للخلف 

+


" ألم تقولي أنك تريدين زيارة أماكن غريبة، سنسافر لبوليفيا "

3


تقدمت إلى طرف السرير بتفاجئ 

+


"نسيت جواز السفر الذي منذ صنعته وهو مخبؤ بدرج الخزانة في منزلي، وأيضا لا أملك تأشيرة" 

+


مسد على لحيته وأجابها 

1


"لا تملئي عقلك بأشياء كهذه، فكري أزك ستزورين أماكن تحبينها فقط، هيا أسرعي" 

4


"وماذا عن عملي" 

4


"نسيت أنني رئيسك!؟" 

12


نهضت بحماس والسعادة واضحة على سماها، لاحظ ابتسامتها الواسعة وهذا ما جعله يضحك بخفت 

6


أخرجت ملابسا من الخزانة، ثم دخلت الحمام وخرجت بعد مدة مرتديا فستانا أبيض طويل مزين بزهور بنفسج مبعثرة بعشوائية، ذو أكمام قصيرة منفوخة

+


وجدته يجلس على الأريكة يتفحص هاتفه، لكنها تجاهلتها متجهة لتصفيف شعرها، استغرق منها الوقت ربع ساعة نظرا لقصر شعرها، زينته بربطة فيولا باللون البنفسجي من الخلف وبعض كلبسات الشعر من الأمام على شكل زهور البنفسج، ييدو أنه هوس. 

5


حملت العدسات لوضعها إذ به يقاطعها 

+


"سلوان الفجر لا عدسات" 

22


تنهدت بملل وخضعت لمطلبه أرادت ارتداء نظراتها لكنها امتنعت عن ذلك، كانت تحضر نفسها متغافلة عن بندقيتيه التي تراقب تفاصيلها 

3



        

          

                
" سلوان الفجر، بما أنك كنت تضعين العدسات دائما، لماذا أتيت بدونهم في أول مقابلة لك، هل فعلت ذلك عمدا لتوقعيني! "

12


رمته بنظرات جانبيه، وهزت رأسها نافية الفكرة 

+


" ذهبت للحمام يومها وسقطت مني " 

2


" جيد "

+


" ما الجيد؟ "

+


" لا شيئ، فقط للتذكير أنت فتنة كلو " 

8


تجاهلته بينما تحاول اخفاء ابتسامتها، ثم أكملت تجهيز نفسها، اتجهت لتوضيب حاجيتها في الحقيبة، لكنها ابتسمت بخفت عندما سمعته يتذمر 

7


"في المرة القادمة ذكريني أن أجهز نفسي بعدك، لم يكذبو عندما قالو المرأة يلزمها يوم لتجهيز نفسها" 

5


"الأميرات يحتجن وقتا" 

11


قالت بثقة ثم وضعت الحقيبة على الأرض تمسكها من مقبضها، ووقفت باستعداد 

+


"جاهزة يا ملك الجليد" 

12


استقام مباشرة يقترب منها بخطوات بطيئة 

+


"ما هذا اللقب!" 

+


أفصحت عن ضحكة خافتة 

+


"أناديك هكذا منذ أول يوم في العمل" 

4


توقف عندما وقف أمامها واضعا كلتى يديه في جيبه، ثم انحنى لمستواها 

+


"لكن ملك الجليد هذا ينصهر حين يقف أمامك" 

17


توردت وجناتاه خجلا والتفت ذاهبة، لكنه شدها من ياقة قميصها مرجعا إياها للخلف، لتصبح بجانبه 

2


ثنى ذراعه وأشار لها بإمساكها 

+


"لا تريدين منهم أن يقولو أننا لا نبدو كزوجين" 

5


فعلت ذلك وبالأخرى أرادت جر حقيبتها 

+


"دعيها سيجلبها الخدم" 

4


تمنعت هازة رأسها رفضا 

2


"لا داعي إنها خفيفة" 

4


نزلا حيث كان الجميع في انتظارهما لتوديعهما 

+


" اعتني بنفسك بني "

1


قال أباد 

+


"اعتني بإبنتي، كلوديا أمانة عندك" 

4


قالت رقية لتقابلها كلوديا بابتسامة واسعة ويرد تليد 

+


"إنها زوجتي سيدة رقية" 

1



        
          

                
"إن أزعجك اتصلي بي" 

5


أضافت حور ليكمل إِيلِيَاء

+


"اتصلي بي أيضا ريما هو أكبر مني لكنني سألقنه درسا" 

3


التفت تليد لكلوديا وهمس ممازحا 

+


"يبدو أنك أخذت مكاني" 

1


حرك ناظره بينهم وصرخ 

1


"إنها زوجتي، إن اشتكت ستشتكي من اهتمامي الكثير بها" 

13


اقتربت منها رقية من كلوديا وهمست بكلمات جعلت من حرارتها تتصاعد، وسعت أجفانها صدمة وتوردت وجنتاها 

+


"أريد حفيدا عند العودة" 

23


خرجا من المنزل بعدها محنية الرأس بخجل، غير قادرة على الحديث ليقاطع غفلتها صوت تليد

+


"ماذا قالت أمي لتسكتك هكذا" 

5


رفعت رأسها نايحته وزيفت خجلها بابستامة خافتة 

+


" لا شيئ مهم "

+


حرك رأسه للأمام وابتسم بجانبية، حسنا يبدو أنه سمعها 

11


ركبا السيارة وانطلقا ، كان هو يقود السيارة وهي بجانبة 

1


نظرت للأمام لتلمح سيارة سوداء خرجت من المنزل قبلهم، وبحركة عفوية حركت ناظرها للمرآة الأمامية لتلمح نفس نوع السيارة خلفهم 

+


أخرجت رأسها من النافذة ثم عادت لتسأله 

+


"هل نحن ملاحقان؟" 

4


ابتسم ساخرا ورمقها بنظرة جانبية 

+


"توقفي عن قراءة تلك الروايات" 

12


عقدت حاجبيها استغرابا تنتظر جوابا لذا أكمل 

+


" خبر زواجنا في جميع الصحف بما أنك صحفية تعلمين طبيعتنا، كما أنني لا أثق بوالدك، لذا وضعتهم لحمايتك "

5


"هل سيكونون معنا في كل مكان؟" 

+


"لا فقط عند الخروج من نيويورك" 

+


بعد ربع ساعة توقفا عند المطار 

+


" هل يمكنني أن أعرف كيف سأسافر بدون جواز سفر وتأشيرة " 

1


لم يرد عليها ودخلا، رأت الناس مصطفين في جهات فظنت أنها ستنتظر في الطابور 

+


"كيف سننتظر وكيف سأمر بدون تأشيرة؟" 

4


تنهد بنفاذ صبر وأمسكها من يدها يجرها خلفه في جهة غير التي رأتها ، بينما  يلحقهما اثنين من الحراس خلفهم

+



        
          

                
كان عامل من عمال المطار ينتظرهم، مد له جواز سفره والتأشيرة ثم خاصتها أيضا 

+


انحنى له قليلا سامحا له بالمرور فوسعت أجفانها صدمة بينما تطيل التحديق به

+


"متى جهزتها" 

1


قال وناظره للأمام 

+


"طلبت من عمك إحضار جواز سفرك وكان تجهيز التأشيرة أمر سهلا "

+


هزت رأسها بتفهم، ثنت شفتيها ثم ردت ساخرة 

+


"أمور الأغنياء" 

19


خرجا من المكان إلى مساحة واسعة تتوسطها طائرة بيضاء اللون متوسطة الحجم حيث ينتظرهم بعض الحراس 

+


حركت رأسها يمينا وشمالا تحدق بالأرجاء وسألت 

+


"قلت لن يرافقونا عندما نخرج من نيويورك؟" 

+


التفت ناحيتها وابتسم بخبث 

+


"لماذا هل تودين الاختلاء بزوجك لوحدك؟" 

25


توردت وجنتاها وحركت يديها رافضة، تلعثمت في كلام وقالت بكلمات متقطعة 

+


"لا أقصد ذلك..." 

1


قاطعها عندما أفصح عن ضحكة خافتة 

+


"سيذهبون عندما تخطو رجلك داخل الطائرة" 

+


صعدا الطائرة وكانت ذو مساحة واسعة وكأنها منزل لكنها فارغة

+


أتتها لحظة إدراك فسألت 

+


"أين الركاب؟" 

+


"طائرة خاصة" 

1


لمع أطيافها وفتحت فاهه صدمة 

+


"للأمانة فقط هل تتباهى بأموالك يا مليونير؟" 

13


"بليونير" 

7


"ماذا؟" 

2


"بليونير وليس مليونير" 

17


كانت صدمة أخرى بالنسبة لها، تعلم أنه غني ولكن ليس لتلك الدرجة ليضيف 

+


"ولست أتفاخر فهذا رزق من الله إن أراد تركه وإن أراد أخذه، أنت من تحققين معي" 

3


تجالهته ثم اتجهت لاختيار كرسي أمام النافذة وجلس هو يقابلها بينما يردد 

2


"بسم الله، والحمد لله، الله أكبر،اللهأكبر، الله أكبر، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل" 

6



        
          

                
كانت تحدق به لذا عندما انتهى سألت 

+


"ما هذا؟" 

2


"دعاء السفر يُعتبر وسيلة تعبيرية عن الالتجاء إلى الله وطلب الحماية أثناء رحلتك،  بالإضافة إلى ذلك، يمنح هذا الدعاء شعورًا بالسكينة والراحة النفسية" 

+


همهمت بتفهم، ثم أقلعت الطائرة بعد مدة، اكتفت هي بالتحديق بالمناظر من الأعلى واكتفى هو بالتدبر بها 

2


كلما ترتفع الطائرة عن سطح الأرض، تلاشت ضوضاء المدينة لتحل مكانها رؤية بانورامية للمدينة التي لا تنام،  حيث تظهر ناطحات السحاب الشاهقة من بعيد 

+


بعد الابتعاد عن صخب المدينة، انتقلت عيناها بين المساحات الخضراء الواسعة التي تنبسط تحت كالسجاد فاخر. حقول القمح الذهبي، الممزوجة بألوان الأزهار البرية، تمتد على مد البصر، هنا وهناك، ترى الأنهار تتلوى كالأفعى ، تعكس أشعة الشمس وتهلهل بسكون مهيب 

1


ابتسمت براحة، هلهل عسل ومحيط عينيها بعظمة الطبيعة زهي تحلق فوق جبال الأبالاش، تنفتح أمامها قمم الجبال المغطاة بالأشجار. تتدرج الألوان بين الأخضر الداكن والرمادي، تضفي الأودية العميقة والأنهار الجارية شعورًا بالسكينة، تشعر وكأنك تغوص في حضن الطبيعة، تتأمل عظمة الجبال التي تعانق السماء

1


استقطبها همسه وهز يردد 

+


"سبحان الله"

2


"ماذا أيضا؟ " 

+


" عجيبا صنع الخالق، فقط عقلي وكل جوارحي تعبر عن اعجابها بجمال الخلق، هذه المظاهر ليست سوى جزء من عظمة الله وقدرته. بالإضافة إلى ذلك يعتبر شكرا لله على ما أبدعه في الكون"

3


همهم بتفهم وقالت غير مبالية 

+


"لا أومن بذلك، لكن المنظر جميل" 

4


همس بكلمات لم تسمعها 

+


"ستفعلين ذلك، يوما ما إن شاء الله" 

7


قرب وجهه من خاصتها وقال مبتسما 

+


"سبحان من أبدع فيك وصورك لتكوني أعجوبة بشرية" 

6


توردت وجنتاها وأطالت التحديق به مصدومة، تصاعدت حرارة جسمها ثم التفت خجلا، ليحاول هو كبت ضحكته بسبب تصرفاتها 

4


بعد مدة حامت الطائرة فوق سواحل البحر الكاريبي، حيث المياه زرقاء صافية، تلمع كما لو كانت مغطاة بجواهر، تزينها جزر صغيرة محاطة بالشعاب المرجانية، تمثل جواهر طبيعية تضيف لمسة ساحرة للمشهد بلإضافة الى خيوط بيضاء من الرغوة التي تركتها القوارب المبحرة 

1



        
          

                
"ساحرة" 

4


سمعته يتحدث فظنت أنه يقصد المناظر، لكن عندما التفت بحركة عفوية وجدته يتدبر بتفاصيلها 

2


عقدت حاجبيها استنكارا وسألت تقطع غفوته 

+


"ماذا؟" 

+


"أنت ساحرة حقا، لكن بطريقة مختلفة" 

3


ظنا منها أنه يسخر منها عقدت حاجبيها نفورا وانكمشت نضاريحها، لكنها تغيرت للهدوء عندما أكمل 

+


"ألا يفترض أن يكون هذا مدحا؟ لماذا تنزعجين منهم ، فهم يتغنون بتأثيرك فقط، لأنك حقا ساحرة، كيف رميت بسحرك علي لأغوص بتفاصيلك دون أن أرمش حتى؟" 

+


أضاف غير سامح لها بالرد 

+


"أصبحتُ الغريق الذي لا يريد النجاة منك" 

6


راح يتغزل بها تحت خجلها المستمر منه

+


"من المفروض أن نتعوذ بالله من سحر الساحرين، لكنني أريد مفعول سحرك أن يطول" 

5


" كلو أعيدي لي عقلي "

16


شعرت بحرج شديد فهي غير متعودة على مدح الآخرين لها،  فصرخت بصوت عالي 

+


"توقف أرجوك" 

3


أفصح عن ضحكة رجولية خافتة 

+


"حسنا، حسنا توقفت" 

+


بعد مدة ثماني ساعات وصلا لمدينة بوليفيا 

+


سالتار دي أيوني 

3


تلك الجوهرة المكنونة في أعماق الطبيعة ، لوحة سماوية على وجه الأرض، تمتد بلا حدود كمرآة تعكس صفاء السماء وتحركات الغيوم، رقعة من الملح الأبيض الناصع، تمتد بلا نهاية كأنها بحر جامد، يفصل بين الأرض والسماء بخط أفق يكاد يتلاشى في العين، فتضيع الحدود وتندمج الأكوان كمشهد يبث مزيجا من الرعب والراحة

5


سكينة الأبدية مع هيبة الفضاء الشاسع، حيث تشعر وكأنك تقف على حافة العالم، تلامس بقدميك أرضاً ناصعة الصفاء فيما تمتد السماوات في كل اتجاه، بلا شائبة تعكر صفو المشهد

+


تصنمت كلوديا في مكانها تحدق بالمنظر، كان أقل ما يقال عنه أعجوبة من عجائب الدنيا، كيف لمكان كهذا أن يوجد في الحقيقة، خرج من كتاب عجائب خيالي 

+


" لا أصدق أن مكانا كهذا موجود "

2


هز رأسه يوافقها الكلام، ثم قال مازحا فهو يعرف أن إقناعها بالاسلام لن يكون بكلمتين 

+



        
          

                
"في الجنة أفضل من هذا، ما رأيك بأن تدخلي الإسلام لنزورها معا؟" 

5


اقتربت منه أكثر وردت بنفس أسلوبه 

+


"ما رأيك أنت بدخول المسيحية ؟" 

11


رأت ملامحه الهادئة تثور، فغيرته على دينه تجعله ينفر من كلمات كهذه حتى وإن كانت ساخرة لذا أضافت 

+


"يكفيني وجودك في الدنيا هل تريد لحاقي للآخرة أيضا؟" 

2


همهم بصوت رجولي ورد

+


"سآخذك معي أين ما أذهب، وسألحقك أينما تذهبين سيد كلوديا لن تستطيعي التخلص مني حتى في أحلامك" 

5


تقدم للأمام أكثر حتى لامست رجله سطح الماء، كان يبدو وكأنن يمشي على سطح البحر بسبب المسطحات الملحية

+


التفت ناحيتها عندما لم يرها جانبه ومد يده مشيرا له بلحاقه

+


"هيا" 

+


حدقت بالأرض لثواني بقلق 

+


"ألن ينكسر ذلك الزجاج ونسقط أو نغرق؟" 

1


أشار للناس وقال مطمئنا إياها

+


"انظري للجميع، انها مسطحات ملحية لا تقلقي" 

3


أمسكت بديه وحطت أول خطوة بخفت ثم وبعد ثواني ارتاحت وراحت تثبت خطواتها 

1


"وكأننا نمشي في السماء، انظر الى الانعكاس الجميل" 

+


"انعاكسي في أطيافك يبدو أجمل" 

10


"هذا غرور" 

2


"هذا مدح لعينيك" 

4


حركت ناظرها حرجا، ثم انحنت تحدق بالمياه الصافية فوق الطبقات الملحية 

+


نزعت حذائها ولامست رجلها الأرض وراحت تحكرها بعشوائية 

+


" انها مسطحات ملحية ما سبب وجود الماء؟ "

+


"بسبب الأمطار الموسمية والمياه الجوفية. فخلال موسم الأمطار تتساقط كمسات معتبرة مما يؤدي إلى تجمع الماء على سطح، ليشكل طبقة رقيقة تعكس السماء وتخلق هذا المشهد الخلاب"

2


احنى رأسه هو الآخر ثم أشار للأرض وقال 

+


" إضافةً إلى ذلك، توجد مياه جوفية تحت طبقات الملح، تحتوي على محلول ملحي يمكن أن يرتفع إلى السطح بسبب التغيرات في مستويات المياه أو الضغط الأرضي"

4


ابتسم بخفت، أطال التحديق بها ثم بالمنظر وقال 

+


"ما شاء الله، حقًا الطبيعة تشهد بعظمة الخالق. أحياناً أتأمل هذه العجائب وأفكر كيف أن كل هذا النظام البديع يمكن أن يكون من صنع أكثر من خالق واحد؟ ألا ترين أن وجود خالق واحد حكيم قادر على كل شيء هو التفسير الأكثر منطقية لهذا الجمال المتكامل؟"

3



        
          

                
منذ أول ليلة من زواجها، مراده اقناعها بالاسلام ولو حتى بأساليب بسيطة، كل فرصة تتاح  له يغتنمها لإنارتها نحو الطريق الصحيح حتى ولو كانت بطريقة غير مباشرة، وهذه نيته منذ البداية

3


راحا يتمشيان جنبا بجنب بينما يتحدثان 

+


"سيد ملك الجليد أوافقك أن الطبيعة مذهلة وتشهد بعظمة الله، في المسيحية، نؤمن أن الله خلق الكون، لكننا نؤمن أيضًا أن الله موجود في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس."

5


لطم الماء بخفة بينما يمشي ورد 

+


" سمعت عن مفهوم الثالوث في المسيحية، لكن أليس من المنطقي أن الله الذي أوجد كل هذا الكمال والوحدة في الكون يكون واحدًا في ذاته؟ إذا كان الكون يتسم بهذا النظام المتكامل والترابط العجيب، فكيف يمكن أن يكون هناك أكثر من إرادة أو كيان مشارك في الخلق؟ يبدو أن وحدة هذا الكون تنعكس في وحدانية الخالق، الذي يتصف بالكمال المطلق."

5


صمتت قليلا تفكر بما قاله ثم ردت 

+


"فهمك لوحدة الله من خلال الطبيعة منطقي. لكن في إيماننا، الثالوث لا يعني أن هناك ثلاثة آلهة، بل ثلاثة أقانيم في إله واحد، وهذا جزء من أسرار الإيمان التي لا نستطيع فهمها بالكامل."

3


ابتسم بجانبية يبدو أن النقاش أعجبه حتى ولو كانت رافضة لأفكاره لكنها البداية فقط، فاقناع كافر بالاسلام ليس بالشيئ السهل 

2


"أتفهم أن الثالوث يُعد جزءًا من عقيدة الإيمان. لكن في الإسلام، نؤمن أن الله واحد، ليس له شريك أو شبيه، وهذا يتجلى في كل شيء نراه حولنا، النظام في الكون يوحي بوحدانية كاملة، لا توجد تفرقة أو تعددية، إنه إله واحد له كامل القدرة والعلم، وهذا ينعكس في الإبداع الدقيق الذي نراه في هذه المناظر."

2


أفصحت عن ضحكة خافتة، ليس استهزاءا بل طريقته بالحديث 

+


"سيد ملك الجليد جمال الطبيعة يُظهر حكمة الله. لكن بالنسبة لنا، العلاقة بين الآب، والابن، والروح القدس هي جوهرية لفهم محبة الله للبشرية."

+


"ما يعجبني في كل هذا الجمال هو كيف يتحدث عن قدرة الله وحكمته المطلقة، وكيف أن البشر يمكنهم أن يشعروا بالراحة والقوة عندما يعرفون أن هناك إلهًا واحدًا فقط يعتني بكل شيء، في الإسلام، نؤمن أن وحدانية الله تُظهر محبته وعدله للجميع، فالله في الإسلام رحيم وقريب من عباده، وهو الحاكم المطلق للكون، دون تقسيم في ذاته."

+


ذاقت ذرعا من مناقشته، فهذا الموضوع بذات لا نهاية له، لذا قالت تحاول قطع النقاش 

6



        
          

                
"يا ملك الجليد أحترم هذا الفهم. أتفق أن وحدانية الله هي موضوع عميق، سواء كنا نؤمن بالثالوث أو الوحدانية."

+


توقف فجاة والتفت ناحيتها، وضع كلتى يديه في جيب سرواله  وانحى لمستواها 

+


"توقفي عن قول ملك الجليد في كل حديث، لأنني لم أعد كذلك، لو القلب يتحدث لسمعتها صوت انصهاره وهو بجانبك" 

8


انحنت وحملت بعض الماء بيدها رامية إياه على وجهه 

2


"تفضل بعض الماء سيبرد قلبك" 

+


ثنى شفاهه وبزق الماء الذي دخل لفاهه 

+


"يا شقية إنه مالح" 

5


أمسكها من يدها عندما أرادت الابتعاد وقربها منه، أدارها ليقابل صدره ظهرها، ثم انحى لمستواها واضعا ذقنه على كتفها 

3


"سنزور مكانا جميلا يبعد عن هنا ثلاث ساعات، ستغرب قريبا،  لذا سنمكث في فندق هنا وغدا نذهب " 

2


كلمة فندق جعلت من أفكار عشوائية تتسل ذهنها، زمت ثغرها وقالت دون تفكير 

5


"انتظر" 

1


غافلته لتفلت منه وزيفت حرجها بابتسامة جانبية 

+


" لماذا الفندق، لننم في الطائرة ونحن ذاهبين لزيارة المكان ما رأيك؟ " 

+


حاول كبت ضحكته عندما فهم ما ترمي إليه، اقترب منها بخطوات بطيئة يبتسم بخبث واضعا كلتى ذراعيه خلف ظهره. 

6


ابتعدت بنفس الخطوات عندما راح يتكلم 

+


"لماذا؟" 

1


حاولت عدم التحديق به وقالت بنبرة متوترة 

+


" فقط، متحمسة لرؤية المكان "

+


"ستريه غدا" 

+


"الآن أفضل" 

+


"هل أنت خائفة من زوجك سلوان الفجر؟" 

+


هزت رأسها موافقة بتوتر، ثم استدركت الأمر لتحركه رفضا 

+


"نعم، أقصد لا، ولكن..." 

+


"لكن ماذا؟" 

+


"فكرة المبيت مع رجل في الفندق تبدو غريبة" 

6


"هذا الرجل زوجك سيدة كلوديا، كما أنك مكثت معه في غرفة واحدة في المنزل" 

+


"الأمر مختلف" 

+


"من اي ناحية؟" 

+



        
          

                
صمتت قليلا تحاول التبرير وعندما ابتغت الرد قاطعها 

+


"ألا تثقين بزوجك بعد؟ أيحب أن أحرق يدي أمامك لتصدقين أنني لن أفعل شيئا بك بغير رضاك؟" 

5


بدون سابق إنذار، وكأنها عادت بذاكرتها لأحداث مرت، قالت والغصة تنمو بحلقها 

+


"أكثر شخص وثقت به خذلني سيد تليد، كيف أثق مرة أخرى؟" 

3


اغرورقت عيناها دموعا ظلت حبيسة أجفانها وأضافت

+


"أكثر شخص أحببته منذ نعومتي أضافري، خان ثقتي عندما احتجت له" 

7


كانت تصرخ بصوت عالي فاستقطبت نظرات بعض المارين، هاجت مقلتيه عندما رأى حالتها، لكنه خاف سؤالها عن الموضوع فيزيد الطيب بلى 

+


علم أنها تقصد والدها، فمنذ صغرها فتحت عينيها عليه، أحبته ووثقت به لكنه بين لها كيف تكون مرارة الحياة مع والد لا يهتم إلا بنفسه، لكن الموضوع يبدو أكبر من ذلك، ماذا حدث لهذه الفتاة في ذلك المنزل حتى أصبحت ترتجف فقط لأنها تذكرت موقفا 

4


"لماذا أثق؟" 

3


قالت كلماتها بصوت راجف لذا رد محاولا منه لتهدئتها 

+


"لأنني أحبك أؤذي نفسي ولا أسمح بإيذائك، أفتك روحي إذا جرحتك" 

5


راح يتكلم بينما يقترب منها أكثر 

+


"لأنني أحببتك في الله ووعدت الله ونفسي أن أصونك، والله أسمى من أن أخون وعده" 

+


"لأنني أجاهد الروح لأمتنع عن من أحبها لأنها لا تريدني، ولكي أريها أنها مع رجل يفني حياته ولا يسمح بوخز ابرة بإيذائها" 

7


انحنى لمستاواها وقال بصوت رجولي خافت تخلله الهدوء، بينما تنبض مقلتاه حبا 

3


" سيعلمك كيف تثقين به لأنه رجل يصون العهد ويفي بالوعود، ولأنه يهواك فأنت روحه " 

5


استقام مرة أخرى ثم قربها من حضنه وحاوط كتفيها بكلتة ذراعيه،  وكأنه يخبرها أنه ملاذها إن ذاقت بها الدنيا 

1


"تشبثي بي سأكون لك السند الذي إن مال الجميع يبقى صامدا لا يميل" 

3


راح يربت على ظهرها بتحنان بينما يحدث 

+


"حضني سيكون مأمنك الدائم، ارتمي إليه كلما أمطرت عليك الحياة خذلانا،  وكلما تذكر عقلك أشياءا مؤلمة، فأنت سلوان الفجر خاصتي" 

16


كلماته كانت بلسما على روحها، ورغم مرور أيام فقط لكنها رأت منه ما لم تراه من والدها لسنين 

+



        
          

                
بقيا على تلك الحالة لدقائق غير مهتمين للآخرين وعندما هدأت قال 

+


"ماذا حدث لك في ذلك المنزل حبا بالله، أخبريني كي أهده على رؤوسهم" 

1


" لا أستطيع" 

+


"أنا كلي رهن لك عندما تستطيعين، لا تترددي بإخباري لأني لحظتها سأهد المنزل على رؤوسهم حقا" 

6


اليوم تالي 

2


تفهم خوفها وامتنعا عن الذهاب للفندق، نامت هي بالطائرة وسهر هو يراقبها وكأنه يحفظ ملامحها 

8


وبعد أربع ساعات تقريبا نزلت الطائرة في مطار تشيلي 

+


كان الجو هادئا يتغمى بعبق الربيع، تتغزل أشعة الشمس بالأسطح وتخجل الظلام من دفئها 

+


ركبا السيارة ووصلا بعد مدة حيث انعكست جاذبية السماء على بحيرة «جنرال كارييرا» الزرقاء، المحاطةً بجبالٍ شاهقة

+


التزمت كلوديا الذي كان يبدو عليها التوتر الصمت وهو كذلك، وبينما هي سارحة في جمال الطبيعة كان قلبه يتغنى بسحرها 

1


انطلق المركب ببطء عبر المياه الفيروزية حيث انعكس أزرق السماء وأخضر الأشجار على المياه 

+


بعد مدة وصلو كهوف الرخام، تبدو كأنك قد دخلت إلى عالمٍ آخر. تُشكل الصخور الرخامية المنحوتة بفعل الماء والرياح أشكالًا فنية فريدة، تتنوع بين الأعمدة والأقواس، وكأنها منحوتات طبيعية صاغتها يد الخالق

+


أضاف تخلل الأضواء بين الفجوات لمعان كمجموعة مجوهرات للكهوف 

+


أخذتهم الرحلة داخل الكهوف حيث تتداخل الأصوات ويسمع صدى التطام المركب مع سطح المياه، وتسمع همساتها التي تتسلل عبر الشقوق، يعبق الهواء برائحة الرخام 

+


اكتملت لوحة الخالق بألوان الرخام المتدرجة من أبيض، رمادي، أزرق وأصفر إلى بني 

+


بينما تليد يريح ما بداخله بهدوء المكان التفت نحو كلوديا ليلمح قطرات من الدموع متحجرة داخل أجفانها لذا همس 

+


"كلو ما بك؟" 

+


لم تجبه لذا رفع صوتك قليلا بقلق 

+


"سلوان الفجر ماذا حدث هل أنت بخير؟، هل تشعرين بتوعك؟" 

1


سمعت صوته أخيرا لتلتف نحو بوجه عابس ودلاء أجفانها ممتلئة بدموع تكاد أن تفيض 

+


"لقد أضعت القلادة التي إهداني أياه ماريو" 

11


سألها مباشرة بينما يحدق بعنقها 

+



        
          

                
"الآن؟" 

+


نفت برأسها رفضا 

+


"لا، لاحظت أنني لا أرتديها في السيارة " 

+


"يعني أنها لم تسقط هنا في الماء؟"

+


حركت رأسها رفضا مرة أخرى 

+


"جيد، يمكننا البحث عندها"

6


ردت بتردد

+


"ماذا إن سقطت في بوليفيا؟" 

+


"لا بأس سنعود لنبحث عنها لنجدها، يبدو أنها هدية غالية على قلبك، كما أن ماريو الصغير سيحزن إن يجدك ترتدينها صحيح؟" 

7


مد يده ليمسح الدموع القليلة التي انسابت على خدها بطرف ابهامه

+


"لا تخفي عني شيئا كلو، خصيصا الأشياء التي تحزنك حتى ولو كانت تبدو للآخرين تافهة" 

1


حمل هاتفه وراح يتكلم 

+


"ابحث عن عقد بجعة بالسيارة" 

+


انتظر قليلا ليأتيه الرد 

+


"لا يوجد سيدي" 

+


اتصل برقم آخر 

+


"ابحث عن عقد بجعة في الطائرة، وابحثو جيدا" 

+


ابتسم بخفت وقال يبث الطمانينة بقلبها 

+


"لنذهب ونبحث عنها بأنفسنا" 

+


في الطريق، بينما كانت تحدق مشغولة الذهن في اللامكان، قطع سهوتها تليد مغيرا الأجواء 

+


"هل أقص عليك حدثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته؟" 

2


التفت ناحيته وقطبت حاجبيها 

+


"زوجاته، كم لديه من زوجة؟" 

+


"إحدى عشر زوجة" 

1


صرخت بتفاجئ 

+


"ماذا؟ لماذا تزوج كل هؤلاء! هذا جنون !"

+


رماها بنظرة تهديدية وقال 

+


"أستغفر الله العلي العظيم ، لا تقولي هذا مرة أخرى كلو" 

+


"آسفة"  

+


همهم موافقة، وراح يشرح 

+


"هناك عدة حكم لفعله ذلك منها لحكمة التعليمية التبليغية وكما تعلمين أن الزوج أبوح لزوجته، وأكثر مصارحة لها في أمور كثيرة، وخاصة فيما يستحي عادة من ذكره، فكان من الحكمة البالغة أن تكثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لينقلن الخاص والعام من أقواله وأحواله وأفعاله التشريعية، ويسألنه عما لا يجرؤ غيرهن على أن يسأله عنه، ثم يبلغن ذلك للأمة، وقد حصل ذلك بالفعل، ومن تصفح دواوين السنة رأى أكبر شاهد على ذلك" 

+



        
          

                
رفع يده مشكلا رقم اثنين 

+


"ثانيا الحكمة الاجتماعية زواجه بأكثر من أربع أتاح له الفرصة لتوثيق صلته ببطون قريش العديدة، مما جعل القلوب تلتف حوله، في إيمان وإكبار وإجلالاً فقد تزوج نسوة من قريش منهن بنتا وزيريه: أبي بكر وعمر" 

+


شكل رقم ثلاثة وأكمل

+


"ثالثاً الحكمة السياسي هذه تتداخل وتتقاطع في بعض الحالات مع التي قبلها، فقد أتاح له زواجه بأكثر من أربع أن جمع عنده عدداً لا بأس به من بنات القادة، مما جعل له مكانة عند أهالي تلك النساء، إذ من العادة أن الرجل إذا تزوج من قبيلة أو بطن صار بينه وبين تلك القبيلة أو البطن قرابة بالمصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم لنصرته وحمايته، ولا يخفى ما في ذلك من مصلحة الدعوة للإسلام" 

3


رفع الاصبع الرابع وأضاف 

+


"رابعاً حكمة إظهار كمال خلقه كما وصفه ربه جل جلاله، حيث قال في شأنه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ذلك أنه جمع هؤلاء النسوة اللاتي هن من بطون شتى، وقد تربين في بيئات وحالات اجتماعية متفاوتة، إضافة إلى التفاوت الكبير في أعمارهن وارتباطاتهن الأسرية قبله، فمنهن الصغيرة البكر، ومنهم الكبيرة المسنة، ومنهن ذات الولد من غيره، ومنهن من كانت زوجة لرجل غني، ومنهن من كانت زوجة لرجل فقير، وآخر أمير، وآخر دون ذلك، فاستطاع صلوات الله وسلامه عليه بفضل الله تعالى عليه، ثم بما طبعه الله عليه من كمال خلقه، ورجاحة عقله، ورسوخ علمه وحلمه، وسعة صدره، وبالغ حكمته، استطاع بذلك أن يعطي كل واحدة منهن حقها ويعاملها حسب ما يليق بها، ويتناسب مع حالها، مع تحقيق كمال العدل بينهن، المسلم قوي الإيمان يقتدي بنبيه في جميع ما يفعله، حتى في العلاقة الزوجية" 

5


اقترب منها أكثر 

+


"لأنها ستكون الأنجح، فمن عامل زوجته كما عامل الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته ستكون علاقته الزوحية ناجحة، بالإضافة انني ذكرت زواج اربعة لأن الإسلام شرع للرجل الزواج من أربعة نساء اذا كان قادرا على العدل بينهم" 

5


ابتسم بخبث وقرب وجهه من خاصتها 

+


"لكن لا تقلقي يبدو أن قلبي سيكتفي بك" 

11


أبعدته بسبابتها وقالت 

+


"سننفصل يوما ما، لذا تزوج بعشرة" 

15


كلماتها تلك كانت عادية بالنسبة لها لكنها أغضبته،  لذا ابتعد عنها وقال ببرود 

1


"هذا ليس موضوعنا دعيني احكي لك القصة" 

+


همهمت موافقة لذا راح يتكلم 

+



        
          

                
"في إحدى المرات انقطع عقد عائشة رضي الله عنها زوجة النبي أثناء العودة إلى المدينة، عندما اكتشف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، أوقف الجيش ليصنعه ، مما أدى إلى تأخيرهم" 

1


"المغزى من ذلك، الرسول صلى الله عليه وسلم أوقف جيشا من أجل عائشة رضي الله عنها،كيف لا أعود للبحث عن عقد سلوان الفجر خاصتي؟" 

3


أحنت رأسك خجلا وقالت بصوت هافت 

+


"شكرا بك "

1


"أشكريني بشيئ آخر عندما أجدها" 

8


لحظتها وصلا للمطار حيث كانت الطائرة تنتظرهما، خرح تليد متجه للرجل أنام طائرة 

+


"هل وجدتموها؟" 

+


"مزالو يبحثون" 

+


صعد الطائر وهي خلفه بينما يتحدث 

+


"يبدو أننا سنبحث عنه في بوليفيا" 

+


راح الاثنين يبحثان عنها،وبعد مرور مدة ليست بطويلة،حمحم تليد بصوت رجولي  ، وضع ذراعه خلف ظهر وتقدم نحوها بوجه عابس 

1


"لن نجده، سيكون البحث عنه في بوليفيا صعب جدا، أنا آسف" 

5


حدقت بالأرجاء ولفح الحزن أطيافها،  وضعت يدها أسفل عنقها وقالت بغصة 

+


"سيحزن ماريو كثيرا، لقد اشتراها لي بأمواله من جنوب افريقيا، هل أستطيع أن أجد مثلها هنا؟" 

+


همهم موافقة لذا ردت بحماس 

+


"حقا أين؟" 

+


وضع القلادة أمام ناظرها وابتسم بهدوء 

+


"عندي" 

+


ابتسمت بملء شدقيها بينما تحرك ناظرها بينه وبين العقد 

+


"أين وجدتها" 

+


أشار في زاوية تحت المقعد الذي نامت عليه 

+


"فقط كانت هناك، رددت أعوذ بالله من ااشيطان الرجيم فوجدتها" 

4


"لماذا؟" 

+


" يعكس اللجوء إلى الله لحماية النفس من وساوس الشيطان، التي قد تثير القلق أو اليأس، إنها تعبير عن الإيمان بأن العون والهدى يأتيان من الله، مما يساعد في تهدئة النفس والتركيز على البحث بطريقة إيجابية، كنت تبحثين وأنت قلقة"

+


اقتربت منه أكثر تمد يدها طالبة أن يعطيها إياها، لكنه أرجعها خلف ظهره وابتعد 

+



        
          

                
"أريد معرفة ما قصة البجعة" 

+


"ماريو يشبهني بالبجعة هو يناديني بجعتي" 

+


رفع حاجبيه بغير رضى، ورد ببرود 

+


"أصبحت بجعتي الآن، أخبريه أن ينزع ياء الملكية لأنك تخصينني"

11


قطبت حاجبيها وابتسمت بجانبية ثم مدت يدها مرة أخرى 

+


"حسنا اعطني القلادة" 

+


"بدون شكر؟" 

+


"شكرا لك حقا من أعماق قلبي ، اعطني القلادة" 

6


ابتسم بخبث بينما يرفغ حاجيا وينزل آخر 

+


"هل هذه طريقتك في الشكر؟ حسنا إن كانت من أعماق قلبك ستشكرينني بطريقة اخرى" 

6


ابتعدت عنه بخطوة 

+


"ماذا تريد" 

+


وضع سبابته على خده 

+


"ربما قبلة! ستكون هذه طريقتنا في الشكر من الآن وصاعدا" 

12


وسعت أجفانها صدمة واحمرت خجلا ثم قالت بتعلثم

+


"ماذا هل جننت، مستحيل" 

1


هز كتفه بإهمال  

+


"حسنا، لنضيع القلادة مرة اخرى وجديها أنت، هذه مرة سترمى في الهواء" 

2


كان بصدد الالتفاف لكنه توقف عندما صرخت 

+


"حسنا، لكن أغمض عينيك" 

2


أسدل ستار أجفانه ببطئ بينما تقترب منه بخطوات بطيئة، شعر بها من رائحة عطرها عندما اصبح ما يفصلهما انش واحد، لذا قال وهو مغمض العينين 

+


" ليس لدينا اليوم كله سيدة كلوديا، انها قبلة خد فقط "

5


وضعت كلتى يديها على كتفه بخفة وعلت بأصابع قدميها لتلحق طوله، مرت ثواني وعندما أحست بعضلات يديه ترتخي نزعت القلادة بحركة سريعة وابتعدت عنه 

3


"أخذتها" 

8


فتح عينيه على مصرعها وصرخ تذمر 

+


"هذا ليس عدلا كلو" 

+


ابتعدت عنه مسرعة بينما تضحك بخفت 

+


" لا أؤمن بالعدل "

4


أسرع صوبها ولثانية كانت بين أحضانه ظهرها مقابل لصدره 

+


همس في أذنها بصوت رجولي خافت

+


"لكن أحب تحقيق العدل، وسآذخها بنفسي" 

4



        
          

                
طبت قبلة خفيفة على خدها وهذا ما جعل حرارتها تتصاعد، تسارعت نبضات قلبها وأحس برجفة جسدها بين أضلعه 

2


" توقفي عن الإرتجاف أرجوك، تشعرينني أنني وحش بصدد التهامك "

3


لم يسمع صوتها ولم يتوقف جسدها عن الارتجاف، لذا أرخي قبضته عنها لتبتعد عنه بحركة سريعة بينما تنساب دموع حارة على وجنتيها، وصرخت بصوت راجف 

1


"ابتعد عني" 

6


كان يبدو عليها الخوف الشديد لدرجة التعرق، صوتها ليس بعادي فرجفة الخوف بارزة بين ثناياه، كفتاة عادية لمسها رجل لأول مرة كانت لتقلق، لكنها بدت كفتاة حدث لها شيئ 

5


رفع يديه استسلاما وانكمشت تعابير وجهه حزنا ورد مطمئنا إياها 

+


"حسنا آسف، فقط إهدئي" 

+


أحنت رأسها بيد مرتجفة فتقدم لها بخطوة

+


"كلو أقسم بمن خلق أطيافك أنني أحبك، والمحب يؤذي نفسه ولا يؤذي من يحب" 

5


كانت تحاول كبت دموعها لذا أكمل 

+


"لا تفعلي ذلك بي، لا تحسسيني أنني شخص سيئ، أنا زوجك إن لم يكن حضني ملاذا لك من سيكون؟" 

1


ابتعدت تمد ذراعها لابعاده وقالت دون تواصل بصري

+


"لست سيئا، هذا ليس بسببك لكن..." 

1


صمتت قليلا ثم اكملت بتقطع بينما تلتفت مسرعة 

+


"سأذهب للحمام" 

+


دخلت الحمام مغلقة الباب خلفها، كان ذو مساخة صغيرة ما جعلها تجثو أرضا في الزاوية 

+


لطمت رأسها بكلتى يديها وراحت تحاول كبت شهقاتها بينما تنبس

+


"لقد مرت ست سنوات عليك أن تنسي، تليد ليس مثله، إنه زوجك هو إنسان جيد" 

14


اتكأت بجبينها على ركبتها 

+


" توقفي عن ارتجاف، انسي ما حدث انسيه "

1


سمعت دق الباب وصوته القلق من خلفه

+


"سلوان الفجر هل أنت بخير؟، أنا آسف اخرجي لن أعيدها" 

1


أطالت التحديق بالباب بنظرات غريبة، طيفها يشهد بخيبة وروحها تنتحب شجى لا يعرف صداه غيرها 

+


فجأة تأوهت الما بينما تمسك بقلبها 

+


"هذا مؤلم، حقا مؤلم"  

7



        
          

                
زجت على أسنانها تحاول احتمال الألم الذي تشعر به 

+


" ليس وقتك "

+


"كلو حبا بالله لا تعذبي روحي، على الأقل اسمعيني صوتك ماذا يجري بداخل؟" 

1


شعرت بالإختناق، مازالت تحاول كبت آهاتها، لم يجف بئر دموعها وانسابت دموع أخرى على وجنتيها، لفح الأسى تضاريحها،  وبعد مدة من محاربة الألم، نبست بصوت شاهق 

+


" آسفة، لا أستطيع إخبارك ولا الاقتراب منك"

7


لاحظ نبرتها المختلفة لذا صرخ وهو يضرب الباب بقوة 

+


"كلوديا أقسم بالله إن لم تفتحي هذا الباب سأحطمه" 

3


سمعت صراخه فاستقامت تمسح دموعها 

+


"أنا فقط سأغتسل وأخرج" 

+


خرجت بعد مدة محنية الرأس بحزن، فوجدته يقف بوقار أمام الباب، رفعت ناظرها نحوه بينما عقد حاجبية ينتظر حديثها، بقيا على تلك الحالة لثواني، ليكسر الصمت بسؤاله 

+


"حدث لك شيئ! ردة فعله ليست بعادية، قولي لي، أخبريني من أوصلك لهذه الحالة كلو" 

7


بان عليها القلق، حركت بصرها بإضطراب تحاول تجاهله، وماكادت تنطق حتى أضاف. 

+


" قولي اسمه فقط، وأقسم بمن خلق تلك العيون، أنه سيرى كوابيس ليله في نهاره"

12


تحركت للأمام تتحشاى النظر نحوه، لكنه وقف أمامها مانعا إياها. 

+


" ستخبرينني بنفسك، أم أبحث عن الموضوع بنفسي!  ، ولكن لحظتها، لا أحد سيخلصه من بين يدي حتى لو كان والدك، لأن العقاب سيكون فداء لرجفة منك "

2


دفنت نظراتها بخاصته، وراحت تحدق به بأعين واهنة ملئها الأسى، لمع شيئ من دموع ظلت حبيسة أجفانها، ثم بلعت ريقها وقالت

+


" حتى وإن بحثت لن تعرف، لأن الحقيقة دفنت مع صاحبها"

16


ضربت صدرها بقوة بينما تزج على أسنانها 

+


" لكن صداها مازال بروحي يأبى التحرر، لم أعد أنا منذ تلك الحادثة، ولا يستطيع فاهي التصريح بها، لذا حبا بمن تؤمن به توقف عن سؤالي "

3


حاول الإقتراب منها لكنها مدت يدها باسطة كفها أمامه

+


"توقف، لا تقترب مني، كل من يقترب يحترق" 

+


أرخيت عضلاتها، وانسابت دموعا هادئة على خط وجنتيها 

+


" لست شخصا صالحا للحب سأؤذيك"

6


" أذاك راحة، عذابك حب، أريدك لآخر نفس حتى وإن كنتِ لهيبا حارقا، سأحترق وأنا سعيد "

6


لانت ملامحه وهو يخاطبها بود، وأضرمت نار الهوى ببندقيتيه، حيث راح يحدق بدموعها التي انهمرت كوابل غزير، لم تنطق بحرف واكتفت بالتحديق به، ما جعله يقترب منها، وهذه المرة لم تبتعد، بل سمحت لم بمسح وجنتيها، قربها من صدره وحضنها بقوة  

3


"لا تخبريني، ولن أسألك مرة أخرى، لكن دعيني أحرر روحك،  دعي قلبك ينبض براحة، وأخرجي كلو أخرى معي،  لأنني أقسم بمن خالق أطيافك، أنني لن أسمح لإنس بأذيتك،  سأحميك حتى من ذكرياتك كلو " 

8


صمتت لثواني وهي بحضنه لتقول بصوت راجف بعدها 

+


" أنا آسفة، لم يكن علي استغلالك،  أنا نحس عليك الابتعاد عني " 

8


ربت على رأسها بتحنان ورد بهدوء 

+


" استغليني كلو، استغليني مرة واثنين وألف،  استغليني وظلي بجانبي لأنني لن أبتعد عنك، ولست نحسا فأنت سلوان الفجر خاصتي "

18


انتهى 

9


رأيكم بالفصل؟  وتطور الأحداث؟  

8


أعجبتكم الأماكن؟  قدرتو تتخيلوها؟  

8


الأبطال ثانوين يمكن يظرهو بالفصل الجاي ان شاء الله  😉 ظهورهم مميز 

12


ردة فعل كلوديا؟  وشو هو سر الذي تخفيه؟  ماذا حدث لها في رأيكم؟  وهل يسكتشف تليد ذلك؟  

9


ما قصدها بأن السر دفن مع صاحبه؟  وأنها تغيرت منذ تلك اللحظة؟ 

10


لماذا اخبرته انها نحس وانها سيتأذى معها؟  

8


جماعة أنا انسانة مثلي مثلكم، كلمعلومات التي بالفصة قمت بالبحث عنها بجد، لذا اي خطأ نبهوني عليه لاقوم بتعديله ( تنبيه يكون بدليل)  

3


وفي الأخير، الفصل يحتوي على  5267   ، التحديث مستمر وماني طول لاحظتو ذلك؟  ، واجتهادي وتعبي لاوصل معلومات؟  ومع كل هذا لا حياة لمن تنادي، والله فشلتوني حرام، كل هي الايجابيات، بحطلكم معلومات، بحدث الفصل بسرعة، بس حتى تفاعل منكم مافي ( مو الكل طبعا)  

4


لذا هذه المرة راح يكون طول الفصل باختياركم، يعني عدد كلمات الفصل القادم راح تكون بعدد تعليقاتكم ولكم الاختيار. 🤍 

+


لو كان عدد تعليقاتكم الف، راح يكون الفصل بطول الف كلمة. 🤷‍♀️ وانتو قررو 

4


إلى اللقاء في الفصل القادم 

16


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close