اخر الروايات

رواية علي قيد عشقك الفصل الثالث 3 بقلم بسمة محمود

رواية علي قيد عشقك الفصل الثالث 3 بقلم بسمة محمود


الفصل الثالث
منذ ما يقارب العاميين ....
يهاتفها والهاتف قيد الانتظار ...
يغل الدم بعروقه ويثور فيستمر بالاتصال حتى تجيب أخيراً ..
سليم بلهجة أمرة وغاضبة : كنتِ بتكلمى مين ؟
رنا : بكلم ناردين ...
سليم : أنا مش مليون مرة أقولك ملقيش فونك انتظار
رنا بطيبة : طب اعمل إيه ؟
سليم : ماشى حسابك معايا بعدين اخلصى انزلى أنا تحت ...
رنا مودعة والدتها في طريقها برفقة سليم لحفلة عمرو ...
والدة رنا : رنا مش هنبه عليكِ تانى تخلصوا الحفلة يوصلك البيت على طول ... مفيش مرواح معاه لأى مكان سامعاه ...
رنا : ماما على فكرة أنتِ تقريباً كل ما أخرج معاه تقولى الكلمتين دول
والدة رنا : وهفضل أقولهم لغاية ما تتجوزوا
رنا : يعنى عارفة انه صايع وممكن يغدر بيا ...
والدة رنا : لا هو بيحبك مش هيأذيكى
لتزم رنا شفتيها ضيقاً واستنكاراً من أفعال والدتها وأقوالها المتناقضة وتخرج لملاقاته ....
..........................
أسفل بناية رنا
سليم وهو يتفحص هيئتها : سنة عشان تنزلى
رنا : مساء الخير
سليم بضيق وهو يشير على ملبسها : إيه اللى أنتِ لابساه دا ؟
رنا : ماله ما هو حلو
سليم : لا مش حلو دا ضيق أوى وأنا قلتلك كتير محبكيش تلبسى ضيق إيه واخدك للفرجة أنا ...
رنا : يعنى إيه اطلع أغير ...
سليم : بعد ما اتأخرنا يالا اطلعى وإياكى تهزرى مع حد سامعاه
لتومأ رأسها بالإيجاب وتصعد بجواره في سيارته ....
في الطريق للحفلة .....
سليم : بس تعرفى رغم إن اللبس ضيق بس حلو أوى عليكِ
لتخجل من كلمات غزله وتطأطأ رأسها خجلاً
ليكمل بهدوء : تعرفى أنا حبيتك ليه يا رنا ؟
رنا وهى تنظر له :........
سليم : عشان أنتِ خجولة وبتسمعى كلامى .... أنا كان من سابع المستحيلات اتجوز واحدة بتصاحب شباب حتى لو مجرد فريندز أنا اللى استأمنها على اسمى وبيتى لازم تبقى واحدة زيك كدا خام ملهاش في أى حاجة ....
لتتجرأ ليلتها ولأول مرة تحدثه : طب لما بتكره البنات اللى بتصاحب بتصاحبهم ليه ؟
سليم بغرور : عشان أنا راجل مش هضر في حاجة قبل ما أصاحبهم راجل وبعد ما صاحبتهم بردو راجل
رنا بتوتر : طب وجيجى ؟
سليم ويغضب ويقبض يده يضرب بها على المقود : وإيه لازمتها السيرة دى ما كنا ماشيين كويس ......
رنا : أنا بضايق من نظراتها ليك بحس أنكم مش مجرد أصحاب ..
سليم : اطمنى اللى زى جيجى أخرها صحوبية مستحيل حد يبصلها كزوجة أو حبيبة
.................................
في حفلة عمرو ...
رنا خطيبة سليم تحادث ناردين فقد تعرفت عليها من خلال سليم صديق عمرو : بجد المكان روعة يا نيمو كل دا عشان سى عمر و يا بخته بس يا ريت يحس ويقدر اللى بتعمليه عشانه
ناردين ببرائة : أنا خطيبته وكلها كام شهر وهبقى مراته بس هى واحدة .... متستاهلش حتى إنى اتكلم عنها
رنا : لا بجد علىَ يا نيمو أنا بشوفك لما بيكون بيهزر معاها بتبقى عايزة تضربيها بالنار ....
ناردين بأسى : طب أعمله إيه ما هو مش عايز يبعد عنها بيقولى صحبتى من النادى ومعرفش إيه.... كنتى عرفتى أنتِ تبعدى سليم عنها
رنا : سليم غير عمرو أنا بترعب من سليم مقدرش حتى أقوله أنتَ مصاحبة ليه تفتكرى هما أكتر من صحاب أنا شاكه وخايفة أسأله ولم قلت لماما زعقتلى وقالتلى بطلى أوهام ...
ناردين بأسى على صديقتها فهى علمت بعلاقة سليم وجيجى من عمرو : ربنا يصلحلك الحال ويبعد بنت الحرام دى عنهم ....
رنا : ................... تفتكرى حتى بعد ما يتجوزونا هيبعدوا عنها ولا هتفضل صحبتهم بردو ....
ناردين وبدأت تدمع : خلاص يا رنا مش عايزة أبوظله عيد ميلاده
.......................
في أحد أركان الحفلة كانت جيجى الفتاة الثرية المثيرة كما يسميها أصدقائها الشباب وعلى رأسهم عمرو
تقترب من تجمع عمرو وأصدقائه وتجلس على حافة مقعده وبغرورٍ منه كسلطان يتركها بل ويتمادى في حديثه معها وسط ضحكاتهم السافرة كأنهم مغيبين ليسوا بوعيهم ......
.......................................
تركت صديقتها وذهبت باتجاه مجلسه فكانت الطامة .........
تقف ناردين بذهول تجحظ عيناها من منظرهما
السافرة تجلس على حافة مقعده وتمدد ساقيها فوق ساقيه وهو مستمتع بالوضع بل ويتغزل بها أيضاً وسط رفاق السوء من شاكلته ...
ليلاحظ سليم صديق عمرو وخطيب رنا قدوم ناردين فيشير له بوصول ناردين
فقال عمرو بعدم مبالاة : فكك يا عم منها
لم تكن قدماها تحملها خاصة بعد إهانتها العلنية حقاً تحملت منه الويلات ولكن أتصل به الدرجة بفعل ذلك أمام أصدقائه ولا يعير لوجودها بينهم أى اهتمام كادت تنفجر بكاءاً ولكنها تماسكت و..
عادت بأدراجها حيث صديقاتها الفتيات فانتبه لها وهرول خلفها وجذبها بقوة صارخاً بها : تعالى اقعدى جنبى .
ناردين بصوت مختنق محاولة التماسك : لا أنا هرجع اقعد مع رنا والبنات
ليجذبها بقوة وأجلسها على المقعد بجواره بعد أن نهضت عنه السافرة جيجى ....

حاولت أن تلملم شتات كرامتها المبعثرة فلم تعره اهتمام وأكملت حديثها فازداد حنقاً وغضباً كانت ليلتها متعمدة تجاهله لعله يعتذر ولكن .............
كان يهم بإطفاء شمع قالب الكيك الذى اشترته ناردين له خصيصاً ...
تطوق الأصدقاء حول المائدة التى عليها القالب
اقترب من سافرته فشعرت ناردين بالإهانة للمرة الثانية على التوالى فاقتربت منه وهمست له : مش المفروض تقف جنب خطيبتك ...
لم يعر كلامها اهتمام وقال بأنانية : بطلى غيرة فاضية واكبرى بقى أنتِ مش طفلة
لتطعنها كلماته تلك فتركت الحفلة وغادرت حتى أنه لم يشعر بغيابها لبعض الوقت ...
بأسى ودموعٍ حبيسة تركت مكان الحفلة وجالت بالشوارع غير واعية بطريقها لتنتبه فجاة للوقت فتوقف سيارة أجرة ...
دلفت السيارة الأجرة وحاولت جاهدة أن تكبت عبراتها ولكنها انفجرت ببكاها
بتوجس نظر لتلك البائسة بالمقعد الخلفى فأشفق عليها
كان سائق السيارة شاب في أواخر الثلاثينيات فأخرج منديلاً من علبة المناديل وناولها إياه قائلاً : اهدى يا انسة وقوليلى طريقك فين ؟
لتعى لانهيارها وتمسح عنها عبراتها وتتماسك قليلاً وبصوت مخنوق تتحشرج به الكلمات : رايحة ..... ودلته على عنوان منزلها
..................................
وصلت منزلها وما عن دلفت ورأت والدتها حتى جرت عليها محتضنة إياها ناحبة قائلة : كان معاكى حق يا ماما كان معاكى حق
لتفزع منى من رؤية ابنتها بهذا الوضع المرثى له فتختنق الكلمات بحلقها وتتبادل نظرات الرعب الممزوجة بالقلق مع زوجها محمد لتنطق أخيراً : مالك عمل إيه فيكى ؟
ناردين تاركة عناق والدتها : ماما أنا مش هفضل ذليلة ليه على طول اتصلى بطنط نادية وقوليلها ناردين هتفسخ الخطوبة خلى ابنها يجى ياخد شبكته ...
محمد والد ناردين : اهدى يا بنتى تعالى اقعدى كدا واهدى وفهمينى فيه إيه ؟
ناردين بنفس الصوت المتحشرج : بابا دا حيوان أنا مش عايزاه مش عايزاه
لتقترب والدتها بذعر وصوت مضطرب : هو أذاكى ؟
ناردين بريبة : لا مش اللى جه في بالك
منى : أمال إيه انطقى ؟
لتكمل ناردين نحيبها وهى تقص على والديها ما حدث منذ قليل ....
يجذب هاتفه وبغضب وعطف على ابنته يهاتفه .....
يرن هاتفه عدة مرات ولا يجيب ....
محمد بغضب غير معتاد عليه : مبيردش البيه ....
لتدلف منى غرفة ابنتها وتفتح الخزانة وتخرج علبه شبكة ابنتها وتخرج على ناردين ووالدها بغرفة المعيشة قائلة بحزم ....اقلعى دبلته
ناردين وقد دارت بها الغرفة وهى تنظر لدبلته بيدها وتتذكر وعدها له ....
يوم الخطبة ...
عمرو وهو يضع الدبلة بيد ناردين يهمس لها : اوعدينى متقلعهاش أبداً
ناردين بابتسامة عشق : أوعدك مش هقلعها غير لما أموت
عودة للواقع ....
كانت سرحة تنظر لدبلتها بيدها وتتذكر وعدها عندما نهرتها والدتها : بقولك اقلعى الدبلة
ناردين بذعر : لا
منى بغضب وهى توخز ابنتها : عايزاه تانى بعد اللى عمله فيكى عايزاه دا صايع انا قلتلكم من الأول ميستاهلكيش بردو أصريتى عليه
ناردين بنحيب : ماما لا لا مش هقلعها لما يجى عمرو
لتلتفت بضيق منى ناحية زوجها : اتصل بأمه وأبوه خليهم يجوا ياخدوا شبكة ابنهم ....
هاتف محمد والد ووالدة عمرو وحضروا على الفور
والد عمرو محاولاً تهدئة ناردين : اهدى يا بنتى كدا وأنا هجيبلك حقك
لتتدخل منى : خلاص يا أبو عمرو النصيب خلص هنا هى مش عايزاه تانى
والدة عمرو : اهدى يا منى هما شوية زعل وهيروحوا لحالهم واحنا هنجيبلها حقها
.............................
في حفلة عيد الميلاد
كان بين تجمع رفاقه يتسامرون ضاحكين غير منتبه لغيابها ولا هاتفه الذى لم يهدأ ....
ليلاحظ اتصالات والد نيرمين المتكررة فاعتقد بأن الوقت تأخر ووالدها يريد عودتها المنزل ....
نهض من مقعده يبحث عنها ....
عمرو محدثاً رنا : رنا فين ناردين
رنا بأسى ونظرات محتقرة : ناردين مشيت
ليوقع من يده كوب العصير غضباً : نعم مشيت مشيت امتى وازاى ومع مين دى ليلة اللى خلفوها مش فايتيه ..
ليزداد غضبه ويتحول لثور هائج فيهاتفها ....
...............................
في منزل ناردين .....
يرن هاتفها فيدب الذعر بأوصالها عندما شاهدت اسمه على شاشة الهاتف
منى بغضب : البيه مش كدا ....
ناردين بذعر تهز رأسها بالإيجاب
فتنهرها والدتها : ردى وقليله يجى ياخد شبكته ...
لتجيب وما إن تجيب حتى .....
عمرو بغضب عارم وبألفاظ نابية : يا ......... يا حتة ....... ازاى تمشى في وقت زى دا وحدك يا ........ والله ل........ بتمشى ليه ؟ ها وكمان وحدك دا أنتى ليلة اللى خلفوكى مش فايتة
ليلاحظ والدها ذعرها فيمسك عنها الهاتف ويحدثه بلغة حازمة : تخلص وتيجى دلوقتى .....
ويهاتفه والده أيضاً ويأمره بالعودة في الحال ....

......................................
بعد أقل من الساعة
يصل بذعر ممزوج بالغضب لمنزل والد ناردين ....
تفتح له منى باب المنزل وترمقه بنظرات احتقار وضيق ممزوج بالغضب ولا تتفوه بكلمة وتدلف فيدلف خلفها لغرفة الاستقبال ....
ما إن رأت معالم وجهه الغاضبة والمقتطبة حتى دب الذعر بأوصالها و....
عمرو بلهجة غاضبة ونظرات نارية يصوبها لناردين : ممكن أعرف إيه اللى هببتيه دا ازاى تمشى وحدك ومن غير ما تقوليلى كمان ها انطقى ...
لينهره والده : عمرو اهدى واقعد خلينا نتكلم بهدوء ...
لينفذ أمر والده ويجلس وهو ما زال بنفس نظراته الناريه لها ...
والد عمرو محاولاً تلطيف الأجواء : ناردين بنتى وأنا هعمل اللى يرضيكى أنتِ عايزة إيه ....
أطرقت ناردين رأسها وذهبت بعالم أخر عالم مشوش الأفكار تستمع للجدال القائم ولا تعى ما يحدث ...
لتجيب عنها والدتها : ناردين مش عايزاك يا عمرو خلاص ...
ليهب فزعاً من مكانه ويمسك بمعصم يدها يعتصره غضباً : الكلام اللى بتقوله أمك دا صحيح
لتتساقط عبراتها وذعرها يسيطر على الموقف ولا تجيب
ليعيد سؤاله ثانية : انطقى أنتِ بجد عايزة تسيبينى ؟
ناردين بكبرياء لم تعرف ليلتها من أين ظهر : أه
عمرو وهو يضغط بقوة على يدها حتى تأوهت : متأكدة من قرارك دا
ليثور بوجهها ويخلصها والده ووالدته ووالدتها من قبضته بصعوبة فيثور والدها محمد بوجهه : كفاية بقى لما بتعمل فيها كدا وأنا عايش أمال لو موت هتعمل فيها إيه
فينتبه عمرو لغضب محمد ويفلتها من قبضته ...
ليكمل محمد بغضب : فاكر يوم ما جيت طلبتها منى قلتلك إيه ؟
قلتلك حطها في عيونك وأنا مشايفش دا لما بتهينها في بيتى وقدامى وهى لسه مبقتش مراتك أمال لو اتقفل عليكم باب واحد هتعمل فيها إيه ...
خلاص بنتى مش عايزاك كل واحد يروح يشوف نصيبه فين ...
بنظرات تائهة حائرة كطفل نزع عن حضن والدته بقوة رمقها بنظرة لم تنساها ناردين لليوم ...
انتبهت لنظراته وتمنت لو ركضت ناحيته وعانقته وبكت واشتكت له منه ..... ولكن
غادر عمرو غضبان أسفاً لمنزلهم وعقبه والديه ولكن قبل ذهابهما احتضنا ناردين قائلين : ناردين أنتِ بنتنا يوم ما تتخطبى اعزمينا ....
.................................
لتدلف غرفتها وهى غير مستوعبة لما حدث للتو ....
أفارقها حبيبها حقاً ....ألن تعد معشوقته بعد الأن ...
أنزعت عنها أمالها ....أنزعت أحلامها ....
ويحك يا ناردين ماذا اقترفتى للتو ؟ ناردين تحدث ذاتها بغرفتها ...
ألن أتزوج من حاربت لأجله ؟ لا لا أستطيع هو حبيبى ولن أتركه ...
كفكفت عنها دمعاتها الحارة وتناولت هاتفها وهاتفته ....
........................
بعد عدة محاولات منها أخيراً أجاب عليها ....
عمرو بلهجة غاضبة ناقمة وقلب يحترق : خير الهانم عايزة إيه تانى ؟
ناردين بصوت متحشرج : أسفة
عمرو بسخرية غاضبة : ههههههه لا بجد بعد ما هزئتينى قدام أهلى وأهلك بتقوليلى أسفة
ناردين بأسى : والله أسفة بس أنا لما شفتها قاعدة فوق رجلك أتضايقت وغيرت عليك
عمرو :.......... غيرتى
ناردين : أه هى السبب في كل اللى حصلنا النهارده
ليخرج عنه غضبه فيقول : بتقارنى نفسك بيها يا ناردين طب بصى لنفسك وبصلها كدا
ناردين محاولاً التماسك : أه هى حلوة بس أنا متعلمة
عمرو : السرير مفيهوش شهادات يا نيمو .....
هى حلوة وشيك وأنتى شوفى بتلبسى إيه
تونيكات طويلة عشان تدارى جسمك المليان بس هى رشيقة وحلوة ولبسها شيك بس أنتى تخينة وسمرا مفيكيش أى حاجة تجذب الواحد ليكى أو تخليه يحبك ...
بقى أنتِ بتسيبينى أنا ؟ أنتِ مين أصلاً ؟ أنتِ احمدى ربنا أنى بصتلك وعبرتك ...
أنتِ نسيتى نفسك يا بت بقى أنا عمرو اللى البنات كلها هتموت عليه أنتِ تهزئينى وتسيبينى .....
كانت مشوشة الفكر بعالم أخر يقاذفها بكلماته النارية و...
لتتماسك أخيراً وتتنحنح بثبات محاولاً التماسك حتى ...
لتنطق أخيراً بجملتها الأخيرة معه : الصبح حاجتك هتكون وصلتك اللى بينا انتهى خلاص ....

الواقع ......
ما زال صدى كلماته بأذنى لليوم ....
من أنتِ لتتركينى ؟ ألا تنظرى لنفسك بالمرأة ؟
قارنى بينك وبينها هى أجمل وجسدها أنحف ولكن أنتِ بلهاء خرقاء سمراء فكيف تتجرأين؟ أتتركينى أنا أتقررى الابتعاد عنى أنا ؟
ستندمين ستندمين يا ناردين
كنت استمع لتلك الأسهم التى اخترقت قلبى وأدمته ...
حقاً كنت كذلك خرقاء بلهاء ولكن ....
بكبرياء أنثى جاهدت ألا أضعف وأتحمل سهامه حتى النهاية وعندما انتهى بثبات رددت : بكرا حاجتك هتوصلك اللى بينا انتهى ...
كانت ناردين ليلتها أشبه بطفلة سقطت ببئر عميق ...
كانت شبح كلماته تتردد وبقوة فتنهار أكثر ظلت ببكاها على ذاتها ليس شفقة على حالها معه لا ...
بل نحيباً على سنواتٍ قطعت من عمرها بعشق من لا يستحق قلبها ....
كان لسان حالها يقول ..
ودعتك والشوق بيني وبينك بحور ودعتك رغم خوفي والوله مجبور
بيأس يشدني كل درب عنك بعيد يصدني
تاهت حروفي في الظلام الساكن في عينك
الشوق دمي أو سواد الليل همي

استمر النحيب بمفردها حتى قارب الفجر على البزوغ ....
......................
لم يعى تلك الكلمات النارية التى قذفها فاهه لها لم يعى بما قاله وكيف يهينها كذلك .... لم يفق إلا على أخر جملة حدثته بها .....
اللى بينا انتهى "
تذكر سنواتهما معاً أحلامهما معاً عُشهما الذى دمرته الرياح قبل أن يسكناه
ليتذكرها ... برائتها ... كلماتها .. ضحكاتها ...ابتسامتها له ...لهفتها إن غاب ... طيبتها الامتناهية معه ... انصياعها لجميع أوامره منذ الصغر ليلوم نفسه وبشدة على أذيتها بتلك الكلمات ....

ظن بأن الكلمات ستواسيها وتراضيها وتعيدها تلك البائسة المسكينة ولكن ...
امسك عمرو هاتفه....
كانت ما زالت ببكاها ونحيبهالتستمع لرنات هاتفها تنظر بشاشة الهاتف ويزداد نحيبها عندما شاهدت اسمه ......
تجاهلت الاجابة ....تجاهلت الرسائل النصية منه ... تجاهلت صافرته بالشرفة لها لتخرج .... تجاهلت وتجاهلت وتجاهلت .... ولكن لم تتجاهل تلك الكلمات منه لليوم ....لتغفو على فراشها كمن يهرب من الدنيا ومن الأحزان ..... نامت ناردين لما يزيد عن العشرون ساعة هرباً من الواقع .... وعندما استيقظت ... أنهت خطبته به بإرسالها شبكته ... وقضى الأمر
...لتبدأ دوامة حزنها واكتئابها ....
كانت حبيسة منزلها وغرفتها لما يقارب الشهر ....
لا تخرج .. لا تفتح النافذة أو الشرفة ... تراقبه من خلف شيش نافذتها ..يقف يومياً صباحاً ينتظرها لتودعه وهو ذاهب لعمله ولكن هيهات ...كانت تراه ولا يراها .... تتمنى لو يعود بها الماضى وتمحى ذكراه البائسة من عقلها وقلبها ...
مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم فتــرى كل من حــــولك عــــــدم ويسودك احســـــــاس النـــــــدم على إثــم لا تعرفه .... وذنب لم تقترفه ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق تستـــكمل وحــدك الطــريــق...... بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق و يتحــول الأمــل البــاقى الى.... بريـق
مااصعب ان تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ تشـــــعر ان الفــــرح بعـــــيد...... تعانى من جــــرح...لا يطــيب جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد..... جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب مااصعب ان تــرى النـــور ظـــلام مااصعب ان تـــرى السعادة اوهـام وانت وحيــد حـــيران .... لاحب يستمر .... ولا آهات تدوم ومهما يطول الزمن .... لاحب يستمر .... ولا آها تتدوم

حتى جاء ذات صباح ....
تفتح اضاءة غرفة ابنتها المظلمة وتزيح عنها الفراش ناهرة ...
لأمتى لأمتى هتفضلى حابسة نفسك ؟ أهو عدى شهر ... بصى لنفسك في المراية بقيتى إيه ؟
ناردين بأسى وهى تشيح بنظرها بعيداً : ماما خلاص مش عايزة اتكلم
منى بعاطفة أمومة وقلب يحترق على ابنتها : يا بنتى اللى بتعمليه في نفسك دا حرام أنتِ كدا هتموتى بالبطئ اخرجى شوف صحباتك روحى لعمتك زوريها تعالى أخرج أنا وأنتِ
هو عايش حياته ولا فارقة معاه وأنتِ هنا حابسة نفسك بين أربع حيطان معندكيش غير البكا والزعل ...
ناردين :......
منى : لو هترجعلك ضحكتك بيه أنا هروح بنفسى واطلب منه يرجعلك وهتأسفله كمان
لتصيح ناردين وعبراتها متساقطة : لا لا أوعى يا ماما لا إياكى تروحيله دا ميستاهلش أنتِ عارفة أنا ببكى ليه ؟
منى وتساقطت عبراتها على ابنتها :.....
ناردين بأسى : ببكى على نفسى على عمرى اللى ضيعته في حبه على كرامتى اللى ملقتهاش غير لما سبته دا ... وتزداد شهقات بكاها ... دا عايرنى بشكلى يا ماما ... قالى أنى تخينة وسمرا ومستحقهوش ...
لتحتضن منى ابنتها وتأسف على حالها ....
...............................
كانت ناردين قابعة بحزنها ولسان حالها يردد
بعدك عني انتحار
سايبني فوسط نار
لاقادرة اقول تعالى
تعبني الانتظار

ياريتني ما كنت قابلتك
و لا عرفتك فيوم
قلبي مبطلش سيرتك
صحاني فعز النوم
معرفش انا ايه بيحصلي
بابعد عنك باضيع
عارف طب كنت قوللي
اللهفه دي شئ فظيع
معرفش انا ايه بيحصلي
بابعد عنك باضيع

عندما لاح لها بصيص من الأمل ....
منى بإصرار وهى تكفكف دموع ابنتها : قومى يالا يا نيمو .. قومى غيرى هدومك على ما أنا كمان جهزت نفسى هنروح مشوار مهم ..
ناردين وهى تعود للاستلقاء : لا يا ماما مش هخرج مش عايزة أشوفه
منى : مش هتشوفيه سى زفت دا
هو في شغله أكيد ... قومى غيرى
ناردين : هنروح فين ؟
منى : هوديكى لمكان تتغيرى فيه هتبقى واحدة تانية خالص
انصاعت ناردين لأوامر والدتها وذهبتا سويا لنادى رياضى
اشتركت ناردين في النادى الرياضى ....
وتابعت مع طبيب تغذية .... وكانت الصاعة له عندما رأها بعد ما يزيد عن الشهريين ...
......................................
كانت مختفيه طيلة الشهرين تذهب للنادى الرياضى عقب ذهابه للعمل حتى لا يتقابلا وتعود قبل موعد عودته وباقى الاوقات تتجنب الخروج مطلقاً حتى فقدت وزنها الزائد تماماً ...
............................
وقفت أمام مراتها وهندمت من حجابها ونظرت لقوامها الرشيق وابتسم لنفسها ابتسامة نصر و....
نفسي عزيزة من جفاني جفيته حتى لو صعب ع القلب فرقاه
"ناردين تحدث ذاتها "

......................................
كعادته يكون برفقه أصدقائه في ذلك الوقت عندما .....
سليم صديق عمرو وهو جاحظ العينين : أووووووووووووباااااا يا وعدى عالقمر يخربيتك يا نيمو معرفتكيش ....
لينتبه من كلمه نيمو فيلتفت بلهفة فقد اشتاق لها للغاية ويصعق عندما ....


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close