رواية مهووس بك يا صغيرة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم رونا فؤاد
هزت راسها ليقول بحماس : أكبر شحنة عربيات هدخلها... هفتح عشرين معرض جديد في البلد كلها ... وناوي انزل في سعر العربيات وبكده هيبقي اسم زهران الاول في البلد
سعدت لسعادته بالتاكيد بالرغم من عدم فهمها لما اردف يشرحه لها المهم انها تثق في عقليته ومهارته...
......
..فتحت غزل عيناها الناعسة بمنتصف الليل تشعر بقلق علي طفلها وهي لاتعرف سبب بكاوءه الايام الماضيه فكلما تدخل لغرفته تجده يبكي.... وبمجرد ان تحمله يهديء...
وقامت من الفراش، بهدوء لتتجهه لغرفه صغيرها....قطبت جبينها بغضب حينما وجدته يبكي مجددا و وحده ايضا بالرغم من تحذيرها لسميرة ...
حملته لتجد ملابسه مبتله لتنظر حولها بغضب من إهمال سميرة الواضح له فكيف تتركه وحده.....
حملته وبدلت له ملابسه وحفاضته وحملته لترضعه ليهديء وقد نست تماما امر سميرة التي تسمرت مكانها حينما فتحت باب الغرفة وتفاجئت بوجود غزل.... فلم تتخيل ان تستيقظ بمنتصف الليل...!
انا.... انا... تعلثمت تبحث عن كذبه تبرر بها عدم وجودها بجوار الطفل الذي هو مسؤوليتها.... انها غبيه فقد كان لابد أن تنكشف لقاءتها السرية مع محمود احد حراس أدهم والذي ابدي إعجاب بها ماان بدأت باالعمل لديهم وهي سرعان ماانجرفت وراء مشاعرها لتترك الصغير كلما اولتها غزل ظهرها وتهرع لرؤيه محمود...!
ياهانم..... قاطعته غزل بحدة : مش عاوزة اي كلام...
: ياهانم... انا كنت بجهز له الرضعه بتاعته و... و... قاطعته غزل بغضب : كذابة... انا بقالي اكتر من ساعه معاه وانتي سايباه لوحده
.... بقلق ماان شعر أدهم بعدم وجودها بجوارها اسرع لغرفة طفله ليتفاجيء بجدالها مع المربية... قلت مكتدبيش.... انا حذرتك كذا مرة ماسيبهوش، لوحده
: ياهانم... اخر مرة .
قطب أدهم جبينه وهو يستمع لما حدث ليقول بلهجة إمرة : خدي باقي حسابك وبرا
: ياادهم بيه...
: انتهي الكلام ...
نظر لغزل التي تحتضن طفلها قائلة : شفت معندهاش ضمير ازاي.... اتارية ياحبيبي مش، بيبطل عياط... مش بتهتم بيه طول ماانا مش موجودة....
ربت علي كتفها : خلاص اهدي ياروحي... بكرة هخلي المكتب يبعتلي مربية احسن منها
هزت راسها : لا
: لا لية ياحبيبتي
: لا خلاص مش عاوزة مربية تانية... انا امه و هاخد بالي منه
: ياحبيبتي طبعا بس لازم واحدة تساعدك
: لا ياادهم عشان خاطري انا هبقي مرتاحة ومطمنه عليه اكتر طول ماهو معايا
اومأ لها علي مضض : زي ماتحبي......
...
اتصل عمر برجله قائلا ; ها يا شاذلي جبت الشغاله اللي قلت لك عليها
: اه ياعمر باشا... حته بنت إنما بنت حلال اسمها مني
هز راسه قائلا : تمام.
خلي الهانم تشوفها ولو عجبتها اتفق معاها
: امرك ياباشا....
وقف شاذلي امام الباب وبجواره تلك الفتاه لتنظر اليه اوركيد بينما قال : دي أوامر الباشا
تركت الفتاه تدخل لتذهب لغرفتها تتصل به فهو منذ قليل اوصلها هي ووالدتها للمنزل والان يرسل لها شغاله.... هل يقنعها انه مهتم لراحتها.....
قالت له : بس انا مش عاوزة شغاله
قال بنبرة هادئة : لية ؟
هزت كتفها : عادي ... هحتاجها في أية؟
: تنضف وتعمل كل حاجة... وبعدين انتي حامل يعني مينفعش تتعبي...
خفضت عيناها تنظر لبطنها وهل يهتم...؟!
نظر للهاتف ظنا منه أن الخط انقطع ليقول :اوركيد...!
نطق اسمها بتلك النبرة جعلت صوتها يتحشرج فماذا يفعل بها تلك الايام.... ؟!
انه ذاك النذل الحقير الذي غدر بها وليس ذلك الرجل الذي يدعيه
قالت ببرود : ايوة
: محتاجة حاجة تاني
: لا...
: ولا طنط.
قالت بحدة قليلة : لا... سلام
اغلقت الهاتف بغيظ فهو يخدعها مجددا...
.....
....
ابتسمت لوالدتها قائلة : ..تصبحي علي خير ياماما
قالت سناء : وانتي من اهله يابنتي
دخلت لغرفتها لتجلس، علي الفراش وعيناها شارده تتذكر والدها بحزن....!
قطبت جبينها حينما فتح عمر الباب ودخل الي الغرفة : انت بتعمل اية هنا... ؟
قال ببرود : هنام
قالت باستنكار : نعم!!
قال ببرود وهو يخلع سترته ويلقيها علي الاريكة : انتي عاوزني انام في اوضة تانية مامتك تقول اية... ؟ لا طبعا انا هنام هنا
قالت بحدة وهي تتجه لباب الغرفة : يبقي انا اللي هخرج
: والله براحتك لو عاوزه تبقي سبب في زعلها اكتر ماهي زعلانه.... اخرجي....!
نظر الي الفراش قائلا ببرود يخفي ضحكته علي تعابير وجهها : وبعدين السرير واسع هنام بعيد عنك
قالت بغضب : وانت فاكر انك هتنام جنبي علي السرير
قال باستنكار : امال هنام علي الارض....!! لا طبعا بتحلمي... نظر اليها وهو يتوجهه للحمام لاستبدال ملابسه قائلا : انا هنام علي السرير مش عاجبك اتفضلي الارض قدامك
جذبت الغطاء والوساده بحدة. قائلة : .. طبعا هنام علي الارض ولا فاكرني هنام جنبك...
قال ببرود : و يعني انا اللي هموت وانام جنبك... ده انا بس مضطر....
زفر بضيق حينما دخل للحمام لينظر لانعكاس صورته بالمرأه فيبدو انها لن تسامح بسهوله كما أنه لايعرف كيف يبدأ بالاعتذار لها وهي تعامله بهذا الجفاء الذي يستحقه بالتاكيد بعد ان بدأ هو بمعاملتها بطريقة سيئة بالرغم من اهتمامها به حينما كان مريض....!
تمدد علي الفراش وعيناه تنظر ناحيتها وقد تمسكت بعنادها ونامت علي الارض....
... تقلبت مرات كثيرة بصعوبه علي الارض الصلبه.... ليعتدل جالسا ينظر اليها قائلا : انتي هتتعبي كدة وضهرك هيوجعك
قالت بحدة : ملكش دعوة بيا
زفر قائلا : براحتك....
وضع يداه خلف راسه ينظر الي السقف بينما جاهدا اوركيد لاستدعاء النوم الي جفونها التي طاوعتها اخيرا ونامت....... اعتدل عمر بهدوء يتطلع اليها وقد سكنت أنفاسها وانتظمت دليل علي استغراقها بالنوم..... اتجه ناحيتها ليحملها برفق ويضعها علي طرف الفراش ويدثرها جيدا بالاغطيه لتتوقف عيناه لحظة امام وجهها ذوا الملامح الجميلة الهادئة....
وجنتها الحمراء انفها المستقيم وشفتيها الرقيقة....ليقول لنفسه.... اية ياعمر عملت فيك اية
ولا حاجة.... انا بس .. بس.. أصل
تهكم من نفسه : بس... و.. اصل... طيب نام بقي احسن... واضح انها زي مااخوك بيقول هي اللي قدرت تغيرك...!!
...
نوم عميق نامته اوركيد ولم تفيق الا حينما اصطدمت يدها بذلك الشئ الصلب لتفتح عيناه وتنتفض فرغا حينما وجدت نفسها نائمة فوق ذراع عمر ويدها علي صدره ...
حاول أن يبدو صوته ساخر وهو يقول : مفتكرش اني بخوف اوي كدة عشان تصحي مفزوعه لما تشوفيني
قطبت حاجبيها : انا اية اللي نيمني هنا
هز كتفه ببراءه : معرفش .....!
تلاقيكي تعبتي من نوم الارض وجيتي تنامي جنبي
نظرت اليه بعيون تطلق شررا فيما أفلتت ضحكته علي وجهها الفاضي ليقول بمشاكسه : ماكان من الاول
زفرت بغضب وهي تقوم من الفراش، : انا مستحيل اعمل كدة اكيد انت اللي جبتني..
تسمرت مكانها حينما امسك بيدها ناظرا لعيناها قائلا : لية مستحيل؟!
عقدت حاجبيها تتطلع نحوه بدهشة من تلك النبرة التي يتحدث بها ليقوم من مكانه ويقف امامها ويدها ماتزال بيده ليقول بنعومه : انتي مراتي ولا نسيتي
حاولت نزع يدها منه : اوعي... سيبيني
هز راسه : لا....مش هسيبك
قالت بتهكم مرير : وأية اللي يخلي عمر بيه السيوفي ميسبش الواحدة اللي مش محترمه...
اغمض عيناه ويحق أسنانه بغضب فهي لن تنسي بسهوله....!
قال بتحذير : اوركيد..! متقوليش كدة تاني
زفرت وهي تنزع يدها من يده : والله انت اللي قلت مش، انا
تركته واسرعت تغادر الغرفة ليضرب الحائط بقبضته لماذا لم ينطق ويعتذر....!!
....
.....
...
قطب يوسف جبينه بينما تابع ذلك الرجل الاشيب ذو الطله المهيبه حديثه : الموضوع بسيط اوي يايوسف... مجرد تعطيل شوية إجراءات.. الشحنه تتأخر وادخل انا شحنتي الاول...
ابتلع يوسف لعابة بتوتر لينظر اليه الرجل بعيون ثاقبه وهو يكمل : اتنبن مليون جنيه...!
ظل يوسف صامت ليتابع الرجل لعبه علي جميع الأوتار : مش نفسك تأمن مستقبل ابنك... ....
صمت لحظة ثم تابع وهو يري صمت يوسف : انا طبعا عارف انه جوز اختك.... وعارف كويس اوي انا اخترتك ليه..؟
. انت خسارة تبقي مجرد واحد بيشتغل عنده... كفاءتك اعلي من كدة بكتير يايوسف....
ولو خايف علي اختك فعلا توافق لان أدهم مالوش امان.... انا حتي عرفت انه طلق مراته الاولانيه من غير ولا مليم... يعني مستقبل اختك معاه كمان مش مضمون
...... يايوسف انت مش هتعمل اي حاجة خطر
انت بس هتعطل الملف كام يوم.... واحنا مرتبين كل حاجة
اخيرا تحدث يوسف متساءلا : انتوا.. ؟
هز الرجل راسه بثقة : طبعا وانت فاكر ان ماليش عيون وشركاه جوه شركة أدهم.....
........
.....
رفع أدهم عيناه بدهشة حينما قالت سلمي : شيري هانم طالبه تقابلك
بتساؤل نظر تجاه شيري التي دخلت الي مكتبه بخطوات هادئة وهي تقول : اسفة اني جيت من غير معاد بس كنت عاوزاك في موضوع مهم...
اومأ لها لتمد يدها وهي تنظر لعيناه : ازيك ياادهم
صافحها سريعا : الحمد لله
ابتلعت لعابها وفركت يدها بتوتر وهي تقول : مبروك علي ابنك
تجاهل حديثها وهو يقول : موضوع اية؟
هزت راسها وهي تقول : بصراحة انا اسست جمعيه عشان ترعي الأطفال اللي ملهمش مأوي وكنت يعني... يعني بتكلم مع رجال الأعمال يبقوا من المساهمين في تبرعات الجمعيه فقلت انك اكيد هتحب تشارك في حاجة زي دي.... وخصوصا ان ليها علاقة بالأطفال
رفع حاجبه بدهشة فمن تتكلم امامه هي شيري... من كانت ترفض الإنجاب هي من ترعي الأطفال المشردة لتقول وعيناها ينبثق منها الندم : انت مش متخيل الأطفال دول حالتهم صعبه اد اية لما شفتهم... عشان كدة فكرت أعملهم بيت واعلمهم واهتم بيهم...
أخرجت من حقيبتها ورقة وقلم تدون بها العنوان ورقم الهاتف : لو حبيت تجي تشوفهم في اي وقت.... انت مش متخيل بيفرحوا اد اية لما حد بيزوهم...
ترددت لحظة ثم قالت ; ولو المدام كمان حابة تجي... الولاد هتتبسط اوي
هز راسه قائلا ; ماشي ياشيري هشوف وهبقي اخلي حد من الحسابات يتواصل معاكي...
.......
... ازدادت دهشته بالتاكيد واحد رجاله يخبره بحقيقة ما تفعله شيري بشهادة الجميع فهي تغيرت وأخذت ذلك الطريق بجدية.... حتي انها بالتاكيد بفضل معارفها من المجتمع الراقي نهضت كثيرا بتلك الموسسة الخيريه التي تديرها
....
!
دخل الي الغرفة ليجدها غارقة في السكون...اذن فهي ككل يوم طوال الاسبوع الماضي منذ طردها للمربية واصرارها علي عدم توظيف اخري بغرفة طفلهما.... توجه الي الغرفة ليجد غزل تحمله وتقطع الغرفة ذهابا وايابا وهو غافي علي ذراعها .... عقد حاجبيه ناظرا لوجهها المرهق : ماانا قلت ابعتلك مربية تانية بدل التعب ده
قالت بخفوت : هشششش... وطي صوتك سليم هيصحي
زفر وهز راسه قائلا بخفوت متذمرا : يعني هتنامي معاه برضه
هزت كتفها بقله حيله فسليم يبكي كثيرا طوال الليل وحينما تأخذه لينام برفقتهما لايستطيع أدهم النوم : واعمل اية ياادهم ماهو مينفعش اسيبه... .
غادر الغرفة بخطي غاضبه كالاطفال فهو لم يستطع النوم طوال ذلك الاسبوع وهي ليست بجواره ولا ينكر بأنه بات يغار من طفله الذي اصبح يحصل علي كامل اهتمامها وهو لا.... حتي انه لم يعد يراها....!
فهي تنام وتستيقظ وفقا لمواعيد سليم بينما هو يشعر بأنه لم يعد له وجود بحياتها....!
زفر بضيق وهو يفرك خصلات شعره بحدة أسفل رذاذ المياة فهل يغار من طفله.... ؟!
نعم ولما لا... ؟!
بالتاكيد يحب طفله ولكن هذا لايعني ان تهمله بتلك الطريقة مادام هناك بديل للاهتمام بطفلهما علي الاقل أثناء الليل ....!
خرج من الحمام يجفف شعره ليجدها واقفة امامه تتطلع اليه بعيونها الجميلة تسأله بمراضيه فهي تعرف انها انشغلت عنه كثيرا : ممكن اعرف زعلان لية؟
قال بعتاب : يعني مش عارفة
توقفت علي أطراف اصابعها واحاطت عنقه بذراعيها قائلة : طيب ياحبيبي مش ده ابنك برضه...
: وهو مش هيبقي ابني لو جبت مربيه تساعدك.... وعلي الاقل ترتاحي شوية
: بس انا مش تعبانه....
نظر لعيناها المرهقه ووجهها الشاحب وشعرها المعكوص بعدم اهتمام وقد اضحت اخري غير التي يعرفها قائلا : واضح ياغزل
انحني ليرتدي ملابسه لتنظر الي غضبه الطفولي.... قائلة بتبرير : ياحبيبي ماانت شفت سميرة كانت بتعمل اية... انا بقي اية اللي يضمن لي أن المربيه اللي هتجيبها هتبقي مش زيها... وبعدين سليم صغير وانا مرتاحة ومطمنه اكتر وانا بهتم بيه ..
فرك وجهه بعصبيه فبعدها عنه أصبح يضايقة ولا يستطيع السيطرة علي غضبه...
ليقول : ماشي ياغزل طالما انتي مرتاحة براحتك...
ابتسمت له قائلة : يعني مش زعلان مني
هز راسه : لا
ابتسمت له واشارت لطفلها الغافي بوسط الفراش قائلة: طيب انا هنام جنبك انا وسليم النهاردة
اومأ لها قائلا : طيب تعالي نتعشي مع بعض طالما هو نايم
زمت شفتيها قائلة وهي تتثائب بارهاق : لا ياحبيبي انا مش جعانه... وبعدين علي ما هننزل نتعشي هيكون صحي خليني انام الساعه دي احسن
اغمض عيناه لحظة بضيق فهي حتي لم تعد تشاركه الطعام.... إن كان هذا الحال يضايقة ولم يمر عليه اسبوع فكيف بالقدم ان ظلت علي هذا الحال الذي لم يعد يحتمله... ؟!
: أدهم
... هز راسه باقتضاب ماان فتحت فمها لتتحدث ليتوجه الي الفراش بينما وقفت مكانها تنظر اليه بأسف... حبيبي...! هتنام من غير عشا
حاولت التحدث ولكنه قاطعها قائلا: تصبحي علي خير ياغزل
توسد الفراش واحاطها هي طفله بين ذراعيه دون قول شئ ...... لتغمض غزل عيونها علي الفور وتغرق بالنوم من كثرة الارهاق.... بينما تنهد أدهم ناظرا اليها فهو ان تحدث ستتهمه بالانانية بيننما هي الأنانية بهذا الأمر فهي لاتهتم به بل تهتم الصغير فقط دون ادني مراعاه لشعوره بالرغم من لفته لنظرها لهذا الأمر ..!
مرر يداه برفقه فوق وجنتها وارتسمت ابتسامه علي شفتيه فتلك الصغيرة أصبحت ام...!
ازدادت ابتسامته وسعا وهو يتأملها بهذا الشعر المرفوع اعلي راسها بعدم اهتمام الي وجهها الشاحب وعيونها الذابله...!
مازالت بالنسبة له فاتنته التي يعشقها ولكنها جسدت دور الام بكامل صورته....! فهل هناك من تكره ان يكون هناك من يساعدها لماذا العناد اذن ..! ؟
قبل شفتيها برقة هامسا.. برضه بحبك يا مجنونه
.......
ماان وضعت مني الطعام امام اوركيد حتي شعرت بالغثيان لتركض الي الحمام بينما تقطب والدتها جبينها بقلق تنظر لعمر الذي اسرع خلفها.....
طرق الباب : افتحي يااوركيد
لم تجيب علي طرقاته لتغسل وجهها بالماء البارد تحاول أبعاد ذلك الشعور بالدوار الذي سيطر عليها...
فتحت الباب بعد دقائق ليري ترنحها واضحا.. حاول الاقتراب لتقول بحدة بسيطة : انا كويسة.... صمتت حينما كانت علي وشك الوقوع لولا انه اسرع تجاهها يحملها.... حاولت الاعتراض ولكن قدماها الواهنه لم تسمح لها..
قالت والدتها بقلق : اية يابني مالها؟
وضعها عمر علي طرف الفراش، ونظر لعيونها التي تحذره من قول شئ لينظر لوالدتها قائلا بابتسامه : شكلها حامل...
اجتاحت السعاده ملامح سناء التي احتصنت ابنتها.. مبرووك.... مبروك يابنتي
نظرت الية اوركيد بحدة لم يبالي بها وهو ينحني ناحيتها يقبل جبينها : مبروك ياحبيبتي
حاولت دفعه ولكن وجود والدتها منعها
قالت سناء بلهفة : طيب احنا لازم نروح للدكتور يطمنا عليها ...
ضحك عمر عاليا وهو يقول بعتاب : اية ياطنط مش مقتنعه بيا كدكتور ولااية .... ؟
زمت سناء شفتيها بخجل ; لا ياابني طبعا العفو... انا...
هز راسه قائلا : طبعا هتابع مع دكتور نسا... بس انا موقتا هبعت حد يجيب لها شوية أدوية هتريحها...
قالت والدتها بابتسامه : ماشي ياابني وانا هروح اعملها اكل خفيف عشان مأكلتش حاجة من الصبح
...
ماان خرجت والدتها حتي نظرت اليه بغضب قائلة : انت ازاي تقول لماما اني حامل
رفع حاجبه بدهشة : امال عاوزني اقولها اية؟
: اي حاجة.... دلوقتي هتفكر اية.. ؟
لوي شفتيه ساخرا ; هتفكر اية.. ؟! سيادتك ناسية انك مراتي بقالك اكتر من شهر يعني عادي جدا تبقي حامل
قالت بغضب وهي تغادر الفراش : ولما تعرف اني حامل في الشهر التالت هتقول اية .. ؟!
نظر اليها وزم شفتيه بغضب فهي لاتترك مناسبة الا وتذكرة بالماضي....
ليهتف من بين أسنانه : وانتي ناوية تخبي لغاية امتي .... ماهي كان مسيرها تعرف
وبعدين هتعرف منين انتي في اي شهر... هروح انا وانتي للدكتور ونبقي نقولها اي كلام
زفرت بحدة ليقترب منها ينظر اليها بينما رفعت عيناها نحوه قائلة : ولما اولد برضه هنقول اي كلام
قال بحدة : اه يااوركيد نقول اي كلام..... نبقي نقول ولدتي في السابع.... عندك تلميحات تانية ولا خلاص...
نظرت اليه بغضب : قصدك اية ؟
انفلتت اعصابه : قصدي انك مش سايبه فرصة الا ومحسساني اني غلطت لوحدي .... ماشي ياستي انا زفت وغلطت واهو صلحت غلطتي وبحاول ياريت بقي انتي كمان تحاولي و تبطلي تفتحي في القديم لأنك كنتي شريكتي في الغلط انتي كمان...
اغمض عيناه بحدة ندما علي ماتفوه به.... ليقول سريعا وهو يمسك بكتفها : اوركيد... انا مقصدش
دفعت يده عنها : ابعد عني متلمسنيش
:اسمعيني... انا..... ماتت الكلمات علي شفتيه حينما توجهت الي الخزانه تخرج تلك الحقيبة الكبيرة ليوقفها : انتي بتعملي اية ؟
: ماشية بعيد عنك
قال باستهجان : ماشية فين بس يااوركيد... ؟
قالت بحدة : مالكش دعوة بيا....
امسك ذراعها يوقفها عن إخراج ملابسها قائلا: اهدي بس.... هتروحي فين وتقولي لوالدتك اية
نزعت ذراعها من يده ونظرت اليه بازدراء : هروح في اي داهيه بعيد عنك...
زفر بنفاذ صبر ونزع تلك الملابس من يدها قائلا : مفيش مشيان من هنا
:هتحبسني مثلا
: انتي مراتي وحقي اعمل اللي انت عاوزة..... اسمعي لو علي الكلام اللي قلته فأنا اسف... انا مقصدتش اي حاجة من اللي فهمتيه
قالت بتهكم : امال قصدك اية؟
قال بنبرة هادئة : قصدي ننسي اللي فات.... بكل اللي فيه...! عارف انه مش، سهل عليكي تنسي ندالتي معاكي... بس حاولي علي الاقل تديني فرصه انسيكي
اوركيد انا اتغيرت.... فعلا اتغيرت وعاوز ابقي بني آدم احسن لاني تعبت من دور الشرير... لو سمحتي اديني فرصه لو مش عشاني عشان البيبي ده...
وضع يده برفق فوق بطنها ونظر لعيناها برجاء : ممكن...!
......
..
بعد منتصف الليل صدح صوت صراخ وبكاء سليم مجددا للمرة الالف لينهض أدهم بغضب بعدما طفح به الكيل من هذا الجحيم الذي يحياه بسبب عنادها ليقذف الوساده بقوة علي الارض..... يوووه هو الواحد مش هيعرف ينام ابدا... ماتسكتيه ياغزل
قطبت غزل جبينها من غضبه وحملت سليم قائلة بعتاب : وهيسكت ازاي وصوتك عالي بالطريقة دي...
فرك وجهه بعصبيه ; وانتي عاوزاني ابقي هادي ازاي وانا بقالي اسبوع مش عارف انام ساعتين علي بعض والبيه طول الليل زن
قالت بغضب : وهو يعني انا اللي بنام... علي الاقل انت بليل بس اللي بتتعب إنما أنا طول اليوم
قال بغضب : والله محدش جبرك علي الوضع ده... ماقلت نجيب واحدة تساعدك انتي اللي غاوية تعب براحتك بقي...
قالت بحدة : وهو يااجيب مربية ياتتعصب عليا كل شوية... ولاكل الناس عندهم شغالين وحد بيساعدهم.... ماهو كان يوسف بيساعد نهي اول ماابنهم اتولد...
قال بغضب : اساعدك لما تبقي فعلا محتاجة مساعده مش بتعاندي معايا وخلاص.... سايبه الشغالين نايمين وسهرانه طوال الليل بالولد
قالت بعصبيه : الولد ده يبقي ابنك زي ماهو ابني يعني لازم تهتم بيه زيي بالضبط
قال بغضب : اهتم بيه لما اعرف انام ساعتين علي بعض مش طول الليل زن....
هزت راسها وحملت الصغير قائلة بحدة : يبقي لما انام في اوضته متجيش تقولي انتي سيباني لوحدي...
زفر بنفاذ صبر : وهو ياكدة ياكدة... اييية مفيش حلول وسط ياتسبييني انام لوحدي ياانام في العذاب ده...
قالت بعصبيه مفرطة : وعاوزني اعمل اية يعني... مانا زيي زيك بالضبط
: انتي مفيش وراكي حاجة إنما أنا عندي شغل مش عارف اركز فيه لما هيخرب
غص حلقها بالدموع فهاهو حتي حين يتعلق الأمر بطفله اناني.. نظرت اليه قائلة : عندك حق انا معنديش حاجة مهمه.... حتي دراستي ومستقبلي اللي سايباه كل ده مش مهم.... إنما أنت طبعا اهم...
تركت الغرفة وانصرفت لغرفة طفلها تضمه اليها وتبكي فهو لن يتغير ابدا....
زفر أدهم بضيق من نفسه واسرع خلفها ليدخل الغرفة ويجدها جالسة علي طرف الفراش تبكي وهي تضم طفلها اليها..... جلس الي جوارها وربت بحنان علي كتفها قائلا : انا اسف ياحبيبتي متزعليش
اشاحت بوجهها بعيدا ليمرر يداه بحنان علي شعرها قائلا : خلاص بقي ياغزالتي مكنش قصدي... انا بس أعصابي فلتت غصب عني
...جذبها نحوه ليقبل راسها قائلا : حقك عليا...
رفعت عيناها ناحيته ليشفق علي حالتها قائلا بحنان : هاتيه ونامي انتي
هزت راسها : لا.. روح انت نام عشان شغلك
: لا مش مهم... ارتاحي انتي بس وهاتيه انا هتصرف...
باستسلام تركت له الصغير فلم يعد بمقدورها فتح جفونها لأكثر من هذا .... لترجع ظهرها الي الفراش وتغمض عيناها المتعبه
وهي تنظر اليها وقد حمل الصغير اليه بحنان وسار به بخطوات هادئة ليساعده علي النوم.... واخيرا بعد وقت طويل أنجز تلك المهمه الشاقة واستطاع جعل ذلك الصغير الذي يشبهه بكل شئ ينام.... ليضعه بفراشة برفق وهو ينظر اليه بسعاده... فهو أدهم الصغير بعصبيته وغوغائيته ومزاجة الصعب ولايشبه تلك الملاك النائمة بشئ سوي عيونها الجميلة.... همس له بوعيد لطيف وهو يضع الغطاء فوقة : عارف لو صحيتها تاني هوريك العصبيه اللي بجد ياابن أدهم زهران...
أفلتت ضحكتها الناعمه ليلتفت اليها بينما غرقت بنوبه ضحك حينما استمعت لتهديده لطفله : انت بتهدده
قال بقله حيلة وهو يتوجه ناحيتها ; اعمله اية يعني... وبعدين عاوزة الشبر ونص ده يخليني ازعل غزالتي حبيبتي واسكتله ...
ضحكت وهي تتوسد صدره ليحيطها بذراعيه ويقبل جبينها مجددا قائلا : انا اسف...
رفعت راسها نحوه قائلة بمشاكسه ; مش ملاحظ ان أدهم زهران بقي يعرف يعتذر...
اعتدل ليستند الي الفراش بذراعيه ويميل فوقها قائلا بعبث : والله أدهم زهران بيعرف يعنى حاجات كتير بس مش واخد فرصته .....
ضحكت عاليا ليبتلع ضحكتها بين شفتيه التي تكاد تموت شوقا لتلك الكرزتان التي افتقدهمها حد الجنون.....!
.....
..... يتبع