رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ياسمينا
الفصل الثانى والعشرون
محمود : انا مش عارف ايه اللي خﻼني اخد الملف
ده البيت !!
هاني : الناس هيصلوا الفندق كمان ساعه .. في
وقت انت مالك قلقان ليه؟
محمود : طيب انا هروح البيت اجيبه واروح الفندق
من بره بره وانت حصلني على هناك .. ماشي؟
فكر قليﻼ وقال : انت فاكر الملف فين؟
محمود : ايوه فاكر هجيبه واجي مش هتأخر
ماتقلقش.
هاني : ﻻ مش قصدي .. انا بقول اروح اجيبه انا
واشوف ساره وانت حصلني على الفندق
محمود : طيب . . انت عارف شكل الملف قولها بس
هو موجود في الدرج التاني في المكتب وهي
هتعرف
هاني : ماشي .. سﻼم .. اشوفك في اﻻوتيل
محمود : باذن الله .. سﻼم
وصل هاني الى بيت محمود .. رن جرس البوابه
الخارجيه ..
*******************
كات جيهان تحمل الصغير وتلعب معه .. بينما ساره
في المطبخ تعد طعام الغذاء ..
جيهان : نفسي اعرف بتطبخي متأخر كده ليه؟ احنا
طبخنا واتغدينا وغاده راحت الشغل واليوم قرب
يخلص
ساره : اخوكي ياختي هو اللي بيرجع متأخر ..
اطبخ انا ليه من بدري ؟ اديني باكل اي حاجه
تصبيره كده لحد مايرجع بليل نتعشى سوااﻻكل ده
جيهان : طيب ماهو ماما كل يوم بتتحايل عليكي
تنزلي تتغدي معانا وانتي مابترضيش
ساره : ﻻ ياحبيبتي ماتحﻼش اﻻكله اﻻ مع حوده
ساره : ياسﻼم على الحب .. وانا بقى هافضل
شايله الباشا كده لحد امتى ؟
هنا رن جرس الباب .. ذهبت ساره وردت من خﻼل
اﻻنتركم .. علمت اه هاني .. ضغطت على الزر
وفتحت له البوابه ..
جيهان : مين ؟
ساره وهي تدخل المطبخ مره اخرى : ده هاني
جاي ياخد ورق يخص الشغل ..
جيهان سريعا : طيب خليكي انتي عشان اﻻكل
مايتحرقش .. وانا هنزله الورق هو فين ؟
ساره : على الكونسول اللي جنب الباب ..
جيهان : طيب هاخد عمر معايا ..
ارتدت زي الصﻼه الخاص بساره وأخذت الملف في
يدها وفي يدها اﻻخرى حملت عمر .. ونزلت
سريعا .. وخرجت من الباب الداخلي للبيت .. وجدته
واقفا عند سيارته .. رآها ذهب اليها ..
هاني مبتسما : السﻼم عليكم
جيهان وهي ﻻ تدري سر كل هذه السعاده :
وعليكم السﻼم .. ازيك ياهاني
هاني : انا تمام .. انتي عامله ايه؟
جيهان : الحمد لله .. معلش ساره ملخومه في
المطبخ ومعرفتش تنزل ..
هاني سريعا : أحسن . إإإإإ قصدي الله يعينها
جيهان : قالتلي اديك الملف ده ..
كان الصغير يرفص بقدمه يريد ان يذهب الى خاله
هاني : طيب هاتي عمر ده شويه واحشني اوي
مد يده وأخذه منها .. وعن دون قصد مسك يدها
التي تحمل بها الطفل .. افلتتها سريعا وعلى وجهها
حمرة الخجل .. بينما هو ود ان يظل ممسكا يدها
مده أطول ... نظر اليها بعمق وفجأه تذكر انه في
بيت صديقه وهو واقف مع أخته .. تنحنح في حرج
وقبل الصغير وأعطى له كيس صغير كان أحضره له
به بعض الحلويات ..
هاني : حاتم رجع يضايقك تاني؟
جيهان : ﻻ انا اساسا مابخرجش .. هو اليوم الوحيد
اللي خرجت معاكوا فيه وبس
هاني بلوم : بس يعني سمعت انك كنتي بتسألي
عليه وعلى شغله .. وكنتي زعﻼنه
جيهان بغضب فقد علمت ان اخيها هو من نقل عنها
هذا الكﻼم : ايوا كنت بسأل ﻻن محمود كان بيتكلم
عن شركه خدتوا توكيلها باين وانا كنت سمعت نفس
الكﻼم من حاتم .. فسألته .. ولما قالي ان شركته
بتخسر دعيتله عشان انا مابحبش الشماته .. لكن
مش زعﻼنه عليه خالص .. انا ماصدقت خلصت
منه .. ربنا يسهله بعيد عني ..
هاني : طيب ماتزعليش انا مش قصدي .. انا بس
خايف عليكي
نطقها بحنان غريب جعل جيهان تشعر بنفس الوخزه
التي شعرت بها عندما بعث لها الرساله في النادي
ابتسمت مره اخرى وقالت : خﻼص محصلش حاجه
هاني وهو ينظر في ساعته : طيب خدي عمر بقى
عشان ماتأخرش على محمود واﻻجانب اللي معاه ..
جيهان وهي تأخذ منه عمر : ربنا معاكوا .
هاني : مع السﻼمه ..
جيهان : مع السﻼمه ..
ركب سيارته وانطلق بها تحت انظار جيهان ..
وهاهي قصة حب جديده تبدأ ..
*******************
أغلقت الهام مصحفها وقال بخفوت : شريف .. انت
نمت وﻻ صاحي؟
شريف وهو مغمض العينين : صاحي .. بس هنام
أهو
الهام : طيب انا هروح اجيب الكافتيريا .. اجيبلك
حاجه من هناك؟
شريف : شكرا ياأمي
الهام : مش هتأخر .. نام وارتاح ياحبيبي
خرجت وتركته نائما – على حسب ما تظن هي –
ولكنه كان يحدث نفسه سرا .. كاد عقله ان يجن من
تصرفها المتلهف على محمود
قال لنفسه : اما اشوف اخرتها معاكي ياغاده ..
***********************
كانت تشعر بالتعب بعد وقوفها مده طويله في
حجرة العمليات .. ورغم ذلك ذهبت اليه قبل
مغادرتها المستشفى كي تكمل فحصها له .. دخلت
عليه وكان بمفرده
غاده : السﻼم عليكم
حرك شريف رأسه تجاه مصدر صوتها ولم يرد
قالت : معلش ماكملتش الكشف .. كان في عمليه
مستعجله
لم يرد أيضا .. واستغربت هي من صمته ولكن
تابعت عملها في ارهاق ..
غاده : كابتن شريف ..
شريف : نعم
غاده : حضرتك تعبان؟
صمت قليﻼ ثم قال في اقتضاب : ﻷ
نظرت له باستغراب .. ثم حملت أغراضها الطبيه
وتأهبت لمغادرة الحجره
قال لها قبل ان تمسك مقبض الباب : مين محمود؟
غاده باندهاش : محمود مين ؟
شريف : اللي جريتي روحتيله قبل ماتكملي الكشف
غاده : جريت اروحله !!!!
حرك رأسه مره اخرى ونظر امامه وفي عينيه نظرة
غضب .. ولم يرد عليها
ساد الصمت لحظات قليله دق قلبها سريعا في خوف
من صمته
قال بخفوت : هو في ايه؟
شريف : خطيبك؟
غاده سريعا : ﻻ .. مش مخطوبه
قال بتهكم : يبقى حبيبك
غاده : ايه اللي بتقوله ده؟ ده واحد معرفه
شريف وبدأ يتكلم بعصبيه : واحد معرفه ؟ ولما
هو واحد معرفه .. فرحتي اوي كده ليه لما
عرفتي انه جه؟
غاده وقد بدأت تنفعل : انت قصدك ايه؟
شريف بأسلوب حاد وجارح: ماهو مش اي حد
معرفه تجري عليه وتسيبي شغلك كده عشان
تروحيله ..
غاده وهي تدافع عن نفسها : الدكتور علي اللي
باعتلي
شريف بسخريه : الدكتور علي باعتك عشان
تشوفيه .. ايه الحﻼوه دي ..
شهقت غاده مره اخرى وهي تضع يدها على على
فمها وقالت : ايه اللي انت بتقوله ده ؟؟ انت فاهم
انت بتقول ايه؟
شريف : لو انتي شجاعه قولي هو مين وايه حدود
معرفتك بيه
غاده : وانت دخلك ايه ؟
شريف : اه دخلي ايه؟ صحيح وانا مالي .. تحبيه او
تصاحبيه انتي حره
وهنا دخلت والدته الحجره وقالت : انت بتزعق ليه
ياشريف صوتك جايب اخر الطرقه
ونظرت لغاده .. وجدت دموعها تمﻸ عينيها ..
الهام : ايه ده انتي بتعيطي ؟
شريف : دموع التماسيح
غاده بصوت متهدج من البكاء : انت زودتها اوي ..
حرام عليك
شريف : دافعي عن نفسك يادكتوره يامحترمه
لم تستطع تحمل كﻼمه الجارح وخرجت سريعا دون
ان ترد .. ركضت الى حجرتها وهي مصدومه من
اسلوبه .. لماذا يظن بها ذلك ؟ هي بالفعل سعدت
لوجود الظابط محمود وقلقت عندما علمت ان الحاله
تخصه .. فهذا الشخص خدمها اكثر من مره وترك
لديها احساس باﻻمان في وجوده .. لماذا تنهال
عليها التهم دائما بما ليس فيها ..
*****************
دخلت المصعد ونزلت الى اسفل .. وعندما فتح بابه
وجدت رامي واقفا منتظرا المصعد .. ابتسم عندما
رآها وقال : ازيك يادكتوره
قالت باقتضاب : الحمد لله
رامي : خير في حاجه ؟ هو شريف كويس
غاده : اه كويس
وهي واقفه تتحدث مع رامي جاء الظابط محمود
وعﻼ .. سلمت عليهم وبدأوا يسألوها عن حالة
ولدهم بعد العمليه .. تنحنح رامي واستأذن من
حوارهم ولكنها استوقفته
غاده : لحظه واحده ياأستاذ رامي
ثم التفتت الى محمود وعﻼ وانهت كﻼمها معهم ...
ثم انصرفوا
قالت له غاده : ده الظابط محمود ابنه جه
المستشفى النهارده في حادثه عريبه وعملناله
عمليه .. ودي مراته مدام عﻼ
رامي : اه .. حمدلله على سﻼمته
غاده : الظابط محمود ده كان ليه جمايل وفضل عليا
كبير اوي لما كنت في تكليفي في محافظة
السويس .. وقف جنبي من غير اي مقابل
وساعدني اتنقل هنا ومن خﻼل معرفته بالدكتور
علي ساعدني اني اتعين هنا .. راجل محترم بمعنى
الكلمه .. هو من السويس وماشفتوش من بعد
مااتنقلت هنا واكيد اول مااعرف انه جه هنا
المستشفى ﻻزم اطمن عليه واخدمه في حالة ابنه
وارد جزء من جماليه
رامي : وحضرتك بتقوليلي الكﻼم ده ليه؟ هو حصل
حاجه ؟
غاده : ياريت تروح تحكي لصاحبك اللي قولتهولك
ده عن الظابط ده ..
رامي : صاحبي مين؟ شريف ؟
غاده : ايوه .. بعد اذنك
نظر لها وهي تمشي بعيدا وقال : ياترى هببت ايه
ياشريف ؟
ذهب اليه .. سلم على والدته وجلس امامه
رامي : هو حصل بينك وبين الدكتوره غاده حاجه
النهارده؟
شريف باتغراب : بتسأل ليه؟
الهام : انا لسه داخله من شويه لقيتها واقفه بتعيط
وهو صوته كان عالي.. وعماله اسأله في ايه وهي
بتعيط ليه مش عايز يرد عليا
كرر شريف سؤاله : انت بتسأل ليه؟
شريف : اصلي قابلتها و ..
روى لهم ماحدث وما قالته له غاده ..
رامي : ايه بقى اللي حصل؟
شريف بندم : اللي حصل اني اغبى انسان في الدنيا
رامي وهو يكتم الضحكه : جديده دي
شريف : وايه القديم ياخفيف
رامي : انك بتحبها
الهام بفرحه : بيحبها؟ بجد ياشريف ؟
شريف : ايوه ياماما بحبها اوي
الهام : بسم الله ماشاء الله .. اهي دي العروسه
اللي انا افرحلك بيها اوي مش شوية المفاعيص
اللي بيجروا وراك .. ياحبيبتي يابنتي .. انا حبيتها
اوي ودلوقتي حبيتها اكتر
شريف بحزن : بس .. انا هببت الدنيا على اﻻخر
معاها
الهام : انت خليتها تعيط ليه ؟
شريف : فاكره لما كانت هنا وانتي كنتي جايه من
بره .. جت واحده بتقولها ان الدكتور علي بيدور
عليها ..
الهام : ايوه
شريف : قالت ان الظابط محمود هنا وهي فرحت
اوي وقلقت لما عرفت ان الحاله تخصه ..
الهام : مخدتش بالي من رد فعلها اوي
شريف : ماعلينا .. هي لم اخلصت العمليه دي
رجعت تكمل الكشف .. زعقتلها وقولتلها كﻼم ..
كﻼم كده يعني ..
رامي : عكيت ؟
شريف : جدا .. قولتلها كﻼم صعب اوي .. قلتلها ده
اكيد حبيبك واالدكتور علي باعتك عشان تشوفيه
ولما حاولت تدافع عن نفسها وتقول انه معرفه
قلتلها وانا مالي تحبيه تصاحبيه انتي حره يادكتوره
يامحترمه .. وبعدين مشيت وهي بتعيط
الهام بغيظ : وقولتلها دموع تماسيح
شريف : يعني اشمعنا دي اللي خدتي بالك منها
رامي : ياخي الله يسامحك انت متهور كده على
طول ؟ دايما اقولك فكر وبعدين اتكلم وبطل سوء
الظن بالناس .. شوف بقى هتصلح اللي هببته ده
ازاي ؟ البنت شكلها ضعيف وﻻ بتستحمل الهوا ..
حرام عليك دي باين عليها واحده محترمه ازاي
تقولها كده؟
شريف محاوﻻ الدفاع عن نفسه : ماهو بردو
ماينفعش واحده تجري وتتلهف على واحد غريب
رامي : ماهو فعﻼ طلع معرفه زي ماهي قالتلك ..
والراجل باين عليه محترم جدا .. على فكره يعني
اي حد بيخدمك بتبقى تتمنى تشوفه عشان تردله
جميله
الهام : فيها الخير .. ربنا يوقفلها وﻻد الحﻼل دايما
شريف بعصبيه : خﻼص بقى اتوا عمالين تقطموا فيا
ماتقولولي حل
رامي : شكلها روحت .. لما شفتها كانت ماسكه
شنطتها ومكنتش ﻻبسه البالطو
شريف وهو يفكر : هات التليفون
مسك رامي الهاتف : التليفون اهو
شريف : اتصل بيها
رامي : الرقم ايه؟
شريف : نعم ياخويا ؟؟ مش انت اللي جايبه اخر
مره ؟
رامي : ماسيفتوش .. وبعدين انت اتكلمت من
تليفونك كتير والرقم مش موجود ..
شريف بعصبيه : وانت بذكائك ده ماسيفتوش ليه؟
رامي : ايه ده انت زعلت .. خﻼص خﻼص .. واااادي
الرقم ياسيدي
شريف : جبته ازاي؟
رامي : بشتغلك ياعم انا مسيفه من ساعتها
شريف : تصدق موتك هيبقى على ايدي .. ده وقت
هزار ؟؟
رامي : زعق كمان زعق كمان خليها تفتح الخط
وانت بتجعر كده
خفض صوته وقال بخفوت : انت بتتصل ؟
رامي بضحك : ﻻ ههههههههههههههههههههه
شريف : ياض يابن ال .. يامستفز ..
رامي : ايه اﻻدب اللي نزل عليك فجأه
وقال مقلدا اياه : انت بتتصل ؟
هههههههههههههههههههههه الحب ده بيربي الواحد
والله
شريف : خلصت استظراف
رامي : خلصت
شريف : ممكن تتصل ؟
رامي :ممكن ..
اتصل عليها .. ووضع التليفون على اذن شريف
وقال : بيرن
انتبه شريف واستمع الى صوت الرنين .. وسمع
صوتها ..
*************************
وصلت الى منزلها .. دخلت الى حجرتها دون ان
تسلم على جيهان التي وجدتها في الصاله .. ندهت
عليها ولكنها لم ترد .. دخلت ورائها .. وجدتها تبكي
على السرير ..
جيهان : مالك ياغاده فيكي ايه؟
غاده وهي مستمره في البكاء : مفيش .. مفيش
حاجه
جيهان : طيب طيب ماتتكلميش ..
وخرجت أحضرت لها كوب من الماء .. أسقته لها ..
هدأت غاده قليﻼ
جيهان : شريف مش كده؟
نظرت لها غاده وأومأت برأسها
جيهان : ممممم بدأنا
غاده : بدأنا إيه؟
جيهان : النكد بتاع الحبيبه
غاده : انتي مصدقه انه بيحبني ؟
جيهان : طب قولي بس ايه اللي حصل
روت لها غاده ماحدث ..
غاده : وده هو اللي حصل
نظرت لجيهان لتسمع رأيها .. وجدتها تنظر لها وهي
مبتسمه ثم ضحكت بسعاده
غاده بضيق : انتي بتضحكي عليه ؟؟ على الموقف
الزباله اللي كنت فيه؟
جيهان : انتي غبيه ؟ ﻻ بجد انتي غبيه ؟ انتي
مافهمتيش من كل ده انه بيحبك وبيغير عليكي؟
غاده : والله انتي اللي باين عليكي مش فاهمه
حاجه .. يابنتي ده بهدلني خالص وقالي كل اللي
قولتهولك ده
جيهان : بهدلك اه .. ماهو الحب بهدله
ههههههههههههههههههههههههه ..
غاده : تصدقي انا غلطانه اني بحكيلك
جيهان : خﻼص خﻼص هتكلم جد .. انا فعﻼ اتكلمت
جد .. الغيره واحده عند كل الرجاله بس رد الفعل
بيكون مختلف .. مش عارفه ليه انا حسه انه لو
قادر يقوم من السرير كان قام وضربك
غاده : عايزه تقولي ايه؟
جيهان : عايزه اقولك انه بتصرفاته غيران عليكي ..
الراجل لما يحس ان في راجل تاني في حياة الست
اللي بيحبها يبقى عامل زي المجنون وممكن
يتصرف ويقول كﻼم اكتر من كده
غاده : واﻻحتمال التاني؟
جيهان : مفيش احتمال تاني .. هقولك بس نفترض
حاجه تانيه .. انه مابيحبكيش .. يبقى الظابط محمود
او غيره جه وكلمك وانتي كلمتيه قدامه .. وﻻ
هيحس باي غيره .. انما اللي عمله ده يثبت
كﻼمي .. ولو ان يعني فعﻼ كﻼمه كان جارح وحاجه
زي دي ماتتفوتش .. بس بعديين نبقى نتحاسب ..
المهم دلوقتي انا اتأكدت انه بيحبك .. الحمد لله ربنا
يكرمك ياحضرة الظابط جيت في وقتك
غاده : ياشيخه حرام عليكي .. ده الراجل ابنه عامل
حادثه
جيهان : مصائب قوم عند قوم
غاده : خﻼص الموضوع ده مش هاممني بالمره ..
انا خﻼص كرهته كرهته
جيهان وهي تضحك أكثر : انتي بتحبيه وهو بيموت
فيكي .. وابقي تعالي اضربيني لو انا غلطانه
غاده : مش قادره انسى اللي قاله وﻻ انسى بصته
جيهان : وهتعملي ايه؟
قبل ان ترد رن هاتفها ..
غاده : رقم غريب
جيهان : طب ردي
غاده وهي ترد : السﻼم عليكم
لم تجد رد .. أعادت : السﻼم عليكم .. الو .. الو
هزت كتفيها وأغلقت الخط
جيهان : مين؟
غاده : محدش رد
جيهان طيب يﻼ ننام
تركتها ووقفت لتغيير مﻼبسها .. عادت جيهان
كﻼمها على نفسها مره اخرى عندما قالت " الراجل
لما يحس ان في راجل تاني في حياة الست اللي
بيحبها يبقى عامل زي المجنون وممكن يتصرف
ويقول كﻼم اكتر من كده " لم تدري لماذا تذكرت
موقف هاني معها في النادي عندما رآه مع حاتم ..
قالت لنفسها : معقول يكون هاني ... !!!
*********************
حرك رأسه .. فأبعد رامي الهاتف من على أذنه
وقال : في ايه؟ مابتردش؟
شريف : ﻻ ردت ..
الهام : وماكلمتهاش ليه؟
شريف بشرود : مش عارف ..
وقال لنفسه سرا : سرحت في صوتها وكنت عايز
اسمعها هي بس
رامي : اتصلك بيها تاني؟
شريف : ﻻ
الهام : طيب نام دلوقتي وبكره ربنا يحلها .. انا
هروح ابات الليله في البيت ورامي هيبات معاك
هنا .. معلش ياشريف الشغاله جايه من بدري
والشقه محتاجه تتقلب ..
شريف : وﻻ يهمك ياماما
الهام : وهرجع باذن الله اخر النهار
رامي : قبل ما تخلصي ياطنط كلميني وهعدي
اجيبك هنا
الهام : ربنا يخليك لينا يارامي .. مش عارفه من
غيرك كنا هنعمل ايه
رامي : شريف اخويا وحضرتك زي والدتي بالظبط
احنا اهل وجيران من زمان
ظلوا يتحدثوا ويتبادلون المجامﻼت بينما هو في
عالم اخر .. في صوتها .. كان مغمض العينين
يتخيلها وهي تتحدث .. صوتها يشوبه رجفة البكاء ..
تخيلها مﻼك برئ .. جالسه تبكي ضامه ركبتيها الى
صدرها .. ترفع عينيها البريئتين المليئتين بالدموع
وتنظر له بلوم شديد .. حاولت الدفاع عن نفسها
ولكنه لم يعطي لها لفرصه ..يالك من عنيد غبي
ويالها من رقيقه حساسه .. اذيتها بكﻼماتك الجارحه
القاسيه .. ولكن هل قلبها يقبل ان يغفر له
ذلته ؟؟ كانت الفرصه بيدك عندما حادثتها في
الهاتف .. لماذا لم تكمل معها الحوار .. على اﻻقل
كانت ستبيت ليلتها وكرامتها مصانه ومردوده لها ..
قفزت في عقله فكره .. فقال فجأه : رامي
رامي وهو نائم على السرير المجاور له : انت
صحيت ؟
شريف : ماما فين؟
رامي : مشيت يابني من شويه
شريف : هات التليفون
رامي : يووووه تاني .. بكره بقى بكره .. عايز
انام
شريف : قوم بقى هاته وتعالى قرب
قام شريف من نومته وهو يتثائب ويتمتم : حسبي
الله في دي صحوبيه
شريف : اخلص
رامي : ادي التليفون .. اتصل؟
شريف : ﻻ .. افتح الرسايل
رامي : رسايل ايه ؟ هتبعتلها رساله؟
شريف : ﻻ بقولك افتح الرسايل عشان ابعتلك انت
الرساله .. ماتسمع الكﻼم وانت ساكت
رامي بتململ : فتحت الرسايل
شريف : اكتب " أنا آسف .. شريف"
رامي : كتبتها .. ابعت ؟
شريف : دوس
بعث لها الرساله .. ثم قال بسخريه : وهي انا
اسف دي كفايه على اللي انت قلته ؟ المفروض
تعتذر بكﻼم تاني
شريف بغيظ : وماقلتش الكﻼم ده ليه قبل ما
ابعتها ؟
رامي : انا مش مركز وعايز انام اصﻼ
شريف : طيب طيب افتح رساله جديده واكتب اللي
هقولهولك وارجع نام
رامي : ها قول
شريف : اكتب ياسيدي ..
***************************
كانت غاده نائمه بجوار جيهان .. وبعد ان فكرت
قليﻼ في شريف كعادتها قبل النوم .. بدأ النوم
يتسلسل الى جفونها واستسلمت له .. استيقظت
على صوت رساله .. التقطت هاتفها من على
الكمودينو .. وفتحتها وهي مغلقه عين وفاتحه
عين .. قرأتها .. جلست فجأه وهي غير مصدقه ما
تقرأه .. وقفت وفتحت النور وقرأت الرساله مره
اخرى .. عبثت في شعرها بركه عصبيه .. ثم
حاولت ان توقظ جيهان وقالت لها
غاده : جيهان .. جيهان .. اصحي يابت عايزه اقولك
حاجه
جيهان وهي نائمه قالت : في التﻼجه في التﻼجه
غاده : تﻼجة ايه؟
جيهان : الميه في التﻼجه والريموت على الكنبه
غاده : الله يخربيتك ياشيخه انتي بتحلمي ..
قووومي بقولك
قرصتها في يدها فقامت جيهان مفزوعه : ايه في
ايه؟
غاده : اصحي يابت في رساله وصلتني
جيهان : رسالة ايه؟
غاده : فاكره الرقم اللي رن عليا ورديت محدش رد
عليا
جيهان : ايوه
غاده : الرقم ده طلع بتاع شريف .. بصي بعتلي
رساله يقولي ايه
قرأتها جيهان بلهفه : انا اسف .. شريف
ضحكت جيهان وقالت : والله مكتوبالك ياغاده ..
الواد طب خﻼص
غاده باستغراب : مين اللي كتبله الرساله دي؟
جيهان : اه صحيح .. مامته مثﻼ؟
غاده : مفيش غيرها هي اللي بتبات معاه ..
مفيش احتمال غير كده ..
جيهان : طيب ماتصلش تاني ليه؟
غاده : يتصل دلوقتي ؟ الساعه عدت واحده
جيهان : طيب ماهو بعت رساله .. ايه الفرق؟
غاده : والله ماعرفش بقى قصده ايه ..
جاء صوت رساله اخرى .. والهاتف مازال في يد
جيهان .. خطفته غاده سريعا من يدها وفتحت
الرساله .. نظرت معها جيهان على محتوى الرساله
" اوقات بنغلط في أعز الناس ونجرحهم .. ونندم
على جرحهم .. بس عارف ان قلبك كبير
وهتسامحيني .. ولو عرفتي ليه انا قلتلك كده ..
عتعذريني .. شريف "
قرأتها غاده ولم تشعر بقدميها جلست بجوار جيهان
على السرير وقال في سعاده : يالهووووووي ..
شريف بيقولي انا الكﻼم ده ؟؟؟
جيهان : ياجيهان ياجامده .. مش قلتلك ان كﻼمي
صح وانه بيغير عليكي
غاده : اقري تاني الرساله يمكن انا هييست وقلت
كﻼم غير المكتوب
جيهان : اقولك انا ايه اللي بين السطور .. هو
بيقولك بحبك .. بس كده
غاده بسعاده وهي تقفز على السرير : ده بيقولي
أعز الناس .. انا .. انا مش مصدقه .. انا ياجي
جي ؟ انا ااعز الناس عنده ؟ بيحبني انا ؟
جيهان وهي تمسكها من كتفيها وتقول ضاحكه :
انتي هتتجني يابت .. اعقلي واهدي الله يخليكي
وتعالي نشوف هنعمل ايه؟
غاده : اعمل ايه ابعتله رساله وﻻ قصدك ايه؟
جيهان : ﻻﻻﻻﻻ رسالة ايه؟ وﻻ كأنك شوفتي
الرساله .. انتي كأنك في سابع نومه والرسالتين
جم وماتقروش كمان
غاده : ايه الحوارات دي بقى ؟
جيهان : اسمعي كﻼمي
غاده : طيب انا اروحله بكره عادي وﻻ ماروحش؟
جيهان : روحي ونص واعملي فيها من بنها كمان
غاده : ماتخليني ماشيه ورا قلبي وبﻼش الحوارات
والخطط دي ..
جيهان : وﻻ خطط وﻻ غيره .. بس عشان الموضوع
يمشي مظبوط
غاده : ماشي ماشي .. هاتي اقرا الرساله تاني انا
مش مصدقه عنيا ..
جيهان : خدي ياختي التليفون خليه يبات في حضني
اخذت التليفون واغلقت النور وبالفعل قرأت الرساله
فوق الخمسين مره ثم قبلت هاتفها قبله طويله
واخذته في حضنها ونامت وضحكتها على وجهها ..
************************
رامي : ياسﻼم على الكﻼم .. انت اتعلمت الكﻼم ده
فين .. دانت كﻼمك كله دبش وطوب وزلط
شريف : الدبش ده ليك مش لغاده
رامي : ماشي ياسيدي .. بس عارف .. انا اتمنالك
فعﻼ انك ترتبط بالبنت دي .. انا عرفت انواع كتير
من البنات واخيرا لما استقريت على واحده اتخدعت
فيها .. وماخبيش عليك انبهرت بجمالها وشياكتها
ولباقتها .. بس كل ده نزل على فاشوش .. واقدر
اقولك ان غاده عكسها وعكس اي واحده شفتها قبل
كده .. محترمه وعلى طول بصه في اﻻرض
وكﻼمها قليل ..
شريف : خﻼص بقى ماتتكلمش عليها كده انت
حتحبها وﻻ ايه ؟
رامي : انت هتطلعهم عليا .. خﻼص ابقى شوف
مين هيبعتلك الرسايل
شريف : خﻼص ياسيدي متشكرين
رامي : طيب عايز انام بقى هتبعت رسايل تانيه؟
شريف : تفتكر قريتهم وﻻ تكون نايمه دلوقتي؟
رامي : نايمه نايمه نايمه . كل الناس نايمه اﻻ
انا .. عندي شغل الصبح .. عندي شغل عندي شغل
عندي شغل .. أغنيهالك .. الله
شريف بضحك : خﻼص روح نام .. كفايه عليك كده
ونام الصديقان ...
*****************************
جاء صباح اليوم التالي ..
استيقظ رامي وشريف ..
شريف : هتروح الشغل دلوقتي؟
رامي : ﻻ خدت اجازه النهارده ..
عشان اشتغلك جليسة اطفال
شريف : عارف اول حاجه هعملها
لما اخف خﻼص واقدر اقف على
رجلي ايه؟
رامي : ايه؟
شريف : اديك علقه محترمه .. افش
فيها غلي
ضحك بشده ثم قال : هي الدكتوره
هتعدي امتى؟
شريف : بتيجي بعد العصر
رامي : وهتعمل معاها ايه؟
شريف : هجيب من اﻻخر .. هقولها
بحبك وعايز اتجوزك .. كفايه بقى
تضييع وقت
رامي : مش تستنى لما تعمل
العمليه اﻻول
شريف : عملية ايه ؟
رامي بتردد : عينك ..
شريف : هي ممكن ترفضني عشان
مابشوفش؟
رامي : لو بتحبك .. هتوافق عليك
وانت في اي حال .. بس انا بقول
تستنى عشان تكون عارف راسك
من رجلك .. ومستقبلك يكون واضح
قدامك .. يعني ممكن تكمل في
الكوره لو العمليه نجحت ولو
ﻻقدر الله محصلش نصيب .. تأمن
لنفسك مصدر دخل تاني وبعدين
تتكلم معاها بقلب جامد
شريف : تفتكر ؟
رامي : ده رأيي ..
شريف : طب والرسالتين بتوع امبارح
رامي : انا بتكلم عن الجواز .. قرار
ﻻزم ياخد تفكير ووقت منك ومنها ..
اديها فرصتها تفكر .. ممكن
تقولها انك بتحبها .. انما استنى
ماتعرضش عليها الجواز دلوقتي
شريف : طيب .. ربنا يسهل
******************
جاء وقتها .. وقفت امام الباب ..
طرقته بخفه .. انتبه شريف .. دخلت
بهدوء .. القت السﻼم .. رد
عليها .. استأذن رامي وخرج من
الحجره .. شعرت انه اتفاق بينه
وبين شريف على ذلك .. لم تعر
ذلك انتباها وتعاملت كأن شيئا لم
يحدث كما أوصتها جيهان ..
شريف بصوت هادئ وعميق : وصلتك
الرساله؟
ابتسم غاده ولكنها قالت بلوم : يعني
انت اللي باعتهم؟
شريف : وانتي تعرفي شريف
غيري؟
غاده : تاني؟
شريف : وتالت ورابع
غاده : يعني ايه؟
شريف بجديه : غاده .. ممكن اتكلم
جد شويه وتسمعيني لﻼخر
غاده بتردد : اتفضل .. بس .. بس
شريف : بس ايه؟
غاده : بس ماتتجاوزش في الكﻼم
بعد اذنك
شريف : غاده .. انا دايما عصبي
وبتسرع في كﻼمي .. بس ده بيكون
بدافع حاجه من جوايا .. حاجه
بتخليني خايف على اللي بتعصب
عليه .. يعني ممكن اكون خايف
عليكي وعشان كده ازعقلك ..
امبارح اول ماسمعتي اسم واحد تاني
وانتي جريتي عليه وسيبتيني .. ايوه
هقول جريتي عليه .. انا
اتضايقت .. ليه تروحيله باللهفه دي
وانتي معايا .. اكيد فهمت عذرك لما
رامي حكالي اللي قولتيهوله
.. لكن انا ليا عذري .. فهمتيني ؟
غاده وهي تسمعه ودموع الفرحه
تمﻸ عيناها قالت بصوت مبحوح :
فهمت ايه؟
شريف : غاده .. انا بحبك .. بحبك
من غير مااشوفك .. كل يوم يعدي
عليا وانا معاكي بيزيد حبي
ليكي .. اعرفي ياغاده اني غيرت
عليكي لما روحتي للظابط ده .. وانا
اسف تاني على الكﻼم اللي
قولته .. بس ده كان بدافع حبي
ليكي ..
انهمرت دموع السعاده اكثر واكثر ..
لم تستطع ان تعلن عن فرحتها بأكثر
من الدموع ..
شريف : ساكته ليه ؟ ردي عليا
وريحي قلبي ..
غاده : طيب مانت كنت متجاوب مع
صفيه وكمان بنات خالتك دول كانوا
بيكلموك عادي وانتي
بتضحك معاهم عادي
شريف بضحك : انتي شوفتينا من
بره مش كده؟
غاده : ايوه
شريف : التﻼته اخواتي في الرضاعه
على فكره ..
غاده بسعاده : بجد؟
شريف : بجد .. وهتعرفي بنفسك
لما تتعرفي عليهم
ثم قال : غاده ..
غاده : نعم
شريف : ماسمعتش منك رد على
كﻼمي ..
تنحنحت غاده وقالت : رد ايه؟
شريف : حبي ليكي ؟ في امل وﻻ
حب من طرف واحد ..
غاده : انا .. انا .. ﻻزم امشي .
شريف : ﻻ ماتسيبينيش كده ..
ارجوكي .. استني .. غاده انتي
مشيتي؟
غاده : ﻻ انا هنا ..
شريف : في أمل ؟
غاده : انا عمري ما اتحطيت في
الموقف ده .. وﻻ عمري سمعت
الكﻼم ده من حد . ماديتش فرصه
ﻻي حد يقرب مني .. مش عارفه ايه
اللي خﻼني استنى واسمع كﻼمك ..
فهمتني ؟
شريف واﻻبتسامه تعلو شفتيه :
فهمتك ..
غاده : همشي عشان اكمل شغلي ..
شريف : ماشي .. خدي بالك من
نفسك
غاده : وانت كمان .. مع السﻼمه
شريف : سﻼم
وغادرت .. وهكذا اعترف لها بحبه
دون التطرق لموضوع الزواج .. وهي
أيضا صرحت بحبها
بطريقه خفيه ذكيه لم تخدش حياؤها
او تتخلى عن مبادئها وأدبها .. لم
تقل له كلمه بحبك فهي قالتها
بينها وبين نفسها كثيرا .. ولكن ﻻ
تستطيع التفوه بها امامه ..
***********************
رامي : يابن اللعيبه .. يامحظوظ
شريف : قر بقى قر .. هو اللي انا
فيه ده سببه القر
رامي : ياشيخ اتلهي دانا اللي
ممشيلك تﻼت اربع الموضوع
شريف : مقدرش انكر الحقيقه ..
اخدمك في جوازك ان شاء الله
رامي : هﻼقيها ان شاء الله .. اكيد
في واحده مكتوبالي .. بس هي
فين .. لله اعلم
شريف : ششش اسكت بقى
ماتتكلمش كتير .. سيبني افكر فيها
شويه .. امشي بقى روح شوف
حاجه
اعملها
رامي : هروح اجيب طنط واجي
وعدين اروح بيتي بقى
شريف : ماشي ماشي
رامي : سﻼم
وعندما جاءت الهام .. حكى لها
شريف ماحدث وقال انه صارحها
بحبه وهي لم ترد عليه بنفس
الصراحه ولكن باسلوب متواري
ومهذب .. فرحت الهام كثيرا .. دعت
لهم بصﻼح الحال وان
يجمعهم الله على خير في حﻼله ..
**********************
جيهان : مش ممكن .. الموضوع كبر
اوي .. ايه التطورات دي
غاده بسعاده : انا مش مصدقه
نفسي من ساعتها .. حسه اني
اخترعت الحوار ده من دماغي .. بس
فعﻼ هو قالي كده
جيهان وهي تحتضنها : الف مبروك
ياغاده .. انا مبسوطه اوي اوي
غاده : وانا كمان .. بس مش عارفه
ازاي هكشف عليه بعد كده !! حسه
اني هكون مكسوفه اوي
جيهان : هههههههههههههههههه
اعتذري عن حالته تاني
غاده : اعتذر ايه .. ده الوقت الوحيد
اللي بشوفه فيه .. تقوليلي اعتذر
جيهان : طيب وهتعملوا ايه بعد كده؟
غاده : ايه بعد كده؟
جيهان : ماقالكيش مثﻼ عايز اخطبك
او اكلم اهلك .. كده يعني ؟
غاده : ﻻ مقاليش .. هو في ايه وﻻ
في ايه !!
جيهان : ايوه صح .. بصي انتي
روحي عادي كل يوم .. بس
ماتخليهوش يسمعك كﻼم حلو
خالص ..
ماتديلوش فرصه خالص وﻻ تسمعي
كﻼم قلبك وترضي ..
غاده : انتي عبيطه يابنتي ؟ انا مهما
حبيته عمري ماهسمح بكده ..
جيهان : ربنا يوفقك ياروحي .. يﻼ
بقى جهزي نفسك عشان حجزت
نروح دلوقتي عند دكتور كويس
اوي .. دكتور جلديه .. يعالج الحبوب
اللي في وشك ويكتبلك على كريمات
او اي حاجه تحمي وشك
من الشمس
غاده : اه ماشي .. ربنا يخليكي ليا
ياجي جي ويارب افرح بيكي قريب
يارب
جيهان : هاااانت .. يارب ..
غاده باستغراب : تقوليش العرسان
واقفه عالباب ؟
جيهان : بس احس اني بقيت حره ..
وبعدين مش عايزه حاجه من الدنيا
غاده : ربنا يوفقك للي فيه الخير ..
وبالفعل ذهبت معها الى الدكتور
وبدأت معه رحلة عﻼج لن تطول
كثيرا ..
ووعدتها جيهان ان يذهبوا ايضا
باستمرار لمركز تجميل ونادي
صحي .. للمحافظه على البشره
والشعر واللياقه والرشاقه ..
عادت غاده منهكه ومعها كريمات
ومراهم أوصى بها الدكتور .. رصتهم
على تسريحتها ..
قالت جيهان : اوعي تنسي تعلميات
الدكتور
غاده : ﻻ حفظتهم .. مممم بقولك
ايه ..
جيهان : ايه؟
غاده : ماتديني قميص من بتوعك انام
فيه النهارده
جيهان : ألللللعب
هههههههههههههههههههه
غاده : طب مش عايزه منك حاجه
وقفت جيهان وفتحت الدوﻻب وقالت :
الرف ده فيه حاجات هتعجبك ..
والباقي ماتقربيش ليه .. لما
تتجوزي هننزل نجيب زيه واكتر
غاده : طيب هروح اخد دش واجي
أخذت غاده حمامها وخرجت .. دخلت
وارتدت احدى القمصان القطنيه
القصيره نوعا ما ... ملتصق على
جسدها من أعلى وواسع قليﻼ من
اسفل .. شكله جميل جدا عليها ..
فهي تبدو كممثﻼت
المسلسﻼت وهم يقومون بدور فتاه
في حجرة نومها .. اذن فهي يمكن
ان تبدو كالممثﻼت او كالفتايات
الجميﻼت .. اذن فهناك مواطن جمال
اخرى في الفتاه غير وجهها .. قررت
ان تبدأ في اﻻهتمام بنفسها
من كل النواحي .. فهي لم تهتم
يوما ببشرتها او بنعومة يديها
وقدميها .. ثم ذهبت الى دوﻻبها
والتقطت قميص آخر من قمصان
جيهان .. وكان من النوع اﻻخر
الخاص بالزوجات .. وجدته قصيرا
جدا وبه فتحات في اماكن غريبه ..
شهقت ووضعته سريعا مكانه
وقالت : يالهوي هما المتجوزين
بيلبسوا الحاجات دي ازاي؟
ثم ذهبت الى السرير سريعا وهي ﻻ
تستطيع ان تتخيل نفسها ترتدي مثل
هذه اﻻشياء حتى لو تزوجت
شريف .. ضحكت في سرها على
منظرها هكذا .. ثم نامت أخيرا
وتخلل نومها الكثير من اﻻحﻼم
وبالطبع بطل اﻻحﻼم هو الكابتن ..
مرت اﻻيام .. تتابع بانتظام
الكريمات والمراهم التي اوصى بها
الدكتور والتي بالفعل ادت الى نتيجه
هائله .. فقد ازالت معظم الحبوب
بوجهها واعادت اليه نضارته ورقته
وذهبت الى مركز تجميل
لتداوم على حمامات كريم وعنايه
بشعرها التالف وغيرت في لونه
ايضا واعطته قصه جديده لم
تقصر من طوله وانما جددت في
شكله واشتركت مع ساره وجيهان
في نادي صحي يذهبوا اليه مرتان
في اﻻسبوع .. ومن ناحيه اخرى
تتابع تجهيز عيادتها والتي قررت ان
تفتتحها قبل سفرها والذي
اقترب هو اﻻخر .. ولكن الموضوع
اﻻهم وهو شريف .. تراه يوميا
خﻼل ايام عملها .. تسرق من
بين ساعات اليوم الممله الطويله ..
أحلى اللحظات معه .. تسمع صوته
وصوت ضحكته واحيانا يلقي
على مسامعها كلمه او كلمتين تجعل
قلبها يطير فرحا ولكنها ترد عليه
بتحفظ رغم انها تود ان تسمع
المزيد والمزيد ..
اما جيهان فكانت قصة الحب الصامته
بينها وبين هاني .. لم يتطور اﻻمر
فيها اﻻ ببعض النظرات
والكلمات البسيطه التي يقولها لها
هاني باسلوب تشعر به انه يخصها
وحدها .. وكان هذا يسعدها ..
جاء موعد فك الجبس على صدره ..
الدكتور علي : معلش ياكابتن الجبس
خد اكتر من شهرين واحنا كنا
واعدينك بشهر واحد
شريف : وﻻ يهمك ياكابتن .. كفايه
تعبك معايا
وفي وجود الدكتور علي وغاده
والهام .. تم فك الجبس من عليه
وقال الدكتور علي : انت هتفضل
تحت المﻼحظه يومين او اكتر معانا
عشان نشوف حركتك هتبقى
طبيعيه وﻻ ايه .. وبعدين ممكن
تروح واﻻفضل انك تبقى في البيت
بكرسي متحرك .. عشان يسهلك
شريف : اللي تشوفه يادكتور
ابتسم له الدكتور علي .. فقد تغير
ردود فعله عن ذي قبل تماما ..
وانصرف الدكتور علي برفقة غاده ..
التي سعدت من ناحيه بالتطور
اﻻيجابي لحالة شريف ومن
ناحيه اخرى تشعر بالحزن لمغادرته
المستشفى عن قريب
غاده : ان شاء الله هفتح العياده
النهارده اول يوم
الدكتور علي : الف مبروك ياغاده ..
انتي شاطره وموهوبه .. وانا
اتوقعلك مستقبل باهر باذن الله ..
بس انتي مش كنتي ناويه تفتحيها
بعد ماترجعي
غاده : الدكاتره اللي معايا هيفتحوا
النهارده قلت ابدأ معاهم على بركة
الله
الدكتور علي : تخصصهم ايه؟
غاده : واحده نسا وتوليد وواحد
أطفال
الدكتور علي : وانتي عظام ..
حلو .. عياده دمها خفيف
ضحكت غاده وقالت : انا عايزه
استأذن حضرتك لو ينفع انقل
صباحي .. عشان الحق بعد كده
اخلص
هنا واروح البيت ازاكر شويه وبعدين
العياده بليل
الدكتور علي : ااااه ماتفكرنيش
بالطاحونه دي .. بس ﻻبد منها ..
ربنا يعينك .. ابدأي بكره صباحي
وتوكلي على الله
غاده : ونعم بالله .. شكرا يادكتور
وبالفعل كان اول يوم لها في العياده
الجديده هي وزميلها وزميلتها ..
جائها بوكيه ورد كبير وبه كارت
مكتوب عليه " مبروك عليكي العياده
ياأحلى دكتوره .. بحبك "
ﻻ استطيع وصف السعاده التي
شعرت بها غاده .. فكانت كمن ملكت
كل شئ في العالم .. تود ان
تحتضن وتقبل كل الناس .. سعيده ..
هي بالفعل سعيده .. وﻻ شئ
ينقصها سوى رؤيتها الدائمه
لشريف
قالت في سرها : يارب اجمعني بيه
على خير يارب
*****************
جاء يوم مغادرته .. دخلت عليهم
وهي حزينه .. وجدته يرتدي ترننج
رياضي وجالس على كرسي
متحرك .. قالت بهدوء : حمدلله على
سﻼمتك
شريف : الله يسلمك
الهام : الله يسلمك ياغاده .. اقعدي
ياحبيبتي عايزه اتكلم معاكي
جلست غاده على المقعد الموجود ..
غاده : خير
الهام : بصي بقى .. شريف قالي
من زمان على اللي قالهولك قبل كده
نظرت غاده فورا الى اﻻسفل
واحمرت مجنتيها سريعا ..
اكملت الهام : وقبل مانمشي من
المستشفى .. انا عايزه اجي اتعرف
على مامتك ونتقدم رسمي ..
ونتفق على كل حاجه
وقفت غاده مرتبكه وهي ﻻ تدري
ماذا تقول
وقفت على اثرها الهام وقالت : انا
عارفه انه مايصحش نتكلم هنا في
موضوع زي ده ..
شريف : هي بتتكسف كده على طول
ياماما .. ودي اكتر حاجه بحبها فيها
الهام معاتبه : بس بقى ياولد انت
قاصد بقى
غاده وهي في قمة الحرج فهو
يسمعها هذا الكﻼم امام والدته ..
كادت ان تبكي لوﻻ ان قال : خﻼص
ماتزعليش بهزر معاكي
اكسبت صوتها بعض الجديه : هو انت
عارف عني وﻻ عن اهلي اي حاجه
عشان تتنقل للخطوه دي؟
شريف : يهمني اعرف ومنك دلوقتي
دعتها الهام للجلوس : تعالي اقعدي
بس واقوليلي
روت لها وله غاده عن تفاصيل حياتها
التي عاشتها مع امها وابيها الى انت
توفت امها وبعدها ابيها
وذهبت للعيش مع عمها واسرته
وتوفى عمها ايضا واﻻن تعيش مع
زوجة عمها وابنتها ويسكن فوقهم
ابن عمها وزوجته وابنهم الوحيد
طلبت الهام من غاده ان تستأذن
زوجة عمها ان تزورهم بعد يومين
لتتكلم معها بشكل رسمي ويتفقوا
على ماسيحدث بعدها
*****************
جاءتهم الهام ... وجلست مع فوزيه
والتي علمت بالموضوع من غاده قبل
الزياره .. كانت جلسه
نسائيه .. الهام وفوزيه وغاده
وجيهان وايضا ساره .. الهام : انا
ماشفتش في ادب الدكتوره ..
حقيقي
البنات اللي زيها نادر تﻼقيهم
فوزيه : ده من ذوقك يافندم والله
واحنا سعداء جدا بتشريفك وطلبك ده
الهام : يعني افرح شريف ؟
نظرت فوزيه لغاده نظرة ضاحكه
وقالت : اكيد .. باذن الله
الهام : انا عارفه ان اﻻتفاق هيكون
بينه وبين البشمهندس محمود بس
حضرتك عارفه اﻻصابه اللي
في رجله .. هو بس مارضيش يأجل
زيارتي على اﻻقل عشان يبقى الكﻼم
رسمي
ثم نظرت لغاده وقالت : خايف حد
غيره يجي يخطفها قبله
جيهان : اطمنك ياطنط .. غاده مش
ممكن توافق على حد غير الكابتن ..
القلب ومايعشق بقى
فوزيه : طبعا احنا مقدرين انه مش
هيقدر يجي بسبب الجبس .. وانا
بقترح ان محمود يروح يزوره
ويتعرف عليه اكتر .. ومحمود اكيد
هيرحب باﻻقتراح ده
الهام : يشرف وينور اكيد .. يااهﻼ
وسهﻼ بيه وياريت حضرتك والبنات
تيجوا معاه وتنورونا كلكوا
فوزيه : خليها مره تانيه .. خلي دي
للرجاله براحتهم
الهام : اللي حضرتك تشوفيه ..
ثم قبلتها وقالت : عقبال ما تنوري
بيتنا ياغاده وانتي في ايد شريف
يارب
الجميع : يااارب
بعد ذهاب الهام وقبل ان تنام
غاده .. اتاها اتصال من شريف ..
ردت بسعاده : السﻼم عليكم
شريف : وعليكم السﻼم ياروح قلبي
غاده : ﻻﻻﻻ ارجوك ماينفعش كده
شريف : ماينفعش ايه .. مخﻼص
غاده : ﻻ مايصحش وﻻ يجوز كمان
شريف : امال امتى يجوز بقى
غاده : بعدين
شريف : ماما جايه مبسوطه اوي من
عندكوا .. بتقول عليكوا ناس
محترمين ومرتاحه ليكوا اوي
غاده : طبعا بﻼ شك كلهم حبوها ..
طنط تتحب من غير ماتتكلم
شريف : طيب وانا؟
غاده برقه : انت ايه؟
شريف : بتحبيني ياغاده؟
ودت لو صرخت له : بحباااااااااااااك
بعشقك وبموت فيك ..
ولكنها صمتت ورد هو وقال : نفسي
اسمعها منك قبل ما اموت
غاده سريعا : بعد الشر عليك
شريف : هتسافروا امتى ؟
غاده : بعد اسبوعين ان شاء الله
شريف : كان نفسي اكون معاكوا
قالت تلقائيا : ياريت
شريف : تتعوض ياحبيبتي السنه
الجايه نحج مع بعض
غاده : يارب
شريف : رامي هيجيبني المستشفى
اﻻسبوع الجاي .. ﻻزم تكوني
موجوده
غاده : اكيد ان شاء الله هستناك
شريف : مع السﻼمه ياأحلى حاجه
حصلتلي في حياتي
غاده : شريف .. قلنا ايه؟
شريف : مش قادر بقى امسك نفسي
غاده : ﻻ امسك نفسك عشان ربنا
يباركلنا
شريف بسعاده : ربنا يخليكي ليا
ويباركلي فيكي .. تصبحي على خير
غاده : وانت من اهله
انهت معه المكالمه وبالفعل . قام
محمود بزيارته في منزله وتعرف
عليه اكثر .. واتفقوا على ان
الخطبه الرسميه ستكون بعد عودتهم
من السفر مباشرة .. وقام بزياره
اخرى له قبل السفر بيوم
وصحبته فوزيه وغاده فقط ..
سلمت على الهام وهي تبكي على
فراقها ..
غاده : خﻼص ياطنط ماتعيطيش انا
عى تكه والله وهعيط انا كمان ..
الهام : تروحي وترجعي بالسﻼمه
يابنتي .. ادعيلي وادعي لشريف
بالله عليكي
غاده : من غير ماتقولي اكيد
ماعنديش اعز منكوا
جلست بجواره على كرسي ببهو
منزلهم ..
غاده : خد بالك من نفسك ..
شريف : خدي بالك انتي من
نفسك .. اوعي تسيبي اهلك وﻻ
تروحي في حته ماتعرفيهاش .
غاده : ماتقلقش هفضل في وسطهم
طول الوقت
شريف : واول ماتوصلي اشتري خط
وكلميني عشان اكلمك على الرقم ده
طول الوقت
غاده : باذن الله ..
ودعته ودموعها على خدها .. وقفت
في المطار مع الجميع وصلهم هاني
وكان واقفا معهم
هاني : كان نفسي اطلع معاكوا بس
الشركه ماينفعش من غيري انا
اومحمود
ساره : السنه الجايه بدلوا هو يقعد
وانت روح .. بس ماتروحش ايدك
فاضيه ﻻزم تكون معاك مراتك
هاني : مراتي مين؟
ساره : يعني ﻻزم تكون متجوز قبل
السنه الجايه ماليش دعوه .. الواد
عايز يلعب مع وﻻد خاله
هاني : ان شاء الله بس انتي ادعيلي
ساره : ربنا يرزقك ببنت الحﻼل
سلم هاني عليهم جميعا واخر واحده
كانت جيهان ..
قال لها : خدي بالك من نفسك
جيهان : حاضر .. مش عايز حاجه
من هناك؟
هاني : سﻼمتك ..
ظل ينظر لها دون ان يتكلم وهي
شعرت بذلك فنظرت ارضا وجدتهم
جميعا يتحركون الى الداخل
التفتت له قائله : مع السﻼمه
ياهاني
هاني بخفوت : هتوحشيني
وهو يقول كلمته كان محمود ينادي
عليها .. نظرت لمحمود وشاورت له
لينتظر .. والتفتت لهاني
وقائله له راجيه : انت قلت ايه؟
هاني : مفيش بقولك مع السﻼمه
قالت بخيبة أمل : الله يسلمك
ذهبت اليهم وهي تشك انه قاللها
"هتوحشيني " ولكنه قال كلمه
اخرى .. زفرت في ضيق .. وهي
تجلس بجوار غاده في اﻻنتظار ..
غاده : في حد يبقى زعﻼن كده وهو
رايح مكان زي ده؟
جيهان : يعني انتي مش زعﻼنه
عشان سايبه شريف؟
غاده : طبعا زعﻼنه .. بس الحمد لله
سايباه شويه وراجعه وكمان سايباه
ورايحه احلى مكان في الدنيا
..
جيهان : انا كمان زعﻼنه عشان ..
عشان .. عشان سايبه هاني
نظرت لها غاده باندهاش وقالت
وهي تضع يدها على فمها :
هاني؟؟ ماتقوليش !!! هاني ..
هاني ..
اخو ساره
جيهان : ايوه ياختي
غاده : ومقولتليش من اﻻول ليه؟
جيهان : مكنش في اول وﻻ تاني ..
وﻻ هو كلمني في حاجه اصﻼ .. انا
بس حسيت بحاجات كده من
ناحيته .. ومكنتش بتكلم عشان كنت
في العده انما دلوقتي خﻼص .. عدتي
خلصت .. اتكلم براحتي
اوي ..
غاده : طيب حصل بينكوا حاجه؟
كﻼم ؟ مواقف ؟
جيهان : حاجات بسيطه بس كلها
تقول انه مهتم بيا ..
احتضنتها غاده وقالت : ربنا يسعدك
ويكون هان يمن نصيبك .. عارفه
انتوا اﻻتنين ﻻيقين على بعض
.. وظروفكوا تقريبا شبه بعض ..
يارب يجعله من نصيبك
جيهان : اللهم امين
وصلوا اﻻراضي السعوديه واشترت
خطا لهاتفها .. اتصلت عليه وطمأنته
على وصولها .. ولكن من
اليوم التالي وجدت هاتفهه مغلق
وهاتف الهام ايضا .. لم تقلق
كثيرا .. ولكن قلقها زاد يوما بعد
يوم ..
عندما استمر غلق هاتفيهما على مدار
اﻻيام
انتهت الرحله على الخير وادوا
جميعهم جميع المناسك .. وفي
طريق العوده .. انفرد محمود بجيهان
..
محمود : جيجي عايز اتكلم معاكي
جيهان : خير ياحوده في ايه؟
محمود : جايلك عريس ..
انقبض قلبها وقالت : عريس ؟؟
ومين اللي بيشم على ضهر ايده ده
وحاسبلي ايام العده؟
محمود : هاني ..
جيهان بخضه حقيقيه : مين ؟ هاني؟
وقالك امتى؟ كلمك في التليفون
واحنا في السعوديه؟
محمود : حيلك عليا .. ﻻ كلمني اول
ماعدتك خلصت على طول ومارضتش
اقولك اﻻ لما نخلص
الحج عشان مخك مايتشغلش عن
الطاعه
نكزته في كتفه وقالت : وخبيت عليا
كل المده دي؟
محمود بضحك : يعني موافقه؟
جيهان وهي تعتدل في جلستها : ﻻ
قوله هفكر شويه
محمود : وعلى ايه هقوله انك مش
موافقه وخﻼص .. على ايه نشحطط
الراجل
جيهان : عارف لو لبخت في الكﻼم
كده هعمل فيك ايه ..
محمود : هتعملي ايه ؟
قرصته جيهان بكلتا يديها قرصات
متتاليه في مناطق عده في يده
وقالت : هعمل كده وكده وكده
حاول اﻻمساكل بيدها السريعه
وتحكم فيها وقبض على معصميها
وهو يضحك : يخربيت عقلك
هتفرجي الطياره علينا ..
جيهان : وهو عارف انك هتقولي
دلوقتي
محمود : ﻻ انا قولتله لما نرجع ابقى
اقولها ونتكلم .. بس قلت افرحك قبل
مانوصل ..
وصولوا المطار المصري بالقاهره ..
غيرت غاده شريحة هاتفها على
الفور وحاولت اﻻتصال بهم
مره اخرى ونفس النتيجه ..
قالت لمحمود على موضوع الهواتف
المغلقه .. قال لها انه سيذهب الى
بيتهم ليطمأن عليهم .. وذهب
اليوم التالي الى بيت شريفلم يجد
أحد .. سأل البواب الموجود .. قال
لهم انهم سافروا ولكن ﻻ يعلم الى
اين ومتى سيعودون ..
نقل محمود هذه اﻻخبار لغاده ..
حزنت غاده وغضبت منه .. لماذا
يبعد عنها فجأه هكذا .. كثير من
التوقعات وكثير من الظنون .. الى
ان وصل بها شيطانها ان تظن انه
اراد ان يتخلص من اﻻرتباط بها
فهرب بعيدا عنها ليتجنب وجودها في
حياته .. استسلمت لهذا الظن اﻻخير
مر اسبوع وﻻ يوجد اي جديد .. غير
ان هاني تقدم رسميا لخطبة
جيهان .. واندمجت هي في حياتها
الخاصه مع هاني الذي طلب ان يعقد
الرقران سريعا .. فﻼ يوجد هناك
داعي لطوال فترات الخطوبه
والتعارف .. فهم يعرفون بعضهم ..
***************
كانت في حجرتها في المستشفى
تستعد للمرور .. دخلت عليها
لمياء ..
لمياء : ازيك يادودو
غاده بيأس : عايشه
لمياء : يارب دايما .. بس مالك
مكتئبه كده ليه؟
لم ترد غاده عليها وانما وقفت
وتممت على عدتها الطبيه
قالت : سمعتي حاجه عن الكابتن
شريف من ساعة ماسافرت؟
لمياء : المفروض انا اللي اسألك ..
ده حالتك مش المفروض بيجي يتابع
هنا؟
غاده : بقاله فتره مابيجيش وكمان
قافل تليفونه و ..
فجأه بكت غاده .. بكت كثيرا
وقفت لمياء واحتضتنها : بس بس ..
ايه ياغاده مالك ياحبيبتي ..
اجلستها لمياء على المقعد القريب
واحضرت كوب ماء لها .. رفضت
غاده تناول رشفه منه .. هدأت
قليﻼ .. لمياء : كويسه دلوقتي
غاده : ايوه الحمد لله
لمياء : مالك ؟ فيكي ايه؟
لم ترد .. لمياء : طيب تحبي
تروحي؟
غاده : ﻻ هكمل شغلي عادي .. انا
كويسه والله مافيش حاجه
لمياء : خﻼص وانا موجوده لو عوزتي
حاجه اتصلي عليا
نظرت لها ممتنه .. فلمياء صديقتها
الوحيده في المستشفى .. لم تكن
ابدا متطفله وتريد معرفة اخبارها
او اسرارها .. صديقه مستمعه تحب
الخير ﻻصدقائها ومن حولها دائما
غاده : تعرفي ان الكابتن شريف كان
طلب ايدي قبل ما اسافر
لمياء بفرحه : بجد ؟ الف مبروووك
غاده : بس مش عارفه لما جيت
تليفونه مقفول هو ومامته .. وابن
عمي راحله البيت مش موجود بقاله
مده .. خايفه عليه وقلقانه مش
عارفه حاجه عنه خالص ..
لمياء : اكيد هيظهر هيروح فين
يعني !! ماتقلقيش
غاده وهي تقف : ربنا يستر ..
************
مرت ايام قليله .. عادت غاده الى
المنزل وجدت جيهان منتظراها امام
الباب الداخلي للمنزل قالت لها
: اتأخرتي كده ليه؟
غاده : في ايه اتصلتي بيا كتير ليه ؟
جيهان : شفت خبر عن شريف
النهارده على شريط اﻻخبار في
التلفزيون
غاده بلهفه : ايه؟ خبر ايه بسرعه
قولي
جيهان : كان مسافر في رحله
عﻼجيه .. ده اللي كان مكتوب
غاده باستغراب : ازاي ؟
والمستشفى ماتعرفش؟
ثم شهقت وقالت : يمكن راح يعمل
عملية عينه؟
جيهان : يمكن بس مافيش تفاصيل
عن الخبر
دخلت غاده سريعا للمنزل وورائها
جيهان .. فتحت الكمبيوتر وبحثت عن
اخبار جديده له وجدت
احدث خبر مكتوب فيه
" عاد الكابتن شريف عبد الهادي
ﻻعب النادي اﻻهلي من رحله عﻼجيه
استغرقت اكثر من ثﻼث
اسابيع .. ومن المعروف انه قد
اصيب بحادث سياره منذ اربع شهور
والذي اسفرعنه كسور في
مناطق عديده وتم عﻼجها جميعا
وتسبب الحادث فقدانه لنظره ..
ولكن رحلته اﻻخيره للخارج كانت
ﻻجراء عمليه يقال انها كانت اﻻمل
اﻻخير لعودة نظره .. وبالفعل نجحت
العمليه وعاد الكابتن بصيرا
.. وسوف يعود قريبا الى مكانه في
الفريق بعد ان يزيل الجبس اﻻخير
الذي يعالج رجله اليسرى "
قبلتها جيهان بفرحه قائله : مبروك
ياغاده
غاده : هه .. اه .. الله يبارك فيكي
جيهان : مالك مش مبسوطه ؟
غاده : ﻻ مبسوطه اكيد ربنا شفاه
ودي حاجه اكيد كويسه
جيهان : انتي اكيد زعﻼنه عشان
ماقلكيش قبل السفر .. اكيد كان
عايز يعملهالك مفاجأه
غاده : اه اكيد .. انا هدخل انام
شويه
جيهان : ماشي ياعروسه
دخلت غاده حجرتها وفكرت في شئ
ما .. وقررت ان تنفذه
........