رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم الكاتبة سحاب

رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم الكاتبة سحاب

الجزء الثاني والعشرون

مشاعر تعبث بنا

مرة إلى ساحل الرضا

وألف إلى منحدر الجنون

ولكن لابد من الاختيار

نجد اللي سمعت الكلام خذت شنطتها حطتها على كتفها وهي تطلع وتغطي عيونها عن الشمس لمحت السيارة السوداء وتوجهت لها وأول ما وصلت شافت شخصين واقفين عند السيارة

نجد ببراءة: انا نجد قالت لي الأستاذة انكم بتودوني لصديقاتي

رجال 1 : ايه اكيد بنوديك لصديقاتك اركبي السيارة

ابتسمت لهم بشكل بريء وهي تركب السيارة تاركه الرجلين يتكلمون مع بعض برى

رجال 1 بسخرية : بتروح لصديقاتها تقول

رجال2 بضحكة ساخرة : ما تدري انها بتروح لموتها مشكلتها بنت آل صارم وجات ضحية

رجال1 : اركب اركب خلنا نروح للريس

رجال 2 : قدام يلا

ركبوا السيارة وسط توتر نجد وحماسها بنفس الوقت انها بتشوف صديقاتها

نجد باستفسار: عمي ما اعرف وش اسمك بس بسألك بعيدة انا عن صديقاتي؟

رجال 1 ببرود وضحكة مستفزة: ايه بعيدة اذا نعسانة نامي اذا وصلنا نصحيك

نجد تكتفت بحذر: لا خلاص بقعد عاقلة بس بابا قال لي الصباح لازم ما اتأخر على الروضة لا نتأخر طيب

رجال 2 بسخرية : أي أبو جسّار ولا رمّاح

نجد بثقة: بابا جسّار الفهد رمّاح صديقنا ومرات أقول له عمي

ضحكوا الاثنين بسخرية أربكت نجد اللي كاتمه عبرتها من الخوف والريبة اللي وصلتها من ضحكهم الغريب

مرت الدقايق بصمت لين بدت نجد تبكي خوفها ان الروضة يهاوشونها اذا تأخرت

الرجل الأول بانزعاج صرخ : خلاص بس اسكتي

نجد ببكاء: تأخرت انا عن الروضة ابي جوال بتصل على بابا يكلمهم

الرجال الثاني بسخرية : يا عيني الأخت تبي جوال اجلسي مكانك بس

نجد وصوت بكاها زاد : ابي بابا ودوني

الرجال الأول : هذا اللي كان ناقصنا ازعاج بزر

الرجال الثاني بعدم صبر طلع مخدر من جيبه وهو يحط كمية منه بالمنديل ويلف على نجد قاصد يحط المنديل على أنفها لكن نجد تحركت بشكل سريع مانعته يوصلها

الرجل الثانية بعصبية مبالغة صرخ: اجلسي مكانك بسرعة واسكتي

لكن نجد من خوفها كانت تبعد عنه لطرف الباب اللي ورى الرجال الأول اللي يسوق بصمت تارك زمام الأمور للرجال الثاني

الرجل الأول اللي حاول يسحبها من كفها لدرجة توجع تركت نجد تدخل بنوبة بكاء من الخوف والألم واللي من بكاها العالي لف عليها الرجل الأول بخوف ظنًا منه ان الطريق فاضي ما انتبه للسيارة المقبلة عليهم بسرعة زايدة عن السرعة القانونية للطريق

الرجال الأول: اتركها

ما كمل كلمته إلا والسيارة تنقلب فيهم نتيجة ارتطام السيارة المسرعة فيهم بشكل قوي

الصراخ بهاللحظة كان من نصيب الاثنين لكن نجد سكتت من قوة الموقف عليها وهي تحس بالسيارة تنقلب فيهم لكنها بنت جسّار كانت رابطة حزام الأمان بشكل آلي أول ما ركبت السيارة بتوصية من جسّار اللي كان دايم يوصيها اذا ركبت سيارة تربط حزام الأمان ما حست إلا السيارة ثبتت والأصوات اختفت نزلت عيونها لرجولها وهي تحس بسائل حار يسيل على رجلها واللي كان دم السايق جمدت بمكانها من الخوف ما حست بوجع رأسها من ضربته بنافذة السيارة كل اللي تحس فيه الخوف من الاثنين ودمهم اللي يسيل على رجلها رجفت رجفة طفل تايه ما معه أحد وابتدأ سائل ثاني ينزل لكن السائل هالمره دموع نجد اللي ما وقفت كفوفها ترجف بخوف رجولها متجمدة ما تقدر تتحرك دقيقتين وصرخت فجعة الموقف وفجعة الشعور لكن خلال هالوقت انفتح الباب من جهتها وسمعت اسمها يتكرر من الشخص الواقف عند الباب

.....: نجد فيك شيء نجد كلميني

لفت عليه بخوف ورجفتها مستمرة اول ما شافته نطقت بفرح : ساري

ساري بابتسامة : ايه ساري انزلي بسرعة وش جابك هينا

نجد بخوف: رحت الروضة واخذوني

ساري بابتسامة يطمنها فتح الحزام وهو يأخذ شنطتها لكنها صرخت : هات شنطتي

ساري بعدم اهتمام : خذي عوبه مثل أبوك

نجد اخذت شنطتها بقوة منه لكنها رجعت تبكي اول ما شافت رجلها ومنظر الدم

ساري بملل: لا حول ولا قوة الا بالله

شالها من مكانها بحضنه لكنه نزلها بسرعة بقرف : خير كم عمرك انتي ما علموك اهلك ما تسوينها كذا

نجد بخوف : خفت

ساري بعدم اهتمام لا بالسيارة اللي اخذ منها نجد ولا السيارة اللي اصطدمت فيهم : امشي قدامي للسيارة الزرقاء بس لا تركبين كذا انتظري

نجد بخوف وخجل من كلامه : طيب نروح لبابا صح

ساري اللي طلع بطانية موجودة بسيارته ولف نجد فيها : اركبي يلا

ركبت نجد بسرعة وكأن سيارته طوق النجاة اللي بينقذها ما درت إنها هربت منه له

ساري اللي كان واقف برى السيارة اتصل على شخص يعرفه وأول ما وصله صوته : الشرهه ماهيب عليك على اللي يعتمد عليك بنت صغيرة ما قدرت تخطفها زين اني رجعت للرياض لأني أدري ما يعتمد عليك اسمع هذي فرصتك الأخيرة انا بالطريق الموجود فيه مكاننا المهجور اللي نتجمع فيه ارسل احد يجي يضربني ويأخذها ويتوجه للمقر بشكل سريع واذا فشلت هالمرة اعتبر انك ميت وارسل واحد من رجالك يشتري للبنت ملابس مسويتها على نفسها واقرفتني وترى رجالك الظاهر انهم ماتوا لأنهم لو ما ماتوا بالحادث بيموتون اذا انفجرت السيارة من تسرب الغاز استعجل لا تخليني اضطر اتصرف واكشف نفسي لجسّار

.....: خلاص انا اتصرف

سكر منه وهو يركب السيارة ويرمي المنديل لنجد : امسحي الدم اللي على رجلك واللي برأسك

نجد برجفة اخذت المنديل وهي تمسح الدم لكن دمعها ينزل على رجلها وتزيد من سيولة الدم استمرت تمسح برجفة لين اختفى الدم من رجولها رفعت رأسها وهي تسمع صوت البوري الصادر من ساري

سدت اذنها وهي تسمع ساري يسب باللي قاطع عليهم الطريق بتمثيل

ساري بتمثيل: خلك بالسيارة لا تنزلين بنزل اشوف السيارة

نجد بخوف: طيب

نزل ساري من السيارة وهو يقابل الرجال بالسيارة اللي مقابلتهم واللي بالمثل نزل من السيارة تعلقت عيون نجد بخوف وهي تشوف الرجال يلكم ساري بقسوة بالأرض خذت شنطتها وفتحت الحزام وهي تنزل من السيارة ناوية تهرب لكن الرجال لمحها وترك ساري وهو يصرخ : البنت تهرب

ساري بقهر: الحقها لا تضيعها يالغبي

وفعلًا لحقها بسرعة تفوق سرعتها كطفلة وعلى كتوفها شنطة لف يده على خصرها وهو يرفعها عن الأرض وهي ترفسه بكل قوتها لكن كان اقوى وغابت عن الوعي اول ما ضربها على عنقها توجه لساري وهو يهمس تم ويروح لسيارته متوجه للمقر

-في بيت راجح

كانوا يفطرون بهدوء لين نطق راجح

راجح بحدة : عندك دوام يا روح

روح بخوف من حدته المفاجئة : لا

راجح لف بوجهه لسعود : بعد الفطور تعال مكتبي

سعود اللي كان يشرب شاهي بهدوء تام : ابشر وشلونك اليوم يا شغف

شغف بابتسامة : حصان وش زيني

سعود بضحكة هز رأسه يمين ويسار : مليون مره أقول لك الحصان ذكر انتي مهره

شغف بتفكير: خلاص مهره ما فيني الا العافية بس مزعج اني ما اقدر ارفع شعري وما اعرف اجدله

سعود بابتسامة : قولي لجدك يجدل شعرك هو اللي جدله أمس

شغف بتفكير: صح جدي قالوا لي انت اللي خيطت رأسي وش عرفك

راجح بهدوء واختفت حدته اللي ما تتناسب مع ابتسامة شغف ابد : والله يا شغف القلب الخياطة تعلمتها يوم انا بنهاية الشباب كان وقت الغزو وكنا بحاجة لأطباء تعلمنا أساسيات الطب ومنها الخياطة يا ابوي وابد جربت على رأسك وضبطت

شغف باعجاب: جدي كنتوا تدرسون

راجح بابتسامة : اجل وش قالوا لك عننا جهلاء؟ درسنا واشتغلنا وعشان الشغف تركنا وش رأيك بجدك

شغف باعجاب: رأيي يقول ندور لك عروس يا زينك حتى وانت شايب معليش عمي سعود بس جدي ينافسك بالجمال والله يعني انا لو يوصل عمري خمسين محد بيناظر بوجهي وحبيب قلبي جدي الواحد ما وده يرفع نظره عنه بخطب لك واذا قالوا شايب بوريهم انك اصح مني تمشي بدون عكاز ولا ظهرك معكوف يا زين الزين بس

سعود بمزح : افا يا شغف بتخطبين لأبوي وانا اصغر منه

شغف بمزح : والله ودي اخطب لك بس محد يبيك يعني دايم عازل نفسك ومحد يكلمك الصبح لين تشرب شاهي عشان ما تعصب عليه وفوق كذا بعد كله حمقان والله يا بو مشاعر عدل من نفسك مثل جدي واخطب لك ثلاثة والرابعة بتركها لك تختارها حقك

روح بابتسامة : افا يبه ما نكفيك تبي تخطب

سعود بابتسامة : افا واللي اسمه سعود وعنده الروح والمشاعر والشغف وش بيدور زود خلاص الله عطاه لين كفاه وزود

شغف بفرحة : صح نسيت فيك خصلة إيجابية شاعر ورومانسي يا سعودي خلاص اذا جيت بخطب لك بقول لهم تراه أربعيني مزيون وشاعر بيدخل الخمسين بس بيمشونها عشاني ما عليك

مشاعر ببرود وهي تقوم تاركه طاولة الفطور وهي تأخذ أوراقها وأغراضها : سعود لو يبي حرمه يأشر والحريم يجونه يا شغف عن أذنكم

راجح بحدة : متى بتخلصين دوامك يا مشاعر

مشاعر : على الظهر ان شاء الله

راجح : اذا رجعتي البيت مري مكتبي

مشاعر اشرت على عيونها واكتفت بهالرد وهي تطلع متوجهه للجامعة مكان شغلها

راجح بحدة : سعود الحقني على المكتب متى ما خلصت خمرك المباح

ضحك سعود بسخرية وهو يدري انه يقصد الشاهي : تبشر يا بو سعود

توجه راجح لمكتبه وهو يخفي ابتسامته ولحقه سعود بعد دقايق

سعود بابتسامة : سم يبه بغيتني

راجح بحدة : كنت تدري ان اخوك عايش؟

سعود بعدم اهتمام : الصدق ولا ولد عمه ؟

راجح وهو عرف الإجابة : من متى تعرف؟

سعود ببرود : من زمان اعرف وحتى اشوفه في بعض الأحيان

راجح بقهر وهو اللي مرت عليه سنين الشوق يحرقه على عياله اللي ما بقى منهم الا سعود : ما عندكم أبو تطمنونه ؟

سعود ببرود: يبه لا نكذب على بعض انت تدري انه عايش من حط شغف امانة عندكم وانت تدري

راجح بغبنة : ادري انه كان عايش لكن وينه ووش اخباره ووش مسوي مات بقنبلة من قنابله ولا استشهد ولا اللي ظلموه قتلوه انا أبو يا سعود يحرّني قلبي عليكم مثل الجمر مثل ما يحرك على بناتك

سعود بهدوء: استهدي بالله يبه رعود طيب وعايش مع ولده وزوجته ومستمر بشغله في الاستخبارات وكلها فترة ويثبت لولد الفهد انه بريء براءة الذئب من دم يوسف ويرجع لك مثل رجعة النور

راجح بقهر: والنور موضوع ثاني يا سعود متى كنت ناوي تبلغني انها تزوجت النذل الخسيس عسّاف

سعود ببرود : انت اللي سكرت بابك بوجهها يبه لما جاتك بجسّار واستغلوا هالموضوع آل صارم وزوجوها ولدهم وهذا اللي كنت اعرفه انها تزوجت وكانت حامل وسقطت وارضعت شغف

راجح بحدة: تدري ليه سقطت يالخايب الخسيس ولد صارم كان يضربها اختك اللي كانت تهمس بالشيء ويوصلها كانت معنفة وتنضرب وانا وانت ما ندري وتدري وين حرقة القلب يا سعود انها ما تطلقت إلا لما صك جسّار الخمس والعشرين وحتى ما تطلقت ولد عسّاف اللي كان شاهد على تعنيف أبوه لها خلعها منه تدري وش معنى لما الولد يوقف ضد أبوه معناه انه فعايل ابوه تجاوزت الحد يا سعود النور ذاقت المرّ وحنا ما ندري وش بعد ننتظر

سعود بقهر : الخسيس النذل يتقاوى على حرمه ضعيفة مالها احد انا ما دريت انها تزوجت الا من رعود هو اللي قال لي

راجح : سوّد الله وجهك ووجه رعود يوم انكم كنتوا عايشين واختكم بهم ما يعلمه الا الله سوّد الله وجيهكم والله ان رمّاح رجال اللي انتشلها من الظلم والا انتوا رخوم وانا رخمه اللي تركت بنتي بدون ما اتطمن عليها كنت مأمن انها في ظل صارم ما تشقى ابد لكن من نسل الأصيل طلع خسيس ومن نسل الخسيس طلع أصيل ولعلمك رمّاح ولد عسّاف خطب مني روح اليوم وروح موافقة

سعود بصدمة : بتزوح روح ولد الخسيس يبه وش دراك ما يسوي سواة ابوه

راجح بحدة : والله ان كأنها نطقت بالموافقة او هزت رأسها موافقة والله لأزوجها إياه عشان تتعلم المسؤولية ويصحى قلبك الغافل يا سعود هالقلب اللي قافل عليه بأغلال من تزوجت بنت صارم افتحه واصحى وشوف الدنيا

سعود بلخبطة هزت قلبه : مالي ببنت صارم حاجة دامها اختارت ولد الراشد بنتي ما تروح لـ آل صارم

راجح ببرود : حلفت وان كانك رافض جرب اكسر حلفي يا سعود ومشاعر لو اختارت جسّار عن البارق تراها بتروح لـ آل صارم وانت تشوف

سعود بقهر: يبه تبي تحرق قلبي ببناتي؟

راجح ببرود : ابد كلٍ باختياره بعد ما تطلع تجيني روح واسألها عن رأيها و والله يا سعود لو جربت تغير رأيها لا انت ولدي ولا اعرفك بسألها عن رأيها ان وافقت على رمّاح يجون آل صارم كلهم يخطبونها ومشاعر بسألها عن اختيارها اذا رجعت من دوامها واللي ساري على روح ساري على مشاعر والحين اطلع وسكر الباب وراك وناد لي روح

سعود طلع وصك الباب بكامل قوته وهو يصرخ باسم روح

روح بخوف فزت وصعدت الدرج : سم يبه

سعود صدّ بوجهه عنها : ادخلي عند جدك

روح توجهت لقبال أبوها : يبه فيك شيء

سعود يحاول يصد عنها : ادخلي يا روح عند جدك

روح بطاعة : يبه لا تزعل مني تكفى مهما يصير

سعود بكلمات مبطنة : انتبهي لاختياراتك يا روح واسألي ربك الخيرة في كل شيء انا مالي كلمة عليكم ادخلي عند جدك

تركها واقفة مكانها وطلع وين ما يدري وين لكن يحس انه مخنوق من اللي صار لأخته ومن الذكرى القديمة ومن مصير بناته اللي تعلق بـ آل صارم اللي يبغضهم وجدًا طلع جواله وهو يتصل على ملجأه اخته يبي يعتذر عن كل سوء تحملته بسبب صدهم عنها يبيها تفهمه بدون ما يشرح وتطبطب عليه مثل ما كانت تسوي وصلها صوته الهادي اللي فقده سنين

نوره بحب : يا هلا بالسعد والسند

سعود بغبنة : أي سند يالنور وانتي عشتي في ضيم والسند لاهي عنك

نوره بإصرار : إلا سند ويخسي من يقول غير هالكلام

كانت موجهه كلامها لجسّار بابتسامته الساخرة على سريرها يقيس لها السكر

سعود بحسرة: وش اللي ذقتيه منا يا نوره وش وسع قلبك يوم اننا ظلمناك وللحينك مشرعه قلبك لنا

نوره بحب : وبيبقى مشرّع لكم ولجسّار ولكل من له مكان بهالقلب يا سعود

سعود بقهر: وش سوا بك الخسيس يا نوره ليه ما تكلمتي ليه ما نطقتي وشكيتي ليه تزوجتيه وسكتي

نوره بعدت الجوال عن أذنها : جسّار ابوي تأخرت على دوامك توكل الله ييسر لك أمرك كله ولا يوريني فيك مكروه

جسّار فهم انها ما تبيه يسمع مكالمتها باس رأسها بطاعة وهو يترك أدويتها جنبها ويطلع من الغرفة تاركها على راحتها

سعود بحسرة وغبنة: كلميني يا نوره ليه سكتي

نوره بحسرة مختنقة بصدرها : ما ابي اجرحك او ازعلك يا سعود لكن ما جبرني اتزوج أبو راجح وارضى فيه إلا صدتكم عني لا تلومني لو ما شكيت ولو سكت وما تكلمت ما كان عندي مكان ياسعني انا وجسّار إلا بيت آل صارم كيف تبيني اشكي لهم ولدهم وانا والله ادري لو شكيت بينصفني ابوي صارم حتى لو على حساب ولده وهذا اللي صار اول ما عرف بسوايا ولده كان بيتكفل لي بمحامي يخلعني منه بعد ما رفض يطلقني لكن رمّاح جعلني ما اذوق يومه تكفل لي بالموضوع كله وهو اللي ادين له جميله ليوم الدين يا سعود انا اشهد بالله انه رجال صويب الحق وسديد الرأي

سعود باستفسار : يعني لو خطب من عندي أعطيه

نوره بفرحة وهي عرفت ان رمّاح خطب روح : والله يا سعود اللي ما يعطيه هو الخسران رجال قول وفعل وما يعيبه شيء وظيفة وأخلاق وقلبه وسع البحر والله لو عندي بنت اني اعرضها على رمّاح عرض ولا اندم

سعود براحة: متقدم لروح

نوره بابتسامة : والله يا سعود ان روح محظوظة يوم خطبها رمّاح عطه وانت مغمض

سعود استرجع بنفسه : وأبوه يا نوره

نوره بتوضيح : ماله شغل بأبوه من صغره وهو رابي عند صارم ما ربى عند أبوه بعدين هو وراجح كلهم والنعم ومالهم دخل بأبوهم وفعايله لا تخلط الأمور يا سعود

سعود بقهر: روحي هذي يا نوره كيف أعطيها لواحد ما اعرف منه الا اسمه

نوره بثقة: انا اضمنه لك وما جاها بوجهي ولو حصل بينهم خلاف مثل ما وقف رمّاح بوجه أبوه وفصلنا بوقف بوجهه وبفصلهم بس لا ترفض عشان ابوه يا سعود

سعود بقهر: أبوي سحب القرار مني وعطاه لروح روح اللي بيدها القرار بس روح رهيفة خايف تنكسر وخايف تتطلق مثل أختها انا يا نوره أخاف عليهم ولو بيدي اجلس طول العمر حارسهم ولا يروحون لذمة رجال لكن من اللي يضمن حياته

نوره بمحاولة انها تبث بقلبه الراحة : لا تخاف يا سعود روح لو وافقت على رمّاح ما يمسها سوء منه أما مشاعر يجيها اللي احسن والله ما عرفت انها تطلقت الا اليوم

سعود باستغراب: يجيها الأحسن !! ليه ما تدرين إن ولدك خاطبها ورأسه وألف سيف يأخذها

نوره بصدمة: جسّار خطب مشاعر !!!!!

سعود بسخرية : وبعد ما عندك علم يا نوره ولدك حرق الدنيا اليوم وقامت حرب بينه وبين البارق على مشاعر

نوره بصدمة: البارق !! والبارق مين يكون

سعود بثقة: البارق ولد رعود جاوا اثنينهم اليوم لأبوي وتهاوشوا على مشاعر

نوره بصدمة: ما قال لي شيء جسّار بعدين البارق هو ولد شمايل صح وهو رعود لقاهم؟

سعود براحة: لقاهم وعايش معاهم

نوره بجمود: ومشاعر مين اختارت يا سعود

سعود بثقة: ما قالت قرارها بس اكيد ماراح تأخذ ولدك وهو متزوج اكيد بتختار البارق

نوره بجمود غريب: عن اذنك يا سعود لازم اقفل

بعّد الجوال عن اذنه باستغراب ونطق : اذنك معك

نوره اللي قفلت من سعود وهي تتصل على جسّار بعصبية بالغة واللي رد عليها جسّار بهدوءه الصباحي المعتاد

جسّار بهدوء: سمي يا ام جسّار

نوره بغضب: لا حشى مانيب أم جسّار لو اني أمه ما كانت تجيني اخباره من الناس

جسّار بفطنة وهو فهم ان سعود شق القربة في بطن نوره : سعود اخوك ماهو غريب اسمعي منه وش المشكلة

نوره بغضب: شلون تخطب وانت متزوج وزوجتك حامل اشتقت للصدّ مرة ثانية يا جسّار؟

جسّار ببرود: ومين قال لك بيصدوني

نوره بغضب: وليه تختارك وتوافق وعندها البارق

جسّار بعصبية من البارق اللي ما غاب عن تفكيره من قابله : لا تنطقين اسم ولد الخاين

نوره بقهر: مليون مرة قلت لك يا جسّار رعود اخوي وخالك شيل فكرة الانتقام من رأسك واقصر الشر يا جسّار ورجع المياه لمجاريها

جسّار بعصبية : يمه خلي الصباح يمرّ بخير ترى وربي وربك واحد ان النوم جافيني وهواجيس تلعب بي يمين وشمال والله ما يطيب لي نوم لين اعرف الحق وان كان رعود بريء مثل ما تقولين ليه تخبى كل هالسنين وينه ما يطلع لي

نوره بغصة : عشاني غاب وترك بنته عشاني عشان ولدي لا يذبح أخوي وافقد اخو تحت التراب مثل ما فقدت زوج وافقد ولد في السجون ويمكن بساحات القصاص اسحب فكرة الانتقام من رأسك يا جسّار قبل لا ربي يسحب روحي من جسدي وانا شايله همك يا ابوي اللي صار لأبوك مخطط كبير وجريمة كبيرة طاحت على رأس رعود وماله يد فيها يا جسّار يا أمي طالبتك تنشغل ببيتك وشغلك وتربي عيالك وتترك المياه ترجع لمجاريها

جسّار بحدة: بإذن اللي ما تنام عينه يا يمه ضناي ما يتنفس الدنيا الا وغريم أبوي فاني منها

نوره بقهر: بتحرق قلبي يا جسّار بتحرقه وانا مالي غيرك

جسّار بقهر: تقولين رعود بريء وينه يقابلني يجي ونتفاهم ليه متخبي اذا ماهو مجرم

نوره بقهر: ان كأنك بتحرق قلبي فيك يا جسّار خاف من ربك لا يحرق قلبك على عيالك تتوعد بأخوي يا جسّار ! قسى قلبك وصرت جلمود حشى لا انت اطباع ابوك ولا جدك كرموا عنك وعن اللي جيت فيه ولو ابوك عايش ما افتخر فيك ولا قال عندي ولد اسمه جسّار

قطعت اتصالها بوجهه نزل الجوال وهو يحاول يهدي من نفسه ويعتبر كلام امه وقت غضب تذكر نجد وهو يتصل على رمّاح اللي كان بسيارته متوجه لمكتبه

رمّاح بروقان : سم يابو نجد

جسّار بدون نفس : نجد وينها

رمّاح بنفس الروقان : بالروضة يعني وينها توي محرك وبطريقي للمكتب

جسّار بحرص: اتصل على اختك كل شوي وتطمن عليها تراني مهدد فيها

رمّاح بفزع: مهدد من مين ؟

جسّار بجمود : ما ادري على الأغلب واحد من خاينين الوطن ما علينا ما يطولون شعره من نجد بس حرّص اختك يا رمّاح لا تتركها وتوصيها ما تترك شنطتها ابد لأني مثبت موقعها من الشنطة

رمّاح باستعجال رجع بطريقه للروضة : طيب قفل اكلمك بعدين

قفل المكالمة وهو يرجع للروضة ويحس بكبر غلطه يوم انه غامر ووداها لحالها وهي طفلة تعوذ من الشيطان وهو يتصل على المديرة اللي اخذ رقمها للضرورة لكن ما وصله رد رمى جواله بقهر على المرتبة الثانية وهو يستعجل الرجعة

لكن فات الآوان

-صباح بيت رعود

كان راكد جدًا وفارق عن صباحات بيت راجح وبيت جسّار

البارق بروقان جلس على طاولة الفطور : صبحهم

وصله الرد من شمايل : يربحك بكل خير كيف أصبحت

البارق بابتسامة : مثل ما امسيت لله الحمد وش اخباره بو البارق

رعود اللي انتهى من بيالته للتو لف على البارق : أقول قم وتدرب واترك عنك كثير الهرج

البارق بصدمة : تونا اصبحنا يبه

رعود ببرود : بورك لأمتي في بكورها يا البارق البركة بالصبح قم تدرب وبعدها صل الضحى وتصدق عن أعضاء جسمك يبارك لك ربك بيومك

البارق قام بطاعة على الأرض وهو يأدي تمارين الضغط : ابشر يبه

شمايل بقهر: من جدك يا رعود خل الولد يفطر ولاحقين

رعود ببرود : ينشط جسمه ولاحق على الأكل ماهوب طاير خير ربي كثير

شمايل بيأس : مافيه أمل تخف على الولد يعني

رعود اللي انتبه للبارق انه مخفف التمارين وهو مركز على حديثهم فز بسرعة عسكري وهو يترك رجله على ظهر البارق عشان يصعب عليه التمرين : ولدك من الله خفيف

شمايل بصدمة وقفت متوجهه لرعود تحاول تبعده : رعود حلفتك بالله ترفع رجلك عنه ماهوب حمل

رعود بروقان موجه كلامه للبارق: حمل ولا مانت حمل يالعاصفة

البارق بتعب حقيقي لكنه يكابر: حمل جبال ما دمنا عواصف يبه

ابتعد عنه رعود وهو يتوجه للطاولة يأخذ باقي أغراضه خارج من البيت للمطار لكن قبل لا يطلع نطق: علم أمك انك خطبت مشاعر يالبارق

طلع تارك البارق بوسط عاصفة شمايل وهو مبتسم واليوم بيغني مواله وبيثبت لجسّار انه ماله ايد بمقتل الفهد

شمايل بصدمة : اللي قاله ابوك صدق يالبارق

البارق بورطة : صادق يمه

شمايل ببرود ظاهري: وانا مزهرية الورد بهالبيت صح

البارق فز من مكانه وهو يبوس رأسها: أفا انتي تاج رأس العاصفة

شمايل بقهر وهي ما زالت محافظة على برودها الظاهري : لا تاج الرأس ولا قالها الله إلا آخر من يعلم يالبارق

البارق بخدعة: افا يمه انتي رأس المال والمكسب بس اذا وافقت البنت نخطبها رسمي وانتي سابقتنا لعندهم

شمايل بسخرية: وليه ما توافق حاصل لها انت

البارق بابتسامة : والله حصلت لها وخطبتها لكن نشوف اذا هي حاصلة لي

وبهروب تكتيكي وقف : عن اذنك يمه بروح ابدل وانزل افطر

شمايل بقهر: ايه روح اختفي طالع على ابوك يالبارق

البارق توجه لها بحب وهو يبوس خدها: وهذا سبب انك تحبيني يالغيوره المغرورة

هرب من قدامها وهو يشوفها تمسك الملعقة قاصده تضربه تفادى الملعقة الطايرة اللي كانت بتتوجه له وهو يدخل داخل البيت

-بالمطار

دخل جسّار المطار ولحقه رعود اللي دخل بعده بكم ثانية بدون ما يلف على جسّار اللي كان مشغول بساعته والرسالة اللي واصلته واللي كان محتواها

"اصعد للمدرج ومن بعد الباب احسب خطواتك 13 خطوة بالضبط افتح الغطاء الرخامي وبتلقى تحته المتفجرات والطيارة تعرفها تصرف"

رد على الرسالة " على حسب علمي في اليوم الثالث بيتم اعلان تصنيع الطيارة كيف تغيرت الخطة وصارت اليوم؟"

وصله الرد السريع

" مهمتك اليوم انك تحشي الطيارة بالمتفجرات فقط اما التفجير راح يلحق الإعلان بكره وكاميرات المراقبة عطلناها تقدر تأدي المهمة"

رد بعدم اهتمام " سمعًا وطاعة "

صبّح على الموظفين بطريقة عشان ما يلفت الأنظار وهو يسمع رسايل توصله على جواله لكنه مطنشهم لين يخلص مهمته فتح باب المدرج وهو يحسب خطواته وصل للخطوة 13 نزل على الأرض وهو يحاول يرفع الرخامه وفعلًا ارتفعت وظهرت بوجهه خيشة ملفوفة يعرف وش اللي داخلها لف حوله يتأكد من خلو المكان من أي أحد طلع الخيش وهو يتوجه للطيارة الهابطة في زاوية المدرج ومغطيه بقماش رفع القماش وهو يفتح الطيارة بالزر الموجود فيها ويدخل داخلها بحذر متوجه للمقصورة لكنه لقى كراتين كثيرة لفتت نظره لكن ما عنده وقت وازعاج الرسايل والاتصالات بجواله مسبب له توتر توجه لتحت كرسي كابتن الطيارة وهو يزرع القنابل على انحاء الطيارة انجز شغله خلال ربع ساعة توجه للباب بشكل سريع لكن الصدمة انه باب الطيارة تقفل عليه وهو داخل الطيارة وكل القنابل اللي وزعها ابتدت بالعد التنازلي

في نفس الوقت عند رعود

وصلته رسالة على ساعته بدلت ملامح وجهه " مُهاب أو رعود أو سامي أيًا كان اسمك فتش بدرجك الثاني اليسار راح تلقى أجهزة تحكم انت خبير فيها بما انه لك باع طويل مع القنابل كل اللي عليك تختار واحد من الجهازين وتعطله وقتها بتكون اخترت يا تنقذ جسّار الفهد اللي محبوس بطيارة كلها متفجرات او تبطل قنبلة في صحراء خالية حياة جسّار معتمدة على اختيارك يا رعود يا تخسره مثل ما خسرت ابوه او تنقذه اختار واحد من الاثنين وتذكر القنبلة اللي بتبطلها راح تنفجر الثانية بنفس وقت إبطالها لا تسوي ذكي وتختار الاثنين صعب عليك "

نزل يده بشكل سريع وهو يفتح الدرج وفعلًا يلقى جهازين تحكم بالقنابل مؤقتين تنازليًا على ربع ساعة

-بالجامعة مكان شغل مشاعر

ما قدرت تكمل محاضرتها من كثر الرسايل الواردة لجوالها طلعت من المحاضرة وفتحت الرسالة وهي تشوف مقطع فيديو وتحته كلام ما اسعفها الوقت تقرأه لأن الفيديو حمّل فتحت الفيديو وسرعان ما رجفت اصابعها بخوف وهي تشوف نجد المربطة بمكان خالي على كرسي خشبي مقيدة ايدينها ورجولها بعنف وفمها مغطى بلزقة سوداء أما عيونها اللي كانت تغرق بدموعها وتناظر الشاشة برجاء سكرت الفيديو بصدمة وهي تغطي فمها وتقرأ الرسالة تحت الفيديو

" البنت الظاهر أبوها ماهو مهتم لأمرها إن كان ودك تنقذينها تزوجي جسّار يا مشاعر "

الثالث والعشرين من هنا

تعديل المقال