اخر الروايات

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم ياسمينا

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم ياسمينا 

الفصل الحادى والعشرون




مرت اﻻيام صعبه جدا وبطيئه على

كل منهما .. غاده ﻻ تأكل وﻻ تذوق

طعم النوم .. ﻻحظ الكل عليها

ذلك وسألوها كثيرا عما أصابها ..

لما ترد غير بجمل بسيطه .. اجهاد

العمل وتفكيرها في رسالتها

وفي تجهيز عيادتها .. وهو اﻻخر ..

كان يؤنب ضميره على تفكيره في

اثارة غيظها .. واضح انها

انسانه حساسه وﻻ تحتمل ان يعبث

أحدا بمشاعرها .. الى ان جاء يوم

الجمعه .. كانت العائلتان –

محمود وهاني - متواعدان انا يتقابﻼ

في النادي لتناول طعام الغذاء هناك

استيقظت غاده قرب الظهر .. على

صوت جيهان وهي توقظها

جيهان : قوووووووووومي

ياغاااااااااااااده

غاده بغيظ : ايه يابت انتي بتزعقي

ليه مش شايفاني نايمه؟

جيهان : قومي بقى عشان تفطري

وتلبسي ونخرج كفايه قاعده في

البيت

غاده : مانا من امبارح بقولكوا مش

عايزه اخرج مش عايزه اخرج

ثم وضعت الوساده فوق رأسها

ونامت مره اخرى

شدت جيهان الوساده من فوق رأسها

وقالت : مش بمزاجك على فكره

هتيجي يعني هتيجي واﻻ

هقعدلك هنا واقرفك طول اليوم

غاده : اوف ياستير عليكي ..

مابتزهقيش ابدا

جيهان : عشان خاطري يادودو نفسي

نخرج كلنا واشم هوا بدل مانا

محبوسه في البيت

غاده وهي تقوم من سريرها : طيب

طيب اديني قمت .. فين بقى الناس

اللي رايحه

جيهان : ساره فوق ومحمود راح

الصﻼ وماما كانت صاحيه من بدري

وفطرت معاها ودخلت تنام

شويه لحد مانيجي نخرج

غاده وهي تتثاءب : طيب ماكنتي

تسيبيني نايمه انا كمان لحد ماتيجوا

تمشوا

جيهان : ﻻ مانا ماصدقت امي تنام

عشان انفرد بيكي واعرف مالك

غاده وهيتشيح بوجهها بعيدا : مالي

ايه يابت انتي بتهيسي باين عليكي

جيهان : ﻻ انا عارفه كويس انا بقول

ايه ومش هتبلفيني بكلمتين وتضحكي

عليا .. بصي .. انا هسيبك

على راحتك ومش هضغط عليكي انك

تتكلمي وتقولي اللي جواكي .. بس

انا موجوده دايما معاكي

ولو عايزه تتكلمي معايا انا موجوده

طول الوقت

غاده : ربنا مايحرمنيش منك ..

جهز كل منهم حاله وتقابلوا بعد

صﻼة الجمعه في النادي كل من

فوزيه , جيهان , غاده , محمود ,

ساره , والد ووالدة هاني .. ولم

يحضر هاني بعد

جلسوا على طاوله كبيره يتحدثون

في امور كثيره .. وغاده معهم

بنصف عقل .. كﻼم الدكتور علي

لها لم يغب لحظه عن بالها .. تفكر

في ان تعدل تصرفاتها بعد اﻻن ..

ولكن تفكيرها يأخذها الى عينيه

.. تغمض عيناها وتتذكره .. ماذا

يفعل اﻻن .. ماذا يفكر بعد ان تخلت

عن عﻼجه وتركته .. ايعقل ان

يكون متأثرا بذلك ام ان اﻻمر ﻻ يعني

له شئ اطﻼقا ..

أما جيهان فكانت تحمل عمر وتأكله

طعامه الخاص به .. ولكن شقاوته

جعلت بعض الطعام يتناثر

على مﻼبسها

جيهان : كده ياعمر بهدلتني ؟

أخذته ساره منها : معلش ياجي جي

هو دايما ساعة اﻻكل بيروح ويجي

عشان مايكلش

جيهان : فداك يااستاذ عمر

ثم وقفت : هروح الحمام انضف

هدومي واجي تاني

ذهبت جيهان الى الحمام وبعدها

مباشرة جاء هاني اخيرا .. ولكنه

كان هو اﻻخر يداه متسخه شحما

محمود : ايه يابني اللي اخرك وايه

اللي بهدلك كده؟

هاني : العجله نامت وانا ماشي

وقفت اغيرها لوحدي ..

محمود : ماتصلتش بيا ليه كنت جيت

اساعدك

هاني : مش مستاهله ياحوده ..

هروح اغسل ايدي واجي ..

ذهب هاني الى حمام الرجال

المﻼصق لحمام السيدات .. ودخل

الحمام

خرجت جيهان من الحمام بعد ان

نظفت مﻼبسها .. ولكنها وجدت من

يقف أمامها مباشرة كأنه منتظر

خروجها

جيهان بصدمه : حاتم ؟؟؟؟؟

حاتم : ازيك ياجيهان؟

فاقت من صدمتها برؤيته وتحركت

من مكانها تاركه له المكان ولكنه

أوقفها وأمسك ذراعها : استني

ارجوكي اسمعيني بس

جيهان وهي تفلت يدها بعنف : انت

بأي حق تتكلم معايا ؟ عايز مني ايه

بعد اللي حصلي بسببك

حاتم : انا مكنتش اقصد اني اجرحك

ياجيهان .. انا .. انا .. انا حبيتك جدا

فوق ما تتصوري بس انا

معرفتش اغير حياتي اللي مكنتش

عجباكي .. معرفتش قيمتك وﻻ حبي

ليكي اﻻ لما سيبتيني ..

جيهان : ﻻ اولله ؟؟ انا مش العيله

الصغيره بتاعت زمان .. انا فقت

وفهمت اللي بيجرا حواليا

خﻼص .. الكلمتين دول مش هيخيلوا

عليا ..

كان هاني قد انتهى من غسل

يديه ... وهو خارج من حمام الرجال

وجد جيهان وحاتم يتحدثان .. رجع

خطوتان لخلف وسمع حوارهم

حاتم : ياجيهان من يوم ما طلقتك

وانا كل يوم واقف عند بيتكوا عشان

بس اشوفك .. وانتي

مابتخرجيش خالص .. ماصدقت لقيتك

خرجتي النهارده وجيت وراكي ..

ارجوكي ارجعيلي وانا هصلح كل

حاجه وهغير حياتي نهائي

جيهان : لﻸسف ياأستاذ حاتم .. مش

هينفع .. انا مش هقدر اعيش معاك

تاني .. الحياه استحالت بينا ..

اقترب منها وقال باسلوب حاني :

تعرفي اني ممكن ارجعك ليا

بكلمه .. بس انا مش هغصبك على

الحياه معايا .. ارجوكي فكري

وراجعي نفسك .. ولو غيرتي رأيك

هتﻼقيني رهن اشارتك

هنا خرج هاني واعلن عن وجود وهو

يمسكه من كتفه ويبعده عن جيهان :

في حاجه يااستاذ حاتم

حاتم : اهﻼ هاني

لم يرد عليه ونظر الى جيهان : في

ايه ياجيهان؟

جيهان : وﻻ حاجه ابدا ..

هاني : طيب يﻼ الجماعه مستنيين

جيهان دون اﻻكتراث لوجود حاتم :

يﻼ

وأخذها هاني وتركوا حاتم واقف

ينظر لها بحسره شديده على فقدانه

لها وفقدانه ايضا ﻻبنه

وهي سائره جواره نظرت له قائله :

شكرا ياهاني

هاني مقطب حاجبيه : على ايه؟

جيهان : جيت في الوقت المناسب ..

وقف هاني وقال لها بغضب : وانتي

اصﻼ ايه اللي وقفك معاه

جيهان : ايه؟ ماهو ماهو .. هو

اللي وقفني فجأه وكلمني

هاني بعصبيه : وانتي عيله صغيره ؟

مش عارفه تسيبه وتمشي وﻻ حتى

تزعقيله وتلمي عليه الناس؟

دمعت عيناها وقالت مدافعه عن

نفسها : انا اتفاجأت انه واقف

قدامي وبعدين انا ماتجاوبتش معاه

انا

رفضته ورفضت اني ارجعله لما عرض

عليا

واكملت وهي تزيد في البكاء :

وبعدين محدش يعرف اللي انا عشته

معاه وﻻ الظروف والضغط

العصبي اللي كنت فيه .. انا كده

احسن اني زعقتله ووقفته عند

حده .. طلعت كبت وغضب كان جوايا

ناحيته .. انا كده ارتحت .. وﻻ انت

عشان يعني خلصتني من ايده

هتتخانق معايا .. شكرا ياسيدي

وتركته وعادت الى الحمام مره اخرى

وهي تبكي .. بينما هو كان يستمع

اليها وقلبه يتقطع لمنظرها

وهي تبكي هكذا .. لم يعلم ان وقع

كﻼمه عليها سيكون قاسي عليها ..

ركل بقدمه كرسي امامه بقوه ..

انقلب الكرسي على وجهه عدة

مرات .. نظر الناس حوله مستغربين

من فعلته .. زفر في قوه وعاد

الى حيث التجمع العائلي .. وبعدها

بقليل عادت جيهان وهي واجمة

الوجه ..

نظر اليها وهي قادمه من بعيد ..

تأملها .. ياله من غبي .. كيف يقسو

ويعنف هذا المﻼك .. جلست

بجوار غاده وفي الكرسي المقابل له

محمود : ايه ياجي جي اتأخرتي ليه

جيهان بخفوت : مفيش

محمود : مالك في ايه؟

قالت بثقه : قابلت حاتم

نظر لها حاتم في اندهاش فهو كان

يتوقع انها لن تخبر احدا بمقابلتها

بحاتم .. بينا تفاجئ بشجاعتها

وهي تروي الموضوع كأنه شئ تافه

ﻻ يهمها او شئ ﻻتستحي انها

فعلته ..

اعتدل محمود في جلسته وقال :

عملك حاجه؟ قالك ايه؟

جيهان : ﻻ ماتقلقش هو حاول يجر

معايا ناعم .. بس انا وقفته وعرفته

مقامه كويس

فوزيه : ربنا ينتقم منه انا لو شفته

هاكله بسناني

غاده : اوعي تزعلي ياجيجي

ساره : لو عايزه تمشي .. مفيش

مشكله نمشي

جيهان : انا كويسه ياجماعه واحسن

من اﻻول .. لما زعقتله حسيت اني

بقيت احسن بجد

ضحكت غاده على كﻼمها : اه يا

شريره

تكلم الجميع محاولين تخفيف الموقف

على جيهان بينما ظل هو صامتا ﻻ

يجد ما يقوله .. اخرج هاتفه

من جيبه .. ضغط على ازراره

قليﻼ .. ثم وضعه في جيبه مره

اخرى

بعدها مباشرة وجدت جيهان هاتفها

يصله رساله .. اخرجته من

حقيبتها .. فتحت الرساله وجدتها من

هاني ومحتواها كلمتين " أنا

آسف .. ماتزعليش "

شعرت بقلبها وكأن شيئا وخزه ..

ابتسمت دون ان تشعر .. نظرت

اليه .. كان مسلطا نظره عليها

ولكن عندما التقت عيناهم نظر هو

في اﻻتجاه اﻻخر .. نظرت هي اليهم

جميعا وجدت الجميع منشغل

ولم يﻼحظوا ما حدث بينهم من

اتصال العيون .. فتحت رساله جديده

وكتبت : أنا مش زعﻼنه منك ..

انت جيت في الوقت المناسب .. وانا

اللي اسفه اني اتعصبت عليك ..

ثم بعثت الرساله ووضعت الهاتف

في حقيبتها مره اخرى .. جاءت

الرساله على تليفونه .. أخرج

التليفون مره اخرى وقرأها .. ابتسم

هو اﻻخر .. وادخله مره اخرى

محمود : مالك بتضحك على ايه؟

هاني : خليك في حالك

محمود : ﻻ بجد قول

هاني : مبسوط ياخي .. فرحان ..

في مانع؟

محمود : طيب ياسيدي ربنا يبسطك

اكتر

نظر لها هاني : ان شاء الله هنبسط

قريب

لم تفهم جيهان نظرته وكلمته .. لم

تفكر كثيرا واندمجت مع اﻻخرين مره

اخرى .. وبعد الغذاء أخذت

غاده عمر الى منطقة العاب

اﻻطفال .. اجلسته على اﻻرجوحه

ونظرت له وهو سعيد يضحك

بحركتها الى اعلى والى اسفل

سرحت في شريف مره اخرى ..

لماذا يحدث لها هي ذلك .. هي

تتمنى

ان يحبها كما هي احبته .. ولكن

شئيا لم يحدث بينهم .. ومع ذلك

يطلقون عليها الشائعات .. ياألله

ماذا

تفعل .. أتستقيل من المستشفى

كليا أم تكتفي باﻻعتذار عن حالته

وهذا كافيا لﻼبتعاد عن الشائعات

وعنه هو شخصيا .. وهل ياغاده

البعد عنه هو الحل .. من سيشبع

قلبك العاشق له ؟ من يستطيع ان

يمحو تلك المشاعر نحوه؟ ولكن البعد

عن المشاكل واثارة اﻻقاويل حولها

هو الحل .. ولو بعدت عنه

.. سينمحي حبه تدريجيا من قلبها ..

اذن ستعود الى نفس النقطه .. البعد

هو الحل .. وهو لن يبقى الى

اﻻبد في المستشفى .. سيرحل يوما

ما .. ويرحل حبه معه .. اقنعت

نفسها اخيرا ان الحل مسألة وقت

وينتهي حبه اللعين ..

قامت وحملت عمر لتعود اليهم ..

غادروا جميعا النادي وعادت كل

عائله الى بيتها ..

***********************

جاء يوم اﻻحد الذي انتظره شريف

بشوق .. بينما انتظرته غاده

بخوف .. لم تتمنى مجيئه من اﻻصل

.. ولكنه جاء وﻻبد لها من مواجهة

زمﻼئها بالمستشفى .. دخلت

حجرتها سريعا ولم تلتق بأحد ..

بعد قليل دخلت عليها لمياء ..

لمياء : ازييييك ياست الدكتوره ..

كده قافله تليفونك اليومين اللي

فاتوا دول

وقفت غاده لتسلم عليها : معلش

يالمياء كان في ظروف كده

لمياء : ظروف ايه خير؟

نظرت لها غاده .. ارادت ان تسألها

عن ماقاله الدكتور علي من الكﻼم

الذي يثار حولها في المستشفى

واذا كان وصل الى مسامع لمياء ام

غاده : لمياء .. انتي سمعتي حاجه

عني اﻻسبوع اللي فات؟

نظرت لها لمياء في حرج وقالت :

حاجة ايه؟

غاده بسخريه : يبقى سمعتي ..

قوليلي بقى ايه اللي وصلك

لمياء : بصي ماتشغليش بالك دول

شوية ممرضات بيشغلوا وقتهم

ومعندهمش غير اللت والعجن على

فﻼنه وعﻼنه .. صدقيني انا هنا من

قبلك وعارفاهم ومحدش بيعبرهم وﻻ

بيسمعلهم

غاده بغضب : وازاي مستشفى كبيره

زي دي تشغل عندها ناس باﻻخﻼق

دي

لمياء : عشان الحاجات اللي زي دي

بتطلع ويتكلموا عليها وتخلص

وتتنسي في السر ومحدش بيشتكي

وﻻ بيبلغ ومحدش يعرف مين اللي

طلع الكﻼم ده

غاده بلوم : ومجتيش قولتيلي ليه

من اﻻول بدل ما اسمع بوداني كﻼم

من الدكتور علي خﻼني في

نص هدومي

لمياء : كلمك ؟ قالك ايه؟

غاده بتنهيده : اهو خدت اللي فيه

النصيب

لمياء : معلش ياغاده ..ربنا ينتقم من

اللي ظلمك

غاده : اه يالمياء بدعي كل شويه

يارب انت حسبي .. وانا واثقه ان

ربنا مش هيضيع حقي

*****************************

شريف : ها ياماما رامي لسه

ماوصلش؟

الهام : يابني لسه ماهو لما يوصل

هتسمعه اكيد .. انت مالك متسربع

على مجيته كده ليه؟

شريف : مفيش حاجه

دخل رامي بعدها مباشرة :السﻼم

عليكم

شريف : ساعه في الطريق ؟؟

ساعه؟

رامي : ايه ياعم في ايه مانا جيت

اهو .. ازيك ياطنط عامله ايه ؟

الهام : الحمد لله .. ازي مامتك

عامله ايه؟

رامي : بخير بتسلم عليكي

الهام : الله يسلمها من كل سوء

شريف : عملت اللي قولتلك عليه؟

رامي : اللي هو ايه؟

شريف : انت بتستعبط وﻻ نسيت؟

رامي : بجد مش عارف في ايه

شريف طب تعالي اقولك ..

اقترب منه رامي وعندما شعر شريف

بقربه .. قرصه في ذراعه قرصه

شديده صرخ منها رامي :

ااااااه

شريف : افتكرت دلوقتي؟

رامي وهو يفرك ذراعه : اه ياخويا

افتكرت كان ﻻزم يعني تقرصني

شريف : يﻼ

خرج رامي من الحجره .. سألته

والدته : في ايه ياشريف انت بعت

رامي فين؟

شريف : ماتشغليش بالك ياماما ..

دي حاجه كده بيني وبينه

******************

بحث عنها كثيرا في المستشفى الى

ان وجدها في حجرة اﻻشعه .. طرق

الباب ودخل وجدها واقفه

امام جهاز اﻻشعه تتفقد صورة اشعه

لمريض ما .. تنحنح واستأذن في

الدخول ..

غاده بثبات : اتفضل يااستاذ رامي

رامي : ممكن اتكلم مع حضرتك

شويه ؟

غاده : اكيد اتفضل ودعته للجلوس ثم

جلست على كرسي بعيد عنه

رامي : حضرتك اعتذرتي عن متابعة

شريف ليه؟

غاده : اظن في دكتور تاني متابع ..

ووجودي حل محله دكتور افضل مني

رامي : عارف ان طالما في دكتور

تاني بيتابع يبقى احنا مالناش نعرف

اكتر من كده ..

غاده وهي تكمل كﻼمه : لكن ...

ابتسم رامي ﻻسلوبها وقال : هقولك

غاده : الحقيقه ..

رامي : ماشي

ثم أكمل : شريف هو اللي بعتني

اسأل عليكي

غاده :حضرتك انا معنديش وقت اتابع

حاﻻت .. وداخله على تحضير رساله

وبفتح عياده جديده ..

عايزه افضي نفسي

حاول رامي ان يوقعها في الكﻼم :

يعني هتسيبي المستشفى ؟

غاده بتقائيه : ﻻ

رامي : يبقى تعتذري عن حالته ليه

طالما انتي كده كده في

المستشفى ..

صمتت غاده ولم تستطع الرد فقد

حاصرها من جميع الجهات فﻼ مفر

لها

رامي : انا وعدتك اني هقول الحقيقه

وحضرتك كمان ﻻزم تقوليلي الحقيقه

وقفت غاده وقالت بغضب : مش من

حقك تكلمني وﻻ تستجوبني بالطريقه

دي .. ولو سمحت اتفضل

انا عندي شغل

رامي : ماشي يادكتوره .. سﻼم

غادر رامي الحجره .. جلست غاده

بعنف على الكرسي تبكي وهي

تجاهد قلبها بان يصمت .. حادثت

نفسها سرا : ابعد عني بقى

ياشريف .. ابعد .. مش عايزه افكر

فيك تاني .. يارب ماتخليش حاجه

تيجي في طريقي تفكرني

بيه ..يارب

ثم تذكرت كﻼم رامي .. قال ان

شريف هو من ارسله للسؤال عليها

وعن عدم متابعتها لحالته .. اذن

فشريف يهتم ﻷمرها .. حدثت قلبها

مره اخرى : ﻷﻷﻷﻷ مش حقيقي هو

بس فضول منه .. لكن انا

مش في باله خالص .. انسي بقى

ياغاده وارجعي فكري في شغلك

ومستقبلك .. ماتتعلقيش بوهم

وسراب ممكن يوقعك على جدور

رقبتك وانتي مش ناقصه ..

مسحت غاده دموعها .. وقفت وشدت

قامتها .. اعطت لنفسها القوه لتكمل

عملها اليومي ..

اما رامي فلم يقتنع بالطبع

بكﻼمها .. بل ان طريقة كﻼمها اثبتت

كﻼم صديقه بان ثمة شيئا ما حدث ..

ايكون رؤيتها لبنات خالته معه هو

الذي غيرها ام ماذا .. وهو في

طريقه الى حجرة شريف قابل

صفيه

صفيه بدﻻل : ازيك يا .. انت قلتلي

اسمك ايه؟

رامي : انا ماقلتلكيش اصﻼ

صفيه : خﻼص قولي ..

رامي : رامي ياستي ..

صفيه : عاشت اﻻسامي يااستاذ

رامي : بتاخدي بالك من شريف

كويس ؟

صفيه : الكابتن ؟ في عنيا من غير

ماتقول .. بس هو يرضى

رامي : يرضى بايه ؟

صفيه : اﻻ قولي هو خاطب وﻻ بيحب

رامي : وانتي مالك

صفيه : بجد قولي بقى اخص عليك

رامي : ﻻ ده وﻻ ده عايزه ايه بقى

صفيه وهي تغمز له : يعني مفيش

بينه وبين الدكتوه غاده حاجه كده وﻻ

كده ؟

انتبه رامي الى كﻼمها واسترسل

معها : الدكتوره غاده ؟ انتي عرفتي

ايه؟

هنا سمعت صفيه احدا ما يناديها ..

فقالت : بعد اذنك بقى ورايا شغل

رامي : استني بس فهميني عايز

اعرف

صفيه وهي تبتعد : بعيدين بعدين

نظر لها بغيظ فكان على وشك معرفة

اي شئ .. سمع صوتا اخر خلفه :

بست ... بست انت يا ..

نظر خلفه وجد ممرضه اخرى واقفه

بجوار الحائط .. ذهب اليها

رامي : نعم حضرتك بتندهيني؟

الممرضه وهي تنظر حولها : انت

عايز تعرف ايه بالظبط؟

رامي : اعرف ايه عن ايه؟

الممرضه : اللي كنت بتسأل صفيه

عليه

رامي : اااه .. ايه عايزه تقولي ايه؟

الممرضه وعينيها تلمع في جشع : ﻻ

قول انت اﻻول ..

رامي وقد فهمه .. اخرج محفظته

واخرج ورقة فئة المئه جنيه واعطاها

لها

اخذتها وخبأتها على الفور في

جيبها ..

رامي : ها قولي ..

الممرضه : عايز تعرف ايه؟

رامي : ليه صفيه دي بتقول ان في

حاجه بين الدكتوره غاده والكابتن؟

الممرضه : بص بقى البت صفيه دي

بتاعت كﻼم وبتحب تشعلل المواضيع

من مفيش ..

ثم نظرت حولها خائفه ان يسمعها

أحد : الدكتوره غاده مره زعقتلها

قدام الكابتن شريف ومن ساعتها

وصفيه مستحلفه ليها .. طلعت عليها

كﻼم انها بتروحله اﻻوضه كتير وتقعد

معاه وقت طويل ..

وتبص عليه من اﻻزاز كل شويه ..

وانهم كمان بيحبوا بعض في السر

رامي غير مصدق : ياخبر اسود ..

بس الكﻼم ده مش حقيقي

الممرضه : معرفش بقى .. بس

المستشفى كلها ماكنش ليها كﻼم اﻻ

على الحدوته دي .. بس يعني ..

رامي : بس ايه كملي

الممرضه : ﻻ مفيش .. محدش كان

بيصدقها اوي ﻻن الدكتوره غاده دي

واحده محترمه جدا وهنا

كلهم بيحبوها .. انما صفيه دي

مؤذيه جدا وهي كمان حاولت بكل

الطرق ان الكﻼم ده يوصل للدكتور

علي الغرباوي .. رئيس الدكتور غاده

يعني عشان يأذيها في شغلها ..

رامي : يعني الدكتور علي هو اللي

خلى غاده تسيب حالة شريف ؟

الممرضه : مش فاكره

فتح رامي محفظته مره اخرى

واعطاها خمسون جنيها وقال : ها

افتكرتي

وضعت الخمسون جنيها في جيبها

وقالت : اه افتكرت .. هي اللي

اعتذرت لما الدكتور علي زعقلها

عشان الكﻼم اللي وصله .. بس

يعني الشهاده لله .. الدكتوره غاده

دي طيبه جدا وماتستاهلش اللي

جرالها .. ربنا ينتقم منك ياصفيه

رامي : ومحدش منكوا ليه يبلغ عنها

ادارة المستشفى

الممرضه : ﻻ ﻻ الله يخليك .. دي

مؤذيه جدا وممكن بدل ما هي تترفد

كلنا نترفد .. وبعدين محدش

يقدر يمسك عليها غلطه تدينها

رامي : عموما شكرا للمعلومات اللي

قولتيهالي ..

الممرضه : انا ﻻ اعرفك وﻻ تعرفني

وﻻ شوفتك وﻻ شوفتني

رامي : ماشي ..

تركها وعاد الى حجرة صديقه معبأ

بالمفاجآت والمعلومات التي ستغضب

شريف جداااا

************************

بعد ان حكى له رامي ما سمع

قال شريف بغضب : اه سافله يا بنت

ال) تييييييييييييييت ( .. بقى واحده

زي دي تعمل كل ده من ورايا

.. وتعمل كده في غاده؟ روح

هاتهالي يارامي امسح بيها اﻻرض

رامي : اهدى بس ماينفعش اللي

بتقول عليه ده

شريه بصوت عالي: امال ايه اللي

ينفع؟ اسيبها تجيب سيرة المسكينه

دي من غير ذنب ؟ انا هعرفها

هي بتلعب بالنار مع مين .. السافله

الجزمه دي

رامي : خﻼص قولت اللي في

نفسك .. اسكت بقى شويه عشان

نعرف نجيب حق الدكتوره ونفضح

اللي اسمها صفيه دي .. تتصور دي

كانت بتتكلم معايا بمنتهى البجاحه

دلوقتي .. شغاله على كل لون

..

شريف بغيظ : واطيه

سكت اﻻثنان قليﻼ وقال رامي :

اسمع ياسيدي .. عندي ليك حتة

خطه .. بس هخرج اشوف حد هنا

كده واجي تاني

شريف : هتسيبني وتروح فين بس

استنى

رامي : صدقني .. انا هعرف

اتصرف .. ارتاح انت

وخرج رامي بحث عن تلك الممرضه

التي كانت معه واعطته

المعلومات .. وجدها اخيرا .. قال

لها :

بصي انا عايزك في مصلحه

هي : اد ايه؟

اعطاها مئتان جنيه وقال : حلو كده

فرحت جدا وقالت : حلو اوي ياريت

كل الناس بحبوحه زيك كده

رامي : ركزي في اللي هقولهولك

ده ونفذيه بالحرف الواحد

***********************************

دخلت تلك الصفيه الى الحجره ..

شريف : مين؟

صفيه : أنا المﻼمين

شريف في سره : دمك يلطش

قال لها وهو يبتسم : أهﻼ أهﻼ ازيك

صفيه : زي الفل ..

وقفت علقت له المحلول ووصلته

باﻻبره في ذراعه

صفيه : عامل ايه النهارده ياجميل

شريف : بقيت احسن لما جيتي

صفيه وهي تضحك : تسلملي يارب

شريف وهو يستنشق الهواء : الله ..

الله .. انتي حطه عطر حلو اوي

صفيه : بجد؟ عجبك

شريف : اه قربي كده اشمه

جلست صفيه بجواره على السرير :

هحطلك منه كل يوم

شريف : ياترى انتي حلوه كده زي

العطر بتاعك ؟

صفيه : مش احلى منك دانت اللي

زي القمر

شريف وهو يحاول ان يكون قريب

منها : قمر ايه دانتي اللي قمر

كان رامي يراقبهم من خلف

الزجاج .. وعندما وجد الوضع هكذا

أشار الى والدته التي اشتركت معهم

في الخطه .. دخلت على فجأه

وقال بصوت عالي سمعه كل من في

المستشفى : ايه اللي انتي بتعمليه

ده ياانسه ؟

ودخل على اثرها وابل من

الممرضات ليروا مايحدث في الحجره

شريف وهو يمثل دور البراءه : ايه

ياماما هي بتعمل ايه؟ انا مش

شايفها ؟

الهام : انتي بتستغلي انه مش

شايفك .. وتقومي تقعدي جنبه

وتلزقيله بالطريقه دي ؟

اصفر وجهها ولم تستطيع الدفاع عن

نفسها .. وعندما وجدت كل زميﻼتها

دخلوا .. ينظرون اليها في

احتقار وشماته .. فهي قد آذتهم

جميعا قبل ذلك .. وتلك هي اللحظه

التي انتظروها من مده .. هاهي

صفيه في وضع الذل والمهانه .. بل

وضع مخل بالشرف كما وضعت هي

معظم الفتيات ..

فجأه دخل الدكتور علي ودكتور اخر

يبدو عليه انه ذو منصب كبير في

المستشفى

الدكتور علي : فيه ايه ؟ ايه اللي

بيحصل هنا؟

الهام : انا دخلت لقيت البنت دي

قاعده جنب شريف ﻻزقه فيه ودي

مش اول مره اﻻقيها بتتكلم معاه

باسلوب سافل كده ..

شريف : ايوه انا فاكر ان الدكتوره

غاده كانت مره زعقتلها عشان بتتكلم

كده ..

الدكتور اﻻخر بصرامه : اتفضلي

قدامي على المكتب

خرجت صفيه وسط نظرات اﻻحتقار

من كل الموجودين ..

وقال الدكتور علي : كله يروح على

شغله .. يﻼ

وخرج الجميع وبقي رامي والهام مع

شريف

رامي : ايه رأيك؟

شريف : تسلم دماغك

الهام : حسبي الله ونعم الوكيل ..

هو في بنات كده؟ عيني عليكي

ياغاده يابنتي ..

شريف : بس الناس دي كلها جت

ازاي؟ انا كنت حاسس ان في ناس

كتير في اﻻوضه

رامي : مانا اتفقت مع الممرضه

اياها انها تجمع الممرضات هنا

عشان يشوفوا فضيحتها

شريف : طب وافرض اتكلمت وقالت

عن الحقيقه

رامي : انا مقبضها كويس

ماتقلقش .. وبعدين حقيقة ايه؟

ماهي الحقيقه هي اللي حصلت ..

مالفقناش

لصفيه حاجه .. هي اللي جابته

لنفسها .. دي لو كانت شخصيه

محترمه مكنتش تمادت معاك وعرفت

بسهوله تقعدها جمبك على

السرير ..

شريف : اه والله عندك حق .. دي

مخدتش في ايدي وقت خالص

الهام : انا حسه ان احنا عملنا حاجه

غلط .. ربنا يسامحنا بقى

شريف : حق غاده مكنش هيرجع غير

كده

*****************************

دخلت لمياء دون ان تطرق الباب ..

انتفضت غاده من مكانها وقالت : ايه

في ايه ؟

لمياء : انتي هنا والمستشفى كلها

مقلوبه

غاده : خير يابنتي مقلوبه ليه؟

روت على مسامعها ماحدث منذ

قليل .. وتسمع غاده وتتسع عيناها

اكثر .. كل هذا يحدث ..

غاده : وانتي عرفتي منين ؟

لمياء : انا كنت فوق بنفسي

وعرفت .. نزلت اقولك .. اكيد هي

اللي طلعت عليكي الكﻼم اياه ..

غاده : الله اعلم .. ده مش دليل

عليها ..

اهي دلوقتي موجوده في مكتب

الدكتور حسين شخصيا مع الدكتور

علي ووالدة الكابتن شريف

غاده : ربنا يستر

لمياء : هتعملي ايه؟

غاده : هعمل ايه .. وﻻ كأني عرفت

حاجه الموضوع اساسا مايخصنيش

لمياء : مش هترجعي تشرفي على

حالته تاني؟

غاده : ﻻ تاني وﻻ تالت .. انا في

حالي بقى .. مشيت صفيه دلوقتي

هتيجي بعدها واحده تانيه

لمياء : ومتابعتك لحالته فيها ايه

غلط ؟

نظرت لها غاده وقالت في سرها :

انتي مش عارف حاجه يالمياء .. مش

عارفه حاجه

قالت غاده : مفيش حاجه غلط .. بس

خﻼص .. خلصت الليله على كده ..

سﻼم بقى عشان الحق اروح

غادرت غاده الحجره وغادرت ورائها

لمياء ..

*********************

وصلت غاده المستشفى في اليوم

التالي .. وجدت الجميع يبتسم لها

لم تفهم ماذا يحدث .. وجدت لوحه

جديده معلقه ببهو المستشفى مكتوب

فيها التالي

" تم فصل الممرضه : صفيه عبد

العال مدكور .. نظرا لسلوكها السئ

وإطﻼقها اﻹشاعات المغرضه

على زمﻼئها وزميﻼتها من الممرضين

واﻷطباء .. وباسم ادارة المستشفى

نعتذر لمن أساءت اليهم

صفيه ,,, "

ابتسم صفيه وقالت في سرها :

الحمد لله

وجدت الدكتور علي واقفا بجوارها ..

نظرت اليه وجدته يبتسم لها قائﻼ :

اول مره اغلط في الحكم

على المواقف ..

غاده : دكتور علي

الدكتور علي : عرفتي طبعا اللي

حصل امبارح

غاده : ايوه عرفت

الدكتور علي : عرفتي انها اعترفت

في مكتب الدكتور حسين انها اللي

قالت عليكي الكﻼم اللي

وصلني عنك .. وانك بريئه من كل

التهم دي

غاده : ﻻ معرفتش

الدكتور علي : انا اسف يابنتي

غاده : حصل خير يادكتور

الدكتور علي : مش زعﻼنه من

كﻼمي اللي قولتهولك؟

غاده : ﻻ ابدا .. حضرتك زي والدي

واكيد قولتلي كده عشان خايف على

مصلحتي

الدكتور علي : انا كلمت الدكتور

محمد وقلتله انك هترجعي تتابعي

الكابتن شريف تاني

غاده : ﻻ يادكتور ارجوك انا كده تمام

الدكتور علي : ليه بقى ؟

غاده : مافي حاﻻت تانيه انا بمر

عليها والعياده اليومين بتوعي بتبقى

مليانه الحمد لله

الدكتور علي : بس انا حابب تكملي

معاه المتابعه عشان تكوني بدأتي

معاه من العمليه لحد اخر يوم

عﻼج

غاده باستسﻼم : اللي حضرتك

تشوفه

الدكتور علي : يﻼ يابنتي .. اتفضلي

على شغلك

غاده : شكرا يادكتور ..

******************************

وصل المصعد الى الدور الذي يوجد

به الكابتن .. فتح الباب .. ظلت

واقفه في مكانها .. لم تستطيع

الخروج من المصعد والذهاب اليه ..

كانت خائفه ﻻ تريد مواجهته .. فبعد

ان وعدت نفسها ووعدت

قلبها اﻻ تفكر فيه مره اخرى .. تجد

نفسها تراه كل يوم وتتعامل معه

ومع جراحه ..أيها الحب اللعين

.. أرحل عني ﻻ أريد أن أتعذب بك ..

عذابك حلو المذاق .. ولكن نهايته

تعني موتي .. ويالها من نهاية

قاسيه .. لقلبي الضعيف .. انتبهت

على انغﻼق باب المصعد مره

اخرى .. أوقفته .. فتح مره اخرى ..

وخرجت منه الى حجرته

وقبل ان تدخل الحجره .. قررت اﻻ

تنظر اليه ابدا .. فرؤيته هي التي

توقعها في بحر الغرام العميق ..

قررت اﻻ تفاعل معه ومع ضحكاته

مهما حدث .. وان تكون جاده ثقيلة

الظل .. سمت الله ودخلت

***********************

دخلت عليه .. وجدت الوضع كما تراه

كل مره .. والدته جالسه بجواره

تحتسي الشاي .. ورامي جالسا

على الكرسي اﻻخر .. بينما هو

راقدا على سريره .. أول ما وقعت

عيناها عليه .. كأنها نسيت كل

التعليمات التي أمﻼها عقلها عليها

قبل الدخول .. فدقات قلبها أعلى

صوتا غطت على تنبيهات عقلها ..

قالت : السﻼم عليكم

وقفت الهام واقبلت عليها ..

احتضنتها وقبلتها : وعليكم السﻼم

ياغاده .. ازيك ياحبيبتي

شريف : ازيك يادكتوره ؟

غاده وهو تنظر ارضا : الحمد لله ..

حضرتك عامل ايه النهارده

ضحك شريف : وحضرتك واخده

الموضوع جد كده ليه؟

غاده وهي تصطنع الجديه بالفعل :

افندم ؟ ايه اللي حضرتك بتقوله ده؟

ضحك رامي هذه المره وقال : على

فكره ياشريف الدكتوره غاده

ماتعرفش حاجه عن اللي عملناه

الهام : هتعرف امتى بس ماحدش

يعرف غيرنا

نظرت لهم غاده باستغراب : انا مش

فاهمه انتوا بتتكلموا عن ايه؟

وقف رامي ودعاها للجلوس مكانه

فﻼ يوجد كرسي زياده في

الحجره .. جلست تنظر لهم قالت :

في

ايه؟

رامي : احنا اللي عملنا كل ده

غاده : كل ده ايه؟

شريف : عرفنا عن اللي قالته صفيه

عليكي .. وعملنا تمثيليه جبناها

هنا .. ووقعناها في شر اعمالها

غاده : ياااه .. وبعدين

شريف : وبعدين ايه ماخﻼص .. الكل

عرف انك بنت محترمه والكﻼم ده

كله فشنك ..

غاده : بتتكلموا جد يعني .. انتوا

كنتوا عارفين كل حاجه

الهام : ايوووه

غاده : انا مش مصدقه .. انتوا

عملتوا كل ده عشاني؟

الهام : هو انتي شويه ياغاده ؟ ده

انتي بنتي اللي مخلفتهاش

غاده : وحضرتك كنتي معاهم

ضحكت الهام : ههههههههههههههه

اه اشتركت في التمثيليه وعملت

نفسي قال ايه داخله اﻻوضه من

غير ماخد بالي

غاده بحزن : ياعيني عليكي ياصفيه

شريف : نعم ؟؟؟ عينك عليها ليه ان

شاء الله؟

غاده : ﻻن مهما حصل منها ومهما

قالت عليا .. ماينفعش نضحك

عليها .. ونخرجها من المستشفى

بفضيحه

رامي : ﻻ اسمحيلي بقى حضرتك ليا

تعليق .. لو واحده زي دي فضلت

هنا ومحدش وقف قصادها ..

وانتي كمان ماشفتيش الممرضات هنا

بيخافوا منها ومن شرها ازاي ..

هتفضل موجوده تأذي في

الناس الكويسين .. كان ﻻزم تفوق

وتبعد عن هنا ..

غاده : بس مش بفضيحه

شريف : ﻻ كده احسن عشان

تبطل ..

غاده بتردد : يعني انت مكنتش

متجاوب معاها وبتعاملها حلو ؟

شريف بسعاده لسؤالها : انا

مايستهوانيش النوع ده؟

رامي : امال يستهوالك انهي نوع

ياحنين؟

شريف : ملكش دعوه

رامي : عموما انا عارف كل حاجه ..

اقول قدام الدكتوره

شريف بغيظ : اطولك بس واقرصك

تاني

رامي : خﻼص خﻼص مش هقول

وقفت غاده : الجميل ده فوق راسي

ياجماعه وانا ..

قاطعها شريف : جميل ايه بس ..

الجميل الحقيقي اللي عملتيه معايا

في العمليات .. فاكره وﻻ نسيتي؟

غاده : ده كان شغلي

شريف : طيب هترجعي تشوفي

شغلك معايا تاني

غاده : مانا رجعت اهو

شريف : انا مش هآمن على نفسي

مع دكتور تاني .. اوعي تعمليها

تاني

غاده : ﻻ ماتخفش

رامي : اجيب شجره وكوبايتين

لمون .. والله اجيب .. مش بعيد

اهو .. اروح اجيب هه؟

شريف : يامين يطاولني رقبتك ياض

انت .. بقولك ايه انت مش اتأخرت

على مامتك روحلها يﻼ ..

امشي

رامي : دي اخرتها انا عارف ..

تاخدني لحم وترميني عضم

ظل الصراع الطفولي بين اﻻثنين

وغاده تضحك عليهم .. وانتهى

الكشف وغاردرت حجرته ..

وبالطبع خرجت واحده مختلفه تماما

عن التي دخلت .. وكل تلك القرارات

التي أخذتها في البدايه

ماتت قبل أن ترى حيز التنفيذ ...

أما قرارات هو أﻻ يعبث بمشاعرها

مره اخرى .. ويترك كل شئ

للوقت .. ولكن عليه التفكير أوﻻ

قبل اتخاذ اي خطوه تجاه غاده ..

فمن الواضح انه ينجذب اليها

بشده .. ولكن حالته المرضيه هذه

تجعله يفكر في اي شئ يخصها الف

مره قبل ان يتلكم او يعترف بما

يشعر به تجاهها


تعمقت العﻼقه أكثر بين غاده وبين

شريف في اﻻيام التاليه .. فهي تراه

يوميا .. نسيت كل القواعد التي

فرضتها على نفسها .. وتطورت

عﻼقتها به بشكل سريع .. فانطلق

حبه في قلبها وتمكن منه .. وهو

أيضا . أدمن وجودها معه وينتظرها

بفارغ الصبر كل يوم .. ولو قل

الوقت الذي يقضوه معا .. فهي

قصدت ذلك .. فرغم أنه أسعد

لحظات تعيشها معه اﻻ انها تعلمت

الدرس جيدا .. فلن تعطي أحدا

الفرصه ﻻصطياد اﻻخطاء لها .. تنهي

عملها في حجرته وتخرج على

الفور .. تخطف من اليوم

لحظات قصيره تكيفها لليوم التالي

لتراه مره اخرى .. يبتسم فور

دخولها الحجره .. وعندما يتصادف

غياب والدته عن الحجره .. يسمعها

كلمة او اكثر يسعدوها ويضفوا حمرة

خجل وسعاده ﻻ توصف

لديها .. ولكنها تصده بطريقه لطيفه

لكي ﻻ يتمادى .. فمهما زاد حبه

وغﻼوته لديها فان حدود اﻷدب

واﻹحترام ﻻ يجوز تعديهما مهما

حدث .. فذات يوم دار بينهما هذا

الحوار وفي غياب الهام

غاده : السﻼم عليكم

شريف بسعاده : وعليكم السﻼم

ورحمة الله وبركاته

غاده : ازيك النهارده

شريف : الحمد لله .. بحس اني

احسن كل يوم بعد العصر كده

غاده باستغراب : بجد؟ ليه بعد

العصر يعني؟

شريف : عشان انتي بتيجي بعد

العصر

غاده بهزار : ستوب .. كارت أصفر

شريف : أوبا .. ليه ياكوتش انا

عملت ايه؟

غاده بضحك : كوتش ايه بس ؟ هو

الكوتش اللي بيدي كارت اصفر

واحمر؟ ده الحكم ياكابتن

شريف : يادي الكسفه اللي انت فيها

ياشريف

غاده : ركز شويه

شريف بصوت حاني : ماهو من

ساعة مابتدخلي اﻻوضه وانا

مابعرفش أركز في حاجه

غاده وهي تضفي الجديه على نبرة

صوتها : تاني ياكابتن ..

شريف : الكابتن خﻼص

غاده : ﻻ انا ماشيه بقى

شريف : استني بس

غاده : سﻼاااااام

وينتهي يومهم وهكذا كل يوم ..

وبعد عدة ايام .. كانت جالسه في

حديقة المنزل وامامها كوبا من

الشاي .. كانت شارده .. جلست

بجوارها جيهان وهي تحمل كوب

الشاي الخاص بها ايضا ..

جيهان : مش ناويه بقى تعترفي؟

غاده : بإيه ياسيادة المحقق؟

جيهان : باللي مشقلب كيانك بقالك

مده .. وأوعي تقوليلي شغل ومش

عارفه ايه .. شغلك ماشي زي

الفل ماشاء الله والعياده العمال

بيجهزوها من كله واتفقتي مع

دكتورين تانيين .. يبقى شغلك

امااان ..

قولي بقى وفضفضي ..

نظرت لها غاده في صمت

فتكلمت جيهان مره اخرى : اوووف

شكلك هتتعبيني .. هو احنا يعني

مش اخوات وصحاب؟

غاده : انا ماليش غيركوا اصﻼ انتي

بتتكلمي في ايه؟

جيهان : طيب قولي بقى واتكلمي ..

ابسطهالك ؟ هبسطهالك

ضحكت غاده على اسلوبها

جيهان وهي تغمز بعينيها : شكلك

بتحبي .. صح؟

غاده وهي تشيح بوجهها بعيدا :

بحب ايه انتي عبيطه؟

جيهان : طب قوليلي وانا اقولك

غاده : تقوليلي ايه ؟

جيهان : حاجه زي اللي هتقوليهالي

غاده : بت انتي انا مش فايقالك

جيهان : بصي ياغاده يابنتي عايزه

اقولك من اﻻخر اني هعرف

هعرف .. فقوليلي بالذوق بدل

ماتقولي غصب عنك لما اقرفك في

عيشتك وافضل الح الح الح عليكي

عشان اعرف

غاده وهي تمسك رأسها : نافوخي

ياناس انتي مابتتعبيش؟

جيهان وهي تخرج لسانها : ﻷ ..

غاده وهي تتكلم بجديه : طيب خدي

الموضوع جد اﻻول عشان نتكلم صح

جيهان وهي تعتدل في جلستها : ايه

يابت القلبه دي ؟ جد ايه وبتاع ايه

في ايه قلقتيني

غاده : انا تعبانه اوي ياجيهان

جيهان : تعبانه ؟ مريضه يعني؟

غاده : ﻻ ﻻ .. فاكره الكابتن شريف

عبد الهادي اللي جه المستشفى

عندنا؟

جيهان : اه ماله

نظرت لها غاده نظره حزينه في

صمت

ضربت يدها على صدرها : يالهوي

مات؟

غاده : مات ايه بعد الشر عليه

جيهان وتهز رأسها وقد استوعبت

اﻻمر : اااااه بعد الشر علييييييه

غاده : شوفتي قلبتي الموضوع هزار

ازاي؟

جيهان : بس بس انا فهمت كده في

ايه .. نقطه بقى من اول السطر

وقوليلي من اﻻول

غاده بتنهيده : مش عارفه ياجي جي

اﻻول كان امتى .. ده اﻻول حتى

كان بيعاملني وحش .. ومره

في مره حسيت اني بستلطفه ومن

غير ماعرف ياجيهان لقيتني ..

لقيتني ..

ثم بكت فجأه : لقيتني بحبه اوي

اقتربت منها جيهان واحتضنت

رأسها : بس بس .. وانتي بتعيطي

ليه دلوقتي ؟ ايه المشكله لما

تحبيه؟

نظرت لها غاده : انا معرفش اي

حاجه .. معرفش هو حاسس بيا وﻻ

ﻷ .. معرفش هو حاسس بايه

اصﻼ من ناحيتي ..

جلست جيهان على مقعدها مره

اخرى وقالت : طيب اهدي كده

واحكيلي كل المواقف والكﻼم اللي

دار بينكوا ... بالتفصيل

روت لها غاده كل شئ وكل كلمه

قالتها له وقالها لها ..

جيهان بتفكير عميق : كل اللي قلتيه

وكل الكﻼم بينكوا بيقول ان في حاجه

حلوه ابتدت بينكوا .. بس

ماتثبتتش لسه

غاده بانتباه : ازاي؟

جيهان : انتي بتقولي انك بتحبيه

وبتموتي فيه .. احنا مش عارفين

بس جايز يكون هو كده كمان .. و

قاطعتها غاده : وجايز ﻷ

جيهان : محناش عارفين ماتحكميش

بقى .. المهم .. أكمل .. وبعدين

اهتمامه بانه يردلك كرامتك

ويعمل مقلب في الممرضه دي مع

صاحبه .. يعني خد وقت وخطط

وفكر ونفذ وكمان امه معاهم يبقى

في اهتمام حقيقي

غاده : ﻻ .. انا لما شكرته قلتله ده

جميل مش هنساهولك قالي انتي

عملتي فيا جميل في العمليات ..

يبقى هو كده بيرد الجميل مش أكتر

جيهان : همممم .. طب وبعديها ..

غاده : زي ماقلتلك بيكلمني باسلوب

لطيف ولذيذ .. وكأنه مش عايزني

اخرج من اﻻوضه .. بصراحه

وانا كمان ماببقاش عايزه اخرج

جيهان : هو هيخرج امتى من

المستشفى ؟

غاده : لسه الدكتورعلي محددش

جيهان : طيب وبعد لما يخرج هيكون

ليكي عﻼقه بمتابعته ؟

غاده : لما يجي يعمل كشف دوري

وده هيكون في اوقات بعيده عن

بعضها .. عايزه تقولي ايه؟

جيهان : بصي دلوقتي في

احتمالين .. لو هو مابيحبكيش يبقى

خﻼص لما يخرج مالناش دعوه بيه

وهو مش هيحاول يكلمك .. لكن

اﻻحتمال التاني واللي انا بميل ليه

اكتر انه بيحبك يبقى اكيد هيتكلم

في الفتره اللي قاعدها في

المستشفى دي ..

غاده : انا مايله للﻼحتمال اﻻول

جيهان : ليه؟

وقفت غاده ودارت حول الطاوله : ده

واحد متعود على البنات والخروج

والمتعه والشهره .. وفجأه

كل ده مابقاش موجود في حياته ..

ولقى نفسه في أوضه صغيره وكل

يوم بتجيله الدكتوره اللي تقريبا

مابيقابلش ست غيرها دلوقتي .. فلو

افترضنا حتى انه اتعلق بيا شويه ..

انما بعد ما يخرج من عزلة

المستشفى ويرجع لحياته

الطبيعيه .. هينسى كل اللي فات ..

جيهان : لو بيحبك مش هينساكي ..

بس انا عايزه اسألك سؤال

غاده : ها

جيهان : لو فرضنا انه بيحبك زي ما

بتحبيه وخﻼص اعترفتوا لبعض

واتفقتوا .. هتقدري تعيشي

بقيت حياتك مع واحد .. ضرير؟

غاده : اه هقدر

جيهان : فكري شويه .. هو احتمال

كبير يفضل ضرير .. ولو فضل كده

وجه وقت قرارك باﻻرتباط

بيه .. هتقدري تعيشي معاه على

حالته دي ؟ هو كل مصدر دخله كان

الكوره وخﻼص مش هيبقى فيه

كوره .. وساعتها هيقعد في البيت

وانتي هتنزلي الشغل ..

غاده : ياااه ياجيهان انتي بتفكري

في حته بعيده اوي .. هو احنا لسه

عرفنا هو بيفكر فيا على اساس

ايه؟ ولو ياستي حصل زي

مابتقولي .. انا مستعده اعيش تحت

رجله اخدمه بقيت عمري .. بس ..

بس

لو كان فعﻼ بيحبني مش بيتسلى ..

انا خايفه اوي ليكون كده .. عمري

ماحبيت قبل كده وﻻ عرفت

يعني ايه حب اﻻ معاه .. خايفه

اتجرح ولو اتجرحت منه هتعقد اكتر

مانا متعقده .. انا متأكده من

مشاعري ناحيته .. بس هو ..

جيهان : ماتضغطيش على نفسك في

التفكير .. سيبيها لربنا وهتتحل

صدقيني ..

غاده : ونعم بالله

هنا سمعوا صوت محمود بالداخل

جيهان : يﻼ ندخل جوه دلوقتي

وبعدين نتابع يوميات الدكتوره

والكابتن

غاده : مانتي كنتي ماشيه كويس

قلبتيها هزار ليه؟

جيهان : يادودو لوﻻ حبة الهزار دول

كان زماني مت من اﻻكتئاب من

ساعة ماتطلقت

غاده : ربنا يسعدك ياحبيبتي ويرزقك

باللي يقدرك .. و ..

ثم كأنها تذكرت فجأه : استني

اسنتي انتي قولتيلي في اﻻول "

قوليلي وهقولك " .. تقوليلي على

ايه ؟

جيهان : ﻻ بهزر معاكي كنت بوقعك

في الكﻼم

غاده : اااااه افتكرت .. اصل بس

انتي لسه في العده

جيهان : اهي قربت تخلص ونخلص

من التدبيسه دي اصل انا حسه ان انا

لسه متجوزاه .. وكل ما

افتكر انه ممكن يرجعني بكلمه بحس

اني عايزه اغمض عيني وافتحها يوم

نهاية العده ..

غاده : للدرجه دي مابقتيش تحبيه؟

جيهان : انا محبيتوش اصﻼ .. كان

انبهار بشياكته ووسامته وكل حاجه

كان بيجيبهالي .. كانت نقطة

ضعفي وهو عرف يلعب بيها كويس

غاده : طيب يﻼ ندخل وكفايه كﻼم

عنه ..

جيهان : يﻼ

دخلوا سويا وجلسوا مع محمود

وفوزيه وبعد قليل انضمت اليهم

ساره والصغير

تكلم محمود كثيرا عن عمله وعن

بعض الصفقات التي بدأ مؤخرا في

تنفيذها من خﻼل شركته هو

وهاني .. وانه سيأخذ توكيل إحدى

الشركات العالميه المعروفه ويجعلوا

مقرها في القاهره ويديرها هو

وهاني سويا

جيهان : ازاي الكﻼم ده ؟ ده حاتم

كان بيجري ورا الشركه دي بقاله

مده عشان ياخد التوكيل بتاعها

محمود : بس احنا اللي خدناه بالفعل

جيهان بتردد : وهو عامل ايه في

شغله .. شركته عامله ايه في

السوق؟

محمود : بصراحه .. مستواه في

هبوط مستمر .. يخسر مزاد مره و

مناقصه مره .. يعني في انحدار

فوزيه : ده انتقام ربنا

جيهان : ﻻ حول وﻻ قوة اﻻ بالله

فوزيه : ايه صعبان عليكي

جيهان : انا بس مابحبش الشماته ..

محمود : خﻼص ياجماعه حصل

خير .. غيروا الموضوع ده ..

ساره : طيب شفوتوا عمر عمل ايه

النهارده

محمود وهو يداعب الطفل : عملت

ايه يامجرم

وبذكاء غيرت ساره مسار الحوار

الذي اصابه التوتر منذ ان ذكر اسم

حاتم فيه ..

صعد بعدها محمود وزوجته ودخلت

فوزيه حجرتها لتنام .. وجهزت غاده

حالها للنوم هي وجيهان ..

وقبل النوم تحدثوا سويا

اغلقت غاده النور وجلست بجوار

جيهان على السرير .. ظل الوضع

صامت قليﻼ وكل منهما نائمه

على ظهرها تنظر الى سقف

الحجره ..

غاده : عارفه ياجيهان .. انا اوقات

بحس اني حبيته عشان هو مش

شايفني ..

جيهان : مش فاهمه تقصدي ايه؟

غاده : بصي بصراحه كده كل الرجاله

بينجذبوا للبنت الحلوه او الدلوعه ..

وانا ﻻ كده وﻻ كده ..

وطول عمري في حالي .. واﻻنجاز

اللي قدرت اعمله بجد اني محبيتش

حد خالص .. هو اكيد كان

هيكون حب من طرف واحد بس انا

قفلت على نفسي كل اﻻبواب .. وده

اللي خﻼني اشك اني حبيته

عشان هو مش شايفني وبقيت على

طبيعتي معاه

جيهان : مع اعتراضي على بعض

الكﻼم بس انتي قلتي في اﻻخر "

وبقيت على طبيعتي معاه "

ومعنى كده انك من جواكي حلوه جدا

جدا .. ودي الحﻼوه اللي هو

شايفها .. بصي ياغاده الراجل اللي

بيفكر زي مانتي بتقولي البنت

الحلوه الدلوعه ده يبقى من صنف

حاتم .. ومعتقدش ان شريف زي

حاتم .. نيجي بقى للنقطه التانيه ..

ايه الهبل اللي بتقوليه ده ؟؟ مش

حلوة ايه؟ ده كفايه شعرك الحرير

ده ماشاء الله عليكي بجد .. وغير

كده انتي ماشفتيش شكلك في فرحي

كنت ي عامله ازاي؟ دانتي

طلعتي من تحت ايدهم في الكوافير

واحده تانيه خالص ..

غاده : بس انا مش الواحده التانيه انا

الواحده اﻻوﻻنيه اللي دخلت

الكوافير .. ياجيهان انا مش هعيش

طول عمري بالمكياج والسواريه ..

وانا اساسا مابحبش احط مكياج بره

البيت ..

قامت جيهان من مكانها وفتحت النور

مره اخرى وجلست بجوارها على

السرير .. اقتربت من وجهها

.. مسكتها من ذقنها ودققت في

معالمها جيدا وقالت : مممم في

شوية حبوب .. وبشره جافه ..

الشمس

عامله فيكي عمايلها .. وشعرك

كمان .. هو اه طبيعته حلو جدا

وناعم وطويل ماشاء الله .. بس من

قلة

اﻻهتمام بيه بقى تالف ..

ضحكت غاده : انتي تروحي تفتح

بيوتي سنتر .. كل ده اكتشفتيه من

بصه كده؟؟؟

جيهان : اتريقي اتريقي .. بس بصي

بقى .. انا وانتي هنعمل حاجه ..

هنروح اوﻻ عند دكتور جلديه

محترم .. وهنتابع عند بيوتي سنتر

محترم .. وبعدين هنشوف هنعمل

ايه تاني

أزالت غاده يد جيهان بلطف وقالت :

انتي بتحلمي باين عليكي .. انا مش

هعمل حاجه .. ومش هغير

في نفسي عشان راجل .. انا لو

بموت فيه مش هتغير عشان يحب

شكلي .. انا كده ومش هعيش غير

كده

جيهان : مين قالك ان التغيير عشان

الراجل .. انتي ﻻزم تهتمي بنفسك

عشان خاطر نفسك .. لما

بتبصي في المرايه وتشوفي نفسك

وحشه ده بيأثر بالسالب على حياتك

واسلوبك اليومي .. لدرجة انك

عمرك كله قضتيه بعيد عن الناس ..

في حاجه في علم النفس بتقول لو

انتي حسيتي انك حلوه الناس

كلها هتشوفك حلوه .. ﻻزم تشوفي

نفسك حلوه ومهتمه بنفسك .. حتى

في البيت .. ستايل هدومك ﻻزم

يتغير انتي مابقتيش الطالبه وﻻ

الطفله انتي دكتوره كبيره محترمه ..

بﻼش بقى شغل البيجامات

والشورتات اللي بتلبسيهم وقت

النوم ده

غاده بتساؤل : اومال البس ايه

يعني؟

جيهان : قمصان .. قطن او حرير او

ستان .. دلع كده ..

غاده : ﻻ والله وافرض اخوكي دخل

علينا فجأه

جيهان : ﻻ انا مﻼحظه انه مابيدخلش

بالمفتاح .. بيرن الجرس على طول

ماهو بردو مراعي ان في

بنت في البيت

غاده : كل كﻼمك ده ماأقنعنيش

لﻸسف

جيهان : انتي دماغك دي جزمه

قديمه

غاده وهي تضربها بالوساده : لمي

نفسك يابت

جيهان : قمصاني كلها في الدوﻻب

وفي جديد منها كمان .. خدي منها

اللي انتي عايزاه وجربي ..

ولما تحسي بأنوثتك وتخرجي من جو

الموظفين اللي انتي فيه ده هتعرفي

انا قصدي ايه .. وصدقيني

ثقتك بنفسك هتزيد

غاده : مش واخده حاجه .. انا هنام

بقى عشان تبطللي سخافاتك دي

جيهان :طيب طيب .. تصبحي على

خير ..

******************

انتهى محمود وهاني من اﻻجتماع

بموظفين الشركه .. وجلسوا سويا

يناقشان بعض امور العمل

التقط محمود ملفا وفتحه وقال :

معقول ؟

هاني : خير؟

محمود : شركة حاتم بعتالنا عرض

بصفقه جديده

هاني بانزعاج : وهو ليه عين يشتغل

معانا

محمود : مش عارف هو عايز ايه !!

بس عموما الشغل حاجه واللي حصل

بينا حاجه تانيه .. نشوف

التفاصيل ايه وبعدين نقرر

هاني بصوت أقرب للحده : تفاصيل

ايه اللي نشوفها .. دي شركته

ضايعه خالص وسمعتها زفت .. لو

اتعاملنا معاه هينزل مننا ..

محمود بتفكير : مش ده اللي خايف

منه لو رجعنا نتعامل معاه

هاني : اومال ايه اللي خايف منه؟

محمود : جيهان كانت بتسألني عليه

امبارح

هاني بقلق : بتسألك عن مين؟

محمود : عن حاتم يابني اومال احنا

بنتكلم عن مين؟

هاني : ايوه يعني بتسألك عليه ليه؟

محمود : بتسألني عن شغله وعامل

ايه ولما قلتلها انه بيخسر زعلت

عشانه مش عارف انا خايف

لتكون حنت ليه .. ماهو بردو كان

جوزها في يوم من اﻻيام .. ومش

من بعيد ده من فتره قريبه

وقف هاني وقال : ده سبب أدعى

انك ترفض الشغل معاه عشان

مايبقالناش اي صله بالشخص ده

محمود : عندك حق .. بس

هاني : بس ايه؟

محمود : ده واحد في محنه .. وانا

بصراحه يعني عايز اساعده

هاني بغيظ : تساعد مين يابني

ادم ؟؟؟؟ انت مخك راح فين؟؟؟

محمود : انا عايز افك كرب مسلم

مش اكتر .. انا ماتمناش نفسي اكون

مكانه بس بتوقع لو انا مكانه

كنت هتعلق بأي قشايه ارجع بيها

نفسي لمكاني في السوق

هاني : بس انا مش موافق على

الصفقه دي

محمود بعد تفكير : طيب براحتك ..

انا هعملها لحسابي انا حتى لو

مكسبتش فيها مليم ..

هاني : انت حر

ثم خرج واغلق الباب خلفه في عنف

************************

وقفت تتابع حالته .. وهو يحاول ان

يغازلها بأي طريقه ولكنها كالعاده

تتهرب .. دخلت عليهم الهام ..

القت السﻼم عليهم

شريف : جيتي ازاي يالولو

الهام : رامي جابني .. هو نزلني

قدام المستشفى وراح يركن ..

مالقاش مكان قريب وقال يعني بدل

ما

يمشيني مسافه كبيره نزلني

وهيركن ويطلع على طول

شريف : رامي ده راجل طول عمره

الهام : ربنا يخليكوا لبعض .. ربنا

يعلم انا بحبه زيك تمام

كانت غاده تبتسم وهي تسمع

حوارهم .. فكانت دائما تعشق

صوته .. تنظر له قائله في سرها :

بحبك

اوي ياشريف .. بحبك

وهي واقفه دخلت عليهم ممرضة ما

مسرعه

الممرضه وهي تتسارع انفاسها :

دكتوره غاده .. الدكتور علي .. قالب

عليكي .. المستشفى ..

حضرتك مش سامعه الندا في

الميكرفون

غاده وهي في مكانها ولكن بصوت

متسائل : خير في ايه؟

الممرضه : الدكتور علي بيقولك

حضرة الظابط محمود تحت و ..

قاطعتها غاده بفرحه وقالت : الظابط

محمود بجد؟

انتبه شريف للفرحه التي في صوتها

وقطب حاجبيه

الممرضه : وبيقولك في حاله حرجه

تخصه موجوده في الطوارئ ..

قالت بخوف حقيقي : حضرة الظابط

جراله حاجه ؟؟

ثم التفتت الى الهام وشريف : معلش

بعد اذنكوا هاجي نكمل الكشف

بعدين ..

مش هقدر اتأخر عليهم

تركتهم وغادرت مسرعه واخذت

الممرضه معها ..

قالت الهام : استر يارب

بينما شريف .. فحاله كان مختلف

تماما .. من محمود هذا وما قصته ؟

وما الذي جعل غاده تتلهف الى

الذهاب الي وترك شريف بهذه

الطريقه ؟ كل هذه اﻻسئله كانت

تدور في رأسه وهو يشعر بالعجز

تماما .. ﻻ يعلم ماذا يحدث حوله وﻻ

يستطيع ان يذهب ليرى ماذا تفعل

مع الظابط محمود .. شعوره

بالعجز مع شعوره بالغيره عليها ..

جعلوه في حاله عصبيه شديده جدا

كالبركان الذي يغلي تحت

اﻻرض ولكنه لم يعلن عن انفجاره بعد

***********************

وصلت غاده الى حيث قادتها

الممرضه .. وجدت الظابط محمود

جالس وبجواره فتاه تبكي بشده ..

بينما هو عليه عﻼمات الحزن الشديده

والدموع تمﻸ عينيه .. سلمت

عليهم .. عرفها بالفتاه

الظابط محمود : عﻼ .. مراتي

غاده : اهﻼ وسهﻼ مدام عﻼ .. خير

في ايه؟

الظابط محمود : ابني يادكتوره ..

ابني ..

قاطع كﻼمهم الدكتور علي يمشي

بخطا سريعه وقابل غاده وقال لها

آمرا

الدكتور علي : اطلعي على العمليات

بسرعه

وبالفعل ذهبت معه الى حجرة

العمليات وانهت عملها هناك على

خير .. فكانت الجراحه لطفل صغير

عمره حوالي ال7 سنوات .. وبالطبع

هو ابن الظابط محمود

خرجوا من حجرة العمليات وقابلهم

الظابط محمود وعﻼ ..

عﻼ بلهفه : خير يادكتور

الدكتور علي مطمئنا بابتسامته :

الحمد لله كله تمام والولد زي

الفل .. الحمد لله مفيش خساير في

اي

حاجه

عﻼ ودموع الفرح تمﻸ عيناها : بجد

يادكتور؟

الدكتور علي : بجد .. حضرتك

بتعيطي ليه دلوقتي ؟ الحمد لله

الحادثه كانت قويه .. بس ربنا نجاه

والعمليه كانت سهله ..

ثم نظر الى الظابط محمود : حمدلله

على سﻼمته يامحمود

الظابط محمود : الله يسلمك يادكتور

انا مش عارف اشكرك ازاي .. جميلك

ده في رقبتي ليوم الدين

الدكتور علي : خيرك سابق يابني ..

انت ياما خدمتنا كلنا

كانت غاده واقفه بجوارهم فقالت

للدكتور علي : بعد اذنك يادكتور

عايزاك لحظه

وقفت معه على بعد من محمود

وعﻼ .. قالت غاده : انا عايزه اتنازل

عن أجري في العمليه دي ..

بصراحه نفسي ارد الجميل لحضرة

الظابط ..

الدكتور علي : ممكن اوي .. انزلي

الحسابات بسرعه قبل ما يطلعوا

الفاتوره .. بس انا سبقتك

واتنازلت انا كمان عن أجري قبل

العمليه

غاده : طيب كنت نبهتني وانا كنت

عملت زي حضرتك

الدكتور علي : مانتي عارفه الحاله

اللي بنبقى فيها قبل العمليات ..

غاده : هي الحادثه كانت ايه

بالظبط ؟

الدكتور علي : هما كانوا بيزوروا

اهل مدام عﻼ هنا وهما نازلين من

البيت .. الولد بيعدي الشارع

وهو بيجري .. كان في عربيه جايه

بسرعه .. والولد قطع السكه

فجأه .. اتخبط .. بس

غاده : الحمد لله عدت على خير ..

الدكتور علي : الحمدلله..


الثاني والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close