رواية احرار مير قلوبنا مستحلة الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم الكاتبة سحاب
الجزء الواحد والعشرون
لا أشعر إني بخير
لا أشعر إني انا
حتى وقوفك بجانبي لا يكفي لكي أكون
"جسّار"
جسّار بحدة وقهر: تبطي وتأخرت خطبتها قبلك ووافقت
البارق بروقان: هذا يوم ما كان عندها ولد عم اما الحين هي أبعد لك من السماء
وصلتهم صرخة من الدور الثاني خلتهم كلهم يلفون أرقابهم للدرج وسعود اللي ترك كل شيء وطلع يركض من سمع الصرخة باسم "شغف""
وصل لبداية الدرج وهو يشوف مشاعر اللي جالسه على رخام الدرج ورأس شغف بحضنها وروح اللي واقفه وكانت مصدر الصراخ
وزع نظره عليهم وسأل بسرعة خايف على صغيرته المدللة : شفيها يا مشاعر
مشاعر بتردد تزيح عيونها عن أبوها وتحس إنها هي المسؤولة : شكلها سمعتكم يبه سمعت صوت ضربة على الدرج وطلعت وكانت كذا
سعود اللي جلس على ركبه وهو يسحب شغف لحضنه ويلف رأسها عشان يشوف الجرح المتسبب بالنزيف لكن لا ماهو دكتور ولا يفهم بالأمور هذي وصله صوت راجح من تحت
راجح بحدة ولهفة خوف : وش فيها شغف يا سعود
سعود رفع نظره للسماء يدعي ربه تمر على خير رعود ماراح يجلس مكانه ثابت بينما بنته وشغفه تسبح بدمها ومنع لأي مصيبة جديدة وقف وهو يشيل شغف اللي كانت خفيفة بالنسبة لسعود : هاتي عباتها يا مشاعر
مشاعر بخوف توجهت لغرفة شغف وهي تسحب عبايتها المعلقة وشيلتها وغطاها وكل ما وصلت له يدها وتطلع بسرعة وتمدهم لسعود اللي اخذهم وهو ينزل فيها الدرج
روح بعدم استيعاب: يبه فيه رجال تحت
سعود بعدم اهتمام وهو يكمل نازل : اخوانها
وأول ما وصل سعود للدور الأرضي كانت النظرات بين جسّار والبارق لو هي نار حرقت الصالة كلها كانت نظراتهم كفيلة بشرح الصراع ما بينهم وكأنهم ماهم عيال الفهد ورعود اللي علاقتهم كانت من أفضل ما يكون ولكن ما استمرت الأمور على النظرات وبس حتى مدّ جسّار يده لكتوف البارق يدفعه للجهة الصادة عن الدرج أول ما شاف سعود نازل وبحضنه شغف
البارق بسخرية: تراها أختي لا تسترجل يا جسّار
طنشه جسّار وهو يتوجه لشغف اللي علاقته فيها عميقة لدرجة انه يحس الدم النازف من رأسها نتيجة ارتطامها بالرخام ينزف من رأسه هو هذي شغف اللي ما تطلب الا ويلبي لها وشغف اللي لحالها ترسم الضحكة على وجه جسّار وترجع فيه لشخصيته الحقيقية ماهي شخصية جسّار الجلمود هذي شغف اللي لو يخيرونه بينها وبين نجد راح يختار شغف بدون أي تردد وجع بروحه يتجدد ويحرقه كيف كان سبب في انها تتألم شغف أرهف من انها تنكسر بالطريقة هذي لو رعود له شفيع عند جسّار راح يكون شغف وبس ويا ويل ولد رعود لو يمس شغف شيء يا ويله وقبل لا توصل يدينه لشغف منعه راجح من الوصول لها
راجح بحدة: مكانك يا ولد الفهد لا تمسون بنتي بعد ما كسرتوها الزم مكانك
جسّار برفض لكلام راجح رجع مد يدينه لشغف المرتخية بحضن سعود اللي امتلى ثوبه وكفوفه من دمها لكن هالمرة ما منعته حدة راجح منعته يد راجح اللي سحبته لورى وهو يسحب شغف من سعود ويحطها على كنب بعيد عن جسّار والبارق
جسّار بقهر: بشوف جرحها
راجح بمنع : ما خبرناك دكتور يا جسّار سعود جيب شنطة الإسعافات بسرعة وروح سخن مويا حارة وجيبها على السريع
سعود بخوف على رعود : نأخذها المستشفى يبه أفضل
راجح بغضب واضح: ما تشوف دمها يا سعود على ما نوصل للمستشفى نشف دمها وقضى انجز بسرعة
توجه سعود بسرعة للمطبخ وهو يسخن الماء ويحطه بصحن ويسحب شنطة الإسعافات الخاصة براجح ويتوجه للصالة : تفضل يبه
راجح اللي كان يفحص جرحها بحكم خبرته بالمجال الطبي اللي تركه من بدري عشان يتفرغ لشغف كليًا بعد ما ماتت المزن وسعود انشغل ببناته وتربيتهم وعشانها بعد رجع يزاول مهنته هالمرة فتح شعرها اللي كان مرفوع بربطة الأرنب اللي تلبسها دايم بس بألوان مختلفة ابعد شعرها بحرص وحذر وأول ما صار الجرح واضح له اخذ المعقم الكحولي وهو يعقم يده ويلبس قفازه تحت انظار أحفاده المستغربين اخذ من المعقم نفسه لكن هالمرة مع قطن وهو ينظف الدم المتراكم على الجرح وعلى شعرها البني الكثيف وأول ما عقمه لاحظ اللون الأزرق المنتشر ببقع داكنة أسفل الجرح رجع لشنطته بتوتر وبشكل سريع وهو يدور على أي شيء حاد
البارق اللي لاحظ توتره : وش تبي يا جدي واجيب
راجح ما رد وهو مركز على الشنطة متجاهل الاثنين وموجه كلامه لسعود بصراخ : وين المشرط يا سعود بسرعة عجل الدم متجلط يا سعود عجل
البارق اللي وصله كلام جده طلع المشرط المتواجد دايم معه بجيبه اليمين وطلع مقص حاد خاص بإتلاف الاسلاك المتفجرة من جيبه اليسار وهو يتوجه لراجح : انا معي خذ
راجح سحبهم منه بعدم اهتمام فيه لانه اهتمامه كله مركز على شغف شغف وبس حتى ولده اللي عرف انه عايش اختفت لهفته عليه وحل مكانها الخوف على شغف عقم المشرط بشكل سريع وهو يسمي ويمرره على مكان البقع واللي أول ما مرّ عليها المشرط انساب الدم على كف راجح وجزء من ذقنه
مسحه بعدم اهتمام وهو يأخذ الخيط الخاص بالغرز ويخيط جرحها تحت انظار شخصين غير اللي بالصالة رعود واللي مانعه من النزول مشاعر
رعود اللي قلبه ينفطر مع كل قطرة دم تنزل من شغف وهو اللي اول ما سمع الصرخة كان بيتوجه أسرع من سعود لكنه انتظر يجيه خبر لكن سعود طول وفي اللحظة اللي كان بيخرج فيها دخلت عليه مشاعر
مشاعر بتهدئة: ما فيها شيء والله شغف قوية يا عمي مثلك بالضبط بس اغمى عليها وراسها ارتطم بالدرج لا تخاف
رعود بقهر: ابعدي يا مشاعر هذا وانتي تدرين عن اللي بيصير ليه ما حطيتي عينك عليها ومنعتيها تطلع
مشاعر والخوف والتوتر هالمرة من نصيبها : ما كنت ابي اشهد اللي يصير كبيرة علي هاللعبة يا عمي والله كبيرة وما توقعت شغف تطلع اليوم السبت وهي تذاكر بالعادة وما تطلع من غرفتها
رعود بقهر يضرب على صدره بغبنة : شفتي كل دم طلع من شغف والله والله يا مشاعر لا اخلي اللي كان السبب ينزف ضعفه والله يا مشاعر ما أكون رعود ولا حفيد رعود اذا ما خليت الدم ينشف بعروقهم انا وش عاد باقي لي بالدنيا سوا شغف والبارق وأمه وش عاد باقي لي يا مشاعر شغف روحي وكل اللي سويته عشان تفتخر فيني قولي يا مشاعر اللي صار غلطتي ؟
مشاعر بصراحة: غلطتك يا رعود وغلطتك احتضنت البارق واختفيت فيه ليه ما احتضنت شغف
رعود بقهر سحب كف مشاعر وهو يضرب فيها صدره : تحسبينها سهلة علي يا مشاعر سهلة اخلي بنتي لا والله وجعلني اعدم كل ما املك لو هي سهلة يا مشاعر تربية الولد ماهي مثل تربية البنت شغف عندكم مدللة وحاطينها بعيونكم لو بأخذها عندي وش بعلمها ولدي الوحيد يا مشاعر دخلته الجيش ووديته أماكن كان بيفنى فيها لولا لطف الله علمته كيف يصنع قنابل وكيف يبطلها وش تحسبيني بعلم شغف وش بقول لها بقول لها انا متهميني بقتل من هو أعز من روحي ومبعد عن الناس والدنيا عشان ولد اختي ما يقتلني ويروح ضحية الانتقام الخطأ وش تبيني اسوي يا مشاعر وينه خطاي يا مشاعر ومستعد الحين أصلحه بس قولي لي
مشاعر بحيرة : كان خليتها عند شمايل والأيام كفيلة تخليك تشرح لها وتفهمك يا رعود
رعود بقهر: شمايل يا عمي شمايل اللي اول ما سمعت اني تزوجت خذت ولدها وهجت لا تحسبيني زوجات الاباء كلهم مثل مزون اللي خذتني لحضنها وربتني يشهد الله ما مثل مزون احد وعشانها مزون تركت بنتي عندها وانا مرتاح وطلبت منها انه نوره ترضعها عشان احميها من انتقام جسّار علمت سعود بكل شيء عشان أكون على علم بكل صغيرة وكبيرة بحياتها ما خليتها يا مشاعر يشهد علي ربي ما خليتها وانها عندي اعز واغلى من عيوني لكني خفت عليها مني ومن دنياي الظالمة يا مشاعر مثل ما سعود يخاف عليكم من ظلكم يا مشاعر انا أبو وعندي قلب مانيب جامد
مشاعر اللي دموعها ابتدت من اول كلام رعود عن معاناته وعن حياته اللي تعرف كيف كانت احداثها ظالمة لشخص ما ارتكب الخطأ بحياته وهذا كفيل انها تكون بصفه دايمًا وتدافع عنه بشكل كامل : طيب ليه تزوجت أم شغف وليه طلقتها
رعود بقهر وكره : تزوجتها لأن أبوها عرضها علي عرض قدام الناس وطلقتها لأنها ....
سكت عن الكلام وهو يسمع صراخ ابوه على سعود يطلب منه المشرط ترك مشاعر وهو يتوجه للدرج بشكل ما يسمح لهم يشوفونه لكنه يشوفهم وقف جامد وهو يشوف ابوه يدور على المشرط نطق بهمس خايف وصوته يرتجف: جيب البارق اليمين جيبك يالبارق طلع المشرط تكفى
وقف كلامه وهو يشوف البارق يمد المشرط لراجح وأول ما خرج الدم من رأس شغف ضرب رأسه على ديرابزين الدرج دليل الراحة وتأنيب الضمير انه حط عياله بالموقف هذا وليه عشان يردع جسّار عن اللي يفكر فيه ما يسوى قطرة دم من شغف ضرب رأسه مره ومرتين وثلاث بعدد المرات اللي غرز راجح الابرة بجرح شغف حاولت مشاعر تمنعه لكنه اقوى وشعور تأنيب الضمير اقوى ارتاح اول ما سمع راجح ينطق براحة : الحمدلله شوي وتصحى بس ابي ساعة اتأكد من دقات قلبه بالدقيقة
بنفس الهمس الراجف تكلم رعود : بكفك يا جسّار فكها وعطها جدك
وفعلًا ما كان من جسّار الا انه سحب الساعة من يده بعنف تسبب بجرح في معصم كفه وهو يمدها لراجح بشكل سريع وهو اللي ماراح يرتاح لين تصحى شغف
اخذ راجح الساعة من جسّار وهو يعد نبضات شغف خلال دقيقة وبعد ما مرت الدقيقة وكأنها أعوام بالنسبة للي ينتظرون نطق راجح براحة : الحمدلله شغف طيبة بنتي قوية الحمدلله
جسّار بخوف: نأخذها للمستشفى الحين
راجح بقهر: اسمعوني الحين انت والبارق اللي صار اليوم ماراح يعدي بالساهل وأبوك يالبارق وينه
البارق ببرود : أبوي ما يرجع متهم بقتل أبوي يرجع وهو رافع رأسه
راجح بقهر: لا منك ولا من أبوك الله سحب منكم العقل مين يتهم رعود بقتل الفهد ما يفهم اثنينهم كانوا ظلال لبعض كيف يذبحه
البارق ببرود : سمعت يا جسّار الفهد
جسّار والبرود هالمره من نصيبه : مثل ما كنت ظلال لصارم يا جدي لكنك خنته واخذت اللي يحبها مثل ماهو منعك من اللي تحبها الشيطان شاطر يا جدي
راجح بقهر: المؤمن اقوى يا جسّار ولو ان الشيطان شاطر كانت حجتي اني اذبح جدك كافية لكني ما ذبحته ما تقول لي الحين وش حجة رعود بذبح أبوك
جسّار بقهر: الحجج والبراهين مالي فيها اسرار ما تنسمع الا من أصحابها لكن ابوي يا جدي كان بيركب الطيارة المحجوزة له لكن ولدك بآخر دقيقة طلب منه يغير الطيارة بحجة إن الطيارة مفخخة لكن اللي صار انه الطيارة الأساسية اللي كان ابوي بيركبها ماهي مفخخة ابد لكن ولدك ترك ابوي يركب الطيارة المفخخة وهذي هي حجتي
البارق بقهر: بتندم على كل حرف قلته يا جسّار والله لا تندم اذا عرفت الحقيقة واسأل عمتي
جسّار برفض: تخسي تقول لأمي عمتي امسك لسانك يا ولد الخاين ومالك صلة بأمي ولا فيني وقل لأبوك لو يتخبى بوكر ثعبان بطلعه وبذبحه قدام عيونك وانت يا جدي انا جيتك طالب بتعطيني ولا ارجع خايب
راجح برزانة : اللي بيرجع خايب هو اللي ما تختاره مشاعر عصر البنت لولد عمها يالبارق انتهى اللي عندي انا بناتي هم اللي يختارون حتى أبوهم ما يقدر يجبرهم على شيء وانت يا جسّار ساري عليك نفس الكلام مثل ما سرى على ولد عمك
جسّار اختفت ابتسامته : رمّاح؟
راجح بنفس نبرة صوته الواثقة وهو يصد عنهم متوجه لشغف يمسح على شعرها : ايه رمّاح خطب مني روح اليوم
جسّار بفرحة وباستفسار: وعطيته يا جدي؟
راجح ببرود : اسأله وانت يالبارق قل لأبوك يمرني ولا انا بعد متخبي عني هذي شغف وعرفت عن سواد فعايلكم وش يمنعه عن زيارتي
البارق بابتسامة مصطنعة: بوصل له كلامك يا جدي
سعود اللي تبدلت صدمته بخطبة روح واطلق ضحكة ساخرة ما وصلت الا لمسامع البارق وضحكته الساخرة كانت لأنه يدري انه البارق عارف انه رعود فوق وكل شيء واصل له : يبه شغف ما عليها خوف
راجح هز رأسه دلالة "لا" : بتصحى وما تبي تشوف احد فيكم اطلعوا انا اللي بجلس معها وافهمها
جسّار: بعد اذنك يا جدي ببقى
راجح برفض: لا البنات بيجون يتطمنون على شغف خذ معك البارق واطلعوا
تراجع بشكل سريع لما شاف المشرط والمقص على الطاولة وهو يلف على البارق المتكتف وعلى وشك يمشي لأنه نزل يدينه وهو يدخل يده بجيبه يطلع مفتاحه : البارق
البارق التفت لراجح : سم يا جدي
راجح رفع المشرط والمقص: تبعت اثر ابوك يالبارق؟
البارق اللي توجه لراجح وهو يأخذ اغراضه ويرجعهم لجيوبه ويبوس رأس راجح ويتكلم بصوت مسموع : الشبل من ذاك الأسد يا جدي
تحول صوته للهمس : ركز على الشبل الثاني مع انه مشكوك فيه انه شبل بس ما عليه استأذنك انا
راجح بفطنة فهم كلام البارق انه عن جسّار : ما تبي ساعتك يا جسّار
جسّار اقترب وهو يأخذ ساعته ويبوس راس راجح : عن اذنك يابو سعود
راجح بسخرية: انتبه على ممتلكات الدولة يا ابوك لا تتلفها وضبط ساعتك واجلس اعقم جرحك ماهو عشانك عشان النور اجلس
جسّار اللي ابتسم ويدري انه اخر كلامه قاله عشان يجبره يجلس لأنه كان بيرفض لكن ماله بالنور مجال للرفض : وهذي جلسة سم يا دكتور راجح
راجح بسخرية : الطب قفلنا بابه يا ابوي ما عاد لنا رجعة
جسّار باستفسار: عقب المزن يا جدي؟
راجح بابتسامة للذكرى اللي تمره للاسم وراعيته : عشان اربي شغف يا جسّار
جسّار بابتسامة : يا حظ شغف اللي عشانها تنزل روس وتعلى بيارق يا حظها
ابتسم سعود لأول مرة على كلام جسّار واللي فعلًا كان صح شغف هي اللي عشان يطيب خاطرها تشتعل نيران والحطب من ضلوع نسل الراجح والصارم
راجح اللي اول ما لف معصم جسّار بشاش بسيط : يلا توكل خل بناتي ينزلون لا يحرقك سعود الحين
جسّار اللي وقف على حيله وهو يبوس رأس سعود : حقك علينا يابو مشاعر وابشر طالع وانا مطرود من بيتكم بس ماهي مشكلة
سعود ابتسم لكنه سحب الابتسامة بسرعة : الله معك سلم على النور
قطع كلامهم ونين شغف البسيط الناتج عن الألم اللي داهم رأسها
جسّار بسرعة : اسمح لي أتكلم معها يا جدي تكفى وانت يا خالي اصعد طمن بناتك كلها ربع ساعة ان شاء الله وبطلع وينزلون يتطمنون عليها
سعود هز رأسه بالموافقة وهو من الأول وده يصعد لرعود : خذ راحتك وتركد على شغف
ما رد جسّار وهو يتوجه لشغف ويجلس جنبها وهو يمسح على شعرها اللي انتثر من فتحه راجح يعرف انها ما تحب تترك شعرها مفتوح جدله بشكل خفيف مثل ما يجدل شعر نجد ما حصل ربطة شعرها دخل يده بجيوبه وهو دايم يحتفظ بربطات شعر نجد بجيبه لأنها دايم تضيعهم طلع وحده واختتم جديلته وهو يشوفها تفتح عيونها بشكل خفيف باس عينها اليمين بخفة وهو يثبت ظهرها مانعها انها تلف على ظهرها عشان ما تأذي جرحها
نطقت بشكل خفيف وبصوت متقطع وهي تعرف الريحة زينة ريحة جسّار رؤيتها المشوشة منعتها انها تتأكد نطقت بنبرة صوت جافة : جسّار
جسّار قرب وهو يبوس عينها اليسار: لبيه وسمي يا قلب جسّار
شغف ابتسمت بألم : وش صار لي احس رأسي حار
لف جسّار على راجح اللي واقف قريب منهم يتفرج عليهم رجع ببصره لها : وين يوجعك
شغف بانزعاج: جسّار اترك ظهري بلف اشوفك
جسّار برفض: يوجعك هينا يا شغف لا تلفين
شغف بانزعاج : شفت حلم شين شين يا جسّار بس كنت موجود فيه
جسّار بضحكة خفيفة : افا وش كان دوري بالحلم
شغف وهي تتذكر: أكيد تتهاوش كعادتك
جسّار أطلق ضحكته الرنانة : افا شرّاني حتى بحلمك
شغف بألم : انا وانت ندري انه مو حلم بس انا ابيه حلم يا جسّار ما ابي اللي شفته ولا اللي سمعته يصير انت ابوي وجدي ابوي وعمي سعود ابوي بس ما عندي غيرهم وانت اخوي ما عندي غيرك لا يقربوني يا جسّار ما ابيهم ما ابي احد عافني وانا صغيرة قول لهم ما ابيهم لا يجون انا انوجع يا جسّار كنت أقول ليه ماني مثل صديقاتي أتكلم عن ابوي واخواني وأقول سووا لي بس لا ما ابي مثلهم ابي أكون الفارقة ابي اللي عندي بدال الابو ثلاثة وعندي اخو محد عنده مثله بس انتوا اللي ابيكم يا جسّار قول لهم ما ابي احد انا بايعتهم مثل ما باعوني جسّار عشاني لا يأخذون مشاعر خذها انت مشاعر مثلي ترى تبكي آخر الليل كثير ما عندها أم ولا عندها أخو انت خذها وصير لها كل شيء الثاني الأغبر لا يأخذها يا جسّار
جسّار لف على راجح وهو يشوف ملامحه اللي ارتخت من كلام شغف رجع يلف على شغف : اذا تحبيني يا شغف لا تأذين نفسك بأي شكل كان لو تسمعين خبر موتي يا شغف بتوقفين مثل وقفتي على رأسك الحين بتوقفين مثلها قدام أمي وتصبرينها تسمعيني يا شغف لا تلبسين ثياب الضعف وانتي الشجاعة
شغف بابتسامة : انا شجاعة لأني اخت جسّار وحفيدة راجح
أرسلت بوسة بالهواء لجدها لاهية عن اللي يراقبها فوق وكلامها لو هو سكين كان قتله بس اللي يغبن انه كلام كيف اعتبرته حلم وانه ما كان وكيف مسحته من حياتها وصارت تشوف نفسها فارقة بشكل إيجابي عن الكل عشانه موم عاها لا ماهو هذا العشم يا شغف انتي شجاعة لأنك بنت رعود لأنك بنته ترك سعود اللي كان يخفف عنه وابتعد عن مشاعر اللي كانت واقفه وراه وهو يطلع من البيت من باب سعود متوجه لسيارته هارب من هالبيت للمرة الكم ما يدري عجز عن العدّ كيف الواحد يهرب من بيته ومسكنه وملجاه ضرب رأسه بالدركسون واندقت نافذته رفع رأسه وهو يشوف البارق نزل النافذة : ما مشيت انت ؟
البارق ببرود : ما مشيت لأني ادري انك مهلك نفسك انزل من السيارة يابو البارق
رعود بإنهاك : امش من قدامي يا بارق مالي نفس اتجادل معك
البارق ببرود : عز الطلب والله ما شهدنا عدم الحيلة من رعود خلنا المرة هذي نغلبه
رعود واللي فعلًا كان منهك ورمشة العين منه تعادل مجهود ركض ساعتين نزل من السيارة وهو يتوجه لمقعد المرفق بدل مقعد السايق ركب وهو ينزل المرتبة وينسدح ويغطي عيونه بكفه
البارق باهتمام : أقيس لك السكر يبه ؟
رعود ضحك ضحكة منهكة وساخرة : بالحالة هذي يقيسون الضغط يا بارق ماهو السكر
البارق اللي ابتسم وهو قاصد يقول كذا عشان يضحك رعود وينسى ولو بشكل لحظي اللي صار : عاد هذا اللي طرى ببالي وش اسوي يبه المهم ما عندي جهاز ضغط ولا سكر اصلًا بس صحيح يبه علمني كيف تزوجت أمي وليه بعدنا عنك سنتين لين لقيتنا
رعود عارف انه سؤال البارق ماهو من فضول إنما يبي يغير من مزاجه : ابشر يالبارق بس نوصل البيت
البارق بابتسامة : لا والله يابو البارق لو تدخل البيت كذا بتهج منك شمايل بتقول هذا ماهو رعود
رعود ابتسم وهو يرجع بالزمن ورى : اجل اسمع القصة من لساني قبل لسان أمك الله يسلمك يا ابوي رعود الكبير اللي هو جدي ما خلف الا أمي نوره وخالتي ساره أمي تزوجت راجح لكن كان اغلب وقتها في بيت جدي وخالتي ساره كانت متزوجة شخص من جنسية ثانية ناسي وش جنسيته والله المهم انها كل ما حملت تسقط لين جات ذيك السنة اللي حملت فيها خالتي ساره بأمك شمايل وفي نفس السنة توفى زوج خالتي ساره وكانت خايفة لا تفقد الجنين مثل اللي قبله وهالجنين اخر ما يربطها بزوجها واخر ذكراه كنت صغير بس اذكر للحين دعاءها آخر الليل إن ربي يقويها تحفظ أمانة زوجها وتولد جنينها بصحة وعافية ويوم الولادة اذكر كانت تبكي خايفة خايفة تولده ميت مثل ولاداتها اللي قبل اذكر اني من كثر ما كنت أسمعها تدعي كانت ليلة مطر طلعت بالمطر أدعي لها دعيت من قلب طفل وتحت المطر كنت ادعي وانا اسمع صراخها مختلط مع صوت الرعد وكأنه يحثني على أرفع صوتي بالدعاء أكثر عشان يغطي صوت رعود على صوت الرعد كنت ادعي وادعي لين طلعت الداية من الغرفة كان وجهها اسود وبيدها قطعة صغيرة وملفوفة بقماش أبيض وتبع خروجها خروج أمي من نفس الغرفة رحت بحماس اركض لهم ابي اسألهم وش صار اول ما وصلت سمعت الداية تقول لأمي البنت انولدت قبل موعدها حتى البكاء ما بكت احتمال كبير انها بتموت هزيت رأسي بالرفض وقلت لهم خالتي دعت كثير بتعيش انصدمت أمي من حماسي وهي تقول بإذن الله بتعيش يا رعودي كانت مولوده بالشهر الثامن وخطر على حياتها حطوها بغرفة وسووا لها فراش مغطى ووفروا لها كل الوسايل اللي تساعدها تعيش بتلت شهر وشهرين وهي ما تبكي ولا تفتح عيونها فقدوا الأمل إنها تعيش حتى خالتي قالت ما ابي اشوفها عشان ما اتعلق فيها وهي بتموت انا اللي كنت ادخل عندها كل يوم مع جدي ونقص شعرها اذا طال وأظافرها اذا طالت ونغطيها عن البرد كنت اداريها وانتظرها تبكي تخيل انك عايش تنتظر صرخة طفل يا بارق وفي اليوم اللي بتتم فيه شهرين كنت جايب لها الفستان اللي خيطته خالتي سرقته لها من صندوق خالتي فتحت غطاء السرير وانا اشوفها مفتحه عيونها واصبعها داخل فمها ما قدرت انطق وانا اتأمل عيونها المليانة دموع كانت تجبر العين تتأملها انزعجت من النور اللي دخل لفراشها المظلم وبكت اخيرًا بكت يا بارق بكت باليوم اللي اتمت فيه شهرها الثاني بكيت معها ايه تخيل انه العاصفة بكى مع بكاء طفله توها تبصر وتشوف النور كانت تبكي وانا ابكي واضحك بفرح بنفس الوقت لين دخلت أمي تبي تشوف مصدر الصوت وما صدقت وهي تسمع الصوت الصغير اللي بالسرير قربت من السرير تتأكد وشاركتني الضحك والبكاء ومحد فينا فكر يسكتها جاوا كلهم على الصوت حتى خالتي اللي وقفت عند الباب وما صدقتنا انه البكاء بكاء شمايل بنتها شلتها من السرير وانا اقرب لخالتي عشان تصدق انها هي لمتها لصدرها وكنها اخر نفس تأخذه بالحياة وطوق النجاة اللي تتمسك فيه ومن يومها ارتبط اسمي باسم شمايل حبيتها حب الطفولة والصبا وتزوجتها بس شمايل غيوره لما عرفت اني تزوجت ثانية حرمتني منك وهجت فيك سنتين وانا ادوركم لين لقيتكم وهذي قصتي مع شمايل الصغيرة وشمايل الكبيرة
البارق بابتسامة : الله يرزقنا هالحب
رعود بضحكة : مالك الا مشاعر يا بارق لا تفكر
البارق بابتسامة: ما قلنا شيء مثل ما ربطتوني فيها وربطتوها فيني باقي الحب وهذا الله يرزقنا إياه بعد
سكت رعود وهو يبتسم وانظاره للطريق وصورة شغف للحين في باله
-عند رمّاح
دخل البيت وتوجه للمجلس اللي كان خالي من أي أحد الا كايد اللي يوزع ابتساماته قدام الجوال
رمّاح : السلام عليكم بو بتّال
ما وصله رد من كايد اللي ماسك جواله ومبتسم للشاشة بعبط توجه له وهو يضرب على جبهته بخفيف : رد السلام واجب بس الشرهه علي اسلم عليك وهذا وجهك
كايد بتكشيرة: ليه شفيه وجهي اوكي انت اجمل ما اختلفنا بس وش زيني
رمّاح بتكشيره : يا شين التميلح أقول وش الابتسامات العبيطة للجوال عساه موسع صدرك
كايد بابتسامة عريضة والسبب كان رسالة أجواد اللي للحين ما رد عليها من كثر فرحته فيها : نكلم حرمنا انت وش دخلك
رمّاح بسخرية : واللي يكلم حرمه يقابل الجوال كذا اتصل يالمرجوج وكلمها زوجتك وش لك بالمراسيل
كايد بحيرة : قولتك اتصل ؟
رمّاح اطلق ضحكته وهو يرتكي ويغطي عيونه بذراعه : الله يخلف عليك يا بنت عمي باللي عطاك
قاطعهم دخول جسّار اللي كان متوقع قعدة رمّاح هينا : كايد اطلع برى
كايد بقهر: حسبي ربي بس اجلسوا المجلس لكم
طلع وتركهم توجه جسّار وهو يسحب ذراع رمّاح اللي على عيونه : قوم كلمني
رمّاح ببرود : السلام لله
جسّار ابتسم وما منع ابتسامته من انها تظهر : سويتها يا رمّاح وخطبتها
رمّاح ابتسم بفرح : أي بالله سويتها لو بنتظرك ما افلحت يابو نجد
جسّار بفرحة: ووافق؟
رمّاح رفع حاجبه اليمين : سأل عن أبوي وعلمته
جسّار بقهر: وش علمته يا رمّاح
رمّاح بصراحة من طبعه : كل شيء يا جسّار قلت له عن تعامل أبوي مع أمك وقلت له اني انا اللي قدمت طلب الخلع للمحكمة ورافعت لخالتي وخلعتها من ابوي
جسّار بقهر ترك يد رمّاح اللي كان ماسكها : وليه تخبره
رمّاح : انا ما أعيش بالاكاذيب وانصاف الأمور على وضح النقا كل شيء وان كانه بيردني عشان أبوي ماهو عذر وبنشب له عند بابه ياما من نسل نبينا نوح كان ابن ظالم وغرق والنبي إبراهيم عليه السلام كان أبوه يصنع أصنام أكيد الأنبياء مكرمين عن تشبيهي لكن انا مانيب مثل ابوي ولا راجح مثله حنا دم الصارم واللي فيه الخير يشكك فينا
ابتسم جسّار بفخر: والله يا اني اعتز فيك يا رمّاح وما أعدك الا اخو طيب ونتيجة الموضوع وافق ولا ما وافق
رمّاح ابتسم : قال بينشد عن الموضوع بنفسه ورأي روح هو المهم واذا بخطب أجي مع أهلي بوادر رضا يا جسّار صح ؟
توسعت ابتسامة جسّار : بإذن الله يا رمّاح ربي بيجازي صبرك خير ونشوف نجد صغيرة جديدة
ابتسم رمّاح للدعوة : يارب يا جسّار بس شعوري إني قربت خطوة قادر يخليني بالسعادة هذي كلها كيف لو تصير ملك يميني وبذمتي الله يثبت علي عقلي يا اخوي
جسّار اللي كان بيفضفض له عن اللي صار بس ما حب يخرب وناسته : الله يكتب لك اللي فيه الخير
رمّاح بتصحيح : الله يكتبها من نصيبي ان كانت خير وان كان شر يارب اكتبه خير وقرب لي طريق الوصل
ابتسم جسّار وهو يشوف نجد اللي دخلت من الباب بتكشيرة : بابا كايد كشرني
رمّاح بعدم فهم : وش سوا لك ؟
جسّار بفهم ضحك : كرشها تعالي يا نجد اتركي كايد عنك اجلسي معنا وش سويتي للروضة يا ابوي
نجد اللي جلست بحضن ابوها وهي تشرح له : رحنا اشترينا لبس الروضة وشنطة كبيرة يا بابا عليها اسمي بابا متى الساعة اروح الروضة
جسّار موجه كلامه لرمّاح : أقول رمّاح تراك بتودي نجد الروضة بكره
رمّاح رفع حاجبه اليمين : وش يفهمني انا
جسّار بتلميح : كرت العايلة يا رمّاح مطلوب لازم تروح ولحالك
رمّاح بوهقة وهو فعليًا ما يعرف يتصرف بالأمور هذي: شموخ عندها جامعة بكرة ولا كان اخذتها معي هي الوحيدة اللي عندها علم
جسّار بقهر وهو يتصنع الابتسامة : تصرف يا رمّاح
نجد بزعل: رمّاح ما يبيني يبي روح رمّاح
رمّاح وهو اللي تذكر: صح تذكرت تعالي يالنقطة لمين قلتي روح رمّاح
سحبها من حضن جسّار لحضنه ينتظر ردها البريء
نجد ببراءة : شفت روح رمّاح جات كانت لابسه أبيض وكان شعرها
قفل فمها رمّاح يمنعها تكمل كلامها وتوصف روح سواء له أو لجسّار: بس بس خلاص لا تعلميني اجلسي ساكتة
نجد بحماس: طيب اسمع عمي رمّاح ماما تقول في بطنها بيبي شلون البيبي يعيش في بطنها ما يصير
رمّاح بابتسامة موجه كلامه لجسّار: بنتك تحسب انها مولوده من السماء مع الغيم ترى لما كنتي بيبي كنتي ببطن أمك اهجدي
نجد بتفكير: يعني انا يصلح ارجع لبطن ماما ما أموت
جسّار بعصبية طفيفة : ما تموتين يا نجد بتعيشين بإذن ربي وتحضرين موتي ولا احضر موتك
نجد اللي خافت من عصبية جسّار: بعيش اكثر منكم كلكم
قربت من اذن رمّاح وهي تهمس له : قول لبابا يجدل لي شعري
ضحك رمّاح بعمق : جسّار جدل شعر أميرتنا
-عند كايد
اتصل على أجواد ينتظر ردها لكن أجواد كانت تعض أصابع الندم لأنها ردت عليه وطنشها وأول ما شافت الاتصال أسرعت بخطواتها لأوراد
أجواد بتوتر: أوراد كايد يتصل
أوراد بابتسامة: طيب ردي ليه ما تردين
أجواد بقهر: أرد وش أقول وهو كارشني وما يرد على رسالتي
أوراد : ردي وشوفي يمكن بيعتذر يمكن انشغل
أجواد اللي حست انه الاتصال طول دليل على إصراره فتحت الخط وهي ساكته ما ردت عليه لكن كايد بالطرف الثاني كان يدندن ما حس باختفاء صوت الرنة
كايد اللي انتهى من دندنته همس " اوكي ماراح ترد عليك يا كايد ليه تتصل قفل"
أجواد بهمس : آلو
كايد اللي ما تأكد من صوتها رجع الجوال قدام عينه وتأكد الاتصال له دقيقة مفتوح رد بلهفة : يا هلا بالجودي
أجواد بتردد : اهلين تبي شيء
كايد حك جبينه بورطة : ارسلتي لي رسالة بس كنت نايم وما شفتها والصراحة ما توقعتك تردين لا على رسالتي ولا اتصالي
أجواد اللي كانت تعض أظافرها بتردد : ورديت
كايد بلهفة: صح انه اللي جاني منك صباح النور وعلى الاتصال هلا تبي شيء ورديت لكن والله انه رسالتك عندي أحلى من رسالة تم إيداع راتبك وصوتك أحلى من صوت بو نوره في طريق سفر طويل
أجواد سكتت بصدمة من كلامه و من طريقته اللي ما تدري مزح ولا جد
كايد بورطة : بتتغلين علي لأني مدحتك؟
أجواد بصدمة: مع السلامة كايد
كايد بحسافة : لا والله ما تسكرين طيب اسمعي انا بسكت لأن كلامي مثل وجهي انتي تكلمي وش تخصصك بالجامعة وكم بقى لك وتتخرجين
أجواد بحيرة منه : تخصصي اعلام وباقي لي سنة ونص
كايد بابتسامة : إعلامية اجل تخرجي بس وافتح لك قناة واسميها جودي محد يسميك الاسم هذا غيري
أجواد بضحكة مكتومة: بيتنا كلهم يقولون لي جودي
كايد بقهر: أفا سرقوه مني
أجواد : انت اللي سرقته منهم تذكر؟
كايد بمزح: وانت من صغرك وانتي ذاكرة ناقة ما تنسين خليني أهايط شوي
أجواد اللي عرفت انه يمزح اكتفت بالضحك
واستمرت مكالمتهم ما بين أسئلة كايد ومزوحه
وغابت شمس يوم السبت
بغرفة شموخ
سمعت دق الباب اللي كان مصدره رمّاح
شموخ بابتسامة تركت كتابها: ادخل رمّاح
دخل بابتسامة : وش تسوي شموخ
شموخ بقهر: اذاكر عندي دكتورة نذلة بكرة
رمّاح : أفا وانا جاي أبيك تسحبين على محاضراتك بكره
شموخ بقهر: للأسف ما يمديني محاضرة بكره غثيثة لما غبت جابتني من البيت للجامعة
رمّاح : بكره بودي نجد أسجلها بالروضة وتدرين اني ما افهم بالأمور هذي وقلت بأخذك معي
شموخ بحيرة : خلاص بحاول وبكره الصباح أرد لك خبر
رمّاح بوهقة : ايه تكفين حاولي
شموخ بابتسامة : ابشر
بادلها الابتسامة: تصبحين على خير
شموخ : تلاقي الخير
-صباح يوم الأحد
يوم المهمة الثاني لجسّار
ويوم تسجيل نجد للروضة
-بغرفة جسّار
صحوا من النوم على صوت نجد اللي متحمسه تصحيهم وهي ماسكة أغراضها للروضة
نجد بحماس: ماما وبابا يلا قوموا
جسّار بانزعاج : وش عندك يا ابوي مأخذه دور الشمس اليوم
نجد بحماس : يلا قوم نروح الروضة
هبة بقهر: بتوديها الروضة ولا بعد مشغول
جسّار ببرود : رمّاح بيوديها
هبه بقهر: ورمّاح وش يوديه روضة بنات كيف بتدخل البنت لحالها
جسّار ببرود : بيروح مع شموخ انتي يا هبه بتروحين معي للموعد اللي ما رحناه أمس ونتطمن على اللي ببطنك
نجد بحماس توجهت للسرير وهي تنسدح بوسطهم : ماما بنت ولا ولد
هبه بابتسامة: ما ندري يا ماما باقي صغير اذا كبر شوي نعرف
نجد لفت على جسّار بابتسامة: بابا وش بيكون اسمه
جسّار بابتسامة: اذا ولد اسمه صارم اذا بنت ما ادري
نجد بوناسة: مثل جدي طيب اذا بنت يصير اسمها نجد مثلي
جسّار بابتسامة: ما يصير
نجد بحزن : ليه طيب نوره مثل ماما نوره
جسّار بابتسامة : أمي نوره وحده وحالفه ما تبي نوره ثانية
نجد بتفكير: اجل وش نسميها؟
جسّار بابتسامة: اسألي أمك
نجد لفت لأمها: وش اسمها ماما
هبه بابتسامة: وش تبين يكون اسمها
نجد بحماس: ابيه قصير مثل اسمي ما يصير طويل
جسّار قام من السرير:أهم شيء المعنى يا بابا
نجد بتفكير: نسأل عميمه ضوى بابا؟
جسّار : روحي اذا ماهي نايمة اسأليها
نجد قامت بحماس وهي تتوجه لغرفة ضوى ولحقتها هبه تحت تعليمات جسّار لهبه اذا ضوى نايمة تأخذ نجد لا تصحيها وتزعجها
لكن ضوى كانت صاحية ولمحت نجد عند الباب: يا هلا بنجد تعالي
نجد بحماس: عميمه عادي اسألك اذا ماما جابت بنت وش يصير اسمها
ضوى لفت بنظرها لهبه: انا اختار الاسم؟
رد عليهم جسّار اللي وصل توه: ويا حظها اذا انتي سميتيها
ضوى بفرحة: وش ذوقكم بالاسم طيب
جسّار بابتسامة : ما يكون نوره لأن أمي حالفه ما تتسمى عليها وطلب نجد يكون قصير مثل اسمها وطلبي يكون له معنى باقي طلب هبه اسأليها
هبه بابتسامة: ابيه يكون شيء من ضوى وذوقها ويكفي
ضوى بابتسامة: اممم سهله أمك يا جسّار وش اسمها الثاني اللي ينادونها جدك وخوالك فيه
جسّار باستغراب: النور
ضوى بابتسامة : قصير مثل نجد وفيه من اسم نوره مثل ما تبي يا جسّار ونفس المعنى وفيه من ذوقي مثل ما تبي هبه سموها نور
جسّار بإعجاب: نور، حلو نور بنت جسّار
هبه بابتسامة: حلو
نجد بحماس : واو نجد ونور حلو شكرًا عميمه
جسّار موجه كلامه لنجد : يلا يا آنسه نجد انزلي افطري واتركي عنك الازعاج
-عند شموخ
اللي كانت تحاول بليان تحضرها لكن رفضت وكلمت أكثر من بنت ورفضوا اتصلت برمّاح
رمّاح: هلا صباح الخير
شموخ بقهر: محد راضي يحضرني جسّار ما اقدر اغيب كلم عمتي ضوى
رمّاح برفض: تدرين بعمتي ضوى حساسة بمواضيع الأطفال خلاص انا أحلها
شموخ بقهر: والله كان ودي بس وش اسوي
رمّاح : خلاص يا قلبي مستقبلك أهم أحلها أنا ان شاء الله أسجلها واضمن انها دخلت وامشي
شموخ: انتبه لها رمّاح وأقول لك الأفضل تأخذ عمتي ضوى معاك
رمّاح بتسليك: طيب
سكر من شموخ وهو يرسل لجسّار اذا خلصت نجد كلمني عشان اوصلها وصلته بنفس الوقت رسالة من جسّار انتبه عليها يا رمّاح تكفى حطها بعينك ووصي عليها شموخ قلبي ماهو مرتاح انتبه عليها زين
رد عليه باختصار ابشر
وبعد نصف ساعة طلع جسّار وهو ماسك شنطة نجد بيده ونجد تمشي قدامه رفع نظارته وهو يلمح رمّاح توجه له : صباح الخير يا وجه الخير
رمّاح : يصبحك بالنور هلا بالأميرة
نزل لها يبوسها وهو يأخذ الشنطة من جسّار ويحطها بالسيارة : اركبي يا نجدي
اول ما ركبت السيارة وسكر رمّاح الباب نطق جسّار
جسّار بتنبيه: رمّاح مثل ما قلت لك انتبه ولا تغفل عينك عنها تكفى
رمّاح بطفش: أفا عليك تراها بنتي ماهو بس بنتك
جسّار ابتسم وهو ما زال قلقان : انا تأخرت على الدوام بمشي وانت خذ اختك ووصلوا نجد بسرعة لا تتأخر من اليوم الأول وأوراقها اللي بتحتاجها كلها بشنطتها
رمّاح : تبشر انت ونجد
جسّار: يبشرونك بالجنة
ركب رمّاح السيارة وهو يسولف مع نجد : متحمسة يا نجد ؟
نجد بحماس: كثيييير
رمّاح: يلا بسم الله يبه نمشي
نجد باستغراب: وين شموخ
رمّاح بحلطمة: حتى انتي بعد ماراح تجي انا وياك بنروح
نجد بصدمة: يا عيبوه بتدخل للبنت رمّاح
رمّاح ضحك: بندخل على المديرة بس نسجلك وبعدين انتي تدخلين داخل لحالك لأنك كبيرة وتعرفين تتصرفين
نجد بثقة: ايه اعرف اتصرف يلا ودني انا بدخل
غافلين عن السيارة اللي تلاحقهم من اول ما طلعوا لين وصلوا للروضة
نزل رمّاح وهو يشيل النظارة من عيونه ويحطها بجيبه : يلا هاتي يدك بندخل عند المديرة
نجد باستفسار: ادخل أقول لها تتغطى؟
رمّاح ضحك: لا يا نجدي عندها خبر اننا بنجي حتى تعرف اسمك واسمي وبتقول لك وش اسمك قولي نجد رمّاح آل صارم عشان يصير اسمك مثل اسمي طيب
نجد غمزت له: تمام خطة فهمت
ضحك رمّاح من أسلوبها المحبب لقلبه : يلا تفضلي دقي الباب
دخلوا عند المديرة وهم يخلصون موضوع التسجيل وأول ما خلصوا التسجيل طلعوا من مكتب المديرة
نجد باستغراب: رمّاح وش دخل روح حتى المديرة تعرفها انت قلت للمديرة
ضحك رمّاح : ايه تدري بس سر بيننا
نجد بضحكة : سر وخطة طيب وش بسوي انا الحين
رمّاح بجدية : الحين يا قلبي بتدخلين من البوابة هذي بتلقين مدرستك واقفة تنتظرك اسمها عايشه امسكي يدها وادخلي معها داخل الصف بتشوفين صديقاتك كثير اجلسي معهم وتعلمي واسمعي كلام مدرستك وش تقول وسوي كل شيء تطلبه منك عشان تصيرين شاطرة وبجيك نهاية الدوام وتعلميني وش سويتي طيب ؟
نجد بحماس: تمام اتفقنا
انتظرها تدخل داخل وأول ما دخلت ارتاح انه أدى المهمة طلع متوجه لسيارته غافل انه المدرسة هذي بتوصل نجد بيدها للجحيم وفعلًا اول ما دخلت نجد وشافت المدرسة المزعومة مسكت يدها
نجد بحماس واستغراب من نظرات المدرسة : رمّاح قال لي امسك يدك مدرستي عايشه
عايشه ابتسمت بتمثيل: ايه دقيقة بس حبيبتي
وأول ما وصلتها رسالة من اللي يراقبون انه رمّاح مشى التفتت لنجد : يلا نجد اسمعي خذي شنطتك معك واطلعي بتشوفين سيارة سوداء يعرفونك بيودونك لصديقاتك
نجد باستغراب: رمّاح قال لي بندخل داخل
عايشه بابتسامة مصطنعة: لا مو داخل برى يلا حبيبتي اطلعي
نجد اللي سمعت الكلام خذت شنطتها حطتها على كتفها وهي تطلع وتغطي عيونها عن الشمس لمحت السيارة السوداء وتوجهت لها